أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اكرم البرغوثي - هو اسمك من جديد إذاً














المزيد.....

هو اسمك من جديد إذاً


اكرم البرغوثي

الحوار المتمدن-العدد: 3811 - 2012 / 8 / 6 - 17:29
المحور: الادب والفن
    


هو اسمك
كان يكفيني اسمك
دام يكفيني اسمك
لأكون نشازاً كاملاً
يعلن في غمار حزنٍ أن الفرح قضيته
ويموت ليحيا

كان وجهك في المنام يزورني
ويسرقني من الحكايات القديمة
لتراب يسرقني
ولتراب يجثو فوق صدر الأرض
يزمل زيتونة
يحنو عليها بماء حين مطر
ويدعو الله أن أغثنا إذا ما أقفر الغيم
فيأتي السحاب
ويهطل المطر

يا الله ما أسهل الأمنيات
ما أصعبها
كأن الخطو طريق النهر للبلاد البعيدة
للبلاد القريبة
حيث يمشي اثنان
وظل واحد للقصيدة والأغنيات

يوغل البحر في البحر
يترك على ميناءك بعض روحه
بعض ماء قليل من كثرته
كان يملأ رئتيه بهواء عطرك
يقول للنورس: تلك بلادي
كان النهر يرمي ملامح حزنه
يُظلُ بها يد الشجر
يلامس وجه العشب
كأنه الإنحسار الأخير
كأن دمع عين الماء ينضبُ
ويترك على ترابك ظل النهر وينضبُ
ينحبُ
تلك بلادي

يعبس وجه سفينة الله
يا الله نفحة من روحك نَفَسُ الحياة
تغيّر القبطان مراراً
وما تغيّر عشق البحارة للإبحار
حنينهم للعودة لمدار البرتقال يزهر
عصيرهم للعنب خمراً

تغيّر القبطان وما تغيرت السفينة
لا الميناء
لا البحارة
ولا الركب
وحده كان الحلم يذوي،
يطوي آخر الشمع يسيل
على عتبات النهايات

تغيّر القبطان، وكانت بلاد عند الشاطئ تنام
فتُقْتَلُ في الحلم مراراً
كان وقد أتعبها حلم
وملت الحلم المرواغ
ومضت تقلم شوكاً في الصحراء

قد أنسى ملامح الطريق
قد يهرب حدث
كان يحيك شباك الحزن على نافذة الذكرى
قد أضل عن وجه أمي
وأروع الأشياء
عندما تبتسم شجرة الكينا للمغيب
لكني لا أذكر أني نسيت عينيك
أطلت من بحر عند الشفق
جرت خلف النهر
أمسكت سماء زرقاء

وحين أنا سهوت قليلاً
أطلت من هاويتي في الحلم
وددت بكيت
فاستعصت عيون الماء في جبل
كأني أمد يدي للماء ويهرب من يدي
سائلا يمد للنهر يده
يمد في البحر يده
يأخذ ظلي عطشاً
وأنا من ماء خلقت
ما شربت روحي
وما ارتوى مارد الحزن من دمي
ما زال يشرب

عطشت من الكون ماءاً
وحين دنوت منه ما شربت
ما ارتوى قمر المحاق
وما ارتويت

عطشت من أمان لبحر يغمض عينيه
عن حبيبين ويمضي لحاله
وما ارتويت
لبلاد تركب الريح
وتأتي بسحابها يمطر على الصحراء
وما ارتويت

لامرأة تسيّر قوافل طفولتها إليّ ملكا
وتأسر آخر فرساني
ولمحراب بين ضلوعي
في ضلوعها أصلي خجلي
آثامي الصغرى
آثامي الكبرى
وجه خطيئة التفاح
ظل الكلمات ووجع الناي
أولى خطى طفل يفرح
يبكي
أو ينحب
يكره مثلما يكره الناس

ولكني ومن عطش إلى عطش
يأخذني بحزن طيفك
وما من ماء أرتوي
هو حلمي وكل الضحايا
تستوجب صلاة ودمع خشوع
عطشت

وما بكيت لغفران
وما نام ظمأي
وما أرتوى
وكاد يزهر في البيداء زهري
ولكني من نصل سيف الحبيب
إلى مقصلة الغريب أمضي
ويمضي ظلي وما أتيح من القهر
إلى حلم متعثر الخطوات أمضي
مضيت
ما ارتويت موتا
ولا أرتوي حلما
أمضي
مضيت
مضيت

الليل وبابل حبيبان
مذ أخفى الإسخريوطيّ سيفه
قرأ تعاويذ مرثاته وأقسم سيركب مطيّنا
ونحفى بظله

الليل وبابل سليبان
منذ السبيّ الأول
منذ لم يحرق العربيّ حصيرة يثرب
فانتشرت تعاويذ الشر
فانكسرت من داخلها البلاد
وأعلن في المحراب
وجه الكاهن الجديد
والإسخريوطي في عباءته
وفي ظله
يَسخرُ ويُسَخر السفن لتيه في صحرائنا
ونقرأ طالع الأفول
دون بزوغ الشمس
ما خطَّ الأفقُ بداية
ما ميّز الأعرابيّ وجه النهايات

الليل وبابل يغرقان بدم الضحايا
ظلام واحد يعم المحيط
ظلام واحد يعم الخليج
وينام النيل على كف
تهدهد حلمه فيبكي النيل
ويبكي النيل

الليل وبابل رفيقان
واحد سبب الموت
وإن تعددت الأساطين

الليل والبحر رفيقان
هذا المحراب لا يكفي لضيقي
لا يكفي للموت الجماعي
لا يكفي لي وللإسخريوطي
وهذه البسيطة عمياء البصيرة
عمياء
عمياء
وما من ماء لأكمل وضوءاً لصلاة
وما من ماء لأسقي قفر جوفي
أعيش وكأني أنتهيت


في الخندق المقابل على شفا النقيض
في جب الوداع؛
أي رصاص يصيبني لأسمو من مستنقع النهايات،
أي البدايات؟
وحمام الدم يسري
يطير، فيعرج للسماء دونما غيم أو قمر

مفتوحة سمائي أفقا لأرض لا تستجيب
لحلم لا يستجيب
لبلاد لا تستجيب،
وقد غَسلت من كيدِ مينائها من دم الأنبياء
غسلت أشتاتها
ومضت تحدق في البحر من على مرتفع
لعل البحر يسمو
لعل لي بلاد أتيت

خبزت الرؤيا لعلني ذات يوم
لا أحدق في الفراغ
لعل لي تراب أغزله فتنمو دالية هنا
وأسخر؛ كان تاريخاً أحمق
بكيت بكى الظل
عطشت
وما أرتويت

كل البلاد تجوب معابدها
فرحاً
حزناً
رقصاً يانعاً
أطفالاً يعمدها الفرح
وأنا في بلادي يجوب الحزن أقبية المنازل
يجوب أقبية المعابد وما من عيد أتيت

أتيت الشام وكانت يدّ الله طولى
كم من ملاك للموت يحمل منجلاً
يتناوب ضحايا فكرتين
على شفا هاويتين
ولا تحمل سفينة نوح أحداً

أتيت
أتيت أحلم بالطوفان
فامتدت يدان لقطبين هناك يطعمان طفلاً
وهنا يقصفان بمدافعي
قرميد بيتي
تبت يد الأهوج من دمي
تبت يديّ حين تغلق عيني الحبيب بحنق
وتبت حين تخنقني يدي



#اكرم_البرغوثي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمني
- رؤيا وسراب
- سبارتاكوس
- تأملي كفك
- قاتل
- فرح غامض
- هلع
- تيه
- لا احتمال آخر
- أرق
- غمضة عين
- المسافة والجسد
- شهداء برسم الحياة
- كوابيس
- موجة شغب
- خضراء
- نهاركم أبيض دون ألوان أخرى وخاصة الدماء
- سرداب
- حلم هو
- حضورٌ وغياب


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اكرم البرغوثي - هو اسمك من جديد إذاً