أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ثائر كريم - الهدف الاكبر بين فكي تكتيك المصالح ومنطق العدل















المزيد.....

الهدف الاكبر بين فكي تكتيك المصالح ومنطق العدل


ثائر كريم

الحوار المتمدن-العدد: 1133 - 2005 / 3 / 10 - 10:36
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يشكل ما ابدته أغلب القوى السياسية والمدنية من وقوف صلب وراء تطوير عملية التغيير السياسي لعراق ما بعد نظام الاستبداد تحولا نوعيا في تاريخ هذه البلاد. فللمرة الاولى يرى الناس كيف أجتمع بسلام معا الاسلاميون والاكراد والقوميون العرب والشيوعيون وشيوخ العشائر وقادة الاقليات القومية واللغوية فضلا على اللبراليين. وللمرة الاولى سمع الناس كيف ان هؤلاء جميعا ما برحوا يعلنون- منذ سقوط نظام الشمولية الطائفية حتى اعلان نتائج الانتخابات- عن رغبتهم جميعا في التوحد حول عراق جديد، تعدديا وشفافا وقانونيا.
هكذا تكلم ابراهيم الجعفري وعبد العزيز الحكيم وبرهم صالح واياد علاوي وهوشيار زيباري وغازي الياور واحمد الجلبي وحميد مجيد ومحسن عبد الحميد. وهكذا اعلن حسين الشهرستاني وهناء ادور وتوفيق الياسري ومشعان الجبوري واياد جمال الدين والقادة التركمان والفيلية واليزيدين والصابئة والشبك.
ليس من المبالغة اعتبار هذا الالتزام السياسي المتين الذي رفع وحدة الهدف الاكبر الى مصاف النجمة الهادية واحدا من بضعة تحولات فادحة الاهمية نشأت في عراق ما بعد الطغيان. سلوك يدعو للفخار، حقا.
بيد ان هذا التوحد في الهدف المعلن يتعرض الان الى اقسى الاختبارات ارتباطا بتشكيل الحكومة الانتقالية وكتابة القانون الاساسي الذي ستحكم بموجبه البلاد.
فمن امثلة هذه الاختبارات التي تتعلق بشكل العملية السياسية ثمة: انسيابية تشكيل الحكومة على امتن ما يمكن من الاجماع الوطني؛ زج اوسع مايمكن من القوى السياسية والمدنية في عملية كتابة الدستور؛ خلق اوسع مايمكن من الاجماع الشعبي على الدستور الجديد وتحفيز اكبر مايمكن من الطبقات والفئات الاجتماعية للمشاركة في انتاج العراق الجديد ودستوره.
ومن التحديات الكبرى التي تتعلق بمضمون العملية السياسية ولحظاتها الاستراتيجية هناك: الموقف من ضمان الحريات المدنية والحقوق السياسية للمواطنين ومدى تعارض الدين معها في حال اعتباره مصدرا وحيدا للتشريع؛ الموقف الملموس من توزيع الصلاحيات والسلطات والموارد الخاصة بالنظام الاتحادي (الفدرالي) بين المركز والمناطق الاخرى في حال قيامه على اساس قومي جغرافي؛ الموقف من كركوك وفيما اذا كانت مدينة عربية او كردية؛ الموقف من الحكومة الاسلامية اذا باتت خيارا حاسما لدى فصائل اسلامية معينة، حتى وان كان في الكمون.
وفضلا على هذه التحديات فان تلك النجمة الهادية يمكن ان تتضبب رؤياها بعنف وقد تختفي بفعل هزات التكتيك او شطحات الخطاب السياسي. يدرك الناس ان جل سياسات التكتيك السياسي يكمن وراها سعي لتعظيم المصالح الفئوية او القومية او المذهبية او ما شاكل على حساب مصلحة مستقبل العراق تعدديا وحرا واتحاديا.
لعل بعض القادة الاكراد في طريقهم الى ان يتميزوا في خلق هذه الهزات. ويأمل كثيرون ان ياتي يوم احسن من الامس ولا تظهر فيه هذه الهزات. يقول زعيم كردي بارز، مثلا "الحقيقة أن في العراق أمتين مختلفتين؛ عربا وأكرادا. وإذا قبل الأكراد بالبقاء ضمن إطار العراق بهذا الشكل الفيدرالي أو ذاك فإن الشعب الآخر يجب أن يكون ممتنا لهم". تلك هزات لامعنى لها. وهو خطاب لا يترك ( في احسن الاحوال) إلا المرارة في القلب ووخز الاسى. ويمكن ان تستتبع هذه الهزات (في اسوأ الاحوال) ردات فعل عكسية تماما ليس من قادة الفكر واقطاب السياسة الآخرين فحسب بل ومن الناس، ايضا. لاسيما من اصدقاء الكرد.
فالجميع يعرف ان بين العرب مئات الالاف من الذين وقفوا بمبدأية ثابتة ضد محاولات سحق الكرد وآمنوا بحقهم في وطن آمن. والجميع يعرف ان ثمة التزاما ثابتا ابدته جل القوى السياسية والمدنية في العراق لمضمون الفدرالية. وباتت الاتحادية وحق القوميات والاقليات بديهيات مبدأية في الخطاب السياسي السائد. والكل يلهج بذكرى حلبجة والانفال وضحايا الشعب الكردي.
اذا اراد الكرد ان يستقلوا واعتقدوا ان شروط الدولة الكردستانية متوفرة لهم الآن فمرحى بذلك ولتنفتح له الصدور وتقبل به الضمائر. واذا اعتقدوا ان حدود القوة الكردية لا يناسبها الانتماء للعراق بل لا تتناسب إلا مع دولة كردية فاهلا بذلك. ومن الممكن، نظريا، الدخول في مفاوضات الانفصال ورسم الحدود وتقسيم الموارد وربما ترحيل الناس من كلا الطرفين وما الى ذلك. ومن الممكن ان تفض مسالة كركوك بطريقة وآخرى- قسمة عادلة بين اهل البلاد من كل اطيافهم. ولتكن الامم المتحدة حكما. للكرد حقهم القومي المشروع في دولتهم ولتكن اليوم قبل غد. لتتأسس دولة كردستان اذا اراد الناس ذلك ودخل القادة في حوار حقيقي حول ذلك. واذ ما رفض الآخرون (وهو رفض لا معنى له في منطق تقرير المصير قوميا ومنغلق على نفسه في منطق التجربة التاريخية المعاصرة للعراق) فان قبولهم بالفدرالية والتعددية والاختلاف ليس إلا نفاقا. وستكون المحصلة، بلا شك، عود على بدء: شمولية طائفية من نوع آخر او شوفينية قومية او احتلال، حتى.
ولكن وفي كل الاحوال، ليس هناك منّة لاحد على أحد في العيش معا في بلاد الاحرار. أنا لا أمنّ على اهلي في العيش بين ظهرانيهم. وأنا لا امنّ على غير اهلي في العيش سوية. الكل احرار في الخروج من الاطار واحرار في الدخول اليه. وفي الحقيقة ان ضمان حرية الدخول والخروج وحدها هي التي تؤسس لعراق موحد توحيدا صلبا لا تخذله مكوناته.
ولكن، ايضا، اذا راى الكرد ان مصلحتهم في العيش في ظل عراق موحد ديمقراطيا فان هناك شرطا اساسيا واحدا لا غير: قبول الانتماء لهذا الوطن وفق مبدأي العدل والمساواة السياسية قبولا حاسما. قبول الانتماء (بلا منّة). قبوله في كل الجسد، في القلب والضمير مع العقل والمنطق. قبوله بكليته، وان كان مع تبني منطق التفاوض المستمر على آليات توزيع الموارد الاقتصادية والسياسية والقيمية.
القبول في ألانتماء للوطن العراقي ولاء لهويته الكبرى، الهوية العراقية التي تتكون الآن ارضية ثابتة حاوية لكل الولاءات الاصغر و الصغرى. اذاك يصبح قبول الهوية العراقية التزاما سياسيا ثابتا بدولة القانون التي هي روح الامة العراقية الجديدة وصلبها. الامة العراقية ككل انساني جديد قائم على وحدة التنوع. واذاك تضحى الهوية العراقية مبايعة مطلقة لمكونات البلاد المختلفة لمنطق العدل في اطار الامة.
فهل سيتوحد القلب الكردي مع العقل في تبني منطق الهوية العراقية الجديدة ام سيبقى التارجح السياسي قائما في الافق سائرا ابدا وفق سياسات تكتيك المصالح؟



#ثائر_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان صحفي / آيفيس تراقب أعمال العنف المرافق للعملية الانتخاب ...
- تحية للسيستاني وأمنية
- شعب حي تكلم بلغة السلام، فماذا ستقدم الحكومة؟
- الانتخابات مهمة و هناك أشياء أكثر أهمية
- هل ان قدر فكر اللبرالية في منطقتنا ان يكون تابعا او عدميا؟
- لا خير في بوش بعد اسقاط صدام حسين
- حتى لا يخرب الدفاع الاعمى عن سياسات بوش روح اللبرالية: ردا ع ...
- تكوين الدولة والهوية الوطنية العراقية ومسؤولية الفعاليات الس ...
- نحو اعادة تقييم انقلاب 14 تموز 1958 في افق الديمقراطية والاص ...
- القوى السياسية في العراق ومستقبل الهوية الوطنية العراقية 2-2
- القوى السياسية في العراق ومستقبل الهوية الوطنية العراقية 1-2
- نحو اعادة تقييم المجالس التمثيلية في العهد الملكي
- هل سيتحقق مشروع الدولة الوطنية في العراق يوما ما؟
- كيف يتعامل الماركسيون العرب مع انهيار النموذج الاشتراكي الاو ...
- كيف يتعامل الماركسيون العرب مع انهيار النموذج الاشتراكي الاو ...
- كيف يتعامل الماركسيون العرب مع انهيار النموذج الاشتراكي الاو ...
- ما تأثير الراسمالية والطبقة الوسطى في انجاح الانتقال للديمقر ...
- اجتثاث البعث بين التسرع المرتجل والنقد الغاشم
- لا معنى لمحاكمات نظام صدام حسين بدون ترسيخ الولاء لدولة القا ...
- من يقود الارهاب في العراق: بعثيو صدام حسين ام الاصولية الاسل ...


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ثائر كريم - الهدف الاكبر بين فكي تكتيك المصالح ومنطق العدل