محمد المراكشي
الحوار المتمدن-العدد: 3915 - 2012 / 11 / 18 - 21:41
المحور:
كتابات ساخرة
تناقلت الأخبار قبل ايام النبأ المؤلم لبكاء الوزير السيد الرميد أمام لجنة العدل في البرلمان ! وبقدرما يكن الكثيرون العداء السياسي للسيد الرميد ،ويرون أن دموعه تؤكد فشله السياسي في تدبير حقل العدالة بالبلاد ،إلا أنني أرى دموعه غالية علينا كثيرا ! وكنت وددت أن لا يصل هذا المسؤول الصخري إلى هذا الحد الذي لا يفسره سوى أنه وصل إلى باب مسدود ما !!
حين تسلم السيد الرميد مهامه ،استبشر الكثيرون و لو اختلفت مشاربهم أو رؤاهم السياسية من الحكومة أو حتى من العملية برمتها..لم يكن الرميد سوى ذاك الحقوقي الاسلامي الذي ربما سيطبع العدالة بما آمن به و اعتقد ! لكن على مايبدو، هناك عقبات جسيمة اعترضت سبيله أو اعترض هو سبيلها !!
نظن ،أن دموع السيد الرميد ، بغض النظر عن ضغط كتاب الضبط و قضيتهم التي يراد لها أن تكون مشجب تلك الدموع، هي دموع مشروع سياسي بأكمله ! وكأني بالحكومة مجتمعة في ماثم تبكي وتولول على مصير "إصلاحاتها"الحالمة (!) و تنفيذها الجيد للبرنامج الحكومي !
و كأني بالضغط الذي تشعر به الحكومة أو الذي تريد أن تحس به في معاركها الكثيرة و غير المحسوبة مع التماسيح و العفاريت ما ظهر منها و ما بطن،لم يدفع الحكومة و بعض وزرائها إلا لإطلاق العنان للدموع علها تشفي من هذه الورطة !! و لا ندري كم وزيرا بكى و اخفى دموعه عنا ،بينما الرميد اختار الشفافية الدموعية !!
هي دموع حكومة إذن ، ودموع مشروع سياسي أخطأ ربما في تقدير المرحلة و تقدير قوة الخصم السياسي ،وأخطأ ربما في معرفة اختلاف دار المخزن عن "ديور الناس" ! مشروع تدبيري أخطأ بإشعال حروب هامشية تأكل من "شرعية النية" في محاربة الفساد !!
ومع ذلك ،فإني شخصيا من الناس الذين يؤمنون بأن الدموع و إن كانت مؤلمة و حزينة،إلا أنها تجدد المرء و تصفي عيونه ليرى العالم بوضوح أكثر !!
#محمد_المراكشي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟