أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إشبيليا الجبوري - الباحث خيرالله سعيد: الخطاب العقلاني في نقد البطل المنهجي/ الورشة 0.3.2















المزيد.....


الباحث خيرالله سعيد: الخطاب العقلاني في نقد البطل المنهجي/ الورشة 0.3.2


إشبيليا الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3914 - 2012 / 11 / 17 - 22:42
المحور: الادب والفن
    


الباحث خيرالله سعيد: الخطاب العقلاني في نقد البطل المنهجي للنص الروائي/ الورشـة 0 - 3

...تابع

0.3.2 وحدة الصياغة النقدية للبعد الابيستمولوجي

ومن هنا ألفينا الباحث يستقصي المفاهيم البلاغية والكلامية، في ضوابط مغامرة العقل ونشاط نقله، فحوّل أنظار توافق العطاء الأدبي الروائيّ الى تنوير دون تعليق تعليلات وتخريجات موطنها بمنطقة العقل مغيبة بالقراءة في التثمين الفكري ومنفصلة في اشكالية الوعي والنقد المضاد به، في موضع المشكلة. بل وفق أعتبار أن النص موضع أشتغال به، وليس الاشراف عليه والتأمل بمعزل عن فقرات ومكوناته. من هنا أتجه مهتما الى أستحداث بواعث منتجات متلازمة في منهجية أختيار الأدبيّات النقدية وإبعاد التناص والترادفات التركيبية، التي تتعامل مع بعض الإشارات والتلميحات التلفظية البالغة الدلالة، في موضع الممارسة السيميائية وأعادة خصيمة نسج وصياغة فهم المعنى لما جاء به من التأويل-بالتأويل دون دلالة للمقاربة التركيبية، التي تنحو بمنطق المبرر في أصطباغ الاستخضاع بتلازمية الاختيار، ساعى بفصل إجرائي فرضته بواعث منهجية محضة من بعض الإشارات والتلميحات التلفظية البالغة الدلالة، معتمدا في نسق تطور التحليل على "علامات" جلية وموحية للكشف عن الحقائق الساكنة ورموزها، في أبرز أهمية ظهور التجلي الخطابي، في مقاصد الظواهر للفعل التأويلي أن يكون ممارسة استقرائية(المفاهيم/الاعراف/التحليل/الذهنية/الرؤى/النشؤية/الايديولوجي/النفوذ/الصلاحية/القوة/المجهولية/الجانبيات) أو ممارسة استنباطية (التصميم/المخطط/الموضع/المعارف/ التنظيم/المشروع/التعلم/ السياسة،الثقافة/المحيط/التهيؤات والترتيبات)، ليميز قيمة الأستدلال بها على الإشارات التلفظية الدالة، محلا متقدما لإسقاط نواصي معنى النص المقرؤ لفظا ومعنى، ومنحه قوة أرشاديّة، بأمساك النظر والقراءة والتفسير بالمدلول، لذا وجدناه يشير برسوخ أهميّة الأفتنان في قراءة شتى إشارات الخطاب ووظيفته، وبداهة ملائمة أبعاده الفلسفيّة في شتى تشكيل السرد، في إثراء وتخصيب المعرفة المتعلقة بالتنظيم، إذ أعتبر مواصفات ما جاء به النصّ جلي. شأن منتوج أعدته المعرفة العقليّة، وصقلته صيغة الموهبة الابداعيّة.

أخذ الباحث بـ(التناص) يشرّح بصرامة لما يحتويّه المعنى من دلالة على كل شيء، ويعطيّ له تفسيرا من كل شيء، بواسطة مقولات ودلالات تشير شغف بمحمولها الثقافي حتى غلب عليها وتفرع تشّكيلها في وسائل أستنباط المزدوج للنصّ الجنسنيّ (للنقل والعقل)، اي قراءة بالمماثلة، والدراية الموجودة والمحددة، بين دلالة اللفظ وأسرار المعنى، لأظهار أعتبارات تهافت أعجاز الخيال، وأثبات مفاضلة تفوّق بلاغة الواقع، لتأكيد ما أعرب عنه ودل عليه في تعضيد مقوم حركته الذهنية، المتجسدة بالعقل والرأي، أعتكف عليها تدبرا في أستخلاص المعنى وتأويل الأستدلال بها، على حكمة الصنعة الابداعية للدلالة، ونتائج أستخلاصها في الحكمة، وتجنب اللامعنى من المزاولة حيالهما. كما هو وارد في النص التالي المقبوس من مقالتـه للفصل الاول:

"... تركيبة البنى الروائية، عند حيدر حيدر، في هذه الرواية تحديدا، تخضع الى مقاربة تاريخية، ومقارنات متماثلة بين وضعيتيـن, ونقلات محكمة لحدث ذو طبيعتين وبتسلسل جمالي أخاذ بين الموقف والموقف، /واللقطة ومثيلاتها، مما يخلق حالة متماسكة من الحبكة القصصية في افقها الروائي، لذلك يرى القارئ السلاسـة في الإنتقال دون تضيع الحدث الأرأس." (أنتهى الاقتباس)

"... في الغربة، يكون اللقاء مع أحد أبناء بلدك ذو نكهة خاصة، رغم أن المنافي تلوث الناس, وتكسبهم أخلاقا جديدة، لذلك كان ـ مهدي جواد ـ فرحا بلقاء ـ أحد قادة إنتفاضة الأهوارالعراقية ـ مهيار الباهلي ـ وهو اسم ذا دلالة تاريخية أراد منه الراوي، ربط الاسم بدلالة المسمى ـ قتيبة بن مسلم الباهلي ـ مع مهيار الباهلي، للإيحاء بالنسب والسلوك، فالأول ـ فاتح عظيم ـ والثاني ثوري مغامر طموح ـ نجا وحده من مذبحة الأهوار الرهيبة في نهاية الستينات ـ سيجري الحديث عنها لاحقا.، مع الإشارة الى أن شخصية مهيار الباهلي واقعية ومازال صاحبها الأستاذ عبد الأمير الركابي الذي شارك شخصيا في معركة هور الغموكة بين الثوار اليساريين والقوات الحكومية وقد قتل فيها عدد من رفاقه ومنهم الشهيد خالد أحمد زكي وأصيب هو – الركابي – بجروح بليغة وأسر ثم أودع السجن وفي فترة وجوده في الجزائر التقى الركابي بمؤلف الرواية و أطلعه على تفاصيل المأساة البطولية التي خاضها هو ورفاقه..." (أنتهى الاقتباس)

وكما جاء على لسان حال الباحث نفسه ونيطها في:

"... وفيما بعد اعتمد المؤلف على عشرات أشرطة التسجيل التي سجلها لأحاديث الركابي وأصدقاء آخرين في كتابة الرواية ولكنه - وأعني المؤلف حيدر حيدر - لم يشر الى هذه الحيثية والى فضل أبطال روايته عليه ولم يوجه لهم حتى إشارة أو تحية صغيرة بل جعل من نفسه العارف الواسع الاطلاع وصاحب الفضل الوحيد في تقديم تلك التفاصيل المغمسة بدماء الثوريين العراقيين الى الجمهور القارئ ولا أحد سواه ، وهذا فعل أقل ما يقال عنه أنه مؤسف ولا علاقة له بالوفاء وحب الحقيقة..." (أنتهى الاقتباس)

مما تقدم يتضح أن الباحث د. خيرالله سعيد لم يستثني المؤشرات التلفظية من سيرورة الفعل، ويحيلها إلى الوضعية اللغوية للخطاب، بالتالي يمكنه أن يبني تجانس الوصف وتماسكه، ويحول بنية الدلالة على افق عن يحيط لغة الطبيعية النصية المتداولة لدى البطل المنهجي، مما .أستلزمه بناء الدلالة بهذا الشكل الاستعراضي/الاشاراتي لم يسكنها تجنبا لتداخل الجنسنة الصرفية والجنسنة التركيبية واستخدامها، او إبعاد الترادفات التركيبية، بل اعدّ بها إعداد لغة واصفة نقدية تمكن من دخول مقارنة النماذج الموصوفة في مختلف المكونات اللغوية في بيئة السارد/البطل. فقد نلاحظ في الشكل رقم (2) المراحل والعناصر للتصور النقدي عنده، وهو يتناول المحاصد التناصية، الذي يعتبر فيها اللغة شكلا خالصا وواقعة سيميائية مندمجة بالبعد الابيستيمولوجي. فقد تم التعامل مع موضوع اللسانيات في النص ذاته ومن أجل ذاته، وربطه بالحقائق المتصلة بالوضعية غير اللغوية/الصور (...اللقطة ومثيلاتها...). ورغم تعامل الروائي بالمسلمات التوصيفية مع البنية اللغوية بوصفها شكلا خالصا، فإن سردياته هو الآخر لاتخلو من بعض الإشارات والتلميحات التلفظية البالغة الدلالة، التي يرتكز الباحث عليها بأعادة التوضيح مرار وتكرارا كما هو واضح في النص اعلاه، يتلامح بين مستويات الماهية الدلالية، فيعثر على مستوى التقييم الجمعي أو الرأي العام الاجتماعي، حين يتداخل لاشعورية نقد النص، معبرا عن ووجوده فيه، ولمسها ضمنيا في التناول. مما يتضح الوصف الدلالي النقدي لديه، يرتكز قبل كل شيء على وجود تقارب بين اللسان وباقي فروع الأنسنية الاجتماعية في المحفز للمركز والمحيط للدلالة. وهكذا يتخذ الدليل مواصفات تختلف باختلاف السياقات التاريخية. ولاتتعلق هذه الظاهرة فقط بمفاهيم التقييم المباشر ( ...رغم أن المنافي تلوث الناس, وتكسبهم أخلاقا جديدة...)، اذ كذلك بأشياء الطبيعة التماثلية (...تخضع الى مقاربة تاريخية، ومقارنات متماثلة بين وضعيتيـن, ونقلات محكمة لحدث ذو طبيعتين وبتسلسل جمالي أخاذ بين الموقف والموقف،...) أي خلاف من حيث الشكل ومحتواه، مادامت كل المحيط والثقافات تجمع مصاغ في كوننة الأنسان بين كل ماهو مؤثر ومتأثر به. لكن الباحث يستقطب مستوى ماهية محتوى النص حدوداً دلالية مختلفة. لأن كل الاصناف الاشاراتية الانسانوية يتعامل معها بطريقتها الخاصة. وهكذا نلاحظه يهتم في علم الدلالة البنيوي في أهمية تتبنى العناصر التلفظية التي تتدخل في تحويل الخطاب اللساني، من الاشارة المصدرية إلى التجلي الخطابي. ومن هنا نلاحظ منطلق الزاوية النقدية بالضبط، بحيث لم يغافلها منذ بٌداهة مشواره في الدراسة عن المشاكل المعقدة للتلفظ، وايضا بسبب هيمنة اهتمامه على نمذجة الفينومينولوجي في خطابه بشد نحو مدها كثيرا نحو بنيتها أفقيا. فالسيميائية بنقده تمثل قواسم لها ثوابت ذاتية ملائمة لوصف الشخوصية ودينامية وعيهم، لذلك ينبغي عدم إقصاؤها من النص النقدي وهو يتناغم معهم بادواته النقدية.

ومن بين الوقائع النصية التي شملها الاستقصاء والتحليل، نجد الوقائع التلفظية التي وردت متفرقة ومتكررة عبر مختلف الوحدات القرائية. وبتفخصها وإمعان النظر فيها، يمكن أن يظهر توزيعها إلى ما يلي:

شكل رقم (2) يوضح الداينمكية النقدية في البعد الابيستمولوجي عند الباحث د. خيرالله سعيد

إن الدراسة النقديّة التي جاء بها الباحث تمثل أنموذجة بنقد العقل النظريّ وعلاقته بالمختلف الجوهريّ، ودراسة اللاشعوريّة بالنصّ، للتخلص من استبداديّة الدال، في الهامش الحديّ للنقد المقارن، عبر نقد محمولات التمائليّة، في بنية المُرسخ والمُوجة، في التقوّيم الوجدانيّ، والتدبير الأخلاقيّ، الغيرآبهين ولا مكترثين لحجم الاضرار، في الكشف عن خبايا النص، وأسراره، لما له من قدر، يتمتع به من أسس معرفيّة، ومفاهيم، وإجراءات تأويليّة، تُذكيّ وتبررالطموح بالتفكير، والتواصل معه، كما هو واضح في الشكل رقم (3) والذي (سنحاول تطبيقه بصورة اوسع في الورش القادمة). وأيضا مليء بالحجج والبراهين، التي تدعو بالرد على التهم والادعاءات المزيفة، ومنح شراكته بقوة ناظمة، وصمود داعم، في المواجهة من الناحيّة النقديّة الفلسفيّة، والأدبيّة، ويسعها بأطراف، وحِزم متماسكة، قويمة سليمة بأدواته، وحيويتها بأداءها. دفع الباحث بتناولها، للدفاع عن مراس أسرار النصّ السرديّ، ومخياله التشريحيّ، والتحليليّ. في جعل هذه المهارات تتناسق مع التفكير الظاهريّ، والوعيّ الباطنيّ. مأمورة بإبداء مقاومة شرسة، تجاه فعل الأمر، للتخلصّ من سلطة المستبد، عن التمكن والإخضاع. والمقصود بالتمكين والإخضاع، تشمل كل السلوكيات العاملة على التحقيق، والتفسيرالنصيّ. كممارسات بحثيّة نقدية عقلية. وأن تنسجم مع المعايير الأخلاقية المتعارف عليها من لدن الباحثين، على أعتبار أنها سلطة معرفيّة - أخلاقيّة مطلقة المعايير/مقدسة يتعين احترامها وأمتثال لضوابطها. ليُعد فعل الأمر احد الأسس التي يقوم عليها النسق البحثيّ العقليّ، في تصميم ورشته، لعل الباحث د. خيرالله سعيد من باب الأقتناع الراسخ، والقناعات المتمرسة الثابتة لديه ساد معظم دراسته من سباكة بالقائم النقديّ الأدبيّ، الى تدبير شأنه النقد الفلسفيّ، والى بنيّة الوازم المعرفيّة الضرورية، وتراتبيتها البنيويّة، هي كفيلة بتحقيق تلك الدراسة، ورسخ من قيمتها في البنيات النفسيّة، والوجدانيّة، والفكريّة، الخاضعة للاستقبال والاكتساب، للصفة النقديّة، في تكوين الفضاء الترشيديّ لها في نقدي الخطاب العقليّ كما هو مبين في الشكل (3)،ادناه.

شكل رقم (3) يوضح المسار التوليدي النقدي عند الباحث د. خيرالله سعيد

في هذا الشكل اعلاه نلاحظ لم يتم التطرق للباحث السيمياء إلى التلفظ في الفعاليات الداعمة إلا في المخزون الذي تناولها في حفريات الفلكلور بأهازيج كحدث متصل اصيل في الفعل السياسي-الاجتماعي الفكري للنص مما مثلت له مخزون معرفي تاريخي خام للتحرك به كمرفد لقاعدة ضرورية في التوصل الى الفينومينولوجي للهامش النقدي لنظرية التواصل النقدية.، وخاصة لما اضطلع به بتحليل البطل المنهجي، بتقديم جهات التلفظ في تحليله لمدينة (بونة) و(الاهوار). مدققا ايضا بصيرته في

سيميائية النص وهو يتنقل بنا نقديا من الأدب الشعبي الشفهي إلى الأدب العالم المكتوب حين أضاف عبارة (… وكم كنت أتمنى لو أن حيدر حيدر يفهم "معنى الهوسات العراقية" كما يفهمها أهل العراق...)، واختار منها نموذجا منهجيا منسجما مع الاستراتجية السيميائية ،ومسهما في إثراء وتخصيب المعرفة المتعلقة بالتنظيم الحكائي. وفي هذا الصدد قد وضعنا اهمية، بمعرفة يقينية ونتائج قياسية معيارية، عن مستويات البعد الابيستولوجي للباحث وكذلك السيميولوجي للتناص السردي للنص مع السارد، بطريقة مقاربة ومقارنة التماثلات المعرفية والبعدية وبإجراءات تقطيعه للزوايا افقيا وعموديا وحديهما الهامشي كما في الشكل (4-أ، 4-ب)، وبالتعرف على بعض الاستطرادات، وبتقديم أساس نماذج مصفوفة لتوقع التنظيمي السردي/الحكائي، وهي مصفوفة نماذج تنطبق مبدئيا على كل أنواع التناصات النقدية للباحث د. خيرالله سعيد، والتي أشرنا اليها سابقا في الورشة صفر-1

الجدول رقم 4-أ. مصفوفة القياس المعياري النقدي في علاقات التواصل البنيوي، للباحث د. خيرالله سعيد

الجدول رقم 4-ب. مصفوفة القياس المعياري السردي في علاقات التواصل المحتوى للروائي حيد حيدر

استخدام الباحث د.خيرالله سعيد للاشارة توضح إجراءات انفصال خطاب الجنسنية أو الاتصال الفضائي والفاعلي والزمني التي تردها كان عال وغالبا متزامنا ومتآلفا. بعد انفصال آلية التقييم الداخلي للنص، مما تتيح إبعادها تواصل خارجي لنقد النص، وإستقطابية بعض عناصره خــارجة الى الداخل. كما نلاحظ في الشكل، إشكالية الدال، هو التجنيس السيميولوجي بالتصور الذي تعاطى معه على النص انطلاقا عال من بنياته ومكوناته الداخلية في التحليل البعدي، ومن ثوابت نظرية ليست لفظية محددة عبر رؤياها. اذ حدد أفقية العلاقة، ورسم طبيعة العلاقة بين الظواهر التجريبية والمفاهيم النظرية، ومنح معطى لكل تناص منزلته الملائمة انطلاقا من استراتيجية خطابية/بلاغية متماثلة الاتصال مع ما محدد بين العلاقة بين النص الأدبي اللفظي والنص النموذجي البلاغي التأويلي، مبنياً عليه بعض التضعيفات من الرمزية في المدلولات، بحيث نلاحظ التقييمات الافقية والحدية النص بالزوايا التحليلية، كوّن علاقات لعناصر كانت مهمشة على ضوابط السيمائية واللفظية التحويل. ونلاحظ في الفئة الثانية الناقدة، وهو ما جعله أفقيا تتبنى الجنسنية السيميولوجية بوصفها وظيفة تشريحية نصية، لهامش القياس المعرفي، في التواصل الملموس، ومؤشرا على تداخل منظم ومتسق في وجود صيغها الخطابية السردية المتنوعة التناول والتمعن بلاغيا فيها، معتبرا نقده اياها، مقولات إجرائية، لإعادة النظر في التعيينات الجنسية بين رمزية بعدها اللفظي وبلاغتها المقترحة معدة من الروائي نفسه. فجعل البنائية النقدية الخارجية للجنسنة، نموذجا مجردا من عمق المعنى ومن تناول اللفظ فيه التي عمل عليها النص الاصلي-السردي بها. فالتعيين الجنسني كما هو موضح اعلاه في عملية تصميمه في الشكل رقم (1)، بتمثل مقترحات تصنيفية للمدخلات النصية، لا يجترفه بسحره وجاذبيته ووثوقيته ومناعته، بل الى أهمية طبيعة اسناده إلى التصور النقدي، الذي ينطلق منه نشاط الباحث في الطابع الإجرائي لصياغة بناء البعدي في الحيوية الابداعية بجنسنته، وتحصنه بخبرة نقدية، تتجاذل عليه استقطاب حصافة، تدققه بالنظر في المكونات البنائية الداخلية والخارجية، ثم يعيد تصنيفها في الخازنة الجنسنية التي تلائمها في هامش التدفق المعرفي النقدي.

التشكيل المعياري المشييد هو تصميم أقمناه، بتفعل الاتصال النقدي في ربط انقطاع المدلول بالمتتابع الخطابي، وإعادة تكوينه في النص/التناص. ونمذجة خطوات تحليل متابعة القطيعة والتواصل، كي نتمكن من تسهيل تحديد الوحدات الخطابية في النص النقدي والمقرؤ السردي، وتأمل ادواتنا في النظر لمفهوم النقدية السيميائية ببعدها الابيستمولوجي. ومن خلال الجدوليين اعلاه، نستطيع التمييز، بين الاتصال السيميائي للماضويات الملفوظ فيها ضمنا من السارد والاتصال السيميائي المتلفظ به الباحث ظاهرا كمتكلم واقعا، عائدا به لفظا غائبا، ناقلا به بدرجات متباينه المعايير من الداخل، لخطاب جنسني، ضمير المتكلم له في الخارج، جعل منه ملفظا متصلا بعد الانقطاع المباشر، مثبت عودة متصلة، بقصد التلفظ به خطابا. في الوقت نفسه نلاحظ في المصفوفة رقم (4-ب) هناك جنسنة الخطاب الداخلي، محدث فجوة بوجود تلك المسافة بين المتلفظ فيه وملفوظه عنه، وبين الاتصال البلاغي التلفظي عند الانتقال منه بضمير الغائب/المخاطب إلى ضمير السارد/المتلفظ، وبين القطيعة التي يهدف اليها السارد هو احياء أعادة ورجوع إلى العجز التلفظي وبين الاتصال المتعثر القادم من الخطاب الجنسني الداخلي، الذي يحدث داخل عملية تصنيف ممارسة الخطاب. في حين بالوقت الذي تكون فيه الذات للبطل المنهجي بخطابها تشير نحو المدلول الافتراضي في المقصودات المثبتة داخله، ام كان بعقدية منقطعة، أو بين اشارات الخطاب الجنسني الخارجي، بالاتصال والتماثلات، والمكرر اللفظي وتردد المقولات نفسها في القطيعة الدالة من ناحية والاتصال بالمدلول والمتتابع فيه من ناحية . وأيضا بين التواصلية المتباينة، في التناظرات للمقولات المتصلة، والمواقف المنفصلة بتباين اخلافها النوعي في درجة الهامش الافقي والتراتب الشاقولي مع الاخر.

اذن إشكالية التقييم المعياري افقيا وعموديا لدى للباحث، بحاجة فيه، أستخدمه لقياس معرفة بنيته للقيمة المضافة في النقد ونمو المعرفة. كي نتحقق بالبعد المعرفي لسرديته النقدية، لنعلل سبب تكوين وتوزيع الفضاءات المعرفية الخاصة بين البناء النقدي السيمائي والمحتوى. أحد تلك التقييمات المتلاحقة هو معرفة الاليات الاستراتيجية للقيمة المضافة في الفضاء النقدي والبعد المعرفي لها كما هو في الشكل رقم (5). وما هو الفضاء العام المشييد، في الصورة، وبتشكل تعاقدها ضمني، ودرجة التناوب الحركي الافقي والعمودي للهامش السيميولوجي ودرجاته، كما هي مبينة في الجدول (4-أ، 4-ب)، اللذان يظهران من العالي-المتوسط – المنخفض في المعنى الظاهر، والوصف الضمني الملفظ)، بين المتلفظ/ السارد، والمتلفظ له/الباحث/النقد، والجدول او المصفوفة، كما في الشكل رقم (5)، التي قد تتميز بمعرفة الاشكاليات حول الأحداث النصية بالنقد من جهة، والفضاءات المعرفية الجزئية في معدل تشكيل بنية المعرفة اليها، والتي تتشكل من داخل المقتطع لسرد نقديتها للتناص، وألية الانتقال التأويلات الخطابية المتلفظة في معرفة عوامل نشأتها الحكائية في اللفظ وانتاج معانيه. وبالضرورة مطابقة معدل النمو المعرفي في الرؤيا والخطاب والفعل والتي سنلاحظها لاحقا في مصفوفة رقم (9،10)، فإن الذوات المعرفية ذات الصياغة المفييمة والمفعلة بأهدافها،تتميز بكونها بطاقتها البعدية في نموها للمعرفة أبان نصها النقدي. بل بقدرتها أيضا على التطويع من خلال ناقديها في سعة الدراية والتبصر، بأدواتهم النقديه ومنهجهم التجريبي توليد الفكرة المدهشة بانتاجها المعرفي . وهكذا ما يشكل بعدا بنيويا في فضاء الفعل الابداعي بأبراز بعدها المعرفي المستقل للانتاج المضاف..

شكل رقم (5) قنوات القيمة المضافة ومعدل النمو المعرفي

وفي سياق الملحوظة السابقة، يتوزع بحسب المصفوفة الفعل للنمو المعرفي إلى نوعين في تقسيم الفصول الاربعة النقدية للرواية كما جاء بها الباحث في مقدمته، فوضعنا توزيعها، لغرض ايجاد استدلالات لمعرفة معدل النمو المعرفي (المنخفض والعال) في نمو القيمة المضافة للنص النقدي وعلاقته معدل النمو المعرفي، لكلا ان كل فصل من الفصول المبين ذكرها. فكل فصل يحمل محمولين دلاليين نافذين ومؤطرين بأنتاج معرفي،أحدهما، يشكل الترجيحية بالامتداد والتواصل الدلالي اللفظي. والآخر مستمدا دلالته من التأملية البلاغية في التأويل. يضطلع كليهما ان الفصل الاول وهو (فصل الشتاء) جاء منخفظا معرفيا بنقد النص، مجرد يحمل مبررات لفظية مسبقة، بالترجيح الإقناعي حول المتلفظ اليه ، الذي يستخدم كل أنواع معرفة ذات جهات ماكنة من جعلها متلفظ له وقابل ان يكون مدخلا في الامساك بشبكة التلفظ السيميائة الساكنة عليه، ليضمن فعالية الامتداد نحو النقدية التواصلية في النص، مشكلا من مدخلها خطابا اخر يتشاكل في سعي المتابعة بالتحقق اللفظي الذي ينبغي الارتكاز عليه بالإصغاء. وفي هذا الصدد (يمكن للمتابع الرجوع الى نص الباحث الاصلي المشار اليه في بداية الورشة)، وسنأتي لاحقا في الورش لتوضيحها بدقة، عن التوزيع والنصوص ومالجة كل تنصيص بمفرداته الحكائية/ التي تعلل توزيعنا الفصول هكذا. في الحالة مصفوفة فائض القيمة للنص النقدي النقد يعتبر نجاح الباحث في نقد اللفظ بعمق وأستنطاق أحتباسية الذات فيه، والذي جاء متوازيا أفقيا، في الآن إنضاج اصواته الساكنه الى صوت حراكي فاعل في الفعل التأويلي للذات. ولكن وفي مصفوفة معدل النمو المعرفي، التي يمكن أن يُعزى بعض الاخفاقات الترجيحية الفاعلة للفظ التواصلي الدلالي بعلاقة المدلولات التأويلية. مما ينهض المتلفظ له، بفعل تأويلي-بلاغي، إذ يستحضر مشاركة النص بضرورية قبولية واستساغة القواعد التعاقدية المعرفية المرجحة عليه بألانفتاح والتلقي التواصلي، مما لوحظ يقوم الباحث بتفكيك مايتلقاه، ويفحصه بملخص من منظوره الخاص بالتواصل واخر بالقطيعة، ويوضح دلالات الرسالة أو شكل التحقق الذي يتسم به النص قاطبة في حبكته ونموه كما هو موضح في المصفوفة في (الفصل الثاني/ الشتاء – عال/عال)، بينما يميل بالانخفاض نحو الفصل الثالث/ الربيع – من عال معرفيا- الى منخفض في قيمته المضافة)، ويعتمد بذلك على نوع تتبع التدفق الاشاراتي (كما سنشير اليها بالتوضيح في الشكل رقم 9،10)، لذلك أخترنا فصل الربيع لبيان الفجوة بهذا الصعود -والانخفاض من فصل رقم 2 الى فصل رقم 3/الربيع، بجليته وموحياته، وبالكشف عن الحقائق الخاملة والأسرار الساكنة. يمكن القول ان معدل النمو المعرفي نما وتنضّج في المجال التأويلي بمشاركة الدلائل في فرز النص الملفوظ به عن المعنى أوجعل له قراءة استفسارية في بعده المعرفي التأويلي توسط النص، وأيضا تناوله باستنباطية في بعديته المعرفية الخالصة. وينبغي أن نعتبر ان ما تلقيناه هو مضطلع به معرفة حقيقية من الباحث كي نتواصل مع الرسالة ونتقبلها بحوار معرفي لأضافة القيمة ليس بمسلمات معرفية جاهزة، اذ بتجديد تواصلية الرأي والبحث، للنمو المعرفي بقيمة مضافة.

بعد تحديد التوزيع للفصول، كما هو مبين اعلاه، وفق المصفوفة بصفتها مصنفا وسطيا للانتقال، من البنى المفترضة والمقاسة التي تشكل بداية التوزيع. وما تم توسيطه وتحيينه بواسطة معايير بين أعجازية التلفظ وسرية البلاغة في فضاء الإمكانات السيميائية والابيستمولوجية. بحيث تولد فيها تواجد للبنى السيميائية-حكائية/السردية التي تشكل الكفاية السيميائية للمتلفظ العال والمنخفض بالخطاب، وبلاغته في أنتاجهما، الذي عزز أستيضاح قدرات أنتاجهما، بعد مقايس المصفوفة رقم (5) ، و(كما في الشكل القادم رقم 11). فإذا كان اعتماد الفرز تم وفقا الى التلفظ الخطابي، فهو موضع الممارسة النقدية السيميائية، وايضا فيه تتجذر للمتلفظ هذا، موضع، يجسد الكينونة بألانا الناطقة ببلاغة سريتها وبعديتها الابيستمولوجية، ويكون مسعا متقدما بأذرع التصنيفات الاستراتيجية ومحركاتهما الابداعية الفرعية، في تشغيل فارغها سيميائياَ، بحيوية الدلالة، وتستنبط ضمنا، إجراءات، بنقاط الابتعاد/القطيعة، التلاقي/الاتصال، وشبكية عوامل الملفوظ الاعجازي-الرمزي وإحداثيات البلاغة زمانيا ومكانيا. واخيرا، كل ما يشكل الكفاية الخطابية هو النص، إذا همشت الاشارات بحسب ماقبلها ورصدت صورته الاافتراضية للاقتراب الحكائي، ومظهرت خطابيته البعدية. مما يجعلنا الان التوجه الى معرفة أنتاج الباحث المتلفظ من ممارسة كفايته الصورية، وما يترتب على التلفظ بوصفه فعل دلاليا، وسلسلة تراتبية متتالية من الأفعال السيميائية التي تستدعي ماهية العبارة لإنتاج الخطاب- الملفوظ. يأتي دور المتلفظ له ليعمل في الاتجاه المتحدي، يقوم في بداية الأمر بإلغاء تسطيحية النص المصور ومدلولالته. حسب ما جاء في الشكل رقم (6)، الذي يستوضح ملامح محتويات الخيارات والبدائل النقدية في تناولها الباحث لها بين أنتاج الخطاب اللفظي والبلاغي، والشكل أجمعها بالتماثل ما بين عناصر الأنتاجية الخطابية اللفظية والبلاغية. التي سنعالجها تفصيليا في متن الورش القادمة، مدعمة بالتناصات والنصنصات، و فيضها، التي جاء بها الباحث بعزم في تحريرها، لوضعها بين أيدينا لدراستها.

شكل رقم (6) يوضح انتاج الخطاب اللفظي والبلاغي

يتبع....



#إشبيليا_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الباحث خيرالله سعيد: الخطاب العقلاني في نقد البطل المنهجي/ ا ...
- الباحث خيرالله سعيد: الخطاب العقلاني في نقد البطل المنهجي/ ا ...
- الباحث د. خيرالله سعيد: الخطاب العقلي في نقد البطل المنهجي، ...
- الباحث د. خيرالله سعيد، الخطاب العقلاني : المدخل البنيويّ وا ...
- الباحث د. خيرالله سعيد: الخطاب العقلاني في نقد البطل المنهجي ...
- الباحث د.خيرالله سعيد، الخطاب العقلاني في نقد البطل المنهجي ...
- مقترح الورش الدراسية: 1-36 ورشة عمل فكرية نقدية
- الباحث د. خيرالله سعيد: الخطاب العقلاني في نقد البطل المنهجي ...
- الباحث د.خيرالله سعيد بين أنطولوجيا تقديس النص المكاني وقشع ...


المزيد.....




- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إشبيليا الجبوري - الباحث خيرالله سعيد: الخطاب العقلاني في نقد البطل المنهجي/ الورشة 0.3.2