أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق رحيم الحجيمي - السفير المهمل














المزيد.....

السفير المهمل


صادق رحيم الحجيمي

الحوار المتمدن-العدد: 3911 - 2012 / 11 / 14 - 16:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أسوء الأمور أن تُعين الحكوماتَ سفيرا ً لها وهو لايعلم، ولا يفقه شيئاً عن تلك الدولة التي سوف يتسلم مهامهُ فيها ، او كما يُقالّ في المثلِ الشعبي العراقي ( لا يهشَ ولا ينشَ)، وبالتالي فشل ( سعادة) السفير في ايصال الصوره المطلوبة لحكومته عن تلك الدولة وقوى التأثير فيها، وربما ينعكس الامر على طبيعة العلاقات بين الدولتين.
ومنذ ايام زارَ رئيس مجلس النواب الاستاذ اسامة النجيفي على رأسِ وفدٍ برلماني تونس(الشقيقة)، وكان من ضمن برنامج الوفد لقاءات مع رئيس المجلس التأسيسي التونسي ورؤساء الكتل في المجلس والمسؤولين هناك، الا أن عدداً من النوابِ ورؤساء الكتل التونسية رفضوا لقاء الوفد العراقي، وامتنعوا عن استقبالِه، بل اتهموا أحد اعضاء الوفد العراقي (بالسفاح) وهو تصرف معيب لايمت بأي صلة لمبدأ الضيافة والبروتوكولات الرسمية والاعراف والتقاليد الدبلوماسية بين الدول.
واذا كان هناك لوم نلقيه على هذه الحادثة فتتحمله السفارة العراقية بشخصِ سفيرها فالمفرض وفق السياقات الدبلوماسية ان يكون السفير نبيها لا نائما، ويبعث ببرقية للوفد يعلمه عن مواقف بعض التيارات السياسية في تونس، وان يكون مساهماً في وضع برنامج الوفد بصورةٍ تجنبه هذه المواقف، كما اننا لم نسمع اي احتجاجا عراقيا لامن السفيرِ وسفارته، ولا من وزارة الخارجية حول اطلاق بعض الكلمات غير اللائقة تجاه وفد رسمي يزور دولةً ( شقيقة).
من الامور المزعجة في العراق اننا دائماً نجامل، ودائماً نغض النظر، وتاخذنا العاطفة اكثر مما يجب، فلو عدنا الى الوراء نرى ان دولاً ( شقيقة) ومنها تونس اقامت الدنيا واقعدتها لاننا نعتقل منهم متورطين بعمليات قتل وتفجير وسفك للدماء العراقية، لكن عندما يتم الاعتداء بكلمات نابية على وفد عراقي يمثل العراق وشعبه، ويعامل بازدراء وكأن وفدنا ذهب يستجدي عطفهم ورضاهم ، لا نرى للاسف ردا قويا لا على المستوى السياسي ولا الاعلامي ولا الشعبي ، الوفد العراقي نفسه يبدو نسى(......) ، والسفير جامل التيارات المتشددة لانه لايريد ان يصبح سفيرا غير مرغوب به في تونس وربما يحزم حقائبه ويعود الى بغداد، وهذا ما لايريده بصوره قاطعة.
يبقى سؤالنا الى متى الاستخفاف بقيمة العراق والعراقيين.. تصوروا لو ان وفدا عربيا زار العراق وتم التصرف معه بنفس تصرف البعض في تونس ماهي ردود الافعال وكم هجمة تشن، وسوف اكيد يصبح العراق كله من ( اصول فارسية ) او (اسرائيلية) والمضحك في الامر يتهمونا علنا ونحن نخجل بالرد حتى عبر قنواتنا الرسمية، فهذا السياسي التونسي عثمان بلحاج عمر يقول: (أن استدعاء هذا الوفد العراقي لتلقين تونس دروسًا في الديمقراطية يعتبر وصمة عار وإهانة للثورة الوطنية التي قام بها الشعب التونسي)، وطالب بلحاج بـ(طرد الوفد العراقي من تونس) واعتبره (غير مرحب به في تونس).
ويبدو ان السفير العراقي لم تهتز له شعره على هكذا تصريح مخجل ومخزي ، وفعلاً من الامور المعيبة علينا صمتنا على الاهانة التونسية فالحكومة والخارجية وسعادة السفير ومجلس النواب (الذي كان الوفد يمثله) لم يحركوا ساكناً، وكأن (بلحاج) يتكلم على وفدٍ من ( موزمبيق)، واذا كان ( بلحاج ) تناسى ان العراق رغم ظروفه قدم مليون دولار دعما للانتخابات والديمقراطية في تونس، فهل سفيرنا فقد الذاكرة وهو الذي سلمها بيده الى الجانب التونسي، ام اصبح فاقد النطق؟، فقد كنت اتمنى من سعادة السفير ان يسأل بلحاج ( لماذا تاخذون الاموال ممن تعتبرونه عاراً) ولماذا عندما تم قبض المبلغ كنا اشقاء لكم واليوم اصبحنا عملاء..
للمعلومات سفيرنا في تونس لم نسمع انه زار العراق فهو تسلم مهمته من عمان وطار مباشرة الى تونس دون الرجوع الى بغداد ويبدو ان اوراق الاعتماد ارسلت بالبريد، او عبر وسيط، وعندما عقدت القمة العربية جاء السفير مع الوفد التونسي وغادر معهم فهو لايريد ان يبقى حتى لسويعات في بغداد ، فما هو السر!!؟؟
المطلوب من مجلس النواب والحكومة استدعاء السفير فورا والاستماع عما قام به بعد هذه الحادثة ؟؟ والاستفسار منه عن انجازات السفارة العراقية في تونس، والتصورات التي لديه عن مستقبل العلاقة مع تونس في ظل وجود تيارات سياسية متشددة ومعادية للعراق.
[email protected]



#صادق_رحيم_الحجيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اطفالنا تحت الانقاض ومسؤولين يبحثون عن كراسي من دول الجوار
- وداعا زميلنا اثير
- الى رئيس الوزراء ووزير التجارة.. نامي جياع الشعب نامي
- رغم المرارة.. حسنا فعل المجلس الشعبي الوطني الجزائري


المزيد.....




- تصنيف دولي يضع دولة عربية بالمرتبة الأولى عالميا في عدد وفيا ...
- بمشاركة بلينكن.. مؤتمر دولي في الأردن للاستجابة الإنسانية بغ ...
- ألمانيا- الاستخبارات تحذر من تزايد التهديد الإرهابي الإسلامو ...
- محادثات بين لافروف وفيدان على هامش اجتماع -بريكس- في نيجني ن ...
- -يسمح بتبادل القبل فقط-.. إرسال رجل حاول إنشاء ناد للمثليين ...
- بلينكن: المسؤولية ستكون على عاتق حماس إذا لم تقبل مقترحنا لو ...
- بدء الاختبارات لاعتماد طائرات SJ-100 الروسية المجهزة بمكونات ...
- بسبب موقفها من أزمة أوكرانيا.. مجموعة -بوخارست الـ9- تدرس اس ...
- سفير روسيا لدى ليبيا: لا أطماع لنا في ثروات ليبيا النفطية بخ ...
- مالاوي: تواصل البحث عن طائرة نائب الرئيس المختفية


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق رحيم الحجيمي - السفير المهمل