مؤتمر القوميات الذي انعقد مؤخرا في لندن خطوة هامة على طريق تحقيق حقوق القوميات في ايران

جابر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 1132 - 2005 / 3 / 9 - 11:17
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

ظل موضوع إقامة جبهة وطنية أو تحالف تنظيمي يضم بين صفوفه قوميات الشعوب الإيرانية من فرس، كرد وعرب و بلوش وآذريين وتركما ن ضد الأنظمة المستبدة التي توالت على الحكم في إيران، حلم يراود الجميع، لان هذه القوميات أدركت أن أفضل السبل وأنجعها للوصول إلى تحقيق أهدافها القومية وتقرير مصيرها بنفسها، هو إقامة نظام ديمقراطي تعددي في ايران، تحل من خلاله قضيتهم، وان أفضل السبل لتحقيق هذا الهدف السامي هو قيام جبهة وطنية عريضة وتحالف يضم بين صفوفه جميع القوميات المكونة للنسيج القومي الإيراني.
ورغم المعاناة المشتركة التي تعاني منها القوميات الإيرانية، إلا أنها ومع الأسف الشديد لم تتوصل وخلال العقود ألثمان الماضية من أنجاز هذه المهمة الجسيمة، وبقيت هذه الفكرة تفرض نفسها بقوة وذلك مع ازدياد الحكومات المتعاقبة على الحكم في إيران من ظلمها القومي ومن سياساتها الجائرة ضد الشعوب الإيرانية.
ويرجع ضرورة تأخر قيام هكذا التحالف إلى عوامل عدة منها اختلاف البرامج السياسية لدى أحزاب ومنظمات هذه القوميات، اختلاف أساليب النضال، ضعف بعض التنظيمات، عدم توفر الظروف الموضوعية والذاتية وجملة من العوامل الأخرى قد حالت تاريخيا و قبل انتصار الثورة دون ذلك.
ولعل أول البوادر لقيام هكذا تحالف قد ظهر بعد انتصار الثورة الإيرانية، عندما انعقد في طهران في شباط من عام 1979 ولأول مرة وبدعوة من الأمانة العامة للجبهة الوطنية الديمقراطية الإيرانية مؤتمر للقوميات في إيران، كانت غايته تدارس الأوضاع والمستجدات التي نشأت في مناطق القوميات بعد الثورة ووضع صيغة عامة تتضمن مجموعة من الأسس والمبادئ تمكن القوميات الإيرانية من تحقيق أهدافها ونيل حقوقها المشروعة، وقد ضم هذا الاجتماع مجموعة من الأحزاب والمنظمات القومية في إيران بالإضافة إلى بعض المنظمات الفارسية إلى تعمل على عموم الساحة الإيرانية، والمنظمات المشاركة آنذاك كانت على النحو التالي.
1- عن الشعب الكردي، الحزب الديمقراطي الكردستاني والمنظمة الثورية لكادحي كردستان " كومله.
2- عن الشعب العربي الاهوازي، المركز الثقافي للشعب العربي الاهوازي و مندوبين عن منظمة تقدمي الشعب العربي الاهوازي.
3- عن الشعب التركي الآذري، المجموعة المكلفة بدراسة مسائل اذربايجان.
4- عن الشعب التركماني المركز الثقافي السياسي للشعب التركماني.
5- عن الشعب البلوشي، المنظمة الديمقراطية للشعب البلوشي والتنظيم البلوشي الموحد – بيت البلوش.
وقد قدمت الوفود المشاركة في هذا المؤتمر مجموعة من الدراسات والبحوث وبعد مداولات استمرت ثلاثة أيام أصدر المؤتمرون وثيقة على غاية من الأهمية لا تزال تتمتع بكل حيويتها ومصداقيتها ضمت أحدى عشر مادة تتخللها مجموعة من الفقرات حضت بتأييد وموافقة جميع الوفود المشاركة، وقد نصت المادة الأولى من هذه الوثيقة على إن إيران بلد متعدد القوميات، وهذه القوميات هي القومية الاذرية في اذربايجان ، القومية الكردية في كردستان ،القومية العربية في عربستان (الأهواز ) ، القومية البلوشية في بلوشستان والقومية التركمانية في صحراء التركمن بالإضافة إلى القومية الفارسية المسيطرة على بقية القوميات سياسيا واقتصاديا وثقافيا.
ونصت المادة الثانية من هذه الوثيقة على قيام حكومة فيدرالية مركزية إيرانية تدار من قبل مناطق الحكم الذاتي المتساوية في الحقوق.إما المادة الثالثة فقد أكدت على تعيين مناطق الحكم الذاتي على أساس اللغة، والثقافة و الأرض والخصائص الاقتصادية المشتركة، إما المادة الرابعة فتضمنت كيفية انتخاب مجالس الحكم الذاتي، والمادة الخامسة عينت مهام هذه المجالس والمادة السادسة كيفية انتخاب هذه المجالس إما المادة السابعة نصت على استقلال القضاء وتفكيك السلطات الثلاث ( التشريعية والتنفيذية و القضائية ) عن بعضاهما البعض والمادة التاسعة أوكلت الأمور المتعلقة بالسياسة الخارجية والدفاع الوطني
وغيرها من المسائل الحساسة الى الحكومة الفيدرالية المركزية المنتخبة. وطالبت المادة العاشرة الحكومة الفيدرالية العمل على إزالة التخلف الاقتصادي والاجتماعي الذي لحق بالقوميات الإيرانية في العهود السابقة. وأخيرا نصت المادة الحادية عشرة على إن السلطات المحلية في مناطق الحكم الذاتي إضافة إلى إدارة المناطق الذاتية ملزمة أيضا بتنفيذ السياسات العامة للحكومة الفيدرالية المركزية وعليها إن تبذل قصارى جهودها من اجل تحكيم أواصر الصداقة والتعاون والتضامن بين كافة أبناء الشعوب الإيرانية.
إلا إن الثورة الإيرانية والتي عرفت فيما بعد بالجمهورية الإسلامية ما إن ثبتت أقدامها في السلطة حتى أدارت ظهرها إلى مطالب الشعوب الإيرانية وشنت حربا لا هوادة فيها ضد أماني وتطلعت هذه الشعوب التواقة للتحرر و نتج عن هذا التوجه مجازر وحشية بحق هذه الشعوب بدءا من ضرب الشعب التركماني و اغتيال قادته إلى ضرب منظمات واحزاب الشعب الكردي في كردستان إلى ضرب منظمات الشعب العربي في عربستان وضرب الشعب البلوشي في بلوشستان، وأخير تحريم أي نشاط سياسي لهذه الشعوب الأمر الذي حال دون تنفيذ ومتابعة تلك الوثيقة الهامة.
ورغم إن نشاط القوميات الإيرانية خلال الربع الأخير من القرن العشرين قد تزايد وذلك بفعل تنامي الوعي السياسي وفشل سياسة النظام الإيراني في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكذلك التطورات الدولية الهامة التي شهدتها الساحة العالمية ولا سيما في دول الجوار فقد بدأت تتزايد من جديد الرغبة في تكوين تحالف كالتحالف لآنف الذكر، وقد ظهرت بوادر هذا التحالف في المؤتمرات والندوات المشتركة التي تعقد بين هذه الشعوب في الخارج كما ظهرت بوادره على مستوى الداخل من خلال تشكيل بيت الأقوام الإيرانية وهو تحالف متواضع في طور التكوين يضم الأتراك الآذريين والأكراد والعرب الأهواز يين بالإضافة إلى القوميات الأخرى، إلا إن نشاط هذا التحالف لا يزال محدودا بفعل المضايقات و الإجراءات والقوانين الصارمة المفروضة عليه من قبل نظام رجال الدين في إيران.
وقد جاء مؤتمر لندن في الفترة الواقعة بين 19 -20 من شباط الماضي تتويجا لتلك الجهود النبيلة الداعية إلى قيام تحالف يضم بين صفوفه منظمات وأحزاب مختلف القوميات في إيران، وقد حضر هذا الاجتماع أكثر من14 تنظيم يمثلان القوميات الخمس في إيران وقد طرح كل تنظيم برامجه وأعرب عن وجهة نظره حيث تباينات وجهات نظر هذه الأحزاب و المنظمات وبرز توجهان لهما، الأول ينطلق من مبدأ حق تقرير المصير كونه الرغبة في التحرر وتكوين سياسي مستقل، في حال رغبة شعوبها بذلك، واصدروا بيانا بذلك و الثاني إذا يقر هذا المبدأ يرى إن تحقيقه في ظل الظروف الراهنة لا يمكن إلا من خلال إسقاط النظام " التولياتاري " و إقامة نظام فيدرالي ضمن إطار إيران. وفي ختام الاجتماع التأم شمل سبعة من الفصائل والأحزاب أل 14 ذات التوجهات السياسية المتقاربة والمؤمنة بالحل الفيدرالي وأصدرت البيان التالي:
إننا إذا نشعر باللامساواة و بالاضطهاد القومي الذي مورس بحقنا، نقدر ونثمن عاليا التضحيات الجسام التي قدمتها شعوبنا والمعاناة التي تحملها أبناء هذه الأرض من اجل إقامة العدالة والحرية في إيران.
إننا إذا نعتقد أن الشرعية السياسية لكل سلطة، تنبع على الدوام من الممارسة الحرة لإرادة الجماهير، ونعتقد أيضا إن هذه الإرادة في إيران متعددة القوميات تنبع بالضرورة من أرادة مختلف القوميات ومراعاة حقوقهم المتساوية.
وبما انه لا يمكن إدارة البلاد دون مشاركة جميع القوميات، في الأمور الداخلية لمناطق سكناهم، وإيجاد الفرص المتساوية لهم في هذا المجال، فان الحصول على الحريات المغتصبة، تحقيق السلام والتقدم أمر غير ممكن أبدا، لذلك فإننا نرى إن إقامة نظام فيدرالي على أساس المعايير القومية والجغرافية في إطار إيران، بمثابة الميكانيزم السياسي الوحيد القابل للدوام من اجل ممارسة الإرادة السياسية لجميع القوميات الإيرانية في إيران حر ة وديموقراطية وموحدة.
من هذا المنطلق نحن منظمات وأحزاب القوميات الإيرانية قد اجتمعنا في لندن في الفترة الواقعة بين 19 - 20 فبراير – شباط من عام 2005 في " مؤتمر قوميات إيران الفيدرالية" مدينا أيدي الاتحاد إلى بعضنا البعض انطلاقا من إيماننا بالعمل التعاون والعمل المشترك من أنجاز المهام و المبادئ التالية.

1- إن حكومة الجمهورية الإسلامية في ايران حكومة توليتارية ومعادية للحرية وحقوق الجماهير الإيرانية، لذا فان الإطاحة بها
يعد شرطا أوليا لإقامة حكومة فيدرالية وديمقراطية في إيران.
2- إننا ضمن إيماننا الراسخ به حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها على ضوءا لمواثيق الدولية والميثاق العالمي لحقوق الإنسان نسعى إلى إقامة حكومة فيدرالية في إيران وفق المعايير القومية – الجغرافية وفي إطار إيران.
3 – الفصل الكامل بين الدين والدولة.
4 - تأمين المساواة في الحقوق بين النساء الرجال والإلغاء الكامل للتمييز العرقي في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
5- النضال من اجل حرية التعبير والعقيدة الحرية السياسية والاجتماعية وإتاحة الفرصة لجميع المواطنين للاستفادة منها قانونيا.
6- تأمين العدالة الاقتصادية والاجتماعية وتحسين كيفية معيشة جميع المواطنين.
7- احترام التعهدات الدولية ومواثيقها، والعمل على إقامة علاقات ودية مع جميع البلدان، وفقا للمعايير الدولية وعلى أساس الاحترام والاحترام المتقابل، وحل المنازعات الدولية عبر الوسائل والسبل السلمية.
8- النضال ضد الإرهاب، وأسلحة الدمار الشامل في المنطقة والتعاون الدولي ضدها والدفاع عن الحلول السلمية لحل المنازعات الإقليمية والدولية.
نناشدا ذا نناشد الشخصيات السياسية المؤمنة بمفاد هذا البرنامج الى الالتحاق بهذا التكتل ومد يد العون لنا في سبيل تحقيق هذه المهام.
الموقعين:
1- الحزب الديمقراطي الكردستاني – إيران
2- منظمة الكادحين الثوريين – كومله
3- حزب الشعب البلوشي
4- الجبهة المتحدة لشعب بلوشستان
5- منظمة الدفاع عن حقوق الشعب التركماني
6- حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي
7- الحركة الفيدرالية الديمقراطية الاذربايجانية

إما المنظمات المشاركة في هذا المؤتمر فقد جاء تسلسلها على النحو التالي:
1- الحزب الديمقراطي الكردستاني
2- حزب الشعب البلوشي
3- المنظمة الثورية لكادحي كردستان - كومله
4 - الجبهة الوطنية الأذربيجانية
5 - حركة الفدرالية الديمقراطية الأذربيجانية
6 - حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي

7 - الجبهة الشعبية الديمقراطية للشعب العربي الاحوازي

8- منظمة الإتحاد الوطني لأذربيجان الجنوبية
9- المؤتمر العالمي للأذربيجانيين- بقيادة السيد خشتي
10- حركة اليقضة في أذربيجان الجنوبية
11- اتحاد الثوريين في كردستان
12- جبهة بلوشستان المتحدة
13- منظمة الدفاع عن حقوق الشعب التركماني
14- حزب الاستقلال آأذربيجان الجنوبية
إن مؤتمر لندن وما انبثق منه إذ يعتبر خطوة أولى هامة نحو الديمقراطية والحصول على الحقوق القومية المشروعة، يتطلب من القائمين عليه تناسي خلافاتهم وتكريس جهودهم حول برنامج واسع وشامل يتضمن الحد الادنى و يستند أساسا على المصالح الوطنية العليا لتلك الشعوب.

#جابر_احمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات