أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمعه عبدالله - الاصلاح في فنجان مكسور














المزيد.....

الاصلاح في فنجان مكسور


جمعه عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3905 - 2012 / 11 / 8 - 01:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاصلاح في فنجان مكسور
اعتمد العراقيون على البطاقة التموينية بعد الحصار الاقتصادي الدولي في عام ( 1991 ) . وصارت مصدر رزق ولقمة عيش تسهم في حلحة الاعباء الاقتصادية القاهرة , في بلد دمرته الحروب المتواصلة بنزعة مجنون ومعتوه بحب العظمة , وبعد سقوط النظام المقبور , توقع الكثير في زيادة كمياتها وتحسين نوعيتها , وتوصيلها بشكل منظم للمواطن دون تأخير , وتأمينها للعوائل الفقيرة وذوي الدخل المحدود دون تقصير او تلاعب . لكن الواقع المرير احبط هذه التمنيات وافشل الامال , بفعل الفساد الذي ظهر كالسرطان واحتل مفاصل ومرافق الدولة بشكل معيب ومخزي , فتقلصت كميات المفردات البطاقة التموينية وتفاقمت رداءة نوعياتها , وبدأ التلاعب المبرمج في عمليات النهب والسلب في المشتريات واختيار النوعيات الفاسدة والرديئة ومثال واحد يحدد فداحة وعمق عمليات الفساد في وزارة التجارة . اذ بلغت معدلات الفساد في البطاقة التموينية لهذا العام ( 2012 ) ما قيمته ( 12,3 ) مليار دينار عراقي . اقتطع دون وجع من الضمير الحي من مفردات هذه البطاقة , التي ابتلت بممارسة عمليات التلاعب والاحتيال , وهو يدل بشكل قاطع عن سوء الادارة وفشل واخفاق في وزارة التجارة من اعلى الهرم الى اسفله , الموبؤ برائحة الفساد , الذي صار ظاهرة يومية مقترن بنشاطات الوزارة , دون حسيب او رقيب وفي ظل الفوضى السياسية العارمة في الحياة العامة . ولهذا ياتي قرار مجلس الوزراء بالغاء نظام البطاقة التموينية وتعويض المواطنين بمبلغ زهيد ومعيب ومخجل ( 15 ) الف دينار , بحجة معاقبة المفسدين , لكنه يساوي بين الجلاد والضحية , وبين العوائل الفقيرة المحرومة من العدل والانصاف , وبين الفاسدين الذين يكتنزون الاموال الطائلة على حساب معاناة الشعب , ان هؤلاء اصحاب الجشع والابتزاز , الذين يستغلون ضعف الحكومة والبرلمان في محاربة الفساد . ان الرابح الاكبر من هذا القرار المجحف هو الفساد بكل صنوفه , والذين يتحكمون في مصير البطاقة التموينية من تلاعب في مفرداتها , ومن خلال قيمة المشتريات , والكم الهائل من البطاقات الوهمية والمزيفة , وكذلك من خلال اختيار النوعيات الرديئة والفاسدة , ومن خلال توزيعها الى المواطنين بشكل مريب بالاحتيال والابتزاز . اما الخاسر الاكبر فهم العوائل الفقيرة وذوي الدخل المحدود , ويمثل انهزام شنيع امام حيتان الفساد .. انه قرار غير صائب وغير مدروس ومتسرع , وكان بحق خيبة امل كبيرة وغيرة متوقعة . فقد ظن الكثير ان النخب السياسية المتنفذة , التي تشوهت مكانتها بصفات السيئة والمشينة واهتزت ثقة المواطن بها , بانها ستحاول تجميل صورتها بقرارات تراعي الطبقات المسحوقة والشعبية وخاصة وان انتخابات مجالس المحافظات على الابواب , لكن هذا القرار الجائر والمعيب قصم ظهر البعير , وهذا يؤكد بانها منفصلة تماما عن هموم ومعاناة غاليبية افراد الشعب , لان هذا القرارسيزيد معاناة العوائل الفقيرة ويضيف ازمة جديدة تضاف الى ازمات البلاد الخانقة . لذا فان معالجة البطاقة التموينية تتطلب تحقيق الاهداف التي تصب في دعم ورعاية الشرائح الفقيرة واصحاب الدخل المحدود في تخفيف حدة الضائقة الاقتصادية . وهذا يتطلب العمل على
1 - ضبط البطاقات الوهمية والمزيفة من خلال عمليات الاحصاء والجرد لمعرفة الرقم الحقيقي عن البطاقات المزيفة
2 - يجب ان تكون البطاقة التموينية مخصصة لدعم ورعاية العوائل الفقيرة والمحتاجة وهذا يتطلب مضاعفة كمياتها وتحسين نوعياتها وزيادة عدد مفرداتها , لانها العامل المهم لمقارعة الفقر والظلم والعوز المادي
3 - اصدار قوانين صارمة وقاسية بحق المخالفين الذين يتلاعبون ببطاقتها من خلال لجنة برلمانية تمتلك الشرعية الكاملة في مراقبة ومتابعة ومحاسبة ومعاقبة الفاسدين وارسالهم الى السلطة القضائية
4 - يجب وضع ضوابط ملزمة لتحديد اسعار المواد الغذائية في الاسواق , ومحاربة ومعاقبة التجار والسماسرة الذين يتلاعبون بقيمة الاسعار من اجل الربح الحرام
5 - يجب ان تكون البطاقة التموينية احدى القلاع المحصنة من الفساد والفاسدين , واعتبارها قلاع آمنة للعوائل الفقيرة وذوي الدخل المحدود , لان الغاء البطاقة التموينية سيزيد من النتائج السلبية لقطاعات واسعة من افراد الشعب
6 - يجب دمج البطاقة التموينية بقانون الرعاية الاجتماعية مثل ماهو معمول به في الدول المتقدمة
اذا اراد فعلآ رئيس مجلس الوزراء معاقبة المفسدين ومحاربة الفساد , ينبغي ان تكون قراراته عادلة ومنصفة بحق المتضررين , وان تؤدي الى قرارات ناجحة , يتطلب استمرار البطاقة التموينية بشكل عادل ونزيه وبعيدا عن حيتان الفساد الذي ابتلاء بهم الشعب العراقي , يجب تضيق الخناق عليهم بالوسائل الناجحة وصيانة حق المظلومين والمحرومين
جمعة عبدالله





29022012013 (95x100).jpg 29022012013 (95x100).jpg
41 K Προβολή Κοινή χρήση Λήψη αρχείου



#جمعه_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب يريد الاصلاح
- دولة المافيا . حقائق اغرب من الخيال
- ليس دفاعا عن اليسار , ولكن يجب ان نقول الحقيقة
- العراق تحت رحمة الازمات
- احترام قرار المحكمة الدستورية الاتحادية مسؤولية وطنية
- بلد العجائب والغرائب . وانتظار هرقل
- الربيع العربي , وتشتت التيار الليبرالي والديموقراطي
- نظرة انسانية متطورة في التسامح ومنابع اللاتسامح
- التطرف الديني والحالة العراقية
- حق التظاهر السلمي وشروطه
- مليارات لصفقات الاسلحة والشعب فقير
- مخاطر جدية تستدعي العلاج السياسي
- ماذا في جعبة الاطراف السياسية المتنفذة؟
- الطائفية التي قتلت هوية الوطن


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمعه عبدالله - الاصلاح في فنجان مكسور