أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد الصلعي - التربية السياسية والمجتمع الناضج














المزيد.....

التربية السياسية والمجتمع الناضج


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 3904 - 2012 / 11 / 7 - 20:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التربية السياسية والمجتمع الناضج
*************************
قراءة في الانتخابات الأمريكية
--------------------------------
ان من شأن التربية السياسية كما هو شأن ما حدث في الانتخابات الأمريكية الأخيرة أن يمنحنا القدرة على تبيان هذا الفرق الهائل بين مجتمع أصبح ناضجا سياسيا ، وبين مجتمعاتنا العربية التي يراد لها أن تبقى أبد الدهر في الصف الأول من المدرسة الديمقراطية ، تسقط في الامتحان عمدا كل سنة انتخابية .
لقد كانت الانتخابات الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية من أصعب الانتخابات التي شهدها هذا البلد ، وقد صاحبها التشويق بالنسبة الينا نحن المتتبعين العرب الى آخر لحظة ، لما طبعها من تنافس حاد ، في مختلف أطوارها ، وكانت حبكتها المعقدة هو ما يطلق عليه بالولايات المتأرجحة والمرجحة . ويجمع المحللون على أنها تسع ولايات ، منها فرجينيا وفلوريدا وأوهايو وبنسلفانيا ومبشيغان ونيوهامبشر وكلورادو وويسكونسن وأيوا .
وقد يتعجب المرء حين يرى أن عدد الولايات التي صوتت ل" ميت رومني " أكبر بكثير من الولايات التي صوتت لأوباما ، لكن العجب يزول عندما نحتكم الى عدد المقاعد التي تتوفر عليها كل ولاية على حدة ، فولاية مثل فوريدا مثلا التي يبلغ عددها 29 مقعدا ، وهو ما قد يعادل نسبة أكثر من عدد مقاعد خمس ولايات لا يتجاوز عدد مقاعد كل واحدة خمسة . وهي ولايات لا تتوفر على كثافة سكانية ، يقطنها في الغالب الأعم سكان بيض ذوو سن متقدم .
وقد تناوب التفوق بين المرشحين مختلف أطوار الاعلان عن النتائج الجزئية ، حيث تمكن " ميت رومني " من الاستمرار في المقدمة طول الساعات الأولى قبل أن يتجاوزه أوباما في المراحل النهائية ، ثم عاد رومني الى المقدمة ، ليصعد التشويق قمته في انتظار الاعلان عن نتائج الولايات المتأرجحة والمرجحة .
وما زاد من الاثارة هو تلك النتائج المتقاربة التي كانت تعلن عنها مختلف مكاتب الفرز والاحصاء ، وتنقلها مختلف القنوات الاعلامية بدقائقها وتفاصيلها المملة أحيانا . دون أن نسمع أي خبر عن طعن أو ارتشاء أو فساد انتخابي . وكأننا نتابع انتخابات في الدرجة الصفر من الشفافية والنزاهة . وهو عكس ما يحدث عندنا تماما ، وفي كل الدول العربية طرا .
ولعلها المرة الأولى التي يبلغ فيها رقم الدعم المالي للانتخابات رقم ال6 ملايير دولار ، ورغم ضخامة هذا الرقم ، الا أن صرفه لم تسجل عليه أي علامة استفهام أو اعتراض ، لأن قنوات صرفه معلومة وشفافة ، وهي لا تصرف على شراء الأصوات بقد ما تصرف على استمالة الناخب عن طريق الاشهار وحشد المثقفين والفنانين ومختلف المشاهير واستقطاب القنوات الاعلامية باختلاف مشاربها .
وما يسجل في الانتخابات الأمريكية الأخيرة هو الصراع الرئاسي بين رئيس أسود ذي جذور افريقية ، ورئيس مارموني ، لاينتسب الى الدين المسيحي ، وهو ما جعل الانتخابات الرئاسية الأخيرة تعرف غياب ما يسمى في امريكا بالرجل الأنجلوساكسوني القح ، مما يعطي اشارة واضحة ، أن خدمة الولايات المتحدة الأمريكية فوق الحسابات العنصرية التي تعتمد على العرق والدين والشجرة والمحيط الاجتماعي أو الايديولوجيا .
فرخاء المواطن الأمريكي وأمنه هما العاملين الأساسيين اللذين يعيرهما الناخب الأمريكي الأولوية القصوى ، خاصة في ظل أزمة مالية واقتصادية أدخلت الولايات المتحدة الأمريكية في انكماش اقتصادي غير مسبوق منذ 1929 ، وأرخت بتأثيرها على الأوضاع الاجتماعية للمواطن الأمريكي ، وهنا يسجل ذكاء ودهاء الرئيس أوباما وفريق عمله الذي استطاع ان يضرب على الأوتار الحساسة للناخب الأمريكي في الوقت المناسب ، حيث عمد الى ضخ أموال هائلة في الولايات التي ينتعش فيها قطاع صناعة السيارات ، كما أن اغتيال بن لادن كاد داعما أساسيا له بالنظر الى التسويق الاعلامي الذي حشدته الآلة الاعلامية لتصوير ابن لادن على أنه العدو رقم واحد بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية . ولن ننسى سحبه الجنود من العراق ، وان اخلف وعده باغلاق معتقل غوانتانامو . كما ان تحسن الاقتصاد الأمريكي وان بنسبة طفيفة في الاونة الأخيرة كان له نصيبه من التأثير على توجهات الناخب الأمريكي . وهناك طبعا عوامل اخرى قد تكون أكثر أهمية غفلها المقال .
وما نود التأكيد عليه هنا ، هو أن الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية ومختلف الدول المتحضرة غدت صناعة ، لها أساتذتها ومعاهدها وحصصها التكوينية ، ولم تعد مجرد حشد لأتباع وغوغاء ، قد يعمدون الى ازهاق الأرواح لانجاح هذا أو ذاك .
فبالرغم مما تعيشه الولايات المتحدة من مصاعب واكراهات دولية واستراتيجية ، بل اجتماعية وثقافية ، فان الآلة السياسية فيها دقيقة وصارمة ، لأن النخبة المهيمنة ، تستند الى أرضية حضارية صلبة ، وتجعل نصب أعينها مقولة أحد المساهمين في وضع الدستور الأمريكي، وهو روبرت موريس الذي يقول :
جئت هنا لكي أمثل الجنس البشري كله. أرجو من الإخوة الرفاق أن يعلوا، لكي يتخطوا اللحظة الراهنة، فوق حدود الزمان والمكان الضيقة، ويسموا إلى رحاب أعظم وأوسع.

فما أحوجنا في بلداننا الى مثل هذه المقولة ، والى مترجميها على أرض الواقع !!!!



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الله العروي وانكشاف المثقف اليساري
- هذا فراق بيني وبينك
- سوريا وخروج اللعبة من يد النظام


المزيد.....




- بنعبد الله يستقبل وفدًا روسيًا والمتحدث باسم جماعة “ناتوري ك ...
- الاحتلال يعتدي على أحد المعالم التاريخية الملاصقة لأسوار الم ...
- المسجد التذكاري.. رمز لبطولات المسلمين
- الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية بدء التصويت لاختيار حبر ...
- طريقة تنزيل تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات والعر ...
- الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية انعقاد المجمع المغلق
- ماذا قال ترامب وزوجته عن صورته بزي بابا الفاتيكان؟
- فرانسوا بورغا.. يحترم حماس ويرى الإسلاميين طليعة مجابهة الاس ...
- ماذا قال ترامب عن صورته بزي بابا الفاتيكان؟
- الإدارة الروحية لمسلمي روسيا: الهجوم على أفراد الشرطة في داغ ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد الصلعي - التربية السياسية والمجتمع الناضج