أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائف أمير اسماعيل - أرجوحته














المزيد.....

أرجوحته


رائف أمير اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3902 - 2012 / 11 / 5 - 00:36
المحور: الادب والفن
    


إصبعه المرتجف فوق الزناد .. وفوهة المسدس تلامس صدغ رأسه.
أما أن يضغط .. فينتهي كل شي .. او يتراجع .. فيبقى كل شيء ..
أما ان يضغط .. فيبدأ كل شيء.. أو يتراجع .. فينتهي كل شيء..
معادلة .. حلها أصعب من كل المعادلات
مازالت معادلة لحد هذه اللحظة .. الطرفان متساويان
ألم.. يدفعها بإتجاه اليسار وخوف من ألم.. يدفعها بإتجاه اليمين
جانب من القلق والشك والمجهول يدفع بإتجاه ان يضغط كي يدخل الى عالم جديد
وجانب من الإطمئنان والمعلوم يسحب بإتجاه أن لا يضغط كي لا يخرج من عالمه القديم
ثوب الحياة كان مبقع بالورود وعطرها بوجوه النساء وسحرها .. ببراءة الاطفال وخيالها
بعرق الكد اللذيذ .. بالجديد
ومبقع أيضا .. بالدماء ونتنها .. بغدر المرأة ومتاهاتها .. بالإخفاق والملل .. بالدوران حول محور .. يدور حول محور ..
أما ان يضغط فيرى .. او لا يضغط فيبقى في العتمة
أما ان يضغط فلا يرى .. او ان لا يضغط فيبقى بين الالوان
تسائل مع نفسه .. كيف تهيئت له الفرصة فوجد هذا المسدس أمامه بينما أخفاه عنه الكل
و تسائل .. لماذا يختار المنتحرون منطقة الصدغ من الرأس ليفرغوا بها كل آلامهم المحشوة في رصاصة واحدة.. هل قصدوا منطقة السمع وذاكرتها وضجيجها.. أم انهم قصدوا ما خلفها.. منطقة العواطف واضطراباتها ..
سرح بباله قليلا في الماضي ثم انتبه للحاضر .. مازال الاصبع يرتجف .. وعليه ان يقرر مسار المستقبل .. هل سيكون هناك مستقبل؟
ضغط ...........
جسمه توتر بأقصى درجة.. ثم بدأ يتراخى وينحل ويتفكك
شعر بوجود ثقبين في جانبي رأسه بينهما نفق صغير
لأول مرة استنشقت احشاء دماغه الهواء النقي
لأول مرة تنفست بشكل مباشر فتأكسدت كل الذكريات
تأكسد كل الكلام وبدأ يخرج من ذلكي الثقبين .. وتطاير مع الهواء
كل الأصوات المختبئة في أحشاء دماغه تطايرت ومعها مليارات الصور
عالم جديد .. جميل .. غير جميل
الاحاسيس والمشاعر مضطربة
حس.. إنه ذرات تنتشر في الفضاء
لكن الزمان لم يبدو زمان .. ولا المكان
وهو.. لم يبدو هو .. ولا.. الهو الآخر
... لم يحس بعدها بشيء
...................................................
أيقظته ابنته.. وهو على سريره في المستشفى
رآها قد تبسمت بوجهه ، ابتهاجا لعودة وعيه
.. بقربها كانت طفلتها تلعب بنفس المسدس .. لعبة أطفال أصرت ان تصطحبها معها أينما حلت ..
فهم مبدئيا ماحدث
التقارير الطبية التي اوردتها ابنته اليه .. انه أصيب بأنهيار عصبي بعد ان ضغط على المسدس ..
30/10/2012



#رائف_أمير_اسماعيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انبثاق
- هروب الزمن
- نظرية الأوتار من وجهة نظر فلسفية- قراءة في كتاب الكون الانيق
- الديمقراطية من وجهة نظر مادية
- الفلسفة .. التشكل الجديد
- التسلسل المنطقي لمداخل فهم العقل الانساني


المزيد.....




- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائف أمير اسماعيل - أرجوحته