أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرانسوا باسيلي - العبادة المشتركة بين المسلمين والأقباط














المزيد.....

العبادة المشتركة بين المسلمين والأقباط


فرانسوا باسيلي

الحوار المتمدن-العدد: 3901 - 2012 / 11 / 4 - 09:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد ساعات تمتد يد طفل لتخرج ورقة من ثلاثة عليها إسم البابا الجديد رقم 118 للأقباط الارثوذكس، أسلوب إختيار البابا الذي إعتمد مزيجا من الانتخاب علي مراحل تنتهي بالقرعة الهيكلية يبدو لي أسلوبا مصريا تماما، رغم تفضيلي شخصيا للإنتخاب الكامل المباشر، إلا أن تأملي في هذا الاسلوب يجعلني أقول أنه مصري صرف، لأنه يمزج بين الأرضي والغيبي بشكل متناغم، وهو ما تفضله النفسية المصرية منذ مصر القديمة، فالمصري لا يس
تطيع أن يحيا بمعزل عن يد السماء التي تعمل في حياته بشيء من سحر الروحانية وشفاعة القديسين لدي المسيحيين وأولياء الله الصالحين لدي المسلمين.

والمصري ينتظر التدخل السماوي بشكل ما في كل تفاصيل حياته ويطلب ذلك من وسطاء يشفعون له لدي خالقه مثل القديس مارجرجس أو سانتا تريز أو السيدة زينب أو السيد البدوي، و أسلوب عبادة المصري المسيحي لا يختلف عن أسلوب عبادة المصري المسلم سوى في التفاصيل، مثل كيف يصوم وكيف يصلي، ولكنه يتفق إلي حد كبير، ولكن ليس تماما، في جوهره المتمثل في إنتظار التدخل السماوي في نوع من المعجزة بوساطة بشرية من قديسين وأولياء، كما أنه رغم الإختلاف النظري بين إسلام بلا كهنوت وبين مسيحية ارثوذكسية بكهنوت، فالواقع يدل علي أن مركز ومكانة وسلطان الشيخ أو الداعية الاسلامي في قلوب وعقول الناس لا تختلف كثيرا عن مركز الكاهن القبطي.

ربما بسبب هذا التشابه في جوهر أسلوب العبادة والتدين تعايش المسلمون والمسيحيون في مصر عبر الأجيال رغم المشاكل والاضطرابات التي اصابت العلاقة بينهما في بعض العصور ومنها عصرنا الحالي. والسبب في هذا التشابه أن المصري قد قام بصبغ الدين - سواء المسيحي أو الإسلامي- القادم إليه عبر سيناء بأسلوب مصري صميم وحميم في التدين والفهم والعبادة، هو إمتداد للمفاهيم والطقوس الدينية والتعبدية المصرية القديمة قبل اخناتون وبعده، وأهمها ما ذكرته من طلب الشفاعة والتوسط من قبل القديسين والأولياء بالاضافة إلي الاهتمام بالطقوس والشعائر أكثر من الجوهر والمكانة الهائلة لرجل الدين الذي ينظر له الجميع واقعيا - رغم إنكار ذلك - علي أنه الوكيل الحصري للسماء علي الأرض.

(أتحدث عن الأغلبية هنا و أعرف أن البروستانت والسلفيين مثلا يختلفون عن هذه الممارسات، ولكن هذا لان في الحالتين هم يتبعون أسلوبا في التدين جاء من خارج مصر من الغرب في حالة البروستانت في القرن العشرين فقط، ومن السعودية في حالة السلفيين منذ ثلاثين سنة فقط، ولذلك فلا تجد في أساليب عباداتهم الخصال المصرية القديمة.)

كلامي هذا لن يعجب الكثيرين من المسيحين والمسلمين الذين ينتعشون بفكرة تميز كل منهم علي الاخر، ولكني أقول ما اعتقده دائما وأمري إلي الله.



#فرانسوا_باسيلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصالحة
- الفرار من قبضة ساندي
- ليلة القبض علي أبونا بولس باسيلي
- الحكم علي عادل إمام، وعجائب أخري
- البكاء فى عرس العالم
- في الطريق إلي مصر البدوية
- قال لي: أمريكا هي الشيطان الأكبر
- حادث أليم
- من أجل مصر الجديدة
- قال لي: أنت متحامل علي الاخوان
- القاعدة بلا بن لادن: من غزوة مانهاتن إلى غزوة الصناديق
- صلاح جاهين: شاعر ثورة 52 الحاضر في ثورة 2011
- لماذا تعادي المجتمعات العربية المرأة؟
- قرابين العروس
- دم في العيد
- هل بدأ إنهيار الامبراطورية الامريكية؟
- لماذا لا يثور المصريون؟
- الطغاة والدعاة والغزاة فى غزة
- يوم المرأة العالمى: لماذا لا تحكم العرب امرأة ؟
- ثلث قرن على رحيلها: ام كلثوم ورحلة المجد والانحدار العربى


المزيد.....




- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرانسوا باسيلي - العبادة المشتركة بين المسلمين والأقباط