(شتان ما بين الشيوعية والاديان)!!!(1)

ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 3900 - 2012 / 11 / 3 - 23:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

(ان تقاليد جميع الاجيال تجثم مثل كابوس على عقول الاحياء)..............كارل ماركس

هناك أعتقاد سائد يصل الى درجة (الايمان)و(اليقين)لدى مجموعة كبيرة ان لم نقل الغالبية!من المثقفين والكتاب،ومدعي الاستقلالية،وعدم التحزب او الالتزام،ورفض الادلجة-وكأنهاعار او وصمة لاأخلاقية-!!رغم انهم غارقون الى الاعناق في وحل الايديولوجيا (شاءواذلك ام أبوا)!.يسود لديهم اقتناع بتماهي الشيوعية بالاديان لدرجة
التطابق الكامل!من ناحية البنية والطبيعة الايديولوجية كدوغما واحدة ثابتة،لاتقبل التغيير اوالتجديد او الاختلاف او المغايرة او الاضافة او الحذب او التطوير او الاخر
المختلف!وبغض النظر عن الوسائل والغايات،وبحسن نية او بسوءها،وبوعي او بدونه،يتم التأكيد على ذلك.ويجري تبنيه وترديده من قبل المتلقي الخام،اوشبه المثقف،
ويصبح اعتقادا ويقينا ثقافيا متداولا وساريا بمثابة بداهة بلا مراجعة.رغم ان هذه الاراء والمفاهيم ليست ابداعا محليا !انما هي مجرد صدى مزدوج لما روجته الاوساط
الايديولوجية البرجوازية،وما انتج في مطابخها العفنة!على مدى اكثر من قرن.قبل واثناء ما يسمى بالحرب الباردة،واشتدت وتيرته بعد العصف السياسي والاقتصادي
والاجتماعي والفكري الذي هز بلد اكتوبر المنكفيء والميت في المهد!،وملحقاته التي سارت بركبه طوعا او كرها!الاطروحات الفلسفية والنظريات البائسة للرأسمال المعولم التي تم تلقفها في عالمنا(الغرابي-من غراب)!ورددتها كببغاوات ليس فقط الجماهير نصف الامية،والتي اصابها اليأس والاحباط والتعب-ولها العذر في ذلك-!
بل جرى اقرارها والتنظير المحاكاتي لها وتبنيها من قبل نخبنا المتياسرة والليبرالية الجديدة (كلاب الحراسة الايديولوجية) لقلاع الامبريالية المتوحشة والتي تمارس صيدها للفرائس في طول العالم وعرضه وليس من يتجرأويقف في وجهها.تلك النخب نقلت ولاءاتها بعد ان تخلت عن تعصبها الحنبلي لافكارها السابقة!وركبت القطار
الجديد والسريع،او سفينة نوح الجديدة خشية الغرق!!منهم من بات متأسلما سياسيا،والاخر انخرط بجوقة الليبرالية الجديدة اياها،ومنهم من تقوقع داخل شرنقة(النهلستية)،
اودخل صومعة الدروشة ولبس خرقة الصوفية،ومنهم البروغماتي الذي عرف من اين تؤكل الكتف!وانحاز لمصالحه الذاتية ودخل عالم السوق والبزنس والتجارة والقومسيون!!وشاع تغيير الجلود!واصبح غالبية(المتمركسين)سابقا افاعي تبدل جلدها كل يوم ويفخرون بذلك ويعتبرونه دليل تطور فكري وسياسي وباتت كعبتهم امريكا بعد ان كانت قبلتهم بلد اكتوبر (الجهيض)!!ومن تلك الآيات التي يتعبد بها هؤلاء(الحواريون الجدد)لمسيح الرأسمالية الدجال والمزيف:(نهاية التاريخ)!
و(موت الشيوعية)!و(العولمة)!و(الشيوعية فلسفة وفكر طوباوي )!و(الشيوعية ايديولوجية رجعية)!الخ من بدع وتقليعات يفصلها اربابنا في الغرب على مقاسنا!!
واذا كان ذلك امرا طبيعيا ان ترفع تلك اليافطات من قبل دوائر ومراكز التسويق الايديولوجي الرأسمالي البشع والجشع لابتلاع كل العالم،واذا كانت الرأسمالية تنافح وتكافح وتدافع عن نفسها وتتناول المنشطات وتبديل التالف من خلاياها من اجساد مستعمراتها السابقة وتبدل دمها الفاسد بدماء الشعوب المغلوبة والمنكوبة بعالم الغاب!!
اذا كان الغول الرأسمالي يجمل نفسه بهذه المساحيق والاصباغ الدعائية (كنظام ديمقراطي يحترم حقوق الانسان ويرفل بالرفاهية)وهي كذبة مكشوفة!ويصر على ان عالم الرأسمالية افضل العوالم الممكنة وانه ذروة التاريخ ونهايته الابدية! اذا كان كل ذلك جزءا من صراعها الفكري(الايديولوجي)،وحربها السايكولوجية ضد الفكر الماركسي،وكل التيارات اليسارية التي تناضل من اجل غد افضل واسعد لكل البشر.فلماذا نلهث نحن ك(.....)!خلفها في عالمنا المتخلف والتابع،وبهوس وحمى،وندافع عن الملكية اكثر من الملك؟؟!!.............
ان محاولة المطابقة بين الشيوعية والاديان،ان لم تكن وهما وضلال،فأنها تثير الشبهة والسؤال!!........ نعم ينطبق هذا ويصدق على الاديان بشكل عام،والاديان الفضائية(السماوية) بشكل خاص......


يتبع في المقال القادم...................وعلى الاخاء نلتقي..

#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل