أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين محمود التلاوي - الحكاية الأحوازية المنسية عربيا















المزيد.....

الحكاية الأحوازية المنسية عربيا


حسين محمود التلاوي
(Hussein Mahmoud Talawy)


الحوار المتمدن-العدد: 3888 - 2012 / 10 / 22 - 22:42
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


من المدهش قدر التجاهل الذي يسيطر على وسائل الإعلام العربية، بمختلف أنواعها واتجاهاتها، إزاء قضية الأحواز، وهو الإقليم العربي الذي سقط في القبضة الإيرانية عام 1925م، ليصبح بعدها واحدة من الأراضي العربية "الكثيرة"، الواقعة تحت سيادة أجنبية، شأنها في ذلك شأن مدينتي سبتة ومليلية الخاضعتين للاحتلال الأسباني، وكذلك إقليم أوجادين الصومالي، الذي تحتله أثيوبيا، وتعتبره أرضا إثيوبية، وتعمل على طمس الهوية الصومالية فيه.
وتتفاوت قضايا تلك المناطق العربية في شهرتها الإعلامية، إلا أن هناك بعض القضايا، التي يتم تسليط الضوء عليها أكثر من غيرها لأسباب شتى من بينها توازنات القوى والعلاقات الدولية والإقليمية، بالإضافة إلى المصالح المباشرة للأقطار العربية المختلفة.
ففي ظل استقطاب قضية فلسطين للاهتمام العربي طيلة عقود، كان من الصعب الالتفات إلى أية قضايا أخرى، وهذا لا يعني تجاهل القضية الفلسطينية لصالح قضايا أخرى، ولكن يعني الاهتمام بالقضايا الأخرى في إطار منظومة سياسية عربية تسعى إلى حل جميع تلك القضايا الخاصة بالأراضي العربية الواقعة تحت الاحتلال أو الخاضعة لسيطرة قوى أخرى، إلا أن الاهتمام بالقضية الفلسطينية، والذي كان في جزء منه يهدف إلى تحقيق مصالح داخلية لبعض الأنظمة العربية، طغى على تلك القضايا. ومع ذلك، فقد فشل العرب في صياغة رؤية موحدة لحل الصراع العربي الصهيوني ككل، ومن ضمنه القضية الفلسطينية، الأمر الذي أدى إلى استمرار احتلال الكيان الصهيوني للأراضي الفلسطينية، وإلى عدم السعي الجاد لحل، أو على الأقل لإثارة، مثل تلك القضايا. وفيما يلي عرضا شديد الاختصار لأصل الحكاية الأحوازية، والموقف العربي منها والغرض منه إلقاء الضوء على هذه القضية المنسية

أصل الحكاية
في كل الأزمات السياسية الداخلية والخارجية، التي عصفت — ولا تزال تعصف — بالعالم العربي، هناك عدد من العوامل المتكررة في كل أزمة، ومن بين تلك العوامل نقض الغرب "عهوده ومواثيقه" مع الأطراف العربية المتأثرة سلبا بالأزمة، إلى جانب عامل القوة الإقليمية التي تكون سببا مباشرا في نقض الغرب لـ"عهوده ومواثيقه"، بالإضافة إلى عامل الخيانة.
والحاصل في قضية الأحواز لا يخرج كثيرا عن هذا الإطار التقليدي، فقد كانت أطماع إيران السبب الرئيسي وراء السعي لضم الأحواز، وقد استفادت تلك الأطماع من البراجماتية التي تحكم السياسة الخارجية البريطانية. فقد رأت بريطانيا أن تحالفها مع الإيرانيين سيكون أكثر فائدة لها من "الضمانات"، التي سبق أن قدمتها للشيخ خزعل الكعبي الذي كان حكم الأحواز منذ العام 1897م وحتى 1925م. فقد حصل الكعبي على ضمانات وحماية من البريطانيين في تلك المنطقة الملتهبة من الشرق الأوسط دائم التوتر، إلا أن البريطانيين وجدوا في الإيرانيين حليفا أفضل، بالنظر إلى التعاون السابق بينهما، والذي قام فيه الإيرانيون بمساعدة البريطانيين في التخلص من النفوذ البرتغالي في الخليج العربي مقابل تثبيت دعائم الإيرانيين في المنطقة.
كذلك فإن البريطانيين خشوا من قوة الدولة الكعبية، التي تأسست في الأحواز في العام 1724 وازدادت قوة في عهد الشيخ خزعل الكعبي، لذلك سلموها إلى الإيرانيين مكافأة لهم على خدمتهم للمصالح البريطانية في المنطقة. ويرجع طمع الإيرانيين في الأحواز إلى أنها منطقة غنية بالموارد الطبيعية من نفط ومياه وأراضٍ زراعية، إلى جانب موقعها الإستراتيجي على الخليج العربي.
وكان العام 1925م هو العام الذي شهد ضم إيران الشاهنشاهية للأحواز بمساعدة من البريطانيين. فقد قام القائد الإيراني الجنرال زاهدي بإعداد فخ للشيخ الكعبي، إذ أوهمه بأنه يريد إجراء محادثات معه في العاصمة الإيرانية طهران. ولما وصل الشيخ الكعبي إلى طهران، تم اعتقاله. ويقال إنه ظل قيد الاعتقال على ظهر طراد بريطاني لفترة من الوقت، قبل أن يودع في أحد سجون طهران؛ حيث لاقى ربه تعالى مسموما، كما تؤكد أغلب الروايات.
وسيظل يوم 20 أبريل من العام 1925م محفورا في الذاكرة العربية الأحوازية، فهو اليوم الذي دخلت فيه القوات الإيرانية إلى أراضي الأحواز بقيادة رضا خان؛ حيث أعملوا في أهلها التقتيل واتبعوا سياسة الأرض المحروقة للقضاء على كل أثر عربي فيها، ولمنع إمكانية نشوء مقاومة أحوازية، إلا أن الرهان الإيراني على ذلك قد خاب. فبعد 84 عاما من الاحتلال الإيراني للأحواز، لا تزال المقاومة مستمرة ضد الاحتلال وضد كل محاولات طمس الهوية العربية للإقليم، وهي المحاولات الممثلة في اقتطاع أراضٍ أحوازية وضمها لإيران، وإنشاء مستوطنات فارسية في الأحواز، وتهجير سكان الأحواز، وتغيير أسماء المناطق العربية بأخرى فارسية،

الموقف العربي من القضية
هناك التباس كبير في الموقف العربي من قضية الأحواز، ولعل ذلك الالتباس يرجع إلى عدد من العوامل بعضها إقليمي والآخر داخلي. فمن العوامل الإقليمية أن إيران تعتنق المذهب الشيعي وتقع بالقرب من السواحل العربية والتي تضم سكانا شيعة كثرا بينها يصل بهم الحال إلى أن يشكلوا أغلبية في البحرين. وبالتالي، تخشى الدول العربية أنها إذا ما طالبت باستقلال الأحواز أو دعمت قضيتها أن تقوم إيران بتدعيم الأقليات الشيعية في العالم العربي وتشجيع مسعاها الانفصالي.
ولكن هذا التحفظ العربي مردود عليه بأن الإيرانيين بدؤوا بالفعل التدخل في الشئون العربية من حيث إثارة القلاقل في البحرين كما رأينا في أحد لقاءات كرة القدم بين المنتخبين البحريني والإيراني في العاصمة البحرينية المنامة عندما رفع البحرينيين من أصل فارسي ويسمون بـ"العجم" العلم الإيراني في استاد المنامة، وهو الأمر الذي أثار الكثير من الاستياء في الأوساط العربية. ذلك إلى جانب التحركات الإيرانية الأخيرة في الأزمة البحرينية والتي استهدفت دعم الشيعة في مطالبهم الإصلاحية لا لكونها مطالب إصلاحية ولكن لاعتبارات مذهبية، وهو الأمر الذي أثار حفيظة دول الخليج العربي فراحت تدعم السلطة الحاكمة في البحرين.
كما أن التصريحات التي نقلها علي أكبر ناطق نوري أحد كبار مستشاري المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران عام 2009 والتي قال فيها إن "البحرين إيرانية" توضح النوايا الإيرانية ضد المنطقة العربية، مما دفع الدول العربية إلى اتخاذ مواقف سياسية وصلت تداعياتها إلى حد إعلان المغرب قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران.
ولا يخفى على أحد ما قامت به إيران من تدعيم للشيعة في العراق ضد السنة والتحالف مع الاحتلال الأنجلو أمريكي ليس بداعي نشر الديمقراطية وحماية الحقوق المدنية والدينية بالطبع ولكن لتحقيق مبدأ نشر الثورة الإيرانية في العالم العربي وكسب دول تدور في الفلك الإيراني. إلى جانب الحديث عن الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين في اليمن.
كذلك، هناك عوامل داخلية في الدول العربية تمنعها من اتخاذ إجراءات قوية ضد إيران وهي أن في الدول العربية أقليات تخشى الدول العربية أنها إن دعمت مسعى عرب الأحواز في الانفصال، انفصلت عنها تلك الأقليات مثل الأمازيغ في الجزائر والمغرب والأقليات العرقية المتنوعة في السودان والأكراد في سوريا "رغم بعدها كل البعد عن دعم الأحواز في إيران للعلاقات الإستراتيجية التاريخية بين الإيرانيين والسوريين والراجعة أيضا للمذهب الشيعي العلوي الذي يعتقنه الحكام في سوريا.
ويبرز الموقف المصري كأحد أقوى المواقف العربية من قضية الأحواز، على ضعفه بشكل عام. فتشير صحيفة الشرق الأوسط اللندنية إلى أن مجلة باسم (عرب الأحواز) حصلت على إذن بالصدور في مصر في عام 2008، وهي المجلة التي كانت ذات ترخيص أجنبي وتصدر في مصر مديرها العام مصري هو الدكتور عبد الصمد الشرقاوي.
وتوالت زيارات الوفود الأحوازية إلى القاهرة ومن بينها زيارة قام بها وفد من الجبهة الديمقراطية الشعبية في ذلك العام، التقى الوفد خلالها بأعضاء حزب التجمع الوحدوي، كما قام بزيارة لجريدة (الأسبوع) الأسبوعية.
وعلى الرغم من هذا النشاط، فإنه لا يرقى بأي حال من الأحوال لما يمكن تسميته دعم القضية الأحوازية، وهو النشاط الذي يحتاج إلى الكثير من التفعيل، سواء من المنطلقات القومية العربية أو من منطلق رد الجميل لإيران على تدخلها في الشئون العربية وهو التدخل الذي ازداد بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 وتولي الشيعة السلطة هناك.



#حسين_محمود_التلاوي (هاشتاغ)       Hussein_Mahmoud_Talawy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تبقى لكم؟!
- رؤى حول بعض نظريات تفسير نشأة المجتمع وتطوره
- -العالم الآخر الممكن- لم يعد ممكنا!
- المنتدى الاجتماعي العالمي في مهد الثورات العربية... بين اليس ...
- المرأة بين حضارات الشرق والغرب
- الإسلام... بين النقيضين!
- شموئيل عجنون... القلم الكاذب
- الترجمة لفظا وتاريخا وعِلْما
- أصناف العقل الإنساني (3)
- البطل
- رجال في الشمس... عندما يصبح الظل طريقا للاحتراق...!
- أصناف العقل الإنساني (2 )
- أصناف العقل الإنساني (1)
- المسألة القومية لدى التيارات الفكرية المختلفة... نظرة رصدية
- نوبل للآداب.. أم لأشياء أخرى؟؟!
- ‎25 يناير... هل هو ثورة؟!!
- صفية مختار في «وسال على فمها الشيكولاتة» عندما تسيل الأفكار ...


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين محمود التلاوي - الحكاية الأحوازية المنسية عربيا