أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-أردوغان الناتو أم السّنّة؟














المزيد.....

بدون مؤاخذة-أردوغان الناتو أم السّنّة؟


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3886 - 2012 / 10 / 20 - 09:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-أردوغان الناتو أم السّنّة؟
تثار تسؤلات كثيرة حول الدور الذي يلعبه رئيس وزراء تركيا الطيب أردوغان، فهل الرجل متمسك بتلابيب الدين ويريد العودة للخلافة العثمانية التي طالما ذكرها وتغنى بها؟ وهل الرجل الذي طور اقتصاد تركيا في عهده معني بنقل تجربته الى الدول العربية والاسلامية الشقيقة؟ وهل الرجل معني بمساعدة الشعب السوري حقيقة؟ وهل الرجل يسعى لتجميع الدول الاسلامية لبناء قطب اسلامي يصارع القوى العظمى لترسيخ دور اسلامي عالمي؟ أم أن للرجل دورا مرسوما يقوم به في المنطقة من قبل القوى الامبريالية؟ وللوقوف على الحقيقة يجدر الانتباه الى أن "الديموقراطيات" الغربية -بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية الدائرة في فلكه، في بدايات تسعينات القرن الماضي- اعتبرت الاسلام والمسلمين عدوها القادم، فجندت وسائل اعلامها وجيوشها لمحاربة ما اعتبرته الخطر الاسلامي القادم الذي يهدد "الديموقراطيات" الغربية، وخوفها ينبع من تخوفها من بروز قوة تهدد مصالح الغرب في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها المصالح البترولية، ومن هنا كان تركيز الولايات المتحدة على ضرب أيّ قوة اقليمية محتملة، قد تهدد اسرائيل حليفة أمريكا وقاعدتها الاستراتيجيية في المنطقة، فكان تدمير العراق واحتلاله، وما تبعه من رفض نتائج الالنتخابات الديموقراطية التي أوصلت الاسلاميين في الجزائر الى الحكم في تسعينات القرن الماضي، وما تبع ذلك في أكثر من دولة عربية، لكن الولايات المتحدة التي تخاف على مصالحها في المنطقة، قد لجأت الى أسلحة أخرى لإثارة الفتن والقلاقل في المنطقة العربية، من أجل تدميرها ذاتيا من خلال إثارة حروب أهلية فيها، فلجأت الى تغذية الطائفية بين السّنّة والشيعة بعد أن استنفذت إثارة النزاعات الدينية-الاسلام والمسيحية- أهدافها في لبنان بعد الحرب الأهلية التي شهدها لبنان من منتصف سبعينلات وثمانينات القرن الماضي، وبعد فشلها في إثارة حرب أهلية دينية في مصر، ونجحت في تقسيم السودان وفصل جنوبه عن شماله، مع استمرار المخطط لفصل اقليم كردوفان وشرق السودان ايضا، لذا فقد تأججت الخلافات بين السنة والشيعية في لبنان من أجل تحجيم حزب الله كحزب مقاوم ومعاد لاسرائيل، ولا ضير ان ألقى سلاحة وتحول الى حزب اجتماعي سياسي، وكذلك نجحت في تقسيم العراق بعد احتلاله الى كانتونات طائفية وعرقية.
لكن ما بات يخيف أمريكا وحلفاءها هو تعاظم قوة ايران-خصوصا بعد تدمير العراق واحتلاله في العام 2003- فابتدعوا ما يسمى الخطر الشيعي أو الهلال الشيعي، ولترسيخ هذا التقسيم الطائفي جرى تغذية الطائفية في مملكة البحرين، وجرى تغذية الأكثرية الشيعية في هذا البلد كي تحترب مع الأقلية السنية الحاكمة، كما جرت تغذية أعمال الشغب الشيعية في شرق المملكة العربية السعودية، علما أن حكام ايران منذ انتصار ثورة الخميني وحتى أيامنا هذه وهم يسعون الى بناء امبراطورية فارسية-وهذا حقهم-، لتكون القوة الاقليمية الأولى في المنطقة، خصوصا بعد تحجيم العراق وتغييب دور مصر في عهد حسني مبارك، وليس في حسابهم قيام دولة اسلامية وإن ألصقوا هذا الاسم باسم بلدهم"جمهورية ايران الاسلامية"، وكل ممارساتهم تؤكد ذلك. فكان لا بدّ من ايجاد قوة اسلامية سنّية في المنطقة، "وإشعال نار الخلافات السنية الشيعية وتأجيجها في هذه المرحلة هو من ابتكار الامبريالية العالمية وليس من ثقافة شعوب المنطقة" وهنا دخلت تركيا على الخط، وتمّ تمكين أردوغان من تحجيم دور الجيش الذي يحافظ على علمانية الدولة حسب الدستور الذي وضع في عهد كمال أتاتورك في عشرينات القرن الماضي، بعد هدم دولة الخلافة العثمانية الاسلامية، وذلك لترويج الدور المرسوم لأردوغان وصبغة بالصبغة الاسلامية، مع التذكير بأن تركيا عضو فاعل في حلف شمال الأطلسي"الناتو"، وقواعد هذا الحلف لا تزال موجودة على الأراضي التركية. ولتسويق أردوغان عند المسلمين السّنّة وخصوصا عند العربان، جرت تظاهرة محاولته رفع الحصار الجائر عن قطاع غزة، ولدغدغة عواطف الاسلاميين العرب استذكر أردوغان أن غزة كانت جزءا من الامبراطورية العثمانية، لكن اسرائيل لها حساباتها المختلفة في المنطقة، لذلك قامت بهجومها البشع على سفينة مرمرة التركية، وقتلت وجرحت عددا من ركابها، فثارت ثائرة أردوغان، وملأ وسائل الاعلام ضجيجا متوعدا اسرائيل بعظائم الأمور، ثم ما لبث وأن هدأت ناره، لكنه لم يطلب اجتماعا طارئا لمندوبي دول حلف"الناتو" لتدارس الردّ على العدوان الاسرائيلي كون تركيا عضو في هذا الحلف، فهو يعلم أن اسرائيل خط أحمر بالنسبة للناتو، لكنه لاحقا أرغى وأزبد وهدد وتوعد سوريا، وطلب اجتماعا طارئا لمندوبي حلف الأطلسي للبحث في طبيعة وحجم الرد على الجيش السوري، بعد اسقاطه لطائرة عسكرية تركية اخترقت المجال الجوي لسوريا قبل بضعة أشهر، ولسقوط قذيفة مدفعية سورية على احدى القرى التركية.
فهل أردوغان خليفة حقيقي للعثمانيين؟ وهل هو معني حقا بمساعدة الشعب السوري بمساعداته للمعارضة السورية في مختلف المجالات؟ أم أنه يقوم بدور تنفيذا لأجندات أمريكية غربية لدول حلف الناتو واسرائيل، تتمثل في حماية اسرائيل والمصالح الغربية بتحجيم ايران والمساعدة في حصارها، والتخلص من حلفائها الأقربين المتمثلين بنظام بشار الأسد في سوريا، وحزب الله في لبنان.
20-10-2012



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- الخرافة والشعوذة
- بدون مؤاخذة-التنسيق الأمني
- هل بدأت الحرب الدينية؟
- نوافذ رفعت زيتون في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- اليهود العرب
- بدون مؤاخذة-سوريا هي الأهمّ
- رواية -من الشاطئ البعيد- في اليوم السابع
- ما وراء الاساءة لخاتم النبيين
- بدون مؤاخذة-توريط المسلمين
- رواية عاشق على أسوار القدس في اليوم السابع
- اذا عرف السبب....
- أزمة السلطة الفلسطينية الاقتصادية لها اسباب خارجية
- بدون مؤاخذة- انتفاضة المستوطنين
- قراءة في رواية عاشق على أسوار القدس
- رواية -هوان النّعيم- لجميل السّلحوت بقلم:مهند جابر
- سموم اسرائيلية وأياد فلسطينية
- ذات خريف لكاملة بدارنة في اليوم السابع
- ذات خريف لكاملة بدارنة
- رواية من الشاطئ البعيد لعيسى قواسمي
- بدون مؤاخذة-مرسي لا يملك الفانوس السحري


المزيد.....




- سقطت مئات الأمتار.. فيديو من -درون- يلتقط اللحظات الأخيرة لم ...
- ترامب يدخل على خط محاكمة نتنياهو: رجل عظيم ويجب منحه عفواً
- آلام تقابلها آمال بانتهاء صراع امتد لأربعة عقود بين تركيا وا ...
- البيت الأبيض: إيران لم تنقل مخزونها من اليورانيوم المخصّب قب ...
- البرلمان الإيراني يصوت لصالح تعليق التعاون مع الوكالة الدولي ...
- المجر تحذر السفراء الأوروبيين من عواقب قانونية في حال المشار ...
- ترامب يترقب محادثات مع إيران ولا يستبعد تخفيف العقوبات
- اتفاق أوروبي أوكراني لإنشاء محكمة تقاضي المسؤولين الروس
- هكذا صنعت أميركا حربا هوليودية في أفغانستان وقتلت عائلات الم ...
- فيديو حادثة المطار.. رجل يحاول قتل طفل إيراني هارب من الحرب ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-أردوغان الناتو أم السّنّة؟