أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - عبد السادة البصري- للحقيقة وجوه كثيرة-عن مجموعة ناجون بالمصادفة للشاعر ماجد الحيدر














المزيد.....

عبد السادة البصري- للحقيقة وجوه كثيرة-عن مجموعة ناجون بالمصادفة للشاعر ماجد الحيدر


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 3883 - 2012 / 10 / 17 - 16:48
المحور: الادب والفن
    


للحقيقة وجوه كثيرة
عن مجموعة ناجون بالمصادفة للشاعر ماجد الحيدر
عبد السادة البصري


نعلم إننا لم نمت بعد
لان السكاكين أخطأتنا
ولم نتدل من المشانق
لان التقارير سهت عنا
ولم نتضور لأننا
وجدنا بعض الخبز في السلال
* * *
ليس لأننا شجعان
ولا لأننا خارقون
لكنها قسمتنا .. والطوالع العجيبة
أولئك نحن ....
ناجون ... ناجون بالمصادفة

بهذه الكلمات يختصر الشاعر ماجد الحيدر مأساتنا جميعا .. آلامنا وأفراحنا .. ضحكاتنا وبكاؤنا .. يأسنا وأملنا .. ليكون شاهدا على كل ما مر بنا جميعا في هذا البلد الذي أعطى أروع مثل في تقديم القرابين .. ولكن لمن ؟....
سؤال تتحدد إجابته بكلمة واحدة رددها أكثر من مرة الشاعر عبر قصيدة (( ما الفائدة))

((تسأل النخلة والطير وحبات الزيتون اليابسات
((ما الفائدة)) ؟...
يسأل القاتل والقتيل
(( ما الفائدة))؟..
تسأل شجيرات العاقول
في (بحر النجف ) الفسيح
(( ما الفائدة )) ؟..
تسأل الورقة العذراء والورقة الثيب
والورقة الذبيح
(( ما الفائدة))؟...

قصيدة ما الفائدة ص 25

ولكننا نجد توضيحا آخر لتساؤلاته وإجابته المتكررة عبر قصائده التي ابتدأها بـ (أثينا) تلك الآلهة الأنثى التي ما انفكت تلملم أحلامنا في ثوبها ثم ترميها بعيدا عبر دورة مغلقة من الذكريات التي لم تنته أبدا والتي تقطن في (رأس) مزدحم بأشياء كثيرة 0هذا الرأس الذي يطلبه الأعداء والأصدقاء على حد سواء 0 ويؤكد انتماءه للمستقبل بكل تفاصيله المجهولة في قصائد أخرى 0 ونجد أيضا انحيازه للترجمة في بعض القصائد بالإضافة إلى تأثيرها عليه حيث يعلن في أكثر من مرة عن أسماء وأماكن كما جاءت في ترجمتها ويترك لنا جملة كاملة بأحرفها الأصلية :

)لا احفل بالغد / لم يأت بعد
لا يهمني الأمس / قد ولى دون عود
لم يبق غير الساعة / وهذا شأن يسير
LAISSEZ- PASSER. LAISSEZ- FAIRE)
ومعناها (دعه يعمل .. دعه يمر)

ماجد الحيدر في قصائده التي ضمتها مجموعته (( ناجون بالمصادفة )) يعطيك تجربة قاسية عاشها مع أصدقائه في مدينته شهربان التي استبيحت ذات يوم من قبل القاعدة وعصاباتها , كما يؤكد انتماءه الحقيقي لهذا الوطن النازف , الوطن الذي أعطى كل شيء ولم يحظ بلحظة فرح واحدة .. أفراحنا مؤجلة .. ضحكاتنا مؤجلة .. أمانينا مؤجلة .. قد تتحقق وقد تذهب خطيئة رصاصة طائشة .. حتى كتبنا التي هي بمثابة أصدقائنا لم تسلم من حقدهم الأصفر :

)) في الصبح سأخرج للشارع
انظر في الأوجه : لا احد غير عويل الريح
سأحكم أزراري
وأروح أجرجر أقدامي
فوق تراب مدينتنا العجفاء
مرتابا .. منتظرا
ويدي فوق الصدر
وجلا من بضع رصاصات طائشة
قد تقتلهم ثانية
وتخضب هذا من هذا ... )) قصيدة في انتظار ابن ملجم ص 38

ويتذكر أيضا أن الحروب اللعينة التي أشعلها الطاغية إبان ثمانينات القرن الماضي وتسعيناته قد أكلت الكثير منا .. فهو يطلب من المصور الفوتوغرافي ان يصوره وأصدقاءه رغم جلوسهم في حانة فقيرة ورغم صغر سنهم كي تبقى ذكراهم لأنهم ذاهبون إلى الحرب وقد لا يعودون ثانية .

)) أيها المصور
يا مصور الحانة العجوز
صب لنا هذه اللحظة الشاردة
في صفحة من صفحات الأبدية
أيها المصور
صبية نحن .. وسكارى
في هذا الحان الفقير
أربعة من الخلصاء نحن .. ستة
ولربما نحن سبعة
فما أدرانا .. سكارى نحن .. وساذجون
أيها المصور
رفقا بنا .. بتصاويرنا
غدا يأخذوننا إلى الحرب )) قصيدة أيها المصور ص 40

وهكذا يعطيك الحيدر صورة حقيقية بما عاشه العراقيون إبان السنوات العجاف الماضية في ظلم وقهر وموت ويعيشه ألان في خوف وقلق وموت أيضا . فهو في قصائده السردية التي اعتمد فيها على الوصف والحكاية ليوصل لنا فكرته التي يريد . أن ماجد الحيدر بمجموعته هذه التي اعتمد فيها على السرد والإيقاع قد أعطانا صورة واضحة جدا بلا رتوش لما عشناه ونعيشه .

ويؤكد قولي هذا القاص سعد محمد رحيم في كتابته عن المجموعة بقوله :

((لعل العنوان الصادم – ناجون بالمصادفة – يلخص القدر العراقي في هذا العقد الأول من القرن العشرين ويعكس او يرسم صورة المصير الاعتباطي بوجهيها الظاهر والمسكوت عنه ))

وكذلك يؤكده الكاتب اسعد محمد تقي في مقالته أيضا :

(( الحيدر يصفع الأفق في – ناجون بالمصادفة – القصيدة.. يصفعه بهذا الإيجاز وافر البلاغة لملامح الحياة التي أنجبتها الفاشية عبر عقود استهتارها))

ماجد الحيدر في مجموعته هذه التي زادها الإيقاع والموسيقى ( الوزن الشعري ) رسوخا اكبر في مخيلتنا رصد حياة كاملة لشعب قدم ويقدم القرابين تلو القرابين في قصائد تكشف ان للحقيقة وجوها كثيرة جدا .. لا بد ان نتعرف عليها في خضم المتغيرات هذه .

* ناجون بالمصادفة / شعر – ماجد الحيدر / طبع دار سبيريز –دهوك 2009



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أناشيد كارمنا بورانا-الأناشيد الثلاثة الأخيرة
- أناشيد كارمنا بورانا-النشيدان الحادي والعشرين والثاني والعشر ...
- أغنية الى أدويتي النجيبة-شعر
- أناشيد كارمنا بورانا-النشيدان التاسع عشر والعشرون
- أغنية الى يهوا-شعر
- أغنية قبل النوم-شعر
- فنٌ الخُسران -إليزابيث بيشوب
- أناشيد كارمنا بورانا- النشيدان 17-18
- أغنية.. الى العبد الجميل
- حكاية الذي رِجله اطول من لحافه-قصة قصيرة
- أغنية الى جثتي المهذبة-شعر
- كارمنا بورانا-النشيدان الخامس عشر والسادس عشر
- أغنية الأخرس البليغ
- آخر الصيف-شعر
- أغنية الى العملاق الأخرق-شعر
- أناشيد كارمنا بورانا-النشيد الرابع عشر
- درس فوق الغمام-شعر
- أناشيد كارمنا بورانا-النشيدان الثاني عشر والثالث عشر
- أغنية الى صديقي غوغل
- أناشيد كارمنا بورانا-النشيد الحادي عشر-مع النص الأصلي


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - عبد السادة البصري- للحقيقة وجوه كثيرة-عن مجموعة ناجون بالمصادفة للشاعر ماجد الحيدر