أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - برسم الانتلجنسيا العربية














المزيد.....

برسم الانتلجنسيا العربية


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 1128 - 2005 / 3 / 5 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إحدى معجزات الايديولوجية النضالية استقامتها..فهي عندما تنظر الى الأمور لاترى منها إلا مقدماتها..ولقد تفاقمت هذه الاستقامة بعد أن تولىّ زمام أمورها العسكر ,فأزاحوا الجيل المؤسس من معلمي المدارس الابتدائية,وأدخلوا الى هذه الأيديولوجية الضبط والربط (على حد تعبير العسكر المصريين )فأصبحت لاتستطيع أن ترفّ بعينها يمنة او يسرة , لترى ان وراء الحلقة حلقات تمسك بعضها ببعض الى ما شاء الله ..مثال ذلك :
ان المسكين صدام حسين قد افتئت عليه في مسألة أسلحة التدمير الشامل..لقد احتل الأمريكيون العراق وفتشوه شبرا شبرا,فعثروا على صدام في جحر,لكنهم لم يجدوا حتى في جحره شيئا من أسلحة التدمير الشامل !!
وهكذا فإن عدم عثور الأمريكان على صدام متلبسا وأسلحة التدمير الشامل في جيوبه, قد غطى على ما تبقى من حلقات السلسلة: حربه الأخوية مع إيران..احتلاله الإنساني للكويت..سعة صدره حيال مواطنيه الأكراد, إذ قّوم اعوجاجهم بأضعف الإيمان (الكيماوي)..إما المقابر الجماعية فهي شهادة على ورعه وتقواه...أليست أدياننا المختلفة حتى على لون السماء مجمعة على ان إكرام الموتى دفنهم؟!!
وهو-عند هذه لم يقّصر جزاه الله كل خير –إذ استورد من بلاد الكفار بلدوزرات لكي ينفّذ ما اجمع عليه لاهوت المنطقة..فإذا حصلت بعض الاستثناءات وأبقيت الجثث معلقة في الشوارع لبضعة شهور , فلتعليم العراقيين تقدبد اللحم البشري..
إذا كان حكامنا من أمثال صدام – وكلهم مثله في شهوة التسلط على البلاد والعباد- يحتاجون الى ضرب على أقفيتهم حتى تحمّر خجلا مما فعلوه بشعوبهم , فإن الأيديولوجية النضالية المسيطرة على عقول الكثرة الكاثرة من قادة الفكر والرأي وصناع الرأي العام في المرئي والمكتوب ,تحتاج الى ضرب مبّرح كما تضرب سجادة لتنظيفها في نهاية كل شتاء..ولا أظن شتاء أطول من الشتاء الذي دخلته المنطقة منذ نصف قرن ,بوثوب العسكر على السلطة وإزاحة البرلمانات والدساتير والسياسة,وحق التظاهر والإضراب وإظهار الإختلاف في الرأي وفي المصالح وفي طريقة حك القفا..
وثوب الكولونيلات: من عبد الناصر وحتى حسن البشير بنواياهم الطيبة او الشريرة , أعطى نفس النتائج..إذ أن المؤسسة العسكرية كالدين إذا اقتحمت السياسة فسدت وأفسدت ..ذلك لأنها تقحم أنفها في غير اختصاصها وفيما لا تفهم فيه..
مهمة الجيش الدفاع عن حدود الوطن..ومهمة الدين إدارة الأسئلة التي يطرحها القلق الوجودي على الفرد والجماعة..وإدخال أي منهما الى حقل السياسة يشبه في نتائجه إدخال فيل الى دكان خزاف.
يتوهم الناصريون –مثلا- ان الانحراف عن خط عبد الناصر بعد غيابه قاد الى المخنق الراهن ..رغم ان الإنسدادات الراهنة في السياسة والاقتصاد والإيديولوجية , تعو د بجذورها الى المرحلة الناصرية..
ان الجذور العقلية للإرهاب الأصولي تغوص في تربة التعليم الذي أرساه عبد الناصر , وعمّمه لاحقا بالجنرالات الذين حذوا حذوه في بلدانهم , وبالبعثات التعليمية المصرية التي عممت تعليما قشرته حديثة , ومحتواه ثقافة أهل الكهف ..ولا نبالغ إذا قلنا ان مكانة جنرالات العالم العربي –الاسلامي في الثقافة التقليدية كمكانة الكلب في أسطورة أهل الكهف القرآنية الجميلة,بطابعها الرمزي المفتوح على المعاني,لا باعتبارها واقعة تاريخية يتحدث بها على الفضائيات علماء دين غارقون في البلاهة حتى ذقونهم ..
كما ان المافيات التي تموضعت كعلق على مؤسسات القطاع العام في دول التقدم والاشتراكية , وتقف الآن كشريحة( اجتماعية-سياسية) في حلق التحولات الى الدولة الديمقراطية, قد ولدت في رحم المرحلة الناصرية ونسخها المكررة في العالم العربي , من جزائر بومدين الى عراق صدام حسين..
وكذلك فإن الشيخوخة البائسة للأيديولوجية القومية –الاشتراكية - بعواجيزها الذين يملؤون الفضائيات ثرثرة بالقضايا الكبرى هربا من الصغرى - قد يفعت وراهقت في المرحلة الناصرية ..
آن للعالم العربي – الاسلامي ان يخرج من هذا النفق المظلم الذي ادخله اليه العسكر ,ويريد الإسلاميون التمديد لنا فيه الى ما شاء الله ..
آن لهذا الوعي المكهرب (سوفييتيا/إسلاميا) الهارب من مسؤولية الحرية الى جحور الماضي ,والحاضن لبيض الإرهاب كما تحضن أفعى بيضها لتفقس معكرونة الأفاعي..
آن لهذا الوعي ان ينتفض كما ينتفض النائم من أضغاث أحلامه ليرى العالم كما هو, لا كما خّيل اليه في نومه..
آن لبذرة الشك من يبذرها في عقل اقفل على نفسه ورمى المفتاح في بحر اليقين..
هل نفعل ؟؟

سامي العباس



#سامي_العباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات على هامش الماركسية الايديولوجية
- الولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط
- مشتركات الوعيين الاسلامي - السوفييتي
- رد على لؤي حسين
- قصة من مجموعة -ابطال من هذا الزمان
- بيان من اجل الليبراليه
- الماركسيه في الاستخدام
- أزمة الرأسمالية ثانية
- ملاحظات حول مسودة الورقة السياسية للجنة الوطنية لوحدة الشيوع ...
- أزمة اليسار السوري – محاولة للرؤية


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - برسم الانتلجنسيا العربية