أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - الولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط















المزيد.....

الولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 1118 - 2005 / 2 / 23 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند كل ذروة من ذرى الصراع العربي _ الإسرائيلي يعود هذا السؤال إلى الواجهة :
-من يرسم سياسة الولايات المتحدة الأمريكية حيال الشرق الأوسط ؟
و في كل مرة يتوزع العرب حكاماً و معارضةً حول إجابتين :
الأولى : أن مؤسستي الكونغرس و الإدارة الأمريكية المحكومتان بتوازنات يرسمها صندوق الإقتراع بين الحزبين الجمهوري _ الديمقراطي , هما مكان رسم السياسة الأمريكية بالشرق الأوسط .
الثانية : أن إسرائيل و من خلال جماعات الضغط اليهودية الفاعلة في الحياة السياسية الأمريكية هي التي تتولى صناعة السياسة الأمريكية حيال الشرق الأوسط .
و في كل مرةٍ تعود الحرارة إلى هذا النقاش لهذا السبب أو ذلك يجد أنصار كلٍّ من وجهتي النظر هاتين الكثير من المبررات التي تدعم منطق كلٍ منهما . و تمنع بالتالي – جراء هذا الإنقسام – تبلور استراتيجية ما لمواجهة التأثيرات السلبية التي تلحقها السياسة الأمريكية , ليس بالحقوق التاريخية للفلسطينيين على سبيل المثال , بل تتعدى ذلك لتطال الآفاق الأكثر اتساعاً التي ترسمها حركة العرب التاريخية للعودة إلى التاريخ .
و لعل الإختلاف المزمن حول تحديد مكان صناعة السياسة الشرق أوسطية للولايات المتحدة , هو الذي عطل و يعطل تبلور أي ضغط عربي موازن يحاول أن يحدث تأثيراً إيجابياً في السياسة الأمريكية . ذلك أن موقع الضغط يلعب دوراً في صياغة النتائج . هذا ما تعلمنا إياه أبسط قواعد الميكانيك . بالإضافة لذلك إن أي اتفاق سيفضي إلى رسم استراتيجية للضغط أياً كان مسرح هذا الضغط : النخب السياسية الأمريكية – جماعات الضغط اليهودية –وسائل صناعة الرأي العام المرئية و المسموعة و المقروءة في أمريكا – الرأي العام في إسرائيل المنقسم حول التسوية المطروحة ...إلخ ...
ذلك أن كل مسرح من هذه المسارح يحيوي مطارح تتفاوت درجة مقاومتها للضغط و أشكال ردود الفعل التي تطقها.
إن اتفاقاً و لو على المسرح الأقل أهمية هو أفضل بما لا يقاس من حالة الستاتيكو الراهنة المغطات بنقاش بيزنطي . رغم ذلك فإن نظرة متفحصة للعلاقات الأوروبية بالمشروع الصهيوني و لاحقاً بدولة إسرائيل , يمكنها أن تقدم مشورةً مجانيةً في هذا النقاش الدائر . فالتطابق المثير للدهشة – راهناً –بين السياسة الأمريكية و مصالح إسرائيلية , و الذي يثير داخل العقل السياسي العربي كل هذه الضوضاء , قد شهدنا مثيلاً له – التطابق – في السياستين البريطانية و الفرنسية حيال الشرق الأوسط , طيلة النصف الأول من القرن العشرين ووصولاً إلى الثلث الأخير منه .
ترى ألا يطرح هذا التبدل التدريجي لسياسة الدولتين الأوروبيتين المحوريتين , و لاحقاً الموقف الأوروبي بشكل عام حيال الصراع العربي – الإسرائيلي ,سؤالاً على العقل السياسي العربي ؟
ولاحاجة للتذكير بأن العقل الذي يطرح الأسئلة هو العقل الذي لا يشكو من( مشكلة صحية) .
* * *
إن التمعن في سيرورة السياسة الأوروبية ( في شقها الإنكليزي – الفرنسي ) على سبيل المثال يكشف الجدلية التي أفضت إلى الحالة الراهنة لهذه السياسة .
فقبل قرنين من الآن شهدت مصر و بلاد الشام فصلاً طويلاً من فصول التنافس الإنكليزي – الفرنسي افتتحته مغامرة نابليون بونابرت الفاشلة . إن من يتصفح تاريخ تلك المرحلة بحثاً عن المفارقات فسيعثر على الكثير منها :
_ فإنكلترا التي ساعدت على تفشيل الإحتلال الفرنسي لمصر و بلاد الشام عبر الضغط العسكري البحري على نابليون , تحولت إلى الموقف النقيض من مشروع محمد علي لتوحيد مصر وبلاد الشام , و البدء في وضع لبنات ا لمشروع الاول للتحديث .
_ و فرنسا التي حاولت احتلال المنطقة تحولت أيضاً إلى الموقف النقيض . إذ أصبحت بعد ذلك الحليف الدولي لمحمد علي و مشروعه التحديثي .
إن كلاً من الحركتين الإستراتيجيتين ( حركة نابليون لاحتلال مصر و الشام – حركة محمد علي لتوحيد مصر و الشام ) اشتغلتا على محور واحد ( إيقاظ الفكر الإستراتيجي الأوروبي على أهمية فلسطين كجسر يصل بين ضفتين )
من السهولة القول بأن المصالح ترسم سياسات الدول .
إلا أن البقاء في التحليل عند هذا المستوى يشبه محاولة حل مسألة رياضيات بكتابة القانون الذي يصلح للحل .
فالتقاط القانون المناسب للحل هو أول الطريق . إلا أن التوقف للعق الذات بدايةً للخبل العقلي . ونحن في العالم العربي لسنا بعيدين عنه إن بقينا نجتر القوانين . ففي هذا العالم :
_ لا توجد مصالح دائمة .
_ و لاتوجد طريقة وحيدة للدفاع عن المصالح و حمايتها .
_ و لا تعبر المصالح عن نفسها في المستوى السياسي أو الأيديولوجي أو الاقتصادي بطريقةٍ واحدة .
_ و هي ليست محكومة بموازين قوى أزلية .
_ و هي لا تولد داخل المجتمعات شكلاً واحداً من التحيزات و الإصطفافات .
_ و هي لا تكشف عن نفسها عن نفسها بطريقة واحدة ولا على نحو حاسم ونهائي.
_ولا يملك البشر مستوى واحد من إرادة التمسك بمصالحهم .
_وهي لا تملك قواماماديا محدد ا فقد تأخذ طابعا ثقافيا.
في إطار هذا التوصيف هل يمكننا تصحيح النقاش الدائر بحيث يفلت من المطبات التي تنتظر كلا من الإجابتين المنوه عنهما في مستهل المقال ؟
سأسوق أمثلة على هذه المطبات :
_إن الولايات المتحدة الأمريكية لاتعي مصالحها في المنطقة.
_أن هناك تطابقا كاملا بالمصالح بين الولا يات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
_إن الجالية اليهودية في الولايات المتحدة هي التي تمسك بالقرار السياسي الأمريكي .
وفي إطار هذا التوصيف أيضا للمصالح ألا يمكن فهم المتغيرات التي طرأت على علاقة أوربا مجتمعة بإسرائيل؟..إن سيرورة العلا قات الأوربيه – الإسرائيليه هي مثال فاضح للثنائيات التي تتحكم بالعقل السياسي العربي .إنها أشبه بما يوضع على جانبي رأس الثور لكي يدور بإستمرار في حلقة الدر يس المفرغه

. * * *

إن السياسات الخارجية للدول يتم بزلها داخل السوق الدوليه للتجارة وتبادل المصالح.وهي سوق بعدة طبقات وتخصصات:سلع مادية وثقافية تتفاوت أهميتها تبعا لشدة الطلب. كما أن الإستراتيجيات هي سياسات للمدى المتوسط او الطويل ,تتحدد بمستوى وبديمومة الطلب على سلعة ما ,فالعبيد والفحم والنفط على سبيل المثال تحكمت على التوالي بالإستراتيجيات الكبرى للدول طيلة القرون الثلاثة المنصرمة.إلا ما ينبغي أخذه بعين الإعتبار أن كل شيء يخضع للتبدل في عالم يتحول فيه كل شيء الى أثير على حد تعبير ماركس.
وعندما يضغط اللوبي اليهودي في أمريكا فإنه يضغط على البطن اللدن لهذه المصالح .أقصد المصالح النفطية.إنه يقايض دوره كنطاق دفاع خاص ومتميز عن باقي نطاقات الدفاع الأمريكية المقامة حول هذه الثروة ,بالدعم الأمريكي - (الّمفتّح) لا الأعمى كما يبدو لنا – للإستراتيجيات المتبعة من قبل النخب الحاكمة في اسرائيل في مجرى صراعها لبناء اسرائيل قادرة على البقاء تاريخيا.
وليس تزيدا في الكلام القول بأن المقايضة شكلت تاريخيا العمود الفقري لسلوك الجاليات اليهودية داخل المجتمعات التي جربت العيش بين ظهرانيها.لقد ظل المفصل بين الحاكم والمحكوم المكان المفضل لتموضع اليهودي فردا كان او جماعة. فالمفصل هو المكان المثالي لممارسة المقايضة كمهنة..وتبعا لذالك يصبح مفهوما هذا التكرا ر الممل للمحن والمذابح التي وسمت التاريخ اليهودي .ذلك ان المفصل هو أيضا المكان المثالي لتقاطع خطوط الضغط في الأزمات .يجري ذلك على مفصل باب الزريبة عند هيجان القطيع الحيواني أو على مصفل التحولات التاريخية عند هيجان القطيع البشري..ولا نحتاج للتأكد من منطقية هذه القراءة لأكثر من نظرة على روزناما الهجرات اليهودية داخل المسرح الأوربي – الأمريكي في القرون العشرة الأخيرة ,وتوافق ايقاع هذه الهجرات مع التحولات التاريخية للمجتمعات الأوربية من الإقطاع الى الرأسمالية..
إن صورة اليهودي في الفنون والآداب الأوربية والأمريكية ,على مستوى من القبح تعجز عن معالجته كل أنواع المكياجات المستخدمة راهنا على هامش هذا التقاطع المؤقت للمصالح..

* * *

تراكم أوربا تحت العين العربية المغمضة تحولا حثيثا لتصحيح علاقتها بالعرب عبر البوابة الفلسطينية ,إلاأن ما يجمع العرب وأوربا هو ( الجغراسية ) التي يصنعها المتوسط..متوسط فرنان بروديل ..(هوميروس) القرن العشرين ..المتوسط ..البحيرة والجسر..وبوتقة الثقافات والأجناس..القدر الذي تنضج فيه على مهل شروط

أفضل لعولمة اكثر أنسنة ..

سامي العباس



#سامي_العباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشتركات الوعيين الاسلامي - السوفييتي
- رد على لؤي حسين
- قصة من مجموعة -ابطال من هذا الزمان
- بيان من اجل الليبراليه
- الماركسيه في الاستخدام
- أزمة الرأسمالية ثانية
- ملاحظات حول مسودة الورقة السياسية للجنة الوطنية لوحدة الشيوع ...
- أزمة اليسار السوري – محاولة للرؤية


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - الولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط