أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد كريم مهدي - العوامل التي ساعدت على بروز التيارت الدينيه وازدياد نفوذها















المزيد.....

العوامل التي ساعدت على بروز التيارت الدينيه وازدياد نفوذها


سعد كريم مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3881 - 2012 / 10 / 15 - 22:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كي نفهم الاسباب التي دفعت الى بروز التيارت الدينه ووصولها الى سده الحكم في البلاد العربيه على حساب فكر المواطنه لهذا البلدان رغم غبائها السياسي الذي لايؤهله لاداره قريه وليس دوله علينا دراسه العوامل التاليه
1) العامل الاول ترسيخ العقيده الدينيه في الاشعور عند الانسان , استنادا الى ماورد في نظريه فرويد فان الاشعور اوالعقل الباطن عند الانسان لايحوي على ذات واحده وانما يحوي على ثلاث ذوات هيه
أ) الذات الحيوانيه, وان هذه الذات كلها حيوانيه ويغلب على سلوكها دافع الذه والالم
ب) الذات البشريه , ان هذه الذات هيه شعوريه وواعيه ولكنها ليست مثاليه وهي تشعر بقيود المجتمع وتحاول مراعاته وتغلب عليها صفه المراوغه والنفاق فمثلا هي لاتحب ان تسرق لانها تخشى الاحتقار الاجتماعي اوتخشى العقاب ولكنها عندما تجد الفرصه المناسبه تندفع وراء الذات الحيوانيه
ج) الذات المثاليه, واحيانا يطلق عليها اسم الضمير اوالوجدان وهيه ذات لاشعوريه وينبعث منها الرادع الاشعوري للانسان وكان القدماء يسموها ( الصوت الالهي في الانسان ) وهذا الوصف غير صحيح حيث تتغذى هذه الذات المثاليه على معلومات العقائد والتقاليد والقيم الاجتماعيه للبيئه التي يعيش فيها الانسان لذا فهيه مرتشيه لصالح قيم المجتمع وتتلون بلون المجتمع وقد تدفع الى القسوه والظلم ونرى اثرها واضح في الجرائم التي ترتكب تحت مفهوم التعصب الديني او الطائفي واذا اردت مناقشه اي انسان له تعصب ديني ولو بسيط في قيمه الدينيه خصوصا القيم التي تسمى النقل (وهيه القيم التي لايقبلها العقل البشري اذا كان محايد ) مثلا مناقشته فكره الاسراء والمعراج في الدين الاسلامي مع اي متعصب ديني وتطلب منه تفسيرا واضحا عن كيفيه قبول العقل البشري لفكره ان يركب النبي محمد للبراق وان يذهب به الى السماء السابعه ويقابل الله ومن ثم يعود بعد ذالك في عدد من ساعات الليل تراه لايرد عليك بالذات البشريه المشار اليها بالفقره (ب) اعلاه وانما تراه يندفع بالتهجم عليك وقد يصل بسلوكه ان يضربك وان مايدفعه لذالك هي الذات المثاليه التي سلوكها لاشعوري لذا فانك حين تلمس هذه الذات فانك تتلقى ردا لاشعوريا من قبل صاحبها 0
2) العامل الثاني الاطار الفكري للعقل البشري , ان نظريات علم الاجتماع الحديثه تشير الى ان العقل البشري مغلف بغلاف سميك لاتنفذ اليه الادله والبراهين الامن خلال نطاق محدود جدا وهذا النطاق مؤلف من عقائد وتقاليد وقيم البيئه التي يعيش فيها الانسان لذا فان الانسان لا ينظر الى الكون الى من خلال اطاره الفكري اعلاه الذي يحدد مجال نظره الى المصطلحات والمالوفات والمفترضات التي يوحي بها المجتمع اليه ويغرزها في اعماق ذاته المثاليه التي تم الاشاره اليها اعلاه وان هذا الانسان في نفس الوقت يعتقد انه حرا في تفكيره ورأيه علما انه لم يكن هناك فرقا اساسيا بين المتعلمين وغير المتعلمين في هذا الخصوص فالفرق ان وجد انما هو بالدرجه فقط وليس في النوع وهنا يجب ان نميز بين المتعلم والمثقف فالمتعلم هو من تعلم امورا لم تخرج عن نطاقه الفكري الذي اعتاد عليه من صغره اما المثقف فهو يمتاز بمرونه اطاره الفكري الذي يدفعه الى مرونه رأيه واستعداده لتلقي كل فكره جديده والتأمل فيها واستخراج الصواب منها , مما تقدم من دراسه الذوات الانسانيه الثلاث و الاطار الفكري يتضح لنا ان هذه الذوات والاطار الفكري قد كونا نظاما مغلقا للعقل البشري ويسمى هذا النظام بالقوقعه البشريه او الانسانيه وكما تشير الابحاث الحديثه الى ان التعصب صفه اصيله في العقل البشري وان الحياد هو امر طارىء عليه لكون العقل البشري يفكر استنادا الى المقايس والمعلومات السابقه لذا فان القوقعه البشريه اعلاه تتصف بصفه التعصب للعقائد والتقاليد والقيم التي تغذي القوقعه البشريه اعلاه من الجتمع لذا وجب علينا دراسه طبيعه المجتمع وفق الاتي
3) العامل الاجتماعي , يقول المورخ الفرنسي توينبي ان الصفه الرئيسيه التي تميز المدينه عن الحياة البدائيه هي الابداع وان الحياه البدائيه يسودها التقليد وحب التقليد هذا جعل البشر يعيشون ثلثمائه الف سنه يتوارثون العدات والتقاليد جيلا بعد جيل الى ان حصل الشقاء ببعضهم بعد انزياح العصر الجليدي الاخير وانسداد الابواب في وجوههم في حصولهم على طعامهم لذا فهم فكرو واجهدو عقولهم وتعلمو الزراعه وبذالك دخلو من باب التحضر ومذ ذالك التاريخ فقد قسمت المجتمعات الى قسمين هي
أ) المجتمعات المتحركه, وهيه المجتمعات التي تحوي في داخلها على جبهتين متضادتين او اكثر وكل جبهه منهم تدعو الى مجموعه من المبادىء مخالفه للمبادىء التي تدعوا اليها الجبهه الاخرى لذا فان العقائد والتقاليد والقيم تتغير استنادا الى التنازع الذي يحصل بين تلك الجبهات المختلفه بمبادئها وهذا التغير يجعل الاطار الفكري للانسان الذي يعيش في هذا المجتمع يتصف بالمرونه ومن ذالك فان التعصب الديني لايولد في هذه المجتمعات وانما يولد في المجتمعات التي لاتغير عقائدها وتقاليدها وقيمها والتي تسمى المجتمعات الراكده
ب) المجتمعات الراكده , وتسمى كذالك مجتمعات البداوه او البدائيه وهي المجتمعات التي تمتلك عقائد وتقاليد وقيم ورثتها من اسلافهم جيلا بعد جيل ولاتميل الى تغيرها وان افراد هذا المجتمع متفقين طواعيتا على قبولها وان اي تنازع بينهم يكون دون هذه العقائد والتقاليد والقيم ولايصل اليها لكونها مترسخه في عقلهم الباطن ويغلفها اطارها الفكري السميك وقد حشرت في قوقعته البشريه وان الانسان في هذا المجتمع اصبح لايرى الكون الى من خلال مفاهيم هذه القوقعه البشريه وعندما نعكس هذا الكلام على مجتمعنا العربي والانسان الذي يعيش بداخله نجد ان المجتمع العربي يمتد باصوله الى مجتمع البداوة وبذالك يكون مجتمعا راكدا وان جميع عاداته وتقاليده وقيمه مستمده من عقيدته الدينيه ولذالك فان العقيده الدينيه قد زرعت في العقل الباطن للانسان العربي واصبح هذا الانسان يرى الكون من خلال قوقعته الدينيه لذا فان العقيده الدينيه للانسان العربي اصبحت مثل القنبله الموقوته لاتحتاج الى اشعال فتيلها وان اشعال فتيلها يتم بالتحريض الديني والمال السياسي
4) الاعلام الديني والمال السياسي , عند دراستنا لتاريخ المجتمع العربي الاسلامي منذ تشكيل الدوله الاسلاميه وحتى سقوط الدوله العثمانيه نجد ان العقيده الدينيه ارتبطت بالسلطه ارتباطا وثيقا حيث لاتقوم اي سلطه الى تحت الشعار الديني لذا فان اي تعبه للرأي العام لاي نزاع بين فئات مجتمع لتلك الفتره كانت تتم تحت مسمى الشعارات الدينيه وعند البحث البحث عن الاسباب الحقيقيه لهذا النزاع نجده نزاعا على تولي سلطه او الحفاظ على سلطه وان المال الذي يمؤول هذه التعبئه هو المال السياسي وليس المال الديني وقد ورد في مقدمه ابن خلدون ان معظم الثورات التي قامت في المجتمعات العربيه لتلك الفتره يقوم بها اقوام تاتي من عمق الصحراء يتصفون بصفه البداوه والتي هي (القوه والخشونه والتوحش والعصبيه ) حيث يقوما بغزو واحتلال المدن العامره تحت مسمى ديني اوطائفي معين ويقيمون دولتهم تحت المسمى الديني اعلاه وفي حقيقه الامر ان هدفهم الساس هو طمعهم بالترف الموجود في المدينه وبعد ان ينعم الغزاه بهذا الترف يبداون بالتدرج بفقدان صفات البداوه اعلاه ويبدو عليهم الضعف عندها تطمع فيهم اقوام اخرى
تسكن ايظا عمق الصحراء ولهم صفات البداوه اعلاه وتبدأ هذه الاقوام بتهيه المال السياسي الازم وتعبه رجالها دينيا اوطائفيا ومن ثم تغزو هذه المدينه وتحتلها تحت مسمى ديني ايظا وتقيم دولتها الجديده تحت المسمى الديني التي جائت به وان الفرق الزمني بين الدولتين لايزيد عن ثلاثه اجيال , ان ماورد اعلاه يعطينا فكره واضحه على ان الفكر الديني كان يتحكم بمصير الانسان العربي منذ تشكيل الدوله الاسلاميه وحتى سقوط الوله العثمانيه والذي دام اكثر من 1300 سنه وهذا الامتداد التاريخي الطويل رسخه العقيده الدينيه في عقل الانسان العربي وبعد الحرب العالميه الثانيه بدا المجتمع يغير مفاهيمه بعد الانفتاح على العالم الخارجي والتأثر بحضارته وانتج نخب منه استطاعات ان تضع البذره الولى لتاسيس انظمه علملنيه حديثه وزرع وفهوم المواطنه كبديل عن التعصب الديني وقد وصل ذروته في سبعينيات القرن الماضي وبعدها اخذ التيار الديني بالظهور من جديد واهم الحوادث التي دفعته للظهور هيه
أ) قيام الولايات المتحده بزرع تنظيم القاعده في افغانستان ودعمه بالمال والسلاح اثناء غزو الاتحاد السوفياتي لافغانستان وكان ذالك نكايه بالاتحاد السوفياتي وان هذه الواقعه ولدت تنظيم ديني ارهابي كبير وقد فقدت السيطره عليه الدوله التي انشائته واستطاع ان يجد له مصادر تمويل اخرى ويطور وسائل مريعه للارهاب ويضرب به في كل اتجاه
ب)قيام الرئيس المصري السابق انور السادات باطلاق يد الاخوان المسلمين للعمل في السياسه بعد ان كانت جهه دعويه فقط ومحظور عملها السياسي ودعمه لهم بقوه وكان ذالك نكايه في خصومه السياسين من التيار الناصري الذي كانت شعبيته كبيره جدا في مصر وبعد ان انقلبو عليه وقتلوه في الحادثه المعروفه, وبعد استعانتهم بمال النفط الخليجي استطاعو ان يمدوا نفوذهم بين فئات الاميين والامييه الفكريه الفكريه لفئات المجتمع المصري لذا اصبح لهم نفوذ في المجتمع اعلاه من خلال هذه الفئات
ج) قيام الثوره الايرانيه عام 1978وسرقه هذه الثوره من قبل رجال الدين واقامه دوله دينيه شيعيه في ايران وقد استخدم رجال الدين اعلاه موارد الدوله في بث فكرها الديني بين مواطني الدول المجاوره لها الذين يدينون بحسب المذهب الشيعي ومنها الدول العربيه من خلال شعارها الديني (تصدير الثوره ) وهذا ادى الى ان يقوم زعماء الدول المجاوره باذكاء الفكر الديني السني العدو الفكري التقليدي للفكر الشيعي بين مواطنيها وكان هذا خطا كبيره ارتكبه الزعماء اعلاه وكان عليها ان تقوم باذكاء فكر المواطنه بين مواطنيها كي لاتشق وحده صف مواطنيها وقد تطور ذالك ووصل الامر الى ماهو عليه الان
ويتضح من العوامل اعلاه ان بروز التيارات الدينه في الدول العربيه وعملها في السياسه كان على حساب فكر المواطنه الامر الذي استنزف ويستنزف موارد وطاقات تلك البلاد العربيه من خلال القتل والتخريب الطائفي وشق وحده صف شعوبها لذا وجب على كل المثقفين العرب ان يعو خطوره بروز ونفوذ التيارات الدينيه في مجتمعنا العربي وان يتكاتفو صفا واحدا لمواجهه هذا الخطر



#سعد_كريم_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سحبت السيوف من اغمادها
- سلاما ياشعب مصر في مليونيه يوم الحساب
- رساله الى الآخر
- عندما قتلو فكر المعتزله ماتت الحضاره العربيه في المشرق العرب ...
- الايام تمر ثقال
- الحاجه للعلمانيه كنظام حياتي


المزيد.....




- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد كريم مهدي - العوامل التي ساعدت على بروز التيارت الدينيه وازدياد نفوذها