أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد كريم مهدي - عندما قتلو فكر المعتزله ماتت الحضاره العربيه في المشرق العربي















المزيد.....

عندما قتلو فكر المعتزله ماتت الحضاره العربيه في المشرق العربي


سعد كريم مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3877 - 2012 / 10 / 11 - 19:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد ان نجح النبي محمد في معركته الاخيره والانتصار على قبيله قريش واحتلالها ونشر فكره الديني فيها ولكون قبيله قريش كانت تمثل المركز الديني لجميع القبائل العربيه التي كانت تسكن الجزيره العربيه نرى ان جميع سيوف هذه القبائل انضمت اليه دون قتال وهذا يرجع الى طبيعه مجتمع هذه القبائل التي تتصف بصفات البداوه وكما وصفه ابن خلدون في مقدمته بان المجتمع البدوي هو المجتمع الابعد عن العلم والعمران والصناعه والقريب من القوه والتوحش والاكثر التصاقا بالدين والعادات والتقاليد التي ورثوها من اسلافهم حيث كان العمل لديهم يمثل مهانه للرجل ومن هذه الكلمه اشتقت كلمه مهنه والتي تستخدم حاليا للدلاله على عمل الفرد وان واجبات الرجل عندهم هو فقط التدريب على القتال وتربيه قدراته البدنيه كي يستخدمها لاحقا اما في غزو قبائل اخرى وسلب اموالهم ونسائهم وغلمانهم او الدفاع عن قبائلهم في حاله حصول غزو عليها لذا نرى ان جميع السيوف قد انضمت الى النبي محمد والدين الجديد المنتصر وكانت هذه السيوف في حاجه الى ان تتحرك في كل اتجاه فنرها تحركت داخليا في عهد الخليفه ابوبكر في قمع الحركات الدينيه التي نشاة بنفس اسلوب الدين الجديد وقد تحركت خارجيا في عهد الخليفه عمر ابن الخطاب لغزو الدول المجاوره وقد تحكرت داخليا مره اخرى للنزاع على السلطه كالذي حصل بين علي ابن ابي طالب ومعاويه ابن ابي سفيان وغيرها وان جميع تحركات هذه السيوف كانت تحت المسمى الديني وبعد ان خمدت هذه السيوف قبل نهايه العصر الاموي ومن هذه الظروف نتجت دوله كبيره متراميه الاطراف فيها سلطه عسكريه قويه تحكمها سلطه دينيه اقوى منها وفراغ فكري كبير وكانت الكلمات التي تستخدم فكريا لتوصيف اي عمل اوسلوك يقوم به مواطنيها هي ( اما كلمه كافر او كلمه مؤمن او كلمه منافق ) يتضح لنا ان هذه العوامل لاتساعد على بناء دوله لها حضاره وانما تساهم في قتلها وضمن هذه الضروف نشاة مجموعه من العقول درست الفلسفه اليونانيه والعلوم الوضعيه التي كانت موجوده في الدول التي تم غزوها ونتج عن ذالك ولاده فكر انساني جديد يستطيع ان يوسس لبناء حضاره انسانيه ويسد الفراغ الفكري الكبير المشار اليه اعلاه ( ويعتبر هذا الفكر البذره الاولى الداعيه الى الفكر العلماني ) وسميه هذا الفكر لاحقا بمدرسه المعتزله ولكي يولد هذا الفكر كان عليه ان لايتقاطع مع السلطه الدينيه كون السلطه الدينيه في تلك الفتره هي السلطه الثقافيه لذلك المجتمع ومن المعروف ان السلطه الثقايه لاي مجتمع هي التي يشتق منها جميع السلطات لذا فان هذه المجموعه من العقول لايمكنها ان تتقاطع مع الفكر الديني وانما استطاعت من تحجيم الفكر الديني المتصاعد من خلال استخدام العلوم الفكريه التي في تلك المرحله ووسيلتها في ايصالها الى الناس هو العقل والمنطق في تفسير الظواهر الحياتيه للمجتمع اعلاه عكس الفكر الديني الذي يعتمد على النقل ومعنى النقل هنا هو قبول اي معلومات يطرحها الفكر الديني حتى لولم يقبلها العقل ومن افكار ومبادى المعتزله
1)حريه الفرد في اختيار افكاره وافعاله وحقه في الدفاع عنها وتحمله المسؤلية عن هذه الافعال والافكار وان جميع الافعال التي يقوم بها الانسان هي افعال اراديه باستثناء فعل الولاده والموت فهيه افعال لااراديه حيث كان يروج في تلك الفتره فكره ان جميع الافعال التي يقوم بها الانسان هيه بتوجيه من الله
2)المنزله بين المنزلتين . سبق ان ذكرنا ان الكلمات التي كانت تستخدم لوصف اي فعل يقوم به الانسان هيه اما كلمه كافر او كلمه مؤمن لذا فان اي فعل جرمي يرتكبه الانسان يعاقب عنه دينيا كونه كافر واستنادا الى مبدا المنزله بين المنزلين فيعبر هذا الفعل لافعل كافر ولافعل مؤمن وانما تم وصفه بكلمه فاسق لذا فاعتبره هذا المبدا البدايه لاعداد قانون مدني يجرم فعل الجريميه بعيدا عن الدين .
3) نفي الصفات . ان الافكار الدينيه لتلك الفتره كانت تتجه الى تضخيم قدسيه الله من خلال ابتكار العديد من الصفات لله لذا فان المعتزله شرعوا الى نفي هذه الصفات وكان ردهم على ذالك (ان الله اعلم بذاته ) .
4) القول بخلق القران . في تلك المرحله كانت تروج فكره ان القران ازلي وقدوجد قبل ان يخلق الوجود وكان رد المعتزله عن ذالك ان القران مخلوق وقد خلق في المرحله التي وجد فيها .
5) رفض التجسيم ونفي الجهه ومكان الخالق . رفض المعتزله فكره تجسيم الله في شكل معين اوتحيد مكان يتواجد فيه وبهذا المفهوم فقد اصبح الله مجرد فكره في عقول الناس
يتضح لنا ان هذه المبادى والافكار تتناقض مع السلطه الدينيه الموجده في ذالك الوقت والتي تتالف من مجموعتين المجموعه الاولى تدعى اهل السنه والمجوعه الثانيه تدعى اهل الشيعه او الرافضيه علما ان المعتزله كانو من اهل السنه وانشقو عليهم واسسو فكرهم المستقل، لذا لم يكن سهلا على المعتزله نشر افكارهم في هذه الضروف كون خصومهم كانو قد غرسو افكارهم في عقول عامه الناس من مدى بعيد ومع ذالك فقد استطاع فكر المعتزله النفاذ الى عقول هذه الناس وانتشرت افكارهم ووصل ذروه الانتشار في بدايه العصر العباسيه وهيه الفتره التي ظهرت الحضاره العربيه في اوج عظمتها في المشرق العربي وانتشرت فيها كل انواع العلوم المعرفيه والفنون وقد تطور الفكر سريعا وانتشر بين الناس في هذه المرحله حتى وصل الى عقول خلفاء العصر العباسي كل من المامون والمعتصم والواثق والمتوكل وكانت هذه هي الطلقه الاولى التي اطلقها رجال المعتزله انفسهم على الفكر الوليد في الدوله العربيه الاسلاميه للاسباب التاليه
1) تحول رجال المعتزله من رجال فكر الى رجال سلطه وقد بدء ذالك في خلافه المامون الذي كان اول الخلفاء الذين اعتنقو مبادى المعتزله حيث قرب اليه اصحاب هذا الفكر وقلدهم المناصب العليا للدوله وكانت اغرائات السلطه كفيله بقتل اي فكر انساني لدى رجالها وقد استمر ذالك في خلافه كل من المعتصم والواثق وجز من خلافه المتوكل
2) تبني الخلفاء المشار اليهم بالفقره اعلاه لفكر المعتزله اضر هذا الفكر ضررا كبيرا من جانب ومن جانب اخر اضربالخلافه نفسها حيث يفترض بالخليفه ان يكون خليفه لكل شعبه وليس لفئه منهم وهذا ما جعل الشعب يسخط على المعتزله كافراد وبالتالي يسخط عليه كفكر وفي نفس الوقت كان يسخط على الخلافه نفسها وما زاد الطين بله سلوك الخلفاء في دعوتهم للناس لتبني هذا الفكر وقد تمادوا في ذالك حتى وصل بهم الامر الى معاقبه اي شخص لايتبنى فكر المعتزله من خلال امتحانه بمبادى المعتزله لذا سميت هذه الفتره بسنوات المحنه
3) لكون فكر المعتزله اصبح فكر دول من خلال تبني الخلفاء لهذا الفكر فهذا فتح الباب لافراد تسلقوا الى مناصب في سلطه الخلافه الخلافه من خلال تبني فكر المعتزله وعند بدايه سقوط المعتزله بعد انقلاب الخليفه المتوكل عليهم قامو هولاء الافراد بمهاجمه فكر المعتزله والتشهيربه بعد الانضمام الى التيارات الديتيه المناهضه لهذا الفكر
4) الغرور والتعالي الذي اصاب افراد المعتزله عند تسلمهم المناصب في السلطه على عامه الناس ومحاولتهم لالغاء الاخر من خلال هذه السلطه وهذا الامر يتناقض مع اهم مبدا من مبادهم وهو حريه الفرد في اختيار افكاره
5) تفرق المعتزله الى(22) فرقه وهذا امر صحي ويتفق مع مبادهم في حريه اختيار الفكر ولكنهم عند تفرقهم اخذ احدهم يسفه فكر ويحاول انينال من فكره
يتضح مما تقدم اعلاه كانت الاجواء مهيه لسقوط مدوي لفكر المعتزله بسبب سلوك افرادها وان انقلاب الخليفه المتوكل عليهم هيه القشه التي قسمت ظهر البعير والفرصه الكبيره لخصوم هذا الفكر لضربه بكل عنف وللمره الاولى تتفق الطائفه السنيه والشيعيه المتخاصمان فكريا بينهما طول الدهر تتفق على ضرب فكر المعتزله بيد واحده الامر الذي ادى اضعافها بشكل كبير وانحسارها في حيز ضيق ولكنها استمرت بالوجود لقرابه قرن من الزمن ولكنها كانت ضعيفه بين الناس بسبب ما ارتكبه رجالها من تصرفات وكانت الطلقه الثانيه القاتله التي اطلقها رجال المعتزله على فكرهم عندما خرجو من عبائتهم الفكريه المستقله ودخولهم في عبائه الطائفيه الدينيه من خلال الارتماء في احضان الطائفه الشيعيه وعملهم كبوق اعلامي ضد العدو الفكري التقليدي لهذه الطائفه وهم اهل السنه وكان ذالك بعد ان استلم السلطه امراء بني بويه الفرس الشيعه وتاسيس الوله البويهيه وبذالك انتهى هذا الفكر العظيم هذه النهايه القاسيه 0



#سعد_كريم_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الايام تمر ثقال
- الحاجه للعلمانيه كنظام حياتي


المزيد.....




- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد كريم مهدي - عندما قتلو فكر المعتزله ماتت الحضاره العربيه في المشرق العربي