أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين عبدالله الناصر - كلمة السر علياء المهدى














المزيد.....

كلمة السر علياء المهدى


حسين عبدالله الناصر

الحوار المتمدن-العدد: 3877 - 2012 / 10 / 11 - 00:04
المحور: حقوق الانسان
    


جميعنا نعرف شخصية علياء المهدى ، الفتاة التى أطلقت ضجة عالية عبر مدونتها الشخصية عندما نشرت صورها عارية ، أسألك الآن - هل تتوقع فى يوم من الأيام أن تتعاطف مع علياء المهدى ؟

لا أقصد أن تتعاطف معها فى نشر الصور العارية ، لكن أن تتعاطف معها فى أى موضوع آخر ، مثلاً لو رأيتها فى الصباح وألقت عليك التحية ؛ ربما سترد عليها : صباح الزفت يا كافرة يا بنت ستين الكلب !

عندما تعرّت علياء تبرأت منها كل الإتجاهات ، رفضها ميدان التحرير ورفضتها الثورة ورفضها المجتمع ، وأصبح وجودها فى أى جانب دليل على أن هذا الجانب خاطئ ، تخيل مثلاً لو أن علياء المهدى تصدت للدفاع عن حقوق الأطباء ؛ الأطباء أنفسهم سيعلنون أن علياء ليست منهم ، لو قالت علياء أن الشمس تشرق من الشرق لخرج المصريون فى مظاهرات تأكيد أن الشمس تشرق من الغرب ، هذا ليس إلا دليل على أننا لا نلتفت إلى القضايا والأحداث ، وإنما نلتفت إلى الأفراد .

تجرد قليلاً من عنصريتك تجاه الأشخاص ، سأحكى لك قصة ترفيهية حتى تخرج من جو الفسق والفجور والحديث عن علياء المهدى :

فتاة تم إختطافها فى المقطم وسرقة متعلقاتها الشخصية ، دهب موبايل آيباد وحتى الملابس ، تم إقتيادها إلى منطقة زراعية فى مكان اسمه "أوسيم" ، تناوب إغتصابها 6 أشخاص بأبشع الطرق الممكنة لدرجة أنها أصيبت بالبواسير وحروق فى الجسد وإلتهابات وتمزق فى العضلات ، صوروها عارية وإحتفظوا بالفيديو حتى لا تبلغ الشرطة ؛ تمت معاملتها على أساس أنها "هدية" يمكن لأى صديق أن يحصل عليها ؛ يومين متتاليين تعرضت للإغتصاب فيهما عشرات المرات ، حتى تتمكن من الخروج أجبروها أن تمارس الجنس مع حمار حتى النهاية ، وأن تقبل أجسادهم وأقدامهم ، ألقوها بعد أن فقدت كل قوتها عارية على الطريق الزراعى ، تلقفها سائق سيارة نقل وتحرش بها وهى شبه مغمى عليه ، تركوها وعلى مؤخرتها آثار ضربة بالموس ، لا تستطيع الفتاة إبلاغ الشرطة لأنها مهددة بفيديو .

لا يمكن أن تكون بداخلك ذرة من الإنسانية أو ما كان يطلق عليه "رجولة" دون أن تشعر بالتعاطف على الأقل مع هذة الفتاة ، ولا أحتاج أن أتبع أسلوب إعتبرها أختك ، لأنها حتى لو كانت أخت أبى لهب فلا يمكن أن يقبل إنسان أن تتعرض لهذة الجرائم .

ماذا سيكون رد فعلك عندما تعرف أن الفتاة التى تعرضت للإغتصاب أرسلت قصتها لعلياء المهدى !
ما رد فعلك إن عرفت أن علياء هى من تصدت للدفاع عن الفتاة التى تعرضت للإغتصاب البشع ، وأنها وحدها حملت هم إعادة حقها .

لن أستغرب أنك لم تعرف قصة الفتاة المغتصبة من قبل ، لأن الإعلام أطفأ عنها كل الأنوار بمجرد أن نشرت علياء المهدى رسالتها التى تصف فيها تفاصيل الإغتصاب .. أصبحت الضحية مذنبة لأنها لم تجد سوى علياء ترسل إليها الصرخة ؛ إغتصبونى يا علياء .
لم تكن تدرك أن مجتمعنا بمجرد أن يدرك وجود اسم علياء المهدى فى الموضوع سيتوقف عن التفكير فى أى شئ سوى أن هذة الفتاة لابد أنها مجرمة وشـ(عاهرة) ، نتوقف عن التفكير فى حدث الإغتصاب الكارثى لنفكر فى أن علياء المهدى نشرت خبر الإغتصاب .

إن كان تعاطفك مع الفتاة المغتَصّبة أصبح أقل لأن علياء المهدى هى من أثارت قضيتها ، فأنت إذاً تعانى من مشاكل فى الإتزان النفسى والأخلاقى ، أغلب مجتمعنا يعانى من هذة المأساة ، ولكن حتى نصبح أصحاء أسوياء هل سنجد من يعيد للفتاة حقها أو أقل جزء من كرامتها المهدرة ؟






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توقّف لحظة !
- المثقفين يخدعونكم
- لماذا أرفض مادة -الإسلام دين الدولة- ؟


المزيد.....




- تصاعد المجاعة والدمار في غزة وسط غارات إسرائيلية مكثفة
- هل تنجح زيارة متقي لباكستان في تخفيف معاناة اللاجئين الأفغان ...
- مستشفى شهداء الأقصى: المجاعة في قطاع غزة بلغت المرحلة الخامس ...
- تقرير يكشف: 88% من تحقيقات جرائم الحرب الإسرائيلية تُغلق بلا ...
- انسحاب الكرد يكسر النصاب ويطيح بتعديل قانون السجناء السياسيي ...
- تضامنًا مع سكان غزة.. الآلاف يتظاهرون على جسر سيدني هاربر
- محكمة العدل الأوروبية ترفض ترحيل طالبي اللجوء إلى مراكز خارج ...
- الجارديان: إسرائيل تغلق 88% من قضايا الانتهاكات وجرائم الحرب ...
- بعضها في مصر وتونس والمغرب.. حكم أوروبي بشأن ترحيل طالبي الل ...
- أهداف خفية وراء شيطنة الأونروا وظهور مؤسسة غزة الإنسانية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين عبدالله الناصر - كلمة السر علياء المهدى