أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عبدالله الناصر - توقّف لحظة !














المزيد.....

توقّف لحظة !


حسين عبدالله الناصر

الحوار المتمدن-العدد: 3874 - 2012 / 10 / 8 - 21:57
المحور: الادب والفن
    


الأسبوع قبل الماضى فى أول محاضرة أشكال صيدلية لى هذا العام ، تعرضت لنقاش متوتر مع الدكتور ، كان جوهر النقاش هو علاقة الإحترام بطريقة الجلوس ، وتفرع إلى تحديد المسيطر على إتجاه المحاضرة ، أدركت يقيناً أن بعض الأشخاص لم تلمس الثورة أرواحهم ، وأن غيسابو السيطرة التعليمية لا زال يدير العلاقة بين المعلم والمتعلم ، الدكتور التى تخرجت من جامعة أمريكية لا تقتنع أن طريقة الجلوس تعتمد على عوامل نفسية وجسدية ولا ترتبط إطلاقاً بمدى تقديرك / إحترامك للمحاور ، على كل حال رأيى ليس مهم على الإطلاق ، بينما كانت الدكتور توجه لى الجمل المتتالية التى تحمل نفس المعنى "أنا صاحبة الكلمة - أنا أتخذ القرار - أنا معلمكم الأعلى - هذة المحاضرات تجرى من تحتى" كانت تشير بيدها رافضة أى تعقيب منى ، وعندما طلبت منها أن أمارس حقى الإنسانى فى الرد أجابت : لأ !

كل ما رويته أحداث منطقية ومتوقعة من التعليم المصرى ، لكن غير المنطقى وغير المتوقع أنى لا أحمل أى مشاعر سلبية تجاه هذة الفتاة / الدكتور / السيدة ، تعجبت جداً عندما وجدت نفسى الأسبوع الماضى أسرع للوصول للقاعة حتى لا يفوتنى أى جزء من المحاضرة ، وتعجبت عندما وجدت نفسى أستمع بإندماج للشرح الذى يزيد الأمور تعقيداً ، وأتابع بتلهف الكلمات التى لا تمت للعلم بأى صلة ؛ كانت الدكتور تحدثنا عن الإلتزام الدراسى وكيف أنها كانت "الأول على الدفعة" ، وكيف رفضت أن تتغيب عن إمتحان العملى رغم أنها كانت مصابة بكسر فى القدم ، ما كان أى من أصدقائى ليخاطر بأن يحكى لى هذة الأشياء لأنى بالتأكيد كنت سأصفعه بأقرب ما تصل إليه يدى ، لكنى إستمعت للدكتور بينما هرمونات الإنشكاح تتدفق إلى رأسى .

_____________

العام الماضى كانت هناك فتاة شعرت أنها مختلفة عن الأخريات ، لا أدرى ما وجه الإختلاف ، ربما هو ذالك الحرف الناقص فى لسانها والذى يضفى لكنة فرنسية على بعض كلماتها ، أو هدوئها المفرط الذى لا يوحى بأى تفاصيل ، أو وجهها الذى يشبه الصفحة البيضاء المتأهبة كى يُكتب عليها الشعر بالشفاه .

عندما تكلمت معها ؛ إكتشفت أنها من محبى مبارك ، ترى أن احمد شفيق رجل وطنى والثورة قلة أدب والثوار مش متربيين ، فجأة تحولت لكنتها الفرنسية فى أذنى إلى عاهة مستديمة ، وهدوئها شلل نصفى ، ووجهها عملة معدنية تعرضت للدهس .

______________

نظام الساعات المعتمدة يتيح لك إختيار الدكتور الذى تدرس معه المادة ، فى أول عام جامعى لى كنت أدرس اللغة الإنجليزية مع دكتور تتمتع بشخصية رائعة ، كانت محاضرة اللغة الإنجليزية بالنسبة لى وقت ترفيهى أفضل من أى شئ ، رغم أنى لم أحضر الإختبار الشفوى ، ولم أحضر ملف العمل ، وكتبت فى الإختبار النهائى عن باريس بدلاً من القاهرة كما كان مطلوب ، إلا أنى تخطيت المادة بدرجات مرتفعة ، أعتقد أن الدكتور كانت تمتلك الحاسة التعليمية .

هذا العام أدرس اللغة الإنجليزية مع دكتور على وشك أن تجعلنى أكره اللغات بمختلف أشكالها ، المحاضرة تحولت إلى عقاب لدرجة أنى حاولت أن "أخلع" أمس لكنى أخطأت فى إختيار "حجة الخلعان" ؛ طلبت منها الإذن بالخروج لأن عندى موعد مع الدكتور "س" ، فاجأتنى بالرد : لكن الساعة الآن الرابعة عصراً والدكتور "س" يغادر فى الثانية ! ؛ قلت لها أن الموعد ليس مع الدكتور لكن مع سكرتيرته !
بالمناسبة سكرتيرته جميلة ..
لكن الدكتور ردت بصرامة : السكرتيرة أيضاً إنصرفت .
حسناً أنا مصاب بالكلى والآن هو ميعاد الغسيل الكلوى ، أيمكن أن أخرج الآن ؟
قلت هذة الجملة وأسرعت إلى مقعدى قبل أن أسمع الرد .

_______________

تعرفت منذ أسبوعين على فتاة عبر الإنترنت ، مثقفة جداً بشكل إستثنائى ، تتحدث بلباقة وذكاء ، تحاورنا لأكثر من أربع ساعات وهو ما لا يحدث عادةً ، عرفنا الكثير من الأشياء عن بعضنا ، عندما سألتها : هل سنلتقى ثانيةً ؟
ردت : ما رأيك أن لا نلتقى ونجعل لقاءنا ذكرى المرة الواحدة ، ربما إن تقاربنا أكثر من هذا نفقد التشويق ، لنجعل من أنفسنا ذكريات .

الفكرة جميلة وافقت عليها ، بعد شد وجذب وإقتراحات وتعديلات إتفقنا أن نلتقى مرة ثانية بعد عام ، ونرى هل سنذكر هذا الموعد البعيد أم لا .

لم أشأ أن أنهى اللقاء الجميل ببساطة ، أطلقت إليها بعض الكلمات : لو كنت معى الآن لأعطيتك فى شفتك قبلة لا تنسيها أبداً ولو بعد ألف عام .
ردت الفتاة بأن كلماتى هذة أصابتها بالذهول والحزن "لا أدرى مدى صحة هذا" ، وأنها ربما تعيد النظر فى إعادة تفعيل العلاقة العابرة بعد عام ، لكنى أقنعتها أن كل شئ على ما يرام .

وبعد يومين وصلتنى رسالة على الفيسبوك : أعتقد أنك أخطأت بشدة ، لن نلتقى ثانيةً إلى الأبد ، إنتهى !

لا أعتقد أننا سننسى توافقنا العقلى / الروحى أبداً ، لكنه تأثير الكلمات يصيب الآخرين بالتوتر .

_______________


حياتى بين الكتابة والقراءة وأشياء أخرى لا تتعدى كونها مجرد أشكال مختلفة لنفس المادة ، تماماً مثل المادة الفعالة التى توجد فى العديد من الأشكال الصيدلية .


عمر أبوالنصر
1/10/2012
4.31 AM






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقفين يخدعونكم
- لماذا أرفض مادة -الإسلام دين الدولة- ؟


المزيد.....




- حي المِسكيّة الدمشقي عبق الورق وأوجاع الحاضر
- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...
- أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...
- من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟
- حسان عزت كما عرفناه وكما ننتظره
- -الملكة العذراء-: أسرار الحب والسلطة في حياة إليزابيث الأولى ...
- مكتبة الإسكندرية تحتفي بمحمد بن عيسى بتنظيم ندوة شاركت فيها ...
- زائر متحف فرنسي يتناول -العمل الفني- المليوني موزة ماوريتسيو ...
- شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عبدالله الناصر - توقّف لحظة !