أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - يوسف ميرة - إشكالية التحقيب المغربي/الإسلامي














المزيد.....

إشكالية التحقيب المغربي/الإسلامي


يوسف ميرة

الحوار المتمدن-العدد: 3876 - 2012 / 10 / 10 - 18:24
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تتخذ الدولة المغربية كباقي الدول العربية من التحقيب الأوربي (القديم ـ الوسيط ـ الحديث ـ المعاصر)، منهجا معتمدا في تقسيم تاريخها إلى فترات وحقبات، وتعتمده منهجا رسميا يلقن للتلاميذ في المدارس دون أي نقد يذكر لمدى صحته، مع العلم أن التاريخ العربي الإسلامي لم يمر من نفس مراحل التاريخ الأوربي، كيف ذلك؟
عندما أراد الأوربيون وضع تحقيبا لتاريخهم اعتمدوا على مجموعة من الضوابط، أهمها تحديد مميزات وخصوصيات كل مرحلة على مستويات متعددة، ولهذا نجد أن كل حقبة مرتبطة بخاصية معينة تختلف عن باقي الحقب كما سنرى لاحقا.
فالانتقال من فترة إلى فترة أخرى حسب التحقيب الأوربي يستوجب الانتقال من بنيات قديمة إلى أخرى جديدة في جميع المستويات، وكمثال على كل هذا سنركز على الانتقال من الحقبة الوسيطية إلى الحديثة في أوربا خلال القرن الخامس عشر، فالأمر لم يتم بطريقة اعتباطية، بل نتيجة ظهور بنيات حديثة على حساب أخرى قديمة، ونلخص هذه التغيرات في نقطتين:
 الانتقال من البنية الفيودالية القائمة على استعباد الناس إلى بنية رأسمالية لا تؤمن إلا بالحرية وبالفردانية
 الانتقال من بنية فكرية/كنسية تحرم على الإنسان استعمال عقله وعليه أن يقضي حياته عابدا طالبا رضا خالقه، إلى أخرى جديدة تؤكد على حرية الإنسان وإبداعه وقدرته على فهم الطبيعة والسيطرة عليها عن طريق استخدام العقل.
بعد أن قمنا بتوضيح بسيط على مدى دقة التحقيب الأوربي وتناسبه مع واقعهم التاريخي، ننتقل لبيت القصيد وهو الجانب الثاني من حديثنا المتعلق بالتحقيب المغربي أو الإسلامي والمقتبس من نفس النموذج، ونبدأ من فرضية مفادها هل يمكن أن يتطابق هذا التحقيب مع الواقع التاريخي المغربي/الإسلامي؟
ولكي نساير نفس السياق، سنناقش إشكالية التحقيب الإسلامي في نفس الفترة المتحدث عنها سابقا، أي الانتقال من الوسيطية إلى الحديثة. فإذا كانت أوربا تحدد هذا التحول أو بالأحرى الانتقال في فترة القرن الخامس عشر؟ فهل يمكننا الحديث عن هذا التحول بالمغرب بنفس الفترة؟
للإجابة عن هذا السؤال سنعمل على قراءة بسيطة لمختلف بنيات المجتمع المغربي في نفس الفترة، ونوجزها كالتالي:
 على المستوى الاقتصادي: ظل قائما على نمط إنتاج زراعي إلى حدود فترة الاستعمار، إلى حين قامت فرنسا بتحديث أساليب الإنتاج وتطويرها.
 من الناحية السياسية: نظام إسلامي قائم على الاحتكار العمودي للسلطة، حيث لا يمكننا التفريق بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وبينهم وبين القضائية، إلى حدود المنتصف الثاني من القرن العشرين حيث فرضت التحولات العالمية على الدولة، وضع مجموعة إصلاحات تتماشى مع المفاهيم الجديدة (الحرية، الديمقراطية، اليبيرالية، فصل السلط ...)، ومن أجل تجاوز هذا الإشكال والاستمرار على نفس النهج السياسي، تم إدخال المفاهيم الجديدة على مستوى الخطاب السياسي فقط مع الاحتفاظ بنفس الهيكل القديم.
 على المستوى الفكري: لقد ظل ومازال الدين هو المؤطر الأساسي لكل العلاقات والتشريعات.
وفي الأخير وحسب ما تطرقنا له فإنه إلى حدود فترة الاستعمار لا يمكننا الحديث عن فترة حديثة بالمغرب، أما إذا اعتمدنا على تحليل جميع البنيات في تتبع التحولات الحاصلة، فإننا سنتأكد من أننا مازلنا نعيش الفترة الوسيطية باعتبار أن النمط الفكري المغربي والإسلامي عموما ظل محافظا على نفس السيرورة اللهم بعض المتغيرات التي تفرضها التحولات العالمية.



#يوسف_ميرة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تصبح الجريمة جهاد
- موجة الحداثة وحقيقة الفكر العربي
- الحل في العقل
- الجهاز المخزني المغربي في التاريخ، ماذا تغير؟


المزيد.....




- عشرات القتلى والمفقودين.. خبير أرصاد جوية يشرح سبب فيضانات ت ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن القبض على عناصر -خلية مدعومة من إيران- ...
- هجمات روسية دامية على العاصمة كييف ومناطق عدة بأوكرانيا
- كل 15 دقيقة.. طفل قتيل أو مُصاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقي ...
- ضابط سابق في الموساد يكشف: هكذا نجنّد جواسيسنا داخل إيران
- هجمات 7 يوليو 2005.. لندن تُحيي الذكرى العشرين لأول تفجير ان ...
- المبعوث الأميركي -راضٍ- عن ردّ لبنان بشأن نزع سلاح حزب الله ...
- إيران: عودة نحو 450 ألف لاجئ أفغاني لبلادهم بعد قرار طهران ت ...
- كأس أفريقيا للسيدات: بداية موفقة للجزائر والمغرب وخسارة لتون ...
- سرايا القدس تقصف جنود وآليات الاحتلال المتوغلة في خان يونس


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - يوسف ميرة - إشكالية التحقيب المغربي/الإسلامي