|
هل هي نبوءة من الرصافي وتحققت .. ام التاريخ يعيد نفسه في العراق
اخلاص لطيف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 3874 - 2012 / 10 / 8 - 09:22
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل هي نبوءة من الرصافي وتحققت .. ام التاريخ يعيد نفسه في العراق
بنظرة بسيطة الى الساحة السياسية في العراق يرى الرائي عمائم سوداء وخضراء وبيضاء سنية وشيعية تسيطر على دولايب السياسة في مجالات التشريع والتنفيذ والرقابة وفي مراكز اتخاذ القرارات الاخرى .. وبعض اصحاب هذه العمائم تحوم حولهم علامات استفهام متنوعة تشير بشكوك عميقة الى انتماءاتهم والى ولاءاتهم وكذلك الى اصولهم وفصولهم .
ليس هكذا هو ديننا كما يروجه اصحاب تلك العمائم .. فديننا دين السلام والتوحيد ولكنهم فيما بينهم يقتتلون ولشعب العراق يقتلون .. وكل يدعي ان منطلقه الاسلام مستغفلا بسطاء شعبنا وقاهرا علماءه بقوة تسندها قوى اجنبية .
وقد كان شاعر العراق الكبير معروف الرصافي قد بكى بقصيدة عن وضع العراق في حينه ( اي في بدايات القرن العشرين ) وقد ارسل لنا هذه القصيدة صديقنا المحترم البرزنجي ابو علي فكانت طبقا تاما لما يجري في عراقنا الان وربما طبقا لما يجري في بلداننا العربية والاسلامية .. ولذلك ابعث هذه القصيدة الى القراء الكرام مستثيرة فيهم روح الوطنية ورافضة الاستسلام لليأس .. فأن ما يمر ببلداننا حاليا قد تكون عاصفة عابرة في عمر التاريخ وهي قد مرت على دول غيرنا كانت لا شان لها واصبحت لها ادوار رئيسية على الكرة الارضية .. فتماسكوا يااحبائي بوجه هذه العاصفة حتى تمر .
فاليكم يااعزائي الكرام قصيدة الشاعر المرحوم معروف الرصافي انا بالحكومة والسياسة جاهلُ عما يدور من المكائد ِ غافل ُ
لكنني هيهات افـْقهُ كوننا شعبا ً يتامى جـُلـّه ُ وأرامل ُ
في كل ّ يوم ٍ فتنة ٌ ودسيسة ٌ حربٌ يفجّرُها زعيم ٌ قاتل ُ
هذا العراقُ سفينة ٌ مسروقة ٌ حاقت براكينٌ بها وزلازل ُ
هو منذ تموز المشاعل ظلمة ٌ سوداءُ ، ليل ٌ دامس ٌ متواصلُ
شعبٌ اذا حَدّقـْتَ ، كلّ ُ جذوره اقتـُلِعـَتْ ، وان دققتَ شعبٌ راحلُ
اما قتيلٌ شعبـُنا او هاربٌ متشردٌ او ارملٌ او ثاكلُ
هذا هو الأمل المرجى صفقة ٌ أثرى بها الوغدُ العميلُ السافل ُ
هذي شعارات الطوائف كلها وهم ٌ ، سراب ٌ ، بل جديب ٌ قاحل ُ
والقادة " الأفذاذ "! سرب ٌ خائب ٌ هم في الجهالةِ لو نظرتَ فطاحل ُ
هذا هو الوطنُ الجميلُ مسالخ ٌ ومدافن ٌ وخرائب ٌ ومزابل ُ
سحقا لكم يامن عمائِمكم كما بـِزّاتكم ، شكل ٌ بليدٌ باطل ُ
سحقا كفى حِزبية ً ممقوتة ً راحت تـُمايز دينـَها وتفاضلُ
ما الحزبُ الاّ سرّ ُ فـُرقة ِ رُوحِنا فقبائلٌ هو شعبُنا وعوائلُ
في كل حزب ٍ مصحف ٌ مُوحى به وبغار حـَرّاء ٍ ملاك ٌ نازل ُ
في الثأر أوطانُ التطرفّ مسلخ ٌ متوارث ٌ او مذبح ٌ متبادلُ
في كلِّ حزبٍ للنواح منابرٌ وبكل قبو ٍ للسلاح معاملُ
ولدق رأس العبقريّ ِ مطارقٌ ولقطع عنق اللوذعي ّ ِ مناجلُ
انتم بديباج الكلام أماجدٌ وبنكث آصرةِ الوفاء أراذل ُ
لا لم تعد نجفٌ تفاخرُ باسمكم لاكوفة ٌ ، لا كربلا ، لا بابلُ
ما انتمُ الا بناءٌ ساقط ٌ نتنٌ مليءٌ ارضة ً متآكلُ
انتم كأندلس الطوائفِ اُجهضتْ والموت اما عاجلٌ او آجلُ
هجرت عباقرة ٌ مساقط َ رأسِها وخلافها ، لم يبق الأ الجاهل ُ
لم يبق الا الجرح ُ قد خدعوه اذ قالوا لنزفه انت جرحٌ باسلُ
لا ياعراقُ ثراك نهرٌ للدما وعلى ضفافِه للدموع خمائلُ
الارض كل الارض من دم شعبنا اتقـّدَتْ مصابيح ٌ بها ومشاعلُ
الارض نبع الحُبّ لولا شلة ٌ هي حابلٌ للاجنبيّ ونابلُ
يتآمرون على العراق وأهلِهِ زمرٌ على وطن الإبا تتطاولُ
فهنا عميلٌ ضالع ٌ متآمرٌ وهناك وغد ٌحاقدٌ مُتحاملُ
" شايلوكْ "جذلانٌ بكون بلاده فيها مآس ٍ جمة ٌ ومهازلُ
ومتى العراقُ مضى ليرفعَ رأسَهُ دارت فؤوسٌ فوقـَهُ ومعاولُ
تـُجـّارنا اوطانـُهُمْ صفقاتـُهُمْ هم في الخيانة والرياء اوائل ُ
لكن برغم صليبنا ونجيعنا فيسوع جلجلة العذاب يواصل
يحيا العراق برغم شائكة الدما للنور نبعٌ للحياة مناهلُ
لاتبك ِ قافلة ً تموت ، فإثرها ازدحمت على درب الفداء قوافل ُ
ما أعظم الوطن الفخور بحتفه ِ متشائم ٌ بحياته ، وبموته متفائل
معروف الرصافي
#اخلاص_لطيف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
(( الى الرئيس العربي المسلم )) قبل ايادي الغاصبين ليصفحوا ..
...
-
تصريح ضاري يشجع الارهاب للدكتور الشيخ الضاري الامين العام له
...
-
مختارات من وحي الضروف العصيبة
-
مع مقال (( الغباء وانشتاين وحرية الفكر )) اجابتي على التعليق
...
-
الغباء وانشتاين وحرية الفكر
المزيد.....
-
وزيرة الخارجية الفرنسية: تنظيم -الدولة الإسلامية- يشكل تهديد
...
-
جهاديو تنظيم -الدولة الإسلامية- الأجانب وعائلاتهم في مخيمات
...
-
فيديو.. منفذ هجوم طعن الأطفال في فرنسا -هتف باسم المسيح-
-
الكنائس في فلسطين: ما تسمى بخطة تقسيم «الأقصى» ستجر المنطقة
...
-
سيفاستيانوف: بابا الفاتيكان واع بعد العملية الجراحية
-
الكنائس الأميركية تطلق مبادرة لإنهاء الفصل العنصري الإسرائيل
...
-
صواريخ فتاح وخرمشهر4 تمثل القدرات المشتركة لحرس الثورة الاسل
...
-
مطالب بمنح الجنسية المغربية لأبناء وأحفاد اليهود المغاربة
-
قتله وهو قائم للصلاة بالمسجد.. السعودية تنفذ حكم -القتل حدا-
...
-
شاهد.. ممثل قائد الثورة الاسلامية يهدي راية الامام الرضا (ع)
...
المزيد.....
-
التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا
...
/ علي أسعد وطفة
-
ظاهرة الهوس الديني في مصر - مقال تحليلي
/ عادل العمري
-
فرويد والدين
/ الحسن علاج
-
كيف دخل مصطلح العلمانية في الثقافة العربية المعاصرة والحديثة
...
/ فارس إيغو
-
تكوين وبنية الحقل الديني حسب بيير بورديو
/ زهير الخويلدي
-
الجماهير تغزو عالم الخلود
/ سيد القمني
-
المندائية آخر الأديان المعرفية
/ سنان نافل والي - أسعد داخل نجارة
-
كتاب ( عن حرب الرّدّة )
/ أحمد صبحى منصور
-
فلسفة الوجود المصرية
/ سيد القمني
-
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
/ سيد القمني
المزيد.....
|