أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الستار الكعبي - ملامح من الطائفية السياسية في العراق المعاصر















المزيد.....

ملامح من الطائفية السياسية في العراق المعاصر


عبد الستار الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 3872 - 2012 / 10 / 6 - 17:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لقد كان لتعاقب الحكومات العربية (العباسيين والامويين ) والاجنبية (العثمانيين والصفويين ) التي تنتمي الى المذهبين السني والشيعي على حكم العراق دور كبير في تعميق الخلافات بين المذهبين بقيت اثارها الى الان حيث يترحم الكثير من العراقيين السنة على دولة الاحتلال العثماني ويعتبرونها خلافة اسلامية ويلعنون الدولة الصفوية ويعتبرونها دولة احتلال فيما يعتبر الكثير من العراقيين الشيعة الدولة العثمانية دولة احتلال ودولة الاحتلال الصفوي دولة موالية لاهل البيت، ويتمثل في كلا النظرتين ضيق في الافق وانعدام العلمية والانتماء الى المذهبية في التفكير والحكم على الامور بعيدا عن واقع الحال ومصالح العراق والعراقيين.
وقد اعترف السياسي العراقي كامل الجادرجي، وهو المعروف بانه من السياسيين السنة، ببعض الحقائق من مرحلة الاحتلال العثماني التي كانت معروفة ومتبعة ايضا في وقته مرحلة الحكم الملكي في العراق والتي كانت من صور الطائفية المكوناتية ضد الشيعة فقد ذكر في اوراقه (كانت الطائفة الشيعية تعد في زمن السلطان عبد الحميد وبالحقيقة في زمن الدولة العثمانية اقلية تنظر اليها الدولة بعين العداء فلم تفسح لها مجالات التقدم في اية ناحية من نواحي الحياة العامة ومن الامثلة البارزة على ذلك انها كانت لايقبل لها تلميذ في المدرسة الحربية ولا يقبل منها فرد في وظائف الدولة الا ما ندر وعند الضرورة القصوى وحتى في مدارس الدولة الاعدادية القليلة كانت توضع العراقيل في طريق دخول ابناء الطائفة فيها فادى ذلك كله بطبيعة الحال الى انعزالها ... فكان العداء يستحكم يوما بعد يوم بينها وبين الدولة ) واشارة الجادرجي هذه واعترافه بسياسة الاقصاء والتهميش التي انتهجتها الدولة العثمانية ضد الشيعة العراقيين في بلدهم تدل على عمق معاناتهم في تلك المرحلة ومدى تعرضهم للاهمال المقصود .
ولم يختلف الامر كثيرا بعد انتهاء الحكم العثماني ودخول العراق تحت الاحتلال البريطاني وتشكيل الدولة العراقية في عام 1920 فقد استمرت الطائفية المذهبية على صعيد العلاقة بين الحكومات المتعاقبة المتمذهبة سنيا وعموم الشيعة وبتحريض من الاستعمار البريطاني في مرحلة الحكم الملكي لانهم ساندوا الدولة العثمانية بدوافع الانتماء الاسلامي المشترك والجهاد ضد الكفار (الجيوش البريطانية) ثم بعد ذلك قاموا بالثورة التحررية العراقية الكبرى (ثورة العشرين) في حزيران عام 1920 التي هزت (بريطانيا العظمى) واجبرتها على تغيير سياستها في العراق وتشكيل حكومة صورية موالية لها حيث كان الشيعة هم المحرك الاساسي لها فمن مناطق سكنهم انطلقت وهم قادتها ورجالاتها واكثر من ضحى فيها لكن غيرهم كان المستفيد منها على مدى اكثر من ثمانين عاماً فهم لم يشتركوا ولم يشركوا في قيادة الدولة بعد ان أسسوا لصناعة الثورة والتحرر والاستقلال. فقد ظل الشيعة يعانون التهميش والاقصاء والتجهيل حتى ان الملك فيصل الاول الذي حكم العراق للفترة (1921-1933) شخص هذا الخلل في نسيج المجتمع العراقي وحاول اصلاحه بفسح المجال للشيعة للقبول في المدارس الاعدادية والعسكرية والانخراط في الوظائف الحكومية فقد ذكر في مذكراته التي وزعها على النخبة المقربة منه نهاية عام 1932 (العراق مملكة تحكمها حكومة عربية سنية مؤسسة على انقاض الحكم العثماني وهذه الحكومة تحكم قسما كرديا اكثريته جاهلة، بينهم اشخاص ذوو مطامع شخصية يسوقونه للتخلي عنها بدعوى انها ليست من عنصرهم واكثرية شيعية جاهلة منتسبة عنصريا الى نفس الحكومة، الا ان الاضطهادات التي كانت تلحقهم من جراء الحكم التركي الذي لم يمكنهم من الاشتراك في الحكم وعدم التمرن عليه والذي فتح خندقا عميقا بين الشعب العربي المنقسم الى هذين المذهبين) وفي هذه المذكرة اشارة واضحة الى ان الشيعة يمثلون اكثرية السكان ومع ذلك فانهم كانوا يعانون من قسوة تعامل الدولة العثمانية المخالفة لهم مذهبيا على الصعد المختلفة واهمها التعليمية والوظيفية في الحكومة والجيش والتي كان من نتائجها ان يتصور الملك بانهم ومعهم الكرد يمثلون قطاعات الجهل والتخلف في العراق ويبدو انه اعترف بذلك بمرارة ورفض وحاول اصلاح ذلك الخلل في نسيج المجتمع ولكنه لم يستطع ربما لانه اراد ما لم تقبل به القوى المسيطرة فعلا على الحكم في ذلك الوقت.
وقد وصلت السلبية في التعددية العراقية الى اعلى مدياتها في ظل النظام البعثي الذي حكم العراق بالحديد والنار للمدة (1968 - 2003) اذ استخدمت الحكومة الدكتاتورية ضد المكونات المحكومة اقسى اساليب القمع الفكري والتصفية الجسدية فقد كانت السجون والمعتقلات تملأ بشبابهم ورجالهم بين الفترة والاخرى وبتهم كاذبة وجاهزة ويتعرضون فيها لشتى اصناف التعذيب الجسدي والنفسي الغاية منها ارهابهم ومنعهم من القيام باي فعل مضاد للحكومة.
ومن ضمن ماقامت به الحكومة البعثية عملية تهجير الكرد الفيلية بالقوة تنفيذا للقانون رقم 666 لسنة 1980 الذي صدر بدوافع عنصرية ومذهبية والذي اسقط الجنسية العراقية عن مئات الالوف من الشيعة العرب والكرد الفيلية بسبب كونهم من التبعية الايرانية حسب القانون المذكور حيث يصر الحكام والسياسيون والمشرعون على ان العراقيين خالين تماما من التبعية العراقية الوطنية اذ تقسمهم قوانين الجنسية الصادرة بعد تشكيل الحكومة العراقية عام 1921 الى تبعية ايرانية وتبعية عثمانية وهو من نتائج وبقايا الصراع الصفوي العثماني على الساحة العراقية وانقسام العراقيين بين مؤيد لهذه الدولة ومعارض لتلك والذي كان من الصور السيئة جدا للتعددية العراقية فمن سينتبه الى ذلك ومتى ؟!
وقد تم تنفيذ القانون المذكور بمنتهى القسوة والوحشية وبعيدا عن ابسط حقوق الانسان وذلك باعتقال الشباب والرجال الذين لم يعرف مصير الكثير منهم لحد الان والقاء النساء والاطفال والرجال كبار السن على الحدود العراقية الايرانية الملغومة ايام الحرب بين البلدين بعد تجريدهم من وثائقهم الرسمية التي تثبت انتماءهم للعراق ومصادرة اموالهم المنقولة وغير المنقولة. وقد خير العسكريون المتطوعون المتزوجون من المشمولات بالقانون بين تطليقهن لانهن تبعية ايرانية وبين الطرد من الخدمة العسكرية مما يعني انهم خيروا بين شرين اما القبول بتفكيك عوائلهم او حرمانهم من مصدر رزقهم ومحاربتهم في معشيتهم.
واتذكر الاشهر الاولى من عام 1980 حيث كنا جنودا في مركز المعدات الالكترونية في معسكر التاجي فقد تم اعتقال احد اصدقائنا في الدراسة والعسكرية وهو ابراهيم وكان من اهالي محافظة السماوة ويمتاز بحسن الاخلاق اضافة الى كونه رياضي من الطراز الاول فعم الحزن في حينها بين مجموعة الاصدقاء لانه كان عراقيا اصيلا محبا لبلده ومضحيا لاجله ولو كان ايرانيا لهرب من الخدمة العسكرية ولما التحق ليكون جنديا في الجيش العراقي ولم نكن نتجرأ على السؤال عنه لان ذلك يعني القاء النفس في التهلكة ولم نعرف مصيره بعد ذلك.
هذه المقالة ماخوذة من كتابي (الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا ) الذي صدر قبل سنة في بغداد
عبد الستار الكعبي



#عبد_الستار_الكعبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارطة التنوع والتعدد في المجتمع العراقي ودورها في رسم الخارط ...
- الدستور الدائم في العراق اعلان رسمي للصراع والتقسيم
- الديمقراطية التوافقية في العراق / الفساد المالي والإداري
- دور الشعب العراقي في اصلاح العملية السياسية
- الديمقراطية التوافقية في العراق / استقلالية الموقف العراقي
- سلبيات الديمقراطية التوافقية في العراق - التدخل الأجنبي
- الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا /11: سلبيات التوافقية - ...
- الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا /10: سلبيات التوافقية - ...
- الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا / 9: سلبيات التوافقية
- الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا / سلبيات التوافقية : ضع ...
- الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا/7. نماذج من السلوك الحك ...
- الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا / 6. رأي بعض كبار المسؤ ...
- الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا / الفرق بين الديمقراطية ...
- الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا/ 4. اسباب التوافقية
- الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا/ شروط التوافقية
- الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا /2. التوافقية في لبنان ...
- الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا /1. مفهوم ونشوء الديمقر ...
- من أجل إسلام معتدل...الإصلاح الإسلامي ضرورة شرعية وتاريخية


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الستار الكعبي - ملامح من الطائفية السياسية في العراق المعاصر