أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح بدرالدين - اشكالية - التنوع - في الثورة السورية















المزيد.....

اشكالية - التنوع - في الثورة السورية


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3870 - 2012 / 10 / 4 - 11:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




بعد مرور أكثر من عامين على ربيع الثورات بدأت أقلام النخب الفكرية والسياسية تتبارى بالغوص في عملية تقييم واسعة لماجرى ومايجري الآن في عدد من البلدان التي شهدت ميلاد عهود جديدة وقيام حكومات بديلة للنظم الدكتاتورية الاستبدادية بين من يعظم الانجازات وينظر لتلك الثورات بمعزل عن أي اشتباه أو تشكيك في مسيرتها ونتائجها وآفاقها المستقبلية وبين من يقرؤها بعين الريبة محذرا من تسلق جماعات الاسلام السياسي بمختلف فصائلها الاخوانية – السلفية – الجهادية – القاعدية – الارهابية وحصد ثمار تلك الثورات بطرق ملتوية التي نشبت وانتصرت أو في طريق النصر من جانب جمهور الشباب وسائر الفئات الجماهيرية المسحوقة والوطنيين المستقلين من خارج الأحزاب التقليدية بمافيها مجاميع عسكرية منشقة عن مؤسسات نظم الاستبداد والتعميم هنا يشمل تجارب ربيع الثورات بصورة كلية مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات هذا البلد أو ذاك من جهة طبائع الأنظمة القائمة ودور الجيش الوطني والحالة الاقتصادية وتوزع المجتمعات بين التعددية القومية والدينية والمذهبية المركبة أو اللون الواحد البسيط والاستقطابات الاقليمية والدولية .
في الحالة السورية
منذ البداية حصل المحظور وزرعت بذرة الردة يوم ان تم تسليم امر " المجلس الوطني السوري " طوعا الى الاخوان في بيئة تركية تتحكم فيها المعادلة الجغرافية مدعومة من جانب الحزب – الاخواني – الحاكم وتشجيع قطري مباشرة أو عبر وكلاء مثل عزمي بشارة ورضا القوميين العرب بالداخل السوري كمنحى آيديولوجي في خضم موجة التحالف الاسلاموي – القوموي على مستوى المنطقة وتخاذل شخصيات ليبرالية سعيا وراء المصالح الخاصة – تجربة مصر كانت أكثر وضوحا في استيعاب الاخوان للتيارات القومية والناصرية والممانعة ( صباحي وقنديل ... ) ولم ينفع الندم بعد أشهر قليلة من انقلاب الاسلام السياسي على كل تعهداتها الانفتاحية ) – تكرار هذه الخطيئة التاريخية في القضية السورية من جانب قوميي اعلان دمشق وقومويي حزب رياض الترك ذي اليافطة الشيوعية الشعاراتية فحسب ابان الاعلان عن المجلس المذكور ( أولم يصر الأخير زورا على اعتبار الاخوان السوريين قبل أعوام عضوا في اعلان دمشق من دون أي أساس تنظيمي وسياسي وفكري) .
نحن ندرك أن الثورة السورية ستجتاز مرحلتين ولكل منهما ضروراتها وخصوصياتها ووظائفها في الأولى بأمس الحاجة الى أوسع التحالفات لبلوغ مهمة اسقاط النظام وما يستدعي ذلك من اتفاقيات جبهوية ومن بعض التنازلات من جميع الأطراف لتحقيق القاسم المشترك بين الجميع وهناك امكانية التوافق على أسس سليمة وفي منتهى الحذر والترقب واذا كان اسقاط النظام يجمع الكل في المرحلة الأولى مهما اختلفت السبل والوسائل فان الصراع التناحري المحقق سيبدأ في المرحلة الثانية بين جماعات الاسلام السياسي وحلفائها ومناصريها بغض النظر عن التسميات من جهة وبين قوى الثورة الوطنية ومجاميع الجيش الحر الملتزمة بأهداف الثورة والحراك الشعبي والحركة الديموقراطية السورية وفي مقدمتها الحركة الوطنية الكردية السورية الأصيلة والتعبيرات السياسية للمكونات الوطنية الأقل عددا من الجهة الأخرى وسيكون الحسم للارادة الشعبية وأكثرية الأصوات فكلا الطرفين ينادي بتفكيك سلطة الاستبداد ولكنهما يختلفان الى درجة التناقض حول الدستور الجديد وحقوق المكونات الوطنية والفئات الأقل عددا والقضية الكردية وفي طبيعة وجوهر سبل اعادة البناء لنظام قادم ديموقراطي تعددي علماني لاديني أو دولة اسلامية ولاخيار ثالث بينهما كما دلت تجربة مصر ونسبيا تونس وتقديرا ليبيا .
كثيرون من الوطنيين الصادقين الذين يتسمون بسعة المدارك وصحة استشراف المستقبل واكتساب خبرات ثمينة في نضالاتهم الطويلة ضد نظام الاستبداد السوري الأسدي – البعثي حذروا مرارا وتكرارا من مغبة وخطورة سيطرة الاخوان المسلمين على مقدرات المعارضة السورية في الخارج والداخل وذلك سعيا لخطوات استباقية قبل فوات الأوان ولكن تخاذل المحسوبين على الليبراليين والديموقراطيين المستقلين ( وهم معروفون ) وافتقارهم الى خبرة العمل المعارض ومزايا النضال السري في مقارعة الاستبداد الذين سكتوا عن قول الحقيقة والالتزام بها وارتضوا ان يكونوا موظفين بالاجرة لدى جماعات الاسلام السياسي كان السبب الأول والأخير في حصول الكارثة – والمسؤلية الثانية يتحملها الحزب الحاكم التركي كما أسلفنا وشريكه القطري الذي يسعى الى اقامة نظم وامارات اسلامية اخوانية في مواجهة السلفية التي تدعمها السعودية بالرغم من عدم تناحرية الصراع بين - السفساطين – التابعين بالنهاية لمرجعية أصولية روحية واحدة وكتاب واحد وسنة واحدة .
ليس سرا أن حركات الاخوان المسلمين بالمنطقة مازالت تشعر بنشوة النصر وتعيش أفضل أيامها بعد سيطرة الاخوان المصريين على مقاليد السلطة هناك وهي بصدد استكمال القوس الاخواني ليتسنى لها اقامة " الشرق الأوسط الجديد " بحسب تعبير أحد منظريها – احمد داود أوغلو – وسيكون كيانا اخوانيا تتوفر فيه كل الشروط للتحالف مع نظيره الاسلام السياسي الشيعي بقيادة ايران سعيا وراء تحويل ربيع الثورات الى خريفها ووأد الأهداف النبيلة التي استشهد من اجلها مئات الألوف من الشباب الثائر من أجل الحرية والكرامة والمساواة والديموقراطية والتقدم الاجتماعي وتحويل المنطقة الى مرتع لجهلة القرون الوسطى ومركزا لصراع الأديان والمذاهب والحضارات ووكرا لجماعات الارهاب والأصولية .
مازال أمام السوريين متسعا من الوقت لانقاذ ثورتهم المجيدة ليس من تحديات مواجهة النظام وشبيحته وأعوانه المعلنين والمستترين فحسب بل من براثن جماعات الاسلام السياسي ومازال الرهان على شباب الثورة والحراك الجماهيري السلمي ووطنيي الجيش الحر الشجعان في الداخل لاستلام زمام المبادرة في الانقاذ والذي لابد أن يبدأ برفع غطاء الشرعية عن معارضات الداخل والخارج واسترجاع مبايعتها لبعض المجالس والمجموعات والعمل سوية مع شرفاء الثورة والمعارضة من أجل العمل على تهيئة تمثيل سياسي مدروس ومقبول وكفوء ونزيه حتى يكون مكملا لارادة الداخل الثوري ومعبرا لارادة السوريين جميعا بكافة مكوناتهم وأطيافهم وصوتا حقيقيا للثورة والثوار .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السورية وتحديات الداخل والخارج
- في - الحيادية - المزعومة ازاء القضية السورية
- ثورات الربيع ورياح - الخماسين -
- في أزمة الداخل الكردي السوري وسبل الحل ...
- في أزمة الداخل الكردي السوري وسبل الحل ...
- ومتى كانت سوريا لكل مكوناتها ؟
- - الآبوجية - في مواجهة كرد سوريا
- ماالجدوى من حكومة المنفى
- وداعا - للمعارضات - الداخلية والخارجية
- في المعارضة والموالاة
- نحو تحالف وطني سوري جديد
- قضية للنقاش – 40 الكرد والجيش الحر
- من طبائع - المنظومة الأمنية السورية - ميشال سماحة الضحية وال ...
- في المشهد الكردي السوري- المرتبك -
- الى بقايا - المجلس الوطني السوري -
- سيبقى الخامس من آب نجمة هادية في سماء حركتنا
- الثورة السورية مستمرة
- هل يحمي - الكيماوي - النظام من السقوط
- حول مصير جماعات النظام
- الانهيار القريب


المزيد.....




- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح بدرالدين - اشكالية - التنوع - في الثورة السورية