أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - من طبائع - المنظومة الأمنية السورية - ميشال سماحة الضحية والجلاد















المزيد.....

من طبائع - المنظومة الأمنية السورية - ميشال سماحة الضحية والجلاد


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3819 - 2012 / 8 / 14 - 13:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من طبائع " المنظومة الأمنية السورية "
ميشال سماحة الضحية والجلاد

عندما نشرالكاتب الاصلاحي المناضل ابن حلب الشهباء – عبد الرحمن الكواكبي – كتاب " طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد " قبل مائة وعشرة من الأعوام لم تكن الأنظمة المستبدة المعنية في زمانه كما هي الآن عليه عبارة عن " منظومات أمنية صرفة " بالرغم من أنه أشار الى أن " الحكومة المستبدة تكون طبعا مستبدة في كل فروعها من المستبد الأعظم وهو اللئيم الأعظم في الأمة ( رأس السلطة ) الى الشرطي الى الفراش الى كناس الشوارع ولايكون كل صنف الا من أسفل طبقته أخلاقا لأن الأسافل لايهمهم طبعا الكرامة وحسن السمعة ( الشبيحة ) .. وشرهون لأكل السقطات من أي كانت ولو بشرا أم خنازير .. وهذه الفئة المستخدمة يكثر عددها ويقل حسب شدة الاستبداد .. "
يشكل نظام الأسد الشمولي الحاكم منذ أكثر من أربعة عقود النموذج الأمثل في تجسيد حالة " المنظومة الأمنية " المكلفة وظيفيا بحراسة الاستبداد وترسيخه من الرأس في العاصمة الى أصغر مؤسسة في الأطراف فلم يعد سرا ,وقد قيل مرارا أن السلطة تدار عبر أكثر من عشرة أجهزة أمنية رئيسية أنشئت خصيصا لشؤون الداخل وتستخدم وسيلة في القمع والترهيب ضد الشعب وحركاته المعارضة واذا كانت تتمتع بنفوذ وميزانيات عالية وجيوش من الموظفين والمخبرين والمحققين فلها امتداد مصغر في قصر رأس النظام حيث مركز القرار ويتم اللجوء اليها في الأمور الخارجية المعنية أولا وأخيرا بالداخل وليس هناك من ملف على الاطلاق سياسيا كان أم اقتصاديا أم اجتماعيا أم ثقافيا أم دبلوماسيا أم علاقات عامة في المجالين الداخلي والخارجي الا ويكون لفرع أمني من تلك العشرة صلة مباشرة به وقد برع نظام الأسد ( الأب والابن ) في توسيع وتعزيز وتحديث وتطبيع منظومته الأمنية باتقان وفرض نوعا من الكتمان على كل نشاطاتها بتنظيم هرمي يستند الى دور الفرد الموالي المؤتمن عليه بدوافع مصلحية وفئوية – عائلية والذي استخدم بدوره حلقات أخرى أكثر اتساعا متنوعة الانتماءات الدينية والمذهبية والمناطقية للحيلولة دون ترك أثر يذكر في الاتهامات المباشرة لرأس النظام وحزبه وأجهزته وحاشيته ومجاله الفئوي خلال عمليات العنف والتصفيات الكبرى التي استهدفت خصوم النظام بالداخل والجوار خصوصا في لبنان في مراحل متتالية مازالت مستمرة على غرار عملية اغتيال الرئيس الحريري .
ميشال سماحة قاعدة وليس استثناء
فجرت قضية اعتقال واتهام الوزير اللبناني السابق بالقيام بأعمال ارهابية لاثارة الفتنة والاقتتال في نقل المتفجرات بسيارته الشخصية من سوريا الى لبنان واستلامها من مدير مكتب مسؤول الأمن القومي السوري اللواء علي المملوك فضيحة من العيار الثقيل للمنظومة الأمنية الحاكمة بدمشق تشمل في دويها أكثر من طرف محلي واقليمي وستترك آثارها على بنية النظام وستساهم في بلورة العديد من الحقائق المخفية والتأكيد عليها ومن أبرزها :
أولا – الطبيعة الأمنية – العسكرية الارهابية للنظام الحاكم وكون القرار ومصدره بأيدي المنظومة الأمنية المتحكمة بكل مفاصل الدولة ومدى هزالة وتابعية كل المسميات الأخرى من حكومات ووزراء وبرلمان وادارات واعتبارها من الشكليات وخضوعها الفعلي لأشباح غير مرئيين ولكن موجودين في كل مكان ومحصنين من الرقابة والنقد والمساءلة كأعلى مراتب الاستبداد وترسخ هذا النهج منذ حقبة الأسد الأب والاطباق الأمني الكامل على كل مرافق الدولة بمافي ذلك اخضاع السياسة الخارجية والسلك الدبلوماسي الى لجان مختصة في الفرع الخارجي بجهاز أمن الدولة .
ثانيا – بطلان كل ادعاءات الأحزاب والمنظمات والجماعات السياسية السورية منها والاقليمية ومن بينها معارضات في بلدانها من الصديقة للنظام السوري أو الموالية له أو المضطرة بالاقامة هناك على توفر أرضية ثابته للتحالف السياسي حول مبادىء مزعومة في مواجهة ( الامبريالية والصهيونية والرجعية ) وفي شعارات الممانعة اللفظية وما – تحالفاتها قديما وحديثا ! - الا عبارة عن صلات وتفاهمات سرية مع الفروع الأمنية المختلفة تصب كما دلت التجارب والأمثلة في مصلحة نظام دمشق ومن باب التندر سمعت في الأعوام الأخيرة لمرات عديدة من أصدقاء من جنسيات مختلفة أنهم وفي مرحلة المعارضة والتواجد القسري في سوريا كانوا مثل باقي – الضيوف – الآخرين تحت رحمة الأجهزة الأمنية المسؤولة عن شؤونها وخلال زيارة وفودهم القيادية الى دمشق وبعد الاجتماع بمسؤولي الأمن المكلفين بالملفات المختلفة يمرون في الختام على مكتب عضو القيادة القومية عبد الله الأحمر لتناول الشاي وتبادل الكلمات المجاملة وفي بعض الأحيان ظهور لقطات في التلفزيون الرسمي .
ثالثا – كانت ومازالت القوى الطائفية والجماعات والتنظيمات الحزبية والشخصيات الاعتبارية اللبنانية من أكثر الأطراف الاقليمية التي تعرضت للابتزاز والترهيب والاستغلال والهيمنة من جانب " المنظومة الأمنية السورية الحاكمة " منذ نهاية سبعينات القرن الماضي وحتى الآن الى درجة أن الكثيرين من زعماء الطوائف والكتل والأحزاب ووزراء وأعضاء برلمان واعلاميين ولاجئين استخدموا خلال تواصلهم الأمني في تقديم التقارير حول خصومهم ومعارضي النظام السوري اللبنانيين وما الوزير السابق – ميشال سماحة – الا واحدا من المئات الذين تورطوا في المساهمة بالعمليات الأمنية الارهابية التي راحت ضحاياها بالآلاف من مناضلين في سبيل الديموقراطية وزعماء وطنيين وصحافيين أحرار ورجال دولة وهذا ان دل على شيء فيدل على مدى استخفاف المنظومة الأمنية السورية بالموالين له واسترخاصها لقيمهم وكراماتهم وحتى انسانيتهم وما نشاهد هذه الأيام على الفضائيات السورية من بعض اللبنانيين والعراقيين كأبواق رخيصة تمجد الدكتاتور وتشتم الثورة السورية مثل – سماحة – تماما الا عينات مرتبطة بالمنظومة الأمنية وتأتمر بتوجيهاتها .
الداخل السوري ليس مستثنى كما ذكرنا أعلاه من فعل وخطط " المنظومة الأمنية " التي طورت وسائلها وأشكال تعاملاتها مع الفئات والتنظيمات الحزبية والشخصيات خاصة منذ بدء الثورة الوطنية وأفسحت لها المزيد من المجال لممارسة الازدواجية والتمظهر – المعارض – أحيانا عبر التلاعب بالمصطلحات فبالنسبة للمنظومة يهمها مااتفق عليه في الغرف المظلمة على الأمور الأساسية أماتصريح محسوب هنا وكلام – نقدي – مباح هناك فلن يغيرا من الواقع شيئا وعلى سبيل المثال نرى أن قياديين في أحزاب ومنظمات عربية وكردية ومن مكونات أخرى( تحتسب مجازا على المعارضة ) يغادرون دمشق عبر المطار ويشاركون في مؤتمرات للمعارضة تتبنى شعارات اسقاط النظام بل يوقعون على قراراتها ويخطبون بالجموع بحماس منقطع النظير ثم يعودون ثانية بالطريقة ذاتها الى دمشق من دون أن يمسوا بسوء في حين يرمى بالرصاص أو يخطف الكثيرين من من ينادي باسقاط النظام في شوارع المدن والبلدات ويقتل يوميا في الأسابيع الأخيرة من المعارضين الثوار مايقارب المائة علما أن هؤلاء الأشاوس الذين لايغيبون عن أية مناسبة – للمعارضات - لايمتلكون قوى وقدرات تفوق جبروت النظام الأمني والعسكري حتى يتحدوه جهارا نهارا وأن الوضع في سوريا لايمت بصلة الى النظام الديموقراطي والحريات العامة حتى يمارسوا قناعاتهم بكل حرية وأن كل من يسافر ويعود يخضع للاجراءات والتدقيق ولم يبق سوى الاحتمال المؤكد : مغادرة وعودة مدروستان ومقررتان من مصدر القرار في " المنظومة الأمنية الحاكمة " .





#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في المشهد الكردي السوري- المرتبك -
- الى بقايا - المجلس الوطني السوري -
- سيبقى الخامس من آب نجمة هادية في سماء حركتنا
- الثورة السورية مستمرة
- هل يحمي - الكيماوي - النظام من السقوط
- حول مصير جماعات النظام
- الانهيار القريب
- من المستفيد من اختطاف - أبو عادل -
- كيف السبيل لوحدة الصف الكردي
- آن الأوان لتجديد الثورة الوطنية السورية
- تعالوا لنتصارح من جديد
- الظاهر والمخفي في المشهد التركي – السوري
- نعم للحوار .. لاللارهاب
- عودة الى ثنائية القومي والوطني
- الوجه الآخر - لبروباكندا - الحرب الأهلية
- المصير السوري على محك السباق مع الزمن
- الموقف الروسي : تبا لمن لايعرف - قدره -
- كيف السبيل لحل الأزمة الداخلية لكرد سوريا
- برسم - المفكر القومي -عزمي بشارة
- في انعكاسات الحدث المصري على الحالة السورية


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - من طبائع - المنظومة الأمنية السورية - ميشال سماحة الضحية والجلاد