أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - صلاح بدرالدين - ثورات الربيع ورياح - الخماسين -















المزيد.....

ثورات الربيع ورياح - الخماسين -


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3851 - 2012 / 9 / 15 - 09:29
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


واقعة الفيلم المسيء للاسلام المدانة وردود الفعل عليها ستنقشع غيومها بنهاية المطاف كما تلاشت مثيلتها خلال الضجة على االرسوم الهولاندية الكاريكاتيرية اما بضحايا هنا وتخريب هناك وتحركات دبلوماسية لرأب الصدع واعادة المياه الى مجاريها بتبادل الاعتذارات الرسمية للحفاظ على مبدأ توازن المصالح بين دول المنشأ غير المسؤولة رسميا عن تدبير الفعل المستفز الذي خرج محتميا بقوانين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية التي تجيز هامشا كبيرا لحرية الرأي والنقد الى أبعد الحدود حتى للديانة المسيحية الغالبة هناك .
قد يكون مخرج الفيلم ومن مثل فيه لايحملون أجندة فردية معادية للدين الاسلامي وقد يكون محتجوا – بنغازي والقاهرة وتونس وصنعاء وغيرها – رغم الجريمة النكراء المدانة في قتل الأبرياء وحرق الممتلكات لايدافعون عن الله ورسوله ولايحملون ضغينة عدائية شخصية للأمريكان خاصة والغرب عموما ولكن الجميع في الطرفين – المتنازعين المتكاملين في الحدث كانوا ضحية فاعل حقيقي غير مرئي ظاهريا وهم يتحاربون بالنيابة ويقدمون الخدمة لأهداف يتجاهلونها أصلا باستثناء قلة مندسة متورطة في الفتنة اذا ماأردنا الغوص أكثر في تفاصيل الحدث .
الهدف الأساسي الوحيد لهذا الفعل والردود عليه الذي مازال متفاعلا وقابلا للمزيد من التأثير والتوسع هو الترحم على الدكتاتوريات المقبورة أو المخلوعة ووضع اشارات الاستفهام على ثورات الربيع في المنطقة من حيث مضمونها التحرري ومبادئها الوطنية من أجل الحرية والكرامة وشعاراتها الديموقراطية فمن جهة يراد اجهاضها بمنتصف الطريق في البلدان التي نجحت شعوبها في اجتياز المرحلة الأولى باسقاط نظم الاستبداد والتهيء لمواصلة النضال الثوري السلمي لاستكمال الأهداف في شقها الثاني باستكمال تفكيك سلطة الاستبداد وازالة آثار الدكتاتورية واعادة بناء الدولة الحديثة التعددية بمؤسساتها وهياكلها واداراتها وبناها التحتية صحيح أن مناخ حرية الرأي والتظاهر متوفر وضامن في بلدان مازالت انتهت من المرحلة الأولى للتو مثل ليبيا ومصر وتونس واليمن ولكن ليست مصادفة أن تهب قوى الشر والجهالة من جماعات الاسلام السياسي المختلفة في تلك البلدان الناشئة من عقالها لتعيث فسادا وتخريبا وتستغل أية حادثة حتى لو تقع في قارات بعيدة أو حتى من على كواكب أخرى وتتذرع بأي سبب كان لتوقظ الغرائز النائمة وتستنفر عناصرغوغائها في الشوارع والساحات وتوجهها ظاهرا الى أعداء مفترضين من وراء البحار ولكن في حقيقة الأمر يبقى الهم الأساسي هو حسم الصراع الداخلي لصالح قوى الردة وأدوات ظلامية القرون الوسطى ألم يطح مهاجموا القنصلية الأمريكية في بنغازي وبصورة غير مباشرة بالمرشح الوطني الديموقراطي الليبرالي – محمود جبريل – لرئاسة الحكومة لصالح مرشح جماعات الاسلام السياسي في اللحظات الأولى من قتل أوحرق أو خنق السفير الأمريكي وصحبه وهم من أصدقاء الثورة الليبية على الاستبداد ألم يتخلص الرئيس الاخواني – محمد مرسي – من خصومه السياسيين والعسكريين بغض النظر عن من هم في أوج ملاحقة من سموهم بالخلايا الارهابية بمنطقة سيناء وازالة الشبهة الانقسامية والتورط في الأعمال العنفية عن – رفاقه – من اخوانجية غزة ومازال الحبل على الجرار في جميع تلك البلدان .
الهدف الآخر الأهم بنظري من مثل هذا الحدث المبرمج المخطط له بعناية من جانب أكثر من طرف اقليمي ودولي هو حشر الثورة السورية في الزاوية وهي عروسة ربيع الثورات والنموذج الأكثر تعقيدا وعمقا والأطول تجربة والأوسع آفاقا والتشكيك بمسيرتها وأهدافها واذا كانت جماعات الاسلام السياسي السورية المحسوبة بكل أسف على المعارضة تتطوع جهارا نهارا في توفير ثبوتيات الاتهام وأدلة الادانة بسلوكياتها الاشكالية وممارساتها المشبوهة في بعض الحالات وفي أكثر من مكان من ساحات المواجهة الداخلية وخاصة في حلب فان القوى المتآمرة المؤثرة الباحثة عن أي دليل لادانة الثورة وحرفها عن مسارها الوطني الديموقراطي واجهاضها ودفعها نحو ممرات قاتلة لعقد الصفقة عبر الوسطاء العرب والأممين مع الحاكم المستبد على أساس الابقاء على النظام القائم بكل مؤسساته ولاضير بعد ذلك من رحيل الأسد بضمانات تحصنه من الملاحقة والمساءلة وقد كلف – الابراهيمي – الحريص على سلامة النظام العربي الرسمي لتنفيذ المهمة من جانب الدول الكبرى والجامعة العربية واللجنة الرباعية ( المصرية – الايرانية – التركية – السعودية ) ولكن سيبقى القرار النهائي بيد السوريين وارادتهم بتقرير مصيرهم وثورتهم وحراكهم داخل الوطن .
بالرغم من أن تفاعلات الفيلم المسيء مازال في بداياتها الا أن جهات سياسية واعلامية عديدة ومن بينها أوساط النظام السوري والموالين له ومنذ اللحظة الأولى بدأت بتوجيه الأنظار نحو سوريا محاولة منها في توفيرنوع من الصدقية لخطاب نظام الأسد باعتبار مايجري في البلاد ليست ثورة وطنية بل عصابات مسلحة اسلاموية قاعدية أصولية همجية لاتختلف عن جماعات الغوغاء التي قتلت السفير الأمريكي ورفعت أعلام القاعدة السوداء في عواصم ومدن بلدان الربيع العربي التي نجحت في انجاز المرحلة الأولى من الثورات بالاطاحة بنظم الاستبداد ومن ثم محاولة استمالة الغرب والرأي العام الى جانبها خاصة وأن الحدث الأخير وملابساته تزامن مع تحرك نظام الأسد باتجاه مضاعفة التلاعب بورقة المكونات السورية الدينية والمذهبية والقومية الذي يسميها با " الأقليات " .
والسؤال الجوهري الذي تلتقط آذان أصحاب القرار صداه في واشنطن وباقي عواصم الغرب هو ماذا عن تحالفهم الجديد مع جماعات الاسلام السياسي التي تضعها مراكز بحوثهم في خانة – الاسلام المعتدل – وتفضيلها على التيارات الديموقراطية والليبرالية في ثورات الربيع العربي كما ظهر من مواقفهم تجاه تطورات مصر مابعد الثورة وقيام وطبيعة المجلس الوطني السوري بتسلط واضح من جانب الاخوان المسلمين وتسويق منظم الى درجة التواطىء من حكومة تركيا عضو الناتو في تنصيبهم ؟ .
من الضرورة الآن وأكثر من أي وقت مضى أن تتداعى قوى وأطراف الحراك الثوري داخل وطننا من جيش حر وتنسيقيات وهيئات محلية ميدانية لتدارس ماحدث في الأيام الأخيرة واتخاذ الخطوات العملية الاحترازية الاستباقية اللازمة لدرء مخاطر قوى الجهالة والظلامية من الآن والحؤول دون تكرارسابقة مصادرة جماعات الاسلام السياسي لمقدرات " المجلس الوطني السوري " واستغلاله لمآربها في الثورة السورية داخل الوطن والاجماع على ترسيخ وحدة القيادة العسكرية الدفاعية والحراك السلمي الاحتجاجي والعمل سوية مع الخارج لبلوغ تحقيق خطوة أخرى باتجاه ولادة جسم سياسي ديموقراطي يكمل عمل الداخل ويعبر عنه مع العمل مجتمعين في سبيل صيانة الثورة من أية اختراقات آيديولوجية أصولية شمولية وحماية أهدافها النبيلة من أجل الحرية والكرامة والتغيير وتفكيك سلطة الاستبداد واعادة بناء الدولة الديموقراطية السورية التعددية لكل مكوناتها ومن أجلها .
لاشك أن ثورات الربيع ستستمر وتتواصل وستحقق أهدافها بفضل الارادة الشعبية وما يحصل هنا وهناك من محاولات ردات وتشويهات لن تكون الا بمثابة رياح " الخماسين " التي تهب على مدار السنة حتى في أيام الربيع آتية من الصحاري القاحلة الجرداء .





#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أزمة الداخل الكردي السوري وسبل الحل ...
- في أزمة الداخل الكردي السوري وسبل الحل ...
- ومتى كانت سوريا لكل مكوناتها ؟
- - الآبوجية - في مواجهة كرد سوريا
- ماالجدوى من حكومة المنفى
- وداعا - للمعارضات - الداخلية والخارجية
- في المعارضة والموالاة
- نحو تحالف وطني سوري جديد
- قضية للنقاش – 40 الكرد والجيش الحر
- من طبائع - المنظومة الأمنية السورية - ميشال سماحة الضحية وال ...
- في المشهد الكردي السوري- المرتبك -
- الى بقايا - المجلس الوطني السوري -
- سيبقى الخامس من آب نجمة هادية في سماء حركتنا
- الثورة السورية مستمرة
- هل يحمي - الكيماوي - النظام من السقوط
- حول مصير جماعات النظام
- الانهيار القريب
- من المستفيد من اختطاف - أبو عادل -
- كيف السبيل لوحدة الصف الكردي
- آن الأوان لتجديد الثورة الوطنية السورية


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - صلاح بدرالدين - ثورات الربيع ورياح - الخماسين -