أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف حول المنتدى الاجتماعي العالمي، ودور الحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي. - شريف الغرينى - مرض نقص الأمال المفرط














المزيد.....

مرض نقص الأمال المفرط


شريف الغرينى

الحوار المتمدن-العدد: 3867 - 2012 / 10 / 1 - 19:01
المحور: ملف حول المنتدى الاجتماعي العالمي، ودور الحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي.
    


كان الإحتلال الغربى على مدار عقود من القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، يدير الإقتصاد العالمى ويمتص دم الشعوب من خلال التجارة القسرية تحت دوى طلقات المدافع ، ولكن الأمر تغير تكتيكيا بعد إنتهاء الحرب العالمية ، بعد أن هيمنت أمريكا عسكريا على العالم وغابت الشمس عن إمبراطورية الإنجليز بينما سطعت فى الولايات المتحدة الامريكية وتحديدا فى بريتون وودز – نيوهامبشير حيث اجتمع ممثلوا 44 دولة فى فندق مونت واشنطن للتوقيع على اتفاقية معدة سلفا بين الحلفاء المنتصرين ، خرجوا بعدها للعالم بوعد بالخير والوفرة من خلال إنشاء البنك الدولى لمشاركة الدول الفقيرة ومساعدتها فى مشاريع التنمية من خلال المساهمة فى المشاريع القومية، وكذلك الإعلان عن إنشاء صندوق النقد الدولى لمساعدة الدول الأعضاء على تغطية عجز موازناتها، ولا يفوتنا أن نقول أن أغلب الموقعين كانوا دولا تحت الإحتلال ذهبت لتوقع ما يملى عليها ، فى النهاية خرجوا للعالم بالدولار بعد أن أصبح وحده غطاء للعملات والمقياس بدلا من الذهب وكانت تلك الخطوة المهمة أولى خطوات العولمة التى كانت تدشن نوعا جديدا من الإستعمار الذى أصبح يحمل إسم العالم الحر.
منذ نهاية الخمسينات إتجهت أمريكا إلى رسملة إقتصاد العالم وتحويل أكبر قدر من الدول إلى سوق جديدة لها وقد نجحوا فى إسقاط الشيوعية والإشتراكية فى كثير من البلدان وانتهوا بإسقاطها فى منشئها فى موسكو ليسقط العالم كله فى منظومة ثلاثية : أسواق تجمع الدولار ، وأسواق تنفق الدولار، وأسواق تقوم بإدارة هذا الدولار؛ فالصين واليابان وأوروبا ودول الخليج تجمع الدولارات و فقراء العالم فى أسيا و أفريقيا والشرق الاوسط وامريكا اللاتينية يسعون وراء الدولارات لتغطية حاجاتهم الغير مشبعة فى مقابل مورادهم الطبيعية ومواقفهم السياسية ،بينما تقوم أمريكا بإدارة هذه الدولارات بإعتبار أنها صاحبة البنك المركزى المصدر لهذه العملة ، وهكذا أصبحنا ندور جميعا فى فلك FRB) ) البنك المكزى الأمريكى و القائد الحقيقى للنظام الإقتصادى العالمى، و ذلك لأنه بطبيعة الحال تعود كل الدولارات فى النهاية فى أحد دوراتها إلى بنوك الولايات المتحدة ليتولى البنك المركزى وضع لوائح وتنظيم قواعد القرض والاستثمار للوكلاء الحكوميين ومنهم إلى البنوك التجارية وبنوك الإستثمار التى تمنح وتمول الأخرين ؛ هذا النظام مصمم ليجمع الثروات المحمولة على أجنحة الدولارات ويضعها فى يد حفنة من الرجال، علما بأن هذا النظام لم يستفد منه سوى 15% من البشر ، و حتى هذا الرقم أخذ فى التناقص بينما أكثر من ثلثى شعوب العالم يبيتون مكشوفين للضربات الإقتصادية الناجمة عادة عن مغامرات القلة المستغلة التى تملك حق المغامرة والمقامرة بمستقبل الشعوب ، التى وحدها تتحمل كل تبعات الكوارث الإقتصادية و التى لولا نظام العولمة أو الليبرالية الجديدة ما امتد تأثير أى مشكلة إقتصادية ليصيب من لا ذنب له من سكان الكوكب التعساء؛ وبالتالى بات مهما أن يفهم العالم أن مهمة البنك الدولى وصندوق النقد لم ولن يكون من أجل رفاه العالم ولكنها للتحكم وتوجيه اقتصاديات الدول ناحية مزيد من اليبرالية الجديدة حتى بعد أن تحول النظام النقدى العالمى فى مطلع السبعينات من نظام بريتون وودز الذى تقوده الحكومات ، إلى النظام النقدى العالمى الذى تقوده الأسواق والذى كا من خصائصه تدويل السندات والأسهم عقب انتشار مبدأ اللبرلة المحلية لتنقلات رؤوس الأموال ، حتى أن الخبيران الإقتصاديان بول هيرست وجراهام طومسون وصفا العولمة فى كتابهم تمحيص العولمة (GLOBLAIZATION IN QUESTION) بأنها "مرض نقص الامال المفرط" مؤكدا على أنها فرضية غبية وأنها تجربة ستسقط فى النهاية و قد أكدا فى نفس الكتاب على كراهية مؤسسى هذا النظام وغلاته من منظرى الليبرالية الجديدة لفكرة القومية ، و مع أنهم كانت قد واجهتهم صعوبة جمة مع دول الرفاه والدول ذات القوميات القوية مثل دول أوروبا وكذا الدول ذات الإقتصاديات القوية التى لم يمنعها الرفاة و الوحدة وقوة الثقافة عن السقوط فى فخ العولمة ولكن هذه المرة بحجة أن الأخيرة ستتيح لهم التمدد اقتصاديا فى العالم بحكم قدراتهم الإنتاجيةالهائلة ، ولكن تقلبات ومراوغات فخ العولمة جعلتهم يسيرون بشكل مواز لعولمة الدولار مربوطين به بقوة من أحد أطرافه، حتى أن هذه الدول ارتضت تحت وقع إغراء العوملة أن تسقط جزء من قومياتهم ووحدوا عملتهم فى عملة واحدة "الاورو" ظنا منه أانهم قفزوا للامام بنظام جيد بعيدا عن النظام الذى تريده أمريكا ومع ذلك وصلت منطقة اليورو لقمة الأزمة وكادوا أن ينهاروا انهيارا جماعيا على أصداء أزمة الرهن العقارى التى إجتاحت الولايات المتحدة لولا ما كان لديهم من تراكمات رأسمالية ، و يبقى السؤال هل وصلنا لمرحلة أن العولمة أصبحت فريضة على البشر جميعا ، وأنها المستقبل الاوحد لهذا الكوكب؛ بعد أن أدركنا ولمسنا النتائح الكارثية على الدول والشعوب ؟ ! وكيف أنها ترسخ لإستغلال القلة الغنية للكثرة الفقيرة وكيف أنها تعمل على الإفقار المستمر للسواد الأعظم من سكان هذا الكوكب.



#شريف_الغرينى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصريين وقاعدة الإمتثال
- القىء الجماعى فى مصر
- العبور الثقافى .. من أجل عالم أفضل
- من أجل نسيج وطنى واحد
- ذهب هبة رؤوف وسيف العولمة


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف حول المنتدى الاجتماعي العالمي، ودور الحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي. - شريف الغرينى - مرض نقص الأمال المفرط