أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شريف الغرينى - المصريين وقاعدة الإمتثال














المزيد.....

المصريين وقاعدة الإمتثال


شريف الغرينى

الحوار المتمدن-العدد: 3860 - 2012 / 9 / 24 - 02:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التاريخ يقول أن المصريين ساهموا فى بناء بلادهم بالإمتثال ، ولا أقصد السخرة أو أن المصريين كانوا شعبا يتصرف بدافع الخوف لأن الخائف لا يبنى أمجادا كتلك التى بناها المصريين قديما أوحديثا ولا يقدم إبداعات أو فنون وعلوم وادب كما قدم المصريين ؛ ولكن قراءة التاريخ تؤكد أن كل ذلك اقترن بقاعدة الإمتثال لأنه عندما امتثل للقدرات الأسطورية فى عصر الخرافات و الاساطير بنى حضارة ، وعندما امتثل للقدرة الغيبية فى عصر التيه والضياع بنى حضارة ، وأخيرا عندما امتثل للقدرة الإلهية فى عصر الإيمان بنى حضارة ..ولذلك لا يجب أن نتعامل مع المصريين على أنهم أغبياء يتبعون مالا يعلمون بانحيازهم للتيارات الدينية أو أنهم يتصرفون بعاطفة غيبتهم عن إدراك أثر الدين السياسى فى الوضع المعاصر للبلاد ومدى خطورة هذه الورقة على طاولة السياسة الدولية التى ستلقى بظلالها على مستقبلهم ، ولا يجب أيضا أن نلقى باللائمة على هذا الشعب لانه متسق مع ذاته ولا يجب أن نطلب منه أن يتلون كما يتلون بعض المثقفون بحسب لون غلاف الكتاب الذى يتصفحونه ، فالمصرى جندى يخلص ويمتثل إذا آمن ، وإيمان المصرى قد يتلخص فى تجنيده لذاته عند اتباعه لقائد عظيم ، وغياب هذا القائد الملهم القادر على تغيير الواقع ، يدفع المواطنن المصرى مرة أخرى إلى البحث عن قيادة عقدية ومرجعية إيمانية لأنه بدون هذا أو ذاك يتوه ويرفض الإمتثال الذى كان ومازال الأداة السحرية والأكثر مضاء وفعالية للمصريين ، والحقيقة ان الساحة المصرية خالية من ذلك القائد ، لذلك برز الدين السياسى ليحل المشكلة النفسية للشعب المصرى ولو نظرنا إلى من يتجرون بالدين فى أسواق السياسة لوجدناهم الأقل كاريزا و الأقل مقدرة على القيادة ، ولكنهم ربما سينجحون فى قيادة هذا الشعب إلى حيث لا نعلم ، لانهم أوجدوا للمصرى المعادل النفسى الذى يناسب قاعدة الإمتثال المتوارثة لديه، وهنا تبرز مشكلة أخرى وهى أن المثقف الذى شرب من أنهار الأخرين سواء كان يساريا او يمينيا مازال يعب من الأفكار التى مازالت بعيدة عن رؤية البسطاء ، و يخاطب المصريين بلغة لا تنبع من منطلقاتهم ولا تعى قاعدة الإمتثال تلك بل و تتعالى عليهم أحيانا وتسفه قيمهم التى تحتاج للمراجعة الذكية وأحيانا تتهمهم بالغباء والتخلف والشعوذة ، وهذا الإنفعال لن يؤدى بنا للخروج من هذا النفق الضيق، لذلك يجب على المثقف أن يكون مرنا، فإما أن يبحث عن قائد مثقف كاريزمى يسوق له ويصنع له حملة تخاطب عند البسطاء ذلك الحس الإسطورى البطولى حتى يلتف حوله هذا الشعب العاشق للإمتثال، أو أن يدخل مباشرة مع الناس فى حوارات تفند وتناقش ما لديهم من افكار دينية مختلطة من منطق عاقل عادل مستندة على مالديهم من ثوابت دينيةعلى أن تهدف تلك الحوارات المباشرة إلى طرد الشوائب الصحراوية التى علقت بدين المسلمين عامة و بالثوب المصرى خاصة



#شريف_الغرينى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القىء الجماعى فى مصر
- العبور الثقافى .. من أجل عالم أفضل
- من أجل نسيج وطنى واحد
- ذهب هبة رؤوف وسيف العولمة


المزيد.....




- مصادر إيرانية: المرشد الأعلى علي خامنئي يسمي 3 شخصيات لخلافت ...
- طريقة تثبيت قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعرب سات ...
- وردة المسيح الصغيرة: من هي القديسة تريز الطفل يسوع وما سر -ا ...
- سلي طفلك تحت التكييف..خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة 2025 ...
- فوق السلطة: شيخ عقل يخطئ في القرآن بينما تؤذن مسيحية لبنانية ...
- شيخ الأزهر يدين العدوان على إيران ويحذر من مؤامرة نشر الفوضى ...
- مسيرة مليونية في السبعين باليمن للتضامن مع غزة والجمهورية ال ...
- إسرائيل تعرقل صلاة الجمعة بالأقصى وتمنعها في المسجد الإبراهي ...
- أوقاف الخليل: إسرائيل تمنع الصلاة بالمسجد الإبراهيمي لليوم ا ...
- من -مشروع أجاكس- إلى -الثورة الإسلامية-.. نظرة على جهود أمري ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شريف الغرينى - المصريين وقاعدة الإمتثال