|
كرة ... يا عالم
حشاني رابح
الحوار المتمدن-العدد: 3863 - 2012 / 9 / 27 - 10:47
المحور:
الصحافة والاعلام
بات العالم يتكلم لغة واحدة ، وهي لغة الكرة المطاطية ، لغة وحدت شعوب الكون وفرقتهم في نفس الوقت ، فمن هب ودب يصف ويحلل لاعبيه ورياضة بلاده ، ويشجع كرة القدم وممارسة فن الرياضة التي تعطي بعد ثقافي لجسد الرياضي المفروض على مجتمعاتنا العربية الأصيلة ، ونرى التعري من الأخلاق والروح الرياضية بشكل عادي وملموس في كل مقابلة رياضية عربية . سارعت بعض الأطراف المتعطشة للبلطجة أثناء المباريات تخصيص بلطجية ومشجعين اللذين يستثمرون في العنف البلطجة ،و يتسابق فيها الشباب من أجل الفوز بالمباراة ، تارة بالاستفزازات ، وتارة أخرى بالضرب والتعدي على اللاعبين المنافسين ، فلا ربما تخصص فئة من المجرمين ويتم اختيارهم حسب درجة الإجرام . رغم وحدة المجتمع العربي بجميع أديانه وطياته ، تسللت بعض الأيادي الأجنبية المهتمة بالاستثمار في مجال الشباب والرياضة ، و بمباركة هذه الأطراف المتعطشة للعنف ، نظمت مخططات خفية من أجل تشتيت الشعوب العربية عبر مقابلات رياضية للكرة الهوائية ، فراح الشباب يتسابق على البلطجة والعنف وبدون تفكير في هذا المجال المتعفن ، والترشح على هذا اللقب المخزي والمميز عن الألقاب الأخرى ، فكل واحد منهم يتفنن في عرض بلطجيته وقدرة جسده أمام منافسه الرياضي ، من أجل كسب الشهرة والمجد والتباهي أمام الملأ ، وبعد نهاية المقابلة يجسدون عنفهم وكراهيتهم ضد اللاعبين والأنصار من بني جلدتهم ، يتبادلون الضرب والشتم أمام كاميرات العالم ، فلم تقتصر هذه المبادرة على المشجعين والأنصار ، فانتقلت العدوى إلى ماهو أعظم ، إلى اللاعبين الرياضيين اتجاه منافسيهم على التأهل ، بالأمس بين المنتخب المصري والمنتخب الجزائري ، وكما حصل اليوم بين المنتخب الجزائري والمنتخب الليبي المشحون من طرف أيادي خفية . ظلت ولا تزال تظل هذه الفئات الخفية تبحث عن الدم العربي ، و تبرز عداوته أمام الكون ، قصد ترويج لفكرة ومصطلح قديم "العرب همجيون ، و تمهيدا لحروب العرب بين بعضهم البعض ، ولا يزال الجمهور العربي المسكين يشاهد العنف ليلا ونهارا ، وحتى الصحف التي بدورها تنير المجتمع وتحارب مثل هذا الفساد بأنواعه ، فلم تجد نفسها اٍلا للإعلان عن عرض ما ، وانحازت إلى هذا العفن ، أحيانا بالدعاية والترويج للمقابلات والمباريات وأحيانا أخرى بالشحن النفسي لأهم وأبرز نقاط هذا المجال . دخلت هذه اللغة الموحدة دفعة واحدة إلى البيوت العائلية العربية ، بدون تعب أو تأشيرة ولا حتى جواز سفر ، وأسفر عن هذا التداول العائلي ودردشة عميقة بين الجمهور والشباب ، فسحروا عقولهم وعروا مشاعرهم في الشوارع بالشحن وأبعدوهم عن قيمهم بنوع من الشذوذ الرياضي ، فتعرى المجتمع من أخلاقه وداست العائلات عن أخلاقها وضيعت فكرها المستنير ، وباتت تحلم و تصفق وتشجع الكرة المطاطية الهوائية ، والغل والكراهية يتخللا نفوسهم الضعيفة ، بدلا من الأخلاق الباطنية وروح المنافسة بعيدا عن العنف اللفظي والجسدي ، الذي عم الملاعب الرياضية .
#حشاني_رابح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الموت السياسي
-
ازمة انسانية
-
من ينقذ الحكومات العربية من نفسها ؟
-
التمثيلية
-
امر عجيب
-
اللمة وحريم القرية
المزيد.....
-
وزير الدفاع الإسرائيلي ردا على تصريحات بايدن: لا يمكن إخضاعن
...
-
مطالبات بالتحقيق في واقعة الجدة نايفة
-
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينتج برامج تلفزيونية ناجحة في ال
...
-
سويسرا: الحوار بدل القمع... الجامعات تتخذ نهجًا مختلفًا في ا
...
-
ردًا على بايدن وفي رسالة إلى -الأعداء والأصدقاء-.. غالانت: س
...
-
ألمانيا ـ تنديد بدعم أساتذة محاضرين لاحتجاجات طلابية ضد حرب
...
-
-كتائب القسام- تعلن استهداف قوة هندسية إسرائيلية في رفح (فيد
...
-
موسكو: مسار واشنطن والغرب التصعيدي يدفع روسيا لتعزيز قدراتها
...
-
مخاطر تناول الأطعمة النيئة وغير المطبوخة جيدا
-
بوتين: نعمل لمنع وقوع صدام عالمي
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|