أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال مقبل الهيتي - رواية أنجلينا الجزء الثاني















المزيد.....



رواية أنجلينا الجزء الثاني


بلال مقبل الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3859 - 2012 / 9 / 23 - 01:44
المحور: الادب والفن
    


بسم الله الرحمن الرحيم
أنجلينا الجزء الثاني
رواية
بقلم


المقدَّمة
لم أكتب أحداث هذه الرواية من نسج الخيال ولا حقيقة الواقع وإنَّما من وحي الأحلام التي أراها في منامي. أريد التنبيه إلى شيء مهم.في حالة وجود تعارض في أحداث هذه الرواية مع أي دين من الأديان فإنَّ الدين هو الصحيح وأحداث هذه الرواية مجرد أحلام. أتمنى أن تدخل الفرح والسرور على قلب من يقرأها.







بلال مقبل الهيتي















الفصل الأوَّل
(بداية جديدة)
عندما قابل جاك سوزي ضنَّ أنه وجد أنجلينا حبيبته بدءا يتقابلا معا منذ المرحلة الأولى في الكليّة التي يدرس فيها. حتى أصبحت بينهم علاقة حب لكنَّه كان بعامل سوزي على أنها أنجلينا أو إنهما شخصية واحدة وكان كثيرا ما يتوهّم ويخلط بين الأسمين فيناديها بأنجلينا وأول مرَّة حدث هذا الخلط في أول موعد بينهما عندما دعاها إلى تناول العشاء في مطعم صغير وجميل يلتقي فيه العشاق وبعد أن أنهيا تناول الطعام قال:
- هل أعجبك العشاء أنجلينا؟
تلفتت سوزي يمينا ويسارا وقالت:
- هل تتكلَّم معي ؟
- نعم أنا أناديكِ
- من هي انجلينا؟
- هل لفضت اسم انجلينا؟
- نعم لقد فعلت. من تكون هذه المدعوَّة انجلينا؟
تلعثم جاك في كلامه وقال:
- رجاءا حبيبتي أنا كثيرا ما أخلط بين الأسماء أرجو أن تسامحيني.
- حسنا لا عليك عزيزي.
تطورت العلاقة بين الاثنين وأصبحت علاقة حب متينة وكان جاك كثيرا ما ينام في الشقّة التي تملكها سوزي.
لم يترك جاك عادته في الخلط بين الأسمين خاصة عندما يسهو أو لم يكن مركّز بصورة جيدة. كان ذلك يثير حفيظة سوزي. في أحد المرّات وبينما هو جالس في شقّتها ويقرأ أحد كتبه نادي عليها قائلا:
- حبي أريد فنجان قهوة
- أنا آتية بالفنجان إليك.
كانت عينيْ جاك مركزة في الكتاب وعندما وصلت سوزي إليه وضعت الفنجان أمامه وقالت:
- تفضل حبيبي القهوة
- شكرا أنجلينا
- اسمي هو سوزي ولست أنجلينا.
قالتها بشيء من الغضب وذهبت وهي مستاءة إلى غرفة النوم. انتبه جاك لما فعل ووضع الكتاب جانبا ولحق بها إلى الغرفة. كانت جالسة على السرير والدمع يفيض من عينها.قال:
- سوزي أعتذر منك لقد جرحت مشاعرك عن دون قصد.
- من تكون هذه المرأة التي لا تتوقف عن مناداتي باسمها. بدأت أشعر أنك تحبها أكثر مني حتى في منامك تتحدث إليها وتنادي باسمها.
- حبيبتي صدّقيني إنه مجرد خلط بين الأسماء ولا يوجد احد غيرك أنتي حبي القديم والحاضر والمستقبل.
- ألست تكذب عليّ؟
- أتعرفين عني الكذب ؟
- كـــلا
- قد تكونين في هذه الحياة سوزي وفي حياة ماضية أنجلينا وفي حياة مستقبلية (فلورا).
حاولت الكلام لكنه وضع يده على فمها ثمَّ انحنى وبدأ يقبّلها من فمها وخديّها حتى بادلته القُبلة ثمَّ ناما على السرير ومارسا الحب معا.
بينما هو نائم زارته انجلينا في منامه وقالت له:
- حبيبي احذر إذا لم تنتبه إلى كلامك قد تخسر سوزي وأنا اعلم مدى حبك لها للشبه الكبير بيننا
- كـلا حبيبتي أنا أحبّها فعلا لكن أعتبركما شخصا واحد.
- أنا وسوزي شخصان مختلفان في الزمان والمكان
- لا يهمّنِ ذلك. لا أستطيع نسيانك ورقصاتك معي وتلك القبلة التي طبعتها على شفتي عند النافورة ولا ذلك المنظر الجميل عندما سقطت أشعة الشمس على وجهك.في الوقت نفسه أنا أحب سوزي كثيرا أنتما الاثنان في ناظريَّ واحد.
- لا استطيع مجاراتك أنت مقنع وأريد أن أخبرك شيئا لا يوجد لشخص أكثر من حياة.
- ماذا تقصدين ؟
- كل شخص يعيش حياة واحدة في الدنيا وبعد مماته ينتقل إلى حياة أخرى. ليس كما قلت لسوزي قد تكونين في الحياة سوزي وفي حياة ماضية اسم آخر وفي حياة مستقبلية اسم آخر. الشخص يعيش مرّة واحدة فقط.
- لا يهم ما تقولين فأنا أعيش حياتي مع سوزي وإذا متُّ سأكون معك يا لي من شخص محظوظ.
- حسنا جاك هناك شيء أريد إخبارك به. هنا شخص أعمى سيركب معك في الحافلة الذاهب بها إلى الكلية غدا. سيحاول أحد السارقين أخذ محفظته عليك مساعدته.
- حسنا حبيبتي.
كانت أنجلينا كثيرا ما تزور جاك في المنام وغالبا ما تقوم بتحذيره من أشياء مستقبلية تضر به أو أحد الأشخاص حوله.و إنه قليلا ما يستعمل موهبته في تحريك الأشياء عن بعد إلا في حالة مساعدة أحد أو دفع الخطر عن نفسه وكان يعيش حياة طبيعية جدا.

حاول جاك أكثر من مرَّة إخبار سوزي عن حقيقة أنجلينا لكنه كان خائفا من عدم تصديقها له لكونها قصّة غريبة وتخرج عن حدود المألوف.
في الصباح نزل جاك من الشقّة وركب في الحافلة من الباب الأمامي ويمشي ويتفقد الركّاب بعينيه إلى أن وجد رجل ضرير فجلس في المقعد الذي خلفه بدأت الحافلة بالحركة وبدأ الركاب يصعدون إليها من كل محطة يقف فيها حتى امتلأت المقاعد وبدأ الركّاب بالوقوف في وسطها. فجأة وإذا برجل واقف يحاول أن يمد يده في الجيب العلوي للرجل الضرير. استخدم جاك موهبته وعندما ادخل السارق يده في الجيب وامسك محفظة الرجل الضرير علقت يداه في الجيب حاول السارق إخراجها لكنها لا تخرج بتأثير قوة جاك حتى انتبه الرجل الضرير وبدا يصيح ويستغيث بالموجودين ويقول:
- سارق يحاول أن يسرقني. أمسك الضرير بيد السارق.
انتبه الموجودون في الحافلة على الرجل الضرير والسارق فأمسكوا بالسارق. حاولوا سحبه لكن يداه لا تزال عالقة وبسرعة امتنع جاك عن النظر إلى يد السارق فسحبه الركّاب وابرحوه ضربا.وقفت الحافلة وسلّم سائقها السارق على أحد سيّارات الشرطة ثمّ مضوا في طريقهم إلى أن وصلت الحافلة إلى محطّة جاك فنزل منها وعند مروره بالرجل الضرير قال له الضرير:
- شكرا سيّدي على مساعدتك لي.
تعجّب جاك كيف عرف الرجل الضرير انّه من ساعده. لم يتفوه بأي كلمة والتفت إلى الرجل الضرير وهزَّ برأسه وابتسم. ترجل من الحافلة وذهب إلى كليّته.

كان جاك على اتصال مع أصدقائه الذين كانوا معه في قصر انجلينا وهما (موركن) و (جون). كانوا يلتقون من فترة إلى أخرى حتى إنه عرَّفهما بحبيبته سوزي. قبل أن يحدث ذلك قال لهما:
- اسمعاني جيدا إنّ سوزي تشبه أنجلينا التي أنقذناها في القصر لا أريدكما أن تشعروها بذلك وعليكما أن تحافظا على الهدوء ولا ترتبكا عند رؤيتها.
- هل ما تقوله صحيح!
- نعم . حذارِ من أن تخلطا بين الاسمين.
- حسنا لا تقلق لذلك.
ذهبا معه إلى شقّة سوزي والتزما بما قاله ولم يقوما بأي عمل أو قول من ِشأنه يلفت انتباه سوزي سوى نظر الواحد إلى الأخر بتعجب على الشبه الكبير بينها وبين أنجلينا.
أصبحت العلاقة بينهم حميمة وكانوا يلتقون كلما استطاعوا ذلك رغم فارق السن بينهما وبين جاك. و يتحدّثون فيما بينهم عن الرجل المضحك صاحب النظّارات وكيف أنّهم نسوا أن يعرفوا اسمه وضلَّ غامض بالنسبة لهم ولا يعرفون شيئا عنه إلا أن شاءت الصدفة ذلك. كان جاك يتسوق من أحد المراكز التجارية سمع صوت ليس غريبا عليه نظر من خلال البضائع وإذا بالشخص المضحك مع امرأة تحمل طفلا صغيرا بيدها وآخر يمشي بالقرب منهما. صرخ جاك:
- هيــــــــــــــــ أنت يا صديقي القديم.
نظر الرجل صاحب النظّارات لكن الغريب إنه تصنَّع عدم معرفته والتفت إلى الجهة الأخرى واقتاد ولده الصغير ومشى!
ذهب جاك خلفه مسرعا وعندما وصل إليه نغزه بأصبع يده وقال:
- يا صاحب النظارات ألم تتعرف إلي؟
التفت الرجل إليه وقال:
- اوووووه جاك ياصديقي العزيز لم أعرفك.
ثمّ ارتمى بحض جاك وهمس في أذنه قائلا:
- أرجوك لا تخبر زوجتي بشيء عمّا حدث في القصر وإلا اعتبرتني غريب الأطوار.
- لن أخبرها ولكن عليَّ معرفة اسمك. قالها همسا
- (جاكسن)
رجع كل واحد منهما إلى الخلف وقال جاكسن:
- أعرِّفك على زوجتي السيدة جاكسن وهذان هما طفليّ.أوه حبيبتي هذا هو صديقي الحميم جاك
- سعدت برؤيتك سيدتي.
- وأنا أيضا.
أخذ جاك يداعب فروه رأس الطفل الصغير بيده وينظر إلى الطفل الذي تحمله السيّدة جاكسن ويقول:
- يا لهما من طفلين جميلين
أجابته السيدة جاكسون
- شكرا سيّد جاك تبدو شخصا ظريفا ومهذبا.
- هذا من ذوقك سيدتي
- لكن زوجي لم يخبرني عنك.
- يبدو إنه نسيَ ذلك
أجاب جاكسن:
- نعم حبيبتي نسيت أن أخبرك عنه.
كان جاكسن ينظر إلى زوجته عندما تتحدث مع جاك ويبتسم وتظهر أسنانه البيضاء ويميل برأسه قليلا ويحرك نظّارته بأنفه بغرابة وبصورة مضحكة ومرتبك بعض الشيء وعلى ما يبدو أنَّ السيّد جاكسون يحسب لزوجته ألف حساب.
قال جاك:
- حسنا يا صديقي القديم إني التقي بموركن وجون ونحن دائما ما نتكلَّم عنك ومشتاقون إليك.أعطني رقم هاتفك وعنوانك حتى نجتمع سويَّتاً.
نظر جاكسن لزوجته وتلعثم في الكلام إلى أن أشّرت إليه برأسها بالموافقة فقام بإعطاء رقم هاتفه الجوّال وعنوان بيته إلى جاك وكذلك أعطاه جاك رقم الهاتف وعنوان شقّة سوزي ثمَّ ودّعا بعضهم وذهبا كلا إلى حال سبيله.

أخبر جاك أصدقائه بما حصل و أعطاهما رقم الهاتف والعنوان واتصلا به والتقوا جميعهم و زوجاتهم في بيت جاكسن وكانت ليلة جميلة تعرّفت الزوجات وسوزي بعضهم إلى بعض وكان كلُّ شيئ على ما يرام وقد حذّر جاك وجون و موركن جاكسن من الشبه الكبير بين سوزي وانجيلنا. التزم جاكسن بما قيل له بصعوبة كبيرة.























الفصل الثاني
(تحذير وحقيقة)
ظهرت (ماغي) الساحرة وهي مقيدة بالسلاسل في يديها ورجليها وتقف بالقرب من النافورة التي سقط فيها جاك وأمامها كرسي حجري على ظهره بعض النقوش الغريبة وامام الكرسي مرآة كبيرة ويجلس عليه شخص لا يظهر انعكاسه في المرآة وكل ما يظهر منه قرنان يعلوان حافّة الكرسي من الأعلى ويد يكسوها شعرٌ كثيف تبدوا للعيان كأنه جلد حيوان وفي نهاية كل أصبع من يده مخلب طويل مقزز الشكل. تكلّم مع ماغي قائلا :
- ماغي أريدك في مهمة وسوف أفكُّ أسرك.
- بكل سرور سيدي
- أنظري إلى المرآة
ظهر في المرآة جاك وسوزي وهما يتناولان طعام الفطور. قالت ماغي بغضب:
- إنها أنجلينا ومنقذها دعني سيّدي سأقتلهما جميعا سأقتلهما سأقتلهما
دقَّ الشخص الجاس على الكرسي بسبّابته على مسند الكرسي. رجعت ماغي بسرعة وارتطمت بأعلى النافورة بقوة والتصق جسدها بها.قال :
- أيتها الغبية لا تتحدثي قبل أن تسمعي ما أريد
- آسفة سيّدي دعني أرجوك .
- ليس قبل أن تسمعي ما أريد ونتفق.
أنهى جاك امتحانات المرحلة الأخيرة وهو بانتظار النتائج وبينما هو نائم احد الليالي لدى سوزي و إذا بانجلينا تزوره في المنام قالت له:
- جاك حبيبي لديَّ شيئا يجب أن أخبرك به
- تكلَّمي حبيبتي
- احذر من ماغي الساحرة إنّها حرة طليقة وتريد الانتقام منك.
- لكنّها اختفت هي والنافورة القديمة وكذلك قصركم المسحور ولم يعد لهم وجود.
- كلا حبيبي ماغي لم ولن تموت
- ماذا تقصدين؟
- لقد تعاقدت مع الشيطان وعندما كشفت سرّها وأنقذتنا من القصر المسحور عاقبها الشيطان وحبسها لديه هذه المدّة. أما الآن فقد أطلق سراحها وهي تنتقل من جسد إلى آخر وتنفذ رغباته.
- لقد مضى على تلك القصّة أربعة سنوات
- أنا اعرف ماغي جيدا إنها حقودة وتريد الانتقام.
- ماذا تقترحين ان افعل؟
- عليك أن تخبر سوزي ووالديك وأصدقائك بالأمر.
- لكن سوزي ووالدي لم أطلعهم بالأمر وأخاف من عدم تصديقهم لما أقول.
- سأخبرك بشيء مفرح.إنك ناجح ومتفوق بجميع الدروس وسوف تظهر النتائج بعد يومين.
- حقا ما تقولي!
- نعم.سوف يدعوكم العم ستيوارت إلى حفلة صغيرة في فندقه بهذه المناسبة سوف يحضر الجميع. اخبرهم بما حصل في القصر وسيشهد لك أصدقائك ثمّ حذرهم بما حذّرتُك منه.
- حسنا سأفعل ذلك.
ظهرت النتائج ونجح جال بتفوق كما أخبرته أنجلينا وحضر والداه وسوزي وأصدقائه وعمه ستيوارت حفلة التخرج وفعلا دعاهم العم ستيوارت إلى حفلة صغيرة في فندقه بهذه المناسبة وحضر الجميع حفلة جاك في الفندق. قبل انتهاء الحفلة قال جاك لهم :
- اسمعوني جميعا أريد أن أخبركم بأمر مهم.
ثمّ قصّ عليهم ما حصل بالقصر المسحور بالتفصيل. كان الحضور يتلفتون أحدهم إلى الآخر ويقولوا:
- هل جاك مسحور
قال جاك:
- لا تنظروا إليّ بهذا الشكل.
ثم قام بالنظر إلى الطاولات والكراسي. بدأ يحركها من مكان إلى آخر بقوة بصره.
الجميع مذهولون.قالت والدته:
- ما يقوله ولدي صحيح لقد كانت تحدث أمور غريبة وهو صغير ومنها تحريك الأشياء دون أن يلمسها احد.
وقصّت عليهم حادثة طفل الجيران الذي ضرب كلب جاك.
قال جون:
- ما يقوله صحيح ونحن نشهد على ذلك لقد كنا معه.
تكلَّم العم ستيوات:
- ما زلت أذكر أول يوم له في المدينة عندّما تغيب حتى المساء وقلقت عليه وعندما أتى كانت حالته مزرية وعندما دخلت عليه وهو نائم أمسك بيدي وأخذ يردد اسم انجلينا.

لم تنطق سوزي وزوجات أصدقائه أي كلمة عدا السيّدة جاكسن التي كانت تنظر إلى زوجها باستهجان واستغراب حتى قال لها:
- لماذا تنظرين إليَّ بهذا الشكل؟
- لقد أخفيت عني الأمر
- خفت أن تستخفي بي
- حسنا سنتكلّم عندما نعود إلى البيت.
- حبيبتي لقد أنقذت الفتيات مع جاك.
أخذ ينظر إلى جون وموركن ويغمز لهما وهما ينظران أحدهما إلى الآخر ويضحكا.
قال والد جاك:
- لماذا تخبرنا الآن وقد أخفيته عنّا كل تلك السنين؟
- أنجلينا أخبرتني بذلك في المنام وهي كثيرا ما تزورني وتنبئني بأشياء مستقبلية وتحدث فعلا. هي طلبت مني أن أخبركم بالأمر
قالت سوزي:
- لماذا طلبت ذلك؟ قالتها وكانت نبرة صوتها تنم عن عدم الرضا والغيرة في آن واحد
قال جاك:
- ماغي الساحرة تريد الانتقام منّا ولكي نتوخ الحذر
قالت السيّدة جون:
- ماذا نفعل؟ لقد أخفتمونا.
قالت الزوجات جميعهنَّ:
- نعم ماذا نفعل؟
قال جاك:
- لا تفزعوا إذا شاهدتم شيئا غريبا أو غير معتاد. أخبروني بالامر وسوف نرى ماذا نفعل حينها.
بدأ جاك يطمئنهم من إنه مجرّد أخذ الحيطة والحذر لا غير. ذهب الجميع إلى منازلهم وبقى والديه مع العم ستيوارت وذهب هو وسوزي إلى شقتها وعندما وصلا .............
ذهبت سوزي مباشرة إلى غرفة النوم لحقها جاك وأخذت تنزع ملابسها بسرعة وتضعها في دولابها بقوة وعصبية وعلى ما يبدو أنها مستاءة من معرفتها للحقيقة.فهم جاك ذلك وبدأ ينزع ملابسه وعندما انتهيا قالت:
- عرفت الآن سبب مناداتك لي بانجلينا
- سوزي أرجوك. حاولت إخبارك لكن خفت من عدم تصديقك لي لان هذه القصة غير طبيعية وتخرج عن حدود المألوف
- وإخفاء قوتك البصرية هل خارج حدود الطبيعة؟
- كلا لكني قررت عدم استعمالها.
- لقد أحرجتني في الحفلة.كل أصدقائك يعلمون بالامر وأنا أعتبر نفسي أقرب شخص إليك ولا أعلم.
- اعتذر حبيبتي متأسف جدا اعترف أني كنت مخطأ وكان عليَّ إخبارك.
لم تتفوه سوزي بأي كلمة وذهبت إلى الحمام ووقفت تحت الدش وفتحت الماء وأخذت تفكر بعمق.بقى جاك في غرفة النوم وهو حائر ونادم بعدم إخباره سوزي منذ البداية.
خرجت من الحمام وهي تلف نفسها بالمناشف.ذهبت إلى بارها الصغير وأخذت زجاجة من البراندي وكأسا فارغ واتجهت إلى الصالة وجلست على الأريكة وصبَّت كأسا ووضعت الزجاجة أمامها على الطاولة وارتشفت من الكأس ثمَّ وضعته بين يديها وراحت تبرمه بين راحتيْها وتفكر بصمت.
خرج جاك من الغرفة وشاهد سوزي وهي تشرب ثم اتجه إلى البار وجلب كأسا وجلس إلى جانبها صب فيه البراندي من الزجاجة التي أمامها وارتشف منه وقال:
- متأسف حبيبتي لم أقصد أن أجرح مشاعرك.
- جاك من تحب؟ أنا أم هي؟
تلعثم جاك من سؤالها قالت:
- أريد الحقيقة مهما كانت أرجوك لا تكتم ولا تكذب عليْ.
- هل عرفت عني الكذب؟
- كلا. لكن أخاف من أن تداري مشاعري ولا تتكلم بالصدق
- سأقول لكي حقيقة مشاعري كما هي. عندما سقطتِ على حافة النافورة المسحورة وأنت تركبين الدرّاجة أنا من أسقطك بقواي البصرية لكني لم أتعمد كسر ساقك. لقد أعجبتني منذ أن رأيتك.لكنّي لم أرى وجهك بوضوح تام وعندما حملتك بين ذراعي واستأجرت لكي سيارة الأجرة كان شعرك يغطي وجهك فلم أميزه أيضا. عندما سقطت في النافورة وشاهدت أنجلينا ومنذ النظرة الأولى عرفت أني شاهدت وجهها في مكان ما ولكني لم استطع أن أتذكر أين ومتى حتى أني قلت لها ذلك. لم أدرك الأمر إلا بعد أن جئتني إلى الكلية وقابلتك. هل تذكرين كيف احتضنتك وقبلتك؟
- نعم أتذكر ذلك. لكن لم تجب على سؤالي بوضوح.
- أنا اعتبركما شخصا واحدا أنجلينا هي سوزي وسوزي أنجلينا لقد رايتك أولا وأحببت أنجلينا لأني شعرت أني اعرفها وعندما عدت إلى أرض الواقع ورأيت الشبه بينكما اختلط عليَّ الأمر ولا ادري أيكما أحببت لذلك أعتبركما شخصا واحدا والقدر أكرمني بك بعد أن ذهبت هي.
- إلى هذا الحد أشبهها؟
- نعم نسخة طبق الأصل تقريبا
- أتعرف جاك أنا لا اكره أنجلينا على العكس أنا أشفق عليها وعلى ما عانته وأخواتها لكني أشعر بالغيرة منها لكن بعد هذا الكلام أنا أشعر بالصدق فيه.على العموم أنا من رأيت أولا وأنا من أعيش معك الآن وأعرف أنك تحبني وهذا كافي بالنسبة إلي.
اخذ جاك الكأس من يدي سوزي ووضعه على الطاولة وأخذها إلى غرفة النوم وغلقا الباب.
في الصباح اتصل والده هاتفيا وأخبره بأنه سيذهب وأمه إلى منزلهما لمشاغلهما الكثيرة في البلدة.

بدأ جاك بممارسة مهنة المحاماة كمتدرّب في مكتب احد أساتذته وكان يدعي تشارلز والذي كان يحب جاك لأخلاقه الحميدة ولذكائه في القانون لذلك دعاه للعمل في مكتبة ووافق جاك وبدأ العمل معه بدعاوى الأحوال المدنية كشيء ابتدائي وكالعادة كان يكسب هذه الدعاوى بكل مهارة وذكاء وكان السيد تشارلز يكافئه ويعلمه ويقول له :
- سوف تصبح محامي لامع سيد جاك.
- شكرا سيدي أنا تلميذك في الدراسة و الحياة
- يا لك من سياسي ههههههه

استطاع جاك وسوزي التي كانت تعمل بائعة في أحد المولاة وبعد مرور سنة على عمله كمحامي من شراء بيت صغير يقع في أطراف المدينة التي يقطنوها وكان جميلا وصغيرا وهناك بعض الجيران من حولهم والذين يتشاركون حديقة في الوسط والمنازل من حولها.

بدأ جاك يفكر مليا من الزواج بسوزي وبدأ يعد العدّة لذلك.




















(الفصل الثالث)
(براءة وموت)
ذهب جاك إلى مكتب المحاماة وبينما هو جالس في مكتبه طرقت الباب سكرتيرة السيد (تشارلز) قال:
- تفضلي آنستي
- صباح الخير سيد جاك
- صباح الخير
- السيد تشارلز يستدعيك
- أنا قادم معك
ذهب جاك ودخل غرفة تشارلز وبعد إلقاء التحية قال السيد تشارلز:
- تفضل بالجلوس سيد جاك
- شكرا سيدي لقد أرسلت في طلبي
- نعم لقد انتدبتك المحكمة للدفاع عن المتهمة (جسكه ماكلن) في جريمة قتل ارتكبتها في منزلها
- لكن سيدي ... أنا لم أترافع بدعوة جنائية
- المحكمة من انتدبتك ولست أنا
- اعرف ذلك لكنها دعوتي الجنائية الأولى
- هل أنت خائف سيد جاك؟
- كلا لكني مرتبك بعض الشيء
- سأقدم لك نصيحة مجانية . المحامي الناجح لا يهمه نوع الدعوى سواء كانت مدنية ‘ جنائية ‘ دستورية... رجال القانون يعرفوه على العموم وليس على الخصوص
- شكرا سيدي.سأقدم ما بوسعي
- أقرء ملف القضية جيدا.إذا واجهتك صعوبتا ما أرجع إلي . أنا متأكد من جدارتك
- سأكون عند حسن ظنك

اخذ جاك الملف وذهب إلى مكتبه. طلب من عامل الخدمة أن يحضر له فنجان قهوة. بدأ يقرأ ملف قضية السيدة جسكة ماكلن.

لاحظ جاك موقف السيدة ماكلن السلبي وهو عدم التفوه بأي كلمة سواء أمام الشرطة أو الادعاء العام . قرر الذهاب إلى مسرح الجريمة و لقاء السيدة ماكلن عسى أن تبوح له بشيء. ذهب وأخذ التصريحات اللازمة لذلك. في اليوم التالي ذهب إلى منزل السيدة ماكلن وكان في أحد الأحياء الفقيرة دخله وبدء يتمشى فيه. لاحظ أن الجريمة وقعت في المطبخ بواسطة سكين كبيرة. لاحظ أيضا تحطم زجاج نافذة المنزل والحطام كان داخل المنزل سجل جاك ملاحظاته ثم غادر إلى مكتب المحاماة.
أخذ يدرس ملفا القضية من جديد. وضع حول شاهد الدعوى الوحيد الذي كان مع المجني عليه ولذي أفاد أن المتهمة دعتهما إلى منزلها لغرض المغازلة وعندما علمت عدم امتلاكهما للمال حدثت مشاجرة بينهما انتهت بطعن المجني عليه بسكين المطبخ.

في اليوم التالي ذهب لمقابلة السيدة ماكلن في زنزانتها ولتي رفضت التحدث معه رغم محاولاته الكثيرة. لاحظ جاك إن السيدة ماكلن سوداء اللون لها عينان بنيتان كبيرتان يبدو الحزن عليهما ووجه يطغى عليه الأسى ولكن ليس الإجرام.

خرج جاك من الزنزانة. ذهب إلى غرفة ضابط السجن وقابله وبعد إلقاء التحية قال جاك:
- أنا المحامي المنتدب من قبل المحكمة للدفاع عن المتهمة جسكة ملكلن أسمي جاك
- أهلا سيد جاك بماذا أساعدك؟
- السيدة ماكلن ترفض الكلام . هل تعرف السبب؟
- كلا. أنا أيضا حاولت معها لكن دون جدوى
- ألم تتكلم مع أي شخص
- نعم. ما عدا إحدى صديقاتها التي تزورها من حين إلى آخر
- هل تعرف اسمها أو عنوانها
- كلا. لكن تستطيع أخذ اسمها وعنوانها من سجل الزيارات
- شكرا سيدي على مساعدتك

ذهب جاك الى الشرطي المسئول عن سجل الزيارات واخذ منه اسم وعنوان صديقة السيدة ماكلن وتجه مباشرتا الى منزلها الواقع في نفس الحي الذي تقطنه السيدة ماكلن طرق الباب خرجت عليه امرأة زنجية قالت:
- تفضل سيدي
- هل هذا منزل السيدة توماس؟
- نعم. أنا هي
- أدعى جاك أنا المحامي المنتدب للدفاع عن السيدة ماكلن
- أهلا سيد جاك تفضل بالدخول
دخل وجلس في صالة منزلها قالت: - سأعد لك كوبا من الشاي
- شكرا سيدتي
أحضرت السيدة توماس الشاي وأخذه وبدء يرتشفه قال:
- أريد بعض الأجوبة عن السيدة ماكلن؟
- تفضل
- لماذا ترفض الكلام؟
- لأنها فقدت الرغبة في الحياة
- ماذا تقصدين؟
- لقد مات زوجها وولدها في حادث مؤسف في السيارة أثناء زيارتهما لبيت والد زوجها
- لكنها متهمة بجريمة قتل. عليها الدفاع عن نفسها و إلا حكم عليها بالإدانة
- لقد حاولت معها لكنّها لم تقبل بذلك
- ماذا تعتقدين؟ هل ارتكبت الجريمة فعلا؟
- إنها امرأة جيدة ولا أظنها ترتكب جريمة قتل وأيضا هي غير مومس ولا تمارس البغاء أعتقد أن هناك ظروف غامضة تكتنف القصية وهي ترفض الإفصاح عنها.
- شكرا سيدتي
- أنا أشكرك وأرجو منك مساعدتها لأنها لا تستحق ما يجري لها
- لا تقلقي.
خرج من منزلها وذهب إلى منزله وقبل يوم المحاكمة أمضى وقته كله في دراسة القضية. في الصباح ذهب إلى المحكمة وهو يحمل أوراقه بكل ثقة وثبات. دخل إلى قاعتها وكان حاضرا فيها هيئة المحلفين,الادعاء العام الذي كان يجلس إلى جانب جاك ويفصل بينهما ممر. كانت السيدة ماكلن جالسة بجانب شرطي. دخل القاضي إلى قاعة المحكمة ونهض كل من في القاعة وبعد أن جلس القاضي جلسوا قال:
- لتبدأ المحاكمة
بدأ ممثل الادعاء العام بطرح القضية وسرد ما جاء فيها وطلب في نهايتها إيقاع أقصى العقوبة على المتهمة جسيكة ماكلن. ثم جلس قال القاضي:
- الدفاع يتفضل.
نهض جاك وبدا مرافعته وأوضح لهيئة المحلفين والقاضي إنها ليست جريمة قتل وإنما دفاع عن النفس وطلب الشاهد إلى منصة الشهود وبدأ يفنّد أقواله ثم قدّم إلى هيئة المحلفين الأدلة التي تبرأ السيّدة ماكلن من التهمة الموجهة غليها وهذه الأدلة:-
أولا إن المجني عليه والشاهد دخلا منزل المتهمة عنوة والدليل أن زجاج نافذة منزل المتهمة محطم واتجاه الحطام من الخارج إلى الداخل وهذا يدل على أنهما حطما النافذ ودخلا وأن المتهمة لم تدعوهم إلى الدخول وممارسة الجنس.
ثانيا غرفة النوم لم يدخلها أحد ولو كانت دعتهم لممارسة الجنس لوقعت الجريمة في غرفة النوم وليس في المطبخ وبسكينها وهذا دليل على إنهما حاولا اغتصاب المتهمة فامتنعت عن ذلك وذهبت إلى المطبخ أخذت سكين وطعنت المجني عليه.
ثالثا أن المتهمة ليس لها قيد جنائي مما يدل على حسن سيرتها كما وأنها لا تمارس البغاء والجميع يشهد لها بذلك.
رابعا تقرير الطبيب الشرعي أن المجني عليه لم يمارس الجنس ولا شريكه وأن جسده يحمل خدوشا مما يؤكد محاولة الاغتصاب ومقاومة المتهمة له وأن تلك الخدوش كانت في صدر المجني عليه.
خامسا و أخيرا أن المجني عليه لديه سجل إجرامي حافلا إضافة إلى إنه مدمن على المخدرات.
ثم توجه إلى الإدعاء العام قائلا:
- أريد أن أوضّح أمرا لهيئة الإدعاء العام.إنّ السكوت لا يعتبر إقرار ضمني بارتكاب جريمة وإن القانون يعتبر السكوت موقف سلبي لا يدل على شيء لا على الاعتراف ولا عدمه وشكرا.
ثم جلس.
كان جاك يقود المرافعة في قاعة المحكمة مثل قائد الاوركسترا الذي يعرف متى يرفع عصاه ومتى يخفضها ومتى يُرَنّحْها يمينا ويسارا.
بعد تشاور هيئة المحلفين نهض أحدهم وأعطى ورقة للقاضي والتي كانت تتضمن براءة المتهمة جسية ماكلن من التهمة الموجهة إليها واعتبرت أن القتل كان دفاعا عن النفس وليس قتلا عمدا. قرأها القاضي بصوت مرتفع أمام جميع من في القاعة.

فرح جاك لفوزه بأول قضية جنائية له.واحتفل هو والسيد تشارلز وزملائه وأصدقائه لكسبهم الدعوة.
اكتسب جاك بعض الشهرة وتحسنت أحواله المادية بعد مرور فترة من الزمن. أخذ يفكر جديا في مسألة زواجه من حبيبته سوزي . ذهب إلى محل المجوهراتِ واشترى أجمل خاتم زواج شاهده. ذهب في المساء إلى منزله وكانت سوزي لا تزال خارج المنزل قام بتحضير مائدة من الطعام ووضع فيها شمعتان كبيرتان وزجاجة من النبيذ الأحمر الفاخر وكأسان.جلس على الكرسي ينتظر حبيبته.
بعد قليل سمع باب المنزل يفتح نهض من كرسيه واستقبل حبيبته والتي كانت تحمل بعض الأغراض أخذها منها وقبّلها قال:
- مساء الخير حبيبتي
- مساء الخير حبيبي هل هناك خطب ما؟
- كلا حبيبتي.
ثم أفلت الأغراض التي أخذها منها وبقوة بصره حملها حتى وضعها على الطاولة في المطبخ.سحبها من يدها وبدأ يراقصها في صالة المنزل قالت:
- اووه جاك تبدو عليك السعادة وبدأت تستخدم قواك من جديد
- كلا لكن الأغراض كانت عائقا وتخلصت منها
- هل تشكو من الحمى؟
- لا لكن هذه ليلة مميزة لي و لكي. تعالي لقد أعددت لكي بعض الأطعمة الايطالية والتي سنأكلها على ضوء الشموع وقبل ذلك لديَّ خبر مميز يجب أن أطلعك عليه.
أخذها من يدها قرب طاولة الطعام وطلب أن تغمض عيناها ففعلت.جلس جاك على إحدى ركبتيه بعد أن أخرج خاتم الزواج وفتح العلبة التي تحتويه قال:
- افتحي عيناك حبيبتي.
فتحت سوزي عيناها فرأت خاتم الزواج بدأت الدموع تخرّ من عيناها فرحا قال جاك :
- هل تقبلين الزواج بي؟
- نعم أقبل وبكل سرور
قام جاك بوضع الخاتم في أصبعها قال:
- فالنجس ولنأكل على شرف هذه المناسبة الجميلة
- أريد أن أغير ملابسي
- تبدين جميلة في أي ملابس ترتدينها.
جلسا على المائدة وتناولا الطعام بكل حب وسعادة وأمل إلى مستقبل جديد.ذهبا إلى غرفة نومهما ومارسا الحب ثم خلدا للنوم. شاهد جاك في منامه انجلينا ومباشرتا قالت:
- حبيبي أريد أن أحذرك من الموت
- ماذا تقولين حبيبتي
- سوف تموت يوم غدا جاك
- لكني لا أشكو من شيء وصحتي جيدة
- ستقتلك ماغي السحرة
سكت جاك قليلا. شعر بخوف شديد وغرابة قال:
- هل سأكون في النعيم أم في الجحيم
- يأتيك ملك على هيئة إنسان فأن ابتسم لك فأنت في النعيم وان كشر وعبس فأنت في الجحيم لقد حذرتك
بدأت انجلينا تتلاشى شيئا فشيئا وجاك يصرخ:
- لا تذهبي أرجوك أريد أن أكلمك انجلينا انجلينا
أستيقظ وهو يصرخ انجلينا حتى أن سوزي أفاقت من نومها قالت:
- حبيبي ماذا هناك؟ هل هو كابوس؟ يبدو انك تتصبب عرقا.
- أرجوك أجلبي لي كأسا من الماء
ذهبت سوزي وجلبت له كأسا من الماء وبعد أن شربه قالت:
- ماذا حدث
- مجرد حلم لا غير اخلدي إلى النوم حبيبتي سأنام أنا أيضا.
عادا إلى النوم لكن جاك لم يستطع النوم حتى الصباح. ذهب إلى الحمام وفتح الدش عليه وأخذ يفكر مليا بكلام انجلينا. قرر في نفسه أن يكون حذرا وان يستعمل قواه البصرية إذا شعر بالخطر. خرج من الحمام وذهب إلى غرفة النوم ليستبدل ملابسه. استيقظت سوزي وألقت عليه تحية الصباح وذهبت إلى الحمام. خرج جاك من الغرفة إلى المطبخ وصب لنفسه فنجانا من القهوة التي أعدها سلفا بدا يرتشفها وإذا بباب المنزل يطرق. سقط الفنجان من يده لكنه استعمل قواه حيث بقى الفنجان, الصحن, قطرات القهوة في الهواء. امسك الفنجان, الصحن وأعاد القهوة داخل الفنجان ثم وضعه جانبا. ذهب تجاه الباب ونظر من ثقبه الصغير بحذر وفي عقله كلام انجلينا. السيدة ماكلن تنتظر أمام الباب. فتح جاك الباب بحذر قال:
- سيدة ماكلن! ماذا تريدين في الصباح الباكر
- صباح الخير سيد جاك. أتيت أشكر مساعدتك لي.
- في الصباح الباكر. تبدين قلقة سيدتي . هل هناك شيء؟
- أنا. كلا كلا. أردت فقط
- لا شكر على واجب. هذا عملي
- إلى أللقاء سيدي
- إلى أللقاء
مشت السيدة ماكلن وهو ينظر إليها عبرت الحديقة المشتركة وصلت إلى الطرف الآخر استدار جاك ليدخل المنزل. سمع صوت سيارة النجدة قريبا منه. التفت وإذا سيارة النجدة قريبة منه وصلت إليه. خرج منها شرطي على وجه السرعة قال له:
- ادخل سيدي تلك المرأة مجنونة. ارتكبت جريمة قتل قبل قليل
قبل أن ينهي كلامه شعر جاك بطلاقات نارية تمر جانبه رفع رأسه. السيدة ماكلن في الطرف الآخر من الحديقة وتحمل سلاحا رشاشا وتطلق النار باتجاهه وسيارة النجدة. ألقت السلاح ثم هربت! لحقها رجال الشرطة. كانت تخفي السلاح بين الشجيرات. مرت الأحداث بسرعة لم يستطع جاك استخدام قواه. أغلق الباب ودخل إلى المنزل. سوزي أمامه فزعه قالت:
- ماذا يجري؟ ما هذا الدم على رأسك؟
- لا ادري
وضع يده على جبينه ثم نظر إليها وإذا بها ملطخة بدمائه قال:
- يا الهي سأذهب إلى الحمام وأتفقد الجرح هل هو عميق أم سطحي؟
وضعت سوزي المنشفة التي في رأسها على الجرح وذهبا إلى الحمام. وقف أمام المرآة نزع المنشفة. بدأ ينظرالى جرحه في المرآة شعر إن أحدا يمسك كتفه الأيسر ضنها سوزي نظر في المرآة وإذا برجل أسمر اللون له عينان بنيتان جميلتان وشعر اسود طويل بعض الشيء ولحية سوداء جميلة. عرف جاك أنها لحظاته الأخيرة في الدنيا. انه ملكا جاء يأخذ روحه. جاك ينظر إلى شفتيه كل ما يرجه الابتسامة. بعد لحظة تلك الشفاه الجميلة ابتسمت
له. بعدها أصبح ما حوله ظلمة حالكة وكأن احدهم أطفأ الأضواء فجأة.

















الفصل الرابع (الحد الفاصل)


بعدة عدة دقائق أنقشع الظلام حول جاك نظر حوله وإذا به داخل تابوت خشبي حاول أن يرفع الغطاء لكن يداه اخترقته حاول الجلوس فجلس بكل سهولة واخترق رأسه ونصف جسده التابوت. نظر من حوله. شاهد والديه, سوزي, أصدقائه, داخل كنيسة. نظر داخل التابوت. شاهد جثته ترتدي بدله سوداء ومغمضة العينين. ماذا يجري؟ لا يعرف. خرج من التابوت وذهب باتجاه عائلته قال:
- أمي أبي أنظرا أنا هنا
لا أحد يرد عليه وليسمعان ما يقول. صرخ:
- سوزي سوزي حبيبتي أنظري إلي
سوزي لا تسمعه ولا تراه. حاول أن يمسك كتفها. اخترقت يده جسدها ولا تشعر بشيء. حاول وحاول لكن دون جدوى. جلس على الأرض حزين. عرف انه ميت وهذه جنازته.
بعد قليل نهض الموجودين في الكنيسة وذهب والداه باتجاه التابوت ثمّ تبعتهم سوزي فتحوا التابوت ثمّ قبّلوا جثمانه واحدا تلو الآخر ثمّ أعادوا الغطاء قالت والدته:
- هيا بنا لندفن طفلي المسكين
وأجهشت بالبكاء . احتضنها زوجها وبعده سوزي
حملوا التابوت وخرجوا به ثمّ وضعوه في أحد السيّارات الموجودة في الخارج. صعد جاك مع جثته وعندما وصلوا إلى المقبرة أنزلوا التابوت. نزل جاك من السيارة وهو ينظر للمشيعين سار بينهم حاول أن يمسكهم تارّة ويكلمهم تارّة لكن دون جدوى.
وقف على جنب وشاهدهم وهم يضعون تابوت داخل قبر ثمّ وضعوا عليه التراب وخرجوا من المقبرة. لحقهم جاك بسرعة وعندما وصل إلى باب المقبرة حاول الخروج لكنه اصطدم بشيء غير مرئي وسقط على الأرض. حاول مرة أخرى وإذا نفس الشيء عرف انّه لا يستطيع الخروج من المقبرة بدأ بالصراخ :
- وداعا أمي وداعا أبي وداعا سوزي وداعا أحبائي.
جلس على الأرض وهو حزين وبدأ الدمع يسيل من عيناه .
بعد قليل نهض وهو لا يعرف ماذا يفعل عاد باتجاه القبور نظر إليها وإذا به يستطيع النظر من خلال التراب والتوابيت التي هم فيها شاهد في بعض القبور أناس ينامون بسلام وهم مبتسمون كأنهم يرون شيئا جميل لا يراه هو وفي بعض القبور الأخرى أناس مربوطون بسلاسل سوداء وفي نهايتها كف يشبه يد الإنسان ولكنها من الحديد تخدش وجوه وأجساد من في القبور وبعضهم نفس السلاسل ولكن في نهايتها رؤوس ثعابين تلدغ وتنهش وجوه وأجساد من في داخل القبور.
ارتعب جاك مما رأى وعاد راكضا باتجاه باب المقبرة. حاول الخروج لكنه لم يستطع ذلك. بعد قليل عاد إلى داخل المقبرة لكن قرر أن يبقي عيناه إلى الأعلى حتى لا يشاهد ذلك المنظر المروع وبينما هم يمشي لاحظ أن هناك أشخاص يحلقون داخل المقبرة. أشخاص مثله ليس في القبور بدا جاك بالصراخ:
- هي أنتم هل تسمعونني.
التفت احد الأشخاص المحلقين في السماء إليه وقال:
- نعم نسمعك جيدا اسكت سوف توقظ النائمين.ههههه . وذهب
فرح كثيرا أخيرا هناك شخص استطاع سماعه ورؤيته.شعر أن أحدا ينغزه من كتفه التفت إليه وقال:
- ماذا تريد ياسيدي؟ هل تراني؟
- نعم أراك وأعرفك.أهلا بك سيّد جاك. ألا تتذكرني؟
- كلا سيدي من تكون؟
- أدعى لوش أنا الشخص الضرير الذي أنقذته في الحافلة من السرقة.عرفت اسمك من المشيعين.
- اووووه سيد لوش لقد مضى زمن على تلك الحادثة وكيف تستطيع الرؤيا وماذا تفعل هنا؟وما هؤلاء الذين في القبور؟ وكيف يستطيع الأشخاص الطيران؟
- على مهلك سأخبرك بكلّ شيء تعال معي سنذهب إلى الطرف الآخر من المقبرة هناك مقهى نجتمع فيه نهارا.
- حسنا هيا بنا
حاول جاك السير لكن السيد لوش قال:
- كلا هنا لا نسير بل نطير
- كيف ذلك
- دع عقلك يأمر جسدك فتحلق في السماء دون أدنى شك وأنا سأمسك يدك حتى لا تخاف لأنه تحليقك الأول وكما تستطيع المشي دون أن تحرك قدميك هكذا.
تحرك لوش أمامه دون أن يحرك ساقيه.فعل جاك مثلما قيل له وفعلا ارتفع في الهواء ولوش يمسك بيده ثم ذهبا إلى الطرف الآخر من المقبرة.الذي كان فيه مكانا يشبه المقهى يتجمع به الأشخاص مثل جاك ولوش.كان فيه عدد من الأشخاص يجلسون على مساطب ويتحدثون فيما بينهم جلس جاك ولوش على أحداها. نظر جاك من حوله وأخذ يفكر في داخله ما الذي يجري أناس يحلقون وأناس يعذبون . يبدوا ما حوله انقلب رأسا على عقب قال:
- ما الذي أنا فيه أين نحن سيد لوش؟
- نحن في الحد الفاصل.
- وما هو الحد الفاصل!
- هو حدٌ بين عالمين عالم الدنيا وعالم القبر
- هل يوجد عالم غير عالم الدنيا الذي كنا فيه؟
- نعم هناك عالم الرحم وعالم الدنيا وعالم القبر وعالم الآخرة.
- لماذا نحن في الحد الفاصل؟
- لانّ روحك أزهقت عنوه ولا تستطيع الانتقال لعالم القبر الذي من خلاله تتبوأ مقعدك في عالم الآخرة في النعيم أم في الجحيم
- هل تقصد إن الأشخاص الذين رأيتهم في القبور فيهم من يبتسم وفيهم من يعذب أنهم يرون مقعدهم في عالم الآخرة؟
- نعم
- إلى متى نبقى في الحد الفاصل؟
- إلى أن يأخذ الذي قتلك أو تسبب بذلك جزاءه العادل في تلك الحالة ستنتقل إلى عالم القبر
- كيف تبقى الأجساد على حالها كما رأيتها؟
- الذين شاهدتهم أرواح وليست أجساد. الجسد يبلى وينتهي أما الروح فتبقى إلى أن تنتقل إلى عالم الآخرة لكنهم يعلمون أو يعرفون بما يصيبهم في تلك الحياة.
- الشخص الذي شاهدته قبل أن أموت ابتسم لي
- إنها بشرى خير وأفعالنا وأقوالنا هي ما تحدد موقعنا في الحياة الآخرة.كما إنك شخص طيب القلب تحب مساعدة الآخرين أكيد أن موقعك هو النعيم.

في تلك الأثناء حصلت ضجة من حولهم وبدأ بعضهم بالصراخ والصفير نظر جاك باتجاههم وإذا بامرأة أمامها كرة قدم مجعدة وفارغة من الهواء والكل ينظر إليها أتت مسرعة ثم قامت بضرب الكرة فانطلقت إلى خارج المقبرة وبدا المتفرجون بالتصفيق. قال جاك:
- ما الذي يحدث هنا سيد لوش؟
- إنها مودستي وهي تستطيع أن تحرك الأشياء المادية بيدها ورجلها ولا أحد يستطيع فعل ذلك في الحد الفاصل غيرها. يقال إنها كانت تستطيع تحريك الأشياء عن بعد وهي حية.
سمع جاك هذا الكلام فنهض وذهب باتجاه مودستي وقف إلى جانبها قال:
- أنا أيضا استطيع فعل ذلك.
- حسنا.
ذهبت مودستي وأحضرت صفيحا حملتها بيدها وضعتها أمامه قالت له :
- افعل ذلك.
أتى جاك مسرعا وضرب الصفيحة لكن رجله اخترقتها وسقط أرضا بدأ المتفرجون بالضحك عليه أتت مودستي إليه ومدّت يدها وسحبته قالت:
- أرأيت لا أحد يستطيع فعل ذلك غيري لكن أعجبتني جرأتك. رغم إني لم أراك من قبل هل أنت جديد هنا؟
- نعم
- انا مودستي ما اسمك؟
- جاك
- فرصة سعيدة سيد جاك سنتقابل ثانيتا.
عاد إلى لوش وكان مبتسما فقال له:
- لماذا تضحك سيد لوش؟
- أنا أيضا كنت استطيع تحريك الأشياء عن بعد أتذكر كيف أنقذتك في الباص؟
- نعم أتذكر ذلك وشعرت به حينها.
- نسيت أن أسألك لماذا أنت في الحد الفاصل؟
- كنت أتجول في أحد الأحياء الفقيرة. كان هناك سارق حاول سرقتي.شعرت به فقاومته ويبدو أنّه كان يحمل سكينا لم أراها لكوني ضرير.سمع السارق صوت سيارة الشرطة قريبة فقام بطعني بالسكين فمت وانتقلت إلى هنا.أنا أيضا الشخص الذي أخذ روحي ابتسم لي.
- لديَّ أسئلة كثيرة أريد أن أطرحها عليك.
- تفضّل اسأل ما شئت ليس هناك سوى الكلام نتحدّث به وخاصة في النهار.
- ماذا تقصد؟
- في النهار لا نستطيع الخروج في المقبرة المدفونين فيها أما في الليل فنستطيع التنقل كما نشاء وبسرعة التفكير.هناك أشخاص مثلنا في مقابر أخرى نفس حالنا لكن عند بزوغ الفجر نعود إلى المقبرة المدفونين فيها دون إرادتنا.
- لماذا؟
- لست أدري هذه هي طبيعة الحد الفاصل
- أأستطيع زيارة عائلتي في المساء؟
- نعم تستطيع ذلك كما وتستطيع أن تزورهم في الأحلام عن طريق الدخول إلى عقولهم.
- هل أستطيع أن أتصل بشخص في عالم الآخرة أو عالم القبر؟
- كلا
- لماذا؟
- لأننا لا ننام. لكن من في عالم القبر وكان من أصحاب النعيم يستطيع أن يزور من في عالم الدنيا عن طريق الأحلام والدخول في عقل النائم. وتكون رؤاهم من قبل النائم أوضح من أحلامنا نحن الموجودين في الحد الفاصل ولا تسألني عني السبب ربما لأنهم في عالم أعلى مرتبة من عالمنا
- يبدو أنّي أثقلت عليك بأسئلتي.
- كلا إنّي امزح معك.سوف تعرف كل شيء بمرور الوقت. ما تستطيع فعله مما لا تستطيع.سوف يحل الظلام بعد قليل.
- بحلوله سوف اذهب إلى منزلي لكي أرى حال عائلتي.
- حسنا جاك.
في المساء أغمض جاك عينه وأمر عقله أن يكون في البيت وبسرعة التفكير وإذا هو مستقر هناك فتح عينه نظر من حوله وإذا بوالديه وحبيبته يأخذون العزاء وكان أصدقائه كلهم حاضرين في منزله. بقى ينظر ويألم لبكائهم حتى ذهب الجميع.دخلت سوزي إلى غرفة النوم لحقها جاك كانت تنظر إلى ملابسه وتلمسها وتحتضنها وتبكي وهو يشاهد ذلك كلّه والدموع تفيض من عينيه. حاول لمسها ومواساتها لكنّها لا تسمع ولا ترى ولا تشعر بشيء. حتى استلقت على السرير انتظرها لكي تنام ليدخل إلى عقلها ويتحدّث إليها في المنام لكن عيون حبيبته لم تغمض.وكل ما تفعله هو البكاء بصمت حتى امتلأت الوسادة التي تنام عليها بدموعها. بقيت على هذا الحال حتى بزوغ الفجر لم يشعر جاك سوى أنه مستقر في المقبرة المدفون فيها كيف حدث ذلك لا يعلم.
بحث جاك عن صديقه لوش فوجده قال له صديقه:
- مرحبا جاك كيف حال عائلتك؟
- على أسوء حال الجميع حزين.أمي وأبي وحبيبتي سوزي لم يغمض لهم جفن ليلة البارحة
- هكذا حال كل من يفقد حبيبا على قلبه.
- أردت سوزي أن تنام لكي أحدّثها في أحلامها.
- أتحسب أن عملية الدخول إلى عقلها سهلة ؟
- لماذا؟
- لأنّ العقل البشري معقّد جدا ولو كنت في عالم القبر لكانت عملية دخولك أسهل وأوضح. لكنها ليست مستحيلة بالنسبة لنا وإنما تكون مشوشة بالنسبة للنائم. أنصحك بان لا تستعجل دع الأيام تمر ثم اذهب والتقي عائلتك أما الآن تعرّف إلى عالمك الجديد.
- أتعرف لوش. إنما يحزنني ويحيرني لما تلك المرأة قتلتني رغم مساعدتي لها وإنقاذها من التهمة الموجهة إليها.هل تعرف السبب؟
- كلا لا أعرف لكني أعرف شخصا مخضرما في الحد الفاصل وله قدرات عجيبة يقال أنه كان ساحرا في الدنيا ربّما يستطيع مساعدتك

- لنذهب إليه بسرعة.
- صبرا جاك هذا الشخص لا يساعد أحدا بالمجان وإنما يأخذ مقابل مساعدته الأعمال الصالحة.
- فسّر لي كلامك أكثر.
- يعتقد هذا الشخص أنه إذا تنازل له شخص في الحد الفاصل بعمل صالح قام به في الدنيا فان هذا العمل ينتقل إليه ويزيد من حسناته بالتنازل وبذلك يستطيع أن يزيد من حسناته ويتجنب دخول الجحيم.
- هل هذا الاعتقاد صحيح؟
- لا أعرف ذلك لكنّه يعتقد به.
- حسنا لنذهب إليه.
- في الليل نذهب إليه لأنه موجود في مقبرة أخرى ولا نستطيع الانتقال من مقبرتنا في النهار.
بقيا حتى حلول المساء ثمّ انتقلا بسرعة التفكير إلى المقبرة الموجود فيها ذلك الشخص الذي تحدثا عنه.فتشا عنه ثم وجدوه.عندّما وقعت عيني جاك عليه عرفه على الفور كان فيلب اخو الساحرة ماغي.الذي شاهده في القصر المسحور من خلال عقل انجلينا. ألقيا التحية عليه قال لوش:
- سيّد فيلب أعرفك على آخر المنتقلين إلى الحد الفاصل في مقبرتنا السيد جاك.
قال جاك
- مرحبا سيدي
- مرحبا سيّد جاك.أرجو أن يكون من أخذ روحك ابتسم لك؟
- نعم لقد فعل.
- يبدوا إنك من الصالحين قد استفاد من بعض أعمالك الصالحة.ماذا تريد؟
- أريد أن اعرف لماذا قتلتني المرأة التي ساعدتها.
- وماذا تعطيني من أعمالك الصالحة؟
- لقد ساعدت صديقي هذا السيد لوش عندما كان حيا ومنعت أحد السراق من سرقته.هل تعتبر هذا عمل صالح؟
- نعم.
- هو لك
- قبلته منك تعال وضع يدك في يدي.
فعل جاك ما طلب منه وأغمض فيلب عينه لعدة ثوان ثم فتحها قال:
- لم تقتلك السيّدة ماكلن.
تعجب جاك كيف عرف اسمها رغم إنه لم يخبره بها لكنه يعرف فيلب ويعرف أنه كان يمارس السحر. لكنه لم يفصح له بذلك.قال:
- لكني رأيتها بأم عيني.
- نعم الجسد جسد السيّدة ماكلن لكن هناك شخصا يتلبسها.
- ماذا تقصد سيد فيلب؟
- هل لك علاقة بسحرة عندّما كنت حيا؟
- كلا.
- إنّ من قتلك ساحرة متلبسة بتلك المرأة تدعى ماغي هل تعرفها؟
احتار جاك هل يخبره الحقيقة أم لا. خاصة وانه يعرف فيلب وقد كان رجلا سيئا في الدنيا فظل ساكتا.قال فيلب:
- لا تحتار أنت تعرفها وتعرفني. إنها أختي ماغي يبدو لي أن لديك قصّة تخصني يجب أن تقصها علي
- نعم أعرفك لكن لا ثقة لي بك.
- سوف يبزغ الفجر وتعود إلى مقبرتك تعال إليّ في الليلة القادمة وصدقني سوف أساعدك حتى بدون أعمال صالحة وذلك لسببين الأول لكي نقضي على ماغي واستطيع الانتقال إلى عالم القبر لأنّها قتلتني أيضا وثانيا للانتقام منها وتخليص العالم من شرّها لعلي إذا فعلت ذلك أتخلص من عذاب الجحيم.
في تلك الأثناء بزغ الفجر وعادا إلى مقبرتهما.















الفصل الخامس
(القصة القديمة والعقل الباطن)
قال لوش:
- يبدو إنّك تعرف فيلب جيدا لكنّه لا يعرفك على ما أظن.ورائك شيء مريب جاك.
- ليس هناك ما يريب سأقصّ عليك القصة كاملة.
قصّ جاك قصته على لوش وعندما انتهى قال لوش:
- يا للعجب إنها قصّة غريبة
- لا تعجب وجودنا هنا هو القصّة العجيبة.
في تلك الأثناء وإذا بكرة قدم تخترق جسد جاك نظر إلى الأعلى وإذا بمودستي وهي محلقة في السماء وتضحك قالت:
- ألا تود المحاولة ثانية سيد جاك؟
- كلا لقد اكتفيت من المرّة الأولي.
قال لوش:
- اذهبي مودستي لدينا حديث مهم.
نزلت مودستي إلى الأرض أمامهما وبدأت تمشي بصورة مغرية ثمّ وصلت أمام جاك رفعت سبابتها وبدأت تداعب وجهه وتقول:
- إنّك تعجبني سيّد جاك
- أنا أيضا معجب بمهارتك في لمس الأشياء
تقرّبت مودستي منه وهمست بصوت خفيف:
- تأ تأ تأ.
وتهزّ برأسها يمينا ويسارا قالت:
- أريدك جاك أنت تعجبني أريد أن أقبل شفتيك الجميلة
قال لوش:
- ارحلي ودعينا بسلام لدينا الكثير من الكلام
- لا تتدخل فيما لا يعنيك لم أوجه كلامي إليك.
حاول لوش الكلام لكنّ جاك منعه وأشار له بيده علامة على السكوت.ثم قال:
- مودستي أطلب منك أن تذهبي الآن سوف نتكلّم فيما بعد
- ههههه أنت.لقد عرفت انّك رجل مهذّب سأذهب الآن لكن لن أتركك.إلى اللقاء.
ثمّ قامت بتقبيل يدها ونفختها باتجاه جاك واختفت.
كانت مودستي شابة جميلة رشيقة الطول بيضاء اللون سليطة اللسان ولا تخاف من أحد ولا تأبه لشيء.
قال جاك لصديقه:
- من هي مودستي؟
- حسب ما سمعت فتاة كانت تعمل مومس هي ووالدتها إضافة إلى أعمال النصب والاحتيال التي تقوم بها في الدنيا. كانت تستطيع تحريك الأشياء عن بعد وتستعملها في أشياء قذرة. أحبت أحد الشبّان الذين يتاجرون بالمخدّرات وبدأت تضايقه بأفعالها وأقوالها علّمها تعاطي المخدّرات ثمّ أعطاها جرعة زائدة من الهروين وقتلها وانتقلت إلى الحد الفاصل.
- أتعرف أنّ هذا الحد الفاصل عجيب
- لماذا؟
- هناك أشخاص مثل مودستي وفيلب يريدون البقاء فيه لانّ عاقبتهم وخيمة وفيه أشخاص مثلك ومثلي يريدون الانتقال إلى العالم الآخر للتخلص من هذا المكان وإكمال دورة حياة البشر الطبيعية إضافة إلى التمتع بالنعيم.
- هذه هي الحال هنا.على ما يبدو أنّ الليل قد بدأ تعال بنا نذهب إلى المقبرة التي فيها فيلب ونكمل الحديث معه.
انتقلا بسرعة التفكير إلى مقبرة فيلب. كان من حوله مجموعة أشخاص عندما رأى جاك ولوش قادمان إليه صرف من حوله وألقى التحية عليهما وقال:
- قصّ عليّ قصّتك وكيف تعرفني وتعرف ماغي.
قص جاك القصة على فيلب وكيف أنه قام بإنقاذ الفتيات من سحر ماغي قال فيلب:
- هل تعطيني يدك سيّد جاك؟
أخذ فيلب يد جاك ثانية وأغمض عينه ثمّ قال:
- إن كلامك صحيح لكن ما فاتك ذكره أن أنجلينا حذرتك.
- نعم حذرتني لكن الأحداث جرت بسرعة ولم أكن أتوقع الطلقات النارية إضافة إلى أني لم أكن أعلم أن ماغي متلبسة في جسد السيّدة ماكلن.
- لهذا السبب اختارت ماغي جسد السيدة ماكلن. إنها ذكية وقد تكون على علم بتحذير أنجلينا لك من خلال شياطينها حتى إنّها تعرف بوجودك هنا في الحد الفاصل.
قال لوش:
- لماذا قتلتك أختك الساحرة سيّد فيلب علما إنك كنت شريكها؟
أجاب جاك الذي كانت ثقته بفيلب يشوبها القلق:
- نعم أخبرنا بذلك.
- عندما قتل زوجها والد أنجلينا على يد إحدى بناته وألقت بهم في مكان مجهول جاءت إليّ وقالت:
- أنت من حرّض الفتيات عليّ وعلى والدهم وأخبرتهم أني من قتل والدتهم لكي تأخذ ثروته وتكسر قلبي.
- كلا ماغي صدقيني لم أخبر أحدا شيئا.
- لقد أخبرتك من قبل إنه إذا حدث شيء لزوجي سوف أقتلك.
- ثم قامت بطعني بسكين في قلبي وانتقلت إلى هنا.
لم أكن أنا الفاعل بل الشيطان الكبير الذي شعر أنّ والد أنجلينا سوف يأخذها منه فأراد أن يضرب عصفورين بحجر. الخلاص مني ومنه وهذا مكر الشياطين.ربما ما حصل كان في مصلحتي لكي أغير مصيري وأستطيع الخلاص من الجحيم.
قال جاك:
- لكن قصّة إنقاذ أنجلينا وأخواتها مضى عليها أكثر من ستة أو سبع سنوات لماذا نفذت انتقامها الآن؟
- لم يكن الانتقام السبب الوحيد هناك سبب آخر أجهله قد أستطيع معرفته في وقت لاحق سيبزغ الفجر قريبا اذهبا الآن وسنلتقي فيما بعد.
عادا إلى مقبرتهما قال جاك:
- هذه الليلة سأزور عائلتي وأريد التحدّث إلى سوزي في منامها وأطمئن على حالها.
- أتحسب أن عملية الدخول إلى العقل الباطن سهلة أو بسيطة؟
- أنت قلت أنها ليست مستحيلة.اخبرني عنها المزيد.
- ليست مستحيلة ولكنها مشوشة العقل البشري معقد ويتكون من أجزاء كثيرة ما يهم أو نستطيع الدخول إليه هو العقل الباطن الذي يتكون من قسمين الشعور واللاشعور ونحن في عالمنا ندخل من القسم الثاني الذي يتكون من ثلاثة أجزاء أولها أحسنها وأخرها أتعسها ووسطها خليط بين القسم الأول والأخير وجميع الأجزاء في هذا القسم تتأثر بعضها ببعض خاصّة عندما ينام الإنسان
- فسّر لي أكثر. لم أفهم كلامك بشكل واضح.
- نحن ندخل من قسم اللاشعور الذي يتكون من الأجزاء الثلاثة والتي تتأثر ببعضها القسم الأخير منها يتكون من رغبات وتمنيات غير حقيقية مكبوتة لدى الشخص لكونها لا تنطبق مع الواقع(خيالية) تارّة أو تتعارض مع حقيقة حياة الإنسان وهي تختلف من شخص إلى آخر حسب تربيته وأخلاقه وتأثير المكان والزمان الذي نشأ وعاش به تارّة أخرى.
- فهمت الآن كلامك أخبرني بالمزيد.وفسّر لي أكثر
- عند دخولنا إلى هذا الجزء من العقل البشري قد يختلط كلامنا وصورنا بتلك الرغبات فيعكسها العقل بصورة غير صحيحة ومشوشة فلا يفهما النائم بصورة صحيحة وكما قلت لك هي تختلف من شخص إلى آخر. أما من يعيش في العالم الآخر(عالم القبر) فيكون دخولهم من القسم الأول قسم الشعور فيكون كلامهم وأفعالهم أوضح وأفهم بالنسبة للنائم
- لماذا لا نستطيع الدخول إلى العقل الباطن من قسم الشعور هذا؟
- لا أعرف السبب ربّما هي حدود قدراتنا في هذا العالم فكل عالم له قدرات محددة أو إنها من المسيرات وليست المخيّرات.
- يبدو إنك فيلسوف ولست رجل عاديا.فسر لي أكثر ما هذه المخيرات والمسيرات؟
- هههه المسيّرات هي ما لا دخل لنا به مثل القلب البشري يعمل لوحده أمّا المخيّرات هي التي لنا ألقدره على اختيارها مثلما تستطيع تحريك قدميك فتمشي أو تأمرها بالوقوف فتبقى ساكنا.
- كيف تعلّمت كل تلك الأشياء؟
- من صديق لي كان معي هنا وكان يعمل طبيب لكن الذي قتله أخذ جزاءه العادل فانتقل صديقي إلى العالم الآخر.
بدأ لوش يعلّم ويشرح كيفية دخوله إلى العقل الباطن حتى بدأ المساء.
انطلق جاك بسرعة التفكير إلى منزله فوجد والداه لا يزالا مع سوزي قالت والدته:
- عزيزتي سوف نذهب إلى مدينتنا ومنزلنا يوم غد وسوف نكون على اتصال معك في الهاتف.
- لماذا لا تبقيان معي فوجودكما يخفف عني ألم فراق جاك وبدأت بالبكاء.
قال والده:
- عزيزتي الحياة تستمر نحن جميعنا حزينين على فراقه وسنكون على اتصال دائم.
ثم بكى وقال:
- سنزورك كلما استطعنا ذلك.
- حسنا سيدي هناك شيء مهم عليكما معرفته قبل رحيلكما.
- تفضلي بنيّتي.
- أنا حامل في الشهر الثاني
قالت السيّدة مايكل :
- أصحيح ما تقولينّ!لماذا لم تخبرينا بذلك؟هل يعلم جاك بالأمر؟
- نعم هذه هي الحقيقة لم يسعفني الوقت لإخبار جاك. لم اعلم بالأمر إلا قبل يوم من موته ولم أخبركما لأني نسيته عند وفاته.
جاك واقف يسمع الحديث الذي يدور كان سعيدا لسماعه اقترب إلى سوزي وبدا يلمس بطنها ويقول:
- يا طفلي المسكين.
ويكرر كلامه.
قالت والده:
- أرأيتما كرم القدر لقد أخذ جاك وأعطانا حفيد.
قالت والدته:
- طفلي لن يموت بل سيحيى من خلال ولده تعالي إليّ بنيّتي.
احتضنتها وبدا الجميع بالبكاء.
بعد هذا الحديث ذهبت سوزي إلى غرفتها كي تنام وهي تبكي وتحتضن ملابس جاك حتى تعبت ونامت.دخل جاك إلى عقلها الباطن وعندما شاهدته سوزي ارتمت في أحضانه وقالت :
- حبيبي ما زلت حيا لم تمت
- كيف حالك؟هل أنتي بخير؟
- تكلّم جاك قل شيئا؟
- أنا أكلمك حبيبتي.
- لماذا أنت صامت؟ تكلم قل شيئا لماذا ذهب وتركتني وحيدة؟
عرف جاك أنها لا تفهم كلامه وهو يعلم السبب.في تلك الأثناء أفاقت سوزي من نومها وخرج هو من عقلها وقالت:
- يا الهي كنت أحلم لماذا لا تجيبني جاك. سأعود إلى النوم لعلي أراه ثانية.
كان يسمع كلامها ولكنه لا يستطيع فعل شيء وكان ذلك يؤلمه حاولت سوزي النوم ثانية لكنها لم تستطع ذلك حتى بزغ الفجر وعاد جاك إلى المقبرة دون إرادته.

رأى صديقه لوش وأخبره بما سمع وانه سيصبح أب وكانا مسرورين بهذا الخبر قال جاك:
- إن سوزي لم تفهم كلامي عند دخولي إلى عقلها.
- كنت متأكد من ذلك حاول أن تكون في الجزء العلوي من قسم اللاشعور وبتكرار عمليه الدخول سوف تتحسن الصورة والصوت لديها كرر ذلك.
- حسنا سأفعل ذلك.
في تلك الأثناء عادت مودستي ووقفت أمامهما و تقوم بحركاتها المغرية قالت:
- كيف حالك جاك تبدو سعيدا
- أني بخير وشكرا على السؤال.حقا أنا سعيد اليوم.
- طالما أنت سعيد لما لا تنفذ لي رغبتي وتقبلني؟
تقدّم جاك إليها وطبع على خديها قبلة خفيفة وبعدها قالت مودستي:
- ليست هذه القبلة التي أريد لكن هذه تكفيني الآن. تذكر لن أتركك جاك.
التفت جاك إلى لوش وبدأ يضحكان ثم اختفت مودستي.في الليل عاد جاك إلى سوزي وبدأ يزورها في احلامها وتكررت العملية عدة ليالي حتى بدأت سوزي تفهم بعض الكلام منه شيئا فشيء وبدا يزور والده ووالدته في المنام ويطلب منهما أن لا يتركا سوزي وطفلها وحدهما. وكان والداه دائما الاتصال بها حتى أصدقائه وزوجاتهم كانوا يتفقدون حالها من حين إلى آخر وفي بعض الأحيان يبيتون معها في منزلها.
في أحد الزيارات ذهب جاك إلى منزله مبكرا وكانت زوجة السيّد جاكسن موجودة هناك وسوزي تحدثها قائلة:
- سيّدة جاكسن إني افتقد جاك كثيرا
- لا عليك عزيزتي طبعا تفتقديه فأنت تحبينه وهو أيضا يحبك هذه هي حال الدنيا
- إنّما يهون عليّ فراقه رؤيته في المنام والتحدّث إليه لكني في بعض الأحيان لا أفهم منه شيء أشعر أنه ليس بخير
- جاك رجل صالح وهو الآن بين يدي الرب وسيكون بخير
- كلام انجلينا معي في الأحلام لا يطمئنني.
- أتقصدين تلك التي أنقذها وأخواتها في القصر المسحور؟
- نعم.فإني أرى نفسي أحدّث في منامي واحدة تشبهني. هي من قالت لي إني انجيلينا.
انتبه جاك إلى حديثهما وعرف أن انجلينا تزور سوزي ويتحدثان معا في الأحلام. في تلك الأثناء وإذا بباب المنزل يطرق ذهبت سوزي وفتحت الباب لحقها جاك وخرج من خلال الجدار وإذا برجل عجوز قالت له سوزي
- تفضل سيدي ماذا تريد؟
- أريد بعض الطعام وبعض النقود
- بكل سرور.
ذهب إلى الداخل لتجلب له ما طلب. جاءت وهي تحمل بعض الطعام والنقود أعطتها له فقال:
- شكرا سيّدتي حفظك الرب وطفلك.
- كيف عرفت أنني!حامل؟
لم يتكلّم الرجل العجوز بأي كلمة وذهب إلى حال سبيله عادت سوزي إلى الداخل وهي متعجبة لما حدث قالت لها السيدة جاكسن :
- ماذا هناك عزيزتي تبدو الغرابة على وجهك.
- كيف عرف الرجل المتسول إني حامل حتى أن بطني لم تعلو بعد!
- لا عليك تعالي إليّ واجلسي بقربي.
قامت السيّدة جاكسن باحتضانها وبعد قليل ودعتها وذهبت.
شعر جاك بالريبة مما حصل في نفسه. بقى حتى نامت سوزي.دخل إلى عقلها الباطن وبعد إلقاء التحية عليها قال:
- هل تشاهدين أنجلينا في أحلامك؟
- نعم دائما ما أراها ونتحدّث عنك وهي دائمة السؤال عن طفلنا.
- أريد أن أقابلها أخبريها بذلك.
- لا أفهم ما تقول. بعض حديثك مفهوم والآخر لا.أشعر أني لا اعيش في هذا العالم وإنما في عالم آخر
- لا عليك حبيبتي
بدأ يتحدثا عن طفلهما وحياتها المقبلة حتى بزغ الفجر وكان بعض الكلام مفهوم والآخر لا.
خرج جاك من عقلها إلى المقبرة التقى بصديقه لوش وقال له:
- لقد كنت مع سوزي ليلة البارحة وعرفت أن أنجلينا تزورها في الأحلام.
- وماذا في ذلك؟
- أشعر بشيء مريب
وقصّ عليه قصة الرجل المتسول العجوز ثم قال له:
- أتعرف طريقة أستطيع أن التقي بها مع انجلينا.
- كلا لكن دعنا نذهب مساءا إلى فيلب لعل لديه طريقة معينة نستطيع التواصل بها مع العالم الآخر.
- حسنا.سننتظر المساء.














الفصل السادس
(لم الشمل والطفل في خطر )

في المساء انتقل جاك ولوش بسرعة التفكير إلى مقبرة فيلب وجدوه هناك وبعد إلقاء التحية قال جاك:
- سيد فيلب!
وقبل أن يكمل كلامه قال فيلب:
- آسف على مقاطعة كلامك لكن لديّ أمر هام أريد أن أخبرك به. لقد شاهدتك مساء البارحة في منزل تقف بجانب امرأة أظنها حبيبتك ومنزلك.
- نعم هذا صحيح كيف علمت بالأمر؟
كنت أراقب الرجل المتسول لأن ماغي متلبسة جسده
- لقد شعرت بريبة عندما رايته.لكنّي لم أراك.
- لقد كنت اختبأ بين الشجيرات فلم تراني.
- ماذا تريد ماغي من سوزي؟
- لا أدري بعد لكنّها زارت عدّة بيوت وهي تتسول منهم أعتقد أنها تعرف أنّي أراقبها وهي تعرف بوجودك هنا.
- كيف ذلك؟
- من الشيطان حليفها.لكن لا سيطرة لهما على هذا العالم. على ما أظن أن هناك أمرا مريبا يخططان له علينا معرفته واعتقد إنه يخصّك جاك.دعوني أذهب الآن لمراقبتها.
قال لوش:
- قبل أن تذهب نريد سؤال عن شيء.
- قل بسرعة
- هل هناك طريقة نستطيع فيها الاتصال بالعالم الآخر؟
- لا أعرف طريقة معينة فكما تعرفان نحن لا ننام وهو عالم أعلى مرتبة من عالمنا.لكن لما هذا السؤال؟
- جاك يريد أن يتصل بانجلينا.
قال جاك:
- إنَّ انجلينا تزور سوزي في منامها أريد أن ألتقي بها قد تساعدنا فأنا خائف جدا على حياة سوزي
- آسف جاك لا أعرف أي شيء.دعوني أذهب وأراقب ماغي.
ذهب فيلب وعاد لوش وجاك إلى المقبرة قال جاك:
- سأذهب إلى المنزل لتفقد أحوال سوزي وطفلي.
انتقل جاك إلى منزله وكان فيه حبيبته وزوجة السيّد موركن شعر بالفرح لتواجد زوجات أصدقائه باستمرار مع حبيبته وطفله وان أصدقائه أوفياء له.كانت السيّدة موركن قد أحضرت كتاب للحوامل فيه بعض التمارين الرياضية وكانت تعلّم سوزي هذه التمارين كان جاك فرحا لما يرى. بعد أن انصرفت السيّدة موركن ذهبت سوزي إلى الحمام لتغتسل كان جاك يراها ويلمسها بصورة خفيفة ويداعب رقبتها بأطراف أصابعه قالت سوزي :
- جاك هل أنت هنا؟
سحب يده بسرعة وتفاجئ مما سمع ردّ عليها:
- نعم أنا هنا حبيبتي.
- لا أسمعك جاك لكنّي اشعر بوجودك ابق معي كي اشعر بالطمأنينة.
بقى معها داخل الحمّام وهو لا يصدّق ما سمع.أنهت حمامها وذهبت إلى غرفة نومها وقبل أن تضع رأسها على الوسادة قالت :
- جاك أعرف إنّك هنا لقد أخبرتني أنجلينا بذلك.
جاك يسمع ويصغي لما تقوله أكملت كلامها قائلة:
- أخبرتني انجلينا إنك لست معها وأنت تائه بين عالمين وإنك تزورني في المساء كنت أشعر بوجودك معي لكني لم أتخيل إنّك هنا. أنجلينا تريد أن تقابلك وأخبرتني بكيفية لقائكما.
كان جاك متلهف لمعرفة الطريقة وسعيد جدا لهذا الكلام قالت سوزي:
- سوف تلتقيا داخل عقلي عندما أنام كل ما عليك فعله هو أن تتبع الإشارات والباقي عليها.انظر حبيبي فعل القدر سنكون نحن الثلاثة معا أنت وأنا وهي وسأكون أنا الوسيطة بينكما.
أنهت سوزي كلامها وحاولت النوم لكنّها لم تستطع جلست في فراشها وقالت:
- يا الهي لم أستطع النوم آسفة حبيبي تعال ليلة غد سوف أحاول عدم النوم هذا اليوم وأبقى مستيقظة حتى المساء لكي أستطيع النوم.
بزغ الفجر وعاد جاك إلى مقبرته عنوة وقصّ على لوش ما حدث وكانا سعيديْن قال جاك:
- مودستي أريد مودستي.
- دعنا نبحث عنها
بحثا عنها في أرجاء المقبرة فوجداها وهي تتشاجر مع بعض الموجودين في المقبرة نادى عليها جاك :
- مودستي مودستي.
وبسرعة أتت إليه وقالت:
- حبيبي جاك لمَ تنادي عليْ؟
- أرجوك مودستي أريدك بأمر مهم جدا.
- انا مستعدّة للقيام بأي شيء تطلبه منّي.لكن ليس قبل أن تنفّذ رغبتي. أن تقبلني بحب وحب كبير.
- مودستي أنا أحب......
قطعت كلامه وقامت بوضع يدها على فمه قالت:
- لا تخبرني بأي شيء نفّذ رغبتي.
- حسنا سأفعل ذلك.
تقدّم خطوة منها وقبّلها بصورة سريعة من شفتيها وبعد أن انتهى قالت:
- ليس هذه القبلة التي أريد ليس فيها حب أو أي مشاعر حاول ثانية وإلا لن تحصل على مساعدتي.
تقدّم جاك مرّة أخرى وأغمض عيناه وبدا يقبّل شفتيها بحب ومشاعر كبيرين وعندّما انتهى قفزت مودستي عدّة قفزات ورفعت يدها إلى الأعلى وقالت:
- لقد حصلت عليها نعم هذا ما ابحث عنه
بدأ الموجودين هناك بالتصفيق والصفير قالت:
- اطلب منّي حبيبي ما شئت.
- أريدك أن تذهبي معي إلى منزلي هذا المساء.حبيبتي تنتظرني أريدك أن تعلميها بوجودي معها.
- لقد قبلتني من أجل حبيبتك! لو علمت الأمر لما وافقت لكن سأذهب معك في المساء.
حلّ المساء وذهب الاثنان إلى منزل جاك وعندما دخلت غرفتها قالت:
- جاك أنت هنا؟
نظر جاك إلى مودستي فقامت بتحريك السرير شعرت سوزي بالخوف والسعادة في آن واحد قالت:
- إذا استطعت تحريك السرير فأكتب لي على الورق.
ثمّ أخرجت من الدرج التي بجانب سريرها كرّاس وقلم ووضعته على سريرها قال جاك:
- مودستي تستطيعين الكتابة؟
- نعم استطيع ذلك.
- اكتبي ما أقوله لك.
قال جاك ومودستي تكتب:
- انا هنا سوزي.
شاهدت سوزي القلم وهو يتحرّك لوحده ويكتب على الكراس قالت:
- أشعر بوجود شخص معك.
- نعم إنّها مودستي الصغيرة هي من تكتب لك على لساني.

- افتقدتك كثيرا حبيبي.
- أنا أيضا افتقدك
- أتعلم لو لم أكن حامل لفعلت المستحيل لرؤيتك حتى لو اضطررت لقتل نفسي لأكون معك.
- أيتها المعتوهة لو فعلت ذلك لكنت في الجحيم.
- سوف أجن لا أستطيع العيش دونك وبدأت بالبكاء
- حبيبتي عليك أن تكوني أكثر صلابة ليس من اجلنا ولكن من اجل طفلنا القادم
- لم أعد أحتمل.أفتقد إلى لمساتك وإلى قبلاتك.افتقد إلى لمسه شعرك وأنت نائم إلى جانبي.
بدأت مودستي بالبكاء وقالت لجاك:
- إذا كنت تريد لمس حبيبتك أستطيع أن أجعلكما تشعران ببعض
- هل ما تقولينه صحيحا! أم تشفق علينا؟
- كلا جاك كل ما عليك فعله أن تدخل في جسدي وسأسمح لك بذلك. تستطيع لمس وتقبيل حبيبتك.
- اكتبي لها ذلك.
كتبت مودستي:
- أستطيع ان المسك استعدي لذلك
- حقا ما تقول!
- نعم
نهض جاك ودخل إلى جسد مودستي وجلس أمام حبيبته على السرير وأمسك يدها شعرت سوزي بلمسته قالت:
- أشعر بيديك حبيبي
رفعت يدها وبدأت تتحسس فروه شعره قالت وهي تبكي:
- أووووووه حبيبي أشعر بك
ثمّ احتضنته وأجهشت بالبكاء. بدأت بتقبيله من شفتيه وخديه ثم وضعت رأسه على فخذيْها ولا تزال تداعب شعره حتى مضى بعض الوقت.
خرج جاك من جسد مودستي بعد أن قال لها ذلك وقبلها من شفتيها قبلة وداع جميلة وعندما خرج قالت مودستي:
- لقد شعرت بالحب الذي بينكما وقبلتك لها لم تكن مثل قبلتك لي.
- هههه مودستي.
قالت سوزي:
- جاك أين ذهبت؟
كتبت مودستي عن لسانه:
- سوف يمضي الليل وأريد أن ألتقي بانجلينا لأمر مهم ستكونين حاضرة وتسمعينه بنفسك.
- حسنا عزيزي سوف اخلد إلى النوم لكي نلتقي نحن الثلاثة معا وتذكّر اتبع الإشارات.
وضعت سوزي رأسها على الوسادة ونامت طلب جاك من مودستي الانصراف ودخل إلى عقل سوزي الباطن كالمعتاد ظلّ يفتش بين رغباتها المكبوتة حتى سمع صوت موسيقى خفيفة ظنّ أنّه يعرفها بدأ يتبع ذلك الصوت حتى أصبح واضحا شيئا فشيء.كانت تلك الموسيقى نفس الموسيقى التي تصدر عن آلة البيانو التي سمعها في قصر انجلينا المسحور. عرفها إنها الإشارة ظل يتبعها إلى أن وقف في مكان لا يستطيع التقدّم أكثر ظهرت له انجلينا ومدّت يداها أعطاها جاك يده فسحبته بقوة فدخلا معا إلى قسم الشعور من عقل سوزي الباطن. نظر من حوله وكانت الصورة أوضح بكثير من قسم اللا شعور كما وأن عقل سوزي هيأ له مكانا جميلا هناك ستائر وردية اللون في كل مكان وأريكات بيضاء اللون تجلس سوزي على إحداها وتحته بساط ابيض ومطرّز بالأسود قال جاك:
- مرحبا أنجلينا مرحبا سوزي كيف حالكما
أجابا معا :
- نحن بخير
- لقد اشتقت إليك أنجلينا
ثمّ قام باحتضانها قالت أنجلينا:
- احذر فحبيبتك الأخرى هنا
- ليس هناك أخرى أنتما شخص واحد.
ثمّ ذهب واحتضن سوزي وجلس الثلاثة معا.بدأ جاك يحدثهما عن الحد الفاصل والموجودون فيه وسال انجلينا قائلا:
- كيف حال والداك وأخواتك؟
- جميعهم بخير والفضل يعود لك
قالت سوزي:
- انظر حبيبي أنا وانجلينا أصبحنا أصدقاء ولم اعد أغار منها حتى أنّي أشعر فعلا إننا شخصا واحد. أنا هي وهي أنا
- ألم أقل لكما ذلك من قبل؟ حقا أنجلينا لماذا قتلتني ماغي بعد كل تلك السنين؟ ما الذي تسعى إليه؟قولي بسرعة قبل أن ينفذ الوقت.
- لا تخاف الوقت هنا أكثر بأضعاف من الوقت في القسم الآخر من العقل الباطن سأطلعك على الأمر.إنّ ماغي تسعى وراء طفلكما.
خيّم الصمت قليلا ثمّ قالت سوزي:
- لماذا تسعى وراء طفلي؟ لم يصنع لها شيء.
- هي لا تريده بل الشيطان الكبير من يسعى له
- أرجوك انجلينا لقد بدأت أشعر بالخوف
- هذه هي الحقيقة وعلينا الخلاص من ماغي لقد تعاقدت مع الشيطان.أن تسلّم الطفل لقاء حريتها وتنفيذ انتقامها من جاك
قال جاك:
- وضحي أكثر انجلينا.
- بعد أن أنقذتنا وكشفت سحر سحرها المدفون في النافورة غضب الشيطان منها وحبسها لديه لمدّة سبع سنين وعندما علم بانّ سوزي حامل بطفلك تعاقد معها أن يطلق سراحها مقابل الطفل ولو لا هذا العقد لكانت سوزي وطفلك في عداد الأموات.
- لماذا الشيطان يريد طفلنا؟
- لأنه سيتمتّع بمواهب خارقة للعادة فطفلك يستطيع تحريك الأشياء عن بعد وقد ورثها منك ويستطيع التنبؤ بأشياء مستقبلية وضعتها أنا في عقله بداية حمل سوزي به.سيكون مفيدا للشيطان لتنفيذ مآربه إذا حصل عليه وأسباب أخرى يعلمها الشيطان واجهلها أنا.
قالت سوزي:
- أووووه يا الهي يبدو أني سأخسر طفلي كما خسرت جاك.
قال جاك:
- وما العمل أنجلينا؟
- علينا القضاء على ماغي.
- كيف نفعل ذلك؟
- لا اعلم الأمر سيبزغ الفجر قريبا ليلة غد نلتقي ثانية وبنفس الطريقة اتبع الموسيقى وسأكون بانتظارك وسنتحدّث في الأمر.
- قبل أن تذهبي أريد أن أحذر سوزي من الرجل العجوز المتسوّل فماغي تتلبس به.
في تلك الأثناء بزغ الفجر وعاد جاك إلى مقبرته وقص على أصدقائه ما حدث وكان الجميع حزينين لما سمعوا. قال لوش:
- لنذهب بداية المساء إلى فيلب ونقص عليه ما رويت لنا ونرى ماذا يقول.
- حسنا.




الفصل السابع
(موهبة جديدة قديمة)

حلّ المساء ذهب كلا من جاك ولوش إلى مقبرة فيلب وقابلاه وقصّا عليه لقاء جاك مع أنجلينا وما قالته له بالتفصيل قال فيلب:
- الآن عرفت سبب تردد ماغي بأجساد مختلفة إلى منزلك وما لا تعلمه ترددها على المول الذي تعمل به.
- لماذا لم تخبرني؟
- لم أرد أن أقلقك لكن اطمئن لقد اقتربت نهايتها.
- متى وكيف ينتهي هذا الكابوس؟
- كيف سأجد الطريقة المناسبة أمهلوني بعض الوقت ومتى قريبا جدا كن مطمئنا. إذا اجتمع عالمنا مع عالم الأحياء والأموات فلا مفرّ لماغي.لكن علينا الحذر فهي ساحرة قوية وذكية وتتمتع بدعم كبير من الشيطان.اذهبا الآن ودعوني ابحث عن الطريقة المناسبة لنهايتها.
انصرف فيلب. انتقل جاك إلى منزله للقاء أنجلينا في عقل سوزي وقبل منامها تحدثت بصوت مرتفع:
- أنت هنا جاك؟ أشعر بوجودك لقد أمضيت يومي وأنا خائفة من ماغي لقد بدأت أعيش كابوسا وانأ خائفة على طفلنا.قضيت يومي وأنا أترقّب وأحاول أن لا أقترب من أحد.هل معك من يكتب لي على الكرّاس؟
لم تكن مودستي مع جاك ولم يكتب لها احد عرفت أنّه وحده ولا يستطيع الكتابة. أخذت كبسولة مهدئة ثمّ وضعت رأسها على الوسادة ونامت.
دخل إلى عقلها الباطن واتبع الإشارات الصوتية إلى أن وصل إلى انجلينا وأدخلته إلى الجزء الواضح من عقل سوزي بعد إلقاء التحية قال:
- لقد سمعت كلامك سوزي يجب أن تكوني قوية وتحتفظي برباط جأشك كي نستطيع إنقاذ الطفل.
قالت انجلينا:
- لا تخافي عزيزتي فأنت تتمتعين بدعم كبير من عالم الأموات فانا وعائلتي كلنا معك ونحميك من أي مكروه.
قال جاك:
- انجلينا أريد إخبارك بأمر فيلب إنه في الحد الفاصل.
- أعرف ذلك وأعرف أننا نواياه حسنة عليك أن تستعين به فهو صادق في كلامه
- لقد هوّن عليّ الأمر وقال إنه سيبحث عن الطريقة للخلاص من ماغي ليكفّر عن أعماله السيئة.
- إنّه يعرف أخته جيدا ويعرف أساليب وطرق السحر القديمة أبلغه عني إنه كل من يساعد في إنقاذ طفلك يستطيع الانتقال إلى عالم الأموات وسيكون من أصحاب النعيم مهما كانت أعماله الماضية.
- سأبلغ الجميع.كما على سوزي الاتصال بوالديْ والعم ستيوارت وأصدقائي لمساعدتها في محنتها وعليها إخبارهم بما يحدث بالتفصيل قالت سوزي حسنا جاك إن كلامكما طمأنني سأخبر الجميع.
بزغ الفجر وعاد كلا من جاك وأنجلينا إلى عالمهم.كان لوش ومودستي بانتظاره قصّ عليهما ما حدث قالت مودستي:
- إذا ساعدتك في إنقاذ الطفل هل ادخل النعيم ؟
- نعم وأنا اضمن ذلك.
- سأساعدك بكل ما أوتيت من قوة
- أريدك أن تعلّميني تحريك الأشياء المادية كي أستطيع إنقاذ طفلي.
- سيشق عليك ذلك.
- لقد كنت أستطيع تحريك الأشياء عن بعد وأنا حي. أستطيع أن استعيد تلك القوى في لمس الأشياء المادية.
- سأعلمك جاك
- شكرا لك.اذهبي وانشري الخبر أنه من يقدّم أي مساعدة في إنقاذ الطفل ينتقل
إلى العالم الآخر وموقعه النعيم وكذلك سأفعل أنا ولوش.
ذهب الجميع لنشر الخبر في المساء انتقل جاك إلى مقبرة فيلب قص له ما حدث مع انجلينا وكان سعيدا لسماعه الأخبار عن الانتقال إلى عالم الأموات.قال:
- إذا أخبرتك انجلينا بهذا الكلام فإن تصديقه واجب. أنا أيضا لديَّ خبر مفرح لك لقد وجدت بداية الطريق للخلاص من ماغي.
بدأت الأخبار المفرحة تنتشر في الحد الفاصل وبدا أشخاص كثيرون يزوروا جاك في المقبرة ليلا ويعرضون عليه المساعدة وكان يشكرهم ويقول لهم:
- ليس الآن إلى أن يحين الوقت.
حتى أن كثيرا من أشخاص الحد الفاصل بدءوا ومن تلقاء أنفسهم بحراسة منزل جاك وحبيبته ليلا.
اتصلت سوزي بوالدي جاك وعمه ستيوارت وكذلك أصدقائه الذين لبّوا طلبها وحضروا إلى منزلها وقصّت عليهم القصّة كاملة. كانوا يبقون معها على التوالي ويحمونها بكل حب ووفاء.
كان جاك يتدرّب على تحريك الأشياء مع مودستي التي كانت تحاول معه وتضع له الكرات والصفائح القديمة كي يحركها لكنه يفشل في كل مرّة وتخترق يداه الكره أو الصفيحة. كان جميع من في مقبرته يتفرجون عليه وكلّهم أمل في نجاحه. كان يمضي نهاره في التدريب وليلا يزور أنجلينا وسوزي وأحيانا والداه وأصدقائه ويعود للتدريب نهارا.كلّما فشل بتحريك الأشياء يتذكَر طفله الذي في خطر وينهض من جديد.في احد المحاولات وضعت له مودستي احد الكرات قالت:
- اجمع قواك وركز ولا تشتت أفكارك واضرب الكرة.
سمع جاك ما قالته وأجمع أمره وضرب الكره بقوّة لكنها لم تتحرك لكن بعد قليل بدأت الكرة بالتدحرج بصورة بطيئة قالت:
- لقد تحرّكت لقد فعلتها جاك!
بدأ جميع المتفرجين بالتصفيق والصفير. شعر جاك ببعض السعادة و الأمل.وضعت له مودستي بعض الكرات والصفائح مرّة أخرى بدأ جاك يضربها لكنه فشل من جديد.قالت له:
- يبدو إن الطريقة السهلة لا تنفع معك سوف استخدم الطريقة الصعبة.
- ما هي تلك الطريقة.
- سوف تدخل إلى جسدي ونقوم بضرب الكرات والصفائح معا.
- قد لا تجدي نفعا أيضا.
- نفّذ ما قلته ألا تريد أن أنقذ نفسي من الجحيم؟
دخل جاك إلى جسدها ثم بدئا بضرب الكرات واحدة تلو الأخرى وعندما اندمج جاك وبدأ بضرب الصفائح انسحبت من جسده وبدأ يضرب الصفيحة وأخرى خارج المقبرة وعندما انتبه إلى مودستي جانبه توقف. قالت مودستي:
- لا تتوقف استمر.
فعلا عاود جاك الكرة من جديد وكانت الكرات والصفائح تضرب وتطير خارج المقبرة. كان جميع من في المقبرة فرحا لنجاحه.
استمر جاك على التدريب في حمل الأشياء والحصى وقذفها إلى أن اكتمل تدريبه قالت مودستي:
- الآن أصبحت جاهزا لقد أصبحت أفضل مني.
- شكرا هذا بفضلك.
في المساء ذهب إلى منزله وكان فيه والداه وبعض من أصدقائه انتظر حتى دخلت سوزي إلى غرفتها فلمسها وشعرت بلمسته قالت:
- جاك أنت هنا؟ هل معك أحد؟
ذهب إلى الدرج واخرج القلم والكرّاس وكتب لها:
- كلا عزيزتي لقد استعدت قواي استطيع لمس وتحريك الأشياء المادية.
- اوووه حبيبي أنت مميز أينما تكون.
أخذها في أحضانه وبدأ يتحدّثان هو يكتب وهي تتكلم حتى غلبها النعاس فنامت.دخل جاك إلى عقلها واستقبلته انجلينا وهيأت لهما سوزي مكانا جميلا اختاره عقلها قال:
- كيف تعلمين أني سوف ادخل إلى عقل سوزي وتكونين أنت فيه؟
- نحن في عالم أقوى وأسرع من عالمك حتى إننا نستطيع أن نراكم ونرى الأحياء أيضا لكن أنتم لا تروننا.
- هل عالمك أجمل من عالمي؟
- إذا كان موقعك في النعيم فهو أجمل من الدنيا والحد الفاصل. أما إذا كنت من أصحاب الجحيم فتتمنى لحظة واحدة كنت تعيشها في الدنيا أو الحد الفاصل.
- كلامك صحيح لقد شاهدت ذلك بعيني أناس يتعذبون في قبورهم وآخرين مسرورين فيها.أنجلينا هل والدتك انتقلت إلى عالمي عندما قتلتها ماغي؟
- نعم.لكنّها انتقلت إلى عالم القبر بعد أن أنقذتنا من السحر الذي ألقته علينا ماغي فانتقلت هي ووالدي إلى عالم القبر.
- والدك كان هنا؟
- نعم.
- لكنّ ماغي لم تزل على قيد الحياة وتتنقل بين الأجساد فكيف انتقلا؟
- لا أعرف السبب ربّما إنقاذك لنا كان سبب انتقالهما.
قالت سوزي:
- لم يبقى على ولادة الطفل سوى شهران وماغي ما تزال موجودة لقد بدأت اشعر بمراقبتها لي.
قالت انجلينا:
- ماذا فعل فيلب هل وجد الطريقة؟
- لا أعرف شيء سأذهب إليه في مساء يوم غد.
- لم يبقى على بزوغ الفجر شيئا.
- حسنا إلى اللقاء انجلينا إلى اللقاء سوزي.
عاد إلى مقبرته وقال لصديقه لوش:
- علينا الذهاب مساء للقاء فيلب.
في المساء ذهبا إلى فيلب وبعد إلقاء التحيّة قال فيلب:
- لقد وجدت الطريقة المناسبة للقضاء على ماغي.
أجابه جالك:
- حقا ما تقول! أعلمنا بها بسرعة أرجوك.
- على مهلك سيّد جاك سأخبرك بها أولا علينا إيجاد أثر لماغي سواء كان قديما او حديثا
قال لوش:
- ماذا تقصد بالأثر لا افهم ما تقول؟
- أي شيء يعود لماغي سواء لبسته أو لمسته قطعة قماش من ملابسها أو آنية أكلت بها. أما ثانيا فهو الحصول على العقد بين ماغي والشيطان الكبير.
قال جاك:
- من أين نأتي بورقة العقد هذه؟
- هههه ليس هنا ورقة مكتوبة بينهما وإنما العقد هو الكلام والكلام حدث في مكان وما يهم هو مكان العقد وعلينا أن نجلب منه تراب أو حجارة أو غيرها.
قال لوش:
- من أين نعرف مكان العقد؟
- أنا اعرفه انه مكان النافورة التي سقط فيها جاك وثالثا اشتراك العوالم الثلاثة للخلاص منها.
قال جاك:
- مكان العقد بسيط سنرسل أحدا ليجلب لنا بعض التراب أعرف مكانها لكن الأثر من أين نأتي به؟
قال لوش:
- نرسل مودستي لأخذ بعضا من ملابسها عنوة
اجابه فيلب:
- كلا فماغي تشعر بالخوف وهي تشعر بوجودنا ولن تدع أحدا يأخذ أثرا منها خاصة بعد أن بدأ الكثيرون من الموجودين في الحد الفاصل بحماية منزل جاك. هي تشعر بالخطر حتى إنّها لم تعد تطارد سوزي ولا تقترب من المنزل.
قال جاك:
- ما العمل؟
- لا ادري اطلب المساعدة من الأحياء لعلّ وعسى أن يساعدونا في شيء.
- سأفعل ذلك.
- هذا ما تحتاجه للقضاء عليها أما الخطة فهي كالآتي.
بدأ فيلب يشرح الخطة لهما بالتفصيل ودور كل عالم من العوالم الثلاثة. في مساء اليوم التالي دخل عقل سوزي وطلب منها أن تجمع والديه وعمه وأصدقائه الثلاثة وزوجاتهم وأن تحضر له سبورة و طبشور و ممحاة لكي يشرح لهم خطّة الإنقاذ بالتفصيل وطلب أن تحضر رجل دين لأنه جزء من الخطة. قالت أنجلينا:
- أنا اعرف رجل دين متمرّس خاصة في الأشياء التي تتعلق بالتلبس والسحر
ثمّ انتهى اللقاء.

الفصل الثامن
(الشيطان الكبير واللقاء)

كانت ماغي تشعر بالخطر من حولها ذهبت إلى بيت مهجور ووقفت أمام مرآة مهشّمة ثمّ بدأت تدمدم بكلمات غير مفهومة تبعث على السحر ثم سكتت. بعد قليل انفجرت المرآة المهشّمة وقبل أن تصل الشظايا إلى وجه ماغي عادت شظايا الزجاج إلى الخلف وظهر عليها وجه دميم المنظر له أنف كبير وعينان حمراوان طوليتان الشكل وعلى رأسه قرنان كبيران ملتويان. إنه الشيطان الكبير قال:
- لماذا استدعيتني ماغي ماذا تريدين؟
كان لصوته صدى ليس قويا ولا خفيفا أجابته:
- اشعر بالخطر من حولي سيّدي هناك أشخاص من الحد الفاصل يتبعونني وكثيرون منهم يحرسون منزل الطفل.
- ما الذي ترمين إليه ؟
- لا أستطيع جلب الطفل عند الولادة سأجلبه لك فيما بعد.
بدأ الشيطان بالصراح وبدأت صورته بالارتجاج جلست ماغي على الأرض ووضعت يداها على أذنيها ثم خرج رأس الشيطان ويداه الكبيرتان من المرآة وامسك بماغي من كتفيها ثم سحب نفسه داخل المرآة ومعه ماغي قال :
- انظري من حولك.
نظرت وإذا بها ترى نيران قوية مستعرة وكانت السنة اللهب قريبة منها وتشعر بحرارتها وهي بين يديْ الشيطان قال لها:
- أريد الطفل عند ولادته العقد هو العقد إذا لم تجلبي الطفل لي سيكون هذا مصيرك.
- آسفة سيّدي على ما قلت سأجلبه لك حتى لو كلفني ذلك حياتي.
بعد هذه الكلمات ألقى بها الشيطان خارج المرآة فسقطت على الأرض وعادت المرآة إلى حالتها الأولى.

في الصباح الذي يسبق موعد جاك وأصدقائه حظر رجل إلى منزله وكان يرتدي ثوب القساوسة ويرتدي في عنقه سلسلة تحمل الصليب ومعه حقيبة صغيرة يحملها بيده طرق الباب بعد قليل فتح له السيد مايكل الباب قال الرجل:
- مرحبا هل هذا منزل السيد جاك وسوزي؟
- نعم تفضل ماذا تريد؟
- أنا الأب جبراييل أتسمح لي بالدخول.
كان القلق يبدو على وجه السيد مايكل قال الأب:
- لا تقلق لقد طلبت مني أنجلينا أن أساعد سوزي.
- متأسف حضرة الأب تفضل بالدخول.أنا والد جاك.
دخلا معا إلى المنزل وجلس الأب في الصالة واخبر السيّد مايكل سوزي بقدومه ثمّ أتت إليه وقالت:
- مرحبا حضرة الأب المحترم.
- مرحبا أنت سوزي؟
- نعم كيف عرفت ذلك؟
- لأنك حامل وهذا واضح عليك.
شعرت سوزي بالخوف منه عندما سألها عن الطفل قالت:
- أيها هل الأب من أرسلك؟
- أنجلينا من أرسلتني لقد زارتني في المنام وقصّت عليّة القصة كاملة.لماذا يبدو على وجهك القلق؟ أعرف أنك ووالد جاك حذرين من الغرباء لا تقلقي طفلتي. هل يرتدي السحرة الصليب؟ كما إنّ ماغي لا تستطيع أن تتلبّسَنِ.
شعرت سوزي بالطمأنينة لكلامه كما وأن تقاسيم وجهه تبعث على الإيمان قالت:
- سوف أعد لك فنجان من القهوة.
- شكرا ولا تقلقي سننقذك وطفلك وسيكون له شأن عظيم.
- شكرا حضرة الأب.خذ راحتك بعد القهوة حتى يحل موعد اللقاء بجاك.
في المساء أعدّت سوزي ما طلب منها. حضر الأب ووالديه وأصدقائه وزوجاتهم وجلسوا في الصالة على الأريكات.أحضرت سوزي السبورة والطبشور والممحاة. طرق الباب عدّة طرقات ذهب السيّد جاكسن لفتح الباب. فتح الباب فلم يكن هناك أحد لكنّ جاك ولوش ومودستي وفيليب مرّوا من خلاله ولكنه لا يرى ولا يشعر بهم.كان باستطاعة جاك ان يدخل دون ان يشعر به أحد لكن أراد تنبيههم. بعد قليل أغلق جاكسن الباب ونظر إلى الجميع وهو مبتسم عاد وجلس قرب زوجته لم يعجبها أمر الابتسامة قالت له:
- لم أنت مبتسم لوحدك؟ ألا ترى الموقف؟
- ها أنا لا أبتسم.
- أغلق فمك
- حاضر عزيزتي.
سمع الجميع صوت عدّة طرقات على السبورة انتبهوا إليها وكانت السبورة موضوعة بحيث يراها الجميع بعد قليل ارتفع الطبشور وحده وكتب على السبورة( كيف حال الجميع أنا جاك) اندهش الجميع مما شاهدوا وبدأت والدته تمسك يد والده بقوة و تبكي قالت:
- كيف حالك يا طفلي العزيز؟
- أنا بخير أمي
بدأ جاك يسلّم على الجميع وخاصّة والديه وأصدقائه وشكرهم على وفائهم وموقفهم النبيل في مساعدته. وكانت الممحاة ترتفع وتمسح الكلام القديم من على السبورة وعندما يريد جاك التحدث يمسح ويكتب من جديد. كتب:
- من هذا الرجل الذي يرتدي زي القساوسة؟
أجابه الأب:
- أنا الأب جبراييل أرسلتني انجلينا للمساعدة في إنقاذ الطفل.
نظر جاك إلى فيلب فهزّ فيلب رأسه بالموافقة.كتب:
- شكرا لك أيها الأب على حضورك ومساعدتك. أرجوا من الجميع أن يركز سأشرح الخطة ودور كل واحد فيها.
قال لمودستي:
- اذهبي وقفي خلف الباب إذا شعرت بشيء قومي بطرق الباب حتى ننتبه.
- حسنا سأذهب.
نفذت مودستي ما طلب منها وكان كثيرين من الأشخاص من الحد الفاصل حول المنزل لحراسته وكذلك أنجلينا وعائلتها أيضا كانوا أعلى المنزل يحرسون المنزل ويمنعون أي شخص غير الموجودين لسماع الخطّة.

بدأ جاك بشرح الخطة بالتفصيل على الحاضرين ودور كل واحد منهم على حد وكان فيلب يتكلّم مع جاك وهو يكتب على السبورة وكانوا يتناقشون فيما بينهم إلى أن فهمك الجميع أدوارهم في خطة الإنقاذ.كتب جاك:
- لقد فهم كل واحد دوره لكن لدينا بعض المعضلات. الأولى إن المكان هنا لا يتسع لتنفيذ الخطة.
قال العم ستيوارت:
- في فندقي. سننفذها سوف افرغ الطابق الأخير المطعم قبل عدّة أيام من الولادة وسأحضر الممرضتين اللتين طلبتهما.
- شكرا لك عمي.لقد انتهت المعضلة الاولى اما الثانية.أريد أحد يتطوع ويحضر بعض التراب من النافورة المسحورة.
قال جون:
- سأذهب أنا وموركن لنحضر التراب نعرف موقعها بالتحديد.
- انتهت المعضلة الثانية بقيت الثالثة وهي الأهم والتي لم نعرف لها مخرج علينا أن نحضر أثرا لماغي أي قطعة من ملابسها أو آنية أكلت فيها.
وقف السيّد جاكسن وهو مبتسم نظر الجميع اليه قالت له زوجتة بصوت منخفض:
- اجلس لم أنا واقف سوف تقتلني! ولماذا أنت مبتسم!
جلس السيّد جاكسون.كتب جاك:
- لم نستطع أن نجد أثرا ولا طريقة لأخذه منها.
أجاب الأب:
- وما العمل هل هناك بديل؟
نهض جاكسن ثانية وابتسامته أكبر من التي قبلها بدأت زوجته تجره من ملابسه وتقول:
- اجلس بدأت أشعر بالإحراج لقد فضحتن .
- دعي قميصي سيتمزق أريد أن أتكلّم لماذا لا تدعيني صديقي جاك لديه معضلة وأنا عندي حلّها.
انتبه الجميع له وبدوا ينظرون إليه بغرابة قال:
- لدي الأثر فعندي قطعة من ملابس ماغي.
الجميع ينظرون أليه بغرابة وكأنهم لا يصدقونه حتى زوجته قال:
- اسمع جاك أتذكر عندما عدنا من القصر المسحور ووجدنا المرأة العجوز التي اختفت من بين ملابسها وسقطت الملابس على الأرض وبعدها اختفت النافورة عندما ذهبنا لم أصدّق ما حدث هل أنا في حلم أم حقيقة عندها عدت إلى مكان النافورة ووجدت الملابس فأخذتها ورجعت إلى المنزل ولا تزال موجودة عندي.
ترك جاك السبورة وبسرعة البرق ذهب عنده وبدأ يقبله من خديه قال جاكسن:
- إني أشعر بقبلاتك جاك كفى كفى أرجوك.بدأت أشعر بالغيرة وبدأ يضحك بصوت مرتفع.
عاد جاك إلى مكانه وكان الجميع يضحكون وفرحين لما قيل. قالت السيدة جاكسن لزوجها بعد إن جلس:
- لقد كنت أعرف إنك بطل حبيبي دعني أقبلك.
- إني بطل؟ لقد تمزق القميص بسببك دعيني
- اووووه حبيبي إني آسفة.
شرح جاك على السبورة عمل الأثر ومكان العقد ودورهما في الخطة وكتب:
- لقد اكتملت خطة الإنقاذ علينا الآن حماية سوزي بنفس الطريقة السابقة وان ننتظر موعد وضع الطفل وعلى سوزي أن تضعه عندما يحل المساء مهما كلّف الأمر.
انتهت الخطة بسلام ونجاح تام دون أن تعلم ماغي أو الشيطان الكبير أو أحد أعوانهما.قبل أن يخرج الجميع أعطاهم الأب جبراييل قلادات تحمل علامة الصليب وفيها بعض الآيات من الكتاب المقدّس وقال:
- عليكم أن ترتدوا هذه القلادات من الآن ولا تخلعوها إلى أن نقضي على الساحرة لأنها لا تستطيع أن تتلبس بكم وأنتم ترتدونها.
وضع الجميع القلائد حول أعناقهم وذهبوا إلى منازلهم وبقى جاك وبعضهم لكي يتحدّث إلى سوزي وعائلته.

ذهب السيّد جاكس وزوجته إلى منزلهم للبحث عن ثوب ماغي قالت زوجته:
- أتذكر أين وضعت الثوب؟
- في قبو المنزل أنا متأكد من ذلك.
ذهبا إلى قبو منزلهم وبدوا التفتيش عنه لكنّهم لم يجدا شيئا قالت زوجته:
- إذا لم تجد الثوب سوف أقتلك جاكسن فحياة سوزي وطفلها معلقة عليه.
- أنا متأكد أنه هنا عزيزتي.
كان يتحدّث وهو مبتسم قالت:
- لم أنت مبتسم ستصيبني بالجنون؟
- حبيبتي أجلبي لي سُلّم لكي أصعد على السقيفة.
ذهبت زوجته لتجلب له السلم وكان في احد زوايا القبو سقيفة صغيرة توجد عليها بعض الأغراض القديمة. جلبت السلم ووضعته على السقيفة ثم صعد عليها وبدأ يفتش بين الأغراض ويكلم نفسه:
- أين أنت أيها الثوب اللعين سوف تقتلني زوجتي.
وبينما هو يبحث وقع كيس أسود قديم بعض الشيء بين يديه فتحه وإذا الثوب داخله.قال لزوجته:
- حبيبتي لقد وجدته ها هو الثوب.
ونزل مسرعا من السلم فسقط أرضا ومن فوقه السلم. جاءت إليه زوجته ورفعت عنه السلم وكان منظره مضحكا رفع الثوب قال وهو يكح:
- هذا هو الثوب.
- اووه حبيبي أنت بطلي
- قبل قليل كنت تهدديني بالقتل الآن أصبحت بطل؟ أنت دائما هكذا لا تعطيني الفرصة.
- كنت أمزح معك حبيبي.
- عرفت أن إجابتك سوف تكون هكذا في الصباح دعينا نذهب ونعطي الثوب إلى الأب جبراييل.
في الصباح ذهبا إلى منزل جاك وأعطى جاكسون الثوب إلى الأب جبراييل ذهب جون وموركن إلى مكان النافورة وجلبا منه تراب بكل سهولة و أعطوه إلى الأب جبراييل أيضا كما وإن العم ستيوارت بدأ باستعداداته لليوم المنشود وأجّر ممرضتان وطلب منهما الاستعداد عندما يعطيهم الأمر.

مرّت الأيام عرف جاك وأصدقاءه بأن التحضيرات أصبحت جاهزة وكان يزور عائلته وأصدقاءه ويتحدثون ويكررون أدوارهم حتى حفظها الجميع.

أما ماغي فأصبحت متأكدة بأن هناك خطر محدّق بها خاصة بعد أن اتصلت ببعض السحرة أصدقائها لغرض المساعدة لكنهم رفضوا ذلك حتى شياطينها الذين يعملون تحت إمرتها رفضوا مساعدتها وبقت وحيدة دون أي مساعدة وتكلّم نفسها:
- علي المخاطرة فإذا لم افعل سأكون في نيران الشيطان الكبير وعذابه وإذا خاطرت قد أربح وقد أخسر فيجب عليّه المخاطرة.


كان الجميع في انتظار يوم






















الفصل التاسع
(خطة الإنقاذ)
بدأ اليوم المنتظر كان الجوّ صحوا وفي عصر مسائه بدأت سوزي بطلقات الولادة الأولى قالت لوالدة جاك:
- أشعر أني سألد اليوم أخبري الجميع بذلك.
- عليك الصمود حتى المساء. أتستطيعين ذلك؟
- نعم استطيع.
ذهبت السيّدة مايكل وأخبرت زوجها وقام بإخبار الجميع. أرسل العم ستيوارت سيّارة الفندق الكبيرة لأخذهم. ركب فيها السيّد والسيّدة مايكل وزوجات أصدقاء جاك الثلاث والأب جبراييل الذين ساعدوا سوزي بالركوب وانطلقت السيّارة إلى الفندق.نزل من الفندق العم ستيوارت وجون وموركن وجلبوا معهم حمّالة(سدية) وضعوا عليها سوزي وصعدوا بها إلى مطعم الفندق الذي أعده العم ستيوارت ليصبح صالة ولادة ومكان جيّد لتنفيذ الخطّة.عندما وصلوا صالة الولادة استقبلتهم ممرضتان جميلتان اختارهما العم على ذوقه.أخذا سوزي ووضعاها على السرير. لم يبقى على حلول المساء سوى بضع دقائق كان الجميع في صالة الولادة قال الأب:
- هل الجميع يرتدوا القلائد التي أعطيتها لكم؟
تفقّد الجميع قلائدهم وقالوا:
- نعم.
لم يعطي الأب قلادة لأي من الممرضتان ثم أخذ الجميع ما عدا والدة جاك والعم ستيوارت وزوجة موركن وأعطى كل واحد منهم كتاب مقدس وقرر لهم الصفحات الواجب قراءتها عند إشارته. أخذهم خلف ستائر قريبة من سرير الولادة و أجلسهم على كراسي حيث يصعب على الداخل رؤيتهم.
حلَّ المساء أتى جاك ولوش وفيلب ومودستي ومئات من الموجودين من الحد الفاصل كانوا يسدّون الشارع والمناطق القريبة من الفندق وسطحه والأسطح المجاورة. انجلينا وعائلتها كانوا في أعلى سماء الفندق حاضرين للمساعدة.دخل جاك إلى صالة الولادة وقبل دخوله طرق الباب وكتب على السبورة التي أحضرها العم ستيوارت:
- كيف حالكم.هل الجميع بخير ومستعد؟
قال الأب:
- نعم الجميع بخير وعلى أتم استعداد.
- حسنا عند الإشارة نبدأ بتنفيذ الخطة. سأذهب وانتظر خارجا.
بدأت سوزي بطلقات الولادة وكان يمسك يدها والدة جاك ومن جانبها زوجة موركن التي كانت تحثها على الدفع بقوة لكي يخرج الطفل.كانت الممرضتان أحداهما تقف أمام سوزي التي كانت على السرير ومغطاة بشرشف أبيض اللون ومتخذة وضع الولادة. كان اسم هذه الممرضة (تاتانيا) وكانت الأخرى تقف على جنب وتعطي المواد الطبيّة التي تحتاجها تاتانيا لغرض الولادة وكان اسمها(ميغ).بدأت سوزي بالصراخ عاليا والممرضة تاتانيا تقول:
- إني أراه ادفعي أكثر سوف يخرج الطفل.
بعد قليل خرج الطفل قلبته تاتانيا وصفعته على مؤخرته وبدأ الطفل بالبكاء.

كانت ماغي متلبسة جسم شابة جميلة سمعت بكاء الطفل الصغير قالت:
- حسنا تريدون أن تلعبوا فالنبدا باللعب.
كانت تقف خارج الفندق دخلت إليه وصلت إلى عاملة الاستقبال وبحجة حجز غرفة لمست يدها وانتقلت إلى جسدها.أتى أحد أصدقاء جاك إليه بسرعة التفكير وقال:
- لقد انتقلت ماغي إلى جسد عاملة الاستقبال وهي آتية إلى هنا.
- حسنا شكرا لك.
قبل أن تصل ماغي إلى صالة الولادة طرق جاك الباب ثلاثة مرات. انتبه الأب جبراييل إلى الإشارة وبعدها بقليل بدا الباب يطرق بقوة وعنف قال:
- رجاء آنسه ميغ افتحي الباب من فضلك.
قالت لها ماغي المتلبسة بجسد العاملة:
- أريد السيّد ستيوارت هناك شيء مهم يجب أن أطلعه عليه.
سمعها العم ستيوارت فصاح:
- إني مشغول الآن لا أريد أحدا أن يزعجني.
لمست ماغي الممرضة ميغ فانتقلت إلى جسدها وأغلقت الممرضة الباب وعادت إلى داخل الصالة طرق جاك الباب طرقة واحدة عرف الجميع أن ماغي متلبسة جسد الممرضة ميغ.لم يتدخل جاك أو احد أصدقائه. كانت الممرضة الثانية قد أنهت الطفل ولفته بقطعة قماش بيضاء. وحدثته بصوت رقيق:
- لقد انتهينا أيها الطفل الجميل.
انتبهت ماغي وشاهدت الأب عرفت أنها في موقع خطر لكن ليس لها من سبيل آخر عليها المخاطرة. قالت:
- دعيني احمله قليلا تاتانيا إنه طفل جميل.
قال العم ستيوارت:
- ليس قبل والدته.
أجابت تاتانيا:
- هذا هو عين الصواب.
تقدّمت وأعطت الطفل الصغير إلى سوزي التي ا أخذته بين ذراعيها ونظرت إليه وقبلته وقالت لوالدة جاك:
- انظري إليه إنه يشبه أباه كثيرا.
في تلك الأثناء دخل جاك وأصدقائه إلى الصالة تقدّمت ماغي إلى زميلتها بعدما عرفت أنها لا تستطيع الانتقال على أجساد الموجودين بفعل القلائد التي يحملونها ثمّ لمست تاتانيا فانتقلت إلى جسدها.شاهد جاك ذلك وأصدقائه طرق الباب طرقة أخرى فهموا ان ماغي انتقلت إلى الممرضة الأخرى قالت تاتانيا:
- دعوني آخذ الطفل وأضعه في سريره.
قالت زوجة موركن:
- ليس قبل جدته وأنا أيضا أريد حمله.
حملته جدته وبدأت تداعبه ثم أعطته إلى السيدة موركن كانا يجلسان بالقرب من سرير سوزي قالت السيّدة موركن:
- خذي الطفل آنسة تاتانيا.
فرحت ماغي لهذا القول اقتربت من السرير من الجهة الأخرى كان الأب جبراييل والعم ستيوارت يقفان أمام السرير من جهة رجل سوزي.عندما وصلت ماغي إلى جانب السرير ومدّت يداها لكي تأخذ الطفل. سحبا السرير بقوة هو والسجادة الحمراء التي كانت عليها فسقطت ماغي على الأرض.تقدّمت السيّدة مايكل والسيّدة موركن والطفل مع سرير سوزي الذي أصبح في الجهة الأخرى نهضت ماغي فقام جاك بدفعها بسرعة إلى الأمام فسقطت مرة أخرى. نهضت وحاولت التقدّم باتجاه السرير لكنها لم تستطع ذلك وهي تجهل السبب.نظرت إلى الأرض فوجدت نفسها داخل نجمة خماسية الشكل كانت السجادة الحمراء تغطيها وكان مرسوم عليها بعض الرسوم القديمة وبعض الآيات من الكتاب المقدس. حاولت ماغي الخروج منها لكنها لم تستطع ذلك دون أن ينفصل جسدها عن جسد الممرضة المتلبسة بها.إنها في مأزق رفع الأب الستار عن الأصدقاء الموجودين وأمرهم قائلا:
- ابدوا القراءة.
بدا الجميع القراءة بصوت مرتفع.بدأت ماغي بالدوران داخل النجمة الخماسية. أخذ الأب ماءا مقدسا ورشه عليها.بدأت بالصراخ واخذ الأب الكتاب المقدس وبدأ يقرأ على الصفحة المتعلقة بالشيطان. كانت ماغي تدور وتصرخ وتضرب الأرض برأسها حتى بدأ الدم يخرج من انفها. سقطت ممدة على الأرض قالت بصوت خفيف:
- فيلب أين أنت أعرف أنك هنا.
قال فيلب لجاك:
- اطلب من العم ستيوارت أن ينزع قلادته.
لمس جاك عمه لكي ينبهه ثم كتب على السبورة:
- عمي استيوارت أرجوك قم بنزع قلادتك.
نفذ العم ستيوارت ما طلب منه فدخل فيلب إلى جسده بطريقة لا يعرفها احد سواه تقدّم باتجاه النجمة الخماسية ثم وقف قال:
- ماذا تريدين ماغي؟ لقد قتلتني رغم إني لم أكن مذنب بل هو حليفك الشيطان من قتل والد أنجلينا.بعد أن أعمى ابنته.
- أرجوك فيلب ساعدني أنا شقيقتك سوف يقتلونني أترضى بذلك؟
- هذا جزائك لقد قتلتي الكثيرا من الأشخاص وافسدتي في الأرض وهذا جزاء الظالمين وأعوان الشياطين.
حاولت النظر إليه وهي ممدة على الأرض وقامت ببعض الحركات بعينها حتى تكسر قلب أخيها وقالت بصوت هادئ ورقيق:
- ساعدني أخي.
- كلا كلا ماغي يجب أن تموتي لننقذ البشر من شر أفعالك ثم هناك سبب متعلق بي أريد أن أتخلص من عذاب الجحيم ولن يحدث هذا إلا بالقضاء عليك.
خرج فيلب من جسد العم ستيورات ثم عاد العم ولبس قلادته تقدّم أشر له الأب ثم اخرج من أحد جيوبه التراب الذي أتوا به من مكان النافورة نثره العم ستيوارت على ماغي. عرفت أنه مكان العقد نهضت وبدأت بالصراخ:
- سأقتلكم جميعا.
كان صوتها يخرج وكأنه صوتيين صوتها الحقيقي وصوت الممرضة تاتانيا. بدأت تدمدم بكلام غير مفهوم بدأت الصالة بالارتجاج. طلب الأب من الموجودين أن يقرءوا بصوت أعلى واخذ يقرأ هو أيضا ويرش الماء على جسدها.بدأت تظهر في السماء غيوم سوداء ودخان أسود بدأت أنجلينا وعائلتها تدور في أعلى الفندق كون دورانهم هالة بيضاء. ثم ظهر وجه الشيطان ويداه الكبيرتان وهي تحاول الدخول من أعلى الفندق.قال فيلب لجاك:
- إن ماغي تستدعي الشيطان الكبير.
- أنجلينا وعائلتها تحمينا من الأعلى.
- يحتاجون إلى الدعم منا لان قواه كبيرة وقوية.
- حسنا اذهبوا انتم وأنا سأبقى هنا لتكملة الخطة.
ذهب أصدقاء جاك إلى اعلى الفندق وبدا لوش ومودستي بحث الموجودين من الحد الفاصل لمساعدة انجلينا وعائلتها بدءوا بالتحليق تحت الهالة البيضاء. فشكلوا مع الهالة البيضاء ألوان تشبه قوس قزح. كانت يد الشيطان العملاقة ووجهه قد بدأت باختراق الهالة البيضاء لكن بمساعدة جماعة الحد الفاصل بدا بالتراجع شيئا فشيئا حتى اختفت الغمامة السوداء.

كانت قوى الخير داخل أشخاص الحد الفاصل وانجلينا وعائلتها هي من غلبت قوى الشر لدى الشيطان فانتصر الخير على الشر.
بعد إن اختفى الشيطان وقف الجميع عن الدوران ورجع لوش ومن معه إلى صالة الولادة وقال لجاك:
- لقد هزمنا الشيطان فالنقض على ماغي.
كتب جاك على السبورة:
- أيها الأب اقضي عليها.
اخرج الأب ثوب ماغي ورش عليه ماء مقدس وبعض الزيت واخذ ولاعة وأشعلها.قالت ماغي:
- توقف وإلا قتلت جسد الممرضة.
أطفأ الأب الولاعة.قال فيلب لجاك:
- لا تستطيع أن تقتل الجسد الذي تتلبسه.
انطلق جاك بسرعة واخذ الولاعة من يد الأب والثوب أيضا واحرق الثوم و ألقى به داخل النجمة الخماسية.وقال:
- موتي أيتها اللعينة.
كان أصدقاءه متواصلون في قراءة الكتاب المقدس بصوت مرتفع بدأت ماغي بالصراخ ثم سقطت على الأرض نظر الموجودين إلى الأعلى وإذا بدخان أسود على هيئة ماغي الحقيقية وجسد الممرضة أسفلها قام الأب ومودستي بجر جسد الممرضة خارج النجمة الخماسية وكانت في حالة يرثى لها لكنها لا تزال على قيد الحياة.
حاولت ماغي وفي محاولة أخيرة أن تنتقل إلى الحد الفاصل فوقف كل من جاك وفيلب ولوش ومودستي والأب جبراييل على نهاية أطراف النجمة الخماسية وبدا فيلب يدمدم بكلام لا يفهمه أصدقاءه ولكن هذا الكلام كان يمنعها من الحد الفاصل.بعد قليل بدأ جميع من في صالة الولادة يسمعون أصوات مخيفة تصدر من جدران الصالة ومن أرضية النجمة الخماسية ثم ظهرت أشباح سوداء اللون مثل الخيال تحمل كلاليب في يدها أغرسوها بجسد ماغي الذي على هيئة دخان وبدأت بالصراخ ثمّ جرّوها واختفوا داخل أرضية النجمة الخماسية.
هذه هي الخطة بحذافيرها كل جزء فيها متفق عليه ومتوقع حدوثه وهي من أنهت ماغي وإلى الابد.


قال الأب:
- حمدا للرب لقد قضينا على الساحرة كفّوا أيها الأصدقاء عن القراءة.
توقف الجميع عن قراءة الكتاب المقدّس وهم فرحون بنهاية ماغي.نهضت الممرضة وكانت بخير.تقدّم جاك وأصدقائه حول السرير وشاهدوا الطفل وهو بخير وكذلك حبيبته وعائلته وأصدقائه كلّهم بخير. أنجلينا وعائلتها حاضرة أيضا قرب سرير الطفل ومسرورين لإنقاذه. بعد بضعة ثواني انفجرت من أرضية الصالة شعاع عريض أبيض اللون حتى اخترق سقفها إلى السماء أصبح جاك و أصدقائه باديين للعيان وكانت أجسادهم تتلألأ مثل أشعة الشمس قالت والدته:
- جاك إني أراك وأصدقائك.
نظر إلى يداه وأصدقائه وكانوا باديين للعيان.تقدم نحو الطفل وسوزي وأخذ يداعب بكف يديه وهي مقلوبة خدّ طفله وكانت يده تغرس نصفها عند ملامسته ثمّ لمس خد سوزي التي كانت الدموع تنهمر من عيناها ثم لمس أصدقائه جميعهم ثم قال وكان صوته يُسمع:
- شكرا لكم جميعا لولاكم لما كان طفلي وحبيبتي بخير.
بدأ الجميع بالبكاء وبدأ الأشخاص الموجودين من الحد الفاصل والذين ساعدوا على إنقاذ الطفل بالدخول إلى هذا الشعاع الأبيض وكانوا ينتقلون بشكل لولبي وعلى شكل صغير حتى يصعدوا إلى السماء قال جاك:
- هذه هي النهاية
قالت سوزي:
- أرجو أن تكون بخير في عالمك الجديد انجلينا بانتظارك لاتقلق على طفلنا الصغير.
- من لديه والدين رائعين وأصدقاء أوفياء وعم جميل لا يخاف على مستقبل طفله وحبيبته.
قالت والدته:
- الوداع جاك
- الوداع أمي.
قال الجميع:
- الوداع
- الوداع وشكرا لكم.
بدأ لوش ومودستي وفيلب بالدخول إلى الشعاع وانطلقوا إلى الأعلى وقبل أن يدخل جاك قال العم ستيوارت:
- هي جاك ماذا نسمي طفلك؟
التفت جاك وكان نصف جسده داخل الشعاع قالت سوزي:
- نسميه جاك الصغير.
ابتسم جاك وادخل جسده داخل الشعاع ثم ارتفع إلى السماء.بعد ذلك اختفى الشعاع الأبيض وعادت الصالة كما كانت.

ساد الصمت لعدّة لحظات بدأت النجفة التي في وسط الصالة تهتز لوحدها انتبه الجميع إليها ثم نظروا إلى جاك الصغير وإذا به ينظر إليها فتهتز. نظر بعضهم إلى بعض وبدوا بالابتسامة والضحك.


الفصل العاشر
(نهاية البداية)
ظهرت السيّدة ماكلن وهي محتجزة في زنزانتها لقتلها جاك. كانت تبدو غير طبيعية وكان في زنزانتها مرآة على الحائط بدأت تنظر إلى نفسها بالمرآة وإذا بانعكاسها يتحول ويأخذ شكل الشيطان الكبير وتخرج يداه من المرآة وتخطف السيّدة ماكلن وتدخل داخل المرآة.



انتهى



#بلال_مقبل_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (رواية انجلينا)
- رواية


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال مقبل الهيتي - رواية أنجلينا الجزء الثاني