أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال مقبل الهيتي - رواية















المزيد.....



رواية


بلال مقبل الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 23:09
المحور: الادب والفن
    


بسم الله الرحمن الرحيم


بقلم
بلال مقبل الهيتي



(الكتاب الاحمر)




العراق/هيت









المقدَّمة


لم أكتب هذه الرواية من محض الخيال ولا حقيقة الواقع وإنَّما رأيتها في منامي في 27/12/2011.
بعد كتابتي لرواية أنجلينا ونشرها على موقع الحوار المتمدِّن باللغة الانكليزية ضننت أنَّها ستكون أوَّل وآخر رواية أكتبها لكن تلك الأحلام العجيبة واعتقادي أنَّها من السماء وتحفَّها العناية الإلهيَّة دفعني لكتابة هذه الرواية رغم ضيق وقتي لكوني أعمل معاون قاضي في محكمة هيت ولديَّ أعمال ثانويَّة كثيرة إلا أنّي بدأت بكتابة أحد تلك الأحلام.لكنَّي توقَّفت عن كتابتها لكونها ميتافيزيقيَّة(ما وراء الطبيعة) أو ما بعد الموت. لخشيتي من تعارضها مع الأديان السماويَّة.

رغم حبّي الكبير للممثلة الهنديَّة (آشواريا) لكن بطلت حلمي كانت الممثلة (كارينا كبّور) في دور (روز) في هذه الرواية ولكوني أعيش في مدينة صغيرة تقع غرب العراق(هيت) لم أستطع ترجمتها إلى اللغة الهنديَّة ولعدم وجود مترجمين مختصين بهذه اللغة.
أرجو وأتمنى أن تدخل هذه الرواية الفرح والسرور على قلب من يقرأها









بلال مقبل الهيتي


الفصل الأول (الحدث)
كانت هناك فتات يافعة عمرها ثلاثة عشرة سنة ذهبت مع والدتها للتسوق من مول يدعى (الملتقى) وكان هذا ألمول يتكون من خمسة طوابق في الطابق لأول يوجد مقهى كبير وبعض المطاعم وفي الثاني والثالث والرابع محلات لبيع الملابس والطعام والمجوهرات وغيرها. أما الطابق الخامس فكان عبارة عن مكتبة عامة مقسمة إلى قسمين الأول للكتب والثاني للأقراص اليزرية. كان ألمول عبارة عن بناء دائري الشكل في وسطه فراغ وهنالك محجر من البناء يفصل ذالك الفراغ عن القسم المبني . وفيه درج كهربائي متحرك يربط لأقسام الخمسة للمول كانت الفتاة مع والدتها في الطابق الخامس قسم الأقراص الليزرية وبينما كانت الأم مشغولة بقراءة عناوين تلك الأقراص انتبهت الفتاة الصغيرة عبرة زجاج المحل وإذا برجل يكلم امرأة تضحك وتبكي في آن واحد وأخرجت قطعة قماش من بطنها والرجل كن يبكي ويحمل كتاب متوسط الحجم .وضعه أرضا وبدء يقترب منها شيئا فشيئا وهي ترجع إلى الخلف حتى جلست على حافة المحجر.وعندما وصل إليها دفعها بيده فسقطت تلك المرأة على الأرض وهي تصرخ بصوت مرتفع أثار انتباه جميع الموجودين فخرجوا إلى ذالك المحجر من جميع المحلات في كافة الطوابق لينظروا ما حدث .خرجت الأم وابنتها حال كافة الناس نظرت الأم من على المحجر إلى الأسفل وقالت :

- يا الهي انتحرت الفتاة
نظرت ابنتها إلى الأسفل وإذا نفس الرجل يحمل الفتاة والدماء تغطيها ويصرخ :
-الإسعاف اتصلوا بالإسعاف فورا. ويكرر القول
تذكرت الفتاة الكتاب الذي كان الرجل يحمله وأخذت تبحث عنه بين أرجل الموجودين فوجدته والتقطته. وضعته في الحقيبة التي كانت تحملها وفيها بعض الأقراص التي اشترتها من المتجر .
وبعد أن فضَ الحشد ذهبت الفتاة ووالدتها إلى المنزل وفور وصولهما صعدت الفتاة إلى غرفتها وقامت بنزع ملابسها ووضعتها بصورة مبعثرة في أرجاء الغرفة وفتحت دولابها وأخرجت (تراك سود رياضي) وردي اللون وارتدته ولازال الصورة التي شاهدتها في ألمول بذاكرتها. أخرجت الكتاب من الحقيبة التي وضعته فيها وكان احمر اللون قلبته الى الجهة الاخرى واذا عليه (قلب) مرسوم بشكل جميل كتب تحته (مذكرات عاشق) .
فتحت الكتاب على الصفحة الأولى وإذا بوالدتها تنادي عليها
- عزيزتي لقد جاء والدك من السفر.
رمت الفتاة الكتب على سريرها ونزلت مسرعة إلى والدها. ولكن الكتاب لم يسقط على السرير وإنما سقط في الجهة الأخرى على الأرض وكان السرير موضوع بالقرب من حائط في نهاية الغرفة ولا يفصله إلا حوالي متر واحد عنه.
وصلت الفتاة إلى والدها واحتضنته وقالت
- ماذا جلبت لي يا أبي من هدايا ؟ أريدها جميعها.
- جلبت لكي هذه الحقيبة الكبيرة يا عزيزتي.
قبلت الفتاة والدها وأخذت الحقيبة الكبيرة وهي تجرها بصعوبة ووالدتها تقول لها :
- على رسلك عزيزتي سوف تقعين من السلالم
- لأعليك أمي استطيع أن احملها
صعدت الفتاة إلى غرفتها وفتحت الحقيبة وأخذت ترتدي الملابس التي احضرها والدها وتنظر إلى المرآة تلبس وتنزع حتى نسيَت أمر الكتاب.نامت على سريرها والملابس والعطور الجديدة من حولها.
في الصباح ذهبت الفتاة إلى المدرسة ودخلت الخادمة الى البيّت وقالت لها الأم :
- أرجوك ضعي هذا الصندوق الخشبي في القبو بعد ان تنتهي من تنظيف المنزل
- حسنا ياسيّدتي.
- لاتنسي تنظيف غرفة طفلتي العزيزة
- لن أنسى ذلك.
أخذت الخادمة الصندوق الخشبي وكان خفيف الوزن . نظرت داخله وكان به بعض الكتب القديمة وبعض الصور والمجلات دخلت غرفة الفتاة وإذا بها مقلوبة رأسا على عقب. قالت في نفسها
- يا لتلك الفتاة المزعجة إنها لا تأبه لشيء .
أخذت الخادمة ترتب المكان وتضع الملابس في درج (الكنتور) الفتاة .
وهي تنظَّف الجهة الأخرى من السرير وجدت الكتاب وحملته بيدها وأخذت تلتقط بعض الأوراق المجعّدة من الأرض في اليد الأخرى وضعتها في سلّة المهملات.
وفي تلك الإثناء وإذا بالسيدة تناديها من الأسفل وتقول
- هل انتهيت من تنظيف الغرفة؟
- نعم سيّدتي انتهيت.
كان الكتاب الأحمر في يدها وعن دون قصد وضعته في الصندوق الخشبي من ارتباكها ونزلت على السلالم مسرعة وقالت لسيّدة:
- سأضع هذا الصندوق في القبو ثم أقوم بباقي التنظيف التي يحتاجها المنزل.
- حسنا أسرعي من فضلك.
نزلت الخادمة ووضعت الصندوق في القبو وصعدت إلى سيّدتها لتكمل عملها .







بعد مرور سبعة سنوات ؟



(الفصل الثاني)
الغرور

نزلت فتاة على السلالم مسرعة وكان والداها ينتظراها على مائدة الطعام وفور وصولها قالت:
- صباح الخير أمي صباح الخير أبي؟
- صباح الخير( روز). قالاها معاً
قالت الأم :
- لماذا لا تجلسين وتأكلين ؟ دائما مستعجلة؟
- لقد تأخرت عن المحاضرة الأولى حبيبتي.
كان الأب مبتسما قال للام:
- هذا غرور الشباب عزيزتي.
أكلت (روز) مسرعة وقبّلت والداها وقالت لهما:
- وداعاً. ولوّحت يدها وخرجت .
كانت (روز) في العشرين من عمرها وهي شابّة جميلة لها عينان زرقاوان ووجه مدوّر ويعلو خدّها الأيمن شامة جميلة. وكانت رشيقة الطول لها خصرٌ نحيف وجسمٌ جميل. كانت البنت الوحيدة لوالديها و مدللة لديهما. لايرفضان لها طلب ووفّرا لها جميع متطلبات الحياة الرغيدة من سيّارة وجهاز موبايل حديث وكومبيوتر (لاب توب) وارق الملابس والعطور .....الخ.
هذا الدلال أفسدها وكانت تعامل الآخرين بغرور وتكبّر ولا يعجبها ايِّ شيء حتى ولو كان في حقيقة الأمر يُعجبها.
كان والدها يحبّها كثيراً . وحتى إذا حاولت الأم في بعض الأحيان توبيخها أو لا يعجبها تصرّف من تصرّفاتها كانت روز تذهب إلى والدها وتشتكي له وكان الأب يذهب إلى الأم ويتعذّر عنها ويقول :
- إنها ابنتنا الوحيدة, لازالت صغيرة وغير ذالك من الأعذار.
خرجت (روز) بسيّارتها الجديدة المكشوفة والحمراء وعندما وصلت (بارك الكلية) وضعتها بصورة مخالفة وقال لها عامل البارك:
- يا آنسة لقد ركنت سيارتك بصورة مخالفة ؟
التفتت (روز) إليه وألقت بالمفاتيح وامسكها عامل البارك بصعوبة وقالت له :
- إذاً ضعها بشكلها الصحيح ودع المفاتيح داخلها. ومشت.
كانت ترتدي بنطال كاوبوي ضيّق وقصير وبدي زهري اللون والذي كان يُظهر مفاتن جسمها الجميل. وهي تضع ميك أب (ماكياج) خفيف لتُبيّن للآخرين أنّ جمالها رباني وليس مصطنع . وتدع شعرها الأشقر على طبيعته للسبب نفسه .
كانت تدرُس في كلية الاقتصاد فرع الإدارة والأعمال لتحقيق رغبة والدها الذي تحبه حباً جماً لكي تمسك في المستقبل شركة الإعلانات التي كان يمتلكها والدها.
دخلت إلى الكلية وهي تتمايل مثل عارضات الأزياء والهواء يدفع شعرها الجميل إلى الخلف وتفوح من خلفها رائحة العطر الزكيّة .والشباب يلتفتون إليها لينظروا إلى ذلك الجمال الطبيعي ويعاكسونها بالكلام . عندما وصلت إلى صديقاتها اللاتي كنَّ ينتظرونها في حديقة الكليّة الجميلة التي كانت الورود تحيطها ويكسو أرضيتها نبات الثيّل الأخضر والمصاطب منتشرة في أرجائها ليجلس الطلاب عليها وصلت (روز) إليهن وقالت مباشرةً:
- يا لهؤلاء الشباب لا يدعون الفتاة تمر بسلام دون أن يسمعوها بعض الكلام السخيف.
أجابت (هارا) :
- كيف لا يفعلون ذلك وهم يشاهدون ملاكا يمشي على الأرض
تبعتها (آنا) قائلة :
- هل يستطيع الشباب عدم النظر إلى الشمس وهي مشرقة ؟
نغزت (كريستين) (ليلي) وهمست في إذنها :
- يا لهذا الغرور.
قالت (ليلي) :
- لنذهب إلى النادي قبل بدء المحاضرة لنحتسي بعض القهوة .
كانت الفتيات الأربعة الصديقات المقرّبات إلى (روز).
(هارا و وآنا) على شاكلة (روز) مغرورتان أيضا.وكانتا جميلتان.أما (كريستين) كانت صديقة (روز) منذ إن كانتا طالبتان في الإعدادية .لكن (روز) قامت بأخذ صديقها منها في حفلة التخرج وبدلاً من الذهاب مع (كريستين) أغرته (روز) وذهب معها وهي لم تنسى ذلك. ولكن في نفي الوقت كانت تصرفات (كريستين) حكيمة بعض الشيء إضافة إلى أنها جميلة وتعرف (روز) بمجرّد النظر إلى عينها ولكن تصرفات (روز) المغرورة والمتعجرفة لا تعجبها إما (ليلي) فهي فتاة مغرورة ولكن بشكل اقل من الباقي وهي تحب جميع صديقاتها وتحاول التوفيق بينها إذا حصل خلاف وخاصة بين (روز) و(كرستين).
وكن معروفات في الكلية بغرورهن. كنّ في المرحلة الثالثة وفي نفس الصف وكنّ ماكرات. ويضعن المقالب خاصة في المراحل السابقة لذلك الشباب لا يتقربون من هن.
دخلن إلى النادي وجلسن على احد الطاولات وطلبن من عامل النادي بان يحضر لهن القهوة وكان العامل يرتدي الحذاء المدَولب ويوصل الطلبات إلى الطلاب. جلب لهن القهوة ووضعها على الطاولة وعندما التفت للذهاب قامت (آنا) برمي كتاب تحمله بيدها على الأرض عمداً فتعثّر العامل الذي كان شاب في السادس عشر من عمره واسمه (بولو) وقع على الأرض وبدأن يضحكن عليه أما هو فنهض ونفض التراب عن ملابسه ونظر من حوله وكان الجميع يضحك عليه فخجل ومشى باتجاه شاب و(روز) تنظر إليه وهو ذاهب إلى ذلك الشاب. قام الشاب بالطبطبة على كتف بولو ووضع له شيئا في جيبه وعلى ماتظن روز أنها نقود . رجع إلى المطبخ والذي كان في نهاية النادي ومرّ من جانبهن وهو يهز برأسه.
كانت كريستين تراقب عيني (روز) وهما ينظران إلى ذلك الشاب والذي كان اسمه (مارك9 وكان معهم في نفس الكلية ونفس المرحلة والصف.
كان مارك شاب محترم محب للطلاب ويساعد كل من يحتاج إلى المساعدة.سواء كانت ماديّة أو معنويّة أو دراسيّة إضافة إلى انه شاب جميل له أشقر اللون وطويل بعض الشيء وكان يمشّطه إلى الجانب الأيمن مرفوع قليلا إلى بصورة جميله وله عينان خضراوان وأنف جميل وكان متوسط الحجم له جسم جميل غزلته الرياضة .محبوب من قبل كلّ الطلاب .
الفتيات في الكليّة دائما من حوله وهو يجامل الجميع.
نظرت إليه (روز) وهو يضع النقود في جيب العامل وعندما خاطبتها (آنا) :
- روز أين نذهب اليوم بعد انتهاء الدوام ؟
كانت روز مازال تنظر إلى مارك. كررت (آنا) كلامها وروز لا تصغي لها. (كريستين) انتبهت إلى روز وهي تنظر إلى مارك وليست المرّة الأولى التي تلا حضها وهي تنظر إليه. وهي على يقين إن روز معجبة به ولكن غرورها وتكبرها يمنعاها من الذهاب والتحدث إليه وكذلك الاختلاف بينها في الطباع فهو شاب محبوب وهي شابة متعجرفة ومغرورة . انتبهت روز إلى كلام (آنا ) من كثرة التكرار وأجابتها :
- لن نذهب اليوم إلى أي مكان .
وبينما كن يشربن القهوة نهضت(كرستين) وذهبت باتجاه مارك وصلت إليه وبدءا يتحدثا (روز) وباقي الفتيات ينظرن إليهما. كانت الغيرة تأكل (روز)ولكنها لا تبين ذلك لغرورها وتكبرها.قالت ليلي:
- انظرن الى كرستين إنها تتودد إلى مارك!
أجابتها (هارا)
- إنها لا تتودد إليه بل معجبة به وهذه ليست المرة الأولى التي أراهما معا.
قالت( ليلي ) :

-إن مارك شابا جميلا ولطيف ولجميع يحبه.
أجابت (روز)
- لنذهب ستبدأ المحاضرة! قالتها بشيء من العصبية والغيرة
قالت (آنا):
- ألا ننتظر( كرستين )
أجابتها (ليلي)
- نعم سننتظرها باقي أكثر من ربع ساعة على بدأ المحاضرة الأولى. قالتها وهي تنظر إلى الساعة في يدها.
(روز) تنظر إلى (كريستين) وهي تضحك مع مارك وتتمزق من داخلها.
أنهت (كريستين) الحديث معه ثمَّ عادت باتجاه صديقاتها وتمشي بصورة مثيرة وتنظر في عينيّ (روز) وكأنها تقول لها اعرف ماذا يجول في خاطرك. فور وصلها الى الطاولة نهضت روز وقالت :
- هيّا بنا نذهب إلى المحاضرة .
ذهب الجميع إلى المحاضرة ودخلوا القاعة وجلسوا في أماكنهم ودخل (مارك) وجلس في مكانه أيضا. (روز) تنظر إليه و(كريستين) تشاهد نظراتها بطرف عينها دون ان تُشعرها بذلك. انتهت المحاضرة الواحدة تلو الأخرى وذهب الجميع إلى منازلهم.
بعد عدّة أيام وبينما كانت (روز) وزميلاتها يمشون في الكليّة ويبحثون عن (كريستين) لكي يذهبوا في المساء إلى نادي الرقص وكذلك ليتفقوا فيما بينهم على الرحلة التي أعدتها الكليّة إلى الساحل والتي تستمر لخمسة أيام . وعندما وصلن إلى حديقة الكليّة وإذا ب(كرستين) و(مارك) واقفان على جنب ويتحدّثان ويضحكان . وعندَّما شاهدت (كريستين) قدومهنَّ قرَّبت فاها من أذن (مارك) وهمست فيها وبدءا يضحكان . نظرت (روز) إليهما والنار تشتعل داخل قلبها ! قالت (ليلي) :
- تلك كريستين واقفة مع مارك لننادي عليها.
أجابتها (روز) :
- سوف ترانا وتأتي هي ألينا.
قالت (هارا):
- الم اقل لكنّ أنها معجبة به؟ هي لا تتحدّث معنا حوله لخوفها من أن نخطفهُ منها؟
قالت (آنا) :
- سواء تحدّثت أم لم تتحدّث إذا أردنا أن نخطفهُ منها قمنا بذلك برمشه عين .
أجابت (روز) :
- ومن هو حتى تتكلم حوله !؟ استطيع ان أغريه واخدعه مثل أي شاب بمجرد نظرةً منّي.
أجابتها (ليلي) :
- إنّ مارك ليس كباقي الشُبّان إنه محترم وذو أخلاق حسِنة ومحبوب من قبل الجميع ولا تستطيعين أنت ولا غيرك أن يوقع بيه .
أجابت (هارا):
- ماتقول (ليلي) صحيح إضافة إلى إنّ جميع شابّات الكليّة وحتى المراحل الأولى يتوددون له.
قالت (روز):
- أتراهنون على ذلك؟
أجابتها (آنا):
- نعم. نراهنك. ولكن من أي شيء الرهان؟
- حددوه انتنَّ وأنا اقبل به ولكن بشرط أن تساعدوني في الإيقاع به
قالت (هارا) :
- نعم سنساعدك بكل ما استطعنا.
قالت(آنا):
- أنا احدد الرهان . زجاجة من النبيذ الأحمر الفاخر والمعتق والتي تصل قيمتها حوالي 1000$ . موافقة على هذا؟
- نعم موافقة وأمهلوني حتى غد لوضع خطة لأوقعه في الشراك.
في تلك الأثناء أنهت كريستين حديثها مع (مارك) واتجهت إلى صديقاتها الأربعة . وعند وصولها إليهن قالت :
- مرحبا
- مرحبا
قالت (ليلي):
- لقد كنّا نبحث عنك لنعلم هل تأتين الليلة إلى نادي الرقص لكي نمرح ونتحدّث بخصوص الرحلة ؟
- إنّي أعتذر منكنّ لأني سأكون مع (مارك) في الرّحلة ولقد اتفقنا على ذلك .
نظرت الفتيات إحداهن إلى الأخرى وقالت (روز) لها:
- حسنا كما تشائين عزيزتي .
في المساء التقى الفتيات في نادي الرقص وعند جلوسهم على إحدى الطاولات قالت لهن (روز):
- لقد وضعت الخطّة وكل ما عليكنّ فعله أن ترغموا (مارك) على الجلوس بجانبي ونجبر (كريستين) على الجلوس بقرب(آنا) إما (ليلي)و(هارا) احتياط إذا حاول (مارك) الجلوس بقرب احد ما. وسأشرح لكم الخطّة بالتفصيل يوم الرحلة .واعدكم أنه خلال الرحلة سوف أغريه وأصوره على (الموبايل) وأريكم إياه . هل اتفقنا؟
أجاب الجميع:
- نعم اتفقنا .
قالت (آنا) :
- دعونا نرقص ألان.
نهضوا من مقاعدهم وذهبن للرقص .


جاء يوم الرحلة (روز) مستعدة لها حيث حزمت أمتعتها بعد إن وضعت فيها ملابسها المغرية التي تظهر مفاتن جسمها واختارتها بعناية فائقة وخاصة (مايوهات السباحة) والعطور الزكيّة .
في الصّباح ذهبت إلى مكان التجمّع فوجدت زميلاتها قبلها وقالت لهن
- هل انتن مستعدات لتنفيذ الخطة المتفق عليها؟
أجابوا:
- على أتم الاستعداد.
- حسنا. سأشرحها لكم بالتفصيل .سأصعد انأ وليلي إلى الحافلة ونجلس في مقعدين مختلفين إما (آنا) و(هارا) فينتظرا عند باب الحافلة . إذا جاءت (كريستين) قبل مارك تصعد (آنا) وتجلس قربها ولا تتحرك وعند مجيء (مارك) تصعد هارا إلى الحافلة وتخبرنا بذلك حتى نستعد له ونجبره على الجلوس بجانبي هذا أولا. إذا وصل مارك قبل كريستين تصعد (هارا) وتخبرنا بوصوله فنجبره على الجلوس بجابي وعند مجيء كريستين تلازمها (آنا) وتجلس بقربها . وفي كلتا الحالتين (آنا) تبقى مع كريستين ولا تنهض من مقعدها حتى لو طلب منها ذلك من قبل (مارك) أو (كريستين) أو أي شخص أخر. هذا ثانيا.
قالت (هارا):
- إذا أتيا أو وصلا سويا؟
- في تلك الحالة نقوم بعزلهما حيث تذهب (هارا) إلى مارك وتقول له أريدك في موضوع وتعزله عن كريستين ثم تأتي (آنا) إلى كريستين وتقول لها لنصعد إلى الحافلة أريد أن أحدثك بموضوع مهم وتجلس بجانبها ولا تنهض كما اتفقنا سابقاً. وهذا ثالثا
قالت ليلي:
- يا لكي من ماكرة ياروز!
ذهبت الفتيات كلاً حسب موقعه من الخطّة بعد قليل وإذا بكرستين قادمة وعند وصولها الى باب الحافلة وجدت(آنا وهارا) قالت لهما :
- صباح الخير
- صباح النور
- لماذا أنتما واقفتان أمام باب الحافلة ولم تصعدا؟
قالت (هارا):
- لا أريد الجلوس منذ الآن في الحافلة . وعندما يحين موعد تحرك الحافلة سأركب. ولكن (آنا) مستعجلة خذيها معك واصعدي للحافلة .
- حسنا هيا بنا(آنا) .
صعدتا إلى الحافلة وجلست كريستين بالقرب من النافذة وبجانبها (آنا) وقالت (كريستين):
- اسمعي (آنا) إذا حضر مارك انهضي واجلسي في مقعد آخر اتفقنا؟
- لا مانع عندي من ذلك ولكنّي اشعر ببعض النعاس لقد نمت متأخرة مساء أمس وأنا اعد العدّة للرحلة.
(روز و ليلي) تراقبان من الخلف ثم صعدت هارا مما يعني أنَّ مارك قادم عند صعودها وقفت خلف المقعد الذي تجلس عليه كريستين وآنا نهضت (ليلي) ووقفت خلف (هارا) ومن بعدهم كانت (روز) جالسة وبجانبها مقعد فارغ . عندما شاهدت (آنا) هارا تصعد إلى الحافلة نامت كذباً . وعند وصول مارك بالقرب من مقعدها وقف وانتظر نغزت كريستين (آنا) ولكنّها لا تنهض .بقى (مارك) واقفا ولكن (آنا) لم تتحرك . نهضت كريستين من مقعدها وقالت له:
- انتظر مارك سوف تصحو. (آنا, آنا) اصحي أرجوك . لكنّ (آنا) لا ترد ومستغرقة في النوم .
قالت (هارا) : التي كانت واقفة خلفهم
- دعيها (كريستين ) ألا ترين إنها تعبة ونائمة ؟ توجد مقاعد فارغة كثيرة .
أنحرج مارك من هذا الموقف وقال:
- دعيها أرجوك فهي نائمة سأجلس في مقعد آخر.
مشى مارك في وسط الحافلة شاهد مقعداً فارغا بجانب احد أصدقائه الأعزاء لكن بسرعة وقبل أن يصل إليه (ليلي) جلست فيه . مشى في وسط الحافلة إلى أن وصل المقعد الفارغ بجانب (روز) . كانت (هارا) تمشي أمامه تحسبا لأي طارئ ثمّ إنها لم تجلس بجانب (روز) مشت إلى الإمام ومارك خلفها حاول إن يجتاز المقعد الفارغ بجانب (روز) شعرت أن مارك سيفلت منها لذلك قالت له :
- اجلس هنا . المقعد فارغ . وكانت تجلس هي على المقعد الأول والمقعد الذي بجانب نافذة الحافلة هو الفارغ .
- لا أريد مضايقتك سأجلس في مقعد آخر .
أرادت روز استفزازه لكي يجلس فقالت:
- لماذا لا تجلس أنت خائفٌ منّي ؟
- ولماذا أخاف منك ؟ ولكني لا أعرفك .لا أريد أن أتطفل عليك .
- أليس أنت مارك ونحن في نفس الصف؟ اجلس ولا تخف.
- سوف أجلس واعلمي أني لا أخاف لا منك ولا غيرك.
نهضت روز ودخل هو إلى المقعد بجانب النافذة ثم جلست في المقعد قربه. نظرت كريستين إلى مارك وإذا هو جالس بقرب روز .عرفت أنّ صديقاتها يدبرن مكيدةً ما. قرصت (آنا) من ساعدها وقالت :
- أيتها الماكرة ماذا تريدين أنت وباقي صديقاتك أن تفعلن؟ لكن (آنا) تململت وعلى أساس أنها نائمة قالت:
- دعيني أمي أريد أن أنام قليلاً. ووضعت ساعداها على المقعد الذي أمامها ثم وضعت رأسها على يدها والتفتت إلى الجهة المعاكسة واستغرقت في النوم .
أمّا (هارا) عندما شاهدت مارك بجانب روز جلست في آخر الحافلة . صعد احد معدّي الرحلة ونادَ على أسماء الحاضرين وأشّرهم في ورقة يحملها في يده وانطلقت الحافلة.
(روز) ذكية وتريد التحدث مع (مارك) قالت :
- اعتذر منك إذا صدر كلام منّي أزعجك
- لا حاجة إلى الاعتذار إنّك لم تقولي شيئاً أزعجني.
- إذا كنت أزعجك فخذ مقعد آخر
- على العكس أنت لا تزعجيني في شيء وأنا شاكر لكي إذ أفسحتي المجال لي وجلست بجانبك .
- هل نقضي طريق الرحلة بالرسميّات ؟ أشكرك وغيرها من الألفاظ ؟تصرَّف على طبيعتك . كانت (روز ) تحاول التودد له لتنفيذ مآربها وتتصرف معه على غير طبيعتها من تعجرف وغرور. ودائما ما تبدأ بالكلام .قالت له:
- أتعرف ذلك اليوم في النادي لم أقبل بتصرفات (آنا) عندما أوقعت (بولو) المسكين وإنّي وبّختها على فعلتها واعترف لك إنّ صديقاتي مغرورات وأنّي أكره تصرفاتهن وعلى الأخص (آنا و هارا) ولكن ماذا افعل؟ فهنّ صديقاتي وأنا أحاول أن أقوِّم سلوكهن ولكنهن متعبات ومزعجات.هل تقترح أيّ شيء بهذا الخصوص؟
- هنّ صديقاتك والأمر بسيط قولي لهنّ إن تصرفاتهن خطأ وتؤذي الآخرين لعلّى وعسى أن يصلح شأنهم .
(مارك) في داخله متعجّب من كلامها وبدا يعتقد أنه كان مخطأ بحقِّها ولكن في نفس الوقت هو خائف بعض الشيء لأنه معجب بها وبجمالها لكن اعتقاده بأنها مغرورة ومتكبّرة يمنعه من الحديث إليها.
قالت (روز)
- (مارك) أنت شاب محبوب من قبل الآخرين وتحب الجميع وتساعدهم لماذا لا تعلّمني أن افعل مثلما تفعل أنت. فأنا أريد التغيُّر إلى الأحسن واعرف إنك تساعد الجميع . وخاصّة إننا في هذه الرحلة فهذه فرصة أريد أن استغلّها ماذا تقول؟
- لا مانع عندي . ولكن ماذا أعلمك ؟ ذلك شيء واضح
- لا أفهم كلامك وضّح أكثر
- أحبي الجميع وتصّرفي معهم بطيبة قلب فيحبوك من قلوبهم
- أنا أسرف في الكلام وأسأل واطلب وأنت تجاوب بأقصر الكلمات تكلّم قل شيئاً؟
ابتسم مارك من قولها وقال :
- لا أعرف ما أقول.
استمرَّت (روز) بالكلام وبدأ مارك يتجاوب معها إلى أن وصلت الحافلة مكان الر حلة على الساحل. نزل الطلّاب من الحافلة لكن روز لم تنهض من مقعدها وبقيت تحتجز مارك قال لها:
- ألا نترجَّل من الحافلة ؟
- الوقت مرَّ بسرعة إني لا أتذّكر شيئاً من الطريق. سوف نترجَّل من الحافلة ولكن لديَّ طلب أكرره عليك وأرجو أن لا ترفضه
- تفضلي؟
- أريد منك أن تبقى معي في هذه الرحلة إلا إذا كنت مرتبط مع احدهم.
- ماذا تقصدين بمرتبط ؟
- (كريستين)
- كل من في الحافلة هو صديقي تقريبا أمّا كريستين فهي زميلتي مثل باقي الطلاب ولا شيء خصوصي يربطني بها .أهذا ماتحاولين الوصول إليه؟
- لقد قلت نعم بكلامك هذا .
نهضت ونزلت من الحافلة ونزل مارك خلفها .
كانت (كرستين) تنتظر مارك وعند نزوله من الحافلة قالت:
- (مارك) أنا آسفة على ما حدث في الحافلة
- لا عليك
- هل تبقى معي حتى تنتهي هذه الرحلة.
- متأسف جدا لقد وعدت شخصا أخر.
اصفر وجه (كرستين) وهي لا تعرف ماذا تقول أو تفعل .بقيت في مكانها وعرفت داخلها ان هذا الشخص هي (روز)
في تلك الإثناء قال مارك:
- اسمحي لي . تركها وذهب.
جاءت (آنا) وشبكت ذراع (كرستين) وقالت:
-لا تحزني عزيزتي ستجدين شابا أفضل منه.
نفضت كرستين ذراعها وقالت:
- اتركيني ولا تقتربي مني أنت السبب في هذا كله.
ضحكت (آنا) وتركتها وذهبت باتجاه الطلاب .

أعطى منظمو الرحلة لكل طالب خيمة صغيرة تكفي شخص واحد وكرسي عند فتحه يصبح سريرا وقال احدهم:
- اذهبوا واختاروا الأماكن التي تحبون ونصبوا خيامكم وليبدأ المرح.
(روز) لا تزال تغزل شباكها لتوقع بمارك التفتت من حولها لم تجده نادت:
- مارك أين أنت
- أنا خلفك
- هل يمكنك أن تأتي إلى هنا لو سمحت.
اقترب( مارك) منها وقال:
- ماذا حدث هل هناك خطب ما ؟
- كلا. لكن أريد منك مساعدتي في نصب الخيمة فأنا لا اعرف شيء وسوف أساعدك أنا أيضا.
- حسنا هيا بنا نفعل ذلك .
ذهب الاثنان ونصبا الخيمتين بالقرب من بعضهما وعندما انتهيا تقدمت( روز) باتجاه مارك وقربت شفتها من شفتيه وقالت:
- لا اعرف كيف أشكرك على المساعدة.
أنحرج ( مارك) من هذا الموقف ورجع إلى الخلف قال:
- لا داع للشكر أنت أيضا قدمت المساعدة.
نصب الطلاب خيامهم وارتاحوا قليلا ثم خرجوا بعضهم ذهب للسباحة وبعضهم ذهب للعب كرة الطائرة الشاطئية والآخرين يستمعون الأغاني الصاخبة ويرقصوا عليها..........الخ
أمّا (روز) فقد لبست ملابس السباحة ( مايو) وكان مغري جداً خاصّة وأنها كانت تمتلك قواماً جميلاً. ذهبت إلى خيمة مارك ونادت :
- (هي مارك) أين أنت ؟ هيّا لنذهب للسباحة على الشاطئ
- لحظة واحدة إني ارتدي ملابس السباحة
بعد قليل خرج مارك من خيمته ونظر إلى (روز) ووقف مكانه كانت ساحرة وفاتنة وجميلة جدّاً قالت له:
- ماذا بك ؟ لنذهب ونستمتع بالماء. ألا تعجبك ملابسي؟ وقامت بالدوران حول نفسها لتريه ملابسها
قال لها:
- إنّها جميلة جداً خاصة وأنتِ تردينها
- اووووه أنت تجيد الكلام يبدو إنك ليس سهلاً؟
تلعثم (مارك) بكلامه وقال:
- كلا ولكنّي أحب هذا اللون فقط.
- لا عليك عزيزي فأنا أستمتع بالمديح خاصّة إذا صدر منك .
ذهبا إلى الشاطئ وسبحا معاً وهنالك بعض الطلاب يسبحون بقربهم . بدأت روز برشق الماء على مارك هو أيضا قام بذلك. ثمَّ ذهبا واستلقيا على الرمال الحارّة قال (مارك):
- أتعرفين روز لم أستمتع بحياتي مثل هذا اليوم أشعر باني سعيد جداً.
- أنا أيضا سعيدة خاصّة وأنت بالقرب منّي .ثم أخذت حفنة من الرمال ووضعتها على وجهه نهض وذهب إلى حافّة الشاطئ غسل وجهه وقال لها :
- حسنا سأريك. فركضت روز ولحقها مارك ثمّ امسك بها من قدمها فسطت أرضاً وهو ينظر إليها ثمّ نهضت وقفزت في الماء ثمّ تبعها وهما يضحكان. نادت (ليلي):
- (روز) هيّا أنتي (ومارك) لنستعد لحفل الشواء .
- حسنا سنأتي .
ذهبت روز إلى خيمتها ومارك أيضا وبدّلا ملابسهما واستعدّا لحفل الشواء .حولت كريستين التقرُّب من مارك لكن (آنا) و(وهارا) وفي بعض الأحيان (ليلي) كنّ لها بالمرصاد .كما وإنّ (ليلي) بدأت بالتقرُّب من صديق مارك ويدعى (ستيف) وحصل بينهما نظرات إعجاب واستحسان وكانا يمضيان الوقت معاً. بدء حفل الشواء واستمتع الطلاب بأكل اللحم المشوي وشرب (البيرا) ورقصوا حتى تعبوا ثم ذهب كلاً إلى خيمته .
قبل أن تنام روز وهي مستلقية على السرير شعرت أنها سعيدة جداً وهي بالقرب من مارك . في الصباح استيقظ الطلاب وبدءوا بالمرح من جديد . كان مارك وروز لا يتفا رقا .
في اليوم الثالث للرحلة بينما روز ومارك يلعبان كرة الطائرة الشاطئية مع (ليلي وستيف) وإذا ب(ستيف) يضرب الكرة بقوّة باتجاه روز شعر مارك أنًَِّ الكرة ستحطم وجه روز بسرعة كبيرة قفز إلى روز ودفعها على الأرض فسقطت وهو أيضا سقط فوقها وكان وجهه ملاصق لوجهها .قال:
- كانت الكرة قويّة وشعرت أنها ستحطم وجهك
- أتعرف أنَّ لك عينان جميلتان وشعر أجمل. بدأت تداعب بأصابعها شعره ! وعينها تنظر مباشرة إلى عينه نهضَّت رأسها وقرَّبت شفتاها من شفتيّ مارك وقبلته وهو أيضا بادلها القُبلة. جاء ستيف وليلي مسرعان قالت (ليلي):
- هل حدث مكروه
أجابت روز:
- لا لم يحصل شيء إنَّه مجرد حادث لا أكثر.حسنا لنكمل اللعب
نهضا وأكملا اللعب وبعدها ذهبا إلى خيامهم جاءت (آنا) إلى خيمة روز وقالت:
- يبدو أني كسبت الرهان!
- لم تنتهي الرحلة بعد
- لكن أشعر إنك تحبين مارك حقيقة ولست أنا فقط بل جميع من في الرحلة يشعرون بذلك
- حسنا الليلة سأنهي كلَّ شيء وغدا أحضري زجاجة النبيذ معك.
خرجت (آنا) من خيمة روز وبعد قليل نادَ مارك قائلا :
- روز هيّا بنا نتناول بعض الشراب
- انا لا استطيع أن أذهب أشعر ببعض التوعك .ولكن حسنا سأخرج ولكن سنعود بسرعة
- حسنا .
خرجت روز من خيمتها وهي تصطنع المرض مشت مع مارك قال لها:
- ماذا بك هل تشعرين بأنك مريضة
- أنا بخير تناولت حبتي أسبرين
- هل آخذك إلى الطبيب ؟
- لا حاجة إلى ذلك إنها بداية (الإنفلاونزا ) أنا اعرفها.ولكن لي طلب عندك ؟
- اطلب ما شئتِ
- أريدك أن تأتي إلى خيمتي ليلاً لتؤنسني بعض الوقت أخاف أن تصيبني الحمّى الشديدة ولا يوجد احد بقربي وأنت تعرف صديقاتي إنهنَّ لا يبالين لشيء وإلا لطلبتُ ذلك منهن .
- حسنا سوف آتي إليك
ذهبا وتناولا بعض الشراب ولا تزال تدّعي المرض ثم ذهب كلاً إلى خيمته.
في المساء بدأت روز تعد العدّة لتوقع ب(مارك) ضبطت جهاز (الموبايل) على الفيديو وأخذت تترقب مجيئه وعندّما أتى ضغطت على زر بدء التصوير .ووضعت الموبايل في أعلى الخيمة في مكان لا يستطيع أن يراه مارك . ثمَّ ذهبت مسرعة إلى السرير وتغطَّت. وصل مارك قرب باب الخيمة فقال بصوت منخفض:
- (روز) هل أنت مستيقظة ؟
- نعم (مارك) ادخل من فضلك
دخل (مارك) وقال:
- كيف تشعرين الآن؟
- على أحسن حال يبدو أنها (أنفلاونزا) خفيفة . مارك اقترب منّي اكثر أريد أن أسألك اقسم لي إنك ستقول الحقيقة
- أقسم أن أقول لكِ الحقيقة
- ماذا أعني لكي ؟
- لقد أقسمت أن أقول الحقيقة ولكن حددي ماذا تقصدين بكلمة أعني لكي؟
- هل تحبُّني؟ وأقصد علاقتي عاشقين.سكت مارك لبضع ثواني ثم قال:
- أنا أحبك بحق! ومعجب بكِ! من المرحلة الأولى
- ولماذا لم تتقرَّب منّي منذُ ذلك الحين؟ وتذكَّر أنك مازلت تحت القسم.
- في الحقيقة كنت أضنّكِ مغرورة ومتعجرفة وكنت أسترق النظرات إليك من حين إلى آخر.
- ما قولك ألآن ؟
- لقد كنت مخطئاً بحقَّك وأنا متيمٌ بكِ
- اقترب مني أكثر
اقترب منها مارك وتبادلا القبل ثمَّ قالت:
- حسنا أني أشعر بتحسُّن كبير خاصَّة بعد حديث الحب هذا
- حسنا أنا ذاهب إلى خيمتي
- كما تحب
خرج (مارك) من خيمتها وهو سعيد جدا لمصارحة (روز) بحبه . ذهب إلى خيمته وستلقى على سريره واخذ يفكر في علاقته المستقبلية معها ثم غط في نوم عميق.

في الصباح استيقظ متأخرا وبينما هو في طريقه إلى الشاطئ ليغسل وجهه وإذا بكل شخص يصادفه في الطريق ينظر إليه ويضحك (مارك) مستغرب ! لماذا الطلاب ضحكوا ؟ ذهب إلى الشاطئ واغتسل . في طريق عودته صادف احد أصدقائه قال له :
- صباح الخير
- صباح الخير أيها العاشق
شعر (مارك) إن هناك خطب ما نظر أمامه وإذا (روز) على مرمى منه وبعض الطلاب من حولها . شق طريقه للوصول إليها وفي الطريق شاهد الطلاب وهم يحملون جهاز (مبايل) ينظرون إليه ويضحكون ! فور وصوله قالت له (هارا):
- هل شاهدت التصوير الجديد
- كلا
- خذ انظر إليه
أخذه ونظر إلى التسجيل وإذا! كل ما قاله وفعله البارحة في خيمت (روز) مسجل صورة وصوت على (المبايل) . قالت (آنا)
- لقد كسبت الرهان (روز) وهذه زجاجة النبيذ الفاخرة لك لقد استطعت أن توقعي (بمارك) خلال أربعة أيام. ثم أعطتها لها
سمع (مارك) الكلام والطلاب من حوله يضحكون. لم يتفوه بأي كلمه. احمرَّ وجهه وخر الدمع من عيناه .وجَّه نظرهُ إلى عينا (روز) تقدَّم إليها وعندما حاولت الكلام صفعها بالألم على خدها ! ثم استدار وذهب إلى خيمته . قالت( كريستين) (لروز):
- ماذا فعلت أيتها المتعجرفة ! أليس لديك قلب ؟ كيف تستطيعين جرح مشاعر الآخرين هكذا من اليوم أنت لست صديقتي. وتركتها وذهبت
نظروا الطلاب الموجودون إلى (روز)وصديقاتها باستهجان واحتقار ثم انفضّوا من حولهم
خاصة وان غالبيتهم يحبوه ( مارك).

حزم (مارك) أمتعته وترك الرحلة ثم تبعه صديقه (ستيف) حاولت (ليلي) منعه قائلة :
- أرجوك (ستيف) لا تذهب وابقَ معي .
- كيف تجرئين على التحدَّث معي بعد الذي حدث ؟
- لا ذنب لي (روز) من خطط لذلك.
- كنت تعلمين نواياها الخبيثة ولم تحذّري (مارك) أو تخبريني لأحذره؟ أنت على شاكلتها لا تحدثيني بعد الآن. ثم تركها وذهب .

لم يبقى على نهاية الرحلة سوى يوم واحد . لكنه أسوَء يوم مرَّ على (روز) ؟ قاطعها وصديقتها جميع طلاب الرحلة حيث كانوا لا يتحدثوا أو يلعبوا أو يأكلوا معهن حتى سائق الحافلة عندما صعدت (روز) نظر إليها باستهجان وهزَّ رأسه يمينا ويسارا ! ثم أغلق باب الحافلة وانطلق عائدا بالطلاب إلى منازلهم .

وصلت (روز) إلى منزلها وعند دخولها ألقت التحية على والداها اللذان كانا جالسان ينتظرانها ثم صعدت إلى غرفتها وهي على السلالم نادتها والدتها:
- هل اعدُّ لكي الطعام عزيزتي؟
- شكرا ماما أنا متعبة من الرحلة سوف اخلد إلى النوم.
- كما تحبين عزيزتي.
دخلت غرفتها وبدَّلت ثيابها وهي مكتئبة استلقت على السرير وأخذت تفكر فيما حدث في الرحلة وتقول في نفسها :
- لماذا فعلت ذالك ؟ ولماذا أنا حزينة ونادمة؟ لقد فعلت أسوء من هذا من قبل! هل من الممكن إني أحب (مارك) فعلا وأنا لا اعرف ذلك؟ ثم أخذت تتذكر كيف كانا يسبحان وكم كانت عيناه جميلتان وملمس شعره ناعم عندما سقط فوقها وهو يحاول أن يبعد عنها الأذى.
وكيف كانت قبلته لذيذه وجميله بعد إن اعترف لها بحبه. نَهَضَت من السرير وقفت أمام المرآة وحدَّثت انعكاسها قائله:
- أيتها الشريرة ماذا فعلت لقد ضيَّعتي مني الرجل الذي أحب سوف تغادرين وتحل محلك فتاة أخرى اسمها (روز) لكن بوجه مختلف عن وجهك القبيح .
عادت إلى سريرها وحاولت النوم لكنها لم تستطع ذلك حتى وقت متأخر.
في الصباح استيقظت على صوت والدتها وهي تقول:
- استقضي عزيزتي لقد تأخرت عن الكلية ستفوتك المحاضرات.
- اتركيني أمي أرجوك اشعر بتوعك من الرحلة.
عجزت الأم عن إيقاظها وبعد حوالي ساعتين استيقظت على صوت تنظيف خادمتهم (كوكي) التي كانت تأتي كل صباح لمساعدة والدتها .نهضت من سريرها وقالت:
- أرجوك (كوكي) أريد أن تعدّي لي كوب من الشاي وتحضريه لي.
- حسنا سيِّدتي سوف أنزل إلى المطبخ وأعدَّه
نزلت (روز) إلى والدتها التي كانت جالسة في الاستقبال وقالت:
- صباح الخير أمي
- بل قولي مساء الخير
- حسنا لقد كنت تعبة من الرحلة ولم أستطع الذهاب إلى الكلية اليوم. أمي أين أبي ؟ هل هو في المنزل ؟
في تلك الأثناء أحضرت (كوكي) الشاي وأعطته (لروز) .
- إنَّ والدكِ في القبو يقوم بتصليح كرسيه القديم على المنشار الميكانيكي
- سأذهب لكي أراه .
نزلت روز إلى القبو وشاهدت والدها واقتربت منه.قبلته وقالت:
- صباح الخير أبي
- صباح النور روز . لماذا لم تذهبي إلى الكلية اليوم ؟
- أشعر ببعض التعب من الرحلة
- وكيف تشعرين الآن؟
- بخير بعد رؤيتي لكَ
- أيتها هل الماكرة الصغيرة. وبدأ بالضَّحك .
بقيت روز تشاهد والدها وهو يقوم بتصليح الكرسي وهي ترتشف الشاي ثم أخذت تتمشى في القبو وشاهدت بعض أغراضها القديمة تقدَّمت باتجاهها والتقطت دبَّها من احد الصناديق التي كانت لا تستطيع النوم من دونه .نظرت داخل الصندوق وإذا بكتاب أحمر اللون . جذب انتباهها ركزَّت عليه ووضعت الدبُّ جانبا والتقطت الكتاب وقلبته على الجهة الأخرى وشاهدت القلب ومكتوب تحته (مذكرّات عاش). عرفته على الفور وتذكرت الحادث الذي حصل في مول التسوق عندما كانت فتاة يافعة.وكيف التقطته من بين أرجل الناس. ولكن ما أوصله إلى هنا هذا الذي لا تعرفه. أخذت الكتاب وصعدت إلى المنزل ثم لغرفتها.جلست على سريرها فتحت الكتاب وكان مكتوب فيه......
























الفصل الثالث
(الكتاب المفقود)
أكتب هذه المذَّكرات بعد وفاة زوجتي الحبية اسمي (ألبرت بين) عمري ثلاثون سنة وأسكن (كاليفورنيا) وحالتي المادية جيّدة املك معرض لبيع وشراء السيارات .تعرفت على زوجتي منذ أول يوم من ولادتها .كانت أمها (السيِّدة جوش) في المخاض وجاء (السيِّد جوش) وطرق باب منزلنا الواقع مقابل منزلهم وقال :
- أرجوك (سيّدة بين ) زوجتي في المخاض وانا لا اعرف شيء أردت نقلها إلى المستشفى فقالت لي سألد قبل أن أصل إليها وطلبت مني مناداتك لمساعدتها
- حسنا سأذهب معك. في تلك الأثناء كنت قرب والدتي وكان عمري خمسُ سنوات صرخت في البكاء. قلت لأمي سأذهب معك أرجوك لا تتركيني
كانت أمي مستعجلة فأمسكت بيدي وذهبت معها . وصلنا إلى منزل (السيّد جوش) دخلت أمي مسرعة وطلبت من السيّد جوش أن يعدَّ لها ماء ساخن ففعل ذلك . كنت داخل الغرفة وكانت السيّدة جوش مغطاة بغطاء أبيض وتصرخ. كنت خائفا بعض الشيء وأقف على جنب.بعد قليل وإذا بصرخة طفل جديد وأمي تقول للسيّدة جوش :
- مباركٌ لكم إنها فتاة جميلة.
- شكرا لكي (سيّدة بين)
قامت والدتي بلف الطفلة بقطعة قماش بيضاء معدّة سلفاً. كنت احاول النظر إلى الفتاة الجديدة لكن أمي تبعدني عنها دون قصد.وعندما وضعتها بجانب السيّدة جوش تقدَّمت قرب السرير وقلت:
- ما اسم الفتاة الجديدة عمَّتي؟
- لم نطلق عليها اسم بعد
- حسنا وهل اسم (صوفيا جميل) ؟
- نعم أنه جميل. لماذا اخترت هذا الاسم لها ؟
- لأني سوف أتزوجها وآخذها معي إلى البيت.
ضحكت السيّدة جوش وأمي أيضا وقالت أمي لها :
- دعيه سوف يتعبك هذا الفتى
- لا عليك وسأسمي الفتاة صوفيا كما أختاره (آلبرت)
فقلت لها :
- إذا دعيني أتزوجها وآخذها معي إلى منزلنا
- لا تزال صغيراً على الزواج. ولكن عندّما تكبر سأفكر بالأمر
ضحكت السيّدة جوش وأمي من حولي واقتادتني أمي عنوةً عندما رفضت الذهاب دون الفتاة الجديدة وقالت:
- لا تكن أحمق أيها الصغير.ودع السيَّدة جوش ترتاح .
دخل السيد جوش إلى الغرفة وقالت له أمي :
- مبارك إنها فتاة جميلة
- شكرا سيّدة بين وآسف لأزعاجك في هذه الساعة المتأخرة
- لا عليك فهذا واجب الجيران
خرجنا و ذهبنا إلى منزلنا.منذ ذلك الحين وحتى أصبح عمري حوالي خمسة عشر سنة وأنا أقول إن (صوفيا) زوجتي. حتى عندما كانت صغيرة كنت اذهب لسيّدة جوش وأقول لها :
- أين زوجتي أريد اللعب معها؟
كانت تبتسم لي وتقول :
- صوفيا لقد حضر زوجك الصغير ويريد اللعب معك .
وتهز برأسها. تضحك وتدخل إلى المنزل.
كنت أحميها حينما كنّا صغارا فلا أدع احد من الصبية أو الفتيات الصغار يقتربن منها أو يمسّوها بسوء واذكر أني صفعت بنت الجيران لأنها أخذت دميتها. لكن عندما أصبح عمري أكثر من ذلك أقلعت عن مناداتها زوجتي لأني أدركت معني الزواج .على كل حال كانت علاقتنا بجارنا السيد والسيّدة جوش جيدة ونتبادل الزيارات من حين إلى آخر كنت مقتنعا قناعة تامّة باني سأتزوجها وعندما أصبح عمري عشرون سنة كانت (صوفيا) في الخامسة عشر من عمرها.كانت شابّة جميله بيضاء لها عينان عسليتان وانف صغير وجسم رشيق وطويل كنت أنظر إليها وهي تكبر أمامي . كنت أنهيت دراسة الإعدادية وذهبت مع أبي إلى معرضه وبدأت أمارس عملية البيع والشراء التي أصبحت مهنتي فيما بعد.في أحد الليالي وإذا بسيارة الإسعاف تطلق صفّارتها إمام منزل السيّد جوش خرجنا مسرعين من البيت أنا وأمي وشقيقتي (سارة) دخلت إلى منزل السيّد جوش وقلت :
- ماذا حصل سيّدة جوش
- لا أدري ولكنَّ صوفيا مريضة وتصيح من الألم في جانبها.
بعد قليل وضع المسعفون صوفيا في السرير النقال وأنا أنظر إليها وهي تتلوّى من الألم.صعدوا بها في سيّارة الإسعاف ومعهم السيّد والسيّدة جوش .
كانت نظرات صوفيا لي قاتلة لم استطع النوم وقلت لأبي:
- سأذهب إلى المستشفى
- لكن الساعة متأخرة
- أرجوك أبي سوف يقتلني القلق
- كما تشاء بني
ركبت السيّارة وانطلقت. دخلت وإذا بالسيّدة جوش تبكي. قلت :
- هل حصل مكروها ؟
- لا لقد أعطاها الطبيب بعض المهدئات إلى الصباح ليجروا لها الفحوصات اللازمة
- أين هي الآن ؟
- داخل الغرفة نائمة ومعها والدها.
- لا تخافي سيدتي كل شيء سيكون على ما يرام
- أرجو ذلك بني. أنا لا املك سواها وهي أبنتي الوحيدة.
دخلت إلى الغرفة وأخذت كرسي وجلست بقرب السيّد جوش الذي كان يبكي خلسةً . وعندما نظر إليّ وضعت يدي على كتفه وقلت :
- سيكون كل شيء على ما يرام .
بقينا أنا والسيّد جوش إلى الصباح وعندما استيقظت سألها والدها:
- كيف أصبحت عزيزتي ؟
- إني بخير أشعر ببعض التحسن . نظرت إليَّ وقالت :
- هل كنت هنا منذ أمس؟
- نعم .كيف أصبحت اليوم؟
- إني بخير ولكن أشعر بألم بسيط في خاصرتي
- لا عليك ستكونين بأحسن حال
جاء الطبيب ومعه بعض الممرضات وأخذوا صوفيا وأجروا لها بعض الفحوصات على جهاز(السونار) وبعض تحاليل الدم والبول. كنت معها لم أفارقهم لحظة حظر أبي وأمي و(سارة) . في المساء جاء الطبيب وقال :
- من هو والد المريضة ؟ أجاب السيد جوش:
- أنا والدها
- إنَّ أبنتك تعاني من فشل كلوي وأنَّ احد كليَتها واقفة عن العمل تماماً والظاهر إنها كذلك منذ الولادة أما الأخرى فأنها تعمل ولكن مجهدة وتعمل بنصف طاقتها (ويوريا الدم ) عالية نسبياً .
- وما العمل دكتور؟
- سنجري لها عملية غسيل كِليَة حالاً .لعلَّ وعسى أن ترجع الكِليَة تعمل بشكلها الطبيعي. لكن الحل الوحيد هو عمليّة زرع كِليَة.
بدأ السيّد و السيّدة جوش بالبكاء واحتضنت أمي السيِّدة جوش وطمأنتها. بعد يوم أدخلوها غرفة غسيل الكلية وأجروا لها عملية الغسيل وكانت ناجحة. خرج الطبيب وقال:
- إنَّ حالتها جيِّدة الآن (ويوريا الدم ) في حالتها الطبيعية . ولكن كما قلت يجب أن نجد لها متبرِّع بأسرع وقت. قال له السيِّد جوش :
- أنا شاكرٌ لك صنيعك؟
- لا شكر على واجب .
بقينا في المستشفى يومين ثمَّ خرجنا. لم أفارقهم أبدا وعندما ذهبنا إلى منزلهم قالت لي السيدة جوش:
- لا أعرف كيف أشكرك عزيزي
- لا تشكريني سيّدتي أنت مثل أمي .
إحتضنتني وأجهشت بالبكاء فقلت لها:
- لا تبكِ عمَّتي إنَّ صوفيا بخير
تركتها وذهبت لبيتنا أخذت حماما ساخنا.ذهبت إلى السرير ونمت من التعب . في المساء عندما صحوت كان أبي وأمي يريدان الذهاب إلى منزل السيّد جوش فقلت :
- انتظراني سأغير ملابسي وأذهب معكم .
ذهبنا إلى منزلهم . استقبلونا وقدَّمت لنا السيّدة جوش بعض الشراب والفواكه . سالتها أمي :
- كيف أصبحت صوفيا ؟
- إنها بخير الآن
قلتُ للسيّدة جوش :
- سيدتي سأذهب وأتفقد صوفيا في غرفتها إن كانت نائمة سأعود. وإن كانت مستيقظة سأبقى معها لبعض الوقت.ذهبت وطرقت باب غرفتها بخفة. قالت:
- أدخل (البرت). أنا مستيقظة . فتحت الباب وقلت:
- كيف عرفتني دون أن أتكلم ؟
- سمعت صوت السيدة (بين) .
أخذت كرسي من غرفتها وجلست بجانبها . أمسكت يدها ! كان وجهها شاحبا وهناك هالة سوداء حول عيناها .لكنها لا تزال جميلة قلت:
- الحمد لله على سلامتك
- نحمد الله . أقلقت علي؟
- اشد القلق .أخذت أفكر في حالت إن فقدك من أين آتي بزوجة جميلة سميتها أنا وراقبتها حتى اشتد عودها وأصبحت شابه رائعة . شدت على يدي و نزل الدمع من عيناها .
قالت:
- لازلت تكرر هذا القول حتى بت لا أرى زوجا لي غيرك ومنذ أن كنت طفلة. لكن الآن أنا مريضة ؟ وقد أموت في أي لحظة .أنا احبك ! لا اقبل أن تعيش حياة بائسة بين الطبيب والبيت .
- لا تكوني حمقاء سأتزوجك حتى ولم يبقى شيئا سوى قلبك ! هذا ما أريده أما باقي الأحشاء لا دخل لي بها .
ضحكت من قولي ومسحت دموعها . قالت:
- اعرف انك تحبني وأنا طفلة قالت لي أمي انك من أطلق علي اسم (صوفيا) .
- حسنا اخلدي للنوم الآن وبعد أن تتحسن صحتك سأصبحك في نزهة إلى مدينة الملاهي اعرف انك تحبيها .
- أرجوك لا تتركني ابق معي
- يجب أن ترتاحي كي تشفي بسرعة
- حسنا تصبح على خير
- تصبحين على خير
انتهت زيارتنا إلى بيت السيد(جوش). عدنا إلى منزلنا ونحن في الطريق قلت لأبي:
- أريد أن أحدثك بموضوع مهم
- ليس الآن ؟ عندما نصل إلى منزلنا
- حسنا أبي
وصلنا المنزل .صعدت إلى غرفتي وبدلت ملابسي ثم أخذت سارة معي ونزلت مسرعا.
كانا أبي وأمي بانتظارنا في صالة المنزل وفور وصولنا قال ابي:
- ما هو الموضوع المهم ؟
- حسنا أبي . أريد الزواج من (صوفيا). سكت الجميع! قالت امي:
- بني لكنها مريضة جدا ! قد لا تنجح العملية. كما يصعب عليها إنجاب أطفال.
- قد يتغير الوضع لكن حبي لها لم يتغير. قال أبي:
- اسمعني جيدا بني .قد تكون حالتها المرضية التي مرت بها أثارت شفقتك ؟ خذ وقتك ولا تتعجل في اخذ قرار مهم كالزواج.
- تعرف أبي عندما كنت أراقبها في المستشفى تخيلت فقدانها شعرت أني ساجن لذلك.
- لكن بني.
- إذا لم أتزوجها وحدث لها مكروه سأبقى نادما ما حييت !أنت لا ترضى لي ذلك.
قالت سارة:
- أبي أمي لماذا تفعلان ذلك ؟ تعلمان جيدا إن (البرت) يحبها منذ نعومة أظافره ولن يغير موقفه هذا. جميعنا كنا نعلم ذلك وموافقون عليه .لكن بعد أن مرضت غيرتما رأيكما؟
قالت إلام:
- انه ابني الوحيد وأريد مصلحته . أجابتها سارة:
- أمي لو كنت أنا مكان (صوفيا) وكان هناك شخص يحبني مثل (البرت) ! هل سيكون موقفك وأبي كما الآن؟
سكت الجميع عن الكلام .يبدوا أن سارة أنقذت الموقف .بعد قليل تكلم أبي:
- أنا آسف على ما قلته وموافق على الزواج. كما إن (صوفيا) مثل ابنتنا. ابتسمت أمي واحتضنتني وهي تذرف الدمع . احتضنت (سارة) وقبلتها . قلت:
- أبي لا تفاتح السيد (جوش) بالموضوع .أمهلني بضعة أيام حتى أفاتح (صوفيا) وأيضا لتخبر والديها .
- حسنا لكن لا تتأخر .

بعد عدة أيام تحسنت صحة (صوفيا) وعرَّجت عليها في منزلهم وأخذتها بسيارتي وانطلقنا إلى مدينة الملاهي. في الطريق قلت لها:
- أريد أن أفاتحكِ بموضوع مهم .
- كلّي آذان صاغية.
- بدون أي مقدَّمات أريد الزواج منك وأريد تحديد الموعد بأقرب وقت .
أجهشت صوفيا بالبكاء وبعد عدّة لحظات قالت:
- تعرف إني أحبك. لكنّي لا أريد الزواج في الوقت الحاضر .
- لماذا ترفضينه في الوقت الحاضر؟
- تعرف السبب
- إذاً علينا مناقشة السبب على جنب.
ركنت السيارة على جانب الطريق وأطفأت محرِّك السيارة وقلت :
- هل مرضك يمنعك من الزواج بي؟ أريد أن اعتني بك كما كنت أفعل من قبل .
- تعرف إني شبه ميّتة . وقبل أن تكمل الكلام وضعت يدي على فمها. وبعد برهة قلت :
- أولا/ الطب في تطوِّر معاً سنتجاوز المحنة
ثانيا/ لو كنت أنا المريض هل كنت تتركيني؟ ولا تتزوَّجي مني ؟ عادت للبكاء ثانية ثمَّ احتضنتني وراحت تقبلني وقالت :
- لو خيروني أن أموت ألف ميتة أو أن تجرك يداك بجرك صغير لاخترت الموت .
احتضنتها بقوة وقبَّل أحدنا الآخر وذهبنا إلى مدينة الملاهي ومرحنا وتناولنا العشاء ثم عدنا إلى المنزل وقبل أن تترجَّل من السيّارة قلت :
- فاتحي والداك في الموضوع.سنزوركم يوم غد .
- حسنا سأخبرهما بذلك .
في اليوم التالي ذهبنا إلى منزل السيّد جوش وقبل ذهابنا قال لي والدي:
- قبل أن نذهب إلى منزل السيّد جوش . هل أنت عازم الزواج بابنته ؟ فهذا قولك الأخير .
- نعم أبي
- هيا بنا
وصلنا منزل السيّد جوش .استقبلونا بحفاوة وكانوا سعيدين جداً .كانت صوفيا ترتدي ملابس جميلة. تناولنا بعض الحلويات ألذيذة التي أعدتها السيّدة جوش ومعها بعض المشروبات . قال أبي:
- لقد جئنا اليوم لنطلب يد الآنسة صوفيا لولدنا البرت فما قولكم؟
أجاب السيّد جوش :
- إنَّ صوفيا ابنتكم والبرت ولدنا . لا مانع لدينا من ذلك . كما إنَّ البرت خطبها منذ أول لحظة ولدت فيها .
ضحك الجميع وأخذت أمي والسيِّدة جوش يرويان حادث الولادة ويضحكا .ذهب أبي والسيّد جوش للعب الشطرنج وبقيت أنا وصوفيا وسارة قالت سارة :
- يبدوا إني أضايقكما.سأذهب وأشاهد أبي وهو يتغلَّب على السيّد جوش .
بقينا أنا وصوفيا . تحدَّثنا بأمور عدَّة ثمَّ انتهت السهرة ورجعنا إلى منزلنا والسعادة تغمرني خاصّة وقد حددنا موعد الزفاف في الشهر المقبل.

بعد شهر وفي يوم الزفاف بعد أن قمنا بالتحضيرات المناسبة له. ذهبنا على الكنيسة ثم حضرت صوفيا وهي ترتدي أجمل ثوب زفاف بيضاء رأتها عيني. قدَّمها والدها وهو يمسك يدها إلى المذبح وعقد لنا (البابا) الزواج وكنت أنتظر الخاتمة بفارغ الصبر وقبل أن يقول (يمكنك تقبيل العروس) قمت بتقبيلها ثمَّ رفعتها عن الأرض بيديّ ومشيت باتجاه السيّارة قالت لي:
- توَّقف البرت عليّة أن أرمي باقة الزهور .قامت برميها والتقطتها شقيقتي سارة .
ذهبنا وقضينا شهر العسل في مناطق ومدن مختلفة وكانت أيّام جميلة جدا .
عدنا إلى الديار. اشترينا منزل صغير قرب منزل والدانا وبعد عدَّة أشهر قمنا بغسيل كلى لصوفيا مرَّة أخرى. كنت قد طرحت فكرة أن أكون أنا المتبرع لكن صوفيا منعتني من ذلك ورغم محاولاتي لإقناعها إلا إنها مصرَّة على ذلك . مضى على زواجنا أكثر من سنتين. كنا نراجع الطبيب ونقوم بغسل الكلى بين الحين والآخر . حصلنا على بعض المتبرعين لكن فحوصات التطابق كان سلبية . بدأت حالة صوفيا تسوء يوما بعد الآخر كنت حزين جداً قررت الذهاب إلى الطبيب وأن أقوم بفحوصات التطابق . قلت له:
- دكتور أريد التبرع لزوجتي بإحدى كليتيّ .
- سنجري فحوصات التطابق أولا ثمَّ نقرر بعد ذلك .
أجرينا فحوصات التطابق وكانت إيجابية . سررت كثيرا لذلك . ذهبت إلى أمي وأبي وأخبرتهما بالموضوع . لم يكن لديهم مانع خاصة وهم يعرفون إني لا استطيع العيش بدونها .ذهبت و حدثت السيّد والسيّدة جوش قائلاً :
- أريد أن أتبرَّع لصوفيا بإحدى كليتيّ. لقد أجريت الفحوصات اللازمة وكانت إيجابية .
بكى السيّد والسيّدة جوش واحتضناني. قالت السيّدة جوش :
- منذ صغرك وأنت تعتني بها
- لكن هناك مشكلة سيّدتي! صوفيا غير موافقة وعليكما ووالديّ إقناعها بذلك. في المساء جاء أهلي وأهلها إلى منزلي وتناولنا وجبة العشاء وقالت والدتي لصوفيا :
- عزيزتي أريد أن أفاتحك بموضوع مهم
- تفضَّلي سيّدتي .
- لقد أخذ البرت فحوصات التطابق وهي إيجابية وجميعنا موافقون على أن يتبرع لك بإحدى كليتيه
- على جثتي سيّدة بيد لن أدعه يخاطر بحياته من أجلي وهذا قرار نهائي غير قابل للنقاش أرجوكم أن لا تفتحوا هذا الموضوع ثانية.
حاولا والداها وسارة لكنَّها مصرة ورافضة الموضوع برمَّته.
كنت أتمتع بموهبة إقناع جيّدة فكرت بطريقة لكي أنجح في إقناعها عندَّما عجز الجميع عن ذلك. قلت لها:
- الآن عرفت أنَّكي لا تحبيني بصدق يا صوفيا.
تفاجئ الجميع من قولي هذا وبدأت صوفيا بالبكاء وقالت :
- تعرف أني أحبك أكثر من نفسي وكلامك غير صحيح
- عندي الدليل على صدق قولي
- وما هو؟
- تعرفين إني لا أستطيع العيش دونك ومع ذلك ترفضين أن أتبرع بكلية لكي ثم إنك لو تحبينني لما رفضتِ أن يكون جزءا مني بداخلك . تمنيت لو أنَّ جميع جسدك داخلي .
بدأ الجميع بالبكاء من قولي ثمَّ جاءت صوفيا واحتضنتني . قالت :
- أيها هل المعتوه إني أخاف عليك وصدقني لا يهم الموت مادمت أنت تتنفس الهواء.
- أنت المعتوهة إنها عملية بسيطة وقد سألت الطبيب وهذان أهلي وأهلك شاهدان على قوله إن الإنسان يستطيع أن يعيش بكليَة واحدة بصورة طبيعية جداً وأنا أريد إنقاذي قبل إنقاذك لأني لا استطيع العيش دونك . مسحت الدمعُ من عيناها واحتضنتها ثمَّ احتضنانا أهلنا جميعا.
يب-و إنَّ فكرة كتب لها النجاح ذهبا بعد عدَّة أيّام إلى الطبيب وأجرينا بعض الفحوصات وحُدد موعد العمليّة وذهبنا إلى البيت .

في يوم العملية حضر كلا أهلينا ودخنا العمليّة. كانت المعنويات عالية جداً . أجرى لنا الدكتور سام العملية وجرى كل شيء بشكل جيّد وانتهت العملية بنجاح . صحوت من البنج والدكتور سام يضع ضوء على عيني ويقول :
- سيد البرت هل تسمعني ؟
- نعم دكتور أسمعك
- لقد تمت العملية بنجاح .
أفاقت صوفيا من البنج وهي بصحة جيِّدة وكان الجميع سعداء. قضينا بعض الأيام في المستشفى وبدأت الجراح تلتئم. كان الدكتور سام يتفحّصنا كل يوم تقريبا .بعد مرور ثلاث أسابيع خرجنا من المستشفى إلى منزلنا وبقت أختي سارة معنا وكانت الأمور تسير على أحسن حال كنّا نراجع الدكتور سام بين الحين والآخر فجأة وبعد مضي عدَّة أشهر وإذا بحالة صوفيا تسوء وعندَّما راجعنا الدكتور وقام لها ببعض الفحوصات تبيَّن أن جسم صوفيا قد رفض الكلية الجديدة رغم أخذ العلاج لمساعدة جسمها على تقبل الكليَة . قبل أن تموت قالت لي :
- البرت سوف أموت انا أشعر بذلك .
- قلت لها سوف تعيشين وتصبحين امرأة عجوز مثل والدتك. تحلّي بالشجاعة هناك دائما أمل
- اسمعني جيدا حبيبي . لست خائفة من الموت ولست حزينة إلا على فراقك.
أخذت ابكي لقولها وقلت:
- لا تتحدثي هكذا لا استطع العيش بعدك
- لقد فعلت ما بوسعك . اعلم أنَّ هناك نساء كُثر أفضل وألطف منّي. إذا متُّ فلا تعش حياة بائسة . صدّقني أن ذلك ليحزني كثيراً. عندما تزور قبري وتحضر لي الزهور تذّكر هذه الكلمات .
أخذت أقبلها وأقول :
- كفّي عن هذا الكلام ستعيشين. أقول ذلك وأعرف في داخلي أنَّ الموت قريبٌ منها .
- إذا عجزت عن نسياني سافر إلى شتى مدن العالم حتى تنساني وكما قلت لك ألمك هو ألمي حتى وأنا ميّتة

كانت هذه أخر كلماتها بعد ذلك توفّت أثر فشل كلوي مما أدّى إلى تسمم الجسم بالكامل . كانت أسوء أيام حياتي. أصبح النور ظلمة, الأرض ضيّقة,الطعام والشراب سمٌ بالنسبة لي . تمنيت لو إني خسرت حياتي بدلا منها ولو أخذي كليتي الثانية لما بخلت بها على من أحب ورغم ما قمت به لأجلها اعتبر نفسي مقصِّراً اتجاهها لا حيلة لي سوى البكاء. بكيت وبكيت و بكيت . على كل حال بعد دفنها وإقامة المأتم لها والمرور بتلك الحالة من البؤس نسيت ما قالته لي قبل موتها. كنت نائما على سريري ورأيتها في المنام وهي تقول :
- البرت لم تُنَفَّذ الوصيّة
- أنا حزين عليك لا أرجوك لا تذهبي بعد الآن وتتركيني وحيدا.
- اذهب البرت وسافر وفرِّج عن نفسك إنَّ رؤيتك بهذه الحالة تؤلمني.
- لا تذهبي لا تذهبي. لكني أفقت من المنام والدمع يسيل على خديّ.
ذَهَبت إلى أمي وأبي وأخبرتهما إني أريد السفر خارج البلاد وهذه كانت رغبة صوفيا قبل أن تموت. لم يعترضا على قراري هذا وشجَّعاني عليه .
حجزت تذكرة سفر إلى باريس في الطائرة وقبل السفر ذهبت إلى منزل السيّد جوش وودعتهما ركبت الطائرة وأقلعت باتجاه باريس .


































الفصل الرابع
(الندم)
أغلقت روز الكتاب وكانت الدموع التي سكبتها قد بللت ثيابها . مسحت دموعها وهي تفكّر وتقول في نفسها :
- يا الهي ماذا فعلتُ؟ الأحباء يضحي كلُّ واحد منهما للآخر وأنا أقوم بتحقيره أمام الجميع وأجرح مشاعره جهارا نهاراً . يا لي من حمقاء والمشكلة الكبرى إني أعرف داخل نفسي أحبه وليس منذ وقت الرحلة وإنما منذ أن وقعت عيناي عليه وأنا أراقبه . لكن ما الفائدة الآن . اعترف لنفسي بحبه وأقوم بجرح مشاعره أمام الجميع . يا لي من غبيّة لقد أخذتني العزة بالنفس وهذا جزاء التكبّر والتعجرف على الآخرين. غداً في الكلية سأقوم بالاعتذار منه لعلّه يسامحني على فعلتي ولن أدع الغرور والتكبُّر يأخذا مارك منّي.
غفت روز على وسادتها وهي حزينة.

في الصّباح رنَّ جرس المنبه وأفاقت من نومها اغتسلت وبدَّلت ملابسها ونزلت بسرعة على السلالم وكان والداها جالسان على مائدة الطعام قالت:
- صباح الخير أبي صباح الخير أمي
- صباح الخير عزيزتي. قال الأب:
- كيف تشعرين هذا الصباح ؟
- على ما يرام . قالت الأم
- اجلسي وتناولي الفطور
- أمي أنا مستعجلة.
أخذت (روز) تتناول الطعام بسرعة وهي واقفة ثم خرجت . نظرت الام الى الاب واخذت تهزُّ رأسها يمينا ويسارا و تقول:
- لن تقلع ابنتك عن هذه العادة السيئة
تبسَّم الأب لقولها ولم يتفوه بكلمة .


ذهبت إلى الكلية وكلها أمل في أن يسامحها (مارك) . وصلت إلى البارك وركنت سيارتها بصورة صحيحة . قالت لعامل البارك:-
- صباح الخير هل السيارة في مكانها الصحيح ؟
بقى عامل البارك ينظر إليها ومتعجب ! لأنها أول مرة ومنذ ثلاث سنوات تركن السيارة بمكانها الصحيح .
دخلت إلى الكلية كانت تمشي وتنظر بطرف عينها لعلها تشاهد (مارك) بين الجموع.
وصلت إلى صديقاتها في الحديقة كن يقفن وحدهن ؟ على ما يبدو أن الطلاب لازالوا يقاطعوهن. قالت (روز) :
- صباح الخير جميعا
- صباح الخير
- كيف حالكن
كيف هو حالنا ؟ انظري جميع الطلاب يقاطعوننا.
أجابت آنا:-
- هكذا أفضل لقد تخلصنا من مضايقة الشبّان ومادام نحن الأربعة معا فليذهب الباقي إلى الجحيم .قالت هارا :-
- كلام آنا صحيح فليذهبوا إلى الجحيم . أجابتهم روز:-
- اسمعن جميعا لقد ارتكبنا خطا فادحا . علينا إصلاح الأمر لم يكن مارك يستحق ما جرى له ثم انه لم يمسنا وغيرنا بسوء .علينا ان نضع الغرور جانبا وقبل أن تنهي كلامها قاطعتها آنا قائلة:-
- ما هذا التغير المفاجأ عزيزتي ! قولي انك تحبينه.
- نعم إني أحبه وسوف أقوم بالاعتذار منه وأرجو أن يسامحني . قالت هارا :-
- هل أصبحت تترجين أن يسامحك الآخرين . إجابتها ليلي :-
- أنا أساندك روز وهذا هو الكلام الصحيح. وأنتما (آنا وهارا) انظرا إلى من حولكما جميع الطلاب يكرهوننا ولا ينظرون إلينا . كانت ليلي حزينة لفقدانها ستيف .
قالت روز :-
- لقد أبديت لكن النصيحة لأنكن صديقاتي وانا ذاهبة للبحث عن مارك والاعتذار منه .
أجابت ليلي :-
- أنا ذاهبة معك واعتقد إن مارك يجلس في النادي ليشرب القهوة أريد الاعتذار منه ومن ستيف أيضا .
ذهبا إلى النادي في الطريق قالت ليلي:-
- روز هل تحبين مارك حقا ؟
- وهل هناك مزاح في الحب
- أنا أيضا أحب ستيف لكنه غاضبا مني لمساعدتي لكي في فضح مارك
- لا عليك سأضع الأمور في نصابها.
وهما يتحدثان وإذا بمارك يخرج من باب النادي قالت ليلي :-
- انه هناك أمام باب النادي
انتبهت روز إليه وبدأت خطواتها تقصر شيئاً فشيئاً شعرت إن الطريق طويل جدا .
لكنها عازمة على ذلك وصلت إليه قالت وقلبها يرتجف:

- صباح الخير مارك . لكن مارك لم يرد عليها تركها ومشى إلى الأمام . انتظرت روز برهة ابتعد عنها خطوة قالت :-
- أرجوك مارك لا تمشي أريد التحدث إليك.لم يرد عليها أي كلمة استمر في المشي بقت روز تمشي بجانبه قالت:-
- أرجوك مارك.وأجهشت بالبكاء توقف مارك قال لها:
- ماذا تريدين مني ألا يكيفك ما فعلتي بي لقد فضحتن ليس في الكلية فحسب بل في الجامعة برمتها
- جئت كي اعتذر منك على ما بدر مني
- هل هو ملعوب آخر.ألا يكفيك ما سبق؟
تركها ومشى إلى الأمام . لحقت به مرَّة أخرى وقالت :
- أرجوك سامحني أنا أعتذر إليك مرة أخرى وأنا لم أعتذر لأحد من قبل.
كانت الدموع تسيل على خديها نظر إليها مارك وقال:
- أنا أسامحك ولكن لا دخل لكي بي منذ الآن .سوف أعتبر أني لم أذهب إلى تلك الرحلة وعاد كل شيء كما سبق أنت في وادٍ وأنا في آخر وهذا ما عندي
- لكنّي أحبك حقيقة
- أرجوك كفي عن هذه الأقاويل فأنتي امرأة لست أهلا للثقة.
أراد مارك أن يتحرك فقالت :
- لحظة لو سمحت صديقك (ستيف) معجب (بليلي) وهي لا دخل لها في ما حدث أنا من خطط للمؤامرة عليك.
- سأكلٍّم ستيف في ذلك .هل بقى شيء آخر ؟
- لا. شكرا على مسامحتك لي .
كان قلب مارك يعتصر على بكاء حبيبته والكلمات الأخيرة التي قالتها. لكنَّه خائف من مكرها هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يجب أن تتحمل الجزاء على فعلتها الخاطئة .
أما روز فكان وقع خطى مارك على مسامعها وهو يرحل ويتركها أثقل من أطلاقات مدفع بعيد المدى بقت واقفة في مكانها والدمع على خديها والطلاب يمرّون من جانبها وينظروا إليها لكنَّها لا تراهم وكل ما تراه هو جسم مارك من الخلف وما تسمعه وقع خطاه إلى أن جاءت ليلي التي كانت واقفة بعيدا تنتظرها نادتها :
- روز روز روز ماذا حدث؟
روز لا ترى ولا تسمع. عرفت ليلي أنها في حالة ذهنية مشوشة قامت بمسك أكتافها وهزَّتها عدَّة مرات وقالت :
- روز روز ماذا بك ؟
انتبهت روز لها وقالت :
- ليلي لقد خسرت مارك . احتضنتها وبدأت تبكي بصوت مرتفع سحبتها ليلي جانبا وأعطتها منديل كي تمسح دموعها قالت:
- يبدو أنك واقعة في الغرام.
عاودت روز البكاء من جديد قالت ليلي :
- حسنا حسنا كفّي عن البكاء أرجوك الجميع ينظرون إلينا.
- لقد خسرته إلى الأبد يقول لي (لا تحدثيني بعد الآن) .
- لنذهب إلى النادي ولا ندخل المحاضرة الأولى إلى ان ترتاحي ونشرب بعض القهوة .
دخلا النادي ونادت ليلي على عامل النادي :
- بولو أرجوك اجلب لنا فنجانا قهوة . بعد قليل جاء بولو بالقهوة ووضعها على الطاولة قالت روز :
- شكرا بولو .
تعجَّب من قولها روز تشكره ! مشى بحذائه المدولب وهو ينظر لها بغرابة
بعد أن شربا القهوة وسكن روع روز قالت :
- لقد قلت لمارك أنه لا دخل لكي أنا من خطط لكل شيء وقد وعدمي غنه سيلّم ستيف بالموضوع فهو يفعل ما يقول .
- شكرا لكي عزيزتي .
ذهبا وأكملا المحاضرات كانت عيني روز حمراء من البكاء . مارك ينظر إليها بين الحين والآخر وهي تنظر اليه أن انهيا المحاضرات عادت روز إلى البيت وغيَّرت ملابسها قالت لها الخادمة كوكي . :
- هل اعدُّ الغداء آنستي ؟
- لا. تناولت الهمبرغر . إذا أردتِ المغادرة اذهبي .
- حسنا آنستي سأذهب.
استلقت على سريرها وأخذت تفكّر ما حصل في هذا اليوم قالت في نفسها:
- لقد سامحني مارك . لكنَّه يقول لا تحدّثيني بعد الآن. له الحق في ذلك فقد آلمته كثيرا .لكنّي اعتذرت له ورجوته واعترفت له بحبّي كلنه رفض الكلام هل استسلم ؟ لا لن أستسلم سأعيده إلي بشتى الطرق .لقد أعطى البرت أحد كليته لحبيبته وقول (إني قصرت) أنا لم أفعل شيء سوى الكلام. حسنا مارك سوف أجدُ لك حلً.
تذكَّرت الكتاب الأحمر تفقّدته فوجدته قرب رأسها على المنضدة أخذته وفتحته على الصفحة التي انتهت عندها وكان مكتوب فيها .



حطَّت الطائرة في باريس عاصمة فرنسا استأجرت غرفة في أحد الفنادق المطلّة على برج ايفل الشهير .تجولت في باريس وبعض المدن القريبة منها كنت أذهب أغلب وقتي قرب البرج وأنظر إلى العائلات وهم يتناولون الطعام في المطاعم والحدائق القريبة من البرج وأنظر على العشّاق وهم يجلسون أحدهما قرب الآخر ويتبادلون القبل وإذا أمعن الناظر شاهد الحب يفيض من أعينهم .يذكّرني هذا الموقف بزوجتي الراحلة بقيت حوالي خمسة عشر يوما في باريس ثم ذهبت إلى احد المدن الساحلية وسمعت هناك من بعض السيّاح عن بلد يتمتع بمناظر طبيعية خلابة يقع في قارّة آسيا واسمه (تايلند) . قررت السفر إليه حجزت تذكرة في الباخرة ركبنا فيها وانطلقت بنا في عرض البحر كان السفر طويلا ومملا كنت اقضي أغلب وقتي جالسا انظر إلى البحر وأتأمل وجه زوجتي التي كنت أراها فيه. أكثر ما متَّعني رؤية الدلافين وهي تسبح وترقص جانب السفينة. كان يبدو عليّة الحزن وبدلا من التمتع بالسفر ازددت تعاسة كنت دائم التفكير بصوفيا .
في أحد الأيام وبينما أنا جالس جاءني شخص لا أعرفه كنت أتأمل البحر على السفينة قال لي:
- مساء الخير سيّدي أعرّفك على نفسي أدعى (آندي) .
نظرت إليه إذا به شخص عمره مابين الستون والسبعون. كان شعره ابيض اللون له عينان خضراوان جميلتان وصغيرتان قلت له :
- مساء الخير سيّد (آندي) اسمي البرت .
- أهلا سيّد البرت .أراك منذ فترة وأنت تجلس إلى البحر وتتأمل كثيرا والحزن بائنا عليك .هل فقدت عزيزا عليك؟ زوجتك ؟ أو أحد المقربين لك؟!
تعجبت من قوله .قلت له
- كيف عرفت ذلك! نعم فقدت زوجتي قبل أكثر من شهرين
- يبدو ذلك واضحا عليك . كما وأني مررت بنفس التجربة لقد فقدتُ منذ فترة طويلة زوجتي بمرض خطير وهو (سرطان الدماغ ) ماتت بين ذراعيَّ في المشفى . ولم استطع فعل شيء .
بدأت أسرد له قصَّتي وكأني اعرف السيّد (آندي) منذ زمن بعيد وكنت أتكلم معه والدمع ينزل من عيني دون أن اشعر به .بعد أن انتهيت طبطب على كتفي وقال :
- خذ وقتك من الحزن وكن واثقا إنك ستحب نساء أخريات ويحببنك ! صحيح ليس بقدر حبُّك لزوجتك ولكن صدّقني ستفعل.
- ذلك ضرب من المستحيل .
- من أعظم هبات الخالق هي النسيان والزمن يداوي جراحك. أنظر إلي ؟ لقد مررت بالتجربة عينها في مثل سنِّك . والآن لديَّ ولدان وأحفاد .أعيش خريف حياتي بمتعة كبيرة لكن ؟ إذا سألتني أيهما أحببت أكثر سأقول لك زوجتي الأولى .
- رغم إنَّ عقلي يصدِّق هذا الكلام ولكن قلبي يرفضه
- هذا ما تشعر به الآن ولكن المستقبل يعني الأمل وسأدلَّك على شيء إذا فعلته ستشعر بالرّاحة.
- وما هو ؟
- أكتب مذكراتك اليومية . أكتب ما فاتك ثمَّ دون ما سيحصل لاحقا.
- حسنا سأفعل
- غدا سأعطيك كتاب لكي تبدأ كتابة مذكراتك.والآن حلَّ المساء سنلتقي غداً مع السلامة سيّد البرت سررت بالتعرّف إليك .
- مع السلامة وأنا أيضا سعيد بمعرفتي لك .
رغم إنّ كلام السيّد (آندي) كان فيه شيء من الصحّة لكني لست مقتنعا به .لكني شعرت براحة كبيرة وكان صدري نار مشتعلة وقام السيد (آندي) بسكب الماء عليها . وأنار أمام ناظري بصيص من الأمل .في اليوم التالي أحضر لي السيد (آندي) هذا الكتاب وبدأت بكتابة هذه المذكرات . أصبح السيّد (آندي) صديقي وقضينا أوقات ممتعة وشعرت ببعض التحسن وصلنا إلى تايلند وكانت حقا كما وصفوها تمتعنا بمناظرها الخلابة والجميلة .وفي نهاية الرحلة ودَّعت السيّد (آندي) ورجعت إلى وطني (أميركا ).
أغلقت روز الكتاب بعد أن شعرت ببعض الجوع . نزلت إلى المطبخ .قامت بتناول بعض الفطائر ثمَّ صعدت إلى غرفتها واستلقت على فراشها حاولت النوم لكن الوقت كان مبكرا نهضت وأخذت جهاز ( اللاب توب) وقامت بالتحدُّث مع ليلي عبر (الانترنيت). قائلة لها:
- مساء الخير ليلي
- مساء الخير روز . كيف أصبحت ؟ هل تشعرين بتحسن ؟
- أفضل حالة من الصباح ولكني أشعر ببعض الملل ولا أحتمل فكرة خسارة مارك
- لاتتعجَّلي عزيزتي دع الوقت يمر .سوف يرضى ويسامحك.
- حقاً كيف هو الأمر مع ستيف ؟
- لقد كنت أتكلم معه عبر (الأنترنيت) قبل قليل يبدو إنَّ مارك تحدَّث معه . طلبت منه أن يعتذر نيابة عنّي لمارك .
- ليلي رأسي مشوشة ولا أستطيع أن أفكّر بوضوح أريد أن أستعيد مارك مهما كلّف الثمن أحاول وضع خطّة لكنّي لا أستطيع.
- لا تيأسي سوف نفكّر معا في الأمر .
- لماذا تتأخرين علية بالكتابة هل تتحدين مع أحد بصراحة نعم لازلت أتحدّث مع ستيف .
- حسنا سأنصرف وسنلتقي غدا إلى اللقاء.
- إلى اللقاء .
أغلقت روز جهازها . ذهبت إلى فراشها وهي تفكّر بطريقة ما لكي تستعيد حبَّها.
خطرت لها بعض الأفكار .لكنها لم تكن محكمة .أخذت الكتاب الأحمر وفتحته وإذا باب غرفتها يطرق قالت:
- تفضل
- مساء الخير عزيزتي.لازلت مستيقظة
- نعم أبي
- ماذا بك عزيزتي أراك تتصرفين على غير طبيعتك.هل حدث مكروه؟
- كلا أبي .كل شيء على ما يرام .
- هل تخفين عني شيء ؟ قولي لي الحقيقة عزيزتي .أنت واقعة في الغرام ؟ أنا أعرفك جيدا .
- لا أبي .لاكني مشغولة بالقراءة
- حسنا لا تريدين التحدث الآن سأدعك وعندما تشعرين انك بحاجة الي .حدثيني وسنجد حلا للأمور معا.
اخذ والدها الكتاب وضعه جانبا وأطفأ المصباح قال:
- تصبحين على خير
- تصبح على خير أبي
ذلك السيد (دونالد) والد روز . كان رجل ذكي وحسن السمعة .يملك شركة اعلانات يديرها بقوة وحزم. لكنه ضعيفا أمام ابنته الوحيدة.كان لا يرفض لها طلب ويعرفها من النظر إليها.
ذهب السيد (دونالد) إلى غرفته قال لزوجته:
- اشعر أن روز لديها مشكلة ؟ قد تكون عاطفية .
- هل قالت لك ذلك؟
- كلا لكنّه مجرد شعور.
- لا تقلق حبيبي . روز ذكية وصلبة كوالدها وتستطيع حل مشاكلها ومشاكل غيرها . أطفأ الضوء وتعال بقربي . تبسم السيد (دونالد) لقولها وفعل كما طلبت .


































الفصل الخامس
(مكيدة ثانية)


ذهبت روز في الصباح إلى الكلية وهي تفكر في وضع خطة لاستعادة حب (مارك) .في طريق دخولها شاهدت (مارك) يمشي عكس اتجاهها أصبحت الحركة بطيئة .

(روز) لا تسمع إلا خفقان قلبها.(مارك) رآها أمعن النظر إلى شعرها وكان الهواء يدفعه إلى الخلف وهناك خصلات منه على خدها الذي أبرزة جمال عينها .قبل أن يصل إليها بخطوات اخفض بصره إلى الأرض .عندما وصلته نغزته بكوعها نظر إليها وابتسم وهز رأسه يمينا ويسارا. عندما ابتعد احدهما عن الأخر . وقفا والتفتا إلى بعضهما .
كانت هذه الابتسامة والالتفاتة بارقة أمل لها واخذ قلبها يرقص فرحا.
ذهبت مسرعة للبحث عن ليلي وعندما قابلتها قالت :
- لقد أبتسم لي مارك إني سعيدة جداً .
- قولي صباح الخير أولا
- عذرا ليلي . اسمعي دقات قلبي . يرقص من السعادة
- هل هذ ا كلَّه لابتسامة! صدق من قال سحر الحب
- نعم ليلي أحبه حتى أخمص قدمي .حقا ماذا فعلت لي من أجل خطّتنا لاستعادة مارك ؟
- لم تخطر لي أي فكرة أمهليني بعض الوقت
- لكن أين كان مارك ذاهباً .لقد رأيته يخرج من الكليّة. هل تعرفين السبب؟
- لا . لا اعرف شيئاً .
- حسنا لنذهب وندخل المحاضرة .
قضت روز المحاضرات الخمس وذهبت إلى البيت وهي سعيدة جداً تناولت طعام الخادمة الذي أعدّته كوكي وقالت الخادمة:
- تبدين سعيدة اليوم هذا اليوم آنستي!
- سعيدة جداً جداً جداً .أخذت يد كوكي وبدأت بالرقص معها كوكي مستغربة! قالت:
- هل تشكين من مرض آنستي ؟
- لست مريضة ولكنّي متيَّمة . ثمَّ قامت بتقبيلها
- ومن تحبّين آنستي ؟
- أنتِ! هل تحسبين نفسك لست جميلة ؟
ضحكت كوكي من قولها وقامت روز بإعطائها بعض النقود وصعدت إلى غرفتها وأخذت قيلولة قصيرة . صحت روز من نومها ثمَّ نزلت وتناولت فنجان من القهوة وفتحت جهاز اللاب توب وحدثت ليلي عبر الانترنيت . كتبت لها :
- مساء الخير ليلي؟ كيف حالك؟
- على أحسن ما يرام
- ماذا تفعلين؟
- أتكلَّم مع ستيف
- كيف حاله ؟
- أنه بخير
- ماذا فعلت من أجل الخطَّة ؟
- عندَّما عدّت من الكليّة خطرت لي بعض الأفكار .لكنّي لا أستطيع أن أنسجها وحدي سأقول لكي عناصرها وقومي أنت بغزلها.
- وماهية تلك العناصر؟
- أولا يمكننا استغلال ستيف لأنه صديق مقرَّب من مارك وصديقي أيضا
ثانيا نستخدم الأغراء وذلك بجسمك الجميل
ثالثا الكلام المعسول والتعبير المعسول. اجمعي تلك العناصر وضعِ الخطّة أنت.
- ما هذه الخطّة التي كلَّها ألغاز هل نحن بامتحان؟ قولي غير ذلك
- هذا ما جال في خاطري .ثمَّ إنَّك من تضعين الخطط دائما ونحن نقوم بتنفيذها . هذا كل ما أملك .
- حسنا سأضع هذه النقاط في رأسي وأنا اخطط لاستعادته .
ذهب روز إلى الفراش . أخذت الكتاب الأحمر وحاولت القراءة لكنها لم تستطع لأن رأسها كان مشغول بوضع الخطّة.وضعت الكتاب جانبا .أخذت تفكّر في الخطة حتى وضعت معالمها ثمَّ غطَّت في نوم عميق . في الصّباح ذهبت للكليّة والتقت بليلي وقالت:
- صباح الخير ليلي
- صباح الخير
- أين (آنا وهارا )
- لا أدري ربّما في النادي
- لا زالا على طبيعتهم أم يحاولون التغيّر ؟
- لا زالا على طبيعتهم القديمة والآن يجلسان وحدهما فقط.
- هل من أفكار أخرى لديك للخطة.
- قلت لكي مسبقا لا أستطيع وضع الخطط كل معاندي قلته لكي .
- حسنا لقد وضعت المبادئ الأولية للخطة ولكن تتطلب مساعدتك وستيف .
- أنا أساعدك في الخطّة لأني اعرف نواك الحسنة . أمّا ستيف فلا نعلمه بالأمر لأنه صديق مقرَّب جدا من مارك . دعيه ينفّذ دون أن يعلم بذلك.
- ألا تقولين لي هذه الخطّة .
- عندما تكتمل لا تستعجلي لنذهب للمحاضرة الآن
ذهبا إلى المحاضرة الأولى والثانية وكانت روز تتفقد مارك لكنّه لم يأتي سألت ستيف قائلة :
- أين مارك؟ هل هناك خطب ما ؟ لم يحضر إلى الكليَة ليومين وغدا عطلة هل تعرف شيء ؟
- لا علم لي .اتصلت به لكنه لا يرد على المبايل.
- أنا متأسفة جدا على ما حصل في الرحلة لقد كنت مخطئة
- لقد شرحت لي ليلي كل شيء
- ماذا يقول مارك عنّي ؟
- لا أعلم ولا يسمح لأحد أن يتطرَّق للموضوع وكأنه لم يكن .
- شكرا ستيف على إصغائك لي
- لا عليك ومتأسف لأني لا استطيع عمل شيء .
- إلى اللقاء .
- إلى اللقاء
انتهت المحاضرات . ذهبت إلى منزلها في المساء وضعت (روز) ألمسات ألأخيرة لخطتها. اتصلت (بليلي) على (النت) كتبت قائلة:
- مساء الخير ليلي
- مساء الخير روز
- هل تتحدثين ال (ستيف)؟
- كلا. ليس على (النت)
- هذا أفضل
- لماذا ؟
- لقد اكتملت الخطة .سأشرحها لكي بالتفصيل.
غدا عطلة اطلبي من ستيف أن يذهب معك إلى الحفل الراقص في نادي (مكي) .
أخذت روز تسرد الخطة لها....
في تلك الأثناء كان ستيف ذاهب إلى بيت مارك ليعرف سبب عدم حضوره إلى الكلية . عند وصوله طرق الباب فخرج مارك إليه قال:
- مساء الخير
- مساء الخير ستيف .هل هناك خطب ما ؟ لم تأتي إلى الكلية ليومين .
- حسنا . ادخل الآن وسأشرح لك كل شيء.
دخلا إلى المنزل وقدم مارك له زجاجة من (البيرا) قال ستيف:
- ماذا حصل اخبرني ؟ لماذا لا ترد على اتصالي ؟
- لقد مرضت والدتي ونقلتها إلى المستشفى في ساعة متأخرة من الليل.ولا تزال هناك . وجئت إلى المنزل لأخذ بعض الأغراض وجهاز المبايل الذي نسيته في البيت لاستعجالي.
- كيف حالها الان ؟
- أنها بخير .ستخرج من المستشفى غدا
- هل أساعدك في شيء ؟
- شكرا ستيف .لكن لدي طلب ؟
- تفضل
- أرجو أن لا تخبر احد .لا أريد أن اقلق الآخرين.
- حسنا .الان اذهب الى المستشفى حتى لا تتأخر على والدتك .
- إلى ألقاء وشكرا على الزيارة
- إلى ألقاء .سلم لي على عمتي
عاد ستيف إلى منزله وتناول بعض الطعام دخل غرفته وكلم ليلي على النت :
- مساء الخير حبيبتي
- مساء الخير حبيبي.أين كنت لقد تأخرت؟
- أرسلتني والدتي لأقضي لها بعض المشاوير
- حسنا. أريد أن اطلب منك طلب ؟ أرجو أن توافق عليه.
- تفضلي.
- لنذهب غدا إلى الحفل الراقص في نادي (مكي) نلهو ونحتسي (البيرا) اشعر بالملل .
- لا اعرف ماذا أقول لكي
- او ستيف أن غدا عطلة .أرجوك
- حسنا لنذهب غدا
في اليوم التالي التقى ستيف وليلي وذهبا إلى النادي وجلسا على احد الطاولات . قدم لهما النادل كوبان كبيران من الجعَّة . وبينما هما جالسان فتَّشت ليلي بحقيبتها وقالت :
- يا إلهي لقد نسيت الموبايل في البيت ولم أخبر والدتي أني سأتأخر . يا لي من غبيّة .
- لا عليك حبيبتي خذي جهازي واتصلي بوالدتك .
أخرج ستيف الموبايل من جيبه وقدمه لها . أخذته ليلي بسرعة فصدمت يدها كأس الجعَّة فسقط في حجر ستيف وتبلل قالت:
- اووه متأسفة حبيبي لقد اتسَّخت ملابسك . يا لي من غبية
- لا عليك سأذهب إلى الحمام وأغسلها .
ذهب ستيف إلى الحمّام وعند ذهابه قامت ليلي بالاتصال بمارك وقالت له :
- أسرع مارك ستيف في خطر لقد تشاجر في نادي ميكي والآن هو محتجز لدى أمن النادي . أنهت الاتصال ومسحت المكالمة وأغلقت الهاتف نهائيا .
عاد ستيف من الحمّام قال :
- متأسف حبيبتي هل تأخرت عليك
- لا عليك أنا المتأسفة على سكب الجعَّة على ملابسك .
أعطت ليلي الموبايل له وذهبا للرقص ثمَّ عادا وجلسا على الطاولة وطلبا كأسا جعَّة آخران .
كان هذا الجزء الأول من الخطّة أما الثاني هو. روز تنتظر مجيء مارك وهي تلبس ملابس مغرية وتحمل زهور بيضاء وعندما يدخل تعطيه الزهور دلالة على الحب والصفاء والنقاء للأمور بينهم وتقول له أنَّ ستيف بخير وهي من فعلت ذلك للقائه وطلب مسامحته . دخل مارك إلى النادي وهو يتفقَّد الحشود ليرى ستيف . وإذا بروز أمامه وهي ترتدي ملابس بيضاء مطرزة بلون فضّي جميل ويزيّن رقبتها عُقد نفيس وتسرّح شكلها بشكل مدهش وتحمل زهورها البيضاء ويفوح منها رائحة عطر زكي . وصلت إليه قالت:
- مرحبا مارك
كان ينظر يمينا ويسارا ليتفقد ستيف قالت روز :
- لا تقلق إنَّ ستيف بخير هو جالس هناك مع ليلي . وأشارت بيدها إليهما .
شاهد مارك صديقه بخير وليس هنالك خطب ما حاول المشي اتجاهه لكن روز وقفت أمامه ودفعته بأطراف أصابع يدها قالت :
- انتظر لحظة . لا زلت غاضبا منّي رغم اعتذاري لك ؟
- لقد سامحتك بشرط أن لا نتكلَّم مع بعضنا.
- لا أستطيع فانا أحبك الا تفهم ذلك . وهذه الزهور لك . علامة على صفاء الاجواء بيننا ونقائها وفتح صفحة جديدة بيضاء بيننا.
- سأقبل الزهور لأجل الزهور لكوني أحبها ولا أستطيع ردَّها . أما أنت فقد قلت مسبقا لا شأن لكي بي رجاء. دعيني أرى صديقي فهو في مشكلة .
ذهب باتجاه صديقه وأبعد روز بيده قالت له :
- إنها دعابة لكي أدعك تأتي لهنا ستيف بخير .
سمع كلامها وهو يمشي واصل السير إلى أن وصل طاولته عندما رآه ستيف نهض وقال :
- مارك ما الذي أتى بك إلى هنا !؟ هل حصل شيء لوالدتك ؟
- يبدو إنك تجهل ما يحدث
- وما الذي حدث؟
- لقد وردني اتصال منك وتكلمت فتاة تقول إنك تشاجرت في النادي والأمن يحتجزك فتركت والدتي وجئت إليك مسرعا.
كان ستيف مندهش مما سمع حاول فتح الموبايل فرآه مغلق نهائيا عرف ستيف الملعوب قال:
- مارك صدّقني لا علم لي بما حدث ثمّّ إني أعرف إنك مع والدتك المريضة .
- أعرف ذلك إنه مكر النساء يا صديقي . على كل حال إنك بخير وهذا ما يهم .
ألتفت مارك إلى روز التي كانت تقف بجانبه وتتمنى لو أن الأرض تنشق وتبلعها خاصَة عندّما سمعت بمرض والدة مارك قال لها :
- خذي زهورك زهور الخديعة والمكر والدهاء . حتّى الزهور لم تسلم منكِ!؟
خرج مارك وتركهم عائدا إلى والدته المريضة .
كان الجميع مندهشين ! جلس ستيف على الكرسي وبقيت ليلي ورزو واقفتان قال لهما:
- يا لمكر النساء ماذا فعلت ليلي ؟
- أرجوك ستيف أنا آسفة حاولت ان اصلح الأمور بينهما لاغير .
- بهذه الطريقة؟ ولماذا لم تقولي كنت ساعدت روز بشكل أفضل . أرجوك ليلي لا تتحدثي
إليَّ بعد الآن . تركها وخرج .
بدأت ليلي بالبكاء وتبعت روز ستيف ثمَّ لحقتها ليلي بعد أن خرجوا من النادي قالت روز :
- ستيف أرجوك انتظر .
وقف ستيف وكان غاضبا جدا قال :
- أرجوك روز دعيني أذهب لقد تعبت منك ومنها كدّت أن أخسر صديق لي لولا أنه تفهم الأمر .
كانت ليلي خلفهما قالت لهما:
- دعيه روز إنه محق إنا متعبتان لأنا حاولنا أن نرضيه ومارك بشتى الطرق . قالت روز :
- ستيف أرجوك لم تكن غلطتها أنا من خطط للأمر وكان غرضي أن استعيد مارك مثل ما أنت تساعد مارك إذا احتاج للمساعدة ليلي فعلت ذلك معي . لكن لا دخل لها فهي تحبّك جدا .
كانت ليلي من كلام ستيف قالت :
- أرجوك دعيه يرحل فمعاشر الرجال لا يعرفون الحب بقدر النساء فنحن نسامحهم على أخطائهم حتى وان كانت كبيرة وإذا ارتكبنا خطأ بنية حسنة تركونا وكأننا لا نملك أي مشاعر وأحاسيس .
أثار بكاء ليلي وكلامها مشاعر ستيف وسكن روعه وقال :
- هذا غير صحيح الرجال يهتمون لمشاعر النساء ولكنَّكنَّ لا تدعن الأمور تجري مجراها وتقمن بالمكر والخداع .
- لو كنت أخبرتك بحقيقة الأمر لما ساعدتنا
- أنت مخطئة كان في نيتي المساعدة لكن والدة مارك في المستشفى ولم يكن الوقت مناسبا للحديث .
قالت روز وهي تبكي أيضا :
- أرجوك ستيف صالح ليلي فلا ذنب لها ولا أريد أن أكون السبب لفراقكما . دعني في مصيبة ولا تجعلها مصيبتين ثمَّ إننا لم نكن نعرف بمرض والدة مارك .
رجع ستيف بعض الخطوات . وقف أمام ليلي قال:
- أعتذر عن الكلمات التي قلتها داخل النادي .
بدأت ليلي تمسح دموعها قالت:
- أيها المعتوه أتعرف كم أحبك ؟ ألم تسمع القول المأثور ( سر قوة المرأة في ضعفها وضعفها في أذنها ) وأنت بدلا من أتباعه تقول لي سأتركك
- لن أتركك أبدا وأكرر اعتذاري . قام باحتضانها ثم احتضنتهما روز معا.



عادت روز إلى منزلها وصعدت إلى غرفتها واستلقت على سريرها وهي حزينة جدا لأنها زادت الطين بله وبدلا من مصالحة مارك ابتعدت عنه أكثر إنها أوشكت على أن تكون السبب في ابتعاد ستيف عن ليلي لولا أنه تفهّم الأمر وقالت في نفسها :
- لماذا دائما اتبع طرق ملتوية لكي أحصل على ما أريد ؟ لمَ لا أدع الأمور على مجراها كما قال ستيف؟ أعتقد إن هذا يجري بدمانا نحن معشر النساء .لكنّي أتحمل نتائج عملي.
لكن بنفس الوقت لا أعرف طريقة أخرى لمراضاته لو لم تكن والدته مريضة لنجح الأمر.
اووه يا إلهي عدنا إلى المكر . إن رأسي مشوشة سآخذ حماما ساخنا وأعاود القراءة في الكتاب الأحمر لعلي أجد فيه شيئا لحل مشكلتي.

بعد الحمام أخذت الكتاب الأحمر . فتحته على الصفحة التي انتهت عندها. كان مكتوب فيها؟
وصلت إلى وطني ومدينتي .كنت قد اتصلت بوالدتي وأعلمتها بقدومي ووعدتني أنها ستعد لي الطعام الذي أحبه . وصلت إلى المنزل كانت عائلتي بانتظاري استقبلوني بحرارة وقمت باحتضانهم أخذتا أمي وسارة تبكيا. قال أبي:
- لنتناول الطعام .لقد أعدت والدتك جميع الأصناف التي تحب.
أجابت سارة:
- هيا بنا نأكل .لم نجتمع سويا منذ مدة طويلة
أعدت أمي وسارة السفرة وتناولنا الطعام سويا كان شهيا وأمي تضع الطعام أمامي وتقول:
- كل بني طعام البلاد الغريبة ليس لذيذ كطعامنا.
- كلامك صحيح أمي لا يوجد طعام ألذ من طعامك في الدنيا اجمعها.

بقيت في منزل والدي عدت أيام ذهبت خلالها إلى منزل السيد جوش وزوجته استقبلاني بحب كبير كان الحزن و الأسى بائنا في عيونهما.عدت إلى منزلي وأخذت أدون مذكراتي السابقة في هذا الكتاب الذي أهداه لي السيد (اندي). قررت في نفسي عدم البقاء بمدينتي والذهاب إلى مدينة أخرى .طلبت من أبي أن يبيع المنزل الذي كنت اسكنه وزوجتي لان كل ركن فيه يذكرني (صوفيا). فاتحت عائلتي بموضوع تركي لمدينتي والعيش في المدينة المجاورة التي كانت اكبر والتجارة فيها رائجة لم يعترضوا على قراري.
كان لدي في المدينة الكبيرة المجاورة صديق طفولتي ويدعى (هاري) كان قصير القمة وأصلع وطيب القلب له شغف كبير بالخياطة .أصبح خياطا مشهورا ويقدم عروضا للأزياء في كافة مدن أمريكا وفرنسا وغيرها من الدول.

اتصلت به على الهاتف فرد قائلا :
- هلو.البرت إني متأسف جدا
- هلو (هاري)
- اه عزيزي تعازي الحارة .اكرر اعتذاري لم استطع حضور الجنازة كنت خارج البلاد لعرض بعضا من أزيائي الجديدة هناك.
- لا عليك اعرف انك رجل مشغول
- لقد اتصلت هاتفيا وردة علي سارة .قالت لي انك خارج البلاد
- نعم ذهبت لتغير بعض الجو
- هل أنت على ما يرام
- أنا بخير. لكني احتاج خدمة منك
- تفضل صديق طفولتي
- أريد نقل عملي الى مدينتك واطلب منك أن تستأجر لي معرض لبيع وشراء السيارات وشقة صغيرة قريبة منه .سأكون شاكرا لك
- ذلك طلب بسيط سأتدبر الأمر وأقوم بإرسال صورهما على (النت) .إذا أعجبتك سنكتب العقد.
- شكرا
- لا شكر على واجب. أنت صديق طفولتي وهذا عمل صغير .
أعطاني والدي ثمن منزلي الذي باعه وأعطاني نقود أخرى كان قد ادَّخرها ولديَّ أيضا بعض المدَّخرات. قمت بجمعها لبدء عمل جديد في المدينة الجديدة . اتَّصل بي صديقي هاري على الهاتف وقال :
- لقد حصلت لك على معرض جميل في موقع جميل أيضا وبسعر مناسب وسأرسل لك الصور على (الأنترنيت) .
- شكرا لك ولن أنسى صنيعك هذا . الشقَّة الصغيرة هل وجدَّت لي واحدة ؟
- هناك عدَّة شقق سأرسل صورها مع صور المعرض وإذا أعجبتك واحدة منها تعال هنا وسأدع المحامي التابع لي يقوم بإبرام العقد.
- حسنا سأكون غدا عندك .
في المساء فتحت الانترنيت دخلت على الصور التي أرسلها لي هاري أعجبتني أحد الشقق الصغيرة واللطيفة . أعجبني معرض السيّارات كثيرا سافرت في اليوم التالي والتقيت هاري الذي جلب المحامي معه وذهبنا وأبرمنا عقد الشقّة والمعرض . أمضيت يومي مع هاري نسترجع بعض الذكريات القديمة .
في اليوم التالي رجعت إلى مدينتي وقمت بحزم أمتعتي وأخذت النقود وودَّعت الجميع وذهبت إلى المدينة الجديدة .
في المدينة الجديدة أسست عملي الصغير وتعرَّفت على بعض أصحاب الشركات وبدأ عملي يزدهر شيئا فشيئا كنت كثير الاتصال بهاري وأذهب إلى متجره الكبير في وسط المدينة .كان عمله يزدهر أيضا كنت أذهب في أيَّام العطل إلى مدينتي لرؤية أمي وأبي وشقيقتي . كنت كثير الاتصال بهم هاتفيا وكذلك الاتصال بسيّد والسيّدة جوش . كانت زوجتي الراحلة دائما في قلبي ولم تغب عنّي لحظة.
كنت أقضي أغلب وقتي في العمل وفي بعض الأحيان أذهب إلى هاري لنتعشّى ونحتسي بعض الشراب مضى على قدومي في المدينة حوالي ثلاث سنوات. في أحد الأيّام ذهبت إلى متجر هاري قلت له:
- لقد عقدت صفقة جديدة اليوم وسيكون العشاء والشراب على حسابي
- لكنَّي منشغل اليوم بمقابلة فتيات الدورة الجديدة
- ايُّ دورة؟
- دورة الخياطة السنوية .
- هل موعدها اليوم ؟ حسنا هل نؤجل العشاء إلى الغد
- أتريد أن تفلت ؟ كلا مازال الوقت باكرا سنقابل الفتيات معا وبعد الانتهاء سنذهب ونتناول العشاء. هل أنت مرتبط بموعد ما ؟
- كلا غير مرتبط ولا مانع من الانتظار.
- حسنا لنذهب ونرى الفتيات .
كان هاري يقيم دورة للخياطة . كانت الفتيات يتقدمن بطلبات إلى احد معاونيه ويحدد يوما لهنَّ ويقوم هاري باختيار خمسة منهن. حسب المؤهلات والعمر ومتابعتهنَّ لعروض الأزياء وكذلك مهارتهن في الخياطة . كان يقوم بذلك مرَّة واحدة كل عام .
ذهبنا وجلسنا في مكتبه وقال لمساعديه :
- هل الفتيات جاهزات للمقابلة
- أغلبهنَّ موجودات .
- سنقابل الموجودات أمّا المتأخرات فتعذَّر لهن .
- حسنا سيّدي
- ليدخلن عليَّ حسب الأرقام
دخلت أول واحدة علينا قالت :
- مساء الخير
- مساء الخير . تفضلي بالجلوس . أسمكي ميري أليس كذلك ؟
- نعم
- ماهية مؤهلاتك العلمية ؟
- إني خريجة إعدادية .
- هل تعرفين شيئا عن الخياطة ؟
- نعم سيدي لقد كنت اعمل في مصنع الأحلام الذي يقع خارج المدينة .
- لماذا اخترت دخول الدورة لديّ
- لأنَّك مشهور سيدي . وأنا أتابع كافَّة عرضك للأزياء وتعجبني تصاميمك الحديثة حتى إنَّ بعض الممثلين المشهورين هم زبائن لديك .
سألها هاري عدَّة أشياء تتعلق بالخياطة لم أفهمها وعندما انتهى قال لها :
- أنت مقبولة لكن يجب أن تلتزمي بوقت الحضور للدورة وستبدأ الأسبوع المقبل
- شكرا سيدي أنا مسرورة جدا. وخرجت
نظر إليَ هاري وقال:
- أتعرف ستكون ميري هذه خيّاطة مشهورة
- طبعا ! إذا كان أستاذها خيّاطا مشهورا مثلك .

بدء هاري بمقابلة الفتيات الواحدة تلو الأخرى حتّى وصل إلى الرقم (7) قال :
- الرقم سبعة . الرقم سبعة . الآنسة (لورا هانز) . آنسة هانز .
أجابه المساعد :
- ليست موجودة سيّدي
- ادخل الرقم ثمانية







الفصل السادس
(أمل جديد)
دخلت فتاة جميلة لها عينان كبيران وخضراوان وأنف صغير وفم كأنّه ماسة نفيسة وشعر طويل وجسم رشيق. كانت تتمايل في مشيتها وتضع عطرا استطعت شمَّه وأنا جالس قرب هاري . ترتدي تنوره قصيرة وردية اللون يعلوها بدي رصاصي مطرز بالأبيض وتلبس بوت يكاد أن يصل إلى ركبتها لونه وردي ومطرز بفصوص بيضاء وبرونزيو اللون كان يحدث صوتا من كعبه وهي تمشي به . مباشرة عندما وصلت أمام طاولة هاري قال لها :
- ما اسمك يا رقم ثمانية ؟
وضعت اظفر سبابتها على شفتها السفلى ودارت وجهها ربع دورة لتصطنع الحياة وقالت:
- هل انتهيت من رقم سبعة بعد؟ آسفة على التأخير سيّدي أنا لورا هانز رقم سبعة .
كان صوتها رقيق ومنظرها أرق منذ أن دخلت دقَّ قلبي سبعة دقّات زائدة. قال هاري :
- إذا أنت رقم سبعة ولست ثمانية .
قالها وهو ينظر إلي علامة على التعجّب والاستحسان .
- نعم أنا رقم سبعة
- حسنا آنسة لورا ما هي مؤهلاتك العلمية؟
- آنا لم أكمل المتوسطة لكنّي أجيد القراءة والكتابة
- ماذا تعرفين عن الخياطة؟
- لا أعرف شيئا عنها لكن أمي كانت خيّاطة ماهرة. إضافة إلى إني أريد أن أبدء من الصفر معك لأتعلمها بشكل جيد .
- هل تتابعين عروض الأزياء وصرخت الموضة الحديثة ؟
- أنا لا أتابعها ولكنّي سأفعل إن أردت ذلك.
- أنتي غير مقبولة في الدورة آنستي لأنك لا تملكين أي مؤهلات.ولكن ما موجود أمامي يختلف عن الذي تقوليه .
- لقد زورت الوثائق التي أمامك كي أستطيع مقابلتك.
- لماذا ؟
- صحيح إني لا امتلك المؤهلات ولكن أمتلك الرغبة. وفي اعتقادي هذا كافي أضف إلى إني بائعة ماهرة
- كلامك صحيح ولكن الرَّغبة + الموهبة + الاطلاع = النجاح .
اقتربت من أذن هاري ووضعت يدها على الطاولة وبان شيئا من نهديها قالت :
- أنت الخاسر يا هاري لو أخذت مشورة الشخص الجالس قربك لقال لك (اقبل بها )
- وكيف عرفت ذلك ؟
- من طريقة نظره إليَّ . لكن الفرصة فآتتك فلم تعد لديَّ الرغبة في دخول هذه الدورة . مع السلامة (باي) .
وخرجت باتجاه الباب . التفت إليَّ هاري وقال :
- لم أصادف بحياتي مثل تلك الفتاة .
- لماذا لم تقبلها بدورتك؟ تبدو جيّدة .
- جيَّدة في الكلام والحركات اما الخياطة فلا تعرف شيئا عنها .
- يمكنك الاستفادة منها كبائعة في أحد متاجرك .
- ستكون بائعة سيّارات أفضل من بائعة ملابس .
كان هاري يمزح لكن كلامه كان صحيح فهي تملك مؤهلات بائعة مائة بالمائة قلت له :
- سألحق بها وأفاتحها بالموضوع
- يبدو ما قالته الفتاة صحيح إنَّك موافق . وقد عرفتك من عيناك.
نهضت من الكرسي وخرجت ورائها مسرعا وكانت قد عبرت الشارع إلى الجهة الأخرى فنادية عليها:
- آنسة لورا . آنسة لورا . أرجوك انتظري أريد التحدّث معك.
عبرت إلى الجهة الأخرى من الشارع بعد مرور بعض السيّارات وصلت إليها وقلت:
- آنستي إني امتلك معرض للسيارات وأحتاج إلى بائعة ذكيَّة مثلك هل ترغبين بالعمل عندي؟
عضَّت على شفتها وأخذت عيناها بالذهاب يمسنا ويسارا بشكل مغري ومصطنع وقالت :
- سأفكر بالموضوع
- حسنا إذا رغبتي في ذلك فهذه بطاقة عليها عنوان المعرض. وسأكون سخيا معك
أعطيتها البطاقة .أخذتها ووضعتها في حقيبة اليد التي كانت تحملها وقالت لي :
- ما اسمك سيّدي ؟
- البرت
- إنه اسم جميل وداعا سيّد البرت .
رجعت إلى هاري وجلست قربه ونظر إليّ ووضع النظارات التي كان يرتدي على طرف أنفه وهزَّ برأسه وابتسم . ثم التفت إلى الآنسة التي كانت واقفة للدخول في الدورة . انتهى هاري مقابلته لفتيات وأغلق المحل وذهبنا للعشاء معاً.
في المطعم سألني هاري:
- ماذا فعلت مع تلك الفتاة رقم سبعة؟
- لم أفعل شيئا .
- اووه صديقي! إني أعرفك جيداً أنت صديق الطفولة .كانت نظراتك اليها غير مريحة .
- لا ولكنَّك تعرف جيّدا أبحث عن بائع جيد من فترة من الزمن
- نعم عزيزي بائع وليست بائعة . ماذا قالت لك ؟
- لم تقل شيئا أعطيتها البطاقة وقالت سأفكر في الأمر .
- هل رأيت كيف قرَّبت شفتاها مني وحدثتني بطريقة مغرية وقالت إنك الخاسر ؟
- لا وإنَّما أرادت أن ترى لون عينك من خلف النظّارة .
- اووووه تبدو في مزاج جّيد للمزاح .
- كيف نقضي الوقت إذا .
كان حديثنا في تلك الأمسية كلَّه على تلك الفتاة المدعوَّة لورا . بعد ان أكملنا العشاء قمت بإيصال هاري لمنزله وذهبت لشقتي الصغيرة دخلت الشقَّة وأخذت حماماً ساخنا كنت أقف تحت (الدوش) والماء يتساقط عليَّ وصورة تلك الفتاة في ذاكرتي حتى لم يبقى ماء ساخن ولمَّا شعرت ببرودة الماء تنحيت جانبا.خرجت إلى الصالة وأخذت زجاجة كنياك وقدح من باري الصغير جلست على الكنبة ورأسي مشغولة بتلك الفتاة شربت عدَّّة كؤوس حتى غفوت في مكاني دون أن أشعر.
شعرت روز بالنعاس أغلقت الكتاب ووضعته جانبا ونامت .استيقظت كعادتها وذهبت إلى الكليَّة .كان مارك موجود لكنَِّها لم تحاول التعرض له لخجلها منه مما فعلته وأمه مريضة . شاهدت ستيف ذهبت إليه وقالت:
- كيف حالك ستيف
- إني بخير
- كيف أصبحت أم مارك ؟ عسى أن تكون بخير .
- إنَّ صحتَّها تحسنت وخرجت من المستشفى .
- أرجو أن تكون بخير دائما.
ودَّعته وذهبت إلى المحاضرة بعد الانتهاء من الدوام كانت روز على عجلة للذهاب إلى البيت وقراءة الكتاب الأحمر لمعرفة من هي الفتاة المدعوَّة لورا التي ظهرت حديثا . وصلت البيت تناولت الغداء بسرعة وصعدت لغرفتها وفتحت الكتاب على الصفحة التي انتهت عندها . كان مكتوب فيها .....


استيقظت في الصباح وذهبت إلى الحمام وقمت بغسل وجهي وفرشت أسناني . كان بخار الماء يُغطّي المرآة قمت بمسحها وتحدَّثت إلى انعكاسي قائلا:
- لماذا لم تأخذ عنوانها أيّها البائس؟
وضعت روز أصابعها بين الصفحة التي تقرأها والأخرى وقالت في نفسها :
- يبدو إنَّ المحبين كلهم يحدّثون أنفسهم بالمرآة وليست وحدي من يفعل ذلك. سنصاب بانفصام الشخصية من جراء الحب.
ابتسمت وبدأت القراءة من جديد كان مكتوب .
ارتديت ملابسي وذهب إلى المعرض ولا تزال صورة تلك الفتاة أمام ناظري ولا تفارق خيالي . مرَّت أربعة أيام على لقائي بها ولا زلت على تلك الحالة شعرت في تلك الفترة براحة كبيرة لم أشعر بها منذ وفاة زوجتي .حتى إنَّ أحد عمال المعرض انتبه لي وأنا أحدِّث نفسي وأضحك . كان ذلك خلافا لطبيعتي دخل عليَّ العامل وقال :
- سيّد البرت هل تشكو من خطب ما؟
- كلا إني بخير
- أراك تحدّث نفسك هذه الأيَام.
احترت ماذا أقول له لكنّي تداركت الموقف وقلت :
- إنَّ أحد أصدقائي واقع في مأزق مضحك مع زوجته وأنا أضحك عليه . اذهب وقم بعملك ولا تجسس على الآخرين .
- متأسف سيّدي . وذهب
في اليوم الخامس بينما كنت جالسا خلف مكتبي أراجع بعض الحسابات طرق باب المكتب قلت :
- أدخل .
كنت مشغولا بالكتابة ولم أرفع رأسي سعت صوتا عذبا ينادي ويقول :
- صباح الخير سيّد البرت
رفعت رأسي ونظرت وإذا بها (لورا) . عرفتها من صوتها قمت بأخذ نفس عميق وكان عطرها يملأ جو المكتب سقط الذي أكتب به من بين أصابعي واستقرَّت عيني عليها كررت كلامها قائلة :
- صباح الخير . صباح الخير . ماذا بك سيّد البرت
- اوه متأسف .صباح الخير آنستي .
- ألا زلت تتذكرني؟
- وهل يخفى القمر آنسة لورا! . تفضلي بالجلوس
جاءت تمشي كعادتها وجلست على الكرسي الذي أمام طاولتي أخذت القلم الذي اكتب به وبدأت تداعبه بأطراف أصابعها . قالت :
- هل ما يزال عرضك قائم بخصوص العمل لديك ؟
- نعم
- أريد أن أعمل كبائعة للسيّارات .
- ها ماذا تقولين ؟
- ماذا بك سيّد البرت ؟
- أرجوك ضعي القلم من يدك لكي أستطيع أن أركز على كلامك.
تبَسَّمت من قولي ووضعت القلم جانبا وقالت:
- أريد أن أعمل كبائعة سيّارات وليس سكرتيرة خاصة أو غيرها من الأعمال
- لا مانع عندي من ذلك
- وأن يكون الوقت من الساعة التاسعة وحتّى الساعة الثالثة فقط لأنَّ لديَّ عمل ثاني أقوم به في المساء.
- موافق
- بقيَ لديَّ طلب بسيط .وهو الراتب أريده أسبوعيا .
- لكي ذلك
- كم سيكون الراتب ؟ وعدتني أن تكون سخيّا معي .
- وأنا عند وعدي هل ألف دولار أسبوعيا كافية؟ وإذا قمت ببيع سيّارات أكثر ستحصلين على مكافئة.
- شكرا سيّدي لقد كنت كريما معي. متى يمكني البدء
- من الآن إذا كنت تحبين .
- كلا سأباشر يوما غد. كما إنّي نسيت أوراقي الشخصية وغيرها.
- كما تُحبين.
- وداعا سيّد البرت لكن لديَّ طلب بسيط
- تفضَّلي
- أن آخذ ذلك القلم هديّة منك .
قمت بإعطائها القلم . أخذته وذهبت .

كنت سعيدا جدا شعرت كأن الشمس أشرقت من جديد. تمنيت لو أنها بقت لهذا اليوم لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. انتهى وقت العمل أغلقت المعرض وذهبت إلى شقّتي وشعرت أن اليوم كان طويل جدا.أنتظر مجيء الغد بفارغ الصبر وبعد مرارة دامت أربعة عشر ساعة لم أستطع النوم أكثر من ساعتين جاءت إلى المعرض وكنت بانتظارها. قالت لي :
- صباح الخير سيد البرت
- صباح الخير آنسة لورا
- هل تنتظر أحد سيّدي
- لا كنت أتفقد السيارات في المعرض.
- هل تقدَّم لي بعض النصائح والإرشادات ؟
- أتعرفين أساليب البيع والشراء ؟
- أنا ماهرة في ذلك
- هذا كل ما تحتاجين إليه.
باشرت لورا العمل .كانت جيّدة فعلا ولها عدَّة أساليب في البيع. فهي تنظر إلى وجه الزبون تعرفه ماذا يريد وهي تعرف أي وسيلة تستخدم معه أما الأغراء أو فن البيع والشراء . وفي بعض الأحيان الحزم . على كل حال كانت ممتازة في أداء عملها. كانت تكسب إضافة إلى راتبه الأسبوعي المكافئة أو (العمولة) إذا كان هناك بيع كثير . أستمر هذا الحال حوالي شهرين . كنت قد نسيت ذلك الحزن المرير وأصبح للحياة طعم ولون . كنت دائما أتذكَّر قول صديقي العجوز (اندي) والكلام الذي حدَّثني به على متن السفينة . من أنَّ الزمن كفيل بالجراح ونعمة النسيان عظيمة . كل كلامه كان حقيقي وصحيح إضافة إلى إن لورا كانت تعاملني بمنتهى الرقَّة والاحترام.
في احد الأيَّام وقبل أن تنهي لورا عملها قلت لها :
- هل أنت متفرغة هذا المساء ؟
- لماذا تسأل سيّد البرت ؟
- أريد أن أدعوك لتناول العشاء معي.
- هل هذا موعد أم عشاء عمل؟
ضحكت وقالت :
- ليس اليوم سيّدي . كما تعرف لديَّ عمل ثاني في المساء.لكن يوم غدا سوف أفرّغ نفسي .
- حسنا إذا موعدنا غداً.
في اليوم التالي بعد انتهاء العمل في المعرض. قالت لي :
- ألا يزال العرض قائما؟
- نعم آنستي . سيكون الموعد في المطعم الصيني إلا إذا كنت لا تحبّين الطعام الصيني.
- كلا أحبه كثيرا وهذا عنوان شقَّتي وسأكون في انتظارك في الساعة التاسعة.
لم تستطع روز مقاومة النعاس وضعت الكتاب جانبا ونامت وفي الصّباح ذهبت إلى كليّتها وكانت تسترق النظرات إلى مارك أثناء المحاضرات . عادت إلى المنزل وفي المساء أخذت الكتاب الأحمر وبدأت القراءة ثانية كان مكتوب .
ذهبت بسيارتي إلى العنوان الذي أعطتني إياه وقبل أن أضغط على منبه السيارة طلَّ القمر عليَّّ من باب العمارة كانت ترتدي فستان رائع الجمال ومن بداخله أروع قالت لي :
- أرجو أن لا أكون قد تأخرت عليك ؟
- كلا تفضلي آنستي .
جلست بقربي وانطلقنا للمطعم الصيني في الطريق قالت لي :
- أريد أن أسألك وأريد أن تجاوبني بصراحة ؟
- تفضَّلي اسألي .
- أرى حزنا عميقا عند النظر إلى عينيك. هل هذا صحيح .
- نعم صحيح
- ما سبب لهذا الحزن ؟
- كنت أحب زوجتي كثيرا لكنَّها ماتت وضلَّ الحزن رفيقي.
- آسفة سيّد البرت لكن كيف حدث هذا؟ .
- تلك قصَّة طويلة سأرويها لكي فيما بعد .


وصلنا إلى المطعم جلسنا على احد الطاولات حضر النادل وطلبنا منه أن يحضر لنا السوشي. تمنى لنا طعام شهي وذهب لحظا ره .
كنت انظر إلى عيناها الجميلتين و يبدو أني نسيت نفسي. قالت:
- هل أنت معجب بي سيد البرت؟
تلعثمت في الكلام ولم استطع الإجابة.قالت:
- لست احتاج إجابتك.إني أرى ذلك في عيناك.
كنت لا اعرف ماذا أجيبها .أنقذني نادل المطعم ! احضر لنا الطعام قلت في نفسي :
- لقد نجوت البرت. يال صراحة هذه المرأة !
بدأنا نتناول الطعام كنت انظر إليها وهي تأكل بطريقة مغرية. كانت ترفع عينها وهي تضع الطعام في فمها أو ترتشف الشراب. في داخل نفسي كنت احسد ذلك ألكاس حين يلامس شفتاها. انتهينا من تناول الطعام وأوصلتها إلى شقتها . ذهبت إلى شقتي وأنا سعيد جدا.

في اليوم التالي لو تأتي لورا إلى المعرض اتصلت بها على الهاتف لكنها لم تجيب .لم تأتي في اليوم الثاني والثالث اتصلت بها أكثر من ألف مرة وكان الرقم مغلق وخارج نطاق التغطية في اليوم الرابع دخلت لورا إلى مكتب المعرض وهي تلتفت يمينا ويسارا قالت:
- سيد البرت أرجوك خبأني
- من أي شيء أخبأك ؟ أين كنت لثلاث أيام؟
- سأشرح لك فيما بعد دعنا نذهب الآن
ركبنا قي السيارة وأغلقت النوافذ قالت:
- أرجوك سيدي أريد مكان آمن أبقى فيه فترة من الزمن.
- ليس لدي مكن سوى شقتي
- أنه مكانا مناسبا.
ذهبنا إلى الشقة ودخلنا سويا.أغلقت (روز) الكتاب وقالت في نفسها:
- يأل صراحة لورا قالت له مباشرتا (أنت معجب بي) غدا صباحا سأذهب إلى (مارك) وأقول له صراحتا و مباشرة أني أحبك.لن أستخدم بعد اليوم الحيلة والمكر.
وضعت روز الكتاب جانبا .أخذت تفكر في الكلام ألذي تقوله لمارك غدا . غلبها النعاس فنامت. في الصباح ذهبت الى كليتها وجدت ليلي و ستيف في حديقة الكلية وصلت إليهما كان يبدو عليها الغضب قالت:
- ليلي هل رأيت مارك؟
- أنه في النادي كعادته يشرب القهوة.
قال ستيف:
- أرجوك روز دعيه قبل ان يكمل كلامه كانت روز تنظر إلى ليلي رفعت يدها بوجه ستيف بمعنى توقف عن الكلام. تركتهم واتجهت إلى النادي.
قال ستيف لليلي:
- يبدو أن روز غاضبة و لا تتصرف على طبيعتها ؟
- يبدو ذلك
- أنلحق بها؟
- كلا . لعل مارك يسامحها هذه المرة.
ذهبت روز إلى النادي طلبت من بولو أن يحظر لها فنجان قهوة على الطاولة التي يجلس عليها مارك . اتجهت إلى الطاولة .جلست أمام مارك. قالت:
- صباح الخير
- ماذا تريدين هذه المرة ؟
- أرجوك مارك حاول أن تفهمني أنا آسفة قلتها مرارا و تكرارا.
- لقد قبلت اعتذارك من قبل.
- إني احبك ولا استطيع العيش دونك . ما فعلته في الرحلة كان قبيح أعترف بذلك! لكني ندمت عليه.أنظر إلى حال نسيت الطعام والشراب تقريبا.
- كل شيء انتهى. أرجوك دعيني وشأني.
- لن ادعك أعرفك تحبني أيضا.كلامك لي في الخيمة كان صادقا ونابعا من قلبك.لقد شعرت بذلك. في تلك الأثناء احضر بولو القهوة ووضعها أمام روز ثم ذهب . أكملت روز كلامها قائلة:
- ألا يسامح الحبيب حبيبته إذا أخطأت .هذا ليس عدلا
نظر إليها ثم نهض من كرسيه و مشى دون أن يتفوه بأي كلمة. نظرت أليه وهو يذهب. ثار غضبها فضربت فنجان القهوة ألذي أمامها.أنتبه جميع من كان في النادي.ثم أجهشت قي البكاء وخرجت من النادي إلى بارك السيارات شاهدتها ليلي وهي خارجة نادت عليها:
- روز ما الذي حدث ؟ أرجوك توقفي .
الم ترد روز على ليلي ولم تتوقف .ركبت سيارتها وذهبت.
شاهد ستيف ما حدث وكيف أصبحت حالت روز قال لليلي:
- سأذهب وأحدث مارك في الأمر.
- أرجوك حاول أن تقنعه مصالحة روز . سوف تفقد عقلها.
- حسنا
ذهب ستيف بحث عنه فوجده جالس في قاعة المحاضرات .ويبدو الحزن على وجهه قال:
- صباح الخير .أريد أن أحدثك بموضوع مهم؟
- تفضل قل ما هو.
- ليس هنا لنذهب إلى النادي
- ستبدأ المحاضرة بعد قليل.
- أرجوك دع المحاضرة ولنذهب.
- حسنا
ذهبا إلى النادي وجلسا قال ستيف:
- ماذا حدث مع روز؟
- أرجوك لا أريد التحدث عنها
- لم أكن أعلم أن قلبك أسود.
- ما فعلته يوم الرحلة هل كان أبيض؟
- أين ذهب مارك ألذي اعرفه!
- قد جرحتني جرح بليغا.
- أسمع صديقي العزيز.صحيح أن روز أخطأت خطأ فادحا .لكني لم أرى أحدا ندم على خطأه مثلها. ثم أني أعرف كم تحبها. سامحها فهي تستحق ذلك وكونا سعيدين.
- كلامك صحيحا يبدو أني بالغت في ردة فعلي ! لكني أعدك بتصحيح الوضع.
- هذا هو مارك ألذي أعرفه

عادة روز إلى منزلها والدموع تملئ عيناها .وكانت والدتها جالسة على الأريكة لكن روز لم تنظر او تحدثها. صعدت مباشرتا إلى غرفتها.
لحقت بها والدتها إلى غرفتها حاولت فتح الباب لكنه مغلق من الداخل.نادتها من خلف الباب:
- روز عزيزتي هل حدث مكروه؟
- كلا أمي لكني مستاءة.وكانت تبكي
- هل حدث شيء في الكلية .
- أرجوك أمي دعيني ألآن.
- حسنا عزيزتي.
نزلت الأم واتصلت هاتفيا على زوجها قالت:
- أرجوك دانيال تعال بسرعة روز لا أعرف ما خطبها لقد جاءت مبكرة من الكلية وصعدت إلى غرفتها وترفض التحدُّث إليّ.
- حسنا عزيزتي لا تقلقي.
جاء السيد دانيال مسرعا إلى البيت . صعد إلى غرفة روز وطرق الباب قالت:
- أميا أنا بخير أريد أن أنام قليلا.
- أنا والدك أرجوك افتحي الباب
فتحت روز الباب لوالدها وقالت:
- أبي. وأجهشت بالبكاء. واحتضنته بقوة .
- لا عليك. ماذا حدث عزيزتي ؟ تعالي لندخل إلى غرفتك ونتحدث.
دخلا إلى الغرفة وجلسا على السرير. مسح الأب دموع ابنته وقال:
- ما هو الموضوع حبيبتي؟
- لا شيء أبي
- ألم نتفق على الصراحة وأن تقولي لي كل شيء حتى ولو كان تافها.
قصَّت روز لوالدها القصَّة كاملة وبعد أن انتهت قال والدها:
- حبيبتي لقد أخطأت وجرحت الشاب جرحا بليغا أنا رجل وأعرف أنَّ أكثر ما يؤلم الرجال هو جرح كرامته .
- لكنَّي اعتذرت له عدَّة مرات لم يكن اعتذارك صحيح كان يشوبه المكر والخديعة
- ماذا أفعل أبي
- اسمعيني جيدا هنالك طريقان في الحياة أحدهما طويل والآخر قصير أمّا الثاني فهو سهل وفيه مغريات كثيرة لكنه يؤدي إلى الفشل وأما الأول فرغم صعوبته والمعضلات التي فيه لكنَّه يؤدّي إلى النجاح وهذا الطرق الذي عليك إتباعه .
- اعترف أنَّي كنت مخطئة في كثير من تصرفاتي لكنّي قررت أن أتغير إلى الطريق الصحيح
- لا عليك هذا الشاب يحبّك وأنا أعرف ذلك ويبدو أنه شاب جيد
- وكيف عرفت ذلك؟
- سترين عزيزتي ما دام قد قبِل اعتذارك ولم يقم بعمل من شأنه ان يؤذيك ولا بالقول فهو يحبّك أنا أكبر منك شناً ولديَّ خبرة في تلك الأمور .
ارتسمت بسمة صغيرة على شفاه روز و احتضنت والدها مرَّة أخرى وطبطب الأب على كتفيّ أبنته وقال :
- إنَّ حبي لك وتدليلي أفسد تصرفاتك مع الآخرين وعلى ما يبدو أنَّ حبّك لمارك أعادك إلى الطريق الصحيح.
وبدأ بالضحك.
- أحبّك أبي أحبّك كثيراً.
- أعرفُ ذلك بنيَّتي اذهبي غدا واعتذري مرَّة أخرى
- لكنَّ يوم غد يصادف السبت ومن بعده الأحد وهما عطلة .
- إذا بعد يومين وستشاهدين خبرة والدك. هل نذهب ونتناول الغداء معا؟
- حسنا أبي هيّا بنا.


أثلج حديث السيّد دانيال صدر ابنته وأنار أمام ناظريٌها شعلة الأمل. نزلت وتناولت الغداء مع والديٌها وفي المساء صعدت إلى غرفتها وأخذت الكتاب الأحمر وفتحته على الصَّفحة التي انتهت عندها وقالت في نفسها لديَّ يومين سأقرأ ما استطعت منه. وبدأت بالقراءة





























الفصل السابع
(الماضي والحاضر)

دخلنا إلى الشقة قالت لورا:
- آسفة سيد البرت.أرجو أن لا أكون سببت إحراج لك.أريد ألاختباء عدت أيام في شقتك
- تستطيعين البقاء ما شئت
- شكرا . كنت اعرف أنك طيب القلب.
- من أي شيء تختبئي ؟ قولي لعلي أجد لكي حلا .أو أتصل بالشرطة للمساعدة.
- إني متعبة. سأحدثك فيما بعد.
- متأسف. اذهبي إلى الحمام وخذي دشا . سنتحدث فيما بعد.
دخلت الحمام ونادتني:
- سيدي هل تملك أي ثياب نسائية هنا.
- لا. لكني سأتدبر الأمر.
أحضرت لها قميص وبيجامة من ملابسي قلت:
- تدبري أمرك بهذه الملابس . سأحضر لكي ملابس نسائية من متجر قريب.
أخرجت يدها من باب الحمام وأخذت الملابس . ذهبت إلى المتجر القريب من شقتي.لم أكن أعرف شيء عن شراء ملابس النساء . ساعدتني عاملة المتجر في ذلك لكونها تعرفني وكنت دائما أتسوق من هذا المتجر لقربه من شقتي. وكان جسم عاملة المتجر يشبه جسم لورا تقريبا.
اشتريت بعض الطعام والفواكه وزجاجة من (الفودكا) .رجعت إلى الشقة وعندما فتحت الباب وإذا بلورا تختبئ خلف الباب وتحمل مضرب البيسبول . عندما دخلت حاولت ضربي .في ألحظة ألأخيرة توقفت وقالت:
- آسفة سيدي حسبتك شخصا آخر
- كدت أن تصيبيني
- آسفة جدا.
نظرت إليها وإذا بها ترتدي ملابسي وكانت كبيرة الحجم عليها. تبسمت قائلا:
- يبدو أن ملابسي كبيرة عليك بعض الشيء؟
- بعض الشيء . إنها تكفي لشخص آخر.
- هه هه أحضرت لكي ملابس نسائية أرجو أن تعجبك .
- أشعر براحة كبيرة وأنا أرتدي ملابسك فهي فضة وجميلة.
- كما تحبين

ذهبت إلى المطبخ مع باقي ألأغراض وأشرعة في أعداد الطعام . بعد قليل وإذا بلورا تقف عند باب المطبخ. وضعت أحد يداها على الباب والثانية على خصرها ثم وضعت رأسها على يدها ألأوله بدأت تنظر إلى وتحرك ساقها قالت:
- أريد مساعدتك في أعداد الطعام؟
- أنتي ضيفتي .أنا سأعد الطعام .
- لا تشعرني بأني ضيفة كما وأني سأبقى لعدت أيام.
- لكن ملابسك لا تساعد على الطبخ.
- هل تمزح سيد البرت ! هذه الملابس مودرن أكثر من الملابس ألتي أحظرتها من المتجر.
- لست من انتقاها لكي .إنما عاملة المتجر
- يبدو أنها بضاعة كاسدة لديهم والبائعة حاولت التخلص منه لذلك باعتك إياها.
- حسنا سأعيدها غدا
- هه هه كنت أمزح معك.
- هكذا إذا تعالي وساعديني في أعداد الطعام.
انتهينا من أعداد الطعام وقمنا بتناوله. شربنا بعضا من كؤوس الفودكا ويبد أن لورا استعادة شيء من حس الفكاهة وذهب عنها الخوف قالت.
- شكرا سيّد البرت على حسن ضيافتك واعتنائك بي
- لا شكر على واجب. الآن قولي ما هو سبب هذا الخوف والاختباء ؟
- حسنا سأروي لَكَ قصَّتي.
إني فتاة وحدية تقريبا لم أرى والدي أمّا والدتي فقد كانت تعمل خيَّاطة وتوفت عنّي منذ أن كان عمري ثمانية عشرة سنة ولديَّ بعض الأقارب لكن لا أعرفهم. كنت أعمل نادلة في أحد النوادي الليلية. الذي كان يملكه رجل معروف اسمه (لودفيك) وكان يمتلك عشرة نوادي موزَّعة في أقسام مختلفة من البلاد. في يوم من الأيّام أتى ابنه إلى النادي الذي اعمل فيه . كان اسمه ( ارفي ) لم أكن أعرفه وبينما كنت أحمل بعضا من الكؤوس وإذا بشخص أمسك يدي قلت له:
- أرجوك دع يدي لدي عمل أقوم به .
- ألا تخرجين معي في موعد؟
نفضت يدي منه وسقطت منّي الكؤوس وقلت له:
- إني أعمل نادلة فقط لا غير .
أتى مدير النادي مسرعا وقال :
- ماذا فعلت ؟ ألا تعرفين السيّد ( ارفي ) ؟
- إنَّه يحاول مغازلتي . ومن يكون السيَّد ( ارفي )
- إنَّه ابن السيّد (لودفيك) مالك النادي.
نظرت إلى (ارفي) ونزعت صدرية العمل لأنّي قلت في نفسي سوف يطردني من العمل.
قلت :
- أنا أعمل نادلة وليست مومس .
- ههههه . كنت أختبرك فقط . لا عليك مارسي عملك .
وقال لمدير النادي :
- أعطيها إكراميَّة سخيَّة لأداء عملها بصورة متفانية وحسن أخلاقها
- حسنا سيّد (ارفي) كما تأمر.
كان هذا أول لقاء بيني وبين (ارفي) بدأ يتردد كثيرا على النادي كل ليلة تقريبا. كان جميل الشكل أسمر اللون له شعر أسود طويل وعينان بنيتان كبيرتان وكان يرتدي الملابس الجميلة والباهظة الثمن. لا أريد أن أطيل عليك نشأت علاقة حب بيننا كنت أحبَّه حباً جماً . كنّا نلتقي كل يوم تقريبا. كنت أذهب معه خارج البلاد لعقد صفقات. لا دخل لي بتلك الصفقات وكان (ارفي) سخيٌّ معي ولا يبخل عليَّ بشيء كان يعطيني النقود ويشتري لي الملابس الجميلة والباهظة ومن أرقى المحلّات في الأماكن التي كنّا نذهب إليها .
كان (ارفي) يلتقي بأناس غير مريحين ومشبوهين لا يتكلَّموا بالعمل أمامي وما أثار ريبتي كثرة سفرنا سوياً إلى خارج البلاد. كنت دائما أرجع وحدي ثمَّ يلحق بي بعدَ عدَّة أيّام. في بعض الأحيان كان يقوم بمغازلة النادلات اللاتي كنَّ يعملنَ في نوادي أبيه وأمام ناظري.عند اعتراضي عليه كان يقول ( إنَّه مجرَّد عمل لا غير ) .
حبّي له أعماني وكنت أكذّب نفسي كل مرَّة أشك فيها بتصرفاته. في احد الأيّام ذهبنا إلى المكسيك لعقد صفقة عمل وكالعادة التقى بعدَّة أشخاص لا تدّل وجوههم إلا على الإجرام وبعد لقائهم قال لي:
- سنذهب للتنزه وشراء الملابس الجميلة لكي. وقام بتقبيلي .
- أملك ملابس كثيرة أريد البقاء بقربك
- هل فيها ملابس مكسيكية؟ ثمَّ إني أعرف النساء أكثر ما يحببنه هو التسوّق
- كلامك صحيح لنذهب.
ذهبنا للتسوّق واشترينا الكثير من الملابس وكان رجاله يمشون خلفه ويمسكون الملابس قال لهم:
- ضعوا الملابس في الفندق وقوموا بشراء ثلاث أو أربع حقائب لتكفيها.
ذهبنا أنا و(ارفي) إلى مطعم جميل وتناولني شطائر اللحم المكسيكي اللذيذ ثمَّ ذهبنا إلى الفندق الذي نقطنه ونمنا معا. في الصبّاح استيقظت فلم أجده بجانبي. أخذت حمّاما ساخنا وخرجت إلى صالة (السويت) فوجدت ثلاث حقائب كبيرة حاولت حملها ووضعها في الغرفة لكنَّها كانت ثقيلة الوزن أثارني الفضول قمت بفتحها وإخراج الملابس منها ثمَّ حملتها ولا زالت ثقيلة فتَّشت فيها جيّدا. وجدت فيها جيوبا سريَّة فتحت أحدهم وإذا بداخله أكياس من الكوكائين والهروين ( مخدَّرات ) فتحت الأخرى والأخرى وإذا نفس الشيء بداخلها. عرفت أنَّ شكّي كان في محلَّه وإنَّ (ارفي) لم يكن يحبَّني مثلما أحبَّه وإنَّما يستغلَّني لكي أنقل المخدَّرات إلى بلادنا ثمَّ يقوموا بتوزيعها. في المساء أتى (ارفي) كنت أنتظره على أحر من الجمر قال:
- مساء الخير حبيبتي . استعدّي للسفر غدا
- ألا تذهب معي هذه المرَّة ؟
- لديَّ عمل سأنجزه وألحق بك فيما بعد .
- (ارفي) هل تحبّني؟
- أكثر شيء أحبه هو أنت
- أكثر من المخدَّرات التي في الحقائب؟
- اكتشفت الأمر إذا! حسنا أنا أحبّك كثيرا لكن هذا عملي وعمل والدي نحن تجّار مخدّرات.
- أنت لا تحبّني إنَّما تستغل حبّي لك لكي أقوم بنقل تلك السموم. اسمع ارفي لن أنقل تلك المخدَّرات.
- حبيبتي ستنقلينها رغما عنك .
- لن أنقلها وافعل ما شئت.
أخرج ارفي مسدَّس كان يحمله في جانبه وضعه على رأسي وقرَّب شفته من أذني وهمس قائلاً:
- إذا لم تفعلي ما أقول قتلتك في الحال.
- إذا أنت لا تحبّني كما تقول!
- العمل أهم من الحب.
قام بدفعي إلى السرير وقال :
- استعدّي ستذهبي غدا صباحاً.
فتح باب الغرفة والتفت إليَّ وكنت أبكي على السرير قال:
- حبيبتي لقد رأيت الوجه الأبيض منّي. إذا حاولت الفرار أو إبلاغ الشرطة سأريك الوجه الأسود واعلمي إنه حالك الظلام.
- أرجوك ارفي كنت لا أعلم أنَّ هناك مخدَّرات في الحقائب أما الآن أنا خائفة ومرتبكة ولا أستطيع تدَّبر الأمر.
- وجهك الجميل وحركاتك المغرية سوف ينقذانك من الجمارك.
- كنت تستغلَّني إذاً.
- نعم أنت وجهٌ جديد لكني أعدك أنَّ هذه ستكون المرَّة الأخيرة.
خرج ارفي من الغرفة وجلست على السرير وأنا أتألم كنت أحبَّه من كلّ قلبي لكنَّه كان يستغلَّني قررت الانتقام منه.
في اليوم الثاني حمل رجاله الحقائب ووضعوها في السيّارة وذهبنا إلى المطار. كان رجاله يراقبوني تصرَّفت على طبيعتي وصعدت الحقائب إلى الطائرة وانطلقنا.
عندما وصلت إلى مطار بلدي وعند مفتّش الحقائب قلت له:
- سيّدي المفتش توجد في هذه الحقائب مخدَّرات أجبرت على حملها من المكسيك إلى هنا لكنّي لا أريد لهذه السموم أن تقتل أبناء وطني.
تفاجئ المفتّش من قولي قال :
- سيّدتي أتمزحين معي!؟
- كلا أنا أقول الحقيقة هناك جيوب سريّة في هذه الحقائب وتحتها توجد المخدّرات تفضّل افتح الحقائب وشاهد ذلك بأم عينك.
فتح المفتّش الحقائب ووجد الجيوب السريّة فوجد المخدرات . اتصل بجهاز لا سلكي كان يحمله بيده. بعد قليل جاء ضابط ومعه ثلاث أشخاص شاهدوا المخدَّرات في الحقائب ثمَّ قاموا بغلقها. أخذوها وأخذوني معهم في غرفة في المطار بعد قليل أتى المفتّش الذي أخرج المخدّرات وقصَّ على الضابط القصّة قال الضابط لي :
- أرجو المعذرة آنسة لورا . اسمي بريان أنا ضابط جمارك أشكرك كثيرا على اعترافك بوجود المخدَّرات لكن من هو صاحبها ؟
- إنّها تعود إلى ارفي ابن السيّد لودفيك المشهور .
- وكيف أقحمك معه في تهريب المخدَّرات.
- لم أكن أعلم ذلك. ثمَّ قصصت له القصّة كاملة
- نحن نتابع السيّد لودفيك منذ زمن لكنَّه يُفلت في كل مرَّة وهناك أمر شخصي بيني وبينه.
كان رجال ارفي يراقبوني في المطار وقاموا بالاتصال به واعلموه بأنه تمَّ القاء القبض عليّ.
أخذني الضابط بريان خارج المطار في مركز للشرطة تابع للجمارك وقال لي :
- يجب ان تشهدي في المحكمة ضدَّ ارفي وأبيه حتّى نتمكن من وضعهم في السجن ونخلّص بلدنا من السموم التي ينشرونها.
- أنا امرأة وحيدة وأخاف أن يقتلني أرفي ورجاله إذا علموا بالأمر. أرجو أن تعفيني من هذه الشهادة سيّدي.
- غير ممكن فأنت الشاهدة الوحيدة التي يمكن أن توصلهما إلى السجن. أعدك بأني سأوفر الحماية الكاملة لكي.
وبعد جهد بذله الضابط أقنعني بالشهادة بشرط أن يوفروا لي الحماية خرجت بعد يومين من مركز الشرطة ذهبت إلى شقتّي فتحت الباب ودخلت ضغطت زرَّ الإنارة وعندّما فت الضوء وإذا بشخص يمسك بي من الخلف ويضع يده حول فمي وشخص آخر جالس أمامي على الكرسي ويغطّي نصف وجهه بقطعة من القماش ويحمل في يده دمية صغيرة وفي اليد الثانية زجاجة شفّافة قال لي :
- لا تصرخي لورا وإلا قتلناك في الحال. اسمعي جيّداً نعرف أنّك والضابط برَيان اتفقتما على أن تشهدي ضدَّ السيد ارفي وأبيه.
حاولت التكلَّم لكنَّ الرجل الآخر كان يسدُّ فمي فأشار له الرجل الجالس على الكرسي برأسه فترك فمي وقلت :
- كيف عرفتم ذلك ؟
- نحن نعرف كلَّ شيء عزيزتي أتريدين أن تسمعي الشريط المسجَّل الذي حصلنا عليه والذي فيه كل الحديث الذي دار بينك وبين الضابط برَيان؟
- لا حاجة إلى ذلك وأخبر ارفي إني لن أشهد ضدَّه. لكن في المقابل ليدعني وشأني.
- أتعرفين إذا شهدت في المحكمة ماذا سيحصل لكي؟
- كلا
- في داخل هذه الزجاجة حامض النتريك (تيزاب) سوف أقوم بسكبها على هذه الدمية وانظري ماذا يحصل .
سكب الرجل الحامض على الدمية فاحترقت وأصبحت مشوَّهة قال:
- هذا ما سيحصل لكي إذا شهدت في المحكمة. الآن ادخلي إلى غرفتك.
دخلت إلى الغرفة وسمعت الباب يُغلق فخرجت فلم أجد أحد سوى الدمية المشوَّهة معلقة على باب الشُقَّة. في اليوم التالي ذهبت إلى مركز شرطة الجمارك وقابلت الضابط بريان وأخرجت الدمية من حقيبة اليد ورميتها على مكتبه وقلت :
- هذه الحماية التي وعدتني بها سيّد بريان؟
- ما هذا ماذا حصل ؟
- لقد وجدت رجال ارفي في شقَّتي وهددوني بأن يفعلوا بي مثل هذا الدمية إن قمت بإدلاء شهادتي ضدَّ ارفي ووالده وأنهم يعرفون ما دار بيني وبينك من حديث.
- كيف علموا بذلك؟
- لا تسألني واسال رجالك وأعلم إني لا أشهد ضدَّ ارفي ووالده.
حاول الضابط إقناعي لكنّي كنت مصممة على موقفي. خرجت من المركز وعند خروجي رنَّ جهاز الموبايل فتحته وقلت :
- الو
- نعم حبيبتي لقد فعلت الصواب بعدم شهادتك ضدّي
- يبدو أنَّ عيونك في مركز الجمارك قد نقل لك الخبر ؟
- بكل أمانة
- أرجوك ارفي دعني وشاني لقد نفذت ما طلبه مني رجالك
- حبيبتي لقد سامحتك على فعلتك ولكنَّي أريد نقودي .
- أيُّ نقود؟
- نقود المخدَّرات التي قمت بتسليمها للحكومة وسأكون عادلا معك لن آخذ سوى النقود التي دفعتها ثمنا للبضاعة ومقدارها مليونيّ دولار. أما الأرباح فلا أريدها . أرأيت كم أحبّك؟
- ومن أين لي بمبلغ كهذا ؟
- لا أعلم سأعطيك مهلة لأسبوع واحد. أما النقود أو روحك.
أغلق ارفي جهاز الموبايل. كنت خائفة جدا ذهبت إلى شقَّتي وأخذت بعض الأوراق المهمّة وبعض النقود التي ادخرتها. ثمَّ هربت وجئت إلى هنا حاولت كسبَ عيشي بشرف عملت نادلة في مطعم ثمَّ تعرَّفت عليك وعملت لديك وهذه هي قصَّتي. قال البرت :
- وماذا حصل الآن ؟
- عندما عدت من موعد العشاء رأيت من رجال ارفي يحومون حول العمارة التي أقطن فيها هربت وذهبت عند أحد النادلات التي تعمل معي واختبأت عندها لعدَّة أيام ثمَّ جئت إليك وأنا خائفة من أن يقتلوني سيّدي.
- حسنا لا عليك ادخلي في غرفتي ونامي وغدا صباحا سنجد حلا لهذه المعضلة.
- أنت أين ستنام؟
- على هذا الكنبة.
- لا اذهب ونم في فراشك وانا سأنام على الكنبة
- لا عليك أنا معتاد على النوم عليها.
حاولت لكنّي رفضت ذهبت هي إلى غرفتي ونامت على سريري أمّا أنا فنمت على الكنبة. في الصباح استيقظت من النوم وذهبت إلى المطبخ لأعداد الفطور وإذا بلورا عند الباب قالت :
- ألا أساعدك في إعداد الفطور ؟
- كلا آنستي حتى عندما كانت زوجتي حيَّة كنت أنا من يعد وجبة الفطور ونأكله سوياً
- لا أريد أن أكون ضيفة مملة عليك.
- لورا أرجوك ستمكثين معي فترة من الزمن لا داعي للألقاب , سيّدي , آنسة . سأدعوك لورا وأنت قولي البرت فقط .
- حسنا البرت سأذهب وأغتسل ونتقابل على الفطور .
كنت جالسا على الطاولة أنتظر خروجها من الحمام وعند خروجها تقدمت نحوي وقبلتني على خدي وجلست. كنت سعيدا لهذه القبلة تناولنا الفطور وذهبت إلى المعرض.
في المساء عدت إلى شقتي وكانت ساعات العمل طويلة كنت متلهفا لرجوع إلى شقتي ولورا. استقبلتني لورا قالت:
- قمت بأعداد فطيرة التفاح الشهية لك على العشاء أنا أعدها بطريقة جيدة.
- ليس لدي تفاح هنا؟
- ذهبت إلى المتجر القريب من هنا وجلبت بعض التفاح والحاجيات لأخرى .
- لكن؟ هناك خطر بخروجك من الشقة لا تخرجي بعد اليوم.
- لا بأس لن أفعل ذلك

تناولنا الطعم معا .كانت لورا تأكل بطريقتها المغرية . ساعدتها في غسل ألأطباق كانت تنظر إلي وتلمسني في بعض ألأحيان بطريقة مغرية أيضا.بعد ألانتهاء ذهبنا وجلسنا في الصالة قالت:
- لم تروي لي قصتك مع زوجتك. لا تنسى لقد وعدتني بذلك في الطعم الصيني.
- حسنا
سردت لها قصتي كاملة .عندما انتهيت شاهدت الدموع تسقط من عيناها نظرت إليها ونظرت إلي . بعد برهة نهضت وقبلتني من شفتي وبادلتها القبلة بعد ألانتهاء قالت:
- آسفة. أثارت قصتك مشاعري .وكيف كانت تضحيتك عظيمة لكن؟ القدر غلبك. قارنتها مع قصتي وكيف أن ارفي استغلني وهددني.
- لا عليك لورا . حان موعد النوم أذهبي إلى فراشك لكي ترتاحي.
- تصبح على خير
- تصبحين على خير
ذهبت لورا إلى النوم بقيت جالسا على الكنبة لم أستطع النوم .لا تزال طعم قبلتها على شفتي .شربت بعضا من كؤوس الكونياك .كنت أسمع بعض الأصوات ألتي تصدر من غرفة لورا وأظنها تفعل ذلك عمدا لتعلمني أنها مستيقضه لتغويني بالدخول إليها كنت أتمنى ذلك لكن حيائي منعني.بعد فترة قصيرة خرجت لورا من الغرفة وهي ترتدي بدله نوم وردية ألون جميلة من أين أتت بها لا أعرف .كنت ممدد على الكنبة جلست فوقي . لم تكن ترتدي ملابس داخلية حاولت التكلم لكنها وضعت سبابتها على فمي . حاولت النهوض ضغطت على بطني بجسمها .قامت بخلع قميصي عني وقلبتني على جانبي ثم قبلت أثرا جرح عملية الكلية .بدأت تقبل جسدي شيا فشيء صعودا حتى وصلت إلى شفتي قبلتها بحرارة وقوة. بادلتها القبلة رفعت رأسها وعدلت جسدها قلت:
- أعرف إنك معجب بي منذ أن شاهدتني عند صديقك الخياط .أنا أبادلك الشعور نفسه. أعرف انك تهرب من أغرائي ولا تريد ممارسة الحب معي وفاءاً لزوجتك حسنا أنا سأفعل ذلك .
بدئنا ممارسة الحب معا على الكنبة ثم دخلنا إلى الغرفة ومرسناه مرة أخرى على السرير. كانت لورا مذهلة في الفراش. كأني لم أمارس الجنس من قبل . كنت أشعر إني طائر بين السماء والأرض. بعد الانتهاء تحدثنا قليلا ثم نمنا على السرير سويا.
استيقظت في الصباح لم أجدها بجانبي انتابني الفزع نهضت مسرعا صرخت:
- لورا أين أنت
- أنا في المطبخ حبيبي
- لقد أفزعتني ؟ الم أقل لكي أني معتاد على إعداد طعام الفطور؟
- كان ذلك قبل مجيئي .من لآن أنا من يعد الفطور.
نظرت إليها وتبسَّمت من قولها وقلت :
- لكي ذلك
- شكرا حبيبي. هل تمانع إذا قلت لك حبيبي؟
تذكرت زوجتي عندما لفظت هذه الكلمة لكنَّها كانت ذكيَّة لم تدعني أفكر كثيراً اقتربت منّي بسرعة وقبَّلتني من فمي وقالت :
- حبيبي, حبيبي, حبيبي .
تبسَّمت لقولها وفعلها وقلت:
- لا مانع عندي أنا أيضا أحبَُك لورا.
تناولنا الفطور معا وذهبت إلى المعرض. استمرَّ هذا الحال حوالي أسبوعين. كانت من أجمل الأيّام كنّا نتبادل الأحاديث ونمارس الحب كنت أشعر أنّي لست بشراً وإنَّما ملَكاً خاصَّة وإنَّ لورا تتمتع بإمكانيات مذهلة. كنت دائم التذكّر لصديقي العجوز (اندي) وما قاله لي على الباخرة كان كلامه صحيحا وصائبا.
في اليوم السادس عشر ذهبت إلى المعرض وعند عودتي طرقت باب الشقَّة فلم يجيبني أحد. أخرجت المفاتيح من جيبي ودخلت الشُقَّة وفتَّشت داخلها فلم أجد لورا انتظرتها إلى المساء
لكنَّها لم تأتي. جنَّ جنوني ذهبتُ في اليوم التالي إلى العمارة التي تسكنها وإلى شقتها وإلى المطعم الذي كانت تعمل به لكنَّي لم أجد لها أثر.
في تلك الأثناء غلب روز النعاس خاصَّة وأنَّها قضت يوم الأجازة وقبله في قراءة الكتاب الأحمر وضعته جانبا وغطَّت في نومٍ عميق.







الفصل الثامن
(حب وفديَة)
في الصباح ذهبت روز إلى الكليَّة والتقت صديقتها ليلي وستيف كانا جالسيٌن في الحديقة قالت:
- صباح الخير
- صباح الخير
قالت ليلي:
- تبدين بخير روز كنت في حالة مزرية الأسبوع الماضي. لقد اتصلت على هاتفك عدَّة مرَّات لكنَّ جهازك مقفل.
- آسفة ليلي كنت في مزاج سيّء.
- كيف تشعرين الآن؟
- على ما يرام .
قالت روز :
- ستيف كيف هو حال مارك ؟
- إنَّه بخير لقد تحدَّثت...
وقبل أن يكمل كلامه نادَ مارك من خلف روز:
- صباح الخير جميعا.
عرفت روز إنَّ من خلفها ويتحدَّث هو مارك. كانت ترتجف في داخلها لكنها أجابت مع الجميع :
- صباح الخير.
لكنَّها لم تلتفت إلى الخلف. قال مارك :
- أرجوك روز أريد التحدّث معك على انفراد.
جمدت روز في مكانها وهي غير مصدّقة لما يحدث قالت في نفسها( هل هذا حلم أم حقيقة) كرَّر مارك قوله :
- روز أرجوك أريد التحدث معك.
نغزت ليلي روز وأشارت لها بحواجبها بمعنى اذهبي معه أجابت روز:
- عن إذنكما.
التفتت إلى مارك وذهبت معه. كانت غير مصدَّقة لما يحدث انتظرت منه أن يتحدَّث لكنه لم يفعل. قالت:
- ماذا تريد منَّي مارك ألا يكفيك ما فعلته بي في المرَّة الأخيرة ؟
- أرجوك روز أريد الاعتذار منكِ على ما حدث يبدو أنّي بالغت كثيرا. دعينا نذهب إلى النادي ونتحدَّث. سوف أدعوك لشرب فنجان من القهوة على حسابي .
كان طريق النادي طويل بالنسبة إليها عل الرغم من قصره دخلا النادي وجلسا على الطاولة وضعا الكتب التي كانا يحملاها. ناد مارك النادل قائلا:
- أرجوك بولو اجلب لنا فنجانيّ قهوة.
- حسنا مارك
قال لروز :
- أكّّرر اعتذاري منك
- اووووووووووووووووه لقد أرعبتني كنت أشعر إنَّي فقدتك إلى الأبد
- كنت خائف بعض الشيء وفي كل مرَّة تعتذرين منّي كنت أشعر أنَّها مكيدة أخرى
- والآن؟ هل تأكّد حبي لك؟
- نعم
- وانت؟
في تلك الأثناء أحضر بولو القهوة ووضعها أمامهما.قال مارك:
- أعتذر أينَ وصلنا في الكلام ؟
- وأنت مازلت تحبّني كما في السّابق؟
- لازلت أحبّك أكثر من الأول. كنت أتألم أكثر منكِ.
نظر مارك إلى روز وإذا بها تبكي قال:
- ما خطبك روز؟
- ما خطبي!
بدأت روز ترمي الكتب على مارك وتقول :
- أيّها المغرور حاولت أن اشرح لك مرارا وتكرارا لكنَّك تأبى أن تفهمني.
وهي مستمرّة برمي الكتب عليه مع بكائها المستمر حتى القهوة اندلقت على الطاولة جميع من في النادي انتبه عليها.نهض مارك وامسك بيدها ثمَّ احتضنها وقال:
- لا عليك.
رجعت روز إلى الخلف قليلا قالت :
- أيّها المعتوه إنّي أحبّك أكثر من نفسي.
ثمَّ قبلته من شفتاه قبله طويلة وهو بادلها القبلة أيضا بدأ جميع من في النادي من طلاب بالتصفيق والتصفير.
بعد ذلك قام مارك بجمع الكتب المبعثرة وخرجا من النادي ودخلا إلى المحاضرة.طلب مارك من ليلي ان يتبادلا المقاعد لكي يجلس قرب روز وليلي تجلس قرب ستيف وكان الجميع سعداء. كانت روز تهمس لمارك في منتصف المحاضرة وتقول :
- أحبّك,أحبَك,أحبّك.
- أنا أيضا, أنا أيضا, أنا أيضا.
بعد انتهاء المحاضرة قالت روز لمارك :
- هناك أمر عليَّ القيام به
- ما هو حبيبتي؟
- أريد أن أعتذر لكرستين فهيَ صديقتي منذ الثانويّة
- اذهبي
ذهبت روز إلى كرستين واعتذرت لها عمّا بدر منها في الماضي والحاضر . قبلت كريستين اعتذارها وتعانقا ثمَّ ودَّعا بعضهما ورجعت إلى مارك قالت له :
- أريد أن أوصلك إلى منزلك
- لا مانع عندي من ذلك. هل سامحتك كريستين ؟
- نعم أنها فتاة لطيفة وطيبة القلب. تذكرت كيف حال أمَّك ؟
- إنَّها بخير لقد تحسنت حالتها كثيرا
أوصلته إلى منزله وتبادلا القبل وعادت إلى منزلها دخلت قالت :
- أمي ، أمي أين أنت؟
- أنا قادمة إليك
عندما وصلت الأم إليها أخذت روز تراقصها قالت الأم:
- يكفي حبيبتي اشعر بالدوار !
- أنا سعيدة جدا أمي
- أتمنى أن تكوني سعيدة. لكن اتركيني سأتقيأ أرجوك.
توقفت روز عن الرقص والدوران قالت:
- أمي ماذا أعدتي لنا على الغداء؟ أنا جائعة أستطيع أن ألتهم خروف وحدي .
- طبخت جميع الطعام ألذي تحبين.
- أين أبي هل عاد من العمل؟
- أنه في القبو لا أعرف ماذا يصنع هناك.
نزلت روز إلى القبو مسرعة وهي تنادي:
- أبي، أبي سيد دانيال أين أنت.
- أنا هنا حبيبتي
- مساء الخير سيد دانيال تبد نشيطا وأنت تعمل على آلة النجارة .
-لا زلت شابا صغيرتي . تبدين سعيدة اليوم ؟
تقدمت باتجاه والدها واحتضنته و أخذت تقبل وجنتاه قالت .
- أعتذر مني مارك وتصالحنا . قضينا اليم كله معا .
- الم أقل ذلك
- لكن ؟ كيف عرفت ذلك ؟
- كيف برأيك أصبحت مدير شركة إعلانات
- حسنا أبي إني جائعة لنذهب لتناول الغداء معا .
- أذهبي سآتي خلفك
سارت روز باتجاه سلالم القبو عند أول سلمه توقفت . رجعت إلى والدها قالت:
- أبي هل اتصلت بمارك أو قابلته ؟
- كلا عزيزتي كيف لي أن أعرفه أو هاتفه .
قبلت والدها مرة أخرى قال لها:
- متوقع من شاب بمثل أخلاقه أن يفعل ذلك . دعيه يحضر يوم غدا لتناول العشاء معنا
- حقا ما تقول أبي
- نعم عزيزتي
صعدت روز تبعها ولدها وتناولوا الغداء معا . صعدت إلى غرفتها وأخذت قسطا من الراحة .في المساء كانت على موعد مع الكتاب الأحمر أخذته وفتحته على الصفحة ألتي انتهت عندها كان مكتوب فيها:
بعد يومين وردني اتصال على المبايل أجبت:
- هلو
- هلو البرت أرجوك ساعدني أنا محتجزة
- أين أنت ومن يحتجزك ؟
رد علي شخصا آخر قال:
- نحن نحتجزها إذا كان أمرها يهم تعال وقابلني
- من أنت وماذا تريد ؟
- ستعرف من أنا وماذا أريد لاحقا
- حسنا سآتي أليك لكن أين ؟
- سوف تأتيك سيارة سوداء إلى معرضك فيها شخصين قل لهما (الأمانة معكما) سيجيبك أحدهم (أن لورا معنا) أركب معهما وسوف يأتيا بك إلي . هل اتفقنا ؟
- نعم اتفقنا.
- أسمع إذا أبلغت الشرطة أو أي شخص آخر أعتبر لورا في عداد الموتى .
- كلا. صدقني لن أتفوه بأي كلمه
أغلق الشخص المجهول الهاتف وبقيت أنتظر في المعرض .بعد ساعتين جاءت سيارة سوداء اقتربت منها و حدثت من فيها:
- هل الأمانة معكما؟
- نعم لورا معنا .أركب معنا.
ركبت في السيارة اخرج أحدهم قطعة من القماش سوداء اللون قال:
- متأسف سيدي لكنها التعليمات . قام بعصب عينني وبقينا نمشي في السيارة لساعتين كنت قلقا جدا على لورا .أشعر وكأني طير فقد عشه بعد أن بذل جهدا كبير في بناءه .
توقفت السيارة .أخرجوني منها وركبنا في سيارة ثانية مشت بنا نصف ساعة تقريبا ثم توقفت وسمعت صوت باب يغلق خلفنا. أنزلني أحد الأشخاص من السيارة وفتح العصبة عن عيني. مشيت ومعي عدد من الرجال المدججون بالسلاح في ممر ثم استدرنا يمينا إلى صالة كبيرة فيها عدد من الكنبات وهناك شخص جالس على إحداها لوحده. أوقفوني أمامه . كان يرتدي بذلة رسمية بيضاء اللون وربطة عنق مذهبة سوداء وحذاء أسود يبدو غالي الثمن . أمامه طاولة عليها زجاجة من الويسكي وبعض الأقداح الفارغة . منذ أن وقعت عيناي عليه عرفته. قال
- تفضل بالجلوس سيد البرت
جلست على أحد الكنبات بجانبه . قال:
- أنا آسف أن أحضرتك بهذه الطريقة
- لا عليك .أين لورا؟
أشار إلى أحد رجاله بيده ذهب . بعد قليل أحظر لورا كنت تصرخ:
- اتركوني أيها المجرمون
نظرت إليها وكانت هناك بعض الكدمات على وجهها . عندما رأتني حاولت أن تأتي إلي لكن الشخص الممسك بها منعها من ذلك. حاولت النهوض أمسك بي شخص من الخلف قالت:
- لا تسمع كلامه إنه مخادع و مجرم.
نظر الرجل ألذي بجانبي إلى الشخص الممسك بلورا فوضع قطعة من القماش على فمها وقيدها وأخذها إلى الداخل . قال الرجل ألذي بجانبي :
- أعرفك بنفسي
- لا حاجة لذلك عرفتك ! ارفي أليس كذلك ؟
- ههههههههه يبدو إن لورا وصفتني لك بشكل جيد.
صب لي كأسا من زجاجة الويسكي التي أمامه وقدمه لي وصب لنفسه كأسا آخر ثم فتحة علبة تحتوي على سيكار من النوع الفاخر وقدمها لي فأخذت سيكارة وأخذ هو واحدة. أخرج ولاعة وشعل سيجارتي قال:
- في صحتك
- لست في مزاج يسمح لي بالشرب .
- إذ كنت تريد لورا حية عليك أن تطيعني .
- في صحتك سيد ارفي
شربت الكأس جرعة واحدة مجبر. قال لي :
- الآن أنت رجل مطيع
- ماذا تريد مني ؟
- لا تقلق نحن لسنا مجرمين. إذا كنت تريد لورا علينا أن نتفق
- على ماذا نتفق ؟
- على عقد صفقة
- لا توجد صفقة بيني وبينك
كان يتكلم ويخرج الدخان من فمه على شكل دوائر ! قال :
- كيف هناك صفقة مشتركه بيني وبينك (لورا) هل نسيت ؟
أردت معرفة ماذا يجول في خاطره قلت له:
- إنها مجرد عاملة عندي وأنا اعطف عليها لكونها وحيدة لا غير.
أخذت نفسا عميقا من سيجارتي . رجعت إلى الخلف وبدأت اخرج الدخان مثله ! قلت :
- لا تستخف بي سيد ارفي أنا أيضا تاجر سيارات.أجيد عقد الصفقات والتعامل مع الآخرين .
ضحك ارفي ضحكات متقطعة افلت رجليه ألتي كان يضع أحداها على الأخرى و صب لنفسه كأس وسكي آخر و شربه جرعة واحدة قال:
- إن الويسكي الجيد لذيذ مع السيكار الكوبي . أتحسبني رجل غبي سيد البرت ؟ أنا أراقبكما منذ فترة وأعلم أنها قضت معك أسبوعين ثم إن التجار لا يبالون لعمالهم كما تفعل أنت . فتحبها؟ لا تستطيع إخفاء ذلك عني .
- ماذا تريد الآن؟
- إليك الاتفاق وأنت غير ملزم به
- ما هو؟
- بعد سبعة أيام إذا لم تحظر لي مبلغ مليوني دينار ألتي تسببت لورا بخسارتها . سأسلمك جثتها هامدة .
عرفت أنه وضع يده على موضع الألم وأني لم استطع إخفاء حب لورا عنه. لم يبقى أماميا سوى التفاوض معه ومحاولة إنقاص المبلغ.
- لو سمحت صب لي كأسا آخر لكي استطيع أن أجمع أفكاري
صب لي كأسا آخر شربته وانتظرت بعض ثواني قلت:
- قلت إنها صفقة ؟ يعني عقد ويلزم لإبرامه موافقة الطرفين. لكي تكون هناك موافقة يجب أن تكون هناك مفاوضة. أليس كذلك؟
- ما هو قصدك؟ يبدو إنك لست سهلا .
- ألم أقل ذلك من قبل.
- حسنا قل ماذا تريد صارحتا.
- تعرف جيدا إني لا أملك هذا المبلغ من المال. كما إن سبعة أيام مهلة قليلة جدا.
- ما هو عرضك
- نصف مليون دولار والمدة خمسة عشر يوما.
- إنك تبخس الناس أشيائهم إننا نتفاوض على قلبك البرت وليست سيارة . أفضل أن أقتلها على هذا المبلغ
- حسنا 750000الف دولار صدقني هذا كل ما املك
- اسمعني جيدا إن ما يهم هو المال فقط لا غير سأعطيك عرضي الأخير ادفع لي مليون دولار والمدة خمسة عشر يوم وإلا سلمتك جثتها الآن
- أقبل بعرضك ولكن بشرط
- لست بموقع يخولك أن تشرط
- لا تعتبره شرط وإنما طلب من شخص شاركك شرب الوسكي والسيكار الكوبية
- إنك رجل حاذق حسنا أطلب ما شأت
- أرجو أن تعامل لورا بشكل جيد ولتأذيها. أن تسمح لي بمقابلتها
- إنها عدة طلبات وليس واحدا
- لقد وعدتني سيد ارفي
قال لرجاله:
- خذوه إليها ودعوهما وحدهما لبعض الوقت
نظر إلي وقال:
- إن ساقطة لا تعني لي شيء . أهم شيء هو المال اجلبه لي وستحصل عليها. هذا وعد.
أخذوني رجاله إلى غرفة قديمة كانوا يضعون لورا فيها حلو وثاقها وتركونا وأغلقوا الباب ارتمت لورا في أحضاني وهي تبكي قالت:
- لا تعطيه شيء إنه وغد ومخادع أرجوك البرت
- أشششششششش لم يطلب سوى المال سأحضره له وأخلصك.
- أنت لا تعرفه
- لكن اعرف نفسي سأخلصك حتى لو كلفني ذلك حياتي.
- أنت رجل عظيم أتمنى لو قابلتك قبل ذلك الوغد
قبلنا بعضنا ثم دخل أحد رجال ارفي قال:
- انتهت المقابلة
قاموا بإخراجي من الغرفة إلى السيارة ثم عصبوا عيني وأوصلوني إلى المعرض العائد لي.
عدت إلى المعرض ودخلت المكتب كنت حائر كيف أجمع المليون دولار. على كل حال قمت ببيع السيّارات الموجودة في المعرض بمبلغ نصف مليون دولار. ذهبت إلى هاري واقترضت منه مبلغ مائتي وخمسون ألف دولار.هذا ما استطعت جمعه. بقى ربع المبلغ كانت لي نقود بذمَّة بعض الأشخاص لكن موعد سدادها بعيد عن وقت المهلة التي منحني إيّاها ارفي ذهبت إليهم لكنَّهم اعتذروا لي لم استطع جمع سوى مبلغ خمسون ألف دولار سافرت إلى أمّي وأبي وكانت أختي سارة وأولادها هناك. طلبت من أبي مبلغ مائتا ألف دولار فأعطاه لي. بقى عن المهلة يومين رجعت بسرعة وذهبت إلى شقَّتي وأنا أخطط في رأسي كي استطيع إنقاذ لورا.
في مساء اليوم الأخير اتصل بي ارفي وقال :
- هل المبلغ بحوزتك؟
- نعم المبلغ موجود لكن علينا الاتفاق أولا.
- لقد اتفقنا مسبقاً
- اتفقنا على المبلغ ولم نتفق على طريقة التسليم
- لقد أعطيتك كلمتي ووعدي
- لا يكفياني. عليك أن تسلّمني لورا أولا وأعطيك المال فلا مال لك عندي
- أنا أعرف الرجال وأعرف إنَّك رجل ذكي. حسناً قل ما تريد؟
- عليكَ أن تسلّمني لورا في مكان عام ويبقى رجالك ويبقى رجالك معنا وحولنا ثمَّ تتصل بي وأعلمك بمكان النقود وبعد أن تأخذها تأمر رجالك بالانصراف وهكذا تتم الصفقة بيننا.
- كيف أعرف إنَّك لم تخبر الشرطة؟
- أعطيك وعدي بأن لا أخبر أي أحد.
- وعدك لا يكفي. أريد ضمان.
- حسنا رجالك هم الضمان إذا شعرت أنَّ الشرطة أو أي شخص يراقبنا فليقتلوني ولورا أيضا. إضافة إلى إنّي سأترك لك تحديد المكان العام.
- حسنا اتفقنا سأرسل لك سيّارة سوداء من قبلي في السّاعة العاشرة صباحا.
- لا مانع عندي من ذلك.
في الصّباح أتت السيّارة وسارت الخطّة كما اتفقنا عليها. أحضروا لورا في سيّارة ثانية ووقفوا بجانبنا ثمَّ تركوها واتت باتجاهي واحتضنتني.اتصل بي ارفي وقال:
- لقد التزمت وعدي.أين النقود؟
- النقود في شقَّتي وأنت تعرف العنوان سوف تجد المفتاح تحت دوّاسة الباب ادخل وستجد حقيبة على الطاولة التي أمامك فيها المبلغ المتفق عليه.
- حسنا.
بعد حوالي نصف ساعة ركب رجال ارفي سيّاراتهم وذهبوا اتصل بي ارفي مجدّداً :
- إنَّ النقود بحوزتي ولورا بحوزتك لقد أوفيت بالتزامي . وأغلق الهاتف
احتضنتني لورا بقوَّة وهي تبكي وتقول:
- آسفة لقد أوقعتك في مأزق.
- أيّتها الغبية كل نظرة إلى عيناك الجميلتان تساوي مليون دولار.
- كل ما تمنيته في حياتي هو حب حقيقي ويبدو أنّ الرب استجاب لي بعد صبرٌ طويل أحبك البرت.
ذهبنا إلى الشقّة واغتسلنا معاً وعلى ما يبدو أنَّ ارفي التزم ولم يضربها وعاملها معاملة حسنة. تناولنا الطعام معا قالت لي :
- إنّي متعجّبة من ارفي ورجاله لأنّهم أطلقوا سراحي! إنَّ ارفي رجل سيء ولا يلتزم بكلامه .
- لا تتعجّبي أنا أيضا رجل ذكي.
- أحبك البرت.
- من الآن سوف تبقين معي في هذه الشقّة لا داعي أن تبقي بمفردك.
- سأذهب إلى شقّتي القديمة وأجلب أغراضي وأبقى معك طول حياتي.
عشنا معا حوالي شهرين في أحد الأيّام قالت لورا:
- أرجوك اجلب لي شريط لفحص الحمل.
- هل أنت حامل حبيبتي؟
- لست متأكدة بعد.
ذهبت مسرعا إلى الصيدلية وجلبت الشريط. دخلت هي إلى الحمّام وكنت انتظر بفارغ الصبر. عندما خرجت قلت :
- حبيبتي هل أنت حامل ؟ أرجوك قولي بسرعة.
كانت تخبئ الشريط خلفها قالت:
- خذ اقرأه أنت.
- لكنّني لا أعرف قراءته.
- هل هناك سهمان على الشريط؟
- نعم
- إذا أنا حامل.
رميتُ الشريط خلفي وأخذت أُراقصها وأنا مسرور جداً.قبّلتها عدَّة مرَّات.قضينا بعد ذلك فترة من الزمن وكانت أيّام جميلة كلَّها فرح ومحبّة وسعادة . كانت تعاملني بمنتهى اللطف والرقّة.أرسل والدي لي بعض النقود ووردني بعض الدين وبدأت أعمل في بيع وشراء السيّارات لدى بعض أصدقائي من أصحاب المعارض.كنت في منتهى السعادة.في أحد الأيّام رجعت إلى المنزل فوجدت بعض الدم على باب الشقّة دخلت وإذا بلورا تحمل مسدّس وجالسة على الكنبة قلت:
- ماذا حصل!؟
وقع المسدّس من يدها وجاءت إليَّ واحتضنتني قالت:
- لقد حضر ارفي وأحد رجاله وقال لي إنّه لازال له بذمَّتي مليون دولار فقلت له لقد أخذت كل ما يملكه البرت فقال لي إذن ادفعي على طريقتك الخاصّة قلت له وماهية طريقتي الخاصّة قال أن تضاجعيني كلّما أردت مضاجعتك. قلت له ذلك مستحيل تقدّم إليَّ وحاول ذلك عنوة فأخذت المسدّس الذي كان في جانبه وأطلقت عليه النار فخرَّ على الأرض جثّة هامدة.
- ألم يسمع الجيران صوت المسدّس ؟ والرجل الذي معه أين هو ؟ وأين الجثّة؟
- هذا المسدّس فيه كاتم للصوت وعندما حاول الرجل الذي معه سحب مسدّسه وجهت المسدّس الذي أحمله عليه فامتنع وأمرته أن يحمل جُُثة ارفي معه ويخرج ففعل ذلك وبقين أنا وحيدة أنتظرك.
- ماذا فعلت إنَّهم رجال عصابات علينا الهرب حالا.
- كلا. لقد تحمّلت ما فيه الكفاية ولن أدعك تخسر حياتك بسببي.
- هل أنت مجنونة؟ إنَّك تحملين طفلي وأنت المرأة التي أحب
- إنَّك لا تعرف والده إنه رجل ألعن من ابنه.
- نعيش سويّة أو نموت سويّة. علينا الهرب من هنا.
ذهبت إلى غرفتي وأخذت بعض النقود وحزمنا بعض الأمتعة وهربنا.
بقينا نتنقّل في بعض المدن والولايات نزلنا في نزل ريفي وكانت غرفه مبنيّة بشكل أفقي حجزنا غرفة وكانت تحمل رقم ثمانية وبينما نحن جالسان وإذا بالباب يُضرَب بقوَّة ويخلع عن مكانه.
وإذا بأربعة رجال يدخلون علينا يحملون مختلف الأسلحة الناريّة قال أحدهم:
- إنَّهما هنا سيّدي
دخل علينا رجل كبير في السن بعض الشيء شعره أبيض اللون عيناه سوداء وله ذقن قصير بعض الشيء ويبدو الغضب على وجهه قال ك
- لورا أتحسبين إنَّك تستطيعين الهرب من لود فيك؟ وتنجين بفعلتك؟
- أرجوك سيّد لود فيك لقد كان حادثا ولم أرد قتله اسأل الرجل الذي كان معه .
- اخرسي أيّتها الحقيرة لقد قتلت أبني الوحيد سأنتقم منك شرَّ انتقام.
فقلت له :
- أرجوك سيّدي سأعطيك أي مبلغ تريد لقد كان هناك اتفاق بيني وبين ارفي.
وقبل أن أكمل كلامي قال لي :
- اخرس وإلا قتلتك مكانك. إنَّ ابني لا يعوّض بثمن.
نظر إلى أحد رجاله فذهب وأحضر حقيبة أعطاها له فقال لود فيك:
- هذه نقودك خذها ولا تتدخَّل فيما لا يعنيك.
أمر أحد رجاله فأخذوا لورا وقيَّدوها وكمّموا فمها وأخرجوها من الغرفة. حاولت أن أخلّصها لكنَّ لودفيك سحب مسدَّسه ووضعه في رأسي قال:
- لا تجبرني على قتلك أعرف أنَّه لا دخل لك.
- أرجوك سيّدي إنَّها حامل.
- ذلك خبر سار. اسمع سيّد البرت أعرف أنَّك رجل حسن لذلك سأعدك أنّي سأعيدها إليك لكن أعدك أيضا أنّها ستكون شبه ميّتة.
ركبوا السيّارات وذهبوا كنت أقف مكتوف اليدين لا أستطيع فعل شيء. تذكَّرت مباشرة زوجتي السّابقة نفس الشيء وقفت عاجزا أيضا. ويبدوا أنّ القدر كتب عليّ أن لا استطيع أن أنقذ من أحب أخذت الحقيبة وركبت سيّارتي وذهبت مباشرة إلى منزل والدي قصصت ما حدث على عائلتي خرّوا يبكون. طلبوا منّي إبلاغ الشرطة . سمعت كلامهم وسافرت إلى المدينة التي اعمل فيها وذهبت إلى شقّتي وبدلت ملابسي وذهبت إلى الشرطة وأخذت معي صديقي هاري. قصصت عليهم الأمر. ذهب رجال الشرطة عدَّة مرّات إلى الأماكن وحتى المنازل التي يملكها لود فيك لكنهم لم يجدوا شيئا رجعت أنا وهاري إلى مدينتنا وذهبت إلى شقّتي أجلس وأحتسي الشراب ولا أعرف ماذا أصنع. تذكرت كلام صديقي العجوز اندي مرّة أخرى وفتشت عن كتابي الأحمر الذي أكتب به مذكراتي وكنت قد امتنعت عن الكتابة فيه بعد معرفتي للورا وجدته في أحد الدواليب أخذته وبدأت أكتب من جديد قصّة حزينة أخرى ولكن الشخصية تغيرت.
في خضم تلك الأحداث غلب النعاس روز وغفت والكتاب الأحمر على صدرها في الصّباح .......
















الفصل التاسع
(النهاية المبتورة)
استيقظت روز على جرس المنبّه نهضت من الفراش وسقط الكتاب على الأرض نظرت إليه والتقطته. كانت حائرة هل تذهب إلى الكليّة لملاقاة حبيبها مارك أم تبقى وتقرأه لتعرف مصير لورا. في النهاية قررت الذهاب إلى الكليّة اغتسلت وبدّلت وذهبت إلى الكليّة . في الطريق اتصلت بمارك قالت :
- صباح الخير حبيبي
- صباح الحب والورود والياسمين على خديّ حبيبتي روز.
- هل آتي وآخذك معي؟
- أنا في الطريق سأصل قريبا. انتظرك في النادي حبيبتي
- حسنا
وصلت روز إلى الكليّة وذهبت إلى النادي مباشرة كان مارك في انتظارها وبعد إلقاء التحيّة قالت له:
- أريد أن عليك سؤال وعليك أن تجيب عليه بصراحة؟
- كلّي آذان صاغية حبيبتي.
- لو كنّا في خطر وقال أحدهم لك إمّا حياتك أو حياتي ماذا كنت تختار؟
- ماذا تناولت على الفطور حبيبتي؟ هل تشكين من شيء؟
- أرجوك مارك جاوب على سؤالي.
قالتها بشيء من الغضب .
- ماذا بك روز! تعرفين الجواب
- أريد أن أسمعها منك مباشرة.
- يبدو إنّك مجنونة لكنّني أجن منك طبعا أختار حياتك لأنَّ حياتي لا معنى لها دونك. وحياتك كثيرة لو خيّروني بين حياتي أو أن تُمسّي بسوء لاخترت حياتي.
شعرت روز بأنها (صوفيا ولورا) وتذكرت الكلام الجميل الذي قاله البرت لهما. بقت تحدّق بعينيّ مارك وتتذكّر الأحداث. إلى أن بدأ مارك يصّفق بيديه ويقول:
- حبيبتي أين ذهبت.
ضلَّ يكرر كلامه إلى أن انتبهت.
- كنت أتذكّر قصة أقرئها. أعرف أنَّ هذا سيكون جوابك ولكنّي أردت أن يطمئن قلبي .
نهضت ولفّت يداها حول عنقه وأخذت تُقبّله وقالت له بشيء من السعادة:
- هيّا بنا سوف تبدأ المحاضرة .
ذهبا إلى المحاضرة وانقضت ثمَّ التي تليها ثمّ التي تليها. ذهبت روز لتوصل مارك إلى بيته وفي الطريق قالت :
- أنت معزوم لدينا اليوم على العشاء. إنّ أبي وأمي يريدان مقابلتك ليتعرَّفا إلى الشاب الذي غيَّر حياة روز.
- هههههه أنت من غيّر حياتي وأدخل البهجة والسرور عليها.
- أقول لك حبيبي هل كلام العشّاق نفسه دائماً؟
- كلا الكلمات تتغيّر لكن الشعور بها لا يتغيّر ولكن الشعور بها لا يتغير
- يا الهي أحبَّك كثيرا مارك
- هههه يبدو أنَّ فيك شيء اليوم أسألتك كلَّها غريبة.
- لقد وصلنا لا تنسى سأنتظرك على العشاء.
- سآتي في الموعد.
في المساء ارتدى مارك حلّة جديدة وأخذ معه باقة من الزهور وذهب إلى بيت روز طرق الباب فخرجت عليه قال:
- مساء الخير حبيبتي
- مساء الخير.
- تبدين جميلة جدا في هذا الثوب تفوح منك رائحة زكيّة.
- شكرا حبيبي. عيناك الجميلتان. وذوقك أجمل تفضّل بالدخول
دخل مارك وكان والديّ روز بانتظاره لمّا وصلا إليهما قالت روز :
- أبي أمي أعرفكما على مارك صديقي الذي كلَّمتكما عنه. مارك هذا السيّد دانيال أبي وهذه السيّدة دانيال أمي .
قال الأب:
- مساء الخير مارك أهلا بك في منزلنا
- إنّي سعيد بالتعرّف إليكما
قالت الأم:
- تفضّل بالجلوس عزيزي.
- شكرا سيّدتي
- نحن نشكرك على ما فعلته بروز
- لم أفعل شيئا إنّها فتاة جيّدة
- تبدو دبلوماسي بنيّ نحن نعرف روز وتصرّفاتها المشاكسة .
قالت روز:
- أمي! صحيح أنّي مشاكسة لكنّي طيّبة القلب مثلك.
- لا أستطيع أن أجاريك في الحديث أنت مثل أبيك.
قال الأب:
- وما علاقتي أنا
- هي تشبهك في كل شيء
- حسنا عزيزتي كلامك صحيح لكننا نشعر بالجوع
- حسنا عزيزي سأعدّ الطعام روز تعالي معي كي تساعديني.
ذهبت روز وأمها ليعدا الطعام وبقيَ والدها ومارك معا قال السيّد دانيال :
- أشكرك بنيّ
- على ماذا تشكرني سيّدي.
- على ما فعلته مع روز لقد أطلعتني على كل شيء وأعرف أنها جرحتك جرحا بليغا لكنّها كما قالت طيّبة القلب .
- لم أفعل شيئا سيّدي لكنّك من فعل. لقد ربيّتها جيدا.
- أعرف أنّك محرج منّي ولا تتكلّم ولكنّي أعرف أنَّك شاب جيد وحسن السلوك وأستطيع ائتمانُكَ على ابنتي الوحيدة .
- شكرا سيّدي
في تلك الأثناء نادت الأم بأنَّ الطعام قد جهز. جلس الجميع على المائدة وبدءوا بتناول الطعام كانت أم روز تعتني بمارك وتضع الطعا أمامه وتقول:
- كل حبيبي يبدوا أنّك محرج
- كلا سيّدتي لقد أكلت كثيرا
قال الأب:
- إنَّ السيّدة دانيال لا تعتني بيه اليوم لقد وجدت شخصا آخر تعتني به هههههه .
كانت روز جالسة أمام مارك وكانت تضرب رجله برجلها من تحت الطاولة وهو ينظر إليها ويحمرُّ خجلا. تناول الجميع العشاء بسعادة ومرح وعند الانتهاء تناولوا بعض الحلوى قالت روز :
- أبي لو سمحت أريد يرى مارك غرفتي
- لا مانع عندي من ذلك
ذهبا إلى غرفة النوم وأخذت روز تعرّف مارك عليها وتقول :
- هذا سريري وهذا المكتب الذي أكتب عليه وهذا دولاب ملابسي.
كان مارك ينظر إلى الأشياء التي تشير إليها روز ثمّ أخرجت البوم صور من أحد المجرّات تعال وانظر إلى صوري وأنا طفلة وأخذت تعرّفه على الصور وبعد أن انتهت قال مارك :
- لم تخبريني قد أعلمت والدك بأمرنا ؟
- ومن تحسب أعطاني شعلة الأمل بعد أن خبت ضوئها وكادت أن تنطفئ؟
- ماذا تقصدين؟
- كانت حالتي مزرية وأنا وأبي صديقان أكثر من أب وابنته قصصت عليه ما فعلته بك في الرحلة وكيف اعتذرت منك وقال بأنّك شابٌ جيّد وإنّك تحبّني وسوف تعود إليَّ وقد تحقق ما قال.
- كنت أحمرُّ خجلا ولا أعرف ما أجيبه عندما حدّثني بذلك .
- لا عليك أبي ديمقراطي ومحب للآخرين وكنت دائما أنظر إلى تصرفاتك فأتذكر أبي وهذا أول شيء أعجبني فيك .
- حسنا يبدو أنّ الوقت تأخر سنلتقي غداً
- أنتظر مارك أريد أن أخبرك بأمر
أخرجت روز الكتاب الأحمر وقصّت عليه كيف وجدته وقالت له :
- لم تبقى إلا صفحات قليلة وأنهي قراءته ثمّ أعطيه لك لتقرأه
- حسنا سوف أقرأه بعدك يبدو أن فيه شيئا ما .
- نعم فيه أشياء جميلة وحزينة أيضا وعندما كنّا بعيدين كنت أكثر من قراءته إنّها مذكّرات لعاشق. فقد زوجته ويوشك على أن يفقد حبيبته رغم تضحياته.
- لقد شوّقتني لقراءة هذه المذكّرات
- حسنا لن أتكلَّم عنه أكثر وسأدعك تقرأه بعد أن تنتهي منه.
- حبيبتي تأخر الوقت .
أوصلته إلى باب المنزل بعد أن ودَّع والديها وقبّلته وذهب إلى منزله عادت روز إلى غرفتها وفتحت الكتاب إلى الصفحة التي وقفت عندها وكان مكتوب فيها .....


بعد عدَّة أسابيع وردني اتصال فأجبت :
- الو
- الو سيّد البرت أنا لودفيك هل عرفتني؟
- أين لورا أرجوك أجبني؟
- أنا رجل أفي بوعدي لقد أعدتها إليك لكن كما قلت شبه ميّتة
- أينَ هيَ؟
- على رسلك لقد وضعها رجالي في وسط مدينتك قرب مول يدعى بالملتقى وكما قلت أنا أفي بوعدي وأريد أن أخبرك شيئا مهما. لقد تمَّ إسقاط الجنين وقمت بإعطائها جرعات قويّة من الكوكائين هذا هو انتقامي لولدي ارفي موت بطيء
- أيّها المجرم إذا حصل لها شيء لن أدعك تفلت من العقاب.
- ههههه.
أغلق لودفيك الهاتف وخرجت مسرعا إلى وسط المدينة وفتّشت عنها في الشوارع دخلت إلى المول فلم أجدها حلَّ المساء ورغم بحثي عنها لكن لم أجدها. رجعت إلى شقَّتي وكنت حزين جداً. اتصلت بالرقم الذي اتصل بي (رقم لودفيك) لكنّه كان مغلق أو خارج نطاق الخدمة. سوفَ أذهب غدا في الصّباح الباكر وأبحث عنها ثانية.


ملاحظة:-
إذا حصل لي شيء فعلا من يجد هذه المذَّكرات الذهاب إلى الشرطة وتسليمها لهم.


قلَّبت روز الصفحة لكنَّها كانت بيضاء وكانت الملاحظة آخر ما كُتِب. قلَّبت روز في الكتاب لم تكن هناك نهاية حزنت لذلك حزنا شديدا حاولت النوم لكنَّها لم تستطيع أخذت تربط الأحداث وقالت في نفسها:
- قبل حوالي أكثر من سبع سنوات شاهدت رجل يدفع امرأة في نفس المول المذكور أكيد إنَّ الرجل البرت وإنَّ المرأة هي لورا لكن إذا كان يحبَّها بهذا القدر لماذا قام بدفعها!قد يكون الرجل ليس البرت بل أحد رجال لودفيك ولكن من أين حصل على الكتاب الأحمر الذي تركه على الأرض!
اختلط الأمر عليها وأصبح ذهنها مشوَّش قررت أنها ستأخذ المذكرات وتحدّث مارك بالأمر لعلّه يجد حلا لهذه النهاية المذكورة.
في الصّباح اتصل مارك بروز وقال:
- مرحبا حبيبتي
- مرحبا مارك.
- أرجوك حبيبتي لا استطيع الدوام لليومين القادمين أريد أن اجري لوالدتي بعض التحاليل المرضيّة.
- هل هناك خطب ما ؟
- كلا ولكن للتأكد فحسب.
- أتمنّى السلامة لوالدتك ولك حبيبي.
أغلقا الهاتف وقالت روز في نفسها:
- يا إلهي لن استطيع إخبار مارك بأمر المذكرات إلا بعد يومين. وبعد اليومين يصادف يوم السبت وهو عطله.حسنا سأتدبَّر الأمر.
في صباح يوم السبت استيقظت روز مبكرة واتصلت بمارك:
- مرحبا مارك
- أهلا حبيبتي. هل هناك شيء؟
- كلا حبيبي. ولكنَّي أريدك بشيء هام.
- لقد أقلقتني ماذا حدث؟
- لا شيء إنَّها تخص تلك المذكرات التي حدثتك عنها.
- اوووه حبيبتي حسبت أنَّ هناك شيء آخر. متى تريدين أن آتي إليك؟
- الآن.
- لم أتناول الفطور بعد.
- سنتناوله معا. لم أرك منذ يومين سأخبر أمي كي تعد لنا الفطور.
- حسنا سأغيّر ملابسي وآتي .
أغلقت روز الهاتف ونزلت إلى والدتها وأخبرتها بأنَّ مارك سوف يتناول الفطور معها. فرحبّت والدتها بذلك.
جاء مارك وطرق الباب وفتحت له روز بعد إلقاء التحيّة دخل مارك فوجد الفطور جاهز على الطاولة اتت السيّدة دانيال وهي تحمل آخر طبق قالت:
- صباح الخير عزيزي
- صباح الخير سيّدتي
- تفضّل أعددت لك فطورا شهيّا
- شكرا سيّدتي أين السيّد دانيال؟ ألا بتناول معنا الفطور؟
- لقد خرج مبكرا ولا أعرف أين ذهب. تناولا أنتما الفطور فأنا تناولته معه.
جلس مارك وروز وتناولا الفطور وبعدها الشاي ثمَّ جلسا في الحديقة قالت روز:
- مارك هذه المذكرات و اقرأها بأسرع وقت إنها مبتورة النهاية وأنا مصممة على معرفتها
- حسنا سأقرئها واردُّ الجواب لكي .
- اقرأها بدقّة وتمعّن وبسرعة. إنَّ اليوم وغدا عطله لعلَّك تستطيع أن تكمل قرأتها وسنناقش الأمر في الكليّة.
- أليس الوقت قصير؟
- كلا إذا كنت تحبيني اقرأها ولا تفعل أي شيء خلال اليومين سوى قراءتها.
- حسنا لكي ذلك
- أمّا الآن اذهب وقم بذلك
- هل تطرديني؟
- كلا حبيبي ولكنّي أريد أن تجد الحل لهذه النهاية المبتورة وقد أخبرتك فيما سبق كيف وجدتها و فقدتها ثمَّ وجدتها في القبو بعد حادثة الرحلة. إن هذه المذكرات لها الفضل الكبير بتغييري وتقوية علاقتي بك أرجوك مارك افعل ما اتفقنا عليه.
- حسنا حبيبتي إلى اللقاء.

بعد يومين التقى الاثنان في نادي الكليّة قالت روز :
- هل أنهيت قراءة المذكرات حبيبي؟
- لم يبقى لي سوى صفحات قليلة وانتهي منها
- اوووه مارك ألم أقل لك إنّي متشوّقة لمعرفة النهاية؟
- أنت من طلب منّي أن أقرأها بعناية وفي بعض الأحيان أقرء الصفحة عدَّة مرَّات.
- متأسفة حبيبي غدا سنجد الحل.

في تلك الأثناء أتت صديقتا روز هارا وآنا تقدّما نحوهما قالت آنا:
- صباح الخير
وكذلك هارا فأجابا :
- صباح الخير.
قالت آنا :
- جئنا نعتذر منكما لقد كنّا مخطأتان وإنّا آسفتان على ما فعلنا
أجابها مارك:
- لا عليكما لقد سامحتكما منذ اليوم الذي سامحت فيه روز. ولا عيب في أن يخطئ الشخص ولكن العيب أن يبقى على خطئه
قالت آنا:
- وانت يا روز؟ هل تسامحينا ونبقى أصدقاء؟ لقد عرفنا خطأنا.لا أحد يتكلّم معنا في الكليّة تقريبا.
- أنتما صديقتان لي وأسامحكما وإني سعيدة جدا لأنكما عدتما إليَّ وإلى ليلي.
- كذلك إنّا فرحتا.حسنا سنلتقي فيما بعد عن إذنكما
قال مارك:
- حسنا حبيبتي لنذهب وندخل المحاضرة
انتهت المحاضرات وانتهى الدوام وفي اليوم الثاني التقى الاثنان في نفس المكان قالت روز:
- هل أكملت قراءة المذكرات
- نعم حبيبتي
- ماذا تقول فيها؟
- إنّها قصّة مأساوية وفي نفس الوقت قصّة جميلة عن التضحية والحب الصادق
- كيف سنعرف النهاية؟
- هذا ما دعاني للسهر حتى ساعة متأخرة من الليل ولم أتوصل إلا لحل واحد.
- أكمل مارك أرجوك لا تتوقف إلى ماذا توصلت ؟
- إذا أردنا معرفة النهاية يجب أن نسمعها ممن كتبها.
- كيف نستطيع أن نتوصّل إلى السيّد البرت وأين نجده؟
- علينا أن نبحث عن صديق السيّد البرت وليس هو نفسه .
- تقصد الخيّاط (هاري).
- نعم فهو خيّاط مشهور وعنوان محلّه موجود نسأل عنه في المكان نفسه وإذا انتقل لمكان آخر سوف يخبرونا بذلك.
نهضت روز من الكرسي الجالسة عليه وقبّلت مارك عدَّة قبلات قالت:
- أنت رجل ذكي حبيبي وما قلته هو الصائب.
- حسنا بعد انتهاء الدوام سأذهب إلى محلّه واسأل عليه
- هل أذهب معك؟
- لا حاجة إلى ذلك سأتصل بك إذا علمت شيئا.
بعد انتهاء الدوام ذهب مارك إلى محل السيّد هاري وسأل عنه احد موظفيه قائلا :
- هل السيّد هاري موجود؟
- كلا سيّدي سيصل بعد ساعة. هل هناك شيء أخبره إيّاه؟
- لا يوجد شيء أريد مقابلته لديَّ شيء يخصَّه.
- لا يمكنك ذلك. عليك أن تحجز موعدا لمقابلته.
سكت مارك قليلا وأخذ يفكّر في حل سريع قال:
- هل تعرف السيّد البرت
- نعم. إنّه صديق السيّد هاري
- لديَّ أمانة للسيّد البرت ويجب أن أعطيها للسيّد هاري ليوصلها له.
- انتظر في الاستقبال وعند حضور السيّد هاري سأخبره بالأمر
- شكرا لك.
اتصلت روز على الموبايل بعد أن تأخر مارك عليها بالاتصال قالت:
- ماذا حصل حبيبي ؟
- لقد وجدت السيّد هاري وسأقابله بعد قليل.
في تلك الأثناء وصل السيد هاري إلى محلَّه ودخل مكتبه ثمَّ لحقه الموظف الذي تكلَّم مع مارك. قال مارك لروز:
- حبيبتي يبدو أنَّ هاري أتى اذهبي سأتصل فيما بعد.
- لا تتأخر عليّ.
جاء الموظف إلى مارك وقال:
- إنَّ السيّد هاري في انتظارك.
- شكرا لك
ذهب مارك ودخل الى المكتب وكان هاري في انتظاره قال مارك:
- مرحبا سيّدي أدعى مارك
- مرحبا سيّد مارك. هل تعرف صديقي البرت ؟
- في الحقيقة انا لا أعرفه شخصيّا لكن لديَّ أمانه يجب أن أعطيها له ولقد علمت أنَّك صديقه الحميم وأريد عنوانه أو رقم هاتفه.
- إنَّ البرت خارج البلاد ولا أعرف متى سوف يعود أما هاتفه الجديد فليس عندي
- أرجوك سيّدي
- ألا يمكنك أن تعطيني الأمانة وأنا سأوصلها إليه؟
- أرجوك سيّدي أريد أن أقابله فلديَّ بعض الحديث المهم معه.
- حسنا بعد خمسة أيّام سوف أقوم بفتح دورة للخياطة لهذه السنة وهو متعوّد حضورها كل عام إذا اتى سأخبره أنك تريد رؤيته. أكتب رقم هاتفك النقال وأعطيني إيّاه.
- أنا شاكر لك صنيعك.





أخرج مارك قلم وكتب رقم هاتفه للسيّد هاري وتشكّر منه وخرج من المحل. أتصل مباشرة بروز التي كانت تنتظره على أحر من الجمر:
- ماذا حدث مارك؟ على وجه السرعة
- على مهلك حبيبتي لقد قابلت السيّد هاري ولكن البرت خارج البلاد وسيعود بعد خمسة أيّام لحضور دورة الخياطة وأعطيته رقم الهاتف للاتصال بي.
- ماذا تقصد ؟
- ماذا حصل لكي حبيبتي ؟ ألا تذكرين إنه تعرَّف على حبيبته لورا في دورة الخياطة التي يقيمها هاري؟ وحسب ما قاله لي إنه معتاد على حضورها كل عام.
- اوووه هل علينا أن ننتظر خمسة أيام أخرى؟
- لا عليك حبيبتي غدا نلتقي ونتحدَّث بالأمر
أغلقت روز الهاتف وأخذت تفكّر في الكلام الذي قاله مارك واندمجت في التفكير وأخذت ترسم وتضع الخطط كي تستطيع ان تصل إلى نهاية القصّة في المساء ذهبت للنوم وهي متشوّقة لملاقاة مارك صباحا.





الفصل العاشر
(النهاية)
في الصّباح التقيا روز ومارك في نادي الكليّة وبعد أن طلبا فنجانا قهوة قالت روز:
- البارحة لم أنم الليل وأنا أفكّر في وضع خطّة لمقابلة السيّد البرت.
- وما الداعي للخطة؟ عندما يتصل بي السيّد هاري سأقول له إنّ المذكرات لدينا ونطلب منه أن يكملها لنا.
- ليس بهذه البساطة قد يعتبرها أمور شخصيّة ولا يكملها أو يضننا أخذنا المذكرات وأخفيناها عنه عمدا
- سنروي له قصّة ضياعها
- لا داعي للمخاطرة
- ماهية الخطّة؟
- سوف اذهب غدا وأقدّم إلى دورة الخياطة وأقدّم أوراق مزوَّرة وباسم لورا وأحاول ان أختار الرقم سبعة وأتبع ما جاء في المذكرات حرفياً.
- ماذا تقصدين من ذلك ؟
- أمرين الأول ليعرف أننا قرأنا مذكراته والثانية نكسب عطفه ليسرد لنا ما بقى منها.
- يا لمكر النساء.
قالها وهو يدير وجهه يمينا ويسارا قالت لورا:
- اوووه حبيبي لا أريد سوى معرفة النهاية والتعرف إلى السيّد البرت لأنه رجل عظيم.
- حسنا إنّي موافق على خطّتك.
ذهبت لورا في اليوم الثاني والتقت مساعد الخيّاط وبسلوكها المميز وأناقتها استطاعت أن تحصل على الرقم سبعة وقدّمت باسم لورا وقدّمت أوراقها المزوّرة.
بدأت تتدرب هي ومارك ليوم اللقاء مع الخيّاط وبمساعدة المذكرات حتّى الحركات التي وصفها البرت والملابس وغيرها أتقنتها روز.

جاء يوم المقابلة كان الخيّاط ينادي على الأرقام والسيّد البرت وعندما وصل إلى الرقم سبعة قال:
- الرقم سبعة فلتتفضل بالدخول.
بعد قليل لم يدخل أحد كرر قوله لكن لم يدخل أحد. قال :
- أيها هل الموظف نادي على الرقم سبعة .
- رقم سبعة رقم سبعة.يبدو أنها غير موجودة.
فتح البرت عينه وهو يتذكر الموقف القديم قال الخيّاط:
- ادخل الرقم ثمانية.
قال له البرت :
- انتظر هاري نادي اسمها ؟
- من تقصد رقم سبعة ؟
- نعم .
- حسنا .رقم سبعة الآنسة لورا.
احمرَّ وجه البرت ووقف على قدميه وهو ينظر باتجاه باب الدخول وشعر أنَّ لورا سوف تدخل إليه. قال الخيّاط:
- حسنا ادخلوا الرقم ثمانية.
كان عينا البرت على الباب. وإذا بفتاة ترتدي نفس ملابس لورا وتمشي مشيتها وتقدّمت باتجاه الخيّاط.البرت ما زال واقفا بدأ الخيّاط يسأل لورا وهي تجيب نفس الأسئلة ونفس الطريقة ونفس التصرفات حتى إنَّ الخيّاط قال:
- كأني رأيت هذا الموقف مسبقا! او قد يكون في حلم؟ ماذا بك البرت؟لماذا أنت واقف؟ اجلس عزيزي.
جلس البرت على الكرسي وهو مندهش مما يحدث. قال الخيّاط
- أنت مرفوضة آنستي.
تكلّمت وقلَّدت لورا في حركاتها وقالت نفس قولها وخرجت.
بعد قليل خرج السيّد البرت خلفها وقال لها:
- آنستي انتظري رجاءا
وقفت روز واستدارت إليه وقالت:
- أهلا سيّد البرت كيف حالك؟
- أرجوك آنستي أريد مّذكراتي.
- كيف عرفت إنَّ مذكراتك عندي؟
- لوهلة وقبل أن تدخلي كنت أترقب الباب الذي تدخل منه المتدربات وشعرت انَّ لورا ستدخل منه ولولا الاختلاف في الوجه والجسم لأقسمت أنَّك هي. قولي لي ماذا تريدين منّي؟
- أعتذر سيّدي إذا آلمتك وذكرتك في الماضي كل ما أريده هو معرفة نهاية قصتك لا أكثر من ذلك.
- هل تعرفين شخص يدعى مارك؟ لقد سأل عنّي قبل بضعة أيام صديقي هاري
- نعم سيّدي إنَّه حبيبي وقد أتى لكي يحدّثك ويعطيك المذكرات.
- لماذا فعلت وقلدت لورا؟
- خفنا أن لا تكمل لنا القصّة وحاولنا كسب عطفك لتسرد لنا النهاية.
- أنت فتاة ذكيّة لو لم تفعلي ما فعلت لما قصصت عليك النهاية. حسنا تعالي أنت وحبيبك المدعو مارك لملاقاتي عصر غد. تركها ورجع إلى محل الخياطة. بدأ يبتعد عنها شيئا فشيئا قالت روز:
- سيّد البرت لم تقل لي مكان اللقاء ؟
- أنت تعرفين أين سنلتقي لا تنس أحضري (الكتاب الأحمر).

دخل السيّد البرت الى محل الخياطة وقفت روز وهي لا تدري أين مكان اللقاء جاء إليها مارك الذي كان ينتظرها في الخفاء وشاهدها وهي تتحدث مع الرجل قال:
- هل هذا الرجل البرت؟
- نعم إنه هو.
- ماذا قال لكي؟ ولماذا تبدو الغرابة على وجهك؟
- قال لي سنلتقي غدا وعندما قلت له أين قال لي تعرفين المكان!
- وماذا في ذلك؟
- لا أعرف ماذا يقصد.
- يبدو أنّك لم تفهمي قصده؟
- ماذا يقصد؟
- يقصد مول الملتقى.
احتضنت روز مارك وقبلته وقالت:
- دائما تنقذني عندما تخونني ذاكرتي أنت توأم روحي.
- لا عليك حبيبتي لنذهب إلى البيت الآن.
في عصر اليوم التالي وبعد أن استعدا للذهاب وملقاة السيّد البرت في مول الملتقى دخلا إليه وكان يجلس السيّد البرت يجلس في الطابق الأول في المقهى وينتظرهما. وصلا إليه وجلسا قالا:
- مساء الخير سيّدي
- مساء الخير
قالت روز:
- أعرفك على حبيبي مارك
- سعدت بلقائك سيّد مارك.
قال مارك :
- أنا أيضا. متأسف على التمثيلية التي قمنا بها.
- لا تأسف لقد أعدت إليَّ ذكريات جميله. لم أتعرف إلى اسم الآنسة التي لعبت دور لورا بإتقان؟
- آسفة سيدي نسيت أن أعرّفك بنفسي اسمي روز دانيال.
- سررت بمعرفتك. ماذا تريدان أن تشربا؟
- شاي لو سمحت .
نادي السيد البرت على عامل المقهى وطلب ان يحضر لهما كوبا شاي. قال السيّد البرت:
- أين هي مذكراتي؟
أخرجت روز الكتاب الأحمر وأعطته إيّاه. أخذه وبدأ ينظر إليه وقلّب صفاحته ووضعه أمامه على الطاولة قال:
- هل اطلعتما عليه
- نعم اطلعنا عليه ولا أحد سوانا قام بقراءته وكل ما نريد معرفته نهاية القصّة.
- لماذا تريدين ذلك؟
- لأنَّ هذا الكتاب له دور كبير في تغيير حياتي.

قصت روز عليه ما فعلته بمارك و كيف وجدة الكتاب الأحمر وضيعته ..............الخ
قال البرت:
- لم ادع مكان إلا و بحثت فيه عن هذا الكتاب فلم أجده ؟
- عذرا سيدي لكني شاهدتك وأنت تدفع لورا في هذا المول.
- لا تتعجلي سأروي لكي ومارك النهاية وأزيل الغموض واللبس الذي يكتنفها .
- تفضل سيدي
- بعد أن رجعت إلى شقَّتي ولم أجد لورا كتبت آخر ما حصل وكتبت الملاحظة في حال حصل لي شيء أن يسلَّمها للشرطة في حقيقة الأمر كنت خائف من السيّد لودفيك أن يحاول نصب مكيدة لي لأنّي لم أجد لورا في ذلك اليوم لذلك قررت أن آخذ المذكرات معي في حالة حصول شيء لي ستكون هذه المذكرات الخيط الذي تستند عليه الشرطة لمعرفة الجاني على كل حال في الصّباح أخذت صورتها وذهبت للبحث عنها قرب هذا ألمول سألت عنها أصحاب المحلّات وحتى الناس في الشوارع ولكنّي لم أجدها وبطريق الصدفة رايتها بصورة سريعة وهي تدخل إلى هذا ألمول ركضت باتجاهها ونادية عليها لكنها لم ترد عليّ دخلت إلى ألمول وإذا باه تصعد على الدرج الكهربائي لحقت بها وكانت في الطابق الأخير من هذا ألمول واقفة بالقرب من المحجّر الذي يفصل الممر عن الفراغ إلى أسفل ألمول. (وأشار بيده إلى المحجّر). نادية عليها :
- لورا حبيبتي هل أصابك مكروه؟
التفتت إليَّ وكانت في حالة مزرية جدا وقالت:
- من أنت ارفي لقد قتلتك.
- كلا عزيزتي أنا البرت ألا تذكرين؟
- نعم أنت البرت حبيبي انظر.
أخرجت قطعة من القماش كانت تضعها على مقدَّمة بطنها وقالت:
- إنَّه طفلنا يا حبيبي إنه يكبر في بطني وأشعر برفسته.
كانت لورا مجنونة تماما أو إنّها تحت تأثير المخدّر قلت لها:
- نعم حبيبتي أنا هو البرت تعالي إليَّ.
نظرت إليَّ نظرات غريبة ثمَّ قالت :
- كلا إنَّك ارفي لقد خرجت من بين الأموات وتريد أخذ طفلي منّي لن أعطيه لك.
أخذت تصعد على المحجّر وتجلس عليه خشيت أن تسقط منه ويبدو كما تقول روز وضعت الكتاب على الأرض لكن دون أن أشعر بذلك وبدأت أتوجه نحوها وأقول :
- حبيبتي لورا أنا البرت حبيبك أرجوك قفي مكانك لا تتحركي
- كلا أنت ارفي ابتعد عنّي.
كنت أتقدّم باتجاهها و أحاول مسكها وعندما وصلت يدي إليها ولم تبقى سوى شعرة لإمساكها رجت إلى الخلف وسقطت. لكنّي لم أدفعها نزلت من على السلالم مسرعا وحملتها بين ذراعيّ وخرجت أبحث عن إسعاف لنقلها إلى المستشفى. قالت روز:
- آسفة على مقاطعتك ولكن ما تقوله صحيح ويبدو أنّي كنت أقف في مكان بعيد وأشاهد ما تكلَّمت عنه من خلال النافذة فاختلط عليَّ الأمر فظننتك قمت بدفعها لكن حقيقة الأمر أنَّك كنت تحاول إنقاذها. قال مارك:
- أرجوك أكمل سيّدي.
- بعد أن وصلت الإسعاف قمت بنقلها إلى أقرب مستشفى بعد مضيّ بضعة ساعات ماتت لورا من جرّاء نزيف حاد في الدماغ. لم يستطع الأطباء وقفه أتت الشرطة وقصصت عليهم القصّة. قالوا لي سننتظر نتائج التشريح الطبّي. بعد يومين أتى التقرير الطبي الخاص بالتشريح وكان مكتوب فيه إنَّ الموت كان أثر نزيف حاد في الدماغ وعدَّة كسور في الجمجمة والعمود الفقري وإنَّ المجني عليها مدمنة مخدّرات.
كيَّفت الشرطة الجريمة على إنَّها انتحار أثر الإدمان على المخدّرات وكان الانتحار في هذا ألمول وعلانية أمام الجميع. حاولت أن أشرح لهم لكنَّهم لم يصغوا إلي وأقفلت الدعوة نهائيا.
تسلّمت جثّة لورا من المشرحة وقمت بدفنها ولم يكن لها أقارب تقريبا. بعد انتهاء العزاء قررت أن أنتقم من لودفيك وعصابته بنفسي ولم يخطر في بالي سوى ضابط شرطة الجمارك الذي اعترفت له لورا بوجود المخدّرات في الحقائب وكان اسمه (بريان).ذهبت إليه وقابلته قال لي:
- ماذا تريد سيّد البرت لقد سألت عني كثيراً.
- نعم سيّدي قد لا تعرفني لكنّي احتاج لمساعدتك.
- وبما استطيع أن أساعدك؟
- أنا حبيب فقد حبيبته بسبب أنها كانت تريد منع السموم عن أبناء بلدها أنت تعرفها اسمها لورا قتلها لودفيك وعصابته بعد أن اعترفت لك بوجود المخدّرات في الحقائب التي كانت تحملها .
- نعم أنا أتذكَّر ذلك إذا قتلوها! كيف حدث ذلك؟
- نعم لقد قتلوها.
ثمَّ قصصت ما حصل عليه بالتفصيل.
كان يبدو على وجه الضابط الغضب والحزن في آن واحد قال:
- إنّي أطارد المدعو لودفيك منذ سنوات ولقد فرحت كثيرا لمقتل ابنه ارفي أتعرف سيّد البرت إنَّ أخي الصغير توفّى بسبب تعاطيه جرعة زائدة من الهروين وكان ارفي ووالده هو من أعطاها له نحن متشابهان كلٌّ منّا فقد عزيز عليه. هل تستطيع مساعدتي؟
- نعم أنا أتم الاستعداد لمساعدتك لكن كيف؟
- لقد استطعت أن أجنّد أحد معاونيه لصالحنا (الشرطة) ولكنَّه طلب منّي مبلغ نصف مليون دولار لكي يسَّلمني رأس لودفيك ويبدو أنَّه ضعُف بعد وفاة ابنه ارفي وبدأ يتناول الكحول بصورة مفرطة. حاولت الحصول على المبلغ من السلطات الحكوميّة لكنَّهم رفضوا ذلك.
- نعم سوف أسافر إلى مدينتي وأجلب لك النقود.
- ليس الآن عندما أخبرك بذلك.
- حسنا سأنتظر مكالمتك.
تبادلنا أرقام الهواتف ثمَّ خرجت ورجعت إلى مدينتي.بعد أسبوع اتصل بي الضابط بريان وقال :
- مرحبا البرت أجلب لي المال وسنلتقي عصر غد في مطعم يدعى الوردة البيضاء لكي نحافظ على السريّة
- أين يقع هذا المطعم؟
- إنَّه مشهور في مدينتي وأي صاحب تكسي يوصلك إليه
- حسنا غدا نلتقي.
حزمت أغراضي ووضعت المال في حقيبة وسافرت إلى الضابط وتقابلنا في المطعم قال لي:
- هل أحضرت المال معك؟
- نعم هذا هو المال في الحقيبة.
- بعد عدَّة أيام سوف تسمع خبر القبض على لود فيك
- كيف سيتمُّ ذلك؟
- سأقول لك ولكن يجب أن تقطع لي وعدا بعدم إخبار أي شخص لأنّه سرّي للغاية.
- أعدك بذلك.
- غدا سأقوم بتسليم المبلغ إلى الشخص الذي جنّّدته في عصابة لودفيك وقد أخبرني بأنَّ سيّده سيذهب لعقد صفقة كبيرة من المخدّرات سيعطينني تفاصيلها ويصورها في هاتفه النقال. بعد أخذ موافقة من النائب العام وذلك كلَّه بعد تسليم المبلغ له. هذا ملخصا لما سيحصل.
- سأنتظر وقوعه على أحرُّ من الجمر.

بعد حوالي عشرة أيّام اتصل بي السيّد بريان وقال لي :
- مرحبا سيّد البرت.
- مرحبا بك سيّدي.
- هناك أخبار سعيدة لقد وقع لودفيك وعصابته وهو الآن محتجز لدى الشرطة.
- حقا ما تقول!
- نعم ما أقوله لك هي الحقيقة.
- الآن استطيع أن أنام وبالي مرتاح.
- بعد عدَّة أسابيع عرض لودفيك على المحكمة وقد حضرتها حكم عليه بالسجن مدى الحياة خاصَّة بعد أن شهد عليه أفراد من عصابته والتصوير المسجَّل والمأذون به من قبل المدعي العام.
قال مارك:
- ألم تتحدَّث مع المدعو لودفيك؟
- بلى عندما صدر الحكم عليه كنت اجلس خلفه. همست في أذنه قائلا:
- أتعرف من أنا ؟
التفت ونظر إليَّ وقال:
- من تكون؟
- أنا البرت الذي قتلت حبيبته . أتعرف النقود التي أعطيتني إياها قمت بدفعها إلى أحد معاونيك ليوقع بك وقد فعل بنقودك زججت بك داخل السجن.
ثار غضبه في داخل المحكمة وبدا يصرخ :
- سأنتقم منك سأقتلك.
حاول ضربي فأتى شرطيان وأخذاه والتفت غليَّ ونظر بغضب. كنت أنظر إليه وانا مبتسم.

ثمَّ عدت إلى حياتي السابقة وهذه هي نهاية قصَّتي.
قالت روز:
- ألم تجرّب الحب أو الزواج مرَّة أخرى؟
- كلا لقد جربته مرتين زوجتي لورا وصوفيا وكلتاهما ماتا قررت أن أعيش على ذكراهما.
- الا تريد أولاد سيّدي؟
- لديّ أولاد أختي سارة فأنا أحبّهم كثيرا وهم كذلك.
- قصّتك مؤلمة ولكنَّك رجل عظيم سيّدي وأتمنى أن تعيش حياة سعيدة.
- شكرا لكي آنستي يبدو أنّك ومارك متحابّان أتمنى لكما التوفيق مع السلامة.
- مع السلامة

خرجت روز ومارك من المول وذهبا باتجاه السيّارة وفي الطريق أمسك أحدهما يد الآخر قال مارك:
- بعد أن نكمل الدراسة سأتزوجك وأنجب منك عشرة أطفال
توقفت روز عن المشي ونظرت إلى عينيّ مارك ثمَّ قبلته قبلة طويلة بادلها إيّاها ثم سارا باتجاه السياّرة وأحدهما يمسك يد الآخر.




انتهى



#بلال_مقبل_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال مقبل الهيتي - رواية