أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال مقبل الهيتي - (رواية انجلينا)















المزيد.....



(رواية انجلينا)


بلال مقبل الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3690 - 2012 / 4 / 6 - 02:10
المحور: الادب والفن
    


بسم الله الرحمن الرحيم
لم اكتب هذه الرواية من نسج الخيال ولا حقيقة الواقع وإنما رايتها في منامي علما أني لم اكتب رواية في حياتي وليس لي شغف في ذلك ولكني شعرت إنها من السماء فقمت بكتابتها من أجلي وأجل بطلة حلمي ملكتي وملكة ملكات الجمال انجيلينا جولي ورغم تعرضي للسخرية إلا أني قمت بكتابتها وترجمتها ونشرها وأطلب من كل قارئ يقرأها ويستطيع إيصالها إلى تلك الممثلة أن يفعل وسأكون شاكرا له



(أنجيلينا)
بقلم
بلال مقبل الهيتي
العراق- هيت
الفصل الأول
(السر)
كان هنالك زوجان متحابان يعيشان في ضواحي مدينة صغيرة وكانا يملكان مزرعة صغيرة يزرعانها , وكان الزوج يدعى مايكل وهو أسمر اللون له منكبان عريضان و وجه مدور كبير وعينان عسليتان كبيرتان وكان ضخم الجثة حسن الطلعة . وكانت زوجته السيدة ماري جميلة رشيقة الطول طويلة الشعر لها وجه حسن بشرتها حنطاوية وعيناها عسليتان كبيرتان مدورتان ولها انف صغير وخصر نحيف وكأن الطبيعة قد غزلت ذلك الخصر الجميل من العمل في المزرعة والبيت و السيدة ماري حامل وكانت تجلس هي و زوجها أثناء الليل وهما يراقبان كيف أن الطفل يقوم برفس السيدة ماري ويضحكان لذلك وفي احد أيام الشتاء الباردة كان مايكل وماري يعملان في الحقل وهي حامل في بداية الشهر التاسع قال مايكل :
- ماري إن هنالك عاصفة قادمة
- أظن ذلك وأكاد أشم رائحتها
- اسمعي الرعد وانظري إلى البرق كم هما قويان
- فلنسرع إلى البيت قبل أن يشتد المطر
أسرع الزوجان إلى البيت و كانا يحملان بعض أدوات العمل وكانت السيدة ماري تحمل في يدها معولا صغير الحجم وقد بدأ المطر ينهمر بغزارة والرعد يدوي والبرق يسطع ومايكل يقول :
- ماري ماري أسرعي
- أنا قادمة يا مايكل
وفي هذه الأثناء وإذا بصاعقة تقصف المعول الصغير الذي كانت تحمله ماري فسقطت مغشيا عليها التفت السيد مايكل إلى زوجته ليحثها على الإسراع فوجد السيدة ماري مطروحة على الأرض وحملها بكلتا يديه وانطلق إلى السيارة التي كانا يملكانها وهي سيارة بيكب يستفيدان منها في عملهما في المزرعة
وضع مايكل زوجته في المقعد الخلفي وانطلق بأقصى سرعة إلى المشفى وسط المدينة وكان يقود السيارة وهو لا يعي ما يصنع أوقف مايكل أمام باب المشفى وفتح الباب مسرعا وحمل السيدة ماري ودخل المشفى وهو يصرخ :
أسرعوا أسرعوا هناك حالة وقال:أجابت موظفة الاستعلامات :
- ماذا حصل يا سيدي
- زوجتي قصفتها الصاعقة
أسرع الممرضون وهم يحملون السرير النقال ووضعوا السيدة ماري عليها وادخلوها صالة العمليات والسيد مايكل يجري خلفهم .
قالت إحدى الممرضات :
- استدعوا الدكتور سمث حالا هنالك حالة طارئة
حضر الدكتور سمث مسرعا إلى صالة العمليات اتجه إليه مباشرة مايكل وقال له :
- أسرع يا دكتور زوجتي بخطر أتوسل إليك أن تنقذها
- لا تقلق يا سيد مايكل ستكون بخير
- لقد قصف صاعقة زوجتي يا دكتور
- لا تقلق ستكون بخير
وكان السيد مايكل على علاقة طيبة مع الدكتور سمث واحدهما يعرف الآخر لأنهما يعيشان في المدينة الصغيرة نفسها وتقريباً كل أهل المدينة احدهما يعرف الآخر دخل الدكتور سمث إلى صالة العمليات ووضع جهاز تنفس على أنف السيدة ماري وقام المساعدان بربط جهاز نبض القلب لها
سأل الدكتور :
- كيف حال الجنين
أجاب احد المساعدين:
- انه بخير
فحص الدكتور السيدة ماري وقال :
- يجب أن تجرى لها عملية قيصرية حالا
باشر الدكتور والمساعدون بإجراء العملية الجراحية للسيدة ماري وكان مايكل خارج صالة العمليات مشوش الذهن يمشي ذهابا وإيابا أمام باب الصالة .
وفي تلك الأثناء كان الدكتور مايكل قد اخرج الطفل من بطن السيدة ماري وكان ماسكا به من رجليه ورأسه إلى الأسفل وعند أول صفعة على ظهر الطفل صرخ و بكى وعندما صرخ بدأت أجهزة الصالة تهتز حتى إن إحدى الممرضات قد أمسكت بجهاز تخطيط القلب بكلتا يديها وبدأت القوة الكهربائية تأتي و تذهب وبعد فترة قصيرة هدأ كل شي
قال الدكتور سمث :
- قطبوا جراح السيدة ماري لو سمحتم
- حسنا يا دكتور
خرج الدكتور سمث من صالة العمليات وكان السيد مايكل بانتظاره و قد نفذ صبره
- دكتور أرجوك كيف حال زوجتي
- إنها بخير وعلى أفضل حال
- شكرا يا دكتور
- لا شكر على واجب مبروك يا سيد مايكل لقد رزقت بصبي جميل
- هل حقا ما تقول زوجتي وابني بخير
- إنهما على ما يرام
ضحك الدكتور سمث وذهب يمشى إلى غرفته وأجهش السيد مايكل في البكاء .
نقلت السيدة ماري إلى إحدى الغرف ولما تفق من تأثير المخدر بعد وعندما أفاقت وجدت السيد مايكل وهو يمسك يديها
ويقول: يا حبيبتي انك وطفلنا بخير .
فأجابت بصوت ضعيف متقطع:
- حقا ما تقول
- نعم يا حبيبتي لقد أنجبت صبيا جميلا يشبه أمه
- أين هو يا مايكل؟
- سوف تأتي به الممرضة بعد قليل
أسرع يا مايكل يجب أن أراه بعيني أرغب بتقبيله. فتحت الممرضة الباب وبيدها الطفل الصغير وقد لف بقطعة قماش بيضاء اللون ووضعته الممرضة بجانب السيدة ماري .
وقامت السيدة ماري باحتضانه و تقبيله .

















الفصل الثاني
بداية الموهبة
بعد عدة أيام خرج السيد مايكل و زوجته من المشفى وذهبا إلى منزلهم الصغير الجميل وبدءا يفكران باسم المولود الجديد قررا أن يسمياه (جاك) على اسم ابن الدكتور سمث الذي أنقذ حياة الطفل وأمه .
نشأ جاك الصغير بين كنف والديه نشأة حسنة ورباه والداه على مكارم الأخلاق , والشجاعة وحب الخير والناس وكان الفتى محبوب من قبل الناس كلهم جيرانه وأصدقائه في المدرسة وأقاربه وأصدقاء والديه .
ولكن حدثت بعض الأمور الغريبة لجاك وهو طفل صغير فعندما كان يبكي أو يصرخ تهتز بعض أغراض المنزل أو يسقط شيئا منها على الأرض وكان الوالدان لا يعيران لذلك أهمية وكانوا يعزيان هذه الأشياء الغريبة إلى فعل الطبيعة أو الصدفة ولكن حدثت حادثة غريبة وجاك في العاشرة من عمره .
سال جاك والدته عن كلبه الذي أهداه إياه والده في عيد ميلاده وأطلق عليه اسم بوبي
- أمي أين بوبي ؟
- لا ادري يا بني ابحث عنه
- انه ليس بداخل المنزل يا أمي
- ابحث عنه في الخارج
- حسنا يا أمي بوبي.. بوبي .. بوبي .. أين أنت تعال إلى هنا .
نادى جاك عدة مرات على الكلب ولكنه لم يأت إليه بحث عنه جاك خارجا وإذا بابن الجيران وهو اكبر من جاك يضرب الكلب المسكين بعصا في يده صرخ جاك
- أمي أمي. ماذا بك يا بني ؟
وخرجت السيدة ماري من المنزل على صراخ طفلها وشاهدت جاك وهو يمسك ابن الجيران وقد طرحه أرضا ويقوم بضربه على وجهه فأسرعت الأم ورفعت جاك عن ابن الجيران وقالت :
- ماذا تفعل يا جاك انه جارنا ؟
- لقد ضرب بوبي يا أمي
- حسنا يا بني إن بوبي بخير
- دعيني يا أمي اضرب ذلك الولد الحقير
- لا لا يا عزيزي
وقامت السيدة ماري بسحب جاك عنوة باتجاه البيت وكان في حالة عصبية فنظر إلى ابن الجيران بغضب وإذا بابن الجيران وفجأة يرتفع في الهواء على علو مترين تقريبا ويرتطم بإحدى الأشجار ويسقط على الأرض ويبدأ بالبكاء ويذهب راكضاً إلى بيته .
وقفت السيدة ماري مذهولة من هذا الموقف ونظرت إلى جاك وقد سكن روعه .واستدارا وحمل جاك كلبه العزيز بيديه ودخل المنزل والأم لا تزال في صدمة مما حصل .
في الليل قصت السيدة ماري ما حصل إلى زوجها وكيف إن الولد قد طارا في الهواء وارتطم في الشجرة وحده لكن السيد مايكل لم يأخذ كلامها على محمل الجد وضحك
وقال لها: أوه يا عزيزتي ماري لا عليك
وضحكت السيدة ماري أيضا وذهبا إلى النوم ليستيقظا باكرا لان لديهم يوما شاقا.
أصبح جاك شابا جميلا يتمتع بجسم قوي البنية وكانت عضلات جسمه بارزة لأنه يساعد والديه في العمل بالمزرعة وكان قوي الجسم له وجه أبيه المدور وعيناه العسليتان الكبيرتان وانف والدته الجميل ولون بشرتها الحنطاوية المائلة إلى اللون الأسمر أكثر منه إلى الأبيض وشعره الأسود الطويل بعض الشيء وكانت الفتيات في المدرسة يحببنه لجماله وأخلاقه الحميدة وكذلك أصدقاؤه .
أحس جاك انه يتمتع بقوة بصرية غريبة وإذا نظر إلى الأشياء وركز عليها يستطيع تحريكها بقوة البصر وطالع بعض الكتب الخاصة التي تتعلق بتلك الموهبة وخاصة الكتب الصينية التي كان يحصل عليها من مكتبة المدرسة وقام ببعض الأحيان بالتمرن على تلك الموهبة وأخفى أمرها عن والديه وزملائه وكان قليلا ما يستعمل تلك القوى وهي تحريك الأشياء عن بعد .


















الفصل الثالث
(المدينة الكبيرة)
كان جاك متفوقا في دراسته لذلك حصل جاك على منحة دراسية في جامعة عريقة وذهب لدراسة القانون في تلك الجامعة مما اضطره إلى ترك والديه والذهاب إلى تلك المدينة للدراسة وعندما وصل إلى المدينة فوجئ بتلك الأبنية الشاهقة وزحام السيارات وكثرة البشر الذين يمشون في الشوارع شعر جاك انه مقبل على حياة مختلفة عن تلك التي كان يعيشها في مدينته الصغيرة وشعر بشي من الخوف الممزوج بالرغبة لعيش تلك الحياة المختلفة .

ذهب جاك بسيارة الأجرة مباشرة إلى الفندق الذي كان يملكه احد أصدقاء والده وهو السيد استيوارت الذي اتصل به السيد مايكل بالهاتف وابلغه عن ولده الذي حصل على منحه دراسية وانه سوف يمضي بضعة أيام في فندقه لحين التحاق ولده بكلية القانون وحجز غرفة له في سكن الطلاب المخصص لتلك الكلية وصل جاك بسيارة الأجرة أمام باب الفندق واخرج حقائبه من صندوق السيارة الأجرة وبعض أكياس وعلب الطعام التي أعدتها السيدة ماري إلى العم استيوارت وعند صعوده بعض السلالم الموجودة أمام باب الفندق وإذا بالسيد استيوارت مقبل عليه من الباب :
- مرحبا أهلا وسهلا بطفلي الحبيب جاك.
- أهلا وسهلا بك يا عمي استيوارت .
- لقد أصبحت رجلا منذ رايتك عمي.مرة الأخيرة
- كان ذلك قبل عدة سنوات يا عمي .
وأخذه السيد استيوارت في أحضانه وبعد بضعة ثوان قال له :
- صحيح أين الطعام الذي أعدته أمك السيدة ماري
- انه موجود في تلك الأكياس يا عمي
- اعطني ذلك الطعام الشهي
- تفضل يا عمي
أمر السيد استيوارت احد عمال الفندق بأخذ حقائب جاك وان يضعها في الغرفة المجاورة لغرفته ودخلا الفندق معاً وهما يمشيان في صالة الفندق فتح السيد استيوارت احد الأكياس واخرج قدرا صغيرا واخذ يأكل من بعض الطعام الذي احضره جاك من أمه له .
ابتسم جاك لذلك وقال له السيد استيوارت
- لماذا تضحك يا جاك
- لا شيء يا عمي
- كيف حال والدك أ هو بخير أم أصبح عجوزا مثلي؟
- انه بخير وعلى أحسن ما يرام
- جاك هل قامت والدتك بإرسال المخللات لي؟
- نعم يا عمي إنها مع باقي الأكياس
- حسنا كيف حال المزرعة والسيدة ماري الجميلة
- إنها بخير
- اذهب واخذ دشا وارتح قليلا ثم ارجع اليَّ لأحدثك عن أبيك وبعض الحماقات التي كنا نرتكبها عندما كنا في مثل سنك يا عزيزي كما واني أريد أن التهم كل الطعام والمخللات التي أرسلتها والدتك
- حسناً يا عمي
كان السيد استيوارت اعز أصدقاء السيد مايكل كان سمينا محبا للطعام ومن الذين يبغضون الرجيم والنحافة وكان له راس كبير وانف كبير وخط الشيب شعر رأسه وكان يملك فندقا صغيرا ثلاث نجمات ولكنه كان جميلا وتملؤه الحركة وكان السيد استيوارت طيب القلب محب للناس وكثير الضحك والمزاح وخاصة مع عاملات الفندق ولكنه لم يتزوج ولم ينجب أطفالا ذهب جاك إلى غرفته وقام بأخذ دشا وكان متعبا من الطريق الطويل التي قطعه وعند خروجه من الحمام قام بالاستلقاء على سريره بالمنشفة أخذه النعاس ونام ولم ينزل إلى السيد استيوارت حتى الصباح .
















الفصل الرابع
(الحادثة)
في الصباح استيقظ جاك ونظر إلى الساعة وأدرك انه فوت موعده مع العم استيوارت ارتدى ملابسه بسرعة ونزل إلى صالة الفندق وسأل موظفة الاستقبال :
- صباح الخير يا سيدتي.؟
- صباح الخير يا سيدي هل من خدمة .
- إني اسأل عن العم استيوارت من فضلك .
- انه في مطعم الفندق يا سيدي.
- شكرا .
ذهب جاك إلى مطعم الفندق مستعينا بالإرشادات الموجودة على الجدران فوجد السيد استيوارت يتمشى داخل المطعم ويتفقد الطعام ويتذوقه في بعض الأحيان
قال جاك:
- صباح الخير يا عمي استيوارت .
- صباح الخير يا عزيزي
- متأسف جدا غلبني النعاس يا عمي أرجو أن تسامحني
- لا عليك يا عزيزي اذهب إلى تلك الطاولة بجانب تلك الفتاة الشقراء الجميلة وتناول الفطور .
- حسنا يا عمي .قالها وهو مبتسم .
تناول جاك طعام الفطور بجانب تلك الفتاة التي كانت ترمقه بنظرات استحسان وكان جاك مبتهجا لتلك النظرات
بعد الانتهاء من طعام الإفطار استأذن جاك من السيد استيوارت للذهاب بنزهة ليتفقد تلك المدينة والمباني الشاهقة الموجودة فيها. قام السيد استيوارت بإعطاء جاك بعض كارتات الفندق التي كانت تحمل عنوانه وخارطة له وقال له :
- في حال انك لم تستطع العودة إلى الفندق قم بأخذ سيارة أجرة وأعطه احد تلك الكارتات وسوف يقوم بإيصالك إلى هنا .
- حسنا يا عمي وشكرا جزيلا .
وضع جاك الكارتات في جيبه وخرج يتمشى من باب الفندق وهو ينظر إلى تلك المباني الشاهقة والسحاب يتخللها والى الشوارع الضخمة وأصوات السيارات المزعجة وحاول عبور الشارع وإذا بسيارة مسرعة قد مرت على مقربة منه ورن منبه السيارة بقوة مدوية وابتعد عنها جاك بصعوبة ونظر إلى تلك السيارة المسرعة وعلى مسافة مبتعدا عنه استخدم تلك القوى التي يمتلكها وقام بإبطاء سرعتها وسمع صوت فرامل السيارة وهي تصدر صريرا من عجلاتها الأربع بعد الاحتكاك بإسفلت الشارع . ضحك جاك من فعلته هذه وكيف أن سائق السيارة ارتبك ولا يعرف ماذا حصل .
بدأ جاك بعبور الشارع الأخر ونفس الحالة حدثت كان هناك راكب دراجة نارية يقود دراجته بسرعة كبيرة نظر جاك إلى تلك الدراجة فاهتزت من الخلف فارتبك سائقها ووقف على جانب الطريق ونزل من دراجته يتفحصها ضحك جاك لذلك أيضا وأنهى عبور الشارع وإذا أمامه حديقة جميله فيها أشجار كبيرة وزهور متنوعة وفيها بعض الشوارع الكونكريتية الصغيرة التي يستعملها راكبو الدراجات الهوائية وفي وسط تلك الحديقة نافورة جميلة تجذب الناظرين إليها اتجه جاك إلى تلك النافورة وفجأة وهو باتجاه النافورة وإذا بشعر طويل حريري بني اللون يضرب بأطرافه خد جاك التفتت راكبة الدراجة وهي مبتعدة ولم ير جاك سوى نصف وجهها ولكن عين تلك الفتاة كانت كبيرة وجميلة لم يستطع جاك تمييزها بشكل جيد وقالت له :
- متأسفة يا سيدي وأشارت له بيدها التي كانت تبدو جميلة أيضا كعينيها وابتسمت له ابتسامة خلابة .
ابتسم جاك لها وقام بالتلويح لها بيده وبسرعة فكر جاك في استخدام قواه البصرية ليسقط تلك الفتاة من الدراجة ليتسنى له التعرف على تلك العينين التي لم ير مثلها وتلك السنابل (الشعر) التي ضربت خده نظر إليها وركز فسقطت بجانب النافورة .
ساقي.توقف جاك عن المشي بعض الوقت لكن تلك الفتاة لم تقم من الأرض مشى بضعت خطوات أخرى وانتظر الفتاة لم تنهض ركض مسرعا إلى تلك الفتاة وكانت ملقية على الأرض والدراجة الهوائية فوقها وكان وحده من وصل إليها وهي تصرخ :
- ساقي .ساقي.ساقي... ساقي ....
- ماذا حصل يا آنسة ؟
- لا اعلم سقطت من دراجتي على حافة تلك النافورة وساقي تؤلمني جدا
- نظر جاك إلى ساق الفتاة وقد كان مرتبكا ويشعر بتأنيب الضمير بأنه أوقع تلك الفتاة المسكينة عمدا وقال لها :
- يبدو لي إنها متورمة أو مكسورة يا آنستي
- ابعد الدراجة عني لو سمحت
- حسنا ... حسنا يا آنسة
أبعد جاك الدراجة عن الآنسة وحملها بين يديه وهي تصرخ من الألم وركض باتجاه الشارع وكان شعرها يغطي وجهها صرخ جاك
- تكسي ... تكسي
فوقفت احد سيارات الأجرة إلى جانب الطريق وقال سائقها
- نعم يا سيدي هل تريد سيارة أجرة .
- نعم هناك حالة طارئة ساق الآنسة مكسورة أوصلها إلى اقرب مشفى لو سمحت
- خمسون دولار يا سيدي
- حسنا هذه الخمسون دولار أسرع لو سمحت
قال جاك للآنسة المصابة
- ما اسمك يا آنسة
- سوزي هاملت
وضع جاك الآنسة في المقعد الخلفي في سيارة الأجرة وقالت له
- دراجتي الهوائية يا سيدي
تذكر جاك الكارتات التي أعطاها السيد استيوارت وقام بإخراج واحدا منها وأعطاه للآنسة سوزي وقال
- ستجدين دراجتك الهوائية في ذلك الفندق
وضرب بيده على سقف سيارة الأجرة وطلب إليه الإسراع إلى المشفى
رجع جاك ليأخذ الدراجة الهوائية وفي طريقه اخذ يفكر ويقول في نفسه لقد كسرت ساق تلك الفتاة البريئة واخذ يلوم نفسه على فعلته ويقول بعد الآن لن استعمل تلك القوى أبدا وبنفس الوقت ينظر وإذا بطفل صغير يحاول عبور الشارع في غفلة عن والديه وكانت هنالك سيارة مسرعة باتجاهه فنظر جاك إلى ذلك الطفل واستخدم قواه البصرية وأوقف الطفل عن الحركة حيث بقى الطفل في جانب الطريق لا يستطيع الحراك إلى حين عبور تلك السيارة المسرعة .
عند عبور جاك الشارع مر من جانب الطفل نظر الطفل إليه وابتسم وكأنه عرف انه من منعه من عبور الشارع ابتسم جاك له أيضا وهز رأسه إليه وذهب باتجاه النافورة ليجلب الدراجة الهوائية التي تعود للآنسة سوزي
عند وصوله إلى النافورة وإذا بامرأة عجوز تلبس ملابس رثة ولها وجه مجعد وعينان زرقاوان صغيرتان وتلبس شالا ممزقا على رأسها وبعض خصلات الشعر الأبيض متدلية على خديها تحمل الدراجة الهوائية التي تعود إلى الفتاة بيدها
قال لها جاك :
- لماذا تحملين الدراجة يا سيدتي إنها ليست لك إنها تعود لي
لم تجبه العجوز بأي كلمة كرر جاك ما قاله سابقا لم تجبه أيضا وحملت العجوز الدراجة الهوائية بكلتا يديها وألقت بها في النافورة . ذهب جاك مسرعا إلى النافورة لكي يستخرج الدراجة وهي داخل الماء فوضع إحدى ساقيه على حافة النافورة والأخرى داخلها وإذا بالعجوز تدفعه من الخلف بقوة فيسقط في النافورة كليا وإذا به يهوي في ممر عميق ومظلم وهو مرتبك ولا يعرف ماذا يحصل فأغمض عينه وسقط .

الفصل الخامس
(المسبح والأميرات)
سقط جاك على أرض هشة متسخة وعلى ورق أشجار متفسخة و قديمة نهض جاك ونظر من حوله وإذا هو في حديقة قديمة ميتة الأشجار وعارية الأوراق .
أين الشوارع والسيارات وأين الحديقة التي كان بها لا يوجد شي مسح جاك عينيه بيده عدة مرات ونظر حوله فلا يوجد شيء سوى تلك الحديقة الميتة سمع جاك صوتا جميلا وكأنه موسيقى ولكنها غير واضحة المعالم اتبع ذلك الصوت إلى أن وصل إلى قصر كبير وقديم وفي جانبه باب مفتوح والموسيقى تصدر من هذه المنطقة تقدم باتجاه الباب وبدء يسمع تلك الموسيقى الجميلة بوضوح وكانت تصدر من آلة البيانو ،كانت تلك الموسيقى عذبة الألحان تأسر القلوب عند وقوعها على مسامعه سحرته ولم يسمع جاك مثل تلك الألحان العذبة في حياته وكأنها تسحر العقول وتطرب الآذان وقال في نفسه :
- يا الهي إنَّ هذه الموسيقى التي تصدر من آلة مكونة من ثمانية وثمانون مفتاحا ومحددة في صندوق خشبي إلا أنها تطلق عنان الروح إلى مالا نهاية.
دخل جاك من ذلك الباب فإذا أمامه ممر عرضه حوالي خمسة أمتار وطوله حوالي عشرة أمتار وفي نهايته حوض سباحة توجد فيه حركة وكان الضوء ضعيف وخافتا تقدم جاك.
وقبل وصوله المسبح بثلاثة أمتار تفاجئ جاك بأربع فتيات وقفن عند رؤيته ووقف قلب جاك لرؤيتهم لأنهم لم يكنَّ كسائر الفتيات بل كنَّ حوريات لم يكن ليتوقع انه يوجد جمال بشري بهذا الشكل كانت النسوة يؤشرن له بأيديهن ونظر إليهن وهو مذهول ونظر إلى قطرات الماء التي كانت تسقط من أجسادهن وشعر إنها تحدث خدوشا على تلك الأجسام من رقة جلودهن والموسيقى العذبة ازدادت عذوبة و طربا عند وقوعها على مسامعه أشرن له بأطراف أصابعهن النحيفة .
كان جاك بين الدهشة والرغبة بين الحقيقة والخيال خلع حذائه وبنطاله وقميصه وذهب إلى المسبح ونزل في داخله مع تلك الفتيات كن يرتدين ملابس سباحة (مايوهات) ذا لون ابيض مائل إلى الشفافية بحيث يرى الناظر إذا أمعن أجسادهن من خلاله وإذا نظر إلى أجسادهن كأنه يرى الدم يجرى من تحتها ،اثنان منهما شقراوان والثالثة كبيرة كانت اقل بياضا وشعرها اسود، والصغرى سمراء ذات عينان زرقاوان وشعر بني اللون
شبكت الفتيات أيديهن بعد أن غطسن ووقفن حول جاك وبدأن يرقصن من حوله واشتدت عذوبة الموسيقى وبدء جاك يرقص معهن أيضا وهن يتحسسن جسمه بأطراف أصابعهن وهو يشعر بذلك واستمر الرقص والسباحة لمدة ليست طويلة ولا قصيرة .
بدأت الموسيقى تخفت والضوء البسيط يذهب والباب الأمامي لتلك القاعة يغلق شيئا فشيئاً سكتت الموسيقى نهائيا نظر جاك إلى تلك الفتيات وإذا بهنَّ غير تلك الفتيات وكلما خبت الضوء تغيرت أجسادهن حتى لم يبق غير الروح والعظم والجلد وبعضاً من شعر الرأس الطويل الأبيض وعيون مختلفة الشكل حمراء اللون ويصدر من أفواههم صوت قضقضة شبيه بتلك التي يصدرها الإنسان إذا أرعده البرد ويسيل من أسنانهن المخيفة لعاب تشمئز منه النفوس أحس جاك إنهن يردن شرا به واتجه الفتيات الأربعة باتجاهه صدم جاك لما يجري ونظر إلى الباب وقبل أن يُغلق الباب بلحظات استخدم قواه البصرية بدون شعور وفتح الباب على مصراعيه ورجع ذلك الضوء الخافت ونظر إلى الفتيات وإذا بهنَّ يعدنَ إلى حالتهن الأولى الجميلة وإحداهن تنظر إلى الأخرى باستغراب واستهجان لما حصل ثم وقفن على حافة المسبح من داخله وبدأن يتحدثن بينهم بصوت منخفض يصعب على جاك سماعه في تلك الأثناء خرج جاك من المسبح واتجه إلى ملابسه وسمع صوتا من خلفه ..
- توقف يا هذا لا تخرج
التفت جاك إلى ذلك الصوت الرخيم الرقيق ونظر وإذا بالفتاة الكبيرة وهي تخرج من المسبح و ممسكة بيدها الناعمتين محجر السلالم الفضية اللون (درج المسبح) وقد خرج نصف جسدها نظر إليها جاك وركز على عينيها الكبيرتين وبدأت تمشي على السلالم بصورة مغرية فخرجت من المسبح وبدأت تمشي باتجاهه وهي تتمايل مثل عارضات الأزياء وقدماها الرقيقتين تحدث آثار الماء المطبوعة على الأرض من خلفها .
شعر جاك بأنه رأى تلك الفتاة من قبل أين لا يعرف ولا يتذكر كلما تقدمت خطوة باتجاهه ازدادت حسنا و جمالاً إلى أن وقفت أمامه كانت نحيفة الخصر ذا عينين خضراوين باهتتين وشفتين عريضتين ورموش سوداوين طويلة وآسنان طويلة كلألئ البحر وشعر اسود متوسط الطول وحاجبين سوداوين مقوسان وفي نهايتها انحناء صغير و انف عريض من الوسط متوسط الحجم متناسب مع ذلك الوجه الجميل ويدان نحيفتان طويلة الأظافر مصبوغة بصبغ شفاف في وسطه خط مائل وردي اللون وساقين تكادان تلمعان مثل نجم الشمال وإقدام صغيرة جميلة الشكل متناسقة مع طول تلك الفتاة منذ أول خطوة خطتها تلك الفتاة باتجاه جاك رجعت تلك الموسيقى الجميلة تنشد ألحانها ، كل ذلك الجمال وقف أمام جاك لم يستطع الكلام ولا الحراك قالت تلك الفتاة له :-
- ما اسمك؟
هو ينظر إلى شفتيها كانت بعض قطرات الماء على تلك الشفتين كررت:تين كررت:
- ما اسمك؟
جاك ينظر إلى تلك الشفتين ويحني رأسه ويقبل تلك الفتاة من شفتيها ويمسح بلسانه تلك القطرات الصغيرة وكأنه لم ير ولم يتذكر تلك الحالة المخيفة التي رآها من قبل لا يسمع إلا تلك الموسيقى الساحرة ولا يلمس إلا تلك الشفاه المبللة و هو مغمض العينين رجعت الفتاة خطوة إلى الوراء وفتح عينيه وشاهد ابتسامة خفيفة مرسومة على تلك الشفاه وقالت له :
- ما اسمك؟
- جاك! هل أعرفك؟
- لا تعرفني
- هل رايتك؟
- في أحلامك
- ما اسمك؟
- انجيلينا
- ماذا تردين مني
- نريد أنا و شقيقاتي أن تبقى معنا نمرح و نسبح ونرقص ونقضي وقتا ممتعاً ونعطيك كل ما تريد
جاك في حيرة من أمره خائف بعض الشيء ولكن في نفسه رغبة في البقاء وقد رأى ذلك الجمال وخاصة جمال انجيلينا الذي لا يعرف ما الذي يشده إليها وتذكر شجاعته وحبه للمغامرة وقوته البصرية وقرر في نفسه البقاء وقال لها :
- أبقى على شروط
- وما شروطك يا جاك قل ما تريد فكلها مجابة
- أن يبقى الباب مفتوحا وان أراكم بحالتكم الجميلة لا تلك الحالة المخيفة
- لك ذلك
والحقيقة أن انجيلينا شعرت بإحساس غريب عندما قبلها ذلك الشاب وبدأت تعجب به في داخل نفسها !
واتفق الاثنان على تلك الشروط ،والموسيقى الجميلة لا تزال تنشد ألحانها العذبة ومشى الاثنان بجانب بعضهما وأمسكت انجيليا بيد جاك واتجهت به باتجاه المسبح .




















الفصل السادس
( لهو ورقص وقتل )

عند حافة المسبح قفزت جولي قفزة رشيقة مظهرة مفاتن جسمها الجميل حيث رفعت رأسها إلى الأعلى وأبرزت صدرها إلى الأمام وثنت يداها إلى الخلف وقوست جسمها وألصقت رجليها ودخلت بالماء .
نظر جاك إلى تلك القفزة والى تلك الرشاقة المتناسقة التفت يمينا ويسارا وقفز داخل الماء حيث نزلت رجلاه ثم رأسه .
كان في داخل المسبح الفتاتان الشقراوتان لم يكونا فتاتين بل حوريتين شعرهما الأشقر الطويل وعيناهما الزرقاواتان كأنهما البحر وأنفان صغيران ورقبتان كأنهما من حجر المرمر وخصران نحيفان كأنهما شمسان مشرقتان في آن واحد كانتا تؤامتين متماثلتين وكانت هناك الأخت الصغرى السمراء اللون ترتسم على جبينها علامات القوة والسيطرة وعدم الخوف .
الموسيقى الجميلة والنساء الجميلات والماء الجميل في داخل المسبح وان كان المسبح يبدو قديم بعض الشيء ولكن كانت فخامة البناء والنقوش الجميلة تجعل من منظره جميلا جدا.
رقصوا جميعا على تلك الأنغام وتخلل الرقص حركات مغرية من تلك النساء ولمس وتحسس لجسم جاك وجاك المسحور لم يستطع المقاومة وبالمثل فعل لمسهنّ جميعا وقبلهن جميعا وأكثر من قبل من بينهن هي انجيليا ومارس الحب معهن جميعا إلا الأخت الصغرى راحت ترقص وتسبح جانبا .
كانت نظرات جاك إلى انجيليا مفضوحة ولفتت انتباه باقي الأخوات إلا إن انجيليا تجاهلت تلك النظرات عمدا وكان جاك في داخل نفسه لا يتمنى إلا ممارسة الحب معها .
وعندما شعر بتجاهلها قام بممارسة الحب معهن ثلاثتهن في آن واحد لإثارة غيرتها بعد الانتهاء من ممارسة الحب تعجب جاك لأمر الفتاة الصغرى لأنها لم تكن مثل أخواتها ذهب إليها جاك بخطوات صغيرة وهو يشق الماء بصعوبة ووقف أمامها وامسك بها كي تكف عن الرقص وقال :
- ما اسمك يا جميلة
- اسمي اميلي أيها الغريب
- لماذا لم تفعلي مثل ما فعل باقي أخواتك من المتعة وممارسة الحب
- ولماذا تسال عن ذلك
- دفعني الفضول
- لا أستطيع ممارسة الحب رغم إني ارغب في ذلك
- وما الذي يمنعك يا أميلي الجميلة
أدارت أميلي وجهها إلى جهة اليمين وظهر عليها بعض الخجل ، أدار جاك وجه أميلي وقال لها :
- لا تخجلي يا عزيزتي الصغيرة وقولي ما هو السبب؟
- أنا لست كما تراني
- لا افهم ما تقولين فسري لي أكثر
- أنا خنثية ولكني امرأة اقرب مني إلى رجل
شعر جاك بالعطف تجاه تلك الشابة الجميلة لكنه لم يظهر ذلك حتى لا يجرح شعورها وقال :
- لا يوجد هنالك مانع عندي من ممارسة الحب معك حتى ولو كنت كما تقولين
سكتت اميلي ولم تتفوه بأي كلمة وأظهرت ابتسامة خفيفة وهزت برأسها بعدم الموافقة وسحبت يد جاك وبدأت ترقص وتحثه على الرقص معها
في تلك الأثناء كان الأخوات الثلاثة يرقصن ويسبحن لكن انجيلينا كانت تنظر بطرف عينيها عندما كان جاك يحدث أختها الصغرى وفيما هم يرقصون اقتربت انجيلينا من جاك وقامت بنزغه بصورة خفيفة على حافة خاصرته انتبه جاك إلى ذلك وقالت له وهي تهمس وأخواتها مشغولات بالرقص والغيرة بائنة عليها :
- ماذا كنتما تقولان؟
- ماذا ماذا تقولين لا أسمعك جيدا
- لا تتظاهر بالغباء وقل ماذا كنتما تقولان؟
- كنا نتبادل أطراف الحديث فقط لاشي غير ذلك
- أطراف الحديث حسنا سأريك يا جاك

جاك أبستم لذلك وشعر انه حصل على ما كان يصبو إليه من إثارة غيرتها وامسك بيد اميلي بقوة واخذ يرقص معها ويبتعد عن انجيلينا ولا يبالي لها ليثيرها أكثر .
في تلك الأجواء الجميلة والموسيقى العذبة وإذا هنالك صوت يصدر من أمام باب المسبح:
- هل هنالك احد ما هذه الموسيقى الرائعة
جاك والفتيات انتبه إلى ذلك الصوت ونظرت الأخوات إحداهن للأخرى وتركن جاك في الخلف ووقفن بجانب حافة المسبح ووضعن أيديهن تحت رؤوسهن وقلن :
- نحن هنا تعال إلينا
بعد عدة لحظات وإذا بشخص يقف أمام الفتيات على بعد مترين من حافة المسبح وهو شخص يرتدي النظارات وشعره طويل بعض الشيء ويرتدي بنطال وقميص غير متناسقين وعندما بدأت الفتيات يؤشرن له بأيديهن ويغمزن له بعيونهن وأنوفهن وإذا به ينزع قميصه على وجه السرعة ويقوم برميه على الفتيات ويقوم بالرقص بحركات غير متناسقة ومثيرة للضحك ويقوم بفك حزامه ونزع بنطاله إلى ركبتيه ويلتفت إلى الخلف ويقوم بتحريك مؤخرته على نحو هزلي ومضحك ويبدو انه يحاول آن يظهر جمالها للفتيات لإثارتهن وأخيرا يقوم بنزع بنطاله ويلتفت إلى الأمام ويتقدم إلى الفتيات ويحرك النظارة بيده ويغمز لهن بحواجبه العريضة بصورة غير طبيعية ويلقي بنفسه في المسبح بشكل مضحك أيضا بعد آن نسي آن ينزع حذائه ونظارته

الفتيات التفتن إلى جهة المسبح وسبحن باتجاه ذلك الشاب وبدأن يرقصن معه والموسيقى الجميلة تنشد ألحانها
اعتقد جاك إن هذا الشخص يعرف الفتيات من تصرفاته الغريبة والمضحكة التي تبدو إنها لم تكن المرة الأولى التي يراهن بها
بعد قليل اخذ باب المسبح يغلق شيء فشيء وتلك الفتيات يعدن إلى حالتهن الوحشية والمخيفة وذلك الشاب الساذج لا ينتبه إلى تغير حالتهن لأنه كان يغمض عينيه ويحرك مؤخرته وأكتافه بصورة مضحكة جداً إلى أن فتح عينيه فجأة ورأهن في تلك الحالة المخيفة نزع نظارته وبدء يمسح الماء عنها ليعرف هل ما يراه حقيقة أم أن النظارة السبب ،بدأت الفتيات يلمسنه بصورة وحشية وبدء بالصراخ وكان يرتعد خوفا وقبل أن يغلق الباب عرف جاك إن الفتيات سيقتلن ذلك الشاب الساذج وهو لا يستطيع تركهن يفعلن ذلك لأنه كان طيب القلب ورباه أهله على محبة الناس ومساعدتهم عند الحاجة قام جاك بفتح باب المسبح باستخدام قواه البصرية مرة أخرى .
الفتيات رجعن إلى الحالة الطبيعية أما الشاب الساذج فخرج من المسبح بدون وعي وعندما قفز إلى حافة المسبح ظهر شي من مؤخرته فسحب لباسه الداخلي الوردي اللون المضحك ولم يلتفت إلى الوراء وولى هاربا خارج قاعة المسبح وهو يقول:
- يا الهي يا الهي أموات و وحوش يسبحون
لم يعجب ما قام به جاك الفتيات وخاصة الشقراوتان منهن وبدأن يصرخن على جاك ويقلن له :
- لماذا فعلت ذلك سوف نمزقك اربأ اربأ
جاك لا يعرف ماذا يقول لهن وبقى ساكتا لا يتكلم وخائف بعض الشيء وهن يتقدمن باتجاهه ويكررون نفس الكلام إلى أن وقفت انجيلينا بين جاك وبينهن وقالت لأختيها :
- قفا في مكانكما لقد وعدته أن لا نفعل شي يؤذيه
- لقد تدخل في ما لا يعنيه انجيلينا اتركينا نقتله
- لقد وعدته وما كان ما كان إن تدخل مرة أخرى في ما لا يعنيه أردياه قتيلا في الحال
وخرجت الأختان الشقراوتان من المسبح وهما غاضبتان لأنهما لم يستطيعا الانتقام من جاك ويبدو لجاك من واقع الحال إن انجيلينا هي المسيطرة عليهن ويسمعن كلامها لأنها أكبرهن جميعاً خرجن ثم اتبعتهما انجيلينا واميلي وخرجن من باب المسبح وقبل خروج انجيلينا ٍالتفتت إلى جاك وقالت :
- لقد أنقذتك هذه المرة احذر من (جين وكاترين) إنهما قاتلتان شرستان لا تغضبهما فقد يقتلانك ولا أستطيع إنقاذك في الوقت المناسب

































الفصل السابع
بداية الحقيقة
بقى جاك وحيدا في المسبح والفتيات الأربعة خرجن من باب المسبح ارتدى جاك ملابسه وتبع الفتيات إلى الخارج .وعند خروجه من الباب وجد شخصين أمام باب المسبح سألهما جاك قائلا :
- من أنتما؟ وماذا تفعلان هنا ؟
- أنا ادعى جون
- وانأ ادعى مورجن
- ماذا تفعلان هنا؟ وكيف جئتم؟
أجاب جون :
- نحن صديقان ونعمل في مكان واحد وكنا واقفان أمام نافورة جميلة في احد الحدائق العامة وبينما كنا نتأمل بعض النقوش في وسط النافورة قامت امرأة عجوز بدفعنا من الخلف داخل النافورة ثم وصلنا إلى هذا المكان المهجور كيف؟ لا نعلم ولا ندري ذلك وسمعنا صوت موسيقى جميل فتبعناه حتى وصلنا إلى هنا ثم خرجت أربعة نسوة جميلات من هذا الباب ودخلن في داخل القصر عن طريق ذاك الباب ودخل معهم شخص يرتدي لباس داخلي وردي اللون ( شورت ) .
وكان جون يتحدث ومورجن يهز برأسه علامة على صدق ما يقوله.و قال لهما جاك :
- هل تعرفان سبيل الخروج من هذا المكان ؟
- لا نعرف إلى ذلك سبيل. ومن أنت يا سيدي ؟
- ادعى جاك مايكل وحالي هي نفس حالكم
- ماذا تعني في ذلك؟
- أنا أيضا دفعتني عجوز في تلك النافورة ثم أتيت إلى هذا المكان المهجور
- وهل تعرف سبيل للخروج من هنا ؟
- لو كنت اعرف ذلك ما كنت سألتكما نفس السؤال
- يا جاك لماذا لا نتبع تلك الموسيقى الجميلة وتلك النسوة المغريات ونقوم باللهو وممارسة الحب معهن . يبدو من أشكالهن أنهن تواقات لفعل ذلك.
- الموسيقى التي تسمعانها مسحورة وتحثنا على أن نتبعها والفتيات اللاتي رأيتموهن قاتلات ويختبئ خلف ذلك الجمال الرائع وحوش كاسرة لا نراها إلا حين ينعدم الضوء فيظهرن على حقيقتهن القاتلة
أجاب مورجن :
- هل تشكو من الحمى يا سيدي أم تريد أبعادنا عنهن لتظفر بهنَّ وحدك
- صدقوني فما أقول حقيقة وقد رأيتم كيف استطاعت عيني فتح الباب
- ضحكا منه ولم يسمعا ما قاله ومشيا وراء الموسيقى التي كانت تصدر من باب القصر ووقفوا جميعا أمام باب القصر الذي كان مفتوح على مصراعيه وعند وقوفهم تفاجئ الجميع عندما نظروا إلى داخل القصر رأوا النساء الأربعة وهن يرتدين ملابس داخلية سوداء اللون يعلوها روب اسود شفاف ترى الملابس الداخلية من خلاله ويزين رقابهن زهور سوداء اللون أيضا مربوطة حول أعناقهم بخيط اسود لماع وهن يرقصن حول الرجل الساذج ( صاحب النظارات ) وليس هذا ما فاجئ الجميع بل الجثة التي كانت مرمية خلف ذلك الرجل وكانت ممزقة بوحشية وما تزال آثار الدماء على أرضية صالة القصر في تلك الأثناء همس جون إلى صديقه قائلا :
- يبدو إن ما قاله جاك حقيقة وليس خيالا
- أظن ذلك يا صديقي علينا الخروج من هنا وإلا كان مصيرنا مثل ذلك الشخص المقتول
سمع جاك حديثهما وقال لهم :
- الم اقل لكما ذلك ولم تصدقاني
- نحن آسفان يا سيدي ولكن ما العمل؟
- سوف أنقذ ذلك الرجل وإلا قُتل
- سوف يقتلنك يا سيدي معه
وفي تلك الأثناء بدء باب القصر الكبير يُغلق شيئا فشيئا قال جاك للرجلين :
- اذهبا بعيدا عن هذا الباب وحاولا أن لا تسمعا تلك الموسيقى وإذا رأيتم تلك النسوة أغمضا أعينكما حتى لا يغرينكما فتقتلا
- حسنا يا جاك سوف نفعل ذلك ولكن يجب أن لا تذهب إليهن خوفا من أن يقتلنك
- الوقت يمر بسرعة وسوف يغلق الباب وتضيع فرصة إنقاذ الرجل وعلينا تخليصه إنهن لا يقتلنني لأني صديق لهن اذهبا أنتما واختبأ بالحال وقبل أن يغلق الباب دخل جاك مسرعا إلى داخل القصر وقف أمام الرجل الساذج مواجها الفتيات الأربعة وقفت الموسيقى ووقف الرقص وحركات الإغراء التفت جاك إلى الباب واستخدم قواه البصرية وفتح الباب على مصراعيه وانتظر الرجل الساذج كي يهرب ولكنه بقى في مكانه جاثما من هول ما رأى قام جاك بوكز الرجل لتنبيهه وفعلا انتبه وخرج مسرعا من باب القصر في تلك الأثناء الأختان الشقراوان غضبتا غضبا شديدا ونظرتا إلى أرضية القصر وإذا بمناشير مدورة حادة الحافة تخرج من الأرض ومن كل مكان وبسرعة فائقة حتى كادت أن تصل إلى ساقي جاك ولكن بسرعة كبيرة قفزت اميلي الصغيرة بالقرب من جاك ونظرت إلى تلك المناشير فأوقفتها بالحال وقبل أن تصل إليه وضعت انجيلينا يدها على قلبها وفتحت عيناها وظهر عليها الهلع من شدة الخوف على جاك ساد الصمت المكان لحظات وكانت اميلي تدور حول جاك لتحرسه من كلتا أختيها خوفا عليه وردا على موقفه في المسبح عندما طلب مغازلتها رغم معرفته بمرضها .
التفتت انجيلينا إلى أختيها وهي تنظر إليهم بازدراء وغضب واتجهت إليهم وقالت :
- ماذا تفعلان أيتها الغبيتان كدتما تقتلانه وتضيعان الفرصة علينا للخلاص .
أجابت إحداهما وكانت كاترين :
- لقد حذرناه قبل هذه المرة فلم يسمع الكلام
- لو حدث له مكروه لقتلتكما معا
- أتفضلينه علينا يا انجيلينا ؟
- الم اقل إنكما غبيتان انه رجل يتمتع بقوة سحرية وقد يخلصنا من هذه الحالة الوحشية التي نحن فيها
سمع جاك ما دار بين الأخوات من كلام وقد سكن روع التوأمين ورجعا إلى الخلف وجلستا على الشلوزون ( الكنبة ) التي كانت موجودة خلفهم وهن يرمقن جاك بنظرات تنم عن عدم الرضا لما فعله .
وقفت اميلي عن الدوران حول جاك بعد أن أيقنت هدوء أختيها وذهبت وجلست على شازولون ( كنبة ) لوحدها وأقبلت انجيليا نحو جاك وهي ترتدي هذا الزي الأسود والوردة السوداء تزين عنقها ومشيتها الخلابة وكالعادة عند أول خطوة خطتها بدت تلك الموسيقى تنشد إلحانها وكانت الرياح الآتية من باب القصر تتخلل شعرها الجميل وتدفعه إلى الخلف وبعض خصلات الشعر متدلية على خديها وارتسمت بسمة على تلك الشفاه العريضة أنست جاك كل ما حصل ولولا ذلك الموقف الذي حصل قبل قليل وعدم تناسب الوقت لقبلها واحتضنها بقوة .
وقفت أمامه وبعد برهه من تبادل النظرات قالت أنجيلينا :
- الم أحذرك فيما سبق وقلت لك أن لا تتدخل قد لا أستطيع إنقاذك في الوقت المناسب ولولا تدخل اميلي لكنت في عداد الأموات
- لا أستطيع ذلك يا أنجيلينا لا أستطيع أن أرى شخص يقتل بدون ذنب وان امنع نفسي من التدخل لإنقاذه
- أنا خائفة عليك وحسب
- لا تخافي فانا املك قوة أستطيع هدم هذا القصر بكامله واجعله من الماضي
- لا تستطيع ذلك لان هذا القصر ابدي ولو كان كما تقول لفعلناها نحن منذ زمن بعيد
- لا افهم ما تقولين
- سأقول لك كل شيء دعنا نذهب من هنا
- لا اذهب من هنا حتى تقطعين لي عهدا بعدم قتل الأشخاص الموجودين بالخارج
- حسنا لك ذلك ولكن لا أستطيع إلا لبعض الوقت
- أوافق على ذلك
أمسكت أنجيلينا بيد جاك وإذا بهما ينطلقان بسرعة البرق
الفصل الثامن
(بداية اللغز)
انطلقت انجيلينا وهي تمسك جاك بسرعة البرق وإذا بهم في حديقة القصر وكان الجو غائما بعض الشيء وهنالك سحاب موجود في الأفق وعلى ما يبدو وقت العصر (ما بعد الظهر)
كانت الحديقة ميتة لا يوجد فيها غير الأشجار القديمة والكبيرة وأوراق كثيفة متفسخة وسواقي قديمة و متهدمة وقال جاك :
- أين نحن يا انجيلينا
- نحن في حديقة القصر
- أي حديقة إنها مجرد أطلال
سحبت انجيلينا جاك من يده وبدأ يتمشيان في تلك الحديقة كانت انجيليا تنظر إلى الأشجار والسواقي بطرف عينها وكأنها تأمرها فتتفتح الأزهار وتورق الأشجار ويجري الماء في السواقي وتدب الحياة في تلك الحديقة حتى أصبحت تخلب الألباب .
- هذه هي حديقة قصرنا هل تعجبك الآن
- كيف فعلت ذلك!
- انه السحر يا عزيزي
- هل انتن ساحرات
- ليس في المعنى التقليدي نحن ساحرات رغماً عنا
- لا افهم كلامك لقد أعدت الحياة في تلك الحديقة الميتة
- لا تتعجل يا جاك سأطلعك على كل شيء تعال لنتمشى إلى تلك النافورة التي بناها لنا والدنا واستخدم أرقى الحرفيين الايطاليين في بناءها
- القول قولك يا عزيزتي
ذهب الاثنان إلى النافورة وكانت في مكان مرتفع وهي مدورة الشكل يعلو وسطها حجارة وضعت بشكل فني وجميل ونقوش على تلك الأحجار جميلة جدا عند رؤية الناظر لها وقف الاثنان إلى جانب تلك النافورة ونظر إليها جاك وقال
- رأيت تلك النافورة من قبل يا انجيلينا
- آه آه آه (تضحك) إنها نافورة فريدة ولا يوجد شبيه لها في كل الدنيا لقد بناها امهر البنائين وامهر المهندسون وصرف أبي ثروة عليها لتصبح بهذه المنظر الجميل
- إني لا امزح لقد رايتها وهي تشبه تلك النافورة التي سقطت فيها واتيت إلى هذا المكان مع اختلاف بسيط ولكني متأكد إنهما سيان.
- على كل حال قولي لي الحقيقة يا انجيلينا وكيف أصبحتم بهذا الحال يبدو لي إنكن تتصرفن خلافا لطبيعتكنَّ
- حسنا يا جاك سأطلعك على هذا الشيء واعلم انه لم يطلع على سرنا احد سواك ولم نمارس الحب طول تلك المدة إلا معك ونحن نستخدم الإغراء لنصطاد بها فرائسنا في النهار ونقوم بأكلها في الليل ونحن على تلك الحالة منذ عشرات السنين أو أكثر من ذلك
جلست انجيليا على حافة النافورة وأخذت تداعب الماء بكفها وقالت له :
- تعال واجلس بقربي
- حسنا .وجلس بقربها
- ضع يدك في يدي وأغمض عينيك سأريك كيف إننا أصبحنا بهذه الحالة
أغمض الاثنان أعينهما وإذا بجاك يغوص في أعماق انجيلينا وكأنها دعته للدخول إلى عقلها وجاك يرى ويسمع كما لو كان معهنَّ في الحقيقة أو كالذي يشاهد فيلما سينمائيا يعرض أمامه حيا رأى جاك!
السيد بول وكان والد انجيلينا وكان اسمر اللون بني الشعر ذا عينان صفراواتان حسن الطلعة وكان رجل ثري يمارس تجارة القطن ويمتلك بعضا من مزارعها والى جانبه تجلس السيدة بول زوجته وكانت جميلة جدا شعرها الاشقر الطويل وعيناها الزرقاوان الكبيرتان وانفها الصغير الجميل وخصرها النحيف وكانت طويلة القامة ومن الجمال بحيث إن السيد بول لا يفكر سواها وكلا الزوجين كانا طيبي القلب ويعاملان الناس بمحبة والخدم بطيبة قلب لا نظير لها
كانت عائلتهم التي تتكون من أربعة فتيات وهم انجيلينا , كاترين , جين وهما توأم , اميلي الصغيرة المريضة .
كان كل أفراد الأسرة محب للآخر ويعيشون بترف وسعادة كان السيد بول محب لبناته حيث لا يرفض لهن طلب وكان يقيم الحفلات الصاخبة ليلا لترقص الفتيات ويأنسنَ حتى إنهن طلبن إقامة مسبح لهن لكي يمرحن فنفذ لهم طلبهن وبناه بجوار القصر وكان لا يترك لهن طلب إلا ونفذه في الحال وبأسرع وقت وكان يقول لهن :
- انتن وأمكم ثروتي الحقيقة وليس المال والمزارع التي املكها بدونكن الحياة لا طعم لها ولا لون.
ماتت خادمة القصر الكبير التي كانت مسؤولة عن الخدم والقصر وبعد دفنها وإقامة المأتم لها من قبل السيد بول لأنها كانت مربية بناته وخادمتهن الأمينة .بقى القصر بلا رئيسة خدم.
كان هنالك بعض الخادمات في القصر ولكن لا تتوفر فيهن الكفاءة لإدارة شؤون القصر بأكمله ولذلك وبعد مضي مدة طلب السيد بول أن يجد لهم رئيسة خدم جيدة تعرف القراءة والكتابة ومتمرسة في إدارة شؤون القصور.
بعد مضي مدة رشح له صديقه السيد جورج احد رئيسات الخدم وتدعى الآنسة (ماغي شارل) وهي من أصول فرنسية وتعرف اللغة الفرنسية والانكليزية وتجيد الكتابة وعلى الرغم إن عمرها إحدى وأربعون سنة إلا أنها غير متزوجة ولا عائلة لها سوى أخيها ويدعى فيلب . بعد مشاورة السيد بول لزوجته وبناته وقع الاختيار عليها وطلب من السيد جورج أن تحضر وتباشر عملها الجديد ولكن السيد جورج قال :
- إن الآنسة ماغي لها طلب صغير
- وما هو يا جورج
- أن يزورها أخوها السيد فيلب من حين إلى أخر
- لا مانع عندي من ذلك
أتت الآنسة ماغي إلى القصر واستقبلتها العائلة وأفهمت السيدة بول الآنسة ماغي على عملها ومتطلبات القصر
كانت الآنسة ماغي امرأة حسنة الوجه لها جسم طويل رشيق وتجيد التعامل مع الآخرين بلباقتها وحسن اختيارها للكلمات وكانت تدير القصر والخادمات على أحسن وجه وكان أخوها فيلب يزورها من حين إلى آخر وكان السيد بول يقدم المساعدة له عندما يزور شقيقته استمر هذا الحال لفترة من الزمن وفي احد الأيام وفيما كانت العائلة جالسة على مائدة الطعام لتناول العشاء كانت الآنسة ماغي تقف خلف السيدة بول والتي كانت تجلس أمام زوجها في الطرف الآخر من المائدة والفتيات يجلسن على الجوانب انجيلينا واميلي على جانب وجين و كاترين على الجانب الآخر كانت انجيلينا تجلس بالقرب من أبيها وكانت ترى الآنسة ماغي ترمق أبيها بنظرات استحسان فاضحة وعندما ينظر إليها السيد بول تبسم له ابتسامة يشوبها القلق وهذه ليست المرة الأولى التي تراها فيها .
بدأت العائلة بتناول العشاء وكان في الصحن الذي أمام السيد بول شريحة من لحم البقر وهو يمسك بيده الشوكة والسكين وراح يضغط بقوة على السكين لكي يقطع اللحم وإذا بالصحن ينقلب ويقع على السيد بول وتتسخ ملابسه أتت الآنسة ماغي بسرعة اتجاهه وقامت بأخذ صحن فارغ من طاولة الطعام وأخذت تنظف حجره بدون حشمة إلى أن امسك السيد بول بيدها ونظر إليها وهي تنظر إليه بنظرات وقحة وكأنه لا يوجد احد غيرهما وقف السيد بول ووجهه محمر خجلا وتلعثم في كلامه وقال :-
- لا عليك يا آنسة سأغير ملابسي
- متأسفة جدا يا سيدي. وسكتت
ذهب السيد بول إلى غرفته لتبديل ملابسه وعندما أعادت الآنسة ماغي الصحن إلى الطاولة نظرت إليها انجيلينا نظرة ازدراء وغضب فقالت ماغي
- متأسفة متأسفة جدا وذهبت إلى المطبخ
لم تكن انجيلينا ترتاح إلى الآنسة ماغي وكانت دائما ما تشعرها بذلك ولكنها كانت واثقة كل الثقة من والدها الذي كان رجل محترم ويكن كل الحب لوالدتها .


الفصل التاسع
(الحقيقة الكاملة)
مرضت السيدة بول وكانت الآنسة ماغي ترعاها على أحسن وجه ولكن المرض بعد مضي مدة اشتد عليها فطلب إليها السيد بول دكتورا قام بفحصها وقال :-
- إن السيدة بحالة جيدة ولا تشكو من شيء جسدي سأكتب لها بعض المقويات والفيتامينات
لم يصدق السيد بول ما قاله الدكتور ولذلك قام بطلب دكتور أخر لعله يقع على العلة قام الدكتور الثاني بفحصها وقال له نفس الشيء وجاء السيد بول بطبيب ثالث بعد أن سمع ما يتمتع به من ذكاء وسمعة حسنة وقام بفحصها فحصا دقيقا وقال له :-
- يا سيد بول إن زوجتك لا تشتكي من مرض جسدي يعرفه العلم وما قاله الأطباء السابقون صحيح ولا أستطيع كتابة دواء غير بعض المنشطات والمقويات
- ما العمل إذا يا دكتور؟
- متأسف للغاية يا سيدي لا أستطيع عمل شي
بكي السيد بول لحال زوجته التي بدأت بالضعف والهزالة حتى كادت أن تخرج عظام وجهها .
كانت الآنسة ماغي خادمة القصر الكبيرة تعتني بالسيدة بول وتقوم بإعداد الطعام لها ولقطتها (نكنك) وهي قطة عزيزة على السيدة بول وهي بيضاء جميلة اللون وإن السيدة بول تطعمها بيدها حتى وهي مريضة كانت تنادي عليها وتضع الطعام بجانب السرير لها .
كانت الآنسة ماغي تسهر الليل بجانب السيدة بول وتعتني بها وبزوجها و ببناتها عناية فائقة جدا حتى إن انجيلينا بدأت تلوم نفسها على عدم معاملتها فيما سبق جيدا وفي احد الليالي استيقظت الآنسة جين في منتصف الليل وتريد الذهاب إلى الحمام وفي طريقها سمعت بعض الأصوات تصدر من مطبخ القصر ذهبت إلى المطبخ لترى ما هذه الأصوات وعند وصول الباب رأت الآنسة ماغي وهي تضع شيئا في صدرها على وجه السرعة عند انتباهها إن هنالك احد قادم إلى المطبخ وهي ممسكة بصحن فيه طعام فقالت لها جين :-
- ماذا تفعلين هنا في هذه الساعة المتأخرة من الليل ؟
- كنت اعدد بعض الطعام لسيدتي فهي جائعة فطلبت منى أن اجلب بعضا منه.
- ولكن أمي ترفض تناول الطعام منذ عدة أيام
- لعلها شعرت بالجوع وهي لا تدرك الوقت لكونها مريضة
- حسنا يا آنسة ماغي
ذهبت جين إلى الحمام والآنسة ماغي إلى غرفة السيدة بول وفي الصباح قصت جين ما حدث بالأمس لتوأمها ولكنهما لم يساورهما أي شك تجاه الآنسة ماغي المخلصة .
بعد مرورالسيدة بول وهي مشرفة على الموت وانقطعت عن تناول الطعام وفي احد الأيام دخلن الفتيات الأربعة إلى غرفتها فوجدوا الآنسة ماغي تحاول إدخال الطعام عنوة إلى فم أمهم و المسكينة لا تقوى على الكلام وكل ما تفعله إنها لا تفتح فاها غضبت الفتيات من الآنسة ماغي وأخذن الصحن الذي فيه الطعام ورمينه إلى القطة التي كانت تحوم حول السرير لكن الآنسة ماغي اعتذرت لهن وقالت :-
- يجب أن تأكل فإنها لا تقوى عل الكلام وإذا لم تأكل ستموت.
أجابت انجيلينا بعد أن سكن روع أخواتها :-
- نحن متأسفات يا آنسة فنحن في حالة نفسية سيئة لمرض والدتنا
- لا عليك يا آنسة أنا افهم ذلك وعن إذنكم
بعدة عدة أيام توفت السيدة بول وقام زوجها وبناتها بدفنها وإقامة عزاء كبير لها وكانت العائلة في حال يرثى لها وازدادوا حزنا لان قطة أمهم هي الأخرى قد ماتت بعدها بعدة أيام قليلة وكانت أيام صعبة على الجميع.
بعد مرور سنة على وفاة السيدة بول عادت بعض البهجة والمرح على العائلة ولكن ليس كالسابق .
هنالك بعض النظرات المفضوحة بين السيد بول والآنسة ماغي وفي احد الأيام دعا السيد بول بناته الأربعة وقال لهم :-
- إني أريد الزواج ثانية لان لي حاجياتي الخاصة والتي لا تقضيها إلا الزوجة لزوجها هل لديكن مانع
نظر الأخوات إحداهن إلى الأخرى باستغراب وقالت انجيلينا له :-
- لا مانع لدينا يا أبي إذا كان هذا الشيء فيه راحة لك هل هنالك واحدة معينة
- نعم يا حبيبتي
- ومن هي سعيدة الحظ
تلعثم الوالد وبدا عليه القلق والحيرة وقال :-
- إنها الآنسة ماغي
ظهرت على وجوه الأخوات بعض الاستغراب ونظرات الاستهجان وقالت كاترين :-
- إنها مجرد خادمة يا أبي
- اعرف ذلك ولكني لا انظر لها بهذا الشكل فهي امرأة جميلة ومثقفة وتحبكنَّ واعتنت بكنَّ والسبب الأهم إنها وقفت إلى جانب والدتكن في مرضها وسهرت عليها ليالي طوال أطعمتها وكانت تعتني بها بشكل لا يوصف هذا السبب الحقيقي لاختياري لها.
كان كلام الأب منطقي وصحيحا مما أدى إلى سكوت الفتيات وإبداء موافقتهن على ذلك الزواج رغم معارضة اميلي الأخت الأصغر لذلك الزواج فلم تستطع أن ترى احد يأخذ مكان أمها فانتابها الغضب وتركت والدها ودخلت إلى القصر .
تزوج السيد بول من الآنسة ماغي وقضى شهر العسل خارج المدينة وبعد الشهر عاد الزوجان إلى القصر ومنذ أول يوم وطأت قدمها القصر شعرت الفتيات بالاختلاف الذي حصل ؟
من خادمة إلى سيدة رجل ثري حسن السمعة و اكبر تجار القطن في البلاد انقلبت معاملة السيدة بول الجديدة رأسا على عقب فبدأت مضايقة الفتيات بالكلام والأفعال وتأليب الوالد عليهن بطرق مختلفة وملتوية ومحاولة إبعاد الأب عن بناته بشتى الطرق والأدهى من ذلك هي موافقة الأب على أن يعيش السيد فيليب اخو السيدة ماغي معهم في نفس القصر وكان فيليب دميم المنظر سيئ الطلعة طويل الجسم ونحيف كما وان لهجته رديئة وعدم تناظر شطري وجهه يظهره وكأنه من المجرمين وكان يضايق الفتيات بشتى الطرق لكن الفتيات سكتن عليه حتى لا يجرحن مشاعر والدهن تارة والابتعاد عن مواجهة زوجة أبيهم تارة أخرى والعجيب إن الوالد كان يطيعها طاعة عمياء وبدون تردد وإذا قالت فعل وإذا نهت امتنع .
وفي احد الأيام كان السيد بول يتفقد احد مزارعه القريبة وكانت السيدة ماغي والسيد فيليب يجلسان في مكتبه وكان له بابان احدهما أمامي ويدخل إليه من الخارج والثاني جانبي وهو يؤدي إلى غرفة النوم القديمة التي كانت تعود للسيدة بول في الطابق الثاني للقصر.
خرجت انجيلينا من غرفتها صدفة وسمعت صوت يصدر من مكتب والدها سالت احد الخادمات :-
- أليس أبي في المزرعة يتفقد العمل
- نعم يا سيدتي خرج في الصباح الباكر
- من داخل مكتبه إذا ؟
- السيدة ماغي والسيد فيليب
- ومن سمح لهم بالدخول إلى المكتب . اذهبي من هنا الآن
- حسنا يا سيدتي
ذهبت انجيلينا إلى غرفة والدتها القديمة لكي تسترق السمع والتعرف فيما إذا كان الحقيرين يدبران لها ولأخواتها المكائد دخلت الغرفة ووضعت أذناها على الباب الثاني الذي يفصل المكتب عن الغرفة وسمعت السيدة ماغي تقول :-
- لا أستطيع فعل ذلك فانا أحبه بكل جوارحي وانه لم يعاملني معاملة سيئة ولو للحظة
- لا تكوني ضعيفة فنحن هنا ليس للحب ولا نعرفه ثم انه يحبك لأنك تسحرينه كل يوم
- نعم أنا ساحرة واستخدم السحر الأسود منذ نعومة أظافري ولكني أيضا إنسانة ولي قلب ومشاعر وأحاسيس وبالرغم من كثرة الأشخاص الذين قتلناهم لم اشعر بشيء تجاههم وكنت اقتلهم بدم بارد إلا إن السيد بول مختلف عنهم كليا فهو يعاملني مثل الملكات وأنا أحبه بكل جوارحي وكلما أقدمت على قتله منعني قلبي
- أين كان قلبك حين قمت بقتل زوجته القديمة عندما كنت تدسين لها سحرك المسموم ببطء الم يكن لكي قلب حينها. دعينا نقتله ونستولي على ثروته ونهرب من هنا
- لا أستطيع ذلك وأنا أحذرك إن مس احد بول بمكروه جعلته يعاني ابد الدهر حتى ولو كنت أنت هل سمعت ذلك؟
سمعت انجيلينا الكلام الذي دار بينهما كله و بوضوح والتفتت بسرعة وهي مذهولة مما سمعت وعند التفاتتها ضربت يدها عروة الباب فأحدثت صوتا ضعيفا فخرجت مسرعة من غرفة والدتها وأغلقت الباب بهدوء وانسلت إلى داخل الحمام قال السيد فيليب :-
- هنالك احد يتنصت علينا هل سمعت صوتا يصدر بالقرب من هذا الباب
- لا ادري إن كان في المكتب أم لا دعنا نرى ذلك
تسللت السيدة ماغي بخفة باتجاه الباب وفتحته بصورة سريعة فلم تجد احد فقالت :-
- دعنا نخرج من المكتب حتى لا نثير الشكوك من حولنا
- حسنا يا ماغي فلنخرج
دخلت انجيلينا إلى داخل الحمام وعيناها تذرفان الدمع وقامت بفتح الماء حتى لا يسمع بكائها وراحت تقول في نفسها :-
- أمي المسكينة لقد قتلك هذان الحقيران اقسم إني سأنتقم منهما شر انتقام
خرجت من الحمام بعد أن غسلت وجهها وذهبت إلى أخواتها الثلاثة وقصت عليهم ما سمعت من الكلام فأجهشن بالبكاء وظهرت على وجوههن علامات الغضب والانتقام في تلك الأثناء قالت جين:-
- لقد رايتها تضع شيء في طعام أمي ودسته في صدرها عندما انتبهت إني قادمة إلى المطبخ
أجابت كاترين :-
- القطة المسكينة ماتت أيضا بعد أمي بعدة أيام لأنها كانت تأكل من نفس الطعام الذي كانت والدتي تأكل منه.
أكدت كل تلك الأحداث على حقيقة ما تقوله انجيلينا وثار غضب الفتيات وخاصة اميلي الصغيرة التي كانت تشعر أن زوجة أبيها قد خطفته منها ولكن انجيلينا قالت لهم :-
- اهدأن هذه الليلة وفي الصباح سوف نطلع والدنا على الحقيقة وأمامها وبعد إطلاعه على الحقيقة سوف يقوم بقتلها وننتقم لوالدتنا .
لم يستطعن من النوم تلك الليلة وقضينها بالبكاء والتفكير في كيفية الانتقام وفي الصباح كان السيد بول وزوجته جالسين عند النافورة الجميلة ليتناولا طعام الفطور خرجت الفتيات الأربعة يمشين باتجاههما والغضب يتطافر من عيونهن رجعت اميلي الصغيرة في غفلة عن شقيقاتها إلى داخل القصر واتت بسكين كبيرة من المطبخ وأخفتها خلف ظهرها وخرجت باتجاه والدها وزوجته وكان الأخوات الثلاثة قد وصلن والى والدهن وقالت انجيليا :-
- أبي إن هذه المرأة قاتلة لقد قتلت والدتنا ووضعت لها السحر والسموم في الطعام تذكر كلام الأطباء الذين قالوا إنها ليست حالة مرضية:-
أجاب الأب:-
- ماذا بك يا انجيلينا هل أصابك شيء أم إنها الغيرة يا ابنتي
قالت جين :-
- لقد رايتها تدس السم في طعام والدتي يا أبي
قالت كاترين :-
- القطة لقد ماتت لأنها كانت تأكل من نفس الطعام الذي كانت تأكله أمي
قالت ماغي :-
- كلا لا تصدقهم يا عزيزي هذا الكلام غير صحيح لا لا
قال الأب :-
- ماذا بكنَّ جميعا هل جننتن؟
في تلك الأثناء أخرجت اميلي الصغيرة السكين وقفزت على السيدة ماغي لتطعنها في صدرها رأى السيد بول السكين بيد ابنته وهي تحاول أن تطعن زوجته فوقف أمام ماغي فطعن بالسكين في صدره بدلا منها وسالت الدماء وغطت ماء النافورة ورجعت اميلي إلى الخلف وهي تصرخ أبي أبي وأجهشن باقي الفتيات بالبكاء وذهبن باتجاه أبيهن المطعون قامت السيدة ماغي بوضع راس زوجها على حجرها وتكلمت معه وقالت :-
- بول يا حبيبي تكلم معي آه يا حبيبي لقد قتلوك سأنتقم لك
كانت ضربة السكين في مقتل فقد مزقت قلب السيد بول فمات في الحال دون أن يتفوه بأي كلمة الفتيات الأربعة وقفن حول أبيهم وهن مذهولات لسرعة الأحداث التي مرت نافورة الماء امتلأت بدماء أبيهم الذي قتل بدون قصد.
فقدت ماغي السيطرة على نفسها وتغير وجهها وأصبح مخيفا انفها كبير, عيون تخرج من محاجرها, شعرها يتطاير في الهواء, ملابسها تحولت إلى اللون الأسود الملطخ بالدماء وارتفعت في الهواء وأصبحت فوق النافورة وازدادت قباحة وجهها وقالت :-
- لقد قتلتم من أحب سألعنكم طوال الدهر ؟ سوف تعشن لتقتلن وتأكلن قتلاكن وهذه لعنتي .
ودمدمت بكلمات غير مفهومة واختفت في فتحة النافورة الصغيرة التي يخرج منها الماء وسقطت الفتيات مغشيا عليهن من هول ما شاهدن









الفصل العاشر
(حل اللغز)
تركت انجيلينا يد جاك فعادى معا إلى الزمن الحاضر جالسين قرب النافورة فتح جاك عينه فشاهد منظرا يعجز شاهد جاك عندما فتح عينه وكانت انجيلينا جالسة بالقرب منه وهما ينظران احدهما إلى الأخر رأى اللآلئ تتساقط من عيني أنجيلينا الخضراوين كالمطر فتسيل على خديها الموردين كالأزهار وعضت على نصف شفتيها السفلى بأسنانها البيضاء وانكشحت بعض السحب من السماء فسقط شعاع من الشمس على تلك العينين الباكيتين فانعكست على خديها فانكسرت على تلك اللآلئ فأحدثت أشكالا هندسية تشبه العملات المعدنية ثمانية أو سداسية الشكل زيفت عيني جاك فظن إنها حقيقية فمد يده إليها وعندما حاول لمسها فرت من بين أصابعه .
سحب جاك يده وهو ينظر إلى انجيلينا وهي تنظر إليه فاختلط عليه الأمر أهو إغراء أم حزن هل التي أمامه ساحرة أم إنسانة أم ملاك تضاربت الأحاسيس واختل توازن العقل وبعد مضي عدة دقائق وجاك لا يعرف ماذا يفعل وماذا يصنع هل يواسي أم يحب انحنى جاك وطبع قبلة على تلك الشفاه وما تزل هنالك بعض آثار الأسنان عليها طبع قبلة خفيفة شعرت انجيلينا إنها قبلة الحائرين رجع إلى الخلف وما تزال عيناه بعيني انجيلينا بدأت تلك الجوزتان الخضراوان بالذهاب يمينا و يسارا فانحنت انجيلينا عليه وطبعت على شفتيه قبلة طويلة بعد أن أغمضت عينيها شعر جاك إنها قبلة الواثقين بعد عدة لحظات عاد كل واحد منهما إلى الخلف وقالت انجيلينا :
- هذا الذي رأيت هو ما حصل لنا وبعد أن صحونا من الغيبوبة لم نجد سوانا في هذه القصر واختفت أبوابه الرئيسية وأصبحنا مقطوعين عن العالم وكأن الأرض انشقت وابتلعت هذا القصر اللعين
- حسنا يا انجيلينا إن هذا لا يبرر قتلكن للناس
- وهل تحسب أن القتل بأيدينا نحن نقتل رغما عنا الم تسمع ما قالته تلك الساحرة من إنها لعنة
- وكيف هذا
- سأقول لك عندما أتانا أول شخص إلى هذا القصر لم نصنع له شيء وعندما أتى الليل وهو ما يزال على قيد الحياة وإذا بأصوات قوية تضرب رؤوسنا لا نستطيع تحملها حتى حملتنا على قتل ذلك الرجل بعد أن تحولت أجسادنا إلى وحوش ضارية ثم قمنا بالتهامه وتكررت تلك الحالة مرات كثيرة وبمرور الزمن نسينا الحالة الإنسانية وأصبحنا نقتلهم في النهار ونلتهمهم في الليل ونستعمل في سبيل ذلك الإغراء لقتلهم كما تستعمل بعض الحيوانات الضارية السرعة والأخرى الدهاء والأخرى عنصر المفاجئة ... الخ.
- وكيف تقومين أنتي وأخواتك بالنظر إلى الأشياء فتجعلينها تتحرك كما في المناشير الحديدية التي خرجت من صالة القصر والأشجار الميتة التي أعدتِ الحياة لها وغير من تلك الأشياء .
- لا اعرف ولكن يبدو إن تلك الساحرة الساقطة قد وهبتنا بعضا من سحرها لنستعمله لغرض القتل لتنتقم منا.
- انجيلينا تلك الساحرة زوجة أبيك هي نفسها العجوز التي دفعتنا أنا وباقي الأشخاص الموجودين في القصر في تلك النافورة والنافورة هي نفسها هذه التي سقطنا فيها فانا متأكد من ذلك حتى أنت رايتك ولكن أين لا أستطيع التذكر قد يكون قولك صحيح في أحلامي
- أتعرف لماذا لم نقتلك يا جاك
- ولماذا
- عندما أردنا قتلك فيما سبق نظرت إلى باب المسبح وفتحته على مصراعيه وعندما تشاورنا فيما بيننا رأينا انك تتمتع بقوة سحرية قد تخلصنا من الذي نحن فيه لذلك نفذنا لك رغباتك وكما قلت انك أول شخص لمسنا
- لم أرد لمسكن أو مضاجعتكن أريدك أنت وحدك فقط ولكنك تجاهلتني
- اعرف ذلك وشعرت به منذ أن قبلتني أول قبلة في المسبح ولكي لست أنانية أخواتي أردن أن يفعلن ذلك ونحن جميعا لم نلمس شخص منذ زمن بعيد
- على كل حال أنا لست بساحر أما ما أتمتع به من قوة فهي ليست من السحر فهي من قوة العقل المرتبطة بالبصر فانا أركز على الأشياء فأستطيع بقوة التفكير تحريكها
- أرجوك أنقذنا وعليك أن تفعل ذلك فإذا أتى الليل وما تزالون هنا سوف نقوم بقتلكم جميعا وبلا تردد لأننا في الليل لا نعي ما نعمل وما نصنع
- سأكون مسرورا إذا كنت أنتي من التهمتني
- انه ليس وقت المزاح لم يبقى على غروب الشمس سوى ساعتين
- هنالك بعض الأشياء عندي ولكنها لا توصلنا إلى حل اللغز
- وما هذه الأشياء
- المرأة العجوز هي نفسها زوجة أبيكم تقوم بدفع الناس في النافورة من زمن فيسقطون في زمن آخر وهي أيضا نفس هذه النافورة ولكن أين يكمن السر لا ادري
- فلنعد إلى داخل القصر قد نجد حلا لذلك اللغز بالتشاور فيما بيننا وقبل أن ينفذ صبر أخواتي فيقتلن الأشخاص الموجودين خارج القصر
- حسنا فلنعد إلى القصر
أمسكت انجيلينا بيده وعادا إلى القصر بسرعة البرق وكانت الأخوات لا يزلن موجودات على تلك الشازولينات الخلابة وهن يرتدين الزي الأسود نفسه ذهبت إليهن انجيليا لكي تطلعهن على مجريات ما حدث وفور وصولها قالت اميلي :
- هل أطلعته على الحقيقة
- لقد فعلت ذلك
قالت كاترين:
- هل يستطيع أن يخلصنا من هذه اللعنة
- لا اعلم ولكن انه يبدو ليس شخصا عاديا وهو يتمتع بقوة غريبة وليست سحرا قد يستطيع مساعدتنا فلنتشاور فيما بيننا لعلنا نجد حلا لذلك
قالت جين :
- لم يعد أمامنا وقت كثير يجب أن نسرع قبل الغروب
قالت انجيلينا :
- فلندخل الأشخاص الثلاثة الموجودين في الخارج
- حسنا فليدخلوا
ذهب جاك لإحضار السيدين مورجن و جون وصاحب النظارات وقال لهم
- حسنا يا سادة تعالوا لندخل إلى الداخل قد نجد حلا إذا تشاورنا في الأمر
- نخاف أن يقتلونا يا سيد جاك
- أنا معكم لا تخافوا لن ادع مكروها يصيبكم
وافق السيدان مورجن و جون على الدخول أما صاحب النظارات (الرجل الساذج) فلم يوافق على الدخول وقال :
- أنا لا ادخل يا سيدي فقد حاولن قتلي مرتين المرة الثالثة صائبة لا محال سوف ابق هنا أغمض عيني بيدي واضع إبهامي في أذني لا ثقة لدي بتلك النسوة اذهبوا انتم.
حاول جاك معه ولكنه كان يضع يداه على عينيه وإبهامه في أذنيه ويهز برأسه بعدم الموافقة ضحك السيد جاك لما يرى ودخل هو والسيدان إلى داخل القصر وجلسوا على احد الشازولونات الموجودة في صالة القصر وقص السيد جاك ما رأى على مورجن و جون فصعقا لما سمعا من تلك القصة المحزنة وبدوا بالتشاور والتحاور وقالت اميلي :
- إن السر اللعنة يكمن في أخ السيدة ماغي (فيليب).
أجابت انجيلينا :
- لم نرى السيد فيليب بعد أن فقدنا وعينا ثم انه لم يكن حاضر عندما قتل والدنا السر ليس فيه
قالت كاترين:
- قد يكون السر في القطة (نكنك)
أجابت جين :
- إن القطة ماتت بعد والدتنا بعدة أيام والحادثة وقعت بعد سنوات
الجميع يقولون أشياء لم تقنع جاك وظل صامتا ويفكر قالت انجيلينا :
- إن الوقت يداهمنا أسرعوا :
قالت جاك:
- أليس لديك صورة للساحرة ماغي
أجابت انجيلينا:
- نعم إنها موجودة في غرفتها القديمة سأصطحبك إليها
اصطحبت انجيلينا جاك إلى الطابق العلوي وكانت انجيلينا تنظر إلى السلالم وتعيدها إلى حالتها الجميلة بعد أن كانت خرابا ودخلا غرفة السيدة ماغي وكانت غرفة قديمة وأثاثها مقلوب وخيوط العنكبوت تملا المكان نظرت انجيلينا إليها فأعادتها إلى الحالة التي كانت عليها قديما وهي جديدة ومرتبة وأشارت بأصبعها إلى الصورة الموجودة على الحائط التي كان قد رسمها رسام مشهور لها وهي تقضي شهر العسل مع السيد بول .
نظر جاك إلى الصورة وبدا يركز عليها لعدة ثواني وراجع الأحداث التي مر بها وكيف قامت العجوز بدفعه في النافورة وكيف أن والدهم سالت دمائه في تلك النافورة كما وان الساحرة اختفت في النافورة نفسها .
ظل جاك ينظر إلى الصورة حتى أنها قامت تدور بسرعة على الحائط وأغمض عينيه فسقطت الصورة على الأرض ثم فتح عينيه وقال لأنجيلينا :
- السر يكمن في النافورة يجب أن نذهب هنالك بسرعة.
نزل جاك وانجيليا إلى الطابق السفلي وقالوا للجميع :
- لقد عرفنا السر انه يكمن في النافورة يجب أن نذهب هناك قالت اميلي :
- يجب أن نسرع لم يبقى إلا وقت قصير حتى تغيب الشمس.
امسك الجميع احدهما بالآخر وانطلقا بسرعة البرق وإذا هم أمام النافورة لا يعلمون ماذا يفعلون
فتش الجميع في النافورة وحولها واجتهدوا في البحث عن شيء وتأملوا النقوش المرسومة عليها ولم يجدوا شيئا يخلصهم لم يبقى من الوقت إلا القليل انتاب الجميع اليأس.
جلس جاك متكأ على حافة النافورة. وهو ينظر بيأس إلى انجيلينا وانتبه صدفة على النافورة من الأسفل فوجد بعض الحشائش الصغيرة تخرج من وسطها من حجرين قام بقلع تلك الحشائش بيده ونظر إليها وانتبه إلى أن النافورة بأكملها ترقد على حجر أسفلها دار من حوله فوجد نفس الشيء سال انجيلينا :
- من أين يأتي ماء هذه النافورة .
- لا اعلم ذلك
- حسنا فلنحرك هذه النافورة عن الحجر التي ترقد عليها
اتجه الجميع إلى الخلف وأمامهم النافورة نظر جاك إلى النافورة وركز عليها فقامت تتحرك شيئا فشيئا حتى أبعدها جانبا عن الحجر التي ترقد عليها ذهبوا جميعا لينظروا ما بداخلها .
فوجدوا في قعر تلك النافورة بئر فيه ماء وهم ينظرون إليه وإذا بصورة السيد بول وزوجته السيدة بول تنعكس في الماء ويقول السيد بول بصوته الأجش:
- هنا سبيل الخلاص يا أعزائي وكرر ذلك عدة مرات .
والسيدة بول تشير إليهم بيدها وتقول تعالوا هنا. شكرت انجيليا وأخواتها جاك على ما فعل لهن اميلي الصغيرة ألقت نفسها في البئر ثم تبعتها كاترين و جين فقال جاك لانجيلينا :
- لا يزال السيد صاحب النظارات أمام باب القصر.
اختفت انجيليا بسرعة البرق وفي لحظة أتت هي والسيد صاحب النظارات وقالت :
- هذا هو
كانت أخواتها جميعا قد القين أنفسهم في البئر تقدمت خطوة باتجاه البئر ثم عادت وقبلت جاك وقالت :
- كنت اعرف إن سبيل الخلاص على يدك.
قبلها جاك مرة أخرى وودعها وهي تذرف الدموع ووقفت عند حافة البئر وألقت نفسها فيه وخرج ضوء ابيض اللون من قعر البئر إلى أعالي السماء وخرج أربعة أشخاص وكأنهم دمى صغيرة داخل ذلك الضوء وبدؤوا يصعدون إلى السماء بشكل لولبي ثم اختفى الجميع ثم اختفى بعد ذلك الضوء .
قال جاك :
ما الذي تنتظرونه فلنقفز في ذلك البئر نحن أيضا
أجاب السيدان مورجن و جون البئر: فقز الاثنان في قعر البئر :
قال جاك:
- وأنت يا صاحب النظارات الجميلة
- أنا لا اقفز أنا خائف أنا في حلم دعني حتى استيقظ من النوم
- ضحك جاك وقال له نحن ليس في حلم بل حقيقة وقام بدفعه في قعر البر عنوة فسقط وهو يصرخ .
ثم ألقى جاك نفسه في قعر البئر وعندما لمس جسده الماء شعر انه يسقط في ممر طويل كما حصل له عندما قامت العجوز بدفعه في النافورة أول مرة .












الفصل الحادي عشر
(النهاية)
عاد جاك والثلاث رجال الذين معه إلى النافورة التي قامت العجوز بدفعهم فيها أول مرة وعند عودتهم راو تلك العجوز بالقرب من النافورة وعندما رأتهم انتفضت وغضبت وتغير لون وجهها وعيناها وبدأت بالصراخ :
- سأنتقم منكم جميعا سأنتقم
واختفت من بين ملابسها الرثة وسقطت الملابس على الأرض .
التفت الناجون الأربعة احدهم إلى الأخر وقال لهم جاك :
- حمدا لله على سلامتكم جميعا
- الحمد لله على سلامتك أيضا
بعد قليل شاهد الناجون النافورة وهي تتلاشى و تختفي من مكانها وقال جاك :
- الآن قلبي اطمئن انه لا يوجد قتل بعد الآن النافورة والعجوز اختفيا .
سلم الجميع احدهم على الأخر وانصرف كل إلى سبيله أما الدراجة الهوائية فان جاك نساها ولم تخطر على باله حتى عاد جاك ماشيا إلى فندق عمه استيوارت الذي أقلقه غياب جاك منذ الصباح إلى المساء خاصة وانه لا يعرف شيئا في المدينة كان جالسا بالقرب من عاملة الاستقبال وعندما دخل جاك من باب الفندق نهض العم استيوارت بسرعة وذهب اتجاهه واحتضنه وقال له :
- أين كنت يا عزيزي لقد قلقت عليك لماذا لم تتصل بي لأطمئن عليك
- لا تقلق إني بخير يا عمي فالمدينة كبيرة وجميلة وأردت معرفتها جيدا
- اوه يا جاك إن أباك قد أوصاني بك ثم إني لم أتزوج ولم أنجب أطفالا واعتبرك مثل ولدي
- اعرف ذلك يا عمي وأنا متأسف جدا أعدك أن ذلك لن يتكرر
- ما بك يا عزيزي تبدو في حالة مزرية والتعب ظاهر على وجهك
- لقد مشيت كثيرا يا عمي وجلست على أرصفة الطرقات والأماكن الأخرى دون أن انتبه إلى ملابسي
- حسنا اذهب واغتسل وغير ملابسك وانزل لتناول العشاء معي
- متأسف يا عمي أنا متعب سأغتسل وأنام وأتناول الفطور معك غدا
- حسنا لك ذلك
صعد جاك إلى غرفته واغتسل وخرج من الحمام وارتدى ثياب النوم واستلقى على سريره واخذ يفكر بالذي حصل له هذا اليوم وكان حزينا بمفارقته انجيليا حتى انه تمنى لو بقى في القصر المسحور ما دامت هي هناك ورجع وقال في نفسه الحمد لله إني أنقذت من أحب وبينما هو يفكر في انجيليا غط في نوم عميق وحتى في أحلامه رآها وأخواتها في ملابسهن البيضاء وهم يرقصن حوله على أنغام تلك الموسيقى التي سمعها في قصرهن ثم تقدمت انجيليا إليه وقبلته قبلة وقالت له :
- لا تقلق إني معك ولن أفارقك أبدا
- كيف ذلك يا حبيبتي أتعرفين أني أحببتك منذ وقعت عيناي عليك
- اعرف ذلك يا حبيبي
استدارت لتعود وترقص مع أخواتها فامسك بيدها وقال لها
- لا تذهبي يا حبيبتي لا تذهبي
التفتت انجيليا إليه وابتسمت تلك الابتسامة الخفيفة التي تصدر من شفتيها العريضتين وجاك ممسك بيدها وفتح عينيه فوجد انه يمسك بيد عمه ستيوارت قال له :
- من هي حبيبتك يا جاك كنت تمسك يدي بقوة
احمر وجهه خجلا وقال له
- متأسف يا عمي
- لا عليك اليوم هو اليوم الأول في الجامعة يجب أن تذهب باكرا لتتعرف على أصدقائك الجدد وخاصة الفتيات الجميلات 0
- حسنا يا عمي
اغتسل جاك وارتدى ملابسه وتناول الفطور مع عمه واخذ سيارة أجرة وذهب إلى الجامعة في كلية القانون وفي يومه الأول تعرف على بعض الأصدقاء ودخل أول محاضرة له وعندما خرج من المحاضرة وفي مطعم الكلية الذي ذهب إليه هو وبعض أصدقائه الجدد سأله احد الأصدقاء قائل :-
- هل فهمت شيئا من المحاضرة
- في الحقيقة لم افهم شيئا
استغرب ذلك الصديق من قوله لأنه يعرف انه من المتميزين ولكن الذي لا يعرفه أن جاك قضى المحاضرة وهو يفكر في انجيليا وماذا يصنع في حياته بعد أن فقدها والى الابد0
في تلك الأثناء وإذا بأحد موظفي الجامعة ويقول له:
- هل أنت جاك مايكل؟
- نعم يا سيدي
- إني من موظفي الجامعة وهنالك فتاة اسمها سوزي تسال عنك
- عني أنا ! لكني لا اعرف أحدا في المدينة يا سيدي
- على كل حال إنها موجودة في استعلامات الكلية
- حسنا سأذهب معك
في الطريق اخذ جاك يفكر في نفسه ويقول ليس الاسم غريب علي وعلى كل حال سنعرف بعد قليل
دخل جاك وموظف الكلية إلى الاستعلامات وأشار الموظف بيده وقال
- هذه هي الفتاة الواقفة عند النافذة وخرج
نظر جاك إلى الفتاة التي كانت تعطيه ظهرها وهي تنظر إلى النافذة واحد رجليها مجبسة وفي يدها عكازة طبية في الحال فطن جاك إنها صاحبة الدراجة التي سقطت على حافة النافورة وانكسرت إحدى ساقيها وتذكر انه نسي أمر الدراجة الهوائية التي تعود لها تقدم باتجاهها وقال :
- نعم يا سوزي أنا جاك .
التفتت إلى جاك وعندما رأى وجهها وقف في مكانه لا يتحرك وهو مذهول لأنها كانت نسخة طبق الأصل من انجيلينا مع بعض الاختلافات البسيطة حيث كان شعر سوزي طويل وبني اللون وكانت تبدو اصغر سنا من انجيلينا .
قالت :
- صباح الخير يا سيد جاك أنا سوزي الفتاة التي أنقذتها البارحة عندما سقطت من على دراجتي وحملتني واستأجرت لي سيارة أجرة ودفعت الأجرة لي جئت لكي أشكرك صنيعك .ذهبت إلى الفندق فلم أجدك فقام العم استيوارت بإبلاغي عن الجامعة والكلية التي تدرس فيها فأتيت لأشكر لك صنيعك.
انتظرت سوزي أن يرد لها جاك لكنه ساكت ولا يقول شيء سوى النظر إليها بانبهار وتعجب . قالت له :
- سيد جاك ما بك هل هناك شيء
جاك لا يتكلم لكنه بعد عدت لحظات تقدم باتجاهها ومباشرة وبلا تردد قبلها من شفتيها قبلة عشق قبلة الواثقين لا قبلة الحائرين وهي لم تتحرك أنهى جاك قبلته ورجع إلى الخلف خطوة نظرت سوزي وهو ينظر إليها والعشق بائن في عينها تقدمت خطوة وقبلته قبلة ثانية طويلة .













الفصل الأخير
( نهاية البداية )
ظهرت المرأة العجوز التي تقوم بدفع الناس في النافورة المسحورة وهي تتسحب بين الأشجار بالقرب من بحيرة صغيرة وهنالك صديقان يمسك كل منهما بصنارة صيد ويقفان على مكان مرتفع قليلا لكي يصطادا السمك من البحيرة . ظلت تتسحب حتى وصلت إليهما ودفعتهما في تلك البحيرة وبدأت تصدر ضحكات متواصلة ترتفع شيئا فشيئا. أما الصيادان فعندما وقعا في البحيرة بدا وكأنهما ينطلقان في ممر طويل يشبه ذلك الممر الذي سقط فيه جاك والآخرون .
( انتهى )



























#بلال_مقبل_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال مقبل الهيتي - (رواية انجلينا)