أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - كيف ننهض فكريا ونتجاوز عتبة الوعي ؟















المزيد.....

كيف ننهض فكريا ونتجاوز عتبة الوعي ؟


سامي كاب
(Ss)


الحوار المتمدن-العدد: 3855 - 2012 / 9 / 19 - 14:44
المحور: المجتمع المدني
    


الدين والعلمانية فكرين متناقضين

الدين يمثل الفكر الغيبي والفكر الغيبي هو المرحلة الانتقالية في تطور وعي الانسان من العقلية الحيوانية الى العقلية الواعية ( الدين يوجد في مرحلة ما دون درجة الوعي الحاضرة الراقية ) اما العلم الطبيعي ذو الاساس المادي فهو الذي يمثل مرحلة الفكر الانساني الراقي ما فوق عتبة الوعي
------------
الدين غيب لانه لايوجد له اساسي مادي محسوس ومدرك ومميز ضمن ملكات الوعي الانساني والفهم المنطقي ولذا فهو ليس علم لان العلم مصدره المادة فقط
الدين مصدره الوهم والخيال والتوقع والاعتقاد ولذا فهو يعتمد على الايمان وليس على المعرفة
الايمان هو الاخذ بالمعلومة دون فهمها واستعيابها وادراكها وتمييزها واحساسها ودون معالجتها منطقيا والبحث في صحتها ومدى قابليتها لملاءمة واقع حياة الانسان وضرورتها له
الايمان هو اخذ المعلومة على علاتها وحفظها عن ظهر قلب وذلك بدافع الولاء والخوف والنفاق الاجتماعي والتقليد والتبعية والنمطية والغباء والعبودية والوراثة الابوية
الايمان هو السحر او المخدر او السوط او السجن او القيد او الخوف والرهبة وتلك كلها ادوات تحت مسمى الايمان يستعملها الحاكم المستبد او القائد المتسلط لتحويل المجتمع الى قطيع من العبيد بهدف استغلالهم والعيش على حسابهم
هذا القائد المستبد يمثل السلطة الدينية والامثلة كثيرة بالتاريخ منها الكنيسة المسيحية في اوروبا في العصور الوسطى وما قبلها ودولة الخلافة الاسلامية في كل مراحلها
المؤمن هو عبد للسلطة الدينية ولرجال الدين الكبار ويتناسب الايمان بقوته وشدته تناسبا طرديا مع عبودية المؤمن وولائه للسلطة الموالي لها
الثقافة الدينية هي ثقافة العبودية والتربية الدينية هي تربية العبودية
الدين يميت العقل ويشل القدرة على التفكير العلمي والبحث والتقصي والاستنتاج والقياس والمقارنة والاسقاط والتتبع ويمنع العقل من الانطلاق والابداع والتحرر من قيود الرتابة والتقليد الاعمى
الدين يبقي العقل في دائرة فكرية ضيقة وذات زاوية منظورية ضيقة محدودة لا تسمح لرؤية الاشياء بكلها وتفصيلها وكامل حقيقتها فتبقى المعلومة مضللة مزيفة مغبونة مغمغمة ضبابية ملفوفة بالاعتقاد والوهم والخيال بعيدا عن الواقع والحقيقة
الدين يسبب الادمان على معلومات جاهزة لا تحتاج لجهد فكري انما تحتاج فقط لاخذها وخزنها بالذاكرة وترديدها في طقوس الولاء ومسيرة الاندماج والاتساق والتوافق مع القطيع التابع الموالي للسلطة الدينية
الدين عندما يعتمد كمنهج حياة ويسيطر على خلق الانسان وقيمه وسلوكه وتفكيره وحياته كلها بتكرار نمطي متواصل وعندما يملأ المساحة البيئية المعيشية ثقافيا وتربويا ومنهجيا فانه يصبح صفة وراثية تنتقل من جيل الى جيل من خلال جينات مختصة بالدين
وهنا وبعد عدة اجيال لمجتمع متدين يكون الدين لدى المواليد فطريا بمعنى انهم يمتلكون جينات وراثية مختصة بالدين اذا ما تم تفعيلها من خلال تحقيق الفرصة لنشاطها في توفير بيئة دينية فان حاملها سوف يكون انسانا متدينا
وهنا لا سبيل لمقاومة هذا الميل الطبيعي الفطري سوى بكبح جماح جينات التدين من خلال عدم توفير بيئة دينية والعمل بالمقابل على تفعيل الجينات العلمية ذات الاهتمام بعلم المادة والوجود الحسي المدرك
ويكون ذلك من خلال استبدال العلوم الغيبية الدينية بالعلوم الطبيعية ودفع الانسان الى ساحة الحياة للتدرب والتعلم بالممارسة والتجربة واكتساب المهارة في التعامل مع كافة جوانب الحياة المادية
والقاعدة العلمية تقول بانه لا يمسح الاعتقاد والوهم والقناعة الغيبية من عقل الانسان سوى العمل وممارسة الحياة بشكل مباشر عن كثب وتفعيل فكر الانسان البحثي الاستكشافي الذاتي
ولذا فانه من الطبيعي ان يميل الانسان الخام ( قليل الخبرة الحياتية والممارسة والمهارة ) للدين كي يريح دماغه من عناء التفكير
الدماغ هو عضو في الجسد كباقي الاعضاء وعمله يتجلى بحركة الاشارات العصبية داخل خلاياه في عملية معالجة المعلومات الواردة اليه من خلال الحواس وذلك للاستدلال والاستنباط والادراك والفهم والتمييز والربط ثم الذاكرة والحفظ وكل هذا يصب في غاية البحث عن حياة افضل وواقع مريح ومواصلة الحياة والحفاظ على النوع ومقاومة الاخطار المهددة لحياة الانسان ووجوده ومجموع هذه العمليات تسمى التفكير
اذن التفكير هو مصدر المعلومة والمعرفة التي يتشكل منها منهج الانسان بحياته ويتحدد سلوكه من خلال هذا المنهج وتكون اخلاقه وقيمه مبنية على اسس من هذا المنهج
واذا اردنا ان يكون المنهج الحياتي ناجعا متوافقا مع الطبيعة والوجود يستوجب علينا اختيار منهج مصنوع من مادة الوجود كي يتعاطى مع حقيقة الوجود وينسجم مع قوانين الطبيعة ويضع الانسان في مكانه الصحيح في معادلة الحياة وان يشغل موقعه الفعلي في حيزه الوجودي ويرتقى ويتطور ويعيش وينمو في سياق الطبيعة لعناصر الوجود
والتفكير كلما كان قويا وواسعا وعميقا كلما اعطى نتائج افضل وقاد الانسان نحو حياة افضل
والتفكير بقوته وحجمه وصحته وجدواه وفعاليته وزخم نتاجه كل هذا مرتبط بصحة الدماغ والجهاز العصبي وقدرته التفاعلية الناتجة من ممارسة الحياة حيث حجم وتنوع المدخلات من معلومات حسية
من هذا الاستعراض نستنتج ان الفكر المادي الطبيعي ( العلماني ) ذو المصدر المادي الحقيقي الوجودي الكوني هو المعاكس تماما للفكر الغيبي التوهمي التصوري المعتقدي ( الديني )
وعليه فانه للتخلص من ظاهرة التدين ذات العلاقة الوراثية او البيئية الاجتماعية فانه يستوجب رفع مستوى صحة الانسان جسديا لكي نرفع مستوى صحة الجهاز العصبي ويكون ذلك بتوفير الغذاء اللازم بمختلف انواعه وعناصره وتوفير بيئة نظيفة صالحة لنمو جسم سليم
ثم تدريب الدماغ على التفكير ورفع كفاءته والعمل على توسيع مدركاته وخلق قدرات جديدة به وتفعيل القدرات الخاملة وتوسيع نطاق عملها كذلك تدريب الجهاز العصبي كاملا في مسائل التركيز والانتباه واللماحية والتفاعل الحسي والادراكي وتقوية قدرات التمييز المختلفة
ثم توسيع حدود مساحة الحياة واعطاء الانسان حرية كاملة في ممارسة الحياة واكتشافها بذاته دونما قيود وتحديدات ومنحه فرص الابداع والابتكار والتفكير الحر الخلاق هذا بالاضافة الى توفير عناصر مختلفة ومتنوعة في مجال الحياة كتنويع وسائل الانتاج وتنويع مصادر الطاقة والثروة بالتوازي مع التربية العلمية والتثقيف والتعليم الممنهج
ثم دفع الانسان للعمل المثمر الايجابي البناء والفكر البرمجي المنتج في سياق عملية تطوير وتنمية متواصلة وعبر مساحة حياتية متزايدة اتساعا متواترا مع التقدم الزمني وعبر فضاء حياتي لا محدود لينطلق الانسان به محققا اقصى درجات الرقي الحضاري
ونكون في هذا المعمعان وخضم الحراك التفاعلي الحياتي قد تخلصنا من سجن الفكر الغيبي ومن قيود الدين الاستعبادية الاستغلالية المعطلة للحياة وتخلصنا من اسباب التخلف والتبعية والانحطاط
نكون في هذه الحالة قد حققنا ثورة فكرية وانتقلنا من مرحلة الدونية الى ما فوق عتبة الرقي والتقدم حاملين في رؤسنا فكر العلمانية



#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة والتعليم والاخلاق بمفهومها الديني تحت المجهر
- لماذايقتلون الحب والامل والسعادة والانسان ؟
- الحرية قيمة خلقية واداة حضارية وليست مجرد سلوك
- الحرية هي الحرية بكلها وكمالها وحالتها الطبيعية
- الحرية الجنسية هي ارقى انواع الحريات الانسانية
- انا ابن الشمس انسان الطبيعة الحر
- الايمان يؤدي الى التخلف والمعرفة تؤدي الى التقدم
- الفكر العلماني نتاج عقلية الانسان الراقي المتحضر
- الثورة تقودها العلمانية في تحرر القطيع من نظام الدين
- الحب الانساني فكر وثقافة وسلوك راقي
- العلمانية فكر ومنهج حياة اما الالحاد فهو موقف من الدين
- لقطات من مشاهد الفكر العلماني
- الله الذي بالسماء ليس الهي
- تحرري وانطلقي ايتها المراة وعيشي الحب الانساني
- حب النساء يحتوي كل معاني الحياة
- اقوال منطقية فلسفية من الفكر العلماني
- ايها الغيبيون يا اتباع الدين اصحو على الحياة
- رفضت العبودية فصرت مجرما في نظر العبيد
- جسد المراة عنوان الحضارة وجمالها طاقة الحياة
- مفهوم العيب مبني على وهم والوهم غير الحقيقة


المزيد.....




- وزير المهجرين اللبناني: لبنان سيستأنف تسيير قوافل إعادة النا ...
- تقرير حقوقي يرسم صورة قاتمة لوضع الأسرى الفلسطينيين بسجون ال ...
- لا أهلا ولا سهلا بالفاشية “ميلوني” صديقة الكيان الصهيوني وعد ...
- الخارجية الروسية: حرية التعبير في أوكرانيا تدهورت إلى مستوى ...
- الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا ...
- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - كيف ننهض فكريا ونتجاوز عتبة الوعي ؟