أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير حداد - آيات شيطانية وبراءة المسلمين














المزيد.....

آيات شيطانية وبراءة المسلمين


منير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 3854 - 2012 / 9 / 18 - 04:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


آيات شيطانية وبراءة المسلمين

القاضي منير حداد
ينتفض الارعن غيظا يبديه بمنظر لايليق.. صوت زاعق ورذاذ مقزز يتطاير من فمه، وربما يمزق ثيابه وينثر شعره، فيما يتشاطر الدهاة، ليظلوا متماسكين رصانة، ازاء الاستفزازات التي يقع المرء في فخاخها.
وهذا ما لمسه العالم.. بمسلميه ومسيحييه ويهوده والدينات الاخرى.. منذ نشر الروائي الهندي سليمان رشدي روايته (آيات شيطانية) نهاية الثمانينيات، في لندن، وصولا الى فيلم (براءة المسلمين) انتاج واخراج المصري نيقولا باسيل نيقولا، في امريكا.
توالت استفزازات الغرب لهيجانات العرب والمسلمين عموما، من خلال اعمال ادبية وفنية منها الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للمسلمين في كندا قبل بضع سنوات وحرق القرآن من قبل القس الامريكي جونز، منذ شهور.
يشعلها الغرب البارد ليستدفئ بلهيب نار شواظها تحرق قيما اسلامية؛ اذ بلغ الانفعال بالعرب والمسلمين حد الاعتداء على بيوت الله المسيحية والسفارات اللتين يفترض ان تتمتع كلاهما بحصانات اخلاقية والهية ودبلوماسية واقية.
لكن اعداء الاسلام اجادوا دفع السلوك الاسلامي العام الى الانفلات من زمام المنطق وسواء سبيل الرد، ولهذا الامر جذور تمتد الى ايام (آيات شيطانية) حينما راح الرؤساء والملوك العرب والاسلاميين يتبارون في ما بينهم، من يقدم مكافأة اكبر للقتلة المحترفين؛ كي يأتوه برأس سليمان رشدي؛ ما ابدا الاسلام.. حاشى لله.. بمنظر المتهستر الذي لا يملك زمام انفعالته، في هياج لا منطقي غابت عنه المحددات.. واستباح كل شيء.
تعززت هذه الصورة، فتحولت الى الانموذج المنطبق على شخص العربي.. المسلم.. الشرقي، باتت صورته النمطية، التي تتلخص بهياج فظيع، ردا على اي استفزاز، وغياب منطق المحاججة في الدفاع عن قضية الاسلام، واللجوء الى القتل لادنى شبهة.
بهذا اجاد اعداء الاسلام تكوين صورة نمطية هوجاء عن شخص المسلم عموما والعربي خصوصا؛ كون العرب مادة الاسلام.
تأطر العرب بالهياج الذي ظهروا عليه في ليبيا ومصر ودول عربية واسلامية كثيرة، في حين الناغز السري الذي اوصلهم الى هذا المستوى من تدمير بلدانهم، مازال هادئا متماسك الاعصاب.. شخصية تأملية محترمة.
نظير اضطرار حكومات الدول العربية الى قمع شعوبها؛ دفاعا عن السفارات الامريكية والجاليات الغربية، عملا بالآية القرآنية الكريمة: "ولا تزر وازرة وزر أخرى" بل تى المسيء نفسه، يجب محاورته وليس قتله.
هذا ما لن يفهمه المسلمون من لعبة (آيات شيطانية) و(براءة المسلمين) وما بينهما من صلة تظهر العربي اهوج بينما من اساء اليه حكيما.
عدا العراقيين، فقد اثنى المراقبون على ردة فعلهم الحضارية ازاء (براءة المسلمين) اذ تلخصت بمسائر عبرت عن الاحتجاج من دون احداث اي تداخلات غير محسوبة، دينيا او سياسيا، من دون ان يحملوا الموضوع اكثر من محموله.. شاء العراقيون ان يعبروا عن ايمانهم الاسلامي بلغة حوار مترفعة، احبطت اهداف المغرضين واثبتت ولاءهم الواعي للاسلام.



#منير_حداد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي بالقانون تصالحا مع الذات والمجتمع
- اردوغان يعنينا اكثر الاسد
- نسائم الربيع العربي تهب على دولة كردستان الكبرى
- مهمتنا وعظ السلطان وتقويم الرعية
- انصاف الضحايا واجب وسواهم مستحب
- الى د. هاشم العقابي: حتى المالكي معك لكن ليس كل مايعؤف يقال
- صباح الساعدي ومدحت النحمود يخلطان الماء بالزيت
- الشيخ الوندي.. ايقونة الماضي التي تضيء مستقبل حياتي
- شعب عادل وقضاء نزيه
- لينجو من يستطيع النجاة وفي الصباح يحمد القوم السرى


المزيد.....




- الضربات الأمريكية على إيران تثير مخاوف في دول الخليج من الان ...
- الولايات المتحدة غيّرت مسار المواجهة - كيف سترد إيران؟
- خاص يورونيوز: إسرائيل ترفض تقرير الاتحاد الأوروبي حول غزة وت ...
- خبير إسرائيلي: تل أبيب لا تريد التصعيد والكرة في الملعب الإي ...
- هل فشلت -أم القنابل- في تدمير -درة تاج- برنامج إيران النووي؟ ...
- أحداث تاريخية هزت العالم بالأسبوع الرابع من يونيو
- الرأسمالية نظام -غير ديمقراطي- يستنزف جنوب العالم ليرفّه عن ...
- هل يطلب المرشد الإيراني وقف إطلاق النار مع إسرائيل؟
- كيف نُفذت الضربة الأميركية على إيران؟ وما الأسلحة المستخدمة؟ ...
- كيف يرد الحوثيون بعد هجمات واشنطن على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير حداد - آيات شيطانية وبراءة المسلمين