أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - منير حداد - انصاف الضحايا واجب وسواهم مستحب














المزيد.....

انصاف الضحايا واجب وسواهم مستحب


منير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 3815 - 2012 / 8 / 10 - 03:15
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


انصاف الضحايا واجب وسواهم مستحب

القاضي منير حداد
(واستعينوا بالصبر والصلوات وانها لكبيرة الا على الخاشعين)
46 البقرة
الوقت المكتظ بعذاب خرافي، يبدأ باسلاك تنفذ في احليل الرجل، داخل ظلمات دهاليز الامن العامة، ابان حكم الطاغية الغابر، يستنفده المعتقلون بتحويل الآية الكريمة، من حبر طهور على صفحات كتاب الله العزيز، وهم في ذل وهوان، الى سلوك ناجز، يدحرون به جلادهم، صبرا وصلاة تأخذ حجمها الكبير، الذي وصفته الآية، من زخم الالم الممض الذي يدك الجبال، في اجسادهم الواهنة جوعا وتعذيبا وحرمانا من الشمس، بينما خشوعهم، يسمو على هدأة الامراء.
سجين بقوة امير وسجان بضعف عبد!
لكن العذاب بداية، لا تنتهي بالأعدام؛ اذ بعد اعدام المجاهدين، تبدأ سلسلة اعتقال اخوته من دون سبب وطرد ازواج شقيقاته من وظائفهم... الى آخر اسطورة التنكيل التي لا تنتهي.
(أفبعد الحق الا الضلال؟) يتساءل الرب في محكم كتابه، وهو الغني الحميد العالم بالاسرار والهمم، فهل يجهل.. جل وعلا.. معلومة ويسخرنا للاجابة عليها؟
نعم، انه يسأل كي يسخرنا.. لكن ليس عن جهل! انما لكي نطبق معنى الآية ونحيل سلوكنا الى اجابة على التساؤل الإلهي؛ فلا نتجاوز الحق، لأن لا عمق ابعد من الحق سوى الضلال.
وهذا ما اجده في الطيبة والبراءة التي تسعى الحكومة لحل مشكلة العراقيين العائدين من سوريا.. سواء أكانوا عسكرا ام بعثيين، شريطة الا تتلوث ايديهم بدم الابرياء.
القرار الصادر عن مجلس الوزراء بالتسامح مع البعثيين والعسكر غير الملوثة ايديهم بدم العراقيين، يحفظ للمواطن المغترب وطنيته العائد بها الى رحاب التسامح.
فالشاعر يقول:
بلادي وان جارت علي عزيزة
وقومي وان شحوا علي كرام
انه أجراء ذو ابعاد سياسية عميقة، انا معها، اذ ان استقدام البعثية والعسكر، من سوريا ليكونوا تحت العين، بعد ان ضاقت عليهم بلاد الشام بما رحبت.. حربا، اجراء سليم، يجب ان ينفذ بترحاب وطني واسع الرحمة كبير القلب:
(ريح وريحان وطيب مقام)
انه الوطن الجنة الذي يسامح ابناءه اذا ما جفا العقوق بنزر ما من علاقتهم مع رحم الام الرؤوم.
وصدقت النبوأة...
اذ قال الشاعر:
ان بيني وبين ابناء عمي لمختلف جدا
اذا هدموا لي مجدا بنيت لهم مجدا
وتلك صفة انسانية بامتياز، تظهر المعدن الابوي للسطلة التنفيذية في العراق.. سلطة الاب الذي يضعف امام حرصه على ابنائه لألى ينفرط عقدهم في الشتات بين اصقاع بلاد العالم تائهين.
فالابن من حقه ان يخطئ والاب من واجبه ان يسامح، في ما يمكن التسامح بشأنه.
المتضررون.. ضحايا صدام بكل الاشكال التي (تفننها) لتعذيب العراقيين، اولى بالانصاف قبل سواهم من دون ان ينقص ذلك من حق الآخرين في وطن للجميع.
اذن فلينصف مجلس الوزراء ضحايا النظام السابق في نفس الوقت الذي يعيد خلاله حقوق الخدمة والتقاعد للعراقيين العائدين من سوريا بايد بيض لم تتلطخ بدم الابرياء.
فكل شيء دون ازهاق الارواح البريئة قابل للنقاش والتسامح بالتالي.
أؤكد.. انصفوا ضحايا صدام وانتم تعيدون للعسكر الذين جاؤوا الى حياض الوطن، قادمين من سوريا، باعطاء كل ذي حق حقه وفق المستحقات البينة.. شرعا وقانونا، مع شيء من كرم مرتقب اذ لا يدخر العراق وسعا في اسعاد ابنائه.
لذا انا لا انكر على مجلس الوزراء السماح لهم بالعودة وضمان مستحقاتهم؛ كي لا يخسرهم الوطن، لكن اتمنى الا يتخذ منهم اولى الاولويات؛ لان المسلمين الاوائل الذين كابدوا مر العذاب على يد طغاة قريش، قدمهم الرسول (ص) على سواهم درجة.
ويبقى العراق رحما حاضنا لكل ابنائه، من مختلف اندفاعاتهم، وهو مهد لحسن النشأة يقوم المخطئ ويشجع الابن البار.



#منير_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى د. هاشم العقابي: حتى المالكي معك لكن ليس كل مايعؤف يقال
- صباح الساعدي ومدحت النحمود يخلطان الماء بالزيت
- الشيخ الوندي.. ايقونة الماضي التي تضيء مستقبل حياتي
- شعب عادل وقضاء نزيه
- لينجو من يستطيع النجاة وفي الصباح يحمد القوم السرى


المزيد.....




- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - منير حداد - انصاف الضحايا واجب وسواهم مستحب