أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير حداد - شعب عادل وقضاء نزيه














المزيد.....

شعب عادل وقضاء نزيه


منير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 3787 - 2012 / 7 / 13 - 14:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الشجاعة التي تمتع بها القضاء العراقي، عند اقدامه على تبرئة وزير داخلية صدام حسين.. احمد ذياب الاحمد، نظير امتعاض الشعب، تدل على نزاهته حد تحمل تبعات الاستياء الشعبي، عملاً بمبدأ من يزعل من الحق لا اريد رضاه بالباطل.
وزير داخلية في بلد محاصر، من الداخل والخارج، انتعشت فيه الجريمة منذ ان (أوجرت) حرب الثمانينيات بالشعب العراقي، وفت حصار التسعينيات بعضده، كيف يمكنه ان يسير على حبل القانون.. سراط نجاة قويم، من دون اخطاء وخروقات دستورية في مجتمع دستوره (تحشيشات) القائد الضرورة امام كاميرات التلفزيون.
لكن القضاء العراقي نظر في نتائج التحقيقات الجنائية، وقارن قناعاته بمبادئ الدستور، هادئا متأملا مستكينا للحق، بينما الشارع العراقي يمور بالترقب:
- ها انعدموا لو بعدهم؟ اشوكت ينعدمون؟ هيا اعدموهم.
برغم تعاطف القضاء مع لهفة الشعب، ظلت لهفة القضاء للعدالة اشد لهاثا، فلم يقدم على اعدام الاحمد، انما برأه في وقت تنتظر جموع الشعب اعدامه، بعواطف متأججة، لكن القضاء العادل النزيه، لا تأخذه العواطف في الحق.. الحق يعلو ولا يعلا عليه.
كان بامكان القضاء، مراعاة مشاعر الناس على حساب موقف احمد ذياب الاحمد، وحاله كحال الاف المظلومين، في بلد ما عاد الشرع والقانون يفرقان بين شهيد ومظلوم وميت حتف انفه، وتمشي الحال ويكسب القضاة تأييدا شعبيا، ويركبون موجة الوطنية الحديثة.. مودرن.. تذود عن الحقوق المهضومة في عهد النظام الغابر.
لكن آثرت المحكمة الحق وتخلت عن رضى الناس؛ اصرارا منها على الاستقلالية والتجرد والموضوعية والنزاهة، ترفعا عن الاحكام التعسفية.
اثبت القضاء العراقي بافراجه عن وزير داخلية النظام البائد، انه لا يخضع لتأثير اية جهة متنفذة بسلطة الدولة او الشعب؛ فمتهم بمنصب وزير في حكم صدام، له اعداء من رفاقه اكثر بكثير ممن عادوه لاجل انتمائه لصدام، وتلك القوتان تضغطان باتجاه اعدامه، الا ان القضاء قال كلمته الفصل، فكسب نفسه ولم يعن بعواطف غير مسؤولة، تطبيقا لحكمة السيد المسيح.. عيسى بن مريم (ع):
ماجدوى ان تكسب العالم وتخسر نفسك.
احترم الشعب حكم القضاء؛ فلم تنتشر تظاهرات ولا مسائر احتجاجية ولا اضرابات، وبذا اثبت العراقيون، تفهمهم العالي لنزاهة القضاء، وتعاونهم معه في سبيل ذلك ولو على مضض.
فانا.. حتى انا، تمنيت لو ان اركان النظام السابق اعدمت كلها.. من رأس الطاغوت الى ابسط عامل شاي في مطبخ القصر الجمهوري للديكتاتور صدام حسين.
هذا على صعيد شعوري في العقل الباطن، لكن العقل الواعي وما يسميه فرويد (الانا العليا) تلزمني كرجل قضاء، بوجوب احقاق الحق، التزم حدود موجبات القانون، ابرئ البريء واجرم المجرم، ضمن الحدود الدنيا والعليا حسب الملابسات المحيطة بالجريمة.
ولنا في دوران الامام علي حول عمرو بن ود العامري، مطيلا الدوران، حتى ظن المسلمون ان العامري سيستعيد قواه ناهضا يسحق عليا (ع) ومن ورائه المسلمين مرعوبين.
سألوه: كان يمكن ان تقتله حال سقوطه بين يديك، لانه وحش كاسر ليس سهلا اسقاطه، وبامكانه النهوض بسهولة وحينها سيكون ذئبا جريحا فائق القوى، ما كان ليبقي او يذر من المسلمين ديارا ولا من ديارهم حجرا على حجرٍ؟
اجاب: غاظني انه بصق بوجهي، ولو قتلته تحت سطوة الغيظ الشخصي؛ لن اثاب امام الله؛ لأنه حينها سيكون ثأرا شخصيا وليس جهادا في سبيل الاسلام.
هذه الحكمة العظمى ومثلها كثير من سفر الاسلام ينبغي ان نتخذه نورا هاديا في دياجير ظلمات حياتنا التي تداخلت حد التباس الحق بلبوس الباطل والاشفاق على الظالم والمظلوم معا، وهذا ما حدث حين بكى الحسين (ع) اشفاقا على قاتليه لانهم سيدخلون جهنم بقتله، ودعى الله اما لهديتهم حائلا بينهم واياه او بالمغفرة لهم بعد قتله.
انها لعصمة فائقة.. عظمة ايثار للاخر لا تطالها الجبال، انها طاقة خرافية على حب الاخر والدعاء له بالمغفرة بعد ان يقتل الداعي نفسه.. هل ثمة ملاك او بشر او... استغفر الله، يتمتع بهذه الصفات الالهية، كمثل الحسين، الذي تعجز الكلمات عن وصفه، ولو صار البحر مدادا للكلمات.
حين ننظر الى احمد زمام الاحمد يجب ان نتذكر حرب ايران وما جرته على الشعب من انتشار بشع للجريمة اعقبها الحصار الذي ارمض الحجارة جوعا:
"فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا".
اذن كم كان دور وزير الداخلية في زمن الحروب والحصار معقدا لن يفلت فيه من الاخطاء الا نبي مرسل، وكم هو العهد الديمقراطي الراهن الذي يتمتع به العراقيون في ظل دستور منظم وسلطة تنفيذية لا تملي اي شرط على القضاء، وان لم ترق لها احكامه.
قضاء جسور وحكومة منزهة عن الاملاءات وشعب متحضر.



#منير_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لينجو من يستطيع النجاة وفي الصباح يحمد القوم السرى


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير حداد - شعب عادل وقضاء نزيه