أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - كوسلا ابشن - الحلم الامازيغي قابل للتطبيق














المزيد.....

الحلم الامازيغي قابل للتطبيق


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 3851 - 2012 / 9 / 15 - 20:49
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


ّ لا ارى في هذا الوجود الا الحرية وكل ما سواها باطل ّ محمد عبد الكريم الخطابي
تعرض الامازيغ لابادة هوياتية , بين الارمنة والتعريب والتتريك والفرنسة , تتغير الهوية بتغير هوية المستعمر (كسر الميم ) , حسب ابن خلدون ّ ان المغلوب مولع ابدا بالاقتداء بالغالب ّ , الا ان الاقتداء بالغالب والقوي قد يكون في الملبس والتسيير وليس في تغييرالانتماء الهوياتي والعداء للذات , فهذا الفعل الاجرامي , وخصوصا مع الاستعمار العروبي , نتج عن التأثر بالاديولوجية الدينية الاسلاموية الزائفة , ربط اللاهوت بهوية القوم , الاسلام والعروبة وحدة لا تتجزء , الله عربي والعربية لغته والجنة عربية ومحمد عربي , والكافر العربي بعد المحاسبة المؤقة سيدخل الجنة , رحمة الاله العربي على عرقه, فالعرق العربي فضله الله على جميع الاعراق , ّ كنتم احسن امة اخرجت للناس ّ هكذا استطاعت ايديولوجية الدمار الشامل التأثير على العقل الهش وجعلته يتخلى عن انتمائه الهوياتي لدخول الجنة العربية .
الوجود الاستعماري فرض على الفرد والجماعة المحلية ثلاثة خيارات مختلفة , اما التكيف مع الاستعمار وثقافته , او الرضوخ له تحت الاكراه او رفض وجوده ومقاومته , وعلى هذا الاساس انقسم المجتمع الامازيغي بين برابرة ادوات السيطرة الاستعمارية و بين الساكنة المهادنة القابلة للرضوخ والطاعة للمحتل وبين احرار ايمازيغن رافضي الاستعمار والاضطهاد القومي والاجتماعي .
الغزو العروبي المشؤوم للشمال الافريقي وما نتج عنه من مجازر وسبي واستعباد واضطهاد ونهب وتدميرلقيم الثقافة المحلية العريقة , أثر سلبيا على المجتمع الامازيغي و ولدت الاعمال اللاانسانية للمحتل لدى احرار الامازيغ روح الرفض والمقاومة . واقع التمرد والمقاومة ( الشرعية ) من جهة ومن جهة ثانية اعمال الوحشية للمحتل من سفك الدماء والاضطهاد ادخل المجتمع الامازيغي في حالة الفوضى واللااستقرار والتمزق والانقسام , الى ان توحدت بلاد الامازيغ ( مع ضم الاندلس ) على يد الامبراطوريات والمماليك بنو مازيغ من القرن الحادي عشر الى حدود القرن 17 .
انهيار الدول الامازيغية , بنو حفص في تونس وليبيا وبنو عبد الواد في الجزائر والدولة السعدية في الماروك فيما بعد , مهد الطريق للتدخل الاستعماري في شمال افريقيا , احتلال الساحل الشمال الافريقي من القوى الاستعمارية , البرتغال واسبانيا والدولة العثمانية , وتعرضت فاس للاحتلال الارتزاقي العلوي ( القرن 17 ) .
بلاد الامازيغ تسقط في ظلام التخلف والانحطاط والطغيان والنهب والاضطهاد بعد ان عاشت حقب تاريخية من الازدهار الاقتصادي والثقافي والوحدة السياسية , وتذكر المراجع التاريخية المستوى المتطور في الفلاحة واساليب الري وازدهار الصناعة , وهذا التطور نتج عن الاستقرار السياسي والذي سيلعب دورمهم في الازدهار التجاري , كما ازدهرت العلوم والفقه والادب , قد عرفت البلاد الامازيغ , سواء مع الامبراطورية المرابطية او الموحدية او المرينية , التوازن داخل المجتمع والرخاء الاقتصادي بفضل حسن التسيير وتدبير امور العامة .
الاستقرار والحرية والرخاء انتهت في الوسط الامازيغي بانهيار انظمته السياسية وصادرتها الانظمة الاستعمارية ، العثمانيين ( من القرن 16 ) , من ليبيا الى الجزائر , المرتزقة العلويين في دار المخزن , ومن بعدهما الاوروبيين بين القرن 19 واواسط القرن 20 , والذين بدورهم سيهيبون البلاد لبيادقهم واتباعهم من المرتزقة , بعد القضاء على المقاومة المسلحة الامازيغية .
صفحة جديدة سترسمها الكولونيالية الجديدة تعبيرا على رسالتها التمدنية وسمو حضارتها , مجازر جماعية بالجنوب الشرقي 1957 والريف 58- 59 بالماروك , حملة ابادة في الجزائر بين 1963 و65 , ابادة هوياتية في ليبيا وتونس , استبعاد للمناطق الامازيغية من المشاريع التنموية ومصادرة اراضي الفلاحين الامازيغ وممارسة التمييز العنصري والاضطهاد ضد اصحاب البلاد الشرعيين .
عملية التهميش والاقصاء من زهقت ارواح 26 طفل وطفلة في بلدة انفكو , عنصرية السلطة الكولونيالية من قتلت 72 مواطن بتيزي نتيشكا (4 سبتمبر الاخير ) , شهداء التهميش , غياب البنية التحية في كل المناطق الامازيغية , الاقصاء الشامل اجتماعيا وثقافيا وسياسيا .
الوجود الاستعماري في بلاد الامازيغ دمر القيم السوسيو- ثقافية المحلية , دفع بالتطور الاقتصادي لقرون للوراء , وارتكب مجازر وحشية في حق الساكنة المحلية .
الامة الامازيعية كتب عليها التاريخ , الاضطهاد الاستعماري و المقاومة التحررية , تاريخ ملئ بالمأسي والبطولات , عاش الامازيغ مراحل البناء الحضاري ومراحل الاضطهاد الاستعماري , بين حالة سلم وحالة حرب , في انتظار الحلم الموعود , حلم احرار الامازيغ في الحرية والاستقلال وتقرير المصير والبناء الحضاري .
الحلم الامازيغي لا يتحقق بارادة الاهية ولا بهيبة استعمارية , تحقيقه سيتم فعلا بارادة شعبية الرافضة للمساومة والاحتواء , بالنضال التحرري المؤطر بالفعل السياسي المنظم والمسترشد بالنظرية الثورية يمكن تحطيم حصون الاستعمار ونيل الحرية والاستقلال وتقرير المصير وحكم الشعب الامازيغي نفسه بنفسه .
الا تستحيق هذه الامة التي عانت الكثر بمأثم الاستعمار الدموية والاضطهاد العرقي والاجتماعي والثقافي , ان ينصفها التاريخ ويساند المجتمع الدولي المدني نضالها التحرري المشروع من اجل الاستقلال وتقرير المصير .

كوسلا ابشن



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطلب الحكم الذاتي للريف
- مقارنة غير منطقية ولا موضوعية بين التخريب الاستعماري وبين اس ...
- خرافة ّ ثورة ّ الملك والشعب
- لوبيات من ورق
- ازواد القضية المغيبة
- هل النضال القومي التحرري نقيض للنضال الطبقي ؟؟؟؟
- الاسلامويون اداة الثورة المضادة
- الفاشية وصبية الجامعة الماروكية اية علاقة ؟
- الفاشية وصبية الجامعة اية علاقة ؟
- امازيغ ليبيا بين المهادنة والمواجهة
- المحكمة الماروكية جهاز اضطهاد طبقي وقومي
- اسكرا الربيع الامازيغي
- مؤامرة امبريالية - استعمارية لمنع استقلال الشعب الازوادي
- نحن لا نجادل بل نرفض الوهم يا سيد بلقزيز
- تهنئة للشعب الكوردي والشعوب المشرقية بعيد النوروز
- أيت بوعياش الصامدة
- المرأة بين الاسلام والمواثيق الدولية
- تجاهل المجتمع الدولي لابادة الازواد
- ّ انسانية ّ السلطة الكولونيالية
- تبديل موظفي القصر في الضيعة العلوية


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - كوسلا ابشن - الحلم الامازيغي قابل للتطبيق