أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح علي - خليفة العراق الجديد هل سيتمكن من تحقيق توجهاته في بناء الدولة الدينية















المزيد.....

خليفة العراق الجديد هل سيتمكن من تحقيق توجهاته في بناء الدولة الدينية


فلاح علي

الحوار المتمدن-العدد: 3849 - 2012 / 9 / 13 - 12:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اخترت في مقدمة عنوان المقالة مفهوم خليفة بدلاَ مما هو مستخدم في القاموس السياسي من مفهوم دكتاتور لسبب بسيط ليس كل دكتاتور يؤسس لدولة دينية اما الخليفة فيعتبر نفسه مكلف لتهيئة بيئة ملائمة لتاسيس دولة دينية . الانتخابات البرلمانية لعام 2010 بتشابك عوامل داخلية وخارجية ساعدت على ظهور تشكيلة في الحكم غريبة عن طبيعة النظم السياسية في العالم , وبالعودة الى الحملة الانتخابية البرلمانية لعام 2010 صرح السيد رئيس دولة القانون امام تجمع لرؤساء عشائر وقوات اسناد عندما قال باللهجة الشعبية ( اكو واحد يكَدر ياخذه من عدنا خاطر انسلمه يقصد السلطة ). بهذا التصريح كان يرغب في تحقيق حلمه بأن يكون خليفة للعراق يحكمه الى الابد باسم الديمقراطية في القرن الواحد والعشرين ولكن بعقلية قديمة بالضد من الدستور الذي صادق عليه الشعب .

عملية اغلاق النوادي الاجتماعية والثقافية ليس هي الصولة الاخيرة :

وانما ستلحقها صولات اخرى لخليفة العراق الجديد ستستهدف كل ما هو ذو محتوى ديمقراطي مثبت في فقرات الدستور العراقي وبالذات ماتبقى من الحقوق والحريات المنصوص عليها في الباب الثاني من الدستور وستكون جولاته في الاقساط وعلى مراحل , وقد اختبره شعبنا ان صولاته هذه عادتاَ ما ينفذها في الازمات السياسية لان الازمات بالنسبه له ولكل معادي للديمقراطية هي البيئة الملائمة لتحقيق مآربهم وتوجهاتهم واحلامهم هذه هي حقيقة وطبيعة المؤدلجون من احزاب الاسلام السياسي انهم يعملون في الظلام ولا يترددوا من استخدام كل الوسائل القذرة لمصادرة الحقوق وقمع الآخر انهم استبداديون شموليون . ان حملة اغلاق النوادي الليلية بدأت ضمن سلسلة حملات مخطط لها قبل اربعة سنوات , لنستذكر بعض من هذه الحملات او الممارسات منع مهرجان للموسيقى في مدينة بابل ثم قرار آخر وزاري لم ينفذ بسبب الاحتجاجات الواسعة الهادف الى اغلاق قسم المسرح والموسيقى في معهد الفنون الجميلة وقرارات وزارية اخرى بصدد عزل الطالبات عن الطلبة الا انهم لن يتمكنوا من تنفيذها بعد ثم الهجمة الظلامية على مؤسسة الثقافة والادب في العراق اتحاد الادباء بحجة وجود مشروبات روحية والصولات ضد الثقافة والأرث الوطني الحضاري تطول الى ان وصلت الى منع دخول السافرات في مدينة الكاظمية ,وكأنه مثبت نص في الدستور العراقي وهو الحريص على تطبيقه ثم وصلت الى اغلاق النوادي الاجتماعية والثقافية ومحاربة الناس بأرزاقها ومعيشتها وكذا محاربة أرث وتقاليد شعبنا وثقافته الاجتماعية ومداهمة اتحاد الادباء ثانية . يتوهم كل من يتوقع في ظل حكم خليفة العراق الجديد ستتوقف الغزوات الظلامية على الفن والموسيقى والسينما والأرث الوطني المنفتح والمتنوع بتنوع قوميات واديان شعبنا العراقي , خليفة العراق الجديد ومعه احزاب الاسلام السياسي المؤدلجة يريدون لوناَ واحداَ للعراق هو اللون الاسود , بلا موسيقى بلا غناء بلا مسرح بلا فن بلا مشروبات بلا تنوع ثقافي وفكري ومصادرة كل الحقوق والحريات وتهميش الآخر والعمل على زوالة وتكريس الفكر الواحد الشمولي الاستبدادي وصولاَ الى اسلمة القوانيين والمجتمع .

ما هي اسباب ظهور خليفة مستبد في العراق يحكم باسم الدستور :

بدون الدخول في تفاصيل الوضع السياسي في العراقي وازماته الخطيرة الذي يعتبر خليفة العراق الجديد سبباَ او طرفاَ فيها . فلا بد هنا من ذكر بعض اسباب ظهور خليفة مستبد في العراق .

1- الاسباب الخارجية معروفة لكل مواطن عراقي هو الدور الامريكي والايراني حيث التقت مصالحهم في العراق على هذا الاختيار لخليفة العراق .

2- اما الاسباب الداخلية فهي كثيرة ودخلت فيها مصالح ذاتية ومحاصصات ومساومات على حساب مصالح الشعب والوطن وبالضد من بناء ديمقراطية حقيقية في البلاد , وعلى ضوء هذه العوامل الداخلية المتشابكة مجتمعة تأسس نظام المحاصصة الطائفية والقومية وانتج خليفة جديد فتضرر الشعب والوطن من نظام المحاصصة , كما تضرر بعض المتحاصصون في الحكم قبل غيرهم وهم يتجرعون الآن كأس سم محاصصتهم الدنيئة والمخزية .

امثلة على تآمر المتحاصصون على الديمقراطية :

1- التحالف الكردستاني يتحمل المسؤولية الاولى لتأسيس نظام المحاصصة الطائفية والقومية في العراق وما آلت اليه الاوضاع من مخاطر أضرت بمصالح الشعب والوطن ومصادرة الدستور, وبهذا فأن التحالف الكردستاني لن يستفد من تجارب الشعب الكردي عندما فشلت انتفاضته في عام 1975 , ان قادة التحالف الكردستاني في ممارساتهم هذه يؤكدون للشعب العراقي انهم في غيبوبة فكرية كأنهم في نوم دائم او انقطاع متواصل عن الواقع و عن حاجات الشعب وتطلعاته منذ عام 2003 الى الآن , انهم لا زالوا يعيشون في وهم بانهم سوف يحققون الفيدرالية لكردستان من خلال المحاصصة وليس من خلال بناء النظام الديمقراطي التعددي التداولي في العراق .

2- من الممارسة العملية التي قام بها التحالف الكردستاني لتآمره على الديمقراطية , مساومته التي قدمها للطائفيون من الاسلام السياسي بموافقته على تغيير قانون الانتخابات البرلمانية لعام 2010 , وبهذا التغيير سمح المتحاصصون لانفسهم باسم الديمقراطية على سرقة صوت المواطن العراقي , حيث بلغت عدد الاصوات التي تم مصادرتها حوالي مليون ونصف المليون صوت قرابة 40 مقعد برلماني وهي جميعها ملك للديمقراطيين والليبرالبيين والمستقليين . وبهذا فأن التحالف الكردستاني مشارك فاعل على خنق وقتل الديمقراطية في مهدها , واعادوا تكرار خطأهم ثانية بموافقتهم على قانون انتخابات المحافظات , هذه الممارسات المعادية للديمقراطية مهما كانت مبرراتها هي في العلم السياسي معادية لحقوق المواطنة ومصادرة الحقوق والغاء الآخر , فهي معادية للديمقراطية وتؤسس للاستبداد , يتطلب ليس فقط نقدها وانما خوض الصراع الفكري والاعلامي ضدها .

3- رئيس الجمهورية يتحمل المسؤلية ايضاَ في تنامي استبداد خليفة العراق , حيث تجاوز على الحقوق والحريات المنصوص عليها في الباب الثاني من الدستور مرات عدة ولم يكن لرئيس الجمهورية دور للحد من التجاوز على الدستورلا سيما يعتبر رئيس الجمهورية الحارس على الدستور .

4- البرلمان وتشكيلته وصراعات الكتل الذاتية ابعدتهم عن دورهم الرقابي وعدم جديتهم في متابعتهم للتجاوزات التي قامت بها الحكومة على الحقوق والحريات وايقافها , وبهذا فأن البرلمان قد تخلى عن دوره الرقابي في حماية الدستور واطلق العنان لخليفة العراق .

5- وظف خليفة العراق الدولة ومؤسساتها واعلامها وامكانياتها لخدمة توجهاته , وساعده في ذلك الصلاحيات المثبته في الدستور ومع الثغرات الموجودة في الدستور وعدم تحديد مدة زمنية لولايته , وتفسيرات طاقمة الاستشاري لبعض مواد الدستور لصالحه ساعد ذلك على تعزيز فرديته وتسلطة .

6- ضعف القطب الثالث قوى اليسار والديمقراطية وعدم دخولهم بقائمة موحدة وخسارتهم للأ نتخابات البرلمانية لعام 2010 للأسباب المعروفة كما ان هناك قوى وشخصيات محسوبة على التيار الديمقراطي لم يكن لديها رؤية فكرية بعيدة لطبيعة احزاب الاسلام السياسي . حيث ظللت هذه القوى والشخصيات اعضائها وجماهيرها , انه بالامكان اقامة تحالف عابر للطوائف مع دولة القانون او بقية احزاب الاسلام السياسي وصوروا احزاب الاسلام السياسي القاطرة التي يمكن من خلالها الوصول الى يناء الديمقراطية في العراق, ولم تدرك هذه القوى والشخصيات ان هناك زوايا حادة عديدة تتقاطع مع فكر الاسلام السياسي ويصعب تسويتها معهم , فركضوا وراء السراب وضللوا انفسهم واعضائهم وجماهيرهم واضروا بالتيار الديمقراطي وساهموا بتسويق شخصيات الاسلام السياسي .

هل يتمكن الاسلام السياسي وخليفة العراق من بناء الدولة الدينية :

تؤكد تجارب الشعوب التي حكمها الاسلام السياسي انه غير قادر على بناء الدولة المدنية الديمقراطية , لأن منظومته الفكرية لا تسمح بضمان الحقوق والحريات , وليس لديه حلول للأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية , وبهذا فأن الازمات ومنها الاقتصادية والاجتماعية والفقر والتهميش وغياب الامن والاستقرار وعدم توفير الخدمات هي سمة مميزة للاسلام السياسي عندما يستلم السلطة السياسية . ولكن الحياة وتطوراتها وطبيعة المجتمعات وتنامي متطلباتها تؤكد ان الاسلام السياسي وان مسك بالسلطة لظروف وعوامل خارجية وداخلية لكنه لا مستقبل له سيفقدها , لأن مصالح الشعب والوطن لا يضمنها الاسلام السياسي والمجتمعات بحاجة الى الديمقراطية والتعددية والتنوع الفكري والثقافي وفكر الاسلام السياسي لا يلبي حاجات المجتمعات هذه , فلن يتمكن الاسلام السياسي من بناء الدولة الدينية , ولكن ليس بمعزل عن عوامل ومتغيرات اقليمية ودولية والاهم هو تغيير التوازن الداخلي لصالح جبهة القوى الديمقراطية واليسارية والليبراليون والمستقلون , لكي تصبح النضالات الجماهيرية فاعلة ومؤثرة .

13-9-2012



#فلاح_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدةالعمل والنشاط المشترك لقوى اليسار والديمقراطية ضرورة نضا ...
- صور مُشرقة من المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي (2)
- صور مُشرقة من المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي (1)
- ذكرى مرور 22 عام على كسر الانصار الشيوعيين للحصار الايراني ب ...
- ذكرى مرور 22 عام على كسر الانصار الشيوعيين للحصار الايراني ب ...
- ذكرى مرور 22 عام على كسر الانصار الشيوعيين للحصار الايراني ب ...
- ذكرى مرور 22 عام على كسر الانصار الشيوعيين للحصار الايراني ب ...
- ذكرى مرور 22 عام على كسر الانصار الشيوعيين للحصار الايراني ب ...
- ذكرى مرور 22 عام على كسر الانصار الشيوعيين للحصار الايراني ب ...
- ذكرى مرور 22 عام على كسر الانصار الشيوعيين للحصار الايراني ب ...
- ذكرى مرور 22 عام على كسر الانصار الشيوعيين للحصار الايراني ب ...
- ذكرى مرور 22 عام على كسر الانصار الشيوعيين للحصار الايراني ب ...
- ذكرى مرور 22 عام على كسر الانصار الشيوعيين للحصار الايراني ب ...
- ذكرى مرور 22 عام على كسر الانصار الشيوعيين للحصار الايراني ب ...
- اقتحام مقر طريق الشعب يُعد هجوم على الحريات وعلى الدستور
- نوروز عيد الحرية والتضامن والنضال وذكريات الانصار الشيوعيين
- في العراق السلطة تقود هجوم على الديمقراطية باسم الديمقراطية ...
- رؤية حول الموضوعات السياسية المقدمة الى المؤتمر التاسع للحزب ...
- رؤية حول الموضوعات السياسية المقدمة الى المؤنمر التاسع للحزب ...
- رؤية حول الموضوعات السياسية المقدمة الى المؤتمر التاسع للحزب ...


المزيد.....




- غموض كبير يلفّ زواج جيف بيزوس ولورين سانشيز.. فهل انكشف أخير ...
- مخزونات اليورانيوم المخصب.. إيران تعلن انفتاحها على نقله لكن ...
- كان يُعتقد أنه قُتل.. ظهور قائد إيراني رفيع بمراسم التشييع ف ...
- هل يمكن أن تعالج العقول الاصطناعي العقول البشرية؟
- نقص حليب الأطفال يهدد حياة أطفال رضع في غزة
- ترامب ينفي تقارير عن مساعدة إيران في برنامج نووي سلمي
- ترامب يدفع لهدنة في غزة.. ما الشروط الجديدة لوقف إطلاق النار ...
- إنجلترا تحت لهيب الصيف: موجة حر جديدة قد تحطم الأرقام القياس ...
- تشييع قادة وعلماء بطهران وترامب ينفي دعم نووي إيراني سلمي
- ناجون من جحيم غزة، باحثون فلسطينيون يحاولون إعادة بناء حياته ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح علي - خليفة العراق الجديد هل سيتمكن من تحقيق توجهاته في بناء الدولة الدينية