فلاح علي
الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 13:19
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
عيد نوروز في 21/ آذار تسمياته عديدة نظراَ لاهميته ومعانية الانسانية والثقافية التحررية , فيطلق عليه عيد الربيع والجمال والتجديد والحرية والتآخي والتضامن والنضال من اجل نيل الحقوق , و رغم تسمياته ومعانية العديدة , الا ان له هدف واحد هو القضاء على الظلم والاضطهاد والاستغلال ونيل الحقوق انه العيداَ القومي للشعب الكردي البطل المكافح ضد الظلم والاضطهاد , والذي قدم آلاف الشهداء من اجل التحرر والانعتاق لحياة افضل , ويبقى عيد نوروز مقترن بأسطورة العامل كاوا الحداد الذي استطاع ان يقود جيش المضطهدين والمظلومين نحو قصر(الطاغية الضحاك) ويحطم نظام هذاالطاغية ويسقطه .
آذار شهر الربيع لكنه شهراَ خالداَ وعظيماَ :
شهرآذار شهراَ مميزاَ في تأريخ العراق الحديث عرف بجماله وزخم احداثه , وما يحمله من مناسبات خالدة وتضحيات وبطولات وتجديد افكار وتضامن ووحدة وطنية , احداث شهر آذار تبدأ من بطولة العامل كاوا الحداد الى نضالات الشعب الكردي في الثلاثينات بقيادة محمود البارزني الى الدور الريادي والبطولي للقاضي محمد في مهاباد والى الدور البارز للملا مصطفى البارزاني , والى بيان 11/ آذار , الذي انتزعه الشعب الكردي بنضالاته وتضحياته كحق له بالاعتراف بحقوقه القومية والى يوم 8/ آذار يوم المرأة العالمي , والى يوم 31/ آذاريوم تاسيس الحزب الشيوعي العراقي حزب النضال الوطني والديمقراطية والتحرر , وفي شهر آذار عام 1991 انتفض الشعب العراقي من كردستان الى البصرة انتفضت 14 محافظة بوجه الدكتاتورية المقبورة وتحررت كردستان من حكمها , ومنذ ان كنا صغار ندرك ما يحصل حولنا من احداث في شهر آذار بالذات من كل عام , حيث تستنفر الاجهزة الامنية في المدن والاقضية والنواحي , لمتابعة نشاط الشيوعيين واليساريين والديمقراطيين في هذا الشهر, الذي تتفتح فيه البراعم الشيوعية وملاحقة هذا العنفوان المتجدد للشيوعيين.
ويبدوا الى الآن لا تزال تستنفر الاجهزة الامنية اجهزتها لمتابعة نشاط الحزب الشيوعي العراقي وكتاب جهاز المخابرات رقم 3061 في 20-2-2012 ما هو الا دليل على ان هذه الاجهزة الامنية والاستخباراتيه لا تزال تعمل بنفس العقلية القديمة , وفي هذا الشهركانت ايضاَ تستنفر هذه القوى الامنية والعسكرية كما تصدر أوامر الانذار (ج) في الوحدات العسكرية والاستخباراتيه والوحدات الخاصة , لمتابعة تحركات البيشمركَا الابطال في كردستان وهم يخوضون الكفاح المسلح . انه بحق يعتبر شهرآذار ليس فقط انه شهر الربيع وانما من حيث احداثه يعتبر الشهر الخالد العظيم , وفي شهر آذار وقعت احداث مؤلمة ايضاَ وهي احداث حلبجة المدينة الشهيدة التي تم قصفها بالسلاح الكيمياوي في 16/ آذار 1988 .
الانصار الشيوعيين وعيد نوروز :
في شهر الربيع تتغير الطبيعة في كردستان ,حيث تذوب الثلوج التي غطت الجبال الشماء في فصل الشتاء , وتتفتح الزهور التي تغطي سفوح الجبال بألوانها المتنوعه وتشكل لوحة جميلة جداَ يصعب وصفها , وتصبح الجبال اليفه تزهوا بالحياة وحركة القرويين , وحتى بحركة الطيور المهاجره المتنوعه كما تظهر طيور كردستان وتكثر سواقي المياه وتخرج حتى الحيوانات الجبلية من كهوفها لترى جمال الطبيعة وجمال الحياة في هذا الشهر شهر الجمال والتجديد والعنفوان والعطاء والحرية والتآخي .
وفي ظل هذه الطبيعة الخلابه في شهر آذار في كردستان ,يبدأ اهل القرى نشاطاتهم , ويكونوا اكثر بهجتاَ وفرحاَ وكأن هناك مناسبات عظيمة تنتظرهم وما يزيد من فرحهم ليس فقط جمال الطبيعة وانما مشاركة الانصار الشيوعيين معهم في اعيادهم وافراحهم ومناسباتهم والدفاع عن قراهم وممتلكاتهم , ففي ذكرى عيد نوروز هذا اليوم العظيم كانت مفارز الانصار الشيوعيين ومفارز بيشمركَة القوى الكردية تحتفل مع اهل القرى في ذكرى عيد نوروز , حيث يضع الانصار حراسات نهارية في قمم الجبال مع اسلحة (العفاروف والبي كي سي , والربي جي) وينزل باقي اعضاء المفرزة الى السفوح حيث تحتضنم الطبيعة ومع اعداد كبيرة من الناس القرويين يأتون من عدد من القرى المتجاوره وتشعل النيران وتعقد حلقات للرقص وتنشد الاغاني الفلكلورية ويشارك فيها الانصار وتستمر حتى وقت غروب الشمس .
ماهي معاني ودلالات احتفالات الانصار بعيد نوروز :
كما هو معلوم ان عيد نوروز هو عيداً قومياَ متجذراَ في ثقافة الشعب الكردي واسطورته العامل البطل كاوا الحداد الا انه يجسد ثورة ضد الظلم والاضطهاد وكفاح من اجل الحرية والتحرر ونيل الحقوق , والانصار الشيوعيين هم حملة راية الكفاح الصعب كفاح نكران الذات والتضحية والفداء , من اجل القضاء على الظلم والاضطهاد وانتصار الحرية والديمقراطية وضمان الحقوق القومية لشعبنا الكردي وقوميات شعبنا المتآخية ومن اجل حياة افضل للشعب . فهنا تكمن معاني الاحتفال والتي تمتزج بجمال طبيعة كردستان ومع جماهير القرى الكردستانية .و كل من شاهد احتفالات الانصار الشيوعيين مع اهل قرى كردستان العراق في يوم نوروز , يصل الى قناعة ان هذا اليوم هو حقاَ يوماَ للتضامن ما بين قوميات شعبنا المتآخية حيث ما يميز جمال مفارز الانصار الشيوعيين هو تشكيلتها الزاهية كتشكيلة زهور الربيع في سفوح كردستان حيث تضم مفارز الانصار , مقاتلين اكراد وعرب وتركمان وكلدان وآشوريين وأزيدية وصابئة انه تنوع قومي في مفرزه انصارية واحدة , وكنت اقول ان مكونات الشعب العراقي تتمثل في هذه المفرزة الانصارية . وكم كان القرويون يشعرون بالفرح والاعتزاز بمشاركة الانصار الشيوعيين معهم احتفالاتهم بنوروز , حيث يزداد فرحهم اكثر عندما يتوجه الانصار معهم في المساء الى احد القرى بصحبة اهلها واذا كانت مفرزة كبيرة تتوزع على اكثر من قرية . وما يميز اهل القرى الكردية هو الكرم وحب الضيف والالفة والانفتاح , في المساء يتحدث اهل القرية لضيوفهم الانصار عن ما يعرفوه عن هذا اليوم العظيم عيد نوروز , ولا يغيب هذا اليوم عن ذاكرة الانصار الشيوعيين , ولكن حقد الدكتاتورية الاعمى على الشعب الكردي وحقدها على الانصار الشيوعيين اقدمت في عام 1987 على حرق مئات القرى في المناطق التي تنشط فيها المفارز واني اتحدث هنا عن مفارز الفوج الاول لقوات انصار الحزب الشيوعي العراقي , الذي مقره في كَلي مرانيي خلف قضاء سرسنك وبالقرب من ناحية سوارا توكا , ومناطق عمله واسعه تمتد من قضاء عقرة الى دهوك وزاويته وناحية اتروش وقضاء الشيخان وناحيتي القوش وباعذرا ودشت الموصل . ومن معانيه ايضاَ ان الاحتفال بهذا العيد انه يعني الرؤية نحو افقاَ جديداَ للتغيير والتجديد والانعتاق نحو حياة افضل , فهو يحمل ايضاَ معاني الفرح والمحبة والبهجة والخير والتفائل والتضامن والكفاح والوحدة والتآخي .
تمنيات بمناسبة اعياد نوروز :
فأعياد نوروز حقاَ كما عشناها كانت ولا تزال يوماَ للفرح والجمال والتفائل وبنفس الوقت كانت يوماَ مميزاَ للتلاحم الكفاحي بين العرب والاكراد وكافة قوميات شعبنا المتآخية . فليكن نوروز في هذه الايام منطلقاَ للعمل الجاد لتشكيل قطب ديمقراطي لكل قوى اليسار والديمقراطية وكل من يعز عليه انتصار الديمقراطية من كردستان الى البصرة يكون عابر للقوميات والطوائف والاديان في عراقنا الحبيب , ان شعبنا العراقي بحاجة لهذا القطب الديمقراطي ودوره السياسي الفاعل , والقادر على انقاذ البلد من ازمات نظام المحاصصة الطائغية والقومية . فليكن نوروز في هذا العام ان يشكل بداية لتفكير جديد بالنسبه للقوى الكردستانية في نبذ نهج المحاصصة الطائفية والتعصب القومي , والتوجه لتعزيز الديمقراطية في العراق والعمل على تهيئة مستلزمات بناء دولة المواطنة , من خلال العمل على ضمان الحقوق والحريات الديمقراطية , وسن قوانين ديمقراطية للانتخابات البرلمانية وانتخابات المحافظات وقانون للاحزاب و قانون يحرم كل شكل من اشكال الميليشيات ويحرم الفكر الظلامي ويحرم كل اشكال القمع وانتهاكات حقوق الانسان ونبذ التعصب والقمع ومصادرة الحقوق والحريات.
سيبقى عيد نوروز و شهر آذار رمزاَ دائماَ للربيع والفرح والنضال والتضامن والتآخي والتجديد والانعتاق نحو التغيير , وستبقى احتفالات نوروز خالدة في ذاكرة الانصار الشيوعيين العراقيين .
فألف تحية لذكرى عيد نوروز والف تحية لاعياد آذار والف تحية للشعب الكردي البطل والف تحية لقوميات شعبنا العراقي المتآخية .
والف تحية لكل المناضلين في كل بقاع العالم من اجل انتصار نضالاتهم لصنع غد مشرق للبشرية بلا حروب ولا فقر واستغلال ولا مرض ولا ارهاب وبلا اسلحة كيمياوية وجرثومية ونووية .
فالف تحية للنصيرات والانصار الشيوعيين العراقيين في ذكرى عيد نوروز .
والف تحية لقوى اليسار والديمقراطية التي تناضل من اجل بناء دولة المواطنة وضمان الحقوق والحريات وتحقيق العدالة الاجتماعية .
18-3-2012
#فلاح_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟