أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيدي المولودي - -أمريكا تجني ثمار ما زرعت-














المزيد.....

-أمريكا تجني ثمار ما زرعت-


سعيدي المولودي

الحوار المتمدن-العدد: 3849 - 2012 / 9 / 13 - 01:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أمريكا الحالمة بممالك نفط بلا شطآن، سيدة هذه الأزمنة الجرباء، تقترب قليلا من النار ويحترق قلبها الخالي من العاطفة، وتقتات من بعض العذاب الذي أغرقت فيه الأمم والشعوب.أمريكا التي زرعت الرعب في كل الأنفاس وفي كل ذرة من مكان، وبسطت القتل في كل المجرات والوهاد، وأضرمت فتيل العداوات في عرض كل القارات والممرات، وأشعلت الحروب الخاسرة الرخيصة في كل البقاع وفي أكثر من بؤرة، وصنعت دوائر النار في كل فجوة، وتعهدت بكل عريها أساليب السفك والدمار ودبرت المؤامرات والاغتيالات الباردة في كل الاتجاهات والمنافي، وجندت كتائب وفلولا من القتلة المجرمين العتاة المرتزقة لتروي بهم مراعي وحقول الديموقراطيات الوارفة والحريات المغلقة على المدار،هاهي تجني،كالعادة، ثمار جبروتها وغرورها وتذوق طعم القتل والموت الذي تبذر شظاياه في كل الآفاق، وتلقى جزاءها من أولئك الذين أحسنت إلى ذبولهم ، وأسدت إليهم ما تيسر من الطائرات النفاثة والأسلحة الفتاكة وعربات القتل، وما تشتهي الأنفس من كل وسائل الدمار، ولقنتهم فنون إراقة الدماء وإطفاء جذوة الحياة في الينابيع الدافقة، وتنال حظها من الرعب الذي صنعته أعصابها القاتلة. لتبلو آلام القتل وغدر المرتزقة الأنذال الذين يركبون باسمها العواصف ويسدلون حجب الظلمات لتملأ موج الدنيا وتنهار جدران الأمان.
أمريكا تاريخ الأحقاد المدروسة، والدسائس الطازجة، لها أن تعزي نفسها، لكي لا تنسى لحظات الرعب الدامية التي صنعتها في عز الليالي والأماني الليبية وتعاود كرتها اليوم في حدائق الشام الشاحبة، تدك أسباب الحياة وتزرع الالآم والجراح في بريق الأحلام، لتقطع الطريق أمام شهوة الفقراء، وتفتح باب ديموقراطياتها الجوفاء وتضع صمت الأبرياء في قبة الريح.
جميل أن تشاركنا أمريكا متعة القتل وانحباس الأنفاس وتلقى وجهها المجنون، وتحترق أشجارها بفرط الموت على امتداد الوقت...
سوء المنقلب الهائل، كيما تقترب يد أمريكا من لفح الثأر، ومثلما تقهقه تحت أجنحة الرعب حين تتوج علينا المرتزقة الأنذال وتلقي بهم بين ظهرانينا كالكلاب المسعورة التي لا ترى غير الدم طريقا إلى السعادة، وتضفي عليهم ألوانا من ثورات ونياشين من ربيع بئيس لا يكون، لها اليوم أن تسند سطوتها للجرح، وأن تلبس الشكوى، وتغلق شراستها وتكف عن اعتبار الشعوب مجرد فرائس وطرائد تنبت في عز الطريق..
المرء مقتول بما قَتَل به، إن حجرا فحجر، وإن سيفا فسيف، وإن صيفا فصيف، وإن ربيعا فربيع، وإن حريقا فحريق، .. العالم المتهدم الذي شيدته أمريكا يغدو جزءا منها، والخراب الذي تتعهده، والمدائن التي أحرقتها، والدمار الذي رعته يمسك بأفنانها ويغزو أفقها وموجها التليد، كأنما خرجت في نزهة بيضاء إلى حدائق الربيع الزائف الذي وشمت به الهمجيات الصماء، تتملى أشجاره الوارفة السوداء، وسماواته القاتمة الرهيبة، وقطفت أولى يانع ثمارها، ليزداد القتل اتساعا وتشرب من معين القتل الذي تسويه.
من يعكر صفوها؟
أمريكا اللوعة التي لا تلد غير الموت.



#سعيدي_المولودي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - النفط قائدا ومناضلا-
- وزارة التعليم العالي: التلويح بمحاربة الفساد باليمنى، و-التش ...
- وزارة التعليم العالي تخلف وعد -مراسيمها-
- صناعة -السيبة- في كلية الآداب بمكناس
- - العملاء ورثة الأنبياء-
- في مديح - الفيتو-
- -دعاء الاستوزار-
- الحملة والشعارات الانتخابية
- - تنزيل الدستور وما يليه-
- - إن ينصركم الناتو فلا غالب لكم-
- في نقد حصيلة الحوار الاجتماعي: الأساتذة الباحثون والقبض على ...
- -الرافد العبري-
- انتخابات برج القوس
- الانتماء المغاربي لسعدي يوسف ( قراءة في نصوص الشمال الإفريقي ...
- -الضحالة المغربية-
- أحقاد -هيلاري-
- السقوط المغربي
- يوم فاتح يوليوز 2011: أنا غائب..
- قراءة في دستور مغرب 2011.( 2) .باب الأحكام العامة
- قراءة في دستور مغرب 2011 : المغرب والهويات السبع


المزيد.....




- مصادر تكشف تفاصيل عرض روسي لإنهاء الحرب وزيلينسكي يتمسك بالش ...
- عاجل | مراسل الجزيرة: دوي انفجارين في العاصمة اليمنية صنعاء ...
- فرجينيا ترسل المئات من الحرس الوطني إلى واشنطن.. ما القصة؟
- فيديو افتتاح المتحف الكبير يثير أزمة في مصر
- بين مرونة حماس وتشدد إسرائيل.. هل ينجح ويتكوف بوقف نزيف غزة؟ ...
- نيجيريا توقف زعيمي -أنصار المسلمين في بلاد السودان-
- -التقسيم مستحيل-.. الشرع يؤكد على وحدة أراضي سوريا
- سودانيون في بريطانيا ينظمون مسيرة تأييد لتحالف -تأسيس-
- قمة ألاسكا.. بين اختبار النوايا وترسيخ خطوط النار
- ليبيا: انتخابات بلدية جزئية وسط أعمال عنف وتأجيل بعض مراكز ا ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيدي المولودي - -أمريكا تجني ثمار ما زرعت-