أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيدي المولودي - - النفط قائدا ومناضلا-















المزيد.....

- النفط قائدا ومناضلا-


سعيدي المولودي

الحوار المتمدن-العدد: 3834 - 2012 / 8 / 29 - 23:59
المحور: كتابات ساخرة
    


"النفط قائدا ومناضلا."
إحدى دوائر العجائب النارية التي يقذفنا في غياهب جاذبيتها العفنة هذا التاريخ العربي ذو الجبين الأسود، واللحى الطويلة الملفوفة بالضغينة والهوى المغلق كالمغارة، أن يخرج النفط من يرقاته ويستغرق خطو العالم والثورات البئيسة الملفعة بعباءات الصديد وأطياف الظلمات والسلفيات المهجورة التي تعتز بمياه الألم، وبشفرات الإرهابيين الأنذال الذين يسيرون بالمقلوب، ويحصدون سقوف الحياة، وأن تستأسد براميله الجوفاء وتلبس بردات الخراب في حشائش الديموقراطيات الآبدة، المغلفة بطلقات الحذاء الأمريكي المرصع بالقتل والقسوة والفناء، وترفع صوتها الغامض، ويدها المستعارة لترعى الأنقاض والثورات الجيف التي تأتي على الأخضر واليابس وتضرب الفجر في نوبة الأعماق، وتجسد الرعب أفضل تجسيد.

النفط، الطاعون، النائم على سرير الخليج والإمارات المقفرة،المأهولة بالنفايات وعهر الأزمنة المليئة بفيض الخرافات والتهاليل والتعازيم والسفاهات والأحلام المغشوشة، تملأ فسحاتها طلقات الجلادين وصرخات الضحايا الذين لا ينامون الدهر أبدا، وترفرف في سماواتها رايات الملوك الملطخين بكل الدماء، المهووسين بأقراص المتعة، أبناء الرمال الرخوة والقتل السريع الغادر، وحفدة تاريخ الخيانات، الناقمين، الأشباح في زرقة الليالي والسحاب المنسي في غلالات الخلاء المفرغة، الأكثر خواء من الخواء ،الأميين البررة، يقتاتون من الجراح كالكواسر البرية..،أرسلتهم ريح النفط بعيدا وتوهموا العالم مجرد قطرة نفط، والدماء مجرد احتياطي نائم تحت أظافر الشعوب..

النفط سليل البداوات السفلى، والفيافي والجهل والجفَل، يصنع التاريخ ويفتح أبواب حلف تمتد خيوطه وخطوطه الرجعية الضاغطة على صدر الخليج الخامج لشأفة الكون، ويتسول سلاح الجنون كيما تطوي رياحه خيام السحاب، وترعى الطبعات الثورية المشبوهة المدججة بأشتات من الجهالات والرغبات الهائجة في القتل والحرق والخراب، ويقود المبادرات التاريخية والنضالية باسم الديموقراطيات والحريات وشهوة تقويض الاستبداد.فمن علَّمه الحكمة وإقامة المعجزات، وهداه ليطرح بذرته في امتداد الأرض وسعتها الأولى؟

النفط، القائد الرائد والمناضل الجديد، اليساري حتى الكوعين، يحاول اليوم أن يقول أشياءه بلغة العصر، وأن يمشي طائعا ويثير حفيظة الأحلام المجهضة، ويكتب التاريخ بيديه ومائه، ويناديه ليسلك به مسالك الظلام، وبذلك يتورط في صياغة استراتيجيات سياسية وجغرافية لا يدرك مضامينها، خاصة وأنه ربيب القوى الرجعية والجمود والتخلف، وأحد مظاهر قوى العسف والبلادة والاستعباد التي تدير ظهرها للعصر، وبهذا يخلق سيرة غامضة لدوامة رهيبة سيكون عمر دورانها أبعد من شرفات الاحتمال وجشع الانتصارات الوهمية.
لقد راكم عبر تاريخه الأسود قمامات من مجتمعات استهلاكية عقيمة تعيش تحت طواحين الفقر المبين، ورغوة فوائض الاستبداد الأعمى القائم على مصايد القتل والرجم والجلد والشنق، ومصادرة العقل والأرض وما عليها وما في بوطنها، وها هو اليوم يرعى المراثي ويتعهد متاهات الخوف حيث اللصوص السفلة الأجلاف مجاهدون يشعلون الفتن والحروب في حطب الجغرافيا ويشكلون طاقة إنتاجية لأسباب الفوضى وسفك الدماء والقتل ، وينشر دخانه المعادي لحركة العصر، ويكرس قيم العمالة والتبعية والولاء الأصم لعجلة السوق الإمبريالية الجارفة...
النفط خادم أمين، وسيرته من سيرة العبيد، وهو الكادر القائد، الفصيلة الوحيدة القادرة، الآن، على استثمار سلاح الجهاد الصديء وتوظيفه في المجرى الصحيح، لتيسير أسباب انتصار العسكرية الفاشستية المغلقة التي تقطف ثمار الحروب الرخيصة التي تحركها إمارات الطغيان والبهتان وتجار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرات..

هل نحمل صمتنا في السر ، ونقول: هذا ما جناه علينا الياسمين، ووضَعَنا كما يجب في عمق الظلمات.؟

ما أشبه الجائحة بالجائحة !
والنائحة بالنائحة !

خيمات النفط المعفرة بالسواد،في كل خيط لحظة تصادر فيها الحريات:لا أحزاب،لا نقابات، لا حقوق ، ولا طريق غير طريق الصمت ،والجنازات، والتسبيح باسم المتربصين بالبلاد، فيها من كل بعل هاوية، ومعابر بهيجة إلى الموت: حصار واضطهاد ومطاردات وملاحقات، وقتل وسلخ... ترفع، يا للمهزلة، لواء الحريات وتقدم نفسها مخزنا للثورات والأحلام وتنفخ في طقوس الأحقاد السياسية وجيوش الارتزاق ليواصل السعار ثأره من الجراح ومن الجدران ورصيف الأوطان..

هذيان من ثورات تركض في المزابل الغريبة، وتنام في حضن النفط، الابن المدلل للرجعيات ذات المخاط الخرافي، الذي فتح أبواب الغرائز والأهواء والهوايات، نجم نوادي القمار العالية والدعارات الشامخة والشذوذ الطائش، يلقي بدفاتر النار على حافات المدارس والأشجار والأعشاش والزهور ويعلن نبوته السوداء لتغمر المرافيء الهادئة وتغرس مخالبها في كبد السلالات..

لا نبي بعد النفط.
كل النبوءات تتجمع في راحتيه المخضبتين بكل الدماء المنسية، يلف الجزيرة كالعمامة، باسمه تهان الأرض، الأرض التي كانت جميلة أسلمت راياتها للريح، وأسندت طوفانها للموت، هكذا يقودنا السواد الأعمى، ملوك طوائف من ورق هجين، كل شيء مستباح في شريعتهم ولا أحد يستحق الحياة..
الموت قريب من الباب،
فالنفط يغطي الفجر ويلعن الشمس، ويصنع تجار الحروب الأبدية، ويطلق الرصاص في كل حطام، يأتيه المهاجرون الأوباش والمرتزقة الأنذال المسخرون والمتاجرون بالقيم والبطولات، يدخلون في دينه أفواجا، أمواجا، ويرسمون خرائط الإبادات التي تضرب في كل مكان وتفسد عناقيد الملذات..

لماذا يتقدم النفط ويتأخر الحلم، الحياة بكاملها؟لماذا يلاحقنا هذا الذهاب الأسود؟ و يرسم الطريق للهدم، ويزرع القسوة في الأنقاض، ويأسر الفرحة في لثغة الأطفال، ويمحو من براءتهم كروم الحنان. لماذا يجبرنا هذا الماء اللقيط على الجنون، ويدك بيننا القلاع والحصون والأوطان ويملأ أرجاءها صرخات، حيث القتل والذبح يتسعان ويضفي عليهما صفة العماء الخالد.
لماذا يتوضأ هذا النفط بالدماء، ويجمع في قلبه كل هذا الرعب، ويغمرنا بهذه الحريات الزائفة والربيع الرصاصي والثورات المثقلة بالخيانات وأسلحة الغدر والخيبات..

لا خيار الآن.
نحن وحيدون في العراء، نبحر في رغبة القتل، وحده النفط سيد الظهيرة، يمسك بتجاعيد الثورة،ويمسح وجهة الأرض.
رؤياه جزء من أجزاء النبوة:
( لتقم الساعة، وتلحق قبائل من أمتي بالناتو، وتعبد الدولار. )



#سعيدي_المولودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة التعليم العالي: التلويح بمحاربة الفساد باليمنى، و-التش ...
- وزارة التعليم العالي تخلف وعد -مراسيمها-
- صناعة -السيبة- في كلية الآداب بمكناس
- - العملاء ورثة الأنبياء-
- في مديح - الفيتو-
- -دعاء الاستوزار-
- الحملة والشعارات الانتخابية
- - تنزيل الدستور وما يليه-
- - إن ينصركم الناتو فلا غالب لكم-
- في نقد حصيلة الحوار الاجتماعي: الأساتذة الباحثون والقبض على ...
- -الرافد العبري-
- انتخابات برج القوس
- الانتماء المغاربي لسعدي يوسف ( قراءة في نصوص الشمال الإفريقي ...
- -الضحالة المغربية-
- أحقاد -هيلاري-
- السقوط المغربي
- يوم فاتح يوليوز 2011: أنا غائب..
- قراءة في دستور مغرب 2011.( 2) .باب الأحكام العامة
- قراءة في دستور مغرب 2011 : المغرب والهويات السبع
- -البقاء على قيد المخزن-


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيدي المولودي - - النفط قائدا ومناضلا-