أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عمار مها حسامو - تاء التأنيث اللاساكنة(2)















المزيد.....

تاء التأنيث اللاساكنة(2)


عمار مها حسامو

الحوار المتمدن-العدد: 3847 - 2012 / 9 / 11 - 07:56
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مي زيادة 1986 - 1941 كاتبة فلسطينية لبنانية ، رائدة من رواد الأدب و الشعر العربي ، لها ديوان مطبوع باللغة الفرنسيّة أيضاً ، أنشأت صالوناً أدبياً في القاهرة 1915 - 1916 ، أحبّت الكاتب المصري " عبّاس العقاد " ، لكن علاقتهما باءت بالفشل بسبب نظرة العقاد المتخلفة للمرأة ، ترافق ذلك مع وفاة والدها 1929 ، جبران 1931 و والدتها ، انزوت مي زيادة عن محيطها ، لم يتفهم الوسط الميحط بزيادة سبب مأساتها ، فاتهمتها العائلة بالجنون ، أودعت مي زيادة في مصح للأمراض العقليّة و النفسيّة في بيروت ، عبرت عن تصرف أهلها بأنهم لم يجدوا لها سجناً لها أكرم من هذا السجن ، احتجت بعض الصحف اللبنانية و قسماً من الأدباء اللبنانيين ، إلى أن تم عرض مي زيادة على لجنة طبيّة مختصة ، و كتب الطبيب الفرنسي مارتن تقريراً يفيد بسلامة مي زيادة و عدم إصابتها بأي مرض عقلي أو نفسي ، فخرجت من المصح إلى شقة في بيروت ثم إلى القاهرة حيث توفيت هناك ، مي زيادة الكاتبة ، متهمة بالجنون ، المصح ومن ثم الوفاة و هي في سن صغير .
شجرة الدّر و مي زيادة كانتا رائدتين عربيتين إحداهما في الأدب و الثانيّة في السّياسة ، لكن عدم قبول المجتمع بهما أضحى بالأولى قتيلة و الثانيّة متهمة بالجنون إلى أن تتوفى في مقبل العمر .

نشرت الدكتورة نوال السعداوي قصّة قصيرة تتكلم عن إمرأة أصبحت رئيسة للدولة ، كان زوجها يكن لها كل الاحترام و المودة و يحترم عملها كرئيسة للدولة ، إلى أن انتهت فترة ولايتها الدستورية عادت إلى منزلها لترى رجلاً آخر قد حمل في قلبه كل البغض و الكراهية ، كان يخشى منها ومن سلطتها التي اعتبرها أقوى من سلطته الذكوريّة ، ضحّى بقليل من سلطته الكامنة في داخله مقابل لقب " زوج الرئيسة " أمام خلانه وصاحباته من المومس ، فكان يعتلي على عشيقاته مكانة أعلى منهنّ كونه " زوج رئيسة البلاد " فكان يعوّض شعوره بالنقص أمام زوجته مع عشيقاته في الليالي الحمراء ، وكنّ - إي عشيقاته - يقابلنه باحترام شديد و رضوخ أشد كونه " زوج رئيسة البلاد " .
إنها قصّة من نسج الخيال ، لكن لها من الواقع نصيب ، فالرجل يحاول دوماً أن تبقى المرأة أدنى منه وظيفياً ، علمياً و تحرراً كي يبقى هو المسيطر ، الآمر الناهي و لكي تستمر شرعيّة سلطته عليها كونه الأعرف و صاحب التجربة دوماً .
و لذلك حاول المجتمع الذكوري الحفاظ على تخلّفها كي يثبت أقدام المجتمع الذكوري فالبلدان العربية لم تكن عاقر في انجاب نساء مناضلات يقدّمن للمجتمع جهوداً تطويريّة ، المرأة العربيّة كانت سباقة إلى العمل في كافة المجالات فالطبيبة و الضابط و الحقوقيّة و البرلمانيّة و الأديبة و الناشطة في ظل حريّة اجتماعيّة تمتعت بها .

لم يتم الإعلان أن الثامن من آذار يوم المرأة العالمي بشكلٍ مفاجئ بل جاء متراتباً من 1909 عندما أعلن الحزب الاشتراكي الأميركي يوم 28 شباط يوماً للمرأة على أثر مظاهرات نسويّة جابت شوارع نيويورك تطالب بتخفيف ساعات العمل و منح المرأة حق الانتخاب ، و في 1910 أعلنت الاشتراكيّة الدوليّة من مدينة كوبنهاغن الدنماركيّة 19 آذار يوماً للمرأة في كلٍ من الدنمارك ، ألمانيا ، النمسا و سويسرا ، إلى عام 1911 اعتبر 25 آذار يوماً للمرأة في الولايات المتحدة الأميركيّة على إثر حريق شبّ في أحد معامل نيويورك أودى بحياة 140 فتاة عاملة ، في 1913 و كجزء من حركة السلام التي أتت على أثر الحرب العالميّة الأولى ، احتفلت المرأة الروسيّة في آخر أحد من شهر شباط بيوم المرأة و في بعض الدول الأوروبيّة يوم 8 آذار إلى أن استغلت الأمم المتحدة هذه الجهود و حشدتها لتعلن أن الثامن من آذار من كل عام يوماً عالمياً للمرأة عقب اجتماع الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي .
عندما تُعامل المرأة على أنها شريك في المجتمع كالذكر ليست بحاجة ليوم تكريم و يوم عالمي ، فقضيّة المرأة هي قضيّة إنسانيّة تحمل في داخلها إنسان مضطهد ، عندما يتم التخلص من أسباب القهر و وسائله تغدو إنسانة كاملة الحقوق ، لكن الأمم المتحدة تعي أن المرأة مضطهدة و لها هذا اليوم تعبيراً عن الامتنان و الشكر و الاحترام و و و ... ، على الأمم المتحدة سن قوانين صارمة تجاه اضطهاد المرأة و إجبار الدول الموقعة على اتفاقياتها الإلتزام بما ورد فيها كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان و اتفاقية سيداو .
في المغرب تم إعلان السادس من شهر كانون الثاني يوماً محاربة الرشوة ، و هل تتم محاربة الرشوة بإعلان يوم رسمي للمحاربة ، بل و أقدمت الحكومة الرشيدة على محاربة الرشوة المتأصلة في وظائف الدولة قاطبةً فأعلنت عن يوماً لمحاربة الرشوة لما للرشوة من أضرار على الاقتصاد الوطني ، لكن الحكومة لم تقم بزيادة رواتب عامليها ولم تخفض أسعار المواد الشرائيّة ، يبدو أنها غفلت عن ذلك ، لكنها تحارب الرشوة على قدمٍ و ساق .
عيد للمرأة و يوم لمحاربة الرشوة و آخر لمكافحة جرائم الشرف - الذي يحمل بين حروفه مفهوماً مغلوطاً عن الشرف - ، هذه الأيام و الأعياد " التكريميّة " أو " التنويريّة " ليست إلا غطاءاً فاشل ، تستر به الحكومات و المؤسسات الدولية فشلها في معالجة المشكلات الاجتماعيّة ، أمام شعوبها أو أمام الرأي العالمي .

يخاف ذكر البيت على الأنثى من التحرش الجنسي من قبل زملائها الذكور في العمل ، فيمنعها ، رأى أن المشكلة تكمن في الأنثى فهي التي تغوي الرجل و تثيره ، لم يجد حلاً لرغبة الرجل الجنسيّة و الكبت الجنسي سوى ذلك فعالج المشكلة بمشكلة أعظم منها ، لم يرفض التحرّش الجنسي كونها إنسانة بل كونه يراها ملكه ، فهو يستطيع أن يغتصبها إن رفضت في ليلة ما ممارسة الجنس معه ، متعبة ، غير راغبة أو في فترة الحيض ، و يتيح له القانون ذلك عندما لا يجرّم الإغتصاب الزوجي ، و له أن " يؤدبها " توبيخاً ، ضرباً أو ربما الطلاق فهي ناشز .
ناشز من نَشَزَ ، نشز الشيء نَشزاً و نُشوزاً أي ارتفع و ظهر من الأرض ، نَشز العِرق أي بان ، فرفض المرأة للممارسة الجنس يعتبر خروج عن مكانها ، فعليها دوماً أن تكون راغبة ، هنا مكانها .
و كما تتعرض المرأة ضمن العمل للتحرش و احتمالية أن تقع في شباك من أغراها يتعرض العامل " الذكر و الأنثى على حدٍ سواء " إلى إغراءات من نوع آخر ، إغراءات الفساد في السّرقة ، الرشوة و المحسوبية فهل من المطلوب أن يغيب كلا الجنسين عن ساحات العمل كون كلا الأمرين " الجنس و الفساد " مخلين في الأخلاق و الدين أم أن الجنس بقي دون الفساد مخلاً بالأخلاق و الدين .
في المجال الطبي تقدم اللقاحات و الإجراءات الوقائية كي لا نصاب بالأمراض و باستخدامها نبقى سالمين معافين لكن في حالة الاستهتار بها سنصاب بالأمراض وعندها يتوجب العلاج لكن بعد تشخيص المرض و سبب منشأه .
فاصلاح المجتمع ليس بالإقصاء بل بالتوجيه و التوعية و إيجاد الحل لسبب المشكلة - أي الكبت الجنسي - ، إنه انعدام الثقة بالأنثى أي انعدام الثقة بالابنة ، الأخت أو الزوجة .

يفرض الذكر على الأنثى عدم العمل و ربما كانت من أهم الشروط التي يريدها الذكر في بحثه عن الزوجة ، يرى الزوجة على أنها ربّة المنزل ضمن جدرانه عليها أن تطبخ ، تكنس ، تربي الأطفال و تلبيه ليلة الخميس و متى رغب وهو ربّ الأسرة في الخارج له أن يعمل ، يصدر القوانين و يبت في أمور العائلة .
يرغب المجتمع و كذلك الأب أن تكون تربية أولاده تربية سليمة و حديثة تحاكي المجتمع و ما يتطور فيه بشكلٍ يومي ، لكن في الوقت ذاته يفرض على زوجته السجينة تقديم ذلك ، أنه صرح من التناقض فكيف لسجينة تربي في حضنها الأجيال وعليها أن تقدّم الحديث و السّليم لهم ، المجتمع لم يفرض التخلف و الجهل على الأنثى فقط بل أراد أن يفرضه على كل أبناءه .
يخشى الزوج رجل تقصير الزوجة في واجباتها اتجاهه و اتجاه الأسرة بسبب عملها لكنه يبدو قد نسي تلك الليلة الحمراء التي اجتمع فيها ماؤه مع مائها و نسي أن طفله مكون من نطفته و بويضتها و أنه أباً للأولاد و عليه كما عليها من واجبات في تربية و إعداد الأطفال و كليهما شريكاً في تلك الأسرة ، فالزوجة العاملة إما مهددة بالطلاق إن لم تؤدي واجباتها المنزلية على أكمل وجه أو بالفصل من العمل بسبب الحمل و الولادة .

يقول الدكتور عصمت سيف الدولة في كتابه نظريّة الثورة العربيّة : إن الشعب العربي البالغ مائة مليوناً تقريباً يستطيع أن يفرز من بين أبنائه من المثقفين و المتعلمين و العمال المهرة أكثر من العدد الكامل لكثير من الشعوب الأوروبيّة المتقدمة ، هذا واقع يجهلونه أو يتجاهلونه وقد كانوا يستطيعون أن يعرفوا من الإحصائيات المتاحة أن الشعب العربي من خريجي الجامعات و المعاهد العُليا المتخصصة ؛ فقط ، ما يزيد عن عدد الصهاينة في إسرائيل رجالاً ونساء وأطفال .

جميعهم شركاء في محاربة العدو و الاستبداد إن كانوا مهيئين فعلاً لذلك ، لكن الماغوط قد أصاب عندما رأى أن تحرير العقل العربي أصعب من تحرير فلسطين .



يتبع . . .


* كتبتُ متقصداً استخدام مصطلح " شبه الجزيرة العربية " كوني أرفض أن تسمى الدولة على اسم العائلة الحاكمة ، أي آل سعود .



#عمار_مها_حسامو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاء التأنيث اللاساكنة(1)
- الخِتان و الإِعتداء الأول
- المولود أنثى
- هل تقبل بإسقاط الهويّة الإنسانيّة عن المرأة ؟!!!
- عطالة القِوى
- التكنولوجيا و الجميع
- طفلة ثمّ مغتَصَبة ، زوجة فجثّة
- حول العنف الأُسري -2-
- حول العنف الأُسري -1-
- طفلة أمست أُمّاً للعِيال
- وفي ميدان التحرير الحُرة تُضرب


المزيد.....




- دعم للمرأة الجزائرية.. كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- -قرن- ينمو في جبين امرأة صينية تبلغ من العمر 107 أعوام
- الوكالة الوطنية للتشغيل 800 د.ج تكشف كيفية التسجيل في منحة ا ...
- طريقة التسجيل في منفعة دخل الأسرة بسلطنة عمان 2024 والشروط ا ...
- تقارير حقوقية تتحدث عن انتحار نساء بعد اغتصابهن في السودان
- أنبــاء عن زيـادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى 8000 د.ج! ...
- جنود إسرائيل في ثياب النساء.. ماذا وراء الصور؟
- وباء -الوحدة الذكوري-.. لماذا يشعر الرجال بالعزلة أكثر من ال ...
- مساعدة الرئيس الإيراني: مستعدون للتعاون مع قطر في مجال الأسر ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عمار مها حسامو - تاء التأنيث اللاساكنة(2)