أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مركز الآن للثقافة والإعلام - الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان.. رجمت حتى الموت .. اشرس جواسيس الموساد..ضد رئيس جهاز مباحث أمن الدولة















المزيد.....



الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان.. رجمت حتى الموت .. اشرس جواسيس الموساد..ضد رئيس جهاز مباحث أمن الدولة


مركز الآن للثقافة والإعلام

الحوار المتمدن-العدد: 1118 - 2005 / 2 / 23 - 11:20
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الدولة العربية لا تتغير من الداخل
قال لي أحد الأصدقاء، وهو كاتب وإعلامي عربي مرموق، أنظر مثال
النظام السوداني، جاء رجاله إلى الحكم على ظهر دبابة منقلبين على
نظام شرعي ديمقراطي، فأقاموا نظاما شموليا استعداهم العالم بأسره
لأجله، الأحزاب السياسية الرئيسية في البلاد، وجيران الشمال
والجنوب والشرق والغرب، بالإضافة إلى القوى الغربية الفاعلة،
وتفجرت في وجههم الحروب والأزمات الداخلية والخارجية، وواجهوا
طيلة السنوات الماضية فتنا كقطع الليل المظلم، لكنهم مع ذلك
استمروا ولم يتمكن أحد من انتزاع السلطة من بين أيديهم. لقد كان
ثمة دائما مجال أمام الأنظمة العربية للمناورة داخليا وخارجيا،
مثلما كان لدى هذه الأنظمة استعداد مستمر لتقديم التنازلات في كل
الاتجاهات، والتفريط في المصالح والثروات الوطنية مهما كانت
غالية ونفيسة، أما التنازل الوحيد غير الممكن فهو مغادرة الحكم
والتفريط في السلطة، حيث يهون من أجل عدم تقديمه كل شيء. الحكام
العرب مستعدون لبيع حقوق الشعب الفلسطيني في المزاد العلني أو
تحت الطاولة، ومستعدون لبيع أراضيهم المحتلة تحت أي غطاء أو
ذريعة، ومستعدون لتجريد بلدانهم من ترسانة أسلحتها الاستراتيجية
لتبيت أمام أعدائها في العراء، كما هم مستعدون لفتح حدودهم أمام
سلع وبضائع ورأسمال الأقوياء وتوجيه طعنة في الظهر لصناعات
شعوبهم المحلية، وكذلك مراجعة البرامج التعليمية والمواد
الإعلامية التي لا تروق للقوى الخارجية الفاعلة، غير أنهم غير
مستعدين أبدا للانحناء لإرادة التغيير النابعة من شعوبهم، رغم أن
ذلك هو الشرط الوحيد الذي قد تجنبهم الاستجابة له كل التنازلات
المهينة السابقة. القاعدة التاريخية الغالبة تؤكد للأسف الشديد،
أن الدولة العربية (الاسلامية) لا تتغير من الداخل، أي من خلال
الانتفاضات الشعبية السلمية، أو تنازل الحاكم الطوعي عن السلطة،
فقد جرى التغيير السلطوي في المجال السياسي العربي خلال الخمسة
عشرة قرنا الماضية، إما عبر الغزو المسلح الخارجي أو الانقلاب
العسكري الداخلي.
وعلى الرغم من سطوة قيم هذا العصر المختلفة والتغييرات المذهلة
التي أحدثتها الثورة التكنولوجية على نمط الحياة الإنسانية، إلا
أن السلطة السياسية في العالم العربي، ظلت مستعصية على التغيير
بطريقة شعبية، وظل الطاغي على واقع الدولة العربية المعاصرة،
أنها لا تتبدل إلا من خلال التدخل الانقلابي للمؤسسات العسكرية
والأمنية، أو عبر طلب قوى سياسية محلية النصرة المسلحة من قوى
خارجية
لقد تمكنت كل الاتجاهات السياسية تقريبا، الليبرالية والقومية
واليسارية والإسلامية، من الوصول إلى السلطة في العالم العربي،
غير أن سيرتها في الحكم لم تختلف عن بعضها، فقد أقامت جميعها
أنظمة شمولية تحكم شعوبها بالحديد والنار، وتعلي من شأن الحاكم
الفرد المقدس على حساب مبدأ السيادة الشعبية الذي جرى إقراره
شكليا في الوثائق الدستورية والقانونية، تماما كما أن جميعها قد
استبد بمقاليد السلطة حتى الرمق الأخير، لم تغادر حتى غدرت بها
مجموعة من الضباط فجرا، أو هاجمتها جيوش خارجية كسرت شوكتها ليلا
ولاستعصاء الدولة العربية المعاصرة على التغيير الشعبي السلمي،
أسباب متعددة تناولها كثير من الكتاب والمحللين، من العرب وغير
لعرب، بالحديث والدراسة، و يمكن إجمالها عموما في النقاط الخمس
التالية:
1- بطش الحاكم العربي وانعدام أي سقف أخلاقي له، فقد رمى عبد
الناصر على سبيل المثال عند خصومته مع الإخوان المسلمين
والشيوعيين، بآلاف منهم دفعة واحدة في سجون ومعتقلات رهيبة،
أدخلت للمجال العربي وسائل تعذيب وتنكيل فظيعة غير معهودة، كتبت
صفحات قاتمة السواد في سيرة الديكتاتورية العربية، تماما كما لم
يتردد الملك حسين في قتل عشرين ألف فلسطيني من معارضيه في أيام
قليلة خلال ما يعرف بمذابح أيلول الأسود، وكذا ارتكب صدام حسين
والملك المغربي الحسن و الأسد وغيرهم من الحكام العرب المعاصرين،
آلاف الجرائم والانتهاكات التي لا تعد ولا تحصى ضد معارضيهم، غير
عابئين بأي روادع أخلاقية أو دينية أو إنسانية، وغير مترددين في

أن تطبق هذه الجرائم بطريقة جماعية تطال الأهل والأصدقاء
والعائلة، وفي أن تجري في جميع الاتجاهات، متجاوزة الاعتقال
والتعذيب والسجن، إلى قطع الأرزاق فوق قطع الأعناق، ومحاصرة
الحركة والحرمان من السفر والعمل وسائر الحقوق والذمم.
2- ثقافة الطاعة، التي وصفها عبد الرحمن الكواكبي بإلفة
الاستبداد، حيث " العوام هم قوة المستبد وقوته، بهم عليهم يصول
ويطول، يأسرهم فيتهللون لشوكته، ويغصب أموالهم فيحمدونه على
إبقاء الحياة، ويهينهم فيثنون على رفعته، ويغري بعضهم على بعض
فيفتخرون بسياسته، وإذا أسرف في أموالهم يقولون كريما، وإذا قتل
منهم ولم يمثل يقولون رحيما، ويسوقوهم إلى خطر الموت فيطيعونه
حذر التأديب، وإن نقم عليهم منهم بعض الأباة قاتلوهم كأنهم بغاة

3- انقسام المعارضة وتشتت كلمتها وتفرق عملها وأنشطتها، وهو ما
يجعلها عرضة لمخططات الحكام المستبدين ومناوراتهم، كما هي عرضة
إلى الخضوع لأسلوب الترغيب
والترهيب الذي عادة ما يعمد إليه الحكام للحيلولة دون تكون جبهة
قوية ضدهم. والناظر للواقع العربي سيقف على خطورة الانقسامات
الحادة التي تسم حال المعارضات العربية، فهي معارضات صورية
وراديكالية، وهي علمانية وإسلامية، وهي ديمقراطية وشمولية، وهي
وحدوية وتجزيئية، وهي معادية للخارج ومقربة منه..إلخ، وخلاصة
القول أن الجبهة الوحيدة المتاح لها الحفاظ على تماسكها ووحدتها
مهما تكن الظروف، هي جبهة الحكم والسلطان.
4- بورجوازية مغشوشة، فالمعروف في تاريخ التحولات الديمقراطية
السلمية التي جرت في مختلف دول العالم، وقوف الطبقة البورجوازية
وراءها، أو مساندتها لها، فالرأسمالية الحقيقية عادة ما تتناقض
مصالحها مع النسق الاقتصادي الشمولي الذي تفرضه الأنظمة
الديكتاتورية، تماما كما تتناقض هذه المصالح مع ظواهر الفساد
الاقتصادي وعدم الشفافية وتفشي الرشوة والمحسوبية وكل ما يمكن أن
يجعل الرؤية في السوق معتمة وغامضة. غير أن البورجوازية العربية
قد تصرفت باستمرار خلافا لهذه الرؤية، حيث سارت على الدوام في
ركاب الأنظمة السياسية المستبدة، وعملت على التكيف مع قواعد
عملها الفاسدة، وقبلت بشروطها المجحفة، ربما خشية حدوث خسائر
أكبر لها، وربما أيضا لأنها من أصلها بورجوازية مغشوشة ومزيفة،
نشأت بأوامر سلطوية، وعبر طرق ملتوية وفاسدة، واستمرت تعيش على
ما توفره لها السلطات من إمكانيات لتجاوز القوانين والإثراء بطرق
غير مشروعة، خصوصا إذا ما وضع في الحسبان الطابع الريعي للدولة
العربية المعاصرة، وهيمنة الحاكم على مصادر الثروة الرئيسية.
5- تخاذل القوى الخارجية عن نصرة القوى المطالبة بالإصلاح
الديمقراطي، وإعمال معايير مزدوجة في التعامل مع كثير من القضايا
السياسية المطروحة على الساحة الدولية، وتحبيذ هذه القوى حلولا
جزئية مؤقتة للمشاكل العالقة من قبيل الإرهاب والهجرة السرية،
والتركيز في التعامل مع البلدان العربية على قضايا ذات أولوية
ثانوية من قبيل مضامين المناهج التعليمية وحقوق المرأة وتطبيع
العلاقات مع الدولة العبرية، قياسا بقضايا رئيسية عاجلة من مثال
الديمقراطية والتعددية السياسية واحترام الحريات العامة وحقوق
الانسان والتداول السلمي على السلطة والانتخابات الشفافة
والنزيهة واستقلالية القضاء وحرية الرأي والإعلام..إن المواقف
الأمريكية والأوربية المتخاذلة حيال أوضاع الإصلاح والديمقراطية
البائسة في كثير من الدول العربية، والمتسمة في كثير من الأحيان
بالانتهازية والغموض وعدم الموضوعية، كلها عوامل عادة ما تصب في
مصلحة الأنظمة المستبدة، التي عادة ما تقرؤ هذه المواقف على أنها
تأييد ضمني لسياساتها الجائرة.
الدولة العربية المعاصرة إذا، دولة فريدة من نوعها في بطشتها
وجبروتها وقدرة القائمين عليها في الاستمرار ممسكين بزمام
أمورها، وعلى أهل المجتمع المدني أن يدركوا تماما هذه الحقيقة
الدامية، وأن يكون الرافضون منهم كسر شوكتها من خارجها اقتراح
بديل مقنع لذلك.

د. خالد شوكات
كاتب وسياسي تونسي، مدير مركز دعم الديمقراطية في
العالم العربي – لاهاي.

--------------------------------------------------------------------------
مناشدة حكومة اقليم كوردستان
الأخوة في الوفاق الديمقراطي الكوردي السوري


مؤسف ومحزن واليم نبا اغتيال الأخ كمال شاهين , وهو كفعل أجرامي يستوجب تحقيقا علنيا وشفافا لكشف الجناة ومعاقبتهم أين كانت دوافعهم .
أننا كمجموعة مثقفين كورد , عاملين في الشأن السياسي والثقافي الكوردي والسوري , نستنكر أسلوب التصفيات الجسدية , ونعتبره جزء من ثقافة الإقصاء وإنكار الآخر , كما ويشكل تجسيدا لعقلية رفض التباين والاختلاف .
أن اغتيال كمال شاهين في هذا الظرف الدولي والإقليمي والكوردي , مختلف في تداعياته كما هو مختلف في دلالته السياسية , وبما لا ينسجم مع المصلحة القومية , ولا مع مجمل ما تستوجبه تأطير الطاقات وتسخيرها في سبيل الطموح القومي وفي مواجهة التناقض الرئيسي .
أننا نتمنى أن تكون حادثة الاغتيال الأليمة , بداية لتأسيس منحى ثقافي مختلف عن ثقافة قاتليه , تزرع ثقافة التسامح وقبول الاختلاف , وترضى بحكم القانون ضد الجناة , وهو ما يدفعنا إلى مناشدة حكومة اقليم كوردستان , بعلنية وشفافية المحاكمة , على أرضية اعتبارات سياسية مستقبلية وقومية , تكون رادعة لمثل هذا النوع من العبث بالمسالة القومية .

للشهيد الخلود
ولكم الصبر والسلوان

قامشلو 21/2/2005

الموقعون : ( القائمة مفتوحة للتوقيع )
ابراهيم اليوسف
احمد حيدر
الان شيخو
عامر الاخضر
سيامند ميرزو
سيامند ابراهيم
مسعود عكو
مشعل التمو
محمد جاسم
سعيد سينو
خليل حسين
روني علي

عبد الرحيم رشيد
فرهاد خضر
محمد رسيني
منير شيخي
نارين متيني
حسين احمد


للتوقيع يرجى مراسلة هذا العنوان
[email protected]

--------------------------------------------------------------------------


اغتصبها أحد أقاربها فرجمت حتى الموت: 200جريمة شرف في كردستان

تشير بعض الدراسات إلى أن ما يسمى "جرائم الشرف" تحصد أرواح نحو 200 امرأة سنويا في مناطق جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية، وتذكر تلك الدراسات أن الكثير من تلك الجرائم تحدث لأسباب "تافهة" ولا تستدعي ذلك العقاب "الفظيع"، ففي محافظة (أورفة) جنوب شرق تركيا قتل رجل زوجته البالغة من العمر ‏16‏ عاما ذبحا أمام دار للسينما دخلتها مع صديقتها دون استشارته‏,‏ وفي محافظة (اليزاغ) قتلت فتاة لأن شابا أهدي إليها أغنية في الإذاعة‏.

وذكر تقرير لمنظمة "نساء من أجل النساء" ومقرها اسطنبول أن من الأسباب الأخرى للقتل باسم الشرف الكلام مع بائع في متجر لفترة طويلة والنظر من النوافذ دون استئذان الزوج أو في غيابه وعودة الفتاة إلى منزلها في وقت متأخر والخروج مع صديقة دون استئذان الأسرة‏.‏

وقد أوردت مجلة "الأهرام العربي" المصرية في تقريرها عن جرائم الشرف في تركيا الكثير من القصص الإنسانية المؤثرة، منها قصة فتاة كانت تبلغ من العمر ‏15‏ عاما تعرضت للاغتصاب من أحد أقاربها وحملت وعندما كشف أمرها وأصبحت في شهرها السابع‏,‏ اقتادها أقاربها وشقيقها إلي منطقة جبلية خارج مدينة ديار بكر (أهم مدن جنوب شرق الأناضول) وأخذوا في رجمها بالحجارة إلى أن سقطت بلا حراك فاعتقدوا أنها ماتت، لكن جاءت الشرطة بالمصادفة لتجدها علي قيد الحياة وتم نقلها إلى المستشفى مصابة بكسور شديدة في رأسها وعظامها وبقيت في المستشفي أياما بعد وفاة الجنين في نفس يوم الرجم ولم يحتمل جسدها النحيل الإصابات ففارقت الحياة‏.‏

ورفضت أسرة تلك الفتاة تسلم جثتها وبقيت في المستشفى ‏15‏ يوما إلى أن عرفت منظمة جمعية "كار مار" النسائية‏ بالقصة فتسلمت الجثة، وأقامت لها جنازة كان معظم حاضريها من النساء خاصة العاملات في المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة‏.
حفلة "رجم" في قرية جبلية

وأشارت "خيرية استشدد أوغلو" إحدى أعضاء "كار مار" أن الجهل يعد من الأسباب المهمة لانتشار هذه النوعية من الجرائم، حيث أن 50% من نساء مناطق جنوب شرق تركيا هن أميات، ومن القصص التي تذكرها أغلو قصة لامرأة تدعى "شمسة علاق" التي تعيش في محافظة ماردين المتاخمة لسوريا وقد توفيت في‏7‏ مايو/ آيار‏2003‏ بعد قضاء أكثر من ستة أشهر في المستشفى إثر إصابتها بجروح وكسور خطيرة‏.‏
ووفقا لوقائع القصة فإن "شمسة" امرأة كانت تبلغ من العمر ‏35‏ عاما لدى وفاتها لسنوات طويلة عاشت مطلقة ثم أقامت علاقة غير شرعية مع رجل يقترب من عمرها انتهى بالحمل وقد تزوجها الرجل، لكن لم يشفع لها عند أسرتها التي قررت قتلها رجما هي وزوجها وجنينها البالغ من العمر ستة أشهر في بطنها‏.

وقد تجمع العشرات من سكان تلك القرية الجبلية التي كانت تعيش فيها "شمسة" ليشاركوا في عملية الرجم،‏ وقد توفي الزوج على الفور، واعتقد الراجمون - كما تقول أغلو- أنهم أنهوا مهمتهم بنجاح وأنها ماتت، لكنها كانت لا تزال علي قيد الحياة والغريب أن الشرطة لم تتدخل وأثبتت تقارير لمنظمات حقوق الإنسان أن حوالي ‏30‏ شرطيا شاهدوا الواقعة من بعد ولم يمنعوا الجريمة بحجة أنه ليست لديهم أوامر وعندما انصرف الراجمون‏,‏ وجدت الشرطة أن "شمسة" لا تزال حية ونقلت إلى المستشفى وفقدت جنينها بعد أسابيع وتوفيت وحيدة.

وكادت الدموع تطفر من عيني خيرية وهي تذكر لـ"الأهرام العربي" أن صحيفة نشرت خبر مفاده أن نائبا في البرلمان عقد صلحا في اسطنبول بين عائلتي الزوج القتيل وشمسة "وادعى المحكمون أن الزوج قتل خطأ لأنه حاول حماية شمسة من الرجم‏,‏ وشرب الجميع أنخاب الشرف ولم تغب دماء شمسة المسكينة".
وتذكر خيرية قصة مؤثرة أخرى حدثت قبل عدة أشهر في (اسطنبول)، حيث قتل أب كردي يدعي خالد جولاري ابنته البالغة من العمر ‏14‏ عاما واسمها نوران خنقا بعد أن اختطفت وتعرضت للاغتصاب علي يد شاب لا تعرفه‏,‏ وقد دفن الأب ابنته في حديقة منزله، ولكن منظمة نسائية كانت علي علم بقضية الاغتصاب اكتشفت اختفاءها وأبلغت الشرطة التي توصلت إلى حقيقة ما حدث، حيث تبين أن "شقيق الفتاة وعمره ‏17 عاما شارك في الجريمة بكل الترحاب والسعادة ولم يبد الأب وابنه الندم على ما أقدما عليه وعلقاه كالمعتاد على جدار الشرف الرفيع‏".
إجبار النساء على الانتحار
وهناك أسلوب آخر غير القتل في جنوب شرق تركيا حيث يعيش حوالي ‏15‏ مليون كردي هو الإجبار على الانتحار وحسب تقرير لمنظمة العفو الدولية، فإن هناك ‏25‏ امرأة وفتاة أجبرن علي الانتحار بواسطة أقاربهن في إطار جرائم القتل باسم الشرف في تركيا‏,‏ وحسب "أوزلام واليكران" المسؤولة في مكتب المنظمة في اسطنبول، فإن العائلات تختار وسيلة القتل التي تريدها مثل إطلاق الرصاص من مسدس أو الشنق في سقف غرفة وتأمر الفتاة أو المرأة بالتنفيذ‏,‏ وتقيد الجريمة في سجلات الشرطة انتحارا‏,‏ كما أن هناك جرائم تقيد على أنها وفاة طبيعية بتواطؤ من موظفي وزارة الصحة وربما الشرطة أحيانا‏.‏
ويرتبط القتل من أجل الشرف في جنوب شرق تركيا أيضا بشيوع الجرائم المسلحة بشكل عام وامتلاك الأسلحة‏,‏ وعلي سبيل المثال فإطلاق النار في الأفراح منتشر‏، كما ينتشر العنف ضد النساء في تركيا كلها فحسب الإحصاءات الرسمية فإن أكثر من ‏50%‏ من النساء في البلاد يتعرضن لأشكال مختلفة من العنف الجسدي واللفظي‏.‏

ولظاهرة "جرائم الشرف" علاقة بأوضاع المرأة بشكل عام في جنوب شرق تركيا‏، فوفقا لإحصائية لمنظمة "كارمار" فإن ‏45%‏ من المتزوجات أجبرن على الزواج من رجال اختارتهم أسرهن و‏57%‏ غير راضيات عن الأزواج الذين قبلوهن "بقوة التخلف والجهل وشوارب الرجال‏".

الإسلام بريء من "جرائم الشرف"

وقد تم تغيير قانون العقوبات أخيرا بحيث جرى تغليظ العقوبة علي القتل باسم الشرف إلى ‏24‏ سنة سجنا بعد أن كانت تتراوح ما بين ‏3‏ و‏7‏ سنوات فقط بدعوى الوقوع تحت استفزاز شديد‏,‏ لكن الجمعيات النسائية- وبحسب الأهرام العربي - ترى أن المشكلة أعمق من ذلك ولا يعالجها هذا التغليظ وحده‏,‏ حيث لابد من الاهتمام بتعليم الفتيات وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للرجال والنساء معا في جنوب شرق تركيا حيث قتل ‏30‏ ألف شخص خلال الثمانينيات والتسعينيات في التمرد الكردي‏.‏
وتري صوليا جولبهار عضو "منظمة نساء من أجل النساء" أن الثقافة والمفاهيم تحتاج إلي تغيير جذري بمشاركة الدولة ورجال الأعمال وعلماء الدين والقادة المحليين ووسائل الإعلام وحسب تعبيرها فالنساء يذبحن بلا رحمة لأنهن مازلن ينظر إليهن على أنهن ممتلكات للرجل "البطريرك" وبعضهن يقتل بلا جرائم شرف بل لمجرد عدم طاعة الرجل فقط‏.‏

وتقول "بنيار الكاراجان" الباحثة في شؤون المرأة إن للطابع القبلي دورا في قتل النساء باسم الشرف، حيث هناك سطوة للعشيرة في الحياة الاجتماعية في جنوب شرق الأناضول‏,‏ كما أن الإقطاعيين من ملاك الأراضي يشجعون على ارتكاب هذه الجريمة أيضا للحفاظ على العادات والتقاليد التي تبقى لهم مكانتهم ضمن هذا المجتمع الزراعي‏,‏ كما أن بعض رجال الدين المحليين يتواطؤون مع مرتكبي هذه الجريمة بعدم توضيح موقف الإسلام الرافض لها‏.‏
وفي هذا السياق يقول فكري شعبان الحاصل على دكتوراه في الفقه الإسلامي من جامعة اسطنبول إن الإسلام برئ من جرائم القتل باسم الشرف‏,‏ لأنه لا يجوز لغير ولي الأمر أو الإمام تطبيق حد الزنا الذي هو جريمة من الصعب توافر أركانها‏,‏ كما أن الحمل ليس دليلا على وقوع هذه الجريمة لأنه يتم بالاغتصاب أحيانا‏.‏

ويرى شعبان أن جرائم القتل بدعوى حماية الشرف في تركيا هي ضرر من نتائج الخلل في علاقة الدولة والمجتمع بالدين‏,‏ فنحن أمام قيم غربية صارخة وأخرى قبلية متخلفة وفي الحالتين هناك بعد عن الإسلام الحقيقي المعتدل دون تفريط والحازم دون إفراط‏.‏

غزة-دنيا الوطن - نقلا عن العربية نت

--------------------------------------------------------------------------

ضحايا العنف العائلي

قبل عدة أسابيع نفذت وزارة الداخلية حكم القتل في شاب اقدم على قتل أمه
بضربها بحجر على رأسها بعد أن طلب منها إعطاءه نقودا ليشتري بها مخدرات
، ورغم بشاعة الحادثة وخروجها عن كل المقاييس الإنسانية التي تحكم علاقة
الإبن بأمه إلا أن مبرر هذا الفعل الشنيع يعكس عظيم خطر المخدرات وما
يمكن أن تؤدي إليه من مفاسد كبيرة وسلوكيات شنيعة.

وما كاد الناس يطوون هذه الصفحة المظلمة من أحداث عاصروها حتى فوجئوا
بحادثة لا تقل فظاعة ورعبا وأسى حين أقدم أب كويتي يوصف بالتدين
والإلتزام على ذبح ابنته التي كانت في استقباله عائدا من حج بيت الله
الحرام بعد أن أوثق يديها بحبل ومددها أمام إخوتها دون أن يراعي فيها
أو في إخوتها أي حرمة أو شفقة أو رحمة.

إن وصول البعض من أبناء مجتمعنا في ممارساته الإجرامية إلى هذا المستوى
من الإنحطاط والقسوة التي لم تحل دون الإقدام عليها كل القيم الدينية
والأخلاقية بل وقيم الأبوة والأمومة لأمر جلل وخطر عظيم يستوجب من كل عاقل
وباحث ومفكر التوقف عندها والبحث عن أسبابها ومخاطرها ومضاعفاتها ، إن
التأمل في هاتين الجريمتين من منظور تصنيف الجرائم نجد أن هناك عوامل
تجمع بينها في أنها حدثت بين أفراد الأسرة وكان الجانب المجنى عليه في
كلتا الحادثتين هي الأنثى سواء كانت أما أو بنتا ، وبالتالي فهي من
ممارسات العنف الأسري في عمومها والعنف ضد المرأة والطفل في خصوصها.

قد يميل البعض إلى التوقف عند جدلية أن هذه القضايا مازالت تمثل حالات
فردية ولم تتحول إلى ظاهرة وبالتالي يجب أن لا نبالغ في قراءتها... ولكن
كل ظاهرة تبدأ بحالات فردية تم إهمالها والتغاضي عنها في البداية ثم ما
لبثت أن استشرت وأصبحت مصدر قلق الباحثين والمختصين والمفكرين ، وهو ما
استلزم منهم لاحقا دراسات مكثفة وجهودا مضاعفة ومع ذلك لم تؤت في بعضها
تلك الثمار المرجوة.

إن التقارير تشير إلى أن العنف الأسري ضد الأطفال والمرأة بالخصوص هي في
الواقع ظاهرة عالمية وقد أشار تقرير منظمة الأمم المتحدة (اليونيسيف)
لعام 2000م إلى أن امرأة واحدة من بين اثنتين تتعرض لانتهاكات جسدية
وجنسية داخل بيتها ، وفي أمريكا - كعينة من العالم الغربي - تشير
الإحصائيات إلى أن مليون امرأة في السنة تعاني من كونها ضحية للعنف الذي
لا يصل إلى درجة الموت ، ويكون هذا الاعتداء من قبل شخص قريب للضحية ،
كما يتعرض ما بين مليونين إلى 4 ملايين طفل للاعتداء ويُقتل آلاف الأطفال من
بينها بأيدي آبائهم وأمهاتهم ، وفي بريطانيا يتم قتل 4 أطفال أسبوعيًّا
بأيدي أولياء أمورهم ، ويموت 200 طفل سنويًّا بسبب جرائم الآباء ضدهم ،
أما في مجتمعاتنا فقد شهدت الكويت عام 2002 نموًّا ملحوظًا في معدلات جرائم
العنف الأسري ضد الأطفال والنساء ، وفي مصر فإن 65% من الجرائم التي
ترتكب ضد الطفل أسرية، وتبلغ نسبة جرائم قتل الأطفال +44%+ من الجرائم
السنوية ضد الطفل.

إن أول ما يرد على الخاطر هو التساؤل الفطري.. لماذا يقدم أي إنسان على
الإعتداء على أقرب الناس إليه كوالديه أو إخوته أو أبنائه؟ ولماذا يصل
الإعتداء عند البعض إلى حد القتل بل وتنفيذ جرائم شنيعة بحق أقرب الناس
إليه ؟ هل يرجع ذلك لفساد متأصل في النفس تورثه ممارسة المخدرات؟ هل هو
بسبب ثقافة الشك في تلويث العرض السائدة في المجتمعات المتزمتة... وإذا
كان الحال كذلك - ولو جدلا - فما ذنب بقية الأطفال ليجبروا على مشاهدة
هذه الجريمة الشنيعة بحق أختهم؟ هل هو بسبب انتشار ظاهرة العنف السياسي
وما بدأت تؤصله من ثقافة العنف والذبح والقتل التي تمارس - باستهتار
وعبثية - بعنوان الجهاد ومن قبل شباب يدعون أنهم يرفعون لواء الإسلام ؟
هل هي بسبب أفلام العنف التي تبثها القنوات الفضائية ؟... قد يكون هذه
أو تلك وقد تكون كلها وقد تكون هناك أسباب غيرها... ولكنها بلا شك بدأت
تفرز في مجتمعاتنا أمراضا نفسية وممارسات إجرامية لم نعهدها من قبل.

إن الأمر في الواقع لا يتوقف عند استئصال المجرم والقصاص منه فهي ليست إلا
أبسط خطوة يمكن الأخذ بها ، وتبقى المعضلة الأكبر في الآثار النفسية
المدمرة التي تقع على أقرباء الضحايا - سواء أقرباء الجاني أو المجني
عليه - ومحيطهم القريب منهم بل وثقافة المجتمع نفسه... ولقد أشارت بعض
الدراسات إلى أن ضحايا العنف من الأطفال عادة ما يعانون من آثار نفسية
قد تكون مدمرة على السلوك كظهور أعراض الحركات الزائدة والتصرف
بعدوانية وكثرة الأحلام المزعجة وزيادة الحوادث إضافة إلى ظهور بعض أعراض
الإكتئاب كالتبول اللاإرادي والمزاجية وإيذاء الحيوانات إضافة إلى الكذب
والفشل الدراسي والجنوح والخروج على القوانين بارتكاب الجرائم
الاجتماعية وتخريب الممتلكات والسرقة وتعاطي المخدرات وغيرها.

ويبقى السؤال الأهم... من لضحايا العنف العائلي سواء النساء منهم أو
الأطفال؟ كلنا نعلم أن الإسلام بتشريعاته يمنع ممارسة العنف ضد المرأة أو
الطفل ونعلم أيضا أن المنظمات الدولية سعت منذ التسعينات إلى عقد
المؤتمرات المختصة بشؤون الطفل والمرأة من أجل وضع المبادئ والقوانين
التي تحرم العنف ضدهم ، ولكنني أظن أننا ما زلنا بحاجة إلى ترجمة ذلك
إلى نظم محلية ومؤسسات رعاية ودراسات متخصصة حتى نتمكن من انتشال ضحايا
العنف من النساء والأطفال ورعايتهم والإعتناء بهم لأنهم أولا يستحقون ذلك ،
وثانيا من أجل العمل على دفع أية مضاعفات سلبية على المستوى
الإجتماعي... والحديث النبوي الشريف يؤكد دائما "كلكم راع وكلكم مسؤول
عن رعيته"


سعيد عبدالله الخرس:كاتب سعودي وقد نشر هذا المقال في
جريدة اليوم الصادرة بالدمام

--------------------------------------------------------------------------------


اشرس جواسيس الموساد يسقط في بغداد

اشرس جواسيس الموساد يسقط في بغداد بقلم / دكتور سمير محمود قديح
بانكشاف أمر الدكتور عيزرا خزام وأعوانه، توالى سقوط شبكات الموساد في العراق، نتيجة الخطأ الجسيم في نظام الاتصال بين الشبكات.
ذلك الخطأ الذي أفاد العراقيين، ومكنهم بسهولة من كشف تسع شبكات دفعة واحدة، مما أحدث فراغاً مخابراتياً كبيراً في إسرائيل، بسبب توقف سيل المعلومات عن الحياة المختلفة في العراق.
كان "عيزرا ناجي زلخا" أحد هؤلاء الرؤوس.. واحداً من أشرس الجواسيس وأمهرهم، الذين قادوا الصراع بالأدمغة بين المخابرات الاسرائيلية والمخابرات العراقية. .
فهو يهودي عراقي، ماكر كالثعلب، وديع كالأرنب، شرس كالنمر ذو ألف مخلب، سهل جداً أن يتلون كالحرباء وفقاً للظروف والمواقف، لكنه على كل حال ثعباني الخطر، قلما يفلت مخلوق من لدغته.
ولد عيزرا ناجي زلخا بالموصل شمالي العراق أو يناير 1927، وحصل على شهادة متوسطة أهلته للعمل موظفاً في أرشيف وزارة التجارة ببغداد.
تعرف بمعلمة يهودية اسمها "ملاذ" في المعبد اليهودي، لا تحمل قدراً كبيراً من الجمال، لكنها رقيقة تفيض عذوبة وحناناً. . فأحبها بإخلاص وتزوجا عام 1952، وعاشا معاً هانئين ترف حولهما السعادة، الى أن أصيبت فجأة بالحمى التيفودية التي سرعان ما فتكت بها، ورحلت بعد عام واحد من الزواج، فعاش حياته من بعدها وحيداً، مهموماً، منشغلاً عن متع الحياة بالسباحة في بحر الذكريات.
أشفق عيله نفر من صحبه، وفي محاولة لمساعدته ليخرج من محنته، دفع دفعاً للعمل فترة مسائية بأحد المختبرات الطبية، فاستنزفه العمل ليل نهار، لكنه برغم ذلك، ظل وفياً لزوجته الراحلة، لم يغتنم فرصة واحدة للتجاوب مع اية امرأة أخرى تتقرب اليه.
وفي أحد الأعياد اليهودية، حمل باقة زهور الى قبرها، استند برأسه الى جدار القبر، وهجمت عليه الذكريات كالأعاصير. فاستغرقته تماماً، وتلبد حاله لينخرط في بكاء مرير، حفرت دموعه التخينة أخدودين نازفين على خديه.
التفت فجأة الى صاحب اليد الحانية التي تربت على كتفه، فوجد رجلاً قارب الستين نحت الزمن آثاره على وجهه. جذبه الكهل فمشى الى جواره يقص عليه حكايته، وأحزانه فتأثر الرجل وطالبه بالصبر، وأخذ يقص هو الآخر حكايات ومأثورات ليخفف عنه، ثم حدثه عن نفسه وعن زوجته فائقة الجمال، التي ماتت هي الأخرى في شبابها وهي تلد، فلم يعثر على من تماثلها جمالاً، وعاش بلا زوجة واهباً حياته لابنته الوحيدة التي أنجبها.
كان اليهودي الكهل – واسمه "بوشاط – يعمل تاجراً متجولاً بين أحياء بغداد الشعبية، يبيع بضائعه المختلفة بالأجل، فاشتهر بين النساء الفقيرات اللاتي أقبلن على سلعه، باسمات فرحات بحديثه العذب، ومداعباته الرقيقة لأطفالهن.
وكانت زيارة عيزرا لبوشا لأول مرة. . بداية مثيرة لقصة من قصص الحب، والجاسوسية، والتوحش.
فبوشا التاجر المتوسط الحال، وقع منذ زمن في شرك الجاسوسية، وانضم لإحدى الخلايا السرية التي تعمل لصالح إسرائيل. وكانت مهمته جمع المعلومات عن فقراء اليهود في الأحياء الشعبية، ظروفهم المعيشية، وأعدادهم، وتعليمهم، وحرفهم، واتجاهات الرأي عندهم في مسألة الهجرة. فكان لذلك يكثف من زياراته للأحياء اليهودية ليكتب تقاريره عنهم. ويتردد على القبور لتصيد الأخبار من أفواه المكلومين، دون أن تعلم ابنته بنشاطه التجسسي، أو يحاول هو جرها الى العمل معه.
ذهب عيزرا مطمئناً الى صديقه الجديد بوشا الذي استقبله بترحاب كبير، وصارحه بأنه مغتبط لوفائه العظيم لزوجته الراحلة مثله. ونادى على ابنته، فأقبلت. . أقبلت "روان". . كأنما أقبلت معها رائعات الحياة جميعها، وتجمعت في وجهها الرائق الصافي الساحر.
كالأبله فغر فاه، لا يصدق أن هناك من بني البشر من هي بمثل ذلك الجمال الفتان.
مدت يدها مرحبة بالضيف فارتبك عقله، إذ سلب بريق عينيها النجلاوين ما بقي عنده من إدراك. ومست أصابعها يده فمست فؤاده. . ووجدانه.. حتى النخاع. . وهتف في نفسه:
"يا الهي . . من أي سماء أتيت. . ؟ ومن أي بطن ولدت.. ؟ أمثلك يمشي على الأرض مثلنا ويلوك الشعير .. ؟. . !!"
رجع عيزرا الى مسكنه إنساناً آخر، يشعر في قرارة نفسه بأن ابنة بوشا دحرته، وانتصرت على ذكرى الراحلة. فها هي قدماه تقودانه رغماً عنه الى "روان". وها هو القلب يدق كلما ذكرها في خياله، أو جلس قبالتها، إن شرايينه عادت تنبض بالعشق من جديد، في تحنان وانتعاش، حتى الحياة كلها من حوله، تبدلت فيها الصور. . وتجملت.
زار بوشا ذات مساء وكانت روان بمفردها . . دعته ابنة السابعة عشر للدخول فلبى، وجلس اليها كالتلميذ الغبي البليد الذي يجهل النطق والكلام.
تمنى لحظتئذ أن يصارحها بحبه. أن يضمها بين أحضانه ويدفن رأسه بين شعرها المنسدل كأستار الليل، أن يلثم أناملها وراحة يدها، ويتأمل هذا الوجه الساحر عن قرب.
استجمع جرأته وسألها هل تقبل به زوجاً، ضحكت كطفلة بريئة ملأى أنوثة، وقالت له: إن هذا الأمر بيد والدها لا بيدها، فصارح بوشا برغبته، ولحظتها. . ضحك العجوز ساخراً، وسأله كم ديناراً يملك مهراً لها؟
فأجابه عيزرا بأنه يدخر ألف دينار، ولديه سكناً وعملاً حكومياً، وراتبه يفي بمتطلبات الحياة الزوجية.
قهقه اليهودي الذي يدرك مدى هيامه بابنته، وأخبره أن مهر ابنته الوحيدة عشرة آلاف لا تنقص ديناراً واحداً.
وجم عيزرا العاشق الموله، وغادر المنزل مقهوراً، تسبح روان بدمه وتسيطر على عقله، وفؤاده، وأعصابه.
مرت به ليال طويلة مريرة وهو يفكر ما العمل؟ وصدق حدس بوشا عندما زاره عيوزرا عراضاً ألفي دينار مهراً لروان.
سأله العجوز بخبث عن مصدر الألف الثانية فقال إنه تقدم الى العمل بطلب "سلفة" تخصم من راتبه. ولما رفض طلبه للمرة الثانية، عرض عيزرا أن يستكتبه صكاً بألف دينار أخرى. لكن بوشا وافق أن تكون قيمة الصك ثمانية آلاف دينار.. على شرط.
سأله عيزرا عن شرطه الأخير، فأحكم اليهودي الخبير خنقة الشد، عندما عرض عليه مساعدته في إقناع من يعرفهم من اليهود للهجرة الى إسرائيل، فإن تحديد موعد زواجهما مرهون بمدى ما يبذله من جهد في هذا المجال.
وافق عيزرا على الفور طالما أزيلت عثرة المهر، أما مسألة هجرة اليهود فذاك أمر واجب ولا يعد تضحية في نظره. فالدولة اليهودية كانت عبر إذاعتها العربية، تبث دعايتها ليل نهار بأحقية يهود العالم في أرض الميعاد. وهو كيهودي. . تمنى أن يسافر لإسرائيل ليراها فقط قبل أن يقرر. فالدعاية المضادة في الإعلام العربي، كانت تصف إسرائيل أنها دولة الإرهاب والمذابح، وتصور الحياة بها كأنها الجحيم، وتنشر الكثير من الحوادث المؤسفة، تفضح إدعاءات إسرائيل التي واجهت كل ذلك بالرفض والاستنكار، متهمة الإعلام العربي بأنه يكذب، ويدعي، ويتحايل، لخداع اليهود، والكذب عليهم ليحجموا عن الهجرة.
كانت الحرب الدعائية دائماً في حالة غليان لا يتوقف. وكان إيمان عيزرا ناجي زلخا بقضية الوطن – إسرائيل – مزعزعاً. فهو ما عرف سوى العرق وطناً. . آمناً، يضم عشرات الآلاف من اليهود على أرضه، وينعمون جميعاً بالحرية والأمن.
وتساءل: لما لا تكون إسرائيل صادقة فيما تدعيه؟ أن اليهود عاشوا على أرض فلسطين منذ آلاف السنين، ولهم حق تاريخي في فلسطين. فلماذا يحاربهم العرب؟
ثم ماذا سيخسر ليكسب روان. . ؟ إن مجرد "إقناع" بعض اليهود بالهجرة ليس بالأمر الصعب. فالفقراء الذين سيتكلم معهم، يحسون بالضيق لسوء أحوالهم المعيشية، وقد يروا في الهجرة مخرجاً لهم من أزمتهم . إذن. . ماذا سيخسر؟
هكذا استطاع بوشا اصطياد عميل جديد للموساد، يعمل "مجاناً" عن قناعة . . واثقاً من إخلاصه للعمل، لكي يفوز بابنته الرائعة بعد ذلك. . !!
كانت تعرف
في تلك الفترة التي تأهب فيها عيزرا للعمل. . حدث انقلاب كبير على الساحة العربية. إذ وقع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، واحتلت إسرائيل شبه جزيرة سيناء، وبتدخل الولايات المتحدة انسحبت الجيوش المعتدية.
كان احتلال سيناء أمراً مدهشاً لليهود العرب، فقد ارتابوا كثيراً من قبل في قدرة الجيش الاسرائيلي على مواجهة الجيوش العربية، وتراجعوا عن فكرة الهجرة، ثقة في القوة الرادعة العربية.
أما وقد حدث العدوان واحتلال سيناء ثم الانسحاب – فقد اهتزت الصور . . واعتقد أكثر اليهود فهماً لأمور السياسة، أن العرب فوجئوا بالقوة العسكرية الإسرائيلية.. وهم بلا شك يستعدون، ويتحينون الفرصة المناسبة لضرب إسرائيل والقضاء عليها بعدما أضحت خطراً على المنطقة كلها.
هذا الرأي انتشر كانتشار النار في الهشيم بين اليهود العرب في سائر الأقطار. وبدلاً من الثقة في القدرة اليهودية، انعكس الأمر، وتحول احتلال سيناء الى نكسة مدمرة لاستراتيجية إسرائيل السياسية والعسكرية. . فتراجع أكثر اليهود عن رأيهم، وبالتالي. . أخفقت محاولات كثيرة للتأثير على اليهود وحثهم على الهجرة.
لهذا تعمدت المخابرات الاسرائيلية إذاعة حديث إبراهام دار بطل عملية "توشيا" وهي أجرأ عملية قام بها بتهريب 65 يهودياً من بورسعيد إبان العدوان الثلاثي – وكان المقصود بإذاعة حديثه عبر الراديو لعدة أيام مغزى مخابراتي.
واكب ذلك مقتل تاجر يهودي عراقي بيد لصين اقتحما داره. وأشاع عملاء الموساد أن العملية مدبرة لبث الرعب في قلوب اليهود.
انتهز بوشا حادث مقتل اليهودي لإثارة حمية عيزرا .. وتهيئة المناخ النفسي لإيقاظ حماسته. فانفعل عيزرا بغريزته كيهودي حامل لفيروس الخيانة، وأخلص كثيراً في عمله.
وإن هي إلا شهور قليلة حتى كان رصيده اثنتي عشرة أسرة يهودية، تمكن من إقناعها بالهرب الى إيران.. ومنها الى إسرائيل، ورحلة الهرب كثيراً ما كانت تبدأ من الشمال الشرقي، حيث يقوم فيها بعض العملاء من الأكراد بدور رئيسي وفعال. إذ يقودون الهاربين عبر الجبال والسهول والممرات الوعرة الى الحدود الإيرانية. . حيث يتعهدهم حرس الحدود وضباط الموساد.
هكذا ابتدأ عيزرا العمل، بداخله إحساس بالبطولة، والفخر بقدراته الخداعية التي مكنته من مؤازرة إسرائيل. فاستهوته اللعبة الخطرة المصيرية.. وقطع فيها شوطاً منحه الثقة في ألا يتراجع، لذلك كافأه بوشا بحق عندما زوجه روان.
أيام جميلة وعيزرا في العسل يمتص النعيم مصاً. . ويخوض بحور اللذات سابحة وغرقاً بين أحضان عروسه. ولم تكد تمر فترة وجيزة حتى مات بوشا .. فمات بالتالي الدين الذي صكه.
وأثناء تشييع جنازته، اقترب منه رجل لا يعرفه.. همس له ببضع كلمات واختفى. وعاد الى منزله تشوبه ملامح القلق. وسألته روان عما بداخله فصارحها بأمر أبيها ومعاونته له في تهريب اليهود. "إذن أنت بطل". . هكذا كان تعليقها وهي تعانقه، وتفجر القنبلة التي كان يمسكها بيده عندما قالت: كنت أعرف.
لقد اختصرت الطريق عليه. . وطالما هو بطل في نظرها فكل شيء يهون.
وفي مقهى قاسم جاءه الرجل الغامض. . منحه خمسمائة دينار وطلب منه أن يتلاقيا بعد أسبوع في ذات المكان والساعة.
إنه أحد عملاء الموساد في العراق. مهمته تدريب الجواسيس الجدد، وحصد المعلومات منهم وتجميعها، والربط بين الشبكات.
توالت لقاءاتهما بأماكن مختلفة ببغداد، وأخضع عيزرا لدورات في فنون التجسس. وفي غضون مرحلة قصيرة تعلم الكثير . . وأقبل على مهنته في شغف بالغ وقد تخرج في مدرسة الموساد جاسوساً مدرباً ملماً بهذا العالم المثير العجيب. . عالم الجاسوسية.
لقد انصب عمل عيزرا على تكثيف جهوده لتهريب يهود العراق. . وفي خلال عامين تمكن من تهريب أكثر من أربعمائة منهم الى عبادان عبر شط العرب. وسلك في ذلك أساليب شيطانية أنجحت مهمته، برغم التواجد الأمني المشدد، فأصبح بذلك أمهر جواسيس الموساد في بغداد.
وبينما عيزرا يتقدم في عمله بنجاح، كانت روان مشغولة بأمر فشلها في الإنجاب، يملؤها الحنين الى طفل يضيء حياتها.
وبرغم صمت زوجها وعدم اهتمامه بالأمر، إلا أنها سعت للأطباء واهتمت بالوصفات الشعبية دون فائدة. فأكلها الهم ومزقها الأسى، وحدثتها نفسها أن تفاتح زوجها برغبتها في الهرب معاً لإسرائيل، حيث تدوالت الأقاويل إمكان علاجها هناك.
لقد ظلت كثيراً تقلب هذه الفكرة في رأسها الى أن تشجعت وعرضت الفكرة عليه، فثار رافضاً في البداية ثم عاد وطلب منها الانتظار حتى "يأذنوا" له بالهرب. وانتهز الفرصة وتكلم مع مندوب الاتصال الذي يلتقي به في مواعيد محددة. فطلب منه مهلة ليعرض الأمر على رؤسائه في الموساد.
بالطبع لم يكن من السهل على الموساد أن تسحب عيزرا بعدما اتقن عمله وأجاده بحرفية عظيمة .. فعملية سحب العملاء تخضع لحسابات معقدة أهمها أن تصل درجة ثقة العميل في نفسه الى حد الغرور. . مما قد يوقعه في خطأ فادح يكشفه، نتيجة الثقة الزائدة في قدراته، والاستخفاف بقدرات رجال الأمن في القطر الذي زرع فيه. لم يصل عيزرا الى حد الخوف عليه بعد. فالمنتظر منه لا زال آتٍ بالطريق. . ولا بد من استغلاله و "استهلاكه" قبل الإذن له بالتوقف، أو السماح له بالمغادرة.
جاءه الرد كما كان متوقعاً. . فحزن كثيراً لأجل روان، وتملكه الزهو عندما أعلم بأنه منح رتبة عسكرية في الجيش الاسرائيلي، تضمن له ولأسرته معاشاً محترماً عندما ينتهي من مهمته ويفر الى إسرائيل. وأخضع لدورة تدريبية جديدة لتعلم كيفية استعمال اللاسلكي في الإرسال بعدما سلموه جهازاً لاسلكياً متطوراً. . ولا يمكن رصده بأجهزة تتبع الذبذبات التي لم تكن موجودة أصلاً بالعراق.
بذلك .. وثق عيزرا في أهمية دوره لخدمة مصالح إسرائيل في العراق، فطور كثيراً من مهامه التجسسية لتشمل جمع التقارير المهمة التي يحصل عليها من عمله في وزارة التجارة.
أيضاً نجح في تنمية علاقاته ببعض المسؤولين، وطلب الإذن بتجنيد ما يراه منهم فلم يأذنوا له. وبقدر ذهول مرؤوسيه في الموساد لمهارته في البث اللاسلكي.. أذهلهم أكثر تغلغله داخل فئات المجتمع وإرسال تقارير غاية في الأهمية عن الاقتصاد والزراعة. . وأصبحت المعلومات التي يبثها الى تل أبيب تقيم في الفئة (أ) التي تستحق عن جدارة مكافآت مالية ضخمة اتخمت بها جيوبه وبدلت نظام حياته وإنفاقه.
أشفق عيزرا على حال روان التي انزوت بين همومها بسبب حنينها الى طفل. فعرض عليها من باب "التسلية" مشاركته . . أيضاً. . طمعاً في المزيد من أموال الموساد، وكان المطلوب منها أن تبدي بشاشة لموظف بوزارة الخارجية صادقة أخيراً.
بدت المهمة صعبة في البداية، فهي لم تعرف بعد حدود تلك البشاشة، إذ ترك لها تقدير الموقف بنفسها. . وهذا يعد إذناً لها بأن تمشي في الطريق الى نهايته. .
وطني أكثر من اللازم
حاولت روان ببساطة الأنثى المثيرة التي تعد أمراً. . وبسهولة شديدة أوقعت الموظف المسيحي في حبائلها.. فأوهمته بأنها تحبه، وبأنها أصبحت لا تفكر بالهرب الى إسرائيل من أجل أن تظل الى جانبه.
انزعج "كامل" عند سماع اسم "إسرائيل" ولكي تذهب عقله وتشل تفكيره، أسلمت له نفسها فانزلق بين أحضانها يحسو الخمر نشواناً. . لا ينفك يطلب المزيد والمزيد. وهل امرأة صغيرة رائعة مثلها يشبع منها رجل . .؟ أو يفيق من سكره. . ؟
ففي غيبة الإدراك أعلنها كامل صريحة بأنه معها في أي مكان. . ولو في إسرائيل . . ولما تأكدت من إتمام سيطرتها عليه. . طلبت منه الثمن. . ثمن دخولهما إسرائيل.. فتدفقت الوثائق والتقارير من أرشيف الوزارة السري. . وكلما سلمها عشرات الوثائق الخطيرة ادعت بسخرية تفاهتها.
ومرت بهما الأيام وقل حديثها عن الحب والهرب. . إذ شغل الحديث عن مغامراته لجلب الوثائق كل المساحة بينهما.
لقد أدرك كامل بأنه وقع لأذنيه في بئر الخيانة. . فانغمس غصباً عنه لا يستطيع التراجع أو الخلاص. .
واستلذت روان اللعبة. . والمغامرة، والقتل بسلاح أنوثتها، إنها لعبة مثيرة ترضي غرورها. . وتبعدها عن التفكير في الإنجاب. فانساقت في الطريق وقد استهواها العمل واستغرقها.
أما عيزرا فلم يضيع وقتاً طويلاً في الثناء على شريكته الجديدة. إذ كلفها باصطياد ملازم أول مطار بغداد مغرور ببزته الرسمية وبالسيارة الحكومية التي تذهب به وتجيئه كل يوم.
ولأنه يسكن بالمنزل المواجه. . كان الأمر هيناً جداً. . عندما أشهرت روان أسلحتها الأنوثية الفتاكة في وجهه، فاستسلم. . وتقرب الى عيزرا الذي هيأ له المناخ الصحي للسقوط .. فسقط الشاب الصغير بلا تفكير .. وتدفقت من خلاله المعلومات الأكثر سرية عن المطار، وطائرات الشحن المحملة بالمعدات العسكرية، التي تفرغها بداخل حظائر خاصة تخضع لإجراءات أمنية صعبة، وكذا، وأعداد الخبراء السوفييت والتشيك الذين يتوافدون ويغادرون، والرحلات السرية لطائرة الرئاسة.
معلومات أشد سخونة كان يبثها عيزرا فتثير شهية الإسرائيليين.. وتدهشهم جرأة عميلهم الذي امتلك قلباً من فولاذ . . لا يقهره خوف .. أو يرتجف رعباً إذا ما قرأ بالصحف العراقية عن سقوط جواسيس للموساد أو إعدامهم.
كانت التحذيرات تجيئه آمرة إياه بألا يقرأ تلك الأخبار "الكاذبة" التي يروجها العراقيون. لكنه لم يكن يأبه لتلك المخاوف، بل كان يقرأ ليستفيد من الأخطاء التي أدت لسقوط الجواسيس، فيتجنبها، وتتضاعف بذلك خبراته. . وثروته.. بفضل حسه الأمني. . وبالمعلومات الثمينة التي يحصل عليها بفضل جسد زوجته. خاصة وقد أخبرهم بأمر انضمامها الى العمل.. وقدراتها الفائقة على السيطرة وتجنيد عملاء جدد. فكان ردهم بأنهم يقدرون ذلك. . وأن روان قد تم منحها هي الأخرى رتبة ملازم أول في جيش الدفاع الإسرائيلي . . تقديراً لتعاونها المشرف .. !!
ولأسبابا أمنية بحتة .. اشترى عيزرا منزلاً جديداً من طابق واحد في حي الكاظمية . . كان بالمنزل حديقة خلفية ذات أشجار كثيفة. . وباب يؤدي الى منطقة مهجورة مليئة بالأحراش. . وبواسطة تلسكوب مكبر كان "يمسح" المنطقة المحيطة المؤدية الى منزله قبل خروجه. . أو قبل زيارة عميل مهم.
هذا المنزل تحول الى غرفة عمليات خطيرة.. وتتم فيه عملية السيطرة على من يراد تجنيدهم.
وخلال ثلاث سنوات من انخراط روان في الجاسوسية. . استطاعت وحدها تجنيد ثلاثة عشر موظفاً عاماً في مواقع مهمة. أربعة منهم ضباط برتب مختلفة في الجيش العراقي.. وضابط بأمن المطار. . وستة آخرين يشغلون مناصب إدارية بالوزارات المختلفة. جميعهم سقطوا في قبضة روان بفضل لغة الجسد والإثارة. وتدفقت بواسطتهم أسرار العراق أولاً بأول الى إسرائيل.
وحدث أن نصبت روان شباكها حول طبيب بالجيش يحمل رتبة نقيب.. وكانت خطة استدراجه بواسطة أحد العملاء لتوقيع الكشف على زوجها. إذ تهيأت الحية الرقطاء وبدت كأن الفتنة كلها حلت بذاك الجسد.. فطابت ثمارها شوقاً لقاطفها.
ولما جاء الطبيب الأعزب تسمر مكانه.. وبدا كطفل جائع تتلوى أعضاؤه وترتجف. . فثوبها العريان لم يخف من مفاتنها أكثر مما كشف، وجسدها الأملود كان ينادي: أيها الجائع المبهوت. . هيا . . تذوق اللذات براكين من الفوران. . قناطير من النعيم السرمدي، والقطف.
وكمثل سابقيه. . فقد الطبيب مقاومته وغرق فيها عشقاً وذوباناً . وشوقاً الى الذروة . . فلم تكن تمنحه إلا بمقدار . . حتى تجيء اللحظة التي يفقد فيها العقل تماماً، فتبدأ معه المبادلة. . فكل شيء له مقابل.. وثمن.
ولما جاءت لحظة المكاشفة. . والسقوط. . لم يصدق النقيب الطبيب حسين علي عبد الله أنه بين أحضان جاسوسة محترفة، في وكر للجواسيس، فانتفض بين أحضانها وقد غاصت نشوته وقام فزعاً يرتدي ملابسه ويتوعدها بمصير مظلم.
هددته بتسجيلاته الجنسية معها فرد عليها بأنه رجل ولا عار عليه فهي تؤكد رجولته. هددته ثانية بما تفوه به في السياسة والعسكرية وأن مستقبله بيدها. فبصق عليها قائلاً إنهم سيكافئوه بالترقية لأنه سلمهم جاسوسة إسرائيلية. وهجم عليها محاولاً تكبيلها واقتيادها للسلطات، لكنه فوجئ بعيزرا أمامه يشهر مسدسه.
أحس بخطئه الكبير كرجل عسكري، فقد كان يجب عليه مسايرتها حتى يخرج من بيت الأفاعي. لكنه "كان يعتقد" أنهما بمفردهما.
لم يترك له عيزرا فرصة للتعامل معه. بل انطلقت الرصاصات الى رأسه، وتناثرت شظايا عظام جمجمته على جدران الغرفة.
صرخت روان في هلع.. وكتمت صراخها عندما بحلق فيها غاضباً. . بعينين ترسلان نظرات كاللهيب، وتكورت ترتجف في أنين خافت. .
أخذ عيزرا يسبها لأنها عجزت عن السيطرة عليه كسابقيه.. وتسرعت كثيراً في مكاشفته ثقة في جمالها.
وبخوف يشع رعباً دافعت عن نفسها، مؤكدة له بأنها طوعته جدياً لكنه "وطني مخلص أكثر من اللازم" وظلا طوال الليل يحفران قبره في الحديقة الخلفية. . ثم أهالا التراب فوق الجثة. . وانكمشت روان يفتك بها الهلع. . فهي تنام بين أحضان قاتل. . وعلى بعد خطوة من فراشها. . يرقد قتيل.
الطيار القتيل
. . حلت الكآبة بالحية تفتت عقلها. . لكن الثعبان السام لم يكن ليستسلم. . فالمجد ينتظره في إسرائيل . . وهو الآن يصنع تاريخه..
ومضى الجاسوس الداهية في طريقه قدماً تحفه الثقة ويملؤه الغرور. تسع سنوات كان لا يكل ولا يخاف. . وأعوانه منتشرون في كل مؤسسات العراق الحيوية . . يمدونه بما يذهل الإسرائيليين من معلومات عن أحشاء العراق، وشرايين الحياة المختلفة به.
وفي رسالة التكليف التي تلقاها بواسطة الراديو. . كان الأمر مختلفاً عليه. فقد كان المطلوب تجنيد طيار عسكري عراقي – وبأي ثمن – يقبل الفرار بطائرته الحربية ميج 21 الى إسرائيل.
بدأ عيزرا رحلة البحث عن طيار خائن. . ومن خلال الخونة العسكريين أعضاء شبكته، تعرف عيزرا – بشكل يبدو عفوياً – بالنقيب طيار شاكر محمود يوسف ، المولود في "محلة حسن جديد باشا" عام 1936، وسبق له أن التحق بدورات تدريبية في موسكو ولندن لزيادة كفاءته كطيار للميج 21 القتالية الاعتراضية التي ترعب إسرائيل.
التقى به عيزرا وزوجته في إحدى الحفلات. . وحاولت روان بأسلحتها الأنثوية الطاغية أن تلفت انتباهه لكنه تجاهلها. . فاغتاظت وتملكها الضيق وشكت في كونها أنثى لا ترد. حتى إذا ما استجمعت نفسها بعدها بأيام، أعلنت عيزرا بقرار اعتزالها مهمة اصطياد عراقيين جدد.
لكنه فاجأها ذت مساء حينما جاء وبرفقته شاكر، وأسر لها بأن الطيار الشاب تجاهلها في الحفل لوجود زوجته معه، وأن "الوسيط" استدرج شاكر ورأى منه الرغبة في التعرف اليها.. فتظاهر بمصاحبته وبدأت الاتصالات بينهما.
وما كادت روان تسترجع من جديد ثقتها في جاذبيتها وسحرها. . وتوشك أن تسيطر على أعصاب الطيار الولهان، حتى سافر فجأة الى أمريكا للحصول على دورة في "قيادة التشكيل" في تكساس.
هناك تولت المخابرات المركزية أمره. . فدفعت بحية أخرى في طريقه. . جيء بها خصيصاً على وجه السرعة من النمسا حيث تعمل كممرضة بالمستشفى الأمريكي بفيينا.
إنها "كروثر هلكر". . فاتنة الحسن طاغية الجمال .. التي عملت كمشرفة في نادي الطيارين الشرقيين في قاعدة التدريب الجوية بتكساس. . ونصبت شباكها حول شاكر يوسف فوقع في حبائلها لا حول له ولا قوة. فقد كان يريدها عشيقة مؤقتة بأمريكا، بينما كانت تريده زوجاً لتكتمل الخطة. . رفض رغبتها بالطبع لأنه متزوج ويحب زوجته. لكنها لم تيأس . . وظلت تحاول . . مرات ومرات الى أن فشلت. . ووضح جيداً جهل الموساد و الـسي اي اي ، فالعسكريون العرب محظور عليهم الزواج بأجنبيات.
لكن تملكت الاسرائيليين والأمريكان رغبة عارمة في السيطرة عليه وتجنيده. . ليهديهم سر أسرار الطائرة السوفييتية اللغز .. ولما عاد الى بغداد دون أن يحقق حلمهم. . طارت كروثر خلفه ونزلت بفندق بغداد الدولي واتصلت به.
ولأنها حضرت لأجله – تحرج كشرقي – واستأجر لها شقة مفروشة بمنطقة الكرادة الشرقية تطل على نهر دجلة. وأخذ يتردد عليها خفية، محاولاً إقناعها بالعودة لأنه متزوج ويعول طفلاً فلم تنصت اليه.
وعندما حدثته عن "منظمة السلام العالمي" المهتمة بنشر السلام حول العالم، صرخ فيها وهددها بأن تسافر فوراً خارج العراق، وإلا فهو مضطر لإبلاغ السلطات بسعيها لتجنيده لصالح جهات أجنبية.
عند ذلك . . ولأنها تحمل تصريحاً بالقتل، رأت أنه لا بد من تصفيته في أسرع وقت خشية افتضاح الأمر. وتنكشف بذلك نوايا الأمريكيين والإسرائيليين، فيمنع الطيارون الذين أوفدوا في بعثات للخارج من قيادة الميج 21، وصدرت الأوامر لعيزرا ناجي زلخا بالتخلص من النقيب الطيار شاكر يوسف.
وهنا قد يتساءل البعض:
ما علاقة عيزرا جاسوس الموساد بكروثر هلكر جاسوسة الـ C.I.A.؟
الإجابة بسيطة جداً. . فالموساد والـ C.I.A. ترتبطان معاً بعلاقات وثيقة ترسمها المصالح والنوايا المشتركة. وسواء جند طيار عربي بواسطة الموساد أو بواسطة الـ C. I.A. فسوف يهرب بطائرته الى إسرائيل، ليفحصها الأمريكان.
من هنا . . لجأت الـ C.I.A. لمعاونة الموساد في تصفية شاكر بواسطة عملائها ببغداد. وبثت الموساد امراً عاجلاً لعيزرا بالاتصال بكروثر التي تجيد العربية، وتم الاتفاق بينهما على الخطة..
وأثناء زيارة النقيب شاكر الأخيرة لهلكر بالشقة المفروشة، عمد كما في المرات السابقة الى ترك سيارته على بعد شارعين تحسباً لأي طارئ، واحتدم النقاش بينهما فهددته بأفلام وصور جنسية أخذت لهما في أمريكا فلم يهتم.
وفي آخر محاولة لإبقائه حياً، عرضت عليه مليون دولار ثمناً لطائرة الميج 21 يفر بها لإسرائيل، فلطمها على وجهها لطمة قوية انبثق لها الدم من فمها. وقبل أن يخرج من الحجرة ثائراً لإبلاغ السلطات، فاجأه عيزرا بطلقات مسدسه الكاتم للصوت، وسقط شاكر في الحال قبلما يتمكن من استعمال مسدسه.
وبينما هلكر تعد حقيبتها للحاق بالطائرة المتجهة الى لندن، انشغل عيزرا بإزالة الآثار والبصمات، وجر جثة الطيار لأسفل السرير ملفوفة ببطانية، ثم فتح أجهزة التكييف .. وغادر الشقة.
اكتشفت الجثة في 6 يوليو 1965 بعد وقوع الجريمة باسبوع. كان عيزرا في ذلك الوقت يمضى أسوأ أيام حياته على الإطلاق. إذ نشرت الصحف العراقية نبأ مقتل كروثر هلكر بأحد فنادق لندن في ظروف غامضة، بعد يومين من مغادرتها لبغداد، وصرح مسؤول أمني أن الجثة وجدت ممزقة، وبها ثلاثون طعنة بعدد سنين عمرها، هكذا تخلصت الـ C.I.A. من كروثر لإخفاء معالم الجريمة الى الأبد. فماذا عنه هو؟
دارت الدنيا بعيزرا وضاقت به على وسعها. وصور له خياله أن الموساد سوف تقتله أيضاً لأنه ستراً للجريمة. . وما كان يعلم أن أسلوب قتل العملاء بعد انتهاء مهامهم تستخدمه الـ C.I.A. فقط. أما الموساد فالجواسيس لديها بمثابة أبطال عظماء تفخر بهم وتخلدهم. لم يكن يعلم ذلك عندما عطّل جهاز اللاسلكي. واختبأ بإحدى الشقق لا يخرج هو أو روان إلا للضرورة.
وبعد احتفالات رأس السنة . . وما إن هلت أيام يناير 1966 الأولى، حتى انكشف أمر شبكته ضمن الشبكات التسع .. وجرى البحث عنه وتعقب آثاره في كل العراق.
كان يجهل أمر البحث عنه من قبل جهاز المخابرات – المكتب الثاني – فعلاقته بأعوانه كانت منقطعة طوال تلك الشهور الخمسة.
ولأن المجرم دائماً يحوم حول مسرح جريمته، تصادف أن توجه وروان لمنزل الكاظمية حيث يخبئ أجهزة التجسس. فاطمأن على وجودها، وفي المساء قاد سيارته وحده الى منزل بوشا القديم، فنام مرهقاً حتى الفجر، وأسرع بالعودة الى روان مرة أخرى وما كان يدري بما ينتظره.
ففي غبش الفجر اقتحمت المنزل قوات الأمن، وكانت روان بمفردها كالشبح.. متكورة كجنين ببطن أمه. . فلم تبد أية دهشة أوتصعق للمفاجأة.
سألوها عن عيزرا قالت بهدوء: "لن يتأخر"..
واعترفت من تلقاء نفسها بأنها جاسوسة إسرائيلية، استطاعت أن تجند جيش من اليهود العراقيين وسائر الملل بالغواية والجنس. وأرشدت عن مقبرة الضابط الطبيب بالحديقة الخلفية، وقادتهم الى مخبأ سري بداخله جهاز اللاسلكي المعطل وكتاب الشفرة وعدة كاميرات سرية، وأفلام ووثائق لم تبعث بعد للموساد.
كانت سيارات الأمن قد اختفت من المكان الذي بدا طبيعياً. واختبأ عدة ضباط بداخل المنزل ينتظرون الثعبان الكبير. وما أن جاء وخطا خطوات قليلة الى الداخل حتى هوجم وكبل في الحال.. واقتيد الى مكان سري للاستجواب، فاعترف اعترافات تفصيلية بنشاطه لمدة عشر سنوات لصالح الموساد، وسدت اعترافاته ثغرات عديدة كانت تحول دون الوصول لبقية الشبكات.
وبينما هو بالقفص، بانتظار سماع الحكم بإعدامه وروان شنقاً مع تسع آخرين، وبالرصاص خمسة عسكريين، نظرت اليه روان وقد أكلها الهزال وبرزت عظام وجهها، وقالت له إنها تشعر بالأسف على كل شيء. . لكنها سعيدة جداً لعدم إنجابهما أطفال يتعذبون من بعدهما طوال حياتهم. . حيث سيصيح الناس في كل شوارع بغداد: هؤلاء أبناء الثعبان والحية.. !!

د. سمير محمود قديح
صحيفة دنيا الوطن



------------------------------------------------------------------------------


ضد رئيس جهاز مباحث أمن الدولة


السيد المستشار/ النائب العام

تحية طيبة وبعد،

مقدمه لسيادتكم أحمد سيف الإسلام عبد الفتاح حمد المحامي وأحمل كارنيه نقابة محامين رقم 88678 وأشغل منصب المدير التنفيذى لمركز هشام مبارك للقانون

الموضوع: طلب ندب قاضى تحقيق ليتولى التحقيق فى وقائع بلاغى هذا:

المبلغ ضدهم: ضد رئيس جهاز مباحث أمن الدولة وضد رئيس جهاز المخابرات العامة وضد المواطن حسنى مبارك.

الوقائع:

أقيم مع أسرتي فى الشقة رقم 5 من العقار رقم 8 بمدينة المبعوثين أمام مستشفى بولاق، والتى تبعد عن قسم شرطة بولاق الدكرور بعشرات الأمتار، انصرفت نجلتى من المنزل حوالى الساعة الثانية عشر ظهرا تقريبا وأغلقت باب الشقة الخارجى بالمفتاح وفى تمام الساعة الواحدة والنصف قدم أحد أصدقاء العائلة ومعه مفتاح سكنى ليسترد جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به، فوجد باب السكن غير مغلق بالمفتاح، ووجد كافة الأدراج فى الصالة وفى ثلاث حجرات مفتوحة وتم العبث فى الأوراق التى بها، وأبواب وأدراج خزن الملابس الثلاثة مفتوحة ومحتوياتها مبعثرة، وأيضا أدراج سرير ابنتى الصغرى، كما تبين له عدم وجود جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به، فاتصل بى من تليفون المنزل فسارعت للتوجه لقسم شرطة بولاق الدكرور وقابلت نائب المأمور واحد ضباط المباحث فى القسم طالبا تحرير بلاغ بالواقعة متهما فيها الأشخاص المذكورين.

فتم استضافتى مدة من الزمن تقترب أن لم تزيد عن الساعتين، لإجراء اتصالاتهم بجهات ما حتى تم تحرير محضر بالواقعة سأذكر مضمونه فيما بعد، وانتقل نائب المأمور ومعاون المباحث لمعاينة سكنى، ووعدوا أن رقم المحضر سوف اعرفه فى مساء اليوم.


الأسباب الواقعية التى تجعلنى اتهم الأشخاص المذكورين:

1- اقتصار التفتيش والعبث على الأوراق وجهاز الكمبيوتر المحمول. ولم تسرق أية أشياء أخرى كأموال أو ذهب.

2- تزامن ذلك مع المظاهرة التى تمت اليوم أمام جامعة القاهرة بمبادرة من الحملة الشعبية للتغيير مع شركاء آخرين لإعلان مطالبها للشعب المصرى بعدم التجديد للمواطن حسنى مبارك وعدم توريث الحكم لابنه جمال وانتخاب رئيس الجمهورية من بين اكثر من مرشح، وهى الحملة التى اشرف أن أكون أحد نشطائها.

3- ما تم يسبق بساعات معدودة المؤتمر الصحفى المزمع عقده غدا الثلاثاء بمقر مركز هشام مبارك للقانون بالاشتراك مع منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية والجمعية المصرية لمناهضة التعذيب، ومركز هشام مبارك لإعلان نتائج بعثة تقصى الحقائق لاعتقالات المواطنين فى شمال سيناء.

4- وأثناء مشاركتى فى مظاهرة 4 فبراير فى معرض الكتاب والتى دعت إليها الحملة الشعبية من اجل التغيير قام أحد ضباط مباحث أمن الدولة بتهديدى إذا لم أتوقف عن معارضة المواطن حسنى مبارك ونجله بقوله ما اسهل الزج بك فى جريمة آداب أو مخدرات.

5- تكرر هذا الأمر من قبل أثناء إقامتي فى شمال سيناء بخصوص ذات بعثة تقصى الحقائق التى سنعلن تقريرها غدا، تم دخول شقتى والعبث فى محتوياتها والاستيلاء على جهاز كمبيوتر محمول خاص بى.

6- سبق لى فى غضون عام 2003 وان تقدمت صحبة آخرين ببلاغ لسيادتكم ضد المواطن حسنى مبارك وآخر متهما إياهما بالمسئولية الجنائية عن الجرائم التى ارتكبها البوليس المصرى ضد المصريين المتظاهرين احتجاجا على العدوان الانجلو أمريكي على العراق وقيدت برقم 2889/2003 عرائض النائب العام فى 5/4/2003

يرجح كل ذلك أن ما تم ليس بسرقة ارتكبها مجرم عادى وإنما هى محاولة للترويع والتهديد والإرهاب لأحد معارضى المواطن حسنى مبارك ونجله، وهو ما يشير لتورط أحد الأجهزة البوليسية التى تملك قدرات اقتحام مساكن المواطنين.

لماذا طلب انتداب قاضى تحقيق:

حيث ترجح ملابسات الواقعة أنها ترجع لخلفيات سياسية لفرض الصمت رعبا على معارضى رئيس الحزب الوطنى،

ولضمان حيدة المحقق. وإعمالا لصلاحيتكم الواردة بالمادة 64 من قانون الإجراءات الجنائية بانتداب قاضى التحقيق ليتولى التحقيق فى هذه الوقائع التى لو صحت لشكلت وصمة عار على كل من سمح بها أو صمت إزائها أو تواطأ معها أو تخاذل عن مواجهتها أو تستر عليها. والمادة المذكورة منحت هذه الصلاحية للنيابة العامة إذا رأت أن تحقيق الدعوى بمعرفة قاضى تحقيق أكثر ملائمة بالنظر إلى ظروفها الخاصة.

ويحضرنى هنا ما سطره حكم محكمة أمن الدولة طوارئ الصادر فى 11 فبراير 1990 فى قضية النيابة العامة رقم 2830/ 1986 كلى وسط القاهرة كسند نرتكز عليه فى مطلبنا حيث جاء فيه:

"وأن المحكمة وقد ساءها أن يصل التجريح إلى محاضر تحقيق النيابة العامة، ويكون محمولا على أسباب لها فى الأوراق دليل، فإنها تدعو إلى تعديل التشريع بحيث يتولى قضاة التحقيق وحدهم تحقيق قضايا الرأى، وأن يتيسر للمتهم فى القضايا ذات الطابع السياسى طلب ندب قاضى للتحقيق بحيث يبطل أى إجراء فى التحقيق إذا تم دون إجابة المتهم إلى طلبه أو إذا وضعت عراقيل تحول دون تولى التحقيق أحد القضاة "

بناء عليه
أتقدم ببلاغى هذا لاتخاذ اللازم قانونا

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام

مقدمه

احمد سيف الإسلام حمد المحامى



-------------------------------------
الرسالة وصلت واضحة ...وردى لن اصمت
------------------------------------


وليكن دمى جزءا مما يمنح زهرة الحرية حمرتها
السادة المستبدين فراعنة مصر، رسالتكم لى بانتهاك حرمة منزلى فى وضح النهار ظهر 21/2/2005 وصلتنى ودلالتها لا لبس فيها ولا إبهام مثل الرسائل السابقة التى كانت تحتمل تفسيرات مختلفة.

وردى بسيط وإنساني وليس موجها لكم وإنما للمصريين وأرجو أن يكون واضحا:

نعم ارفض استبداد وديكتاتورية حسنى مبارك

نعم ارفض التجديد له

نعم ارفض توريثنا كالضياع لابنه

نعم لن أتتراجع عن انتقاد الرئيس أيا كان شخصه

نعم أريد دستورا ديمقراطيا يكفل حقوق الإنسان بلا تجزئة ولجميع المواطنين بلا تمييز أيا كان مصدره ويكفل دورا فاعلا للسلطة التشريعية والسلطة القضائية ويحد من استفحال وتسرطن السلطة التنفيذية، ويتضمن اختيار رئيس الجمهورية من بين اكثر من مرشح، ولمدتين محددتين

نعم سأعمل على فضح انتهاكات حقوق الإنسان خاصة التعذيب والاعتقال العشوائى، واستمرار حالة الطوارئ، وكافة أشكال عدم المساواة خاصة القائمة على الدين والنوع

نعم سأظل اعمل ضمن الساعين لتحرير كافة مؤسسات المجتمع المدنى من القيود التى تكبلها

نعم سأظل اعمل ضمن أولئك الذين يعتبرون الاحتلال الأجنبي فى حد ذاته انتهاكا فاضحا لحقوق الإنسان

لن تردعنى خطوط المستبدين الحمراء أيا كان سندها

ولن التزم الصمت المفروض علينا بقوة القهر أو حتى بقوة القانون

لا تصدقوهم عندما تقرءون فى صحفهم وتسمعون أو تشاهدون فى وسائل أعلامهم تهم جنائية (آداب، مخدرات، تزوير) بهدف اغتيال السمعة للمعارضين أيا كان قبح الاتهام وفداحته

يقولون أن السمكة تفسد من رأسها إلا تشمون معى رائحة عفونة سمكتنا

أحمد سيف الإسلام حمد المحامى




النص الانجليزى
English text then Arabic version


Faxed to the office of the prosecutor general at 22:39:02 to fax number 5757165 on the 21st of February 2005. Also sent on the same day at 22:42:37 to fax number 5774716.



Counselor General Prosecutor



Cordial greetings;

The undersigned Ahmed Seif El Islam Abdel Fattah Hamad, lawyer, carrying bar association ID no. 88678 and am the executive director of the Hisham Mubarak Law Center.



Subject:

Request to appoint an investigation magistrate to investigate the events of my following complaint



Against:

Head of State Security Intelligence, Head of the General State Intelligence and citizen Hosni Mubarak.



Events:

I live with my family in apartment no. 5, building no 8 in Mab’uthin city in front of the Boulaq general hospital, which is only tens of meters away from the police station of Boulaq El Dakrur police station. Around 12 o’clock noon time my daughter left the house, using her keys to close the front door of the apartment. At about 1.30 a family friend arrived at the apartment to take his laptop. He found the apartment door unlocked. Inside the apartment he observed that all drawers in the living room and three other rooms have been searched, the papers had been messed with, the closets were open and their contents were all over the place, including the drawers of the beddable of my youngest daughter. He also observed that his laptop was missing. He phoned me from the home telephone. I immediately went to the Boulaq El Dakrur police station and met with the chief of police and one of the intelligence officers at the station and requested to file a complaint against the aforementioned subjects.

I was hosted at the police station for over two hours, during which they made several phone calls until they registered my complaint, the content of which I shall describe below. The deputy to the chief of police and an intelligence assistant came to my house to study the location and promised to inform me of the number of my complaint on the same evening.

Factual reasons for accusing the aforementioned individuals:

1- The search was restricted to documents and the lap top. Nothing else was stolen from the apartment, including money and gold.

2- The search took place at the same time of the demonstration that was organized today in front of Cairo university upon the call of the Popular Campaign for Change with other actors to declare the demands of the Egyptian people refusing a new mandate for citizen Hosni Mubarak, the succession of his son to the presidency and calling for a multi candidate presidential election. I am honored to be one of the activists of that campaign.

3- Also, the search was only a few hours away from the press conference which will be organized tomorrow, Tuesday at the office of the Hisham Mubarak Law Center together with the American organization of Human Rights Watch and the Egyptian Association against Torture and the Hisham Mubarak Law Center to disclose the results of their fact finding mission regarding the arrests in North Sinai.

4- During my participation in the 4th of February demonstration at the book fair, which again was organized by the Popular Campaign for Change, one of the state security intelligence officers threatened me that if I do not stop my opposition to citizen Hosni Mubarak and his son, it will be so easy to fabricate a case of drugs or debauchery against me.

5- This harassment is not the first. While I was in North Sinai on the fact finding mission whose results we shall announce tomorrow, my apartment was opened, searched and my personal lap top was taken.

6- In 2003, together with others, I submitted a complaint to you against citizen Hosni Mubarak accusing him of the criminal responsibility of the crimes committed by the Egyptian police against Egyptian demonstrators who protested the Anglo American war against Iraq. The complaint was registered under the number 2889/2003 on the 5th of April 2003.

From all of the above it is most likely that the theft was not done by a usual thief, but was an attempt to terrorize, threaten and intimidate one of the opponents of Hosni Mubarak and his son, indicating the involvement of one of the police apparatuses who control the means to break into citizens’ apartments and search them.

Why do I demand a magistrate?

Since the surrounding circumstances of the event make it more likely that it was politically motivated to terrorize the opponents of the chairperson of the national party;

And to ensure the impartiality of the interrogator, and enforcing your authorities listed in article 64 of the law of criminal procedures to appoint a magistrate to undertake the investigation in those events, which, if confirmed, would represent a stigma to all who permitted it, covered for it, were involved in it, refrained from challenging it or camouflaged it. The aforementioned article granted this authority to the general prosecution if it judges that investigating the complaint by a magistrate is more appropriate considering the special circumstances of the event.

In that regard I would like to quote the ruling of the Emergency State Security Court issued on the 11th of February 1990 in general prosecution case no. 2830/1986, as a legal ground to base me demands. It said:

“The court, as it is wronged by the defaming that has reached the investigations of the general prosecution, based on reasons that have been proved and documented, calls for a change of legislation to the effect that only magistrates should carry out the investigations in cases of conscience. The accused in cases of political nature should be able to demand the appointment of a magistrate, to the effect that any procedure of interrogation would be annulled if the demand of the accused is not fulfilled or if obstacles are put to prevent a magistrate from carrying out the investigation.”



Therefore



I submit my present complaint for legal procedures to be undertaken



Cordially



Complainant

Lawyer Ahmed Seif El Islam Hamad



--------------------------------------------------------------------------------






Your message was clear

My response is: I shall not be silenced

Let my blood contribute to the redness of the rose of freedom



Tyrants, pharaohs of Egypt.

I have received your message when you violated the privacy of my home in mid day on the 21st of February 2005. this time your message was clear and obvious in its meaning and intent, no longer obscure like earlier ones which could have tolerated several interpretations.

My answer is simple and humane and is not directed to you, but to my fellow Egyptians.

Let it be clear:

Yes, I refuse the oppression and dictatorship of Hosni Mubarak.

Yes, I refuse a renewal of his mandate as president.

Yes, I refuse being passed as a piece of heritage to his son.

Yes, I shall not stop criticizing the president, no matter who he is.

Yes, I want a democratic constitution that grants all human rights, without exception to all citizens with no discrimination on any ground, which provides an effective role of the legislative and judiciary authorities, restricts the malignant infiltration and spread of the executive authorities, and grants the right to elect the president of the republic from among more than one candidate and for no loner than two terms.

Yes, I shall continue to expose human rights violations in this country, foremost torture and arbitrary detentions, persistence of emergency state and all forms of discrimination between citizens especially those based on religion and gender.

Yes, I shall continue to struggle with all involved to liberate civil society organizations from the many restrictions that control them and limit their freedom of organization.

Yes, I shall continue to struggle with all those who believe that foreign occupation is itself a flagrant violation of human rights.

I shall not be intimidated or silenced by the red lines of the tyrants, no matter who draws them..

I shall not submit to the silence imposed on us by the power of oppression or even by the power of the law.

Do not believe them when you read in their newspapers or watch or listen in their mass media that we are charged of criminal charges (debauchery, drugs, rigging) in an attempt to defame the reputation of the opposition. Do not believe them no matter how grave the charges.

They say, the fish starts rotting from its head. Don’t you smell the rot of our fish?!



Lawyer Ahmed Seif El Islam Hamad

22 February 2005

أرسل للنائب بالفاكس فى تمام الساعة 22:39:02 على فاكس رقم: 5757165، فى يوم 21/2/2005، كما ارسل لذات الجهة على الفاكس رقم: 5774716 فى تمام الساعة: 22:42:37


-------------------------------------------------------------------------------------


برنامج مناصرة حقوق الإنسان بمصر
14/ 2 /2005 EGYPT – CAIRO
رقم القيد 60/ 2 /2005
صادر عن : وحدة العمل الميداني
مناشدة

بحسب المعلومات الواردة لبرنامج مناصرة حقوق الإنسان بمصر .. أفادت المواطنة / نزاجة محمد أحمد الخولي المقيمة بشارع عبد الغني طراد / عزبة خضر / المحلة الكبرى / بطاقة شخصية 26272 بندر المحلة – أنها توجهت برفقة زوجها المواطن / محمد رضا العراقي أحمد (بالمعاش) البالغ من العمر 64 عاماً لأداء العمرة اعتباراً من الرابع من شهر رمضان 1425 هـ بالطريق البري في رحلة نظمتها شركة إبس للسياحة بالهرم / الجيزة عن طريق وسيطها المدعو بهيج عامر (نقابة شركة غزل المحلة الكبرى) ...
ومساء يوم 27 رمضان غادر الزوج المسكن لأداء صلاة العشاء ثم اختفى وفشلت كافة محاولات البحث التي بذلتها الزوجة وحدها، واتهمت المدعو / بهيج عامر ومشرف الرحلة بالتقاعس عن مساعدتها في البحث عن زوجها وتسليمها صورة من المحضر المحرر بشأن واقعة الاختفاء، وأنها لم تتسلم من المدعو بهيج عامر سوى صورة جواز السفر فقط.
وفور عودة الزوجة إلى الأراضي المصرية توجه نجلها إلى سفارة المملكة العربية السعودية بالقاهرة مناشداً الاستدلال على مصير والده المختفي بأراضي المملكة فتلقى وعداً بتلبية ذلك حال التوصل إلى أية معلومات، كما قام نجله بتحرير محضر شرطة بواقعة اختفاء والده قُيد تحت رقم 9971 / 2004 إداري ثان المحلة الكبرى ..
وحتى تاريخه لم تتلق أسرة المواطن / محمد رضا العراقي أحمد ما يفيد تحديد مصيره داخل أراضي المملكة العربية السعودية .
الأسرة تتوجه مناشدة السلطات المعنية في البلدين بذل الجهود لتحديد مصير عائلها.
وبرنامج مناصرة حقوق الإنسان بمصر إذ يضع ما تقدم أمام السلطات المعنية في مستوياتها العليا بالبلدين الشقيقين يطالب بإجلاء مصير المواطن المصري المختفي داخل أراضي المملكة العربية السعودية.


--------------------------------------------------------------------------------


نشرة تعتمد بمادتها على مايصدر في المواقع الإلكترونية ومايصل بريد مركز الآن للثقافة والإعلام
www.al-an-culture.com
[email protected]
00491626534011
0021261140546
http://rezgar.com/m.asp?i=216



#مركز_الآن_للثقافة_والإعلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستبداد لحظة انكشافه ..كلكم متآمرون .. الرئة التي يتنفس من ...
- الفقيد الحريري وسوريا والراعي الكذاب .... من أجل من تبقى في ...
- وثيقـــــة للتوقيع: مقرح نقاش فيما يتعلق بإعلان جنيف حول مست ...
- هل كانت قمة شرم الشيخ قمة إنهاء المقاومة؟ آل الصباح والمياه ...
- مناشدة : ماهر شريف / أيها الأصدقاء المثقفون والمبدعون والفنا ...
- فلسطين:الحملة الوطنية لتغيير النظام الانتخابي - القوى والاحز ...
- مــركــزالآن يدعو التيارات الفكرية والأدبية والسياسية للمشار ...
- سوسن البرغوتي تكتب عن أحياء عربية / العصا التي تستخدمها أمري ...
- طــــــلال معـــــــلا يدخل -الصمت- ويجسد تاريخ الخراب الآدم ...
- نشطاء في مجال حقوق الإنسان والمجتمع المدني يوجهون دعوة من أج ...
- رسالة من علي الحاج حسين إلى الأديب الكردي مروان عثمان / صوتك ...
- سورية التسعينيات : قارة من الشعراء/ ملف يكاد يكون أكبر وثيقة ...
- حملة الإعتقالات: خطوات فورية لتصحيح مشهد الأحذية الثقيلة
- الحملة الدوليةلاعادة فتح ملف الجريمة النكراء بحق أطفال بنغاز ...


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مركز الآن للثقافة والإعلام - الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان.. رجمت حتى الموت .. اشرس جواسيس الموساد..ضد رئيس جهاز مباحث أمن الدولة