أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوكت خزندار - الانفصال أم الاستقلال ..!















المزيد.....


الانفصال أم الاستقلال ..!


شوكت خزندار

الحوار المتمدن-العدد: 3828 - 2012 / 8 / 23 - 20:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



القسم الثاني :
في البداية..كم أتمنى أن يهجر الأخوة العرب من المثقفين ومن الكتاب والمتحدثين الكف عن ترديد مصطلح السنة والشيعة وتوجيه الاتهام بالطائفة والطائفية .. فجوهر الطائفية تتجلى بإلغاء الآخر أي الرأي والرأي الآخر..أن جوهر الخلاف بين المذهبين منذ وفاة "الرسول"هو لجوء كلا الطرفين بإلغاء الأخر ..أي لمن الخلافة ولمن الحُكم ..؟ أوليس الحُكم أيضاً والحكومة تعني السياسة والفكر فالمياه والخضار تعني الحياة والحياة بدون السياسة لا تعني شيء اطلاقاً والسياسة هو الرب الاعلى للجميع سواءً أردنا أم لم نرد..جميع الاديان السماوية والأرضية ترتكز على الاقتصاد والاقتصاد بدون السياسة هو كلام فارغ باختصار الشديد السياسة تبرمج الاقتصاد وهي تخرج من رحم الاقتصاد وتتقدم جميع الانشطة الاقتصادية لذا لو تعمقنا ودرسنا دراسة مستفيضة للفتوحات الاسلامية لم تكن تلك الفتوحات تحت دعوات التنوير كما أدعوا..بل كانوا يريدون الاستيلاء على أرض الغير والأرض تعني الاقتصاد لا مفر من ذلك نقطة أخرى أود أن أتناولها وهي "النوايا" وإني هنا أتساءل ، هل بالإمكان محاسبة المرء على أساس النية أو النوايا ..هنا أجد مثلاً صارخاً يتعلق بصدام حسين عندما كان يريد القضاء على خصومه السياسيين إن كان من البعث أم الغير قوله المشهور:عندما أدقق النظر في عيون الفرد أجد نقطة سوداء في عقله..لذا كان يشطبه من على وجه الأرض هل نجد مثلاً صارخاً أكثر من ذلك ..؟ هنا أريد الوصول إلى ما يطلق على الكورد والقيادة الكوردية إجمالاً أن كان السيد مسعود البارزاني أو نده الأستاذ جلال الطالباني بل وصولاً إلى الشعب الكوردي كالقول:إنهم يريدون"الانفصال"وإقامة دولتهم المزعومة على حساب الغير أي"العراق" والعراقيين..فهؤلاء مثلهم كمثل صدام حسين أي وجود نقطة سوداء على أدمغتهم فهؤلاء أيضاً يحاولون نفي حقدهم على الكورد وكوردستان كحق تاريخي مكتسب فيطرحون وقولهم : نحن ضد القيادة الكوردية والشعب الكوردي هو شعبنا وهو"جزء"من العراق ؟ ونجد أيضاً عدد من الشخصيات والكتاب المتمكنين وأكن لهم كامل الاحترام والمودة يفندون حق الشعب الكوردي في الاستقلال ويذهبون بعيداً عن الحقائق التاريخية والمثل الصارخ هنا وما يتعلق بالجمهورية الديمقراطية بقيادة الراحل قاضي محمد وطمس الحقيقة الدامغة عندما لجاء ستالين كمقايضة مع الرئيس الامريكي مقابل الاعتراف بما حصل على الأرض كنصيب بعض الشعوب والدول في أوربا الشرقية لصالح الاتحاد السوفياتي السابق تلك الدول والتي سميت بالمعسكر الاشتراكي لاحقاً فلجأ ستالين من سحب اليد وتقديم رأس الراحل قاضي محمد إلى المقصلة..أن من أطلع أو قراء قراءة متأنية وما بين السطور يجد تلك الحقيقة من الذين يسمونها بالاتفاقيات بين دول التحالف الدولي أي ستالين والرئيس الامريكي.
هنا أرغب أن أعيد إلى الذاكرة حيثُ تحدثتُ لأكثر من مرة هناك عدد من قادة الحكم والشخصيات السياسية بين مختلف الكيانات السياسية سابقاً وفي اللاحق لو تمكنوا أو أتيح لهم لشطبوا حرف (الكاف) من أبجدية اللغة العربية كي لا يقال الكورد أو كوردستان..لستُ ناقماً على أحد إطلاقاً بل تكونت لديّ هذا التصور كنتيجة لتجربتي في العمل السياسي ومعاشرتي مع أهل المنطقة العربية لعقود من الزمن ولديّ ملاحظات أساسية عن تسمية( الأخوة العربية الكوردية) وكنتُ أكرر مراراً في القول: عند استقلال كوردستان وكيانهم الوطني المستقل عند ذاك تتعمق اواصر الصداقة والأخوة العربية الكوردية كدول جوار تستند على المصالح المشتركة من الناحية السياسية والثقافية والاقتصادية والعيش معاً بسلام ووئام..فقضية الاستقلال ليست مرهونة برغبة هذه القيادة أو تلك أو هذه الشخصية الكوردية أو ذاك..فقضية الاستقلال مرهونة بالإرادة الدولية فكما قسم كوردستان أرضاً وشعباً بالإرادة الدولية على يد التاج البريطاني أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى لذا أرى أن الاستقلال لن يحصل إلا بإرادة الدول الكبرى المهيمنة على مصائر الشعوب..ماذا يحدث فيما إذا أعطى أو قرر القطب الأوحد كالولايات المتحدة الأمريكية الضوء الأخضر لإنشاء الدولة الكوردية فأمامنا وعلى سبيل المثال يوغسلافيا السابقة وتيمور الشرقية وجنوب السودان ..الخ
كثيراً ما نسمع عن المناطق المتنازعة عليها هل تلك التسمية من بناة أفكار القيادات الكوردية أم هي أمريكية وبامتياز وماذا عن استقلال جنوب السودان والمنطقة الغنية بالنفط والنزاع بين خرطوم والجنوب سميت أخيراً بالمنطقة المتنازعة عليها هل للكورد علاقة بذلك أيضاً ؟
عند فترة الكماليين في تركيا كانوا يقولون لو أقام الكورد دولتهم في غابات أمازن سوف نذهب ونحطمهم قبل أقل من سنتين وقف أوردغان في البرلمان التركي و كان يتغنى ببعض أبيات شعراء الكورد التاريخيين ويؤكد على أن العلاقة التركية الكوردية هي صميمية بعد أن كانوا يسمون الكورد بالاتراك الجبليين..في أربيل وعند افتتاح المطار الدولي وقف رئيس وزراء التركي أمام العلم الكوردي وأدى التحية قد يقول البعض انها مجرد لعبة سياسية وإني أصف هذه اللعبة السياسية بالصورة التالية : أحدهم يسير في شارع ضيق وترابي في ليلة مظلمة فتقطع سبحته اليدوية ويبحث بيديه عن طريق اللمس بين تراب الشارع ويلتقط الخرز ويبقى شاؤول السبحة وهنا أسمي الشاؤول بالقرار الأمريكي الغير معلن هكذا ألجأ في تفسير السياسة قد نختلف في هذا الوصف لا بأس وألجأ إلى القول في الخلاف رحمة .
وألجأ إلى المثل التالي أيضاً، رجل ضرير يحاول عبور أتوستراد وينتظر عابر سبيل لمساعدته في عبور الشارع هذا هو حال شعبنا الأبي ننتظر من يتكاتف معنا ويقر بحقوقنا هذا هو تصورنا ولا يحق لأحد مهما كان هذا الأحد أن يقول لنا في القول هذا الطريق سالك أم غير سالك .
منذ سقوط السوفيت انتهى الصراع الأيديولوجي فالصراع ترتكز في عصرنا الحالي على الاقتصاد قبل فترة وجيزة وصف السيد مسعود البارزاني الشركات النفطية العملاقة والعاملة في كوردستان أكسون موبيل بأنها تساوي عشرة فرق عسكرية وإني أرى انه كلام سليم ومنطقي فجوهر الصراع في عصرنا الحديث عصر العولمة هو الاقتصاد والاقتصاد كان دوماً العامل المحرك للحروب وإنشاء الدول .. في المثل العراقي يقال لقمة الصياد ..! أو يقال يعرف من أين تؤكل الكتف.. فالوزير أو حتى رئيس الوزراء ليس بالضرورة أن يكون صاحب الدال (الدكتور).. لأن المنصب هو منصب سياسي فرئيس الوزراء أو الوزير يختارون عدد من المستشارين في مختلف الاختصاصين ولولا بعض المحاذير لذكرتُ أسماء مستشاري السيد مسعود البارزاني على أي حال هُم الامريكان والبريطانيين ومن الفرنسيين والروس ومخصصاتهم بالدولار وهي خيالية ..!؟
في الدول المتقدمة يتولى منصب وزير الدفاع شخصية مدنية وليس من العساكر لأن مهام العسكر شيء ووزير الدفاع شيء آخر اضطررتُ شرح هذا الموضوع لأننا نسمع كثيراً أسئلة "بايخة" فيقال ماهو شهادة مسعود البارزاني ..الخ
حول مفهوم الانفصال أو الاستقلال :
الكثير من الكتاب والسياسيين يخلطون بين المفهومين، مفهوم الانفصال أو الاستقلال..فمفردة "الكلمة" في اللغة العربية يقابلها في اللغة الكوردية "وشه".. وهي مفردة فلسفية فشتان ما بين الانفصال والاستقلال ..! فأسم هذه البلاد التاريخية هو بلاد الرافدين او بلاد ما بين النهرين .. فالشعب الكوردي ربط بالعراق الحديث قسراً دون إرادته من هنا أرفض مفردة "الانفصال" وأدعو إلى الاستقلال .
منذ عام 1916 وسقوط الامبراطورية العثمانية واندثارها على أثر الحرب العالمية الأولى وقيام بريطانيا باحتلال العراق عام 1917 وصولاً إلى تكوين دولة العراق عام 1921 وقبل ذلك لا توجد دولة أسمها العراق هنا أقصد تحديداً من الناحية القانونية الدولية فبريطانيا أبتكر أسم دولة العراق في عصبة الأمم لأول مرة وفق معاهدة سايكس بيكو.. وكنتائج الحروب الكونية سقطت القيصرية وقيام الحكومة البرجوازية الوطنية بقيادة كرنسكي وبعد ستة أشهر فقط قامت الثورة البلشفية في أكتوبر عام 1917 وصولاً إلى قيام وتأسيس الدولة السوفيتية فتأسيس جيش الأحمر كنصير للشعوب المقهورة والمضطهدة كان بقيادة تروتسكي وكان تروتسكي يقود أيضاً اللجنة القيادية في موسكو عرفت باللجنة المسكوفية فأختلف مع لينين تحت دعوات الثورة العالمية تركز خلافه مع لينين حول اتفاقية "بريست" بالأساس (راجع مؤلفات لينين ومقاله تحت العنوان " الغريب والفضيع").
وفق معاهدة سايكس بيكو أيضاً :
القيادات الكوردية آنذاك رفضت المعاهدة وتجلى هذه الحقيقة عندما صرح القنصل البريطاني في أربيل عام 2010 حيث قال:عندما رفضت الشخصيات السياسية ورؤساء العشائر والقبائل الكوردية المعاهدة البريطانية الفرنسية فجبنا المسطرة وقسمنا أرض كوردستان بين الدول الأربعة وهي إيران والعراق وسوريا وتركيا لذا وفق هذا المنظور قلت مراراً ووثقت في كتاباتي ،أن القيادات الكوردية التاريخية كانت تعاني من المشكلة الثقافية أي عدم الفهم وإستعاب السياسة كعلم من العلوم الاجتماعية ولازلت بقايا هذه النظرة العشائرية والقبلية والمشايخ سائدة بين الأحزاب الكوردية الحديثة في أرجاء أرض كوردستان المقسمة لو نظرنا وقرئنا البرامج واللوائح الداخلية(النظام الداخلي) لكلا الحزبين الرئيسين الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني في جنوب كوردستان لا نجد حتى الاشارة العابرة للحركة التحررية الكوردية كقضية استقلال وإقامة الدولة الوطنية الكوردية فأحياناً وكلما أشتد الخلافات السياسية بين الاقليم والحكومة الاتحادية نسمع نغمة حق تقرير المصيرعلى لسان الزعماء الحزبيين الكورد كالسيد مسعود البارزاني أو جلال الطالباني وبشكل خجول أن ذكر حق تقرير المصير بشكل مجرد دون الاشارة إلى إقامة الدولة والاستقلال يبقى كلام فارغ ودون أي معنى في (المحتوى والشكل) وهذه المفردة هي من مفردات الفلسفية للماركسية..فذكر حق تقرير المصير بصورة مجردة لا تخرج إلا من المزايدات اللفضية..عامي 1945 و 1946 ظهر كتلتين داخل جمعية (زيانه وه ي كوردو كوردستان) (جمعية إنبعاث الكورد وكوردستان) وهما كتلة هيوا وكتلة شورش في 16 آب 1946 تحولت كتلة هيوا وأسس الحزب الديمقراطي الكوردي في البداية وفي المؤتمر الثاني للحزب الذي عقد في بغداد أضافوا عبارة الكوردستاني إشارة إلى القوميات الآخرى المتعايشة مع الكورد كالآشوريين والكلدان والتركمان ..الخ وكان أسم هذه البلاد التاريخية هو بلاد ما بين النهرين أو بلاد الرافدين كما ذكرت آنفاً.
بعض المحطات السياسية لسيد جلال الطالباني :
يتقدم عليّ الأستاذ جلال الطالباني بعدة سنوات من العمر كما أني أتقدم عليه بأكثر من ثلاثة سنوات في الانخراط والعمل السياسي تعرفتُ عليه وعلى ممارساته السياسية منذ أن كان عضو الخلية في الحزب الديمقراطي الكوردستان (بارت)..بعد أن أكمل الثانوية العامة أنتقل إلى بغداد ثم قُبل في كلية الحقوق..عُرف الطالباني بالمشاكسة داخل حزبه منذ بدايات عمله السياسي وأمتهن الدهاء السياسي على قاعدة ، الغاية تبرر الوسيلة ، فمارس هذا الاسلوب بكل معنى الكلمة اشتبكتُ معه مرات عدة سياسياً في ألأولى عند عودة الراحل مصطفى البارزاني إلى العراق عام 1959 حيث كلفتُ من قبل الراحل نافع يونس عضو المكتب السياسي ورئيس تحرير جريدة (آزادي) بهدف مقابلة الراحل البارزاني المتواجد آنذاك في فندق (ريجند بالاس) في ساحة سنك بغداد بعد انتهاء خطاب البارزاني وعند خروجي من القاعة وقف الطالباني أمام البوابة الرئيسية وقال لي لن تخرج من القاعة إلا وتسلم آلة التسجيل الصحفي والورقة التي كنتُ كتبتُ فيها رؤوس الاقلام بخطاب الباراني وقال لا تكتب شيء عن ما قاله البرزاني رفضتُ تسليم ما أحمله فدخلنا في مشادة كلامية فاستغليت ما كنا عليه عام 1959 وعند ذاك كان الشارع لنا ومفردة الشارع تقابل الحكم وتفوهت ببعض الكلمات القاسية تجاهه ثم دخلنا معاً إلى غرفة الراحل البارزاني فوقف معي الراحل وقال نعم أنا قلت كذا وكذا شوكت أكتب أكتب أكتب .. فخرج الطالباني فارغ اليدين تلك كانت المرة الأولى نشتبك كلامياً .. وهنا أشير إلى : عندما دخل بارزاني الأب القاعة واعتلى طاولة الخطابة وبعد برهة من كلماته ارتفعت الهتافات (عاش الزعيم عبدالكريم قاسم) الزعيم الأوحد أستمر الهتافات وقتاً طويلاً كان أحد البرازانيين يقف بجوار الزعيم البارزاني هتف قائلاً وبصوت عال ، عاش زعيم كوردو كوردستان مصطفى البارزاني .. فالبرزاني وبعصبية قال :(ماكو زعيم إلا عبد الكريم قاسم) اعتراض الأخ الطالباني كان على هذا المقطع تحديداً ..؟
في المرة الثانية حدث مايلي:عندما نشرتُ ريبورتاجاً عن المقابلة في الصحيفة المركزية (اتحاد الشعب)شددتُ على قول الزعيم وقلت نصاً كلمات الزعيم الكوردي تدل على الروح الوطنية والوحدة الوطنية .. فالطالباني حرض الراحل (بشير مشير) فهو كوردي متطرف للغاية فيما لو اديت السلام وقلت له (صباح الخير) تجابه بصلية من الشتائم القذرة فيقول لك بالكوردي(روز باش)! فأستغل الأستاذ الطالباني حالة بشير وطلب منه بضربي أو( تأديبي حسب قوله)؟ فوصلني تهديد بشير مشير وغيرت طريق عودتي إلى البيت كنتُ أسكن في الأعظمية محلة الشيوخ ومحل بشير تقع في شارع الرشيد حيدر خانة في رأس شارع المتنبي..الراحل بشير أوصى أولاده وهم شابين مفتولي العضلات قائلاً لهم أريد منكم ضرب شوكت ضرباً مبرحاً لا يخرج من المستشفى إلا بعد أسبوع أو أكثر لذا غيرت طريقي للعودة إلى البيت وتجنبت المرور أمام محله..فوقع أبن العم معروف خزندار في الفخ وأكل ضرباً مبرحاً ..أولاد بشير مشير قالوا لوالدهم لم نجد شوكت هذا شقيقهم الكبير؟ الوالد يقول أضربوا أي كلب من عائلة خزندار فعاد معروف إلى البيت بعد معالجته في المستشفى كأنه رجل دين وعلى رأسه عمامة بيضاء .. عندما شرحتُ له موضع المشكلة خاطبني معروف وقال: والله عال أنت تخلق المشكلة وأنا أنضرب..!
محطة أخرى من محطات الطالباني :
في ربيع عام 1962 تلقيتُ دعوة منهم لحضور المهرجان الخطابي في شهره زور وعلى الهواء الطلق كانت أكثرية المتواجدين هم من القرى والارياف بعد أن تكلم الطالباني عن الثورة وحقوق الكورد..خاطب الجمهور قائلاً لهم : هل هؤلاء الجنود الذين يحاربوننا ويقصفوننا بالمدافع والطائرات الروسية يتكلمون باللغة العربية أم الانكليزية؟ بصوت واحد أجابوا لا لا لا انهم يتكلمون اللغة العربية ..! فعلق الطالباني وقال : إذن العرب هم أعدائنا وليس الانكليز .
والسيد الطالباني هو صاحب القول:العراق صناعة بريطانية..وأنا أتفق معه في هذا القول .
في شباط 1983 وفي دمشق كتبتُ مقالاً تحت العنوان (الفيدرالية هي الحل الأمثل للمشكلة الكوردية )..زارني العزيز دارا شيخ نوري وهو شقيق شهاب شيخ نوري مؤسس كومله"العصبة"..دارا كان عضوا في اللجنة المركزية للاتحاد الوطني الكوردستاني ومدير مقر الاتحاد دمشق شرق ركن الدين قال كاكه شوكت وأنا آسف عن الاحراج كلفني مام جلال وإبلاغك بالرسالة التالية:(نحن نضرب جف لنحصل على الحكم الذاتي وخزندار يطرح الفيدرالية ياترى ماذا يخبئ لنا ويطلب منك سحب مقالتك)..طلبتُ منه إبلاغ جوابي لمام جلال مع احترامي له كنتُ شيوعياً وتركت الحزب ولم أنتم في يوم ما مع الديمقراطي الكوردستاني أو الاتحاد ولن أقبل لاي كان إملاء شروطه عليّ ولو كان الظروف تسمح لطرحت قضية الاستقلال..في عام 1992 تبنت القيادة الكوردية الفيدرالية أي سبقتهم 9 سنوات .. في لقاء تلفزيوني الشاشة الكوردية كان اللقاء مع الدكتور محمود عثمان سئل ،وأين الحكم الذاتي؟ أجاب وهو يضحك قال ، موديل الحكم الذاتي انتهى ..!؟
عندما تولى مام جلال رئاسة الجمهورية الأولى كتبتُ مقالاً تحت العنوان : جلال الطالباني لا يصلح أن يكون رئيساً لجمهورية العراق .. المقال احتوى على الكثير من محطات وأقوال الطالباني فعدد الكبير من المواقع الكتابية العراقية وحتى المصرية وبمانشيت عريض كتبوا اخونا الكوردي خزندار يقول الطالباني لا يصلح رئيسا للعراق دون ذكر محتوى المقال.. أي محاولة الصيد في المياه العكرة .
في النصف الثاني من عام 1962 وصل الطالباني إلى لندن في جولة للدول الغربية آنذاك كان الناطق الرسمي للثورة الكوردية والراحل مصطفى البارزاني كان الآخ (يوسف رزين) مسئول منظمة الحزب الشيوعي في بريطانيا أقام الحزب حفلاً خطابيا على شرف الطالباني خلال أحد الاسئلة مفادها ، هل حقاً أنكم تتعاونون مع أمريكا ؟
أجاب الطالباني قائلاً : نعم نتعاون مع الشيطان من أجل قضيتنا ..!
علق العزيز يوسف رزين وقال ،ولكن الذي يتعاون مع الشيطان مصيره جهنم ..قال الطالباني الجنة لكم والجهنم لنا ..!
لاحظوا اخوتي الكرام مسئول منظمة شيوعية واسعة وفي بريطانيا يتكلم عن الجنة والجهنم ..هذه أيضاً سياسة أليس كذلك ؟!
عامي 1994 و1995 تكلم الطالباني وصرح علناً قائلاً : نحن الكورد نريد الانضمام إلى تركيا الديمقراطية ..!
هنا أريد ذكر حقيقة ساطعة لقراء الكرام ، منذ عام 1953 والراحل مصطفى البارزاني كون العلاقة مع الولايات المتحدة الامريكية والأخ مسعود البارزاني لم يكن يتجاوز السابع من العمر وهو يجهل الكثير من أسرار والده أو لا يريد ذكره حتى فيما لو قراء ذلك .
هنا لا أرغب العودة إلى القرن السابع عند اجتياح الاسلام لكوردستان عند الفتوحات الاسلامية وفق شعارهم الثلاثي : أما الشهادة أو الجزية أو حد السيف ، سبق وأن وثقتُ وقلت ان الاسلام أبشع أنواع الاستعمار..فالإسلام بدء بالقضاء على لغة الأم تحت يافطة أن القرآن " نزل" باللغة العربية وعلى من أسلم عليه التعلم والتحدث باللغة العربية أي شطب أحدى أهم الصفات القومية( الأمة)..ومن ثم شطب التراث والشعر والأدب والأسماء والتاريخ..مدينة شهربان في محافظة ديالى تحول إلى المقدادية عند اجتياح الاسلام على يد القائد الاسلامي (مقداد)..وهناك الكثير من هذه الحالات أتفادها .
نقل لي الدكتور مكرم الطالباني الحديث التالي : كنتُ على وشك الخروج من البيت كانت والدتي قد انهت الصلاة وهي تقرأ صورة الفاتحة بلغة عربية مكسرة ومغلوطة وتنفخ على مقبرة "الشيخ" مقابل دارنا مباشرة في كركوك .. فقلت لوالدتي ، لمن الصلاة يا أمي العزيزة ؟
قالت لهذا الشيخ يا ولدي ..!ّ خاطبت والدتي وقلت لها ، الصلاة للرب وليس لهذا الشيخ..أجابت وقالت ، منذ أكثر من 50 سنة وأنا أصلي لهذا الشيخ يا ولدي فلماذا لم تنبهني بأن الصلاة للرب .. يا للعمر الضائع .!
فهل هنالك صورة أبشع من هذه الواقعة ..؟
فكيف بأهل القرى والأرياف والفلاحين..من خلال عملي السياسي والحزبي تجولت في العديد من القرى والريف العربي لم أجد جامع أو منارة إلا ما ندر..بالمقابل وجدتُ في القرى والريف الكوردي حتى وإن كانت القرية عبارة عن عدة بيوت هناك جامع ومنارة والمصلين يقرؤون القرآن بصورة مشوهة .
حول معاهدة سايكس بيكو .. في العادة جميع المعاهدات الدولية تحدد بـ 99 عاماً فمعاهدة سايكس بيكو تنتهي عام 2020 ويبدأ العهد الامريكي هكذا أستنتج وأفهم مقولة الفوضى الخلاقة ولقد بدأت تطبيق المقولة بما عرف بالربيع العربي وإني أرغب تسميته بالخريف العربي حيث سقطت عدد من الدول العربية وقياداتها كأوراق الخريف والمعارك في بداياتها أرجو من القارئ الكريم متابعة ما يجري في تونس وليبيا ومصر واليمن فالحراك السياسي بين مكونات تلك الشعوب تنذر بالحرب
الاهلية والتقسيم فالأوضاع لا تنتهي بسقوط الأنظمة الاستبدادية والدكتاتورية فالمخطط يسير باتجاه الحرب الاقليمية بين الاسلام السلفي وهلال الشيعي أي حرب إسلامية اسلامية .. وكما يقال لكل مقام مقال او لكل وتر من أوتار آلة العود نغمة .. أن ما حدث في تونس لا تشابه الحدث في ليبيا أو ما حدث في مصر يختلف جذرياً عن اليمن .
منذ الانتفاضة الشعبية السورية والتي قاربت عام ونصف العام نسمع من أفواه الكثير من السياسيين وهم من مدارس سياسية وفكرية مختلفة وطنية وتقدمية يهاجمون الشعب المنتفض بشتى النعوت والاتهامات الجارحة وعدد غير القليل من الشيوعيين السابقين يستخدمون كلمات وعبارات تعود لأيام الحرب الباردة ويقفون مع نظام بشار الأسد والحكومة السورية ويصفونها بحكومة المقاومة والممانعة ضد الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل ناسين أو متناسين ما حدث للفلسطينيين في تل الزعتر على يد وقيادة حافظ الأسد وعند الانتفاضة الجارية حالياً في سوريا كيف تم سحق المظاهرة السلمية في مخيمات الفلسطينية في اليرموك وفلسطين في دمشق لأنهم أدانوا قسوة نظام بشار الأسد من القتل والدمار شملت حتى الأطفال الرضع ومن النساء والشيوخ والعجزة بالمدافع والدبابات والطائرات الحربية المقاتلة ، طائرات ميك 23 وهدم البنايات العالية على رؤوس ساكنيها نرى من خلال الصور الحية ونسمع هدير الطائرات الحربية وأصوات المدافع والدبابات تسحق البشر والشجر وكل ما هو حي والجامد ومنذ حرب حزيران عام 1967 وجولان المحتلة لم تخرج منها رصاصة واحدة من جيش الأسدين حافظ وبشار مع ذلك تسمى دولة البعث بدولة الممانعة والمقاومة يا للعار وبأس الفكر والسياسة تباً لمثل هذه الدولة دولة الصمود والتصدي!
الاحداث الجارية في سورية فاق تصور المراقبين والمحللين السياسيين فنظام البعثي السوري مروراً بنظام بشار الأسد قد جاوز كل الخطوط فالانتفاضة الشعبية تقصف بالدبابات والطائرات الحربية (ميك 23) .. فوصلت شرارة الحرب إلى لبنان وتنذر بالحرب الاهلية والتقسيم أيضاً والمخطط يسير باتجاه إقصاء حزب الله وزعيمهم حسن نصرالله أي تجريد نظام الملالي في طهران من حلفائه والأخبار الواردة تفيد بان إسرائيل يهدد وذلك بتوجيه ضربة قاصمة للمفاعل النووي الإيراني وإيران تهدد بضرب إسرائيل ودول الخليج العربي مع غلق مضيق هرمز أي اشعال الحرب الواسعة في شرق الأوسط فالحرب إن وقعت سوف تطيح بالأنظمة القائمة حالياً وظهور دول جديدة في المنطقة كالحربين العالمين الأولى والثانية..وإني أعتقد في حال حدوث الحرب الكبرى في شرق الأوسط سوف تتغير الخارطة الجغرافية والسياسية لكثير من دول المنطقة عند ذاك تكون الفرصة متاحة وإعلان استقلال كوردستان وكما قسم كوردستان بعد الحرب العالمية الأولى لابد من نصيب الكورد شيء من هذا القبيل هذا هو تصوري وقناعاتي وكما يقال غداً لناظري قريب.. في النهاية أود التطرق إلى ما ذكره السيد المالكي في تصريح تلفزيوني حيث قال :
الكثير من الدول تنظر إلى ما يحصل في سوريا وفقاً لمصالحها ولكننا نحن نخشى ونخاف في العراق. فالإسلام السلفي،أخوان المسلمين يتعهدون ويهددون عراق الشيعي والبعض يقول أن العراق أمريكي ولا نخشى من شيء كأن حسني مبارك وبن علي وعلي عبد الله صالح لم يكونا من أزلام أمريكا..وينسون أقوال الامريكان..لا عداء دائم ولا صداقة دائمة انما المصالح دائمة .

http://sinainews.files.wordpress.com/2011/06/watadcee36a3f4.jpg
خارطة الشرق الأوسط الجديد حسب المخطط الامريكي من موقع مجلة القوة العسكرية الامريكية .



#شوكت_خزندار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دردشة أخوية مع الأخ عادل حبه ..!
- صناعة الرجل مهنة قديمة ، قدم ظهور الدولة على مرّ التاريخ الب ...
- رسالة مفتوحة إلى أخونا السيد مسعود البارزاني رئيس الإقليم .. ...
- ..! الجريمة أنواع
- حول الديمقراطية والاستقلال..!
- عبدالرزاق الصافي وزيرا متقاعدا ضمن فاتورة التصافي ,,!
- الموقف عن مجزرة بشت آشان 1/ آيار 1983 ..!
- الموسيقى إيقاع الروح ولغة الشعوب قاطبة ..!
- الجهل عدو الإنسان ..!
- سردشت الشهيد ، ليس شهيد كل العراقيين .. انما شهيد لكل أصحاب ...
- الأول من أيار .. هل يحق للعمال أن يحلموا!
- الأول من أيار .. ذكريات وشجون !
- الأمثال والحكم !
- الفوضى الخلاقة تتفاعل وتدخل صفحتها الثانية !
- محاولة اغتيال الزعيم
- عن سيناريو الانتخابات البرلمانية الأخيرة !
- كفاك وكفانا يا أخي إبراهيم البهرزي !
- الدكتور بدرخان السندي ضيفاً !
- الخارطة السياسية للأنتخابات البرلمانية القادمة !
- شيئ من التاريخ


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوكت خزندار - الانفصال أم الاستقلال ..!