أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيمة رجب - يا أنتِ.. أيقظي الإبداع














المزيد.....

يا أنتِ.. أيقظي الإبداع


نعيمة رجب

الحوار المتمدن-العدد: 3827 - 2012 / 8 / 22 - 13:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يا أنتِ..
أيقظي الإبداع
لا تبصري نفسكِ في كل مرآة، ولا تصغي لوصفكِ في كل صوت ولا تقرأي عنوانكِ في كل كلمة. فأنتِ لستِ ذلك كله، بل ذاتٌ كتبت عنوانها في كل جميلٍ صنعته وأحسنته وأتقنته. فأكبر خطيئة قد ترتكبها المرأة ضد ذاتها، حين تنظر صورتها فيما يظنه غيرها، وتعتقد حقيقتها ما يعتقده فيها سواها، وتحددّ قدرتها بحدودٍ وضعها لها من يجهلها.
إن من الأمور العظيمة في أهميتها والمغفول عنها للأسف في حياة الكثير من النساء، سيما لهؤلاء اللاتي تتجاذبهن التزامات الحياة ومسؤولياتها. هي محاولة الاحتفاظ بمساحة خاصة ومستقلة في حياتهن، يقتطعن فيها من يومهن الحافل وقتاً نوعياً، مبتعدات عن ضجيج الحياة وضغوطها، ويعتبرنه كساحة إبداع خاصة يكتشفن فيها ذواتهنّ المجهولة التي طمرتها صعوبات الحياة ومشاكلها، ويصغين فيها لصوتهن الداخلي التواق للإبداع والإضافة المتميزة والعطاء المختلف. ويدركن عبره مقدار ما تحوي ذواتهنّ من قدرات ومهارات ومواهب وعناصر تميز مختلفة.
وتكون تلك المساحة هي ميدان تفعيل لتلك القدرات والمهارات على اختلافها، سواءً في صورة ممارسة لإحدى المواهب المفيدة وتطويرها أو الحرف المتميزة وتعزيزها، أو النزوح والتوجه نحو المجال التطوعي والخدمة الاجتماعية، أو أي ميدان ومجال آخر متميز يشعرهنّ بقيمتهن ويمكنهنّ من إبصار أنفسهن الحقيقية وأبعادها.
ومن جهة أخرى، فإنهنّ يرسمن في تلك المساحة الخاصة مسارا جديدا وإضافيا يكون لهنّ كوصف وعنوان آخر، يكون بجانب وصف ربة بيت أو موظفة أو زوجه أو... -مع الاحترام والتقدير الكامل لكل تلك الأدوار-. وهذا بطبيعة الحال من شأنه أن يثري وجود كل امرأة، ويُشبع توقها وحاجتها الداخلية للإبداع والقيمة المتميزة والبصمة والإضافة للعالم والبشرية. وكذلك ومن زاوية أخرى لَكَم سيضيف هذا لمن حولها أيضًا، لأنها ستشعر بالإمتلاء والرضا والشعور بالمزيد من القيمة، لأنها اكتشفت أبعادها الأخرى ووظّفتها وأضافت بها، وبالتالي ستكون أقدر وأكثر ثقة لأن تعطي المزيد لمن حولها.
تلك المساحة الخاصة هي ما ينبغي أن تجعلها المرأة مرآة نقية وصادقة ترى بها حقيقتها، وتواجه بها كل أصوات الإحباط والتثبيط تلك الخارجية منها والداخلية، وكل النداءات التي تريد ترسيخها كجنس محدود في قدراته وعطاءاته ومؤطر في زوايا محدودة ومحددة.
إن الاحتفاظ بمساحة إبداع في حياة كل امرأة، كفيل بأن يبرز طاقات خلاّقة ويكشف مكامن لقدرات نادرة ومتميزة، من شأنها أن تضيف الكثير لإنساننا وتطوّر من عالمنا، إلاّ أنها لن تبرز إلاّ إذا أعطيت مستوىً من الانتباه والوقت والاهتمام. وحقيقةً إن هذا هو جانب ينبغي أن يلتفت إليه الجميع ولا يختص بالمرأة دون الرجل، ولكننا ركزّنا ونظرنا هنا إليها بالخصوص، كونها أكثر من يبخس حقها في أن تنال مساحة إبداع خاصة بها وذلك لأسباب مختلفة –أسرية ومجتمعية وغيرها-.
لا بد أن تحرر المرأة مراياها من عيون غيرها وظنونهم فيها، وتطلق أحلامها بعيدا عن كلماتهم وتصوراتهم عنها، لتحرر أخيرًا إبداعها من أرهان الحياة ومشاكلها ومشاغلها، لأن حقيقتها هي هنا.. في إبداعها، لا في ظنون غيرها.
نعيمة
جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية



#نعيمة_رجب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيد.. فرحة ومشاركة
- تعال معي يدك بيدي
- أقوى من المستحيل
- حياة واحدة تكفي
- الصحة المعنوية مطلب مغفول
- الأسرة أسوار وأسرار
- عيد العمال
- أمّنا الأرض


المزيد.....




- شاهد اللحظات الأولى بعد هجوم روسي ضخم بطائرات مسيرة على أوكر ...
- طهران تعلق على الغارات الإسرائيلية في عدة مناطق بسوريا
- -الهجوم على سفينة مساعدات غزة قرب مالطا إشارة تحذير- - يديعو ...
- السودان.. مقتل مدنيين بعد سيطرة الدعم السريع على النهود
- زاخاروفا تعلق بقول مأثور على دعوة القوات الأوكرانية للمشاركة ...
- مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية ...
- بيان مصري بعد قصف إسرائيل منطقة مجاورة للقصر الرئاسي في دمشق ...
- السعودية.. تنفيذ حكم القتل -تعزيرا- في مواطنين اثنين من أسرة ...
- رئيس وزراء اليمن أحمد عوض بن مبارك يعلن استقالته
- زاخاروفا تعلق على تهديد زيلينسكي لضيوف عرض عيد النصر في موسك ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيمة رجب - يا أنتِ.. أيقظي الإبداع