أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيمة رجب - أقوى من المستحيل














المزيد.....

أقوى من المستحيل


نعيمة رجب

الحوار المتمدن-العدد: 3798 - 2012 / 7 / 24 - 08:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أقوى من المستحيل
شيئٌ في أعينهم تراه ولكن لا تستطيع تعريفه، عنصر مؤثر يبدو فيهم بوضوح لكن غالبًا يتعذر عليك توصيفه، تغمرك الحيرة من أين جاؤوا بهذه الطاقة الوثّابة والاندفاع الاستثنائي؟! ولكن في ذات الوقت، تمتلئ إعجابًا لتك الإرادة الفولاذية التي امتلكوها. إنهم هؤلاء البشر الذين احترفوا تحطيم الاستحالة وركوب التحدّي.
هؤلاء الذين تراهم على قمم الجبال الجليدية يتحدّون الموت، من أجل أن يصلوا لما لم يصل إليه أحد. وتراهم في الغابات يستفزّون وحوشها، وفي الصحارى يصارعون لظاها وقساوتها، من أجل أن يفعلوا ويجتازوا ما عجز الآخرون عن اجتيازه وفعله. يحققون أرقامًا قياسية ويجتازون عقباتٍ استثنائية، ليتوَّجوا أخيرًا أبطالاً يهزمون الإستحالة.
إن الحقيقة والسر هنا يكمن في أعماق نفس كل إنسان. إنها الغريزة المجهولة والمطمورة في روح كل البشر، إنها غريزة التحدّي، أو تحطيم الاستحالة أو سمّها ما شئت، تلك التي أودعها الله في نفوس البشر قاطبة، ليتمكنوا من خلالها من إعمار الأرض وتطوير الحياة وتنمية الإنسان، ولكي يزدهروا ويرتقوا ويَتَحَدّوا شتى المصاعب التي تحول دون ذلك، ولكي يجتازوا كذلك مختلف العقبات في طريق تطورهم الإنساني. وما فعله ويفعله أبطال الأرقام القياسية ما هو إلاّ نوع وترجمة خاصة بهم لغريزة التحدّي في أعماقهم.
لطالما اختلف البشر في استجاباتهم لهذه الغريزة والموهبة الربانية، فبعضهم رضى بأن تُقبر داخله دون توظيف خارجي إلى أن ضاعت وتلاشت، والبعض الآخر استسلم أمام أول صعوبة في طريق تفعيلها وتخلّى بإرادته عنها، والبعض الثالث وظّفها لتألّقه ومجده الشخصي دون أن يمنح من خيرها للعالم والبشرية، وأخيرًا.. وهم الفئة الأقلّ والأندر، هم وحدهم من سخّرها في طريق نماء الإنسانية وتجديد الحياة وتطوير العالم، فقد فاض من داخلهم ذلك النهر العذب، وقد أبحروا فوق مجاريه متحدِّين جلّ الصعوبات، ومجابهين لواقع كان يُظَن استحالته على التغيير والتبديل، وقد نصروا به قضايا مأزومة وطالبوا بحقوق عسيرة ورفعوا معاناة عن كاهل بشر كانت عصية قبلهم على الرفع والتغيير.
إنها دعوة مقدّسة ونداء خالد يتجدد في أرواحنا في كل حين، فمتى نصغي إليه؟! ومتى نفسح لهذا الوهج طريقًا إلى قلوبنا وعقولنا، ليعبر منهما ويخرج إلى العلن، فنحن البشر كائنات متحدية إلى أبعد الحدود، وقادرة بفطرتها على تحطيم المستحيل، فقط علينا اكتشاف ذلك وتفعيل تلك القدرة في قنواتها التي خلقت من أجلها، وهي لهدف نماء العالم وتبديد معاناة الإنسان.
فلنشمّر عن سواعد العمل ما حيينا، سيما في أيامٍ كهذه حيث شهر رمضان، وهي فرص للتأمل واكتشاف الذات بعدد أيامه ولياليه، مستعينين بأنواره وبركاته لتستيقظ غريزة التحدّي داخلنا من سباتها الطويل، وتنهض ناشطة ساعية لاحتلال دورها في حياتنا وازدهارنا، وموقعها في عالمنا كعنصر إصلاح ونهوض وتجديد وتطوير.
أقوى من المستحيل هو الإنسان، ومتى ما أدرك هذه الحقيقة العظيمة، وسخّرها في تشييد مستوى حضاري جديد ومتقدم، ورفع بها وطوّر بني الإنسان، فإن الحياة عندها حتمًا ستغدو شيئا مختلفا.



#نعيمة_رجب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياة واحدة تكفي
- الصحة المعنوية مطلب مغفول
- الأسرة أسوار وأسرار
- عيد العمال
- أمّنا الأرض


المزيد.....




- طائرة مسيّرة تطيح بـ4 مراهقين ركبوا سطح قطار متحرك في مغامرة ...
- القوات الحكومية السورية تنتشر في مدينة السويداء عقب اشتباكات ...
- اكتشاف 1500 رتيلاء مهربة من فيتنام إلى ألمانيا داخل طرود بسك ...
- تريد صحة أفضل؟ إليك ما يحدث لجسمك عند تناول بذور اليقطين يوم ...
- انسحابات جديدة... حكومة نتنياهو على شفير الانهيار؟
- اليابان تحذر من تصاعد الأنشطة العسكرية الصينية وتعتبرها -تهد ...
- المعارضة الإسرائيلية تتهم نتنياهو بـ-بيع الجنود للبقاء في ال ...
- بالفيديو.. مستوطنون يحرقون مخزنا للسيارات شرق رام الله
- أحزاب دينية تعلن انسحابها من الحكومة الإسرائيلية
- -تم تضليلي-.. نتنياهو يرد على اتهامه بـ-إخفاقات 7 أكتوبر-


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيمة رجب - أقوى من المستحيل