أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - من هم سماسرة الطائفية؟















المزيد.....

من هم سماسرة الطائفية؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 14:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قلنا مراراً، أن العراق يحوم عليه شبح فتنة طائفية التي عانى منها كثيراً في مختلف مراحل تاريخه. وللأسف، هناك من يعمل بشتى الوسائل لإشعال هذه الفتنة بعد تحرير العراق من الفاشية البعثية، تنفيذاً لأجندات أجنبية لقاء السحت الحرام على حساب وطنهم وشعبهم. ومن هذه الوسائل نشر أخبار كاذبة، القصد منها تحريض طائفة على أخرى، بينما المطلوب من المثقفين، وبالأخص الإعلاميين منهم، تهدئة الوضع وتجنب صب الزيت على النار. وفي مقال سابق لنا، أشرنا إلى خبر ملفق نشرته صحيفة (المدى) مفاده: "استبعاد المكون الشيعي من مجموع الطيارين الذين سيتم إرسالهم الى الولايات المتحدة الامريكية لغرض التدريب." والذي نفاه قائد القوة الجوية، جملة وتفصيلاً.

وبعد نشر مقالنا، خرج علينا أحد كتبة الصحيفة المذكورة بمقال هجومي رخيص وبذيء بعنوان: (سماسرة الطائفية)، بدأه قائلاً: " يبدو أن منظّر دولة القانون السيد عبد الخالق حسين نسي القراءة بالعربية جيدا، او ان ثقافته الانكليزية التي ظلت تراوح بين ادعاء الماركسية والتغزل بالرأسمالية، والوقوف على أبواب السلطان، ....الخ". ويبدو واضحاً من عنوان ومضمون مقاله، اتهامي بالترويج للطائفية، ولا شك أن هذه التهمة خطيرة ولها عواقب وخيمة، لذلك عدت إلى الموضوع، لا للدفاع عن نفسي إزاء هذه التهمة السخيفة، بل لحماية الرأي العام من التضليل، وفضح سماسرة الطائفية الحقيقيين. أما الاتهامات الأخرى التي وجهها لي كاتب المدى، فهي في منتهى السخف والإسفاف لا تستحق حتى الإشارة إليها. فأنا كاتب مستقل حر، أكتب وفق قناعاتي وما يمليه عليَّ ضميري، وواجبي الوطني. ولست من أولئك الذين لا يرون الأشياء إلا بالأسود والأبيض، إذ هناك ألوان أخرى، فالوضع العراقي معقد ومتشابك يحتاج إلى إعمال العقل، بعيداً عن المزايدات الرخيصة، ورفع شعارات براقة، شبعنا منها وجلبت على الشعب العراقي الكوارث.

من المؤسف القول، أن هؤلاء السادة استخدموا أقلامهم للتضليل بدلاً من التنوير. فهم الذين يشعلون نيران الفتنة الطائفية بنشرهم أخبار ملفقة، ويتهمون غيرهم بالطائفية، أي كما يقول المثل: "رمتني بدائها وانسلت".

ولافتقاره إلى أدلة مادية وعقلية لتفنيد مقالنا، والدفاع عن الخبر الملفق الذي نشرته صحيفته، لجأ محامي الشيطان إلى استخدام السخرية الرخيصة والإساءة الشخصية بدلاً من اعتماد المنطق السليم لإقناع القارئ بوجهة نظره، إذ قال: [لا يهمنا إذا كان "المستر عبد الخالق" (كذا) يقرأ بعقله أو بجيبه، ولا الثمن الذي يقبضه بعد كل مقالة له تسبح بحمد اولي الامر، فهذا شأنه وهو رزق لا نحسده عليه،...]. نترك الحكم للقراء الكرام على من الذي يدفع له مقابل كل مقال ينشره.
ويضيف قائلاً: "لكن ما يخصنا أن الخبر الذي نشرناه له اسانيد لا يريد المستر ان يعترف بها، اول هذه الأسانيد ما صرح به نائب عن التحالف الوطني قبل نشر خبر المدى حيث قال النائب عن كتلة المواطن كريم عليوي ان: "الاقصاء الواضح للشيعة في عملية اختيار الطيارين الذين سيرسلون الى الولايات المتحدة الامريكية للتدريب على قيادة الطائرات الامريكية يأتي ضمن مخاوف أمريكية واضحة من منح الشيعة قدرة استخدام تلك الطائرات". كما واستشهد بتصريحات سياسيين من قائمة دولة القانون نشرت بعد نشر الخبر وليس قبله، وهنا بيت القصيد، والدليل هو أنهم عندما نشروا الخبر أدعوا أنهم حصلوا عليه من قيادي في التحالف الوطني رفض الإفصاح عن اسمه.

يقول الفيلسوف الألماني، إريش فروم (Erich Fromm) "أن الإرهابي لا يعتمد على الأضرار الناتجة من فعله مباشرة، بل على ردود الأفعال لفعله). فردود الأفعال هي الأخطر، إذ تشبه سلسلة التفاعلات النووية (Chain reactions). وهذا بالضبط ما يعتمد عليه أيضاً الإرهاب الفكري ومروجو الفتن الطائفية الحقيقيون. فهم يطلقون كذبة لإثارة فتنة طائفية مثل كذبة استثناء الشيعة من التدريب على قيادة الطائرات الأمريكية، فصدقهم بعض القياديين في التحالف الوطني، لذا أطلقوا تصريحات مضادة كرد فعل للخبر، ليتخذها كاتب (المدى) دليلاً لإسناد خبره وتفنيد مقال "مستر عبدالخالق حسين!!"على حد قوله، وتبرئة صحيفته من التلفيق!!.

وبالعودة إلى عنوان المقال: من هم سماسرة الطائفية؟
إن سماسرة الطائفية هم أولئك الذين يتظاهرون بمحاربة الطائفية قولاً، ويمارسونها عملاً، وعن طريق فبركة الأخبار الكاذبة لإثارة طائفة ضد طائفة أخرى. هم أولئك الذين يعملون على إجهاض الديمقراطية بغطاء الحرص على الديمقراطية والعلمانية، لا لشيء إلا لأن رئيس الوزراء شيعي استلم المهمة وفق ما أفرزته صناديق الاقتراع، وحاز على ثقة الأغلبية البرلمانية. وقد صار في عرفهم أن أي سياسي شيعي هو طائفي حتى ولو كان شيوعياً، إلى حد أنه حتى السيد حميد مجيد موسى، زعيم الحزب الشيوعي العراقي، لم يسلم من هذه التهمة السخيفة لا لشيء إلا لأنه منحدر من عائلة شيعية، وهذه جريمة في هذا الزمن الطائفي العاهر.
قلنا مراراً أن المستهدف من هذه الحملة هو العراق كله لتنفيذ أجندات دول الجوار المعادية للديمقراطية الوليدة بغية إجهاضها، ولكن هؤلاء لا يستطيعون معاداة الديمقراطية علناً، لذلك راحوا يتهجمون على الديمقراطية العراقية بالادعاء أنها مزيفة ومستوردة فرضتها أمريكا. وسبب آخر لعداء كتاب المدى، ومن لف لفهم للديمقراطية هو أن الذين فازوا بالانتخابات ليسوا وفق مقاساتهم التي يريدون فرضها على الشعب العراقي، لذلك يلجؤون إلى التضليل وفبركة الأخبار الكاذبة لإرباك الوضع وتشويه سمعة الديمقراطية العراقية. ننصح الذين يتهموننا بالطائفية إلى مراجعة كتابنا (الطائفية السياسية ومشكلة الحكم في العراق) الذي ذكرت في الاستنتاج، أن نظراً لتعددية مكونات الشعب العراقي، فالحل الوحيد لمشكلة الحكم في العراق هو النظام الديمقراطي العلماني الليبرالي.

يجب أن يعرف هؤلاء البلطجية أن بلطجتهم لن تخيفنا، ولن تزعزعنا عن مواقفنا التي نؤمن بصحتها قيد شعرة، وكلما أمعنوا في إرهابهم الفكري، تمسكنا أكثر بمواقفنا الصحيحة وفضح أعداء الديمقراطية.

خلاصة القول، إن سماسرة الطائفية هم الذين يرفعون عقيرتهم بالصراخ ضد حكومة أفرزتها صناديق الاقتراع بحجة أنها حكومة المحاصصة الطائفية والعنصرية، ولكنهم يدافعون عن قيادة سياسية تمارس أبشع أنواع العنصرية والشوفينية ضد الحكومة المركزية المنتخبة.
حقاً ما قاله الروائي الفرنسي بلزاك: "حذار من إمرأة تتحدث عن الشرف كثيرا".
ـــــــــــــــ
[email protected] العنوان الإلكتروني
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/ الموقع الشخصي



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعث والموساد، والذئب الذي لم يأكل يوسف!
- فخري كريم واللعب بالنار الطائفية
- من وراء قتل العلماء والأكاديميين العراقيين؟
- القاعدة في سوريا
- رايح زايد ويه المالكي!!!
- سوريا تحترق..اللهم لا شماتة
- هل ما حدث يوم 14 تموز ثورة أَم انقلاب؟
- الديمقراطية المصرية أمام اختبار التحديات
- دلالات فوز المرشح الإسلامي في مصر
- هل الحل في حكومة الأغلبية؟
- عودة للأزمة العراقية الدائمة
- حول دور الأنصار في إسقاط الفاشية البعثية
- مؤتمر أربيل وثقافة المسدس والزيتوني!!
- هل مؤتمر التجمع العربي لنصرة الشعب الكردي أم لنصرة حكامه؟
- اسباب عداء السعودية للعراق
- هل المالكي مشروع إيراني؟
- حوار مع النقاد حول الموقف من الأزمة العراقية
- قاسم والمالكي بين زمنين، التشابه والاختلاف
- الدعوة للتطهير العرقي جريمة ضد الإنسانية
- حول تزييف التواقيع ومداهمة مقر طريق الشعب


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - من هم سماسرة الطائفية؟