أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - سوريا تحترق..اللهم لا شماتة















المزيد.....

سوريا تحترق..اللهم لا شماتة


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3796 - 2012 / 7 / 22 - 15:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نعم، اللهم لا شماتة، نقولها وبألم شديد، فالشماتة ليست من شيم الأخلاق الفاضلة، فمن يتابع ما يجري في سوريا من قتل جماعي وهروب جماعي، وتدمير متواصل للمدن والقرى الجميلة، لا بد وأن يشعر بالحزن العميق على الضحايا الأبرياء من الشعب السوري الشقيق. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل كان بالإمكان تجنب هذا الدمار الشامل؟ بالتأكيد لا بد وأن يكون الجواب بنعم. وقد كتبنا، وكتب غيرنا منذ سنوات ننصح الدكتاتور بشار الأسد بأن يأخذ زمام المبادرة، ويقوم بالإصلاح السياسي بنفسه قبل فوات الأوان، وإلا سيحصل الحريق الذي لا يبقي ولا يذر، وسيكون مصيره كمصير نظيره، صدام حسين. نصحناه وغيره من الطغاة العرب الذين آووا القتلة البعثيين وأتباع القاعدة وأرسلوهم ليشعلوا الحرائق في العراق ويقتلوا أهلنا المسالمين الأبرياء بحجة محاربة "المحتل الغاشم". وحذرناهم بأن هذا الحريق لا بد وأن يصلهم ويحرقهم...فصمّوا آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا!

لقد بات معروفاً لدا القاصي والداني أن النظام البعثي الفاشي السوري كان يستقبل القتلة البعثيين المجرمين، والإرهابيين الوهابيين من شذاذ الآفاق، من بهائم السعودية الوهابية ودول شمال أفريقيا وغيرها ليقوم بتدريبهم وتنظيمهم ومدهم بالسلاح والمال، وإرسالهم إلى العراق لإشعال الحرائق فيه. وقد بذل رئيس الوزراء العراقي، السيد نوري المالكي، كل ما في جهده لإقناع بشار الأسد بالتوقف عن إرسال القتلة إلى العراق مقابل إبرام عقود اقتصادية في صالح سوريا تقدر بمليارات الدولارات. فما كان من بشار الأسد حتى هاج وماج وأنكر وجود أي بعثي عراقي في سوريا، ناهيك عن إنكاره لاستقبال الإرهابيين من أتباع القاعدة. ولم يكتفِ بهذا النفي، بل ما أن عاد السيد المالكي من دمشق حتى واستقبله الإرهابيون في اليوم التالي من وصوله إلى بغداد بسلسلة من التفجيرات الهائلة التي دمرت وزارتي المالية والخارجية، راح ضحيتها مئات المواطنين العراقيين، ناهيك عن الخسائر المادية الكبيرة. والجدير بالذكر أن المالكي كان هو المستهدف من تلك التفجيرات.

وهاهو الحريق يشتعل في كل أنحاء سوريا، بعد أن اشتعل في ليبيا ومازال في اليمن رغم إزاحة الدكتاتور علي عبدالله صالح... فماذا يقول بشار الأسد لنفسه الآن؟ لقد انقلب السحر على الساحر، فهاهم نفس القتلة الذين كان الأسد يجندهم ويرسلهم إلى العراق انقلبوا عليه وعلى الشعب السوري، وراحوا يقتلون السوريين تحت مختلف الذرائع، مثل الديمقراطية، وهناك القتل على الهوية الطائفية تماما كما عملوا في العراق.

نحن لم ولن نتعاطف مع نظام البعث السوري، فكعراقيين، نعرف ماذا يعني حكم البعث. ولكن من حقنا أن نسأل، أية ديمقراطية هذه التي يريد إقامتها النظام السعودي في سوريا، وهو أبشع نظام قروسطي متخلف، حيث يعتبر كل ما في الدولة من أرض وبشر وشجر ملكاً خاصاً للأسرة السعودية الحاكمة، بل وحتى الدولة تسمى باسم الأسرة. لقد عرف النظام السعودي كيف يستغل الظروف لصالحه، فهو على علاقة حميمة مع الدولة العظمى، أمريكا، إذ لولا الدعم الأمريكي للعائلة الحاكمة لما دام حكمها الجائر أكثر من أسبوع واحد. ولكن في الوقت الذي يتودد فيه هذا النظام إلى أمريكا يرسل القتلة الإرهابيين إلى العراق لقتل العراقيين والأمريكيين بذريعة تحرير بلد إسلامي من الاحتلال الأجنبي "الكافر". والذرائع والحجج لا تنتهي، فهناك فرسان البلاغة من كتاب وعاظ السلاطين، يقومون بتسخير اللغة للتلاعب بعقول الناس وتضليلهم، حيث استمر الإرهاب المدعوم من السعودية حتى بعد اسحاب القوات الأمريكية، وفي هذه المرة بحجة تحرير العراق من "الاحتلال الصفوي"!!. والمقصود بالاحتلال الصفوي هو مشاركة الشيعة في حكم بلادهم بما يتناسب وحجمهم وفق ما تقرره صناديق الاقتراع. لكن كيف لهؤلاء البدو الأجلاف أن يعرفوا لغة الانتخابات وصناديق الاقتراع، وقد تعودوا على حكم شعوبهم بالوراثة؟؟.

كتبت في نهاية العام الماضي مقالاً بعنوان: (بشار الأسد في نقطة اللاعودة)، بينت فيه أن الدكتاتور قد وصل نقطة اللاعودة، ومصيره أقرب إلى مصير صدام والقذافي، إذ ليس بإمكانه إنقاذ نظامه الجائر حتى ولو حاول القيام بإصلاحات سياسية لأن فاته الأوان، وسبق السيف العذل، وكما جاء في المثل: "الظلم لو دام دمر، يحرق اليابس والأخضر". وما يجري في سوريا، وقبلها في العراق وليبيا ومصر وتونس واليمن وغيرها، تأكيد على صحة هذه المقولة.

إن القتل والدمار الجاريان في سوريا الآن وما سيجري بعد سقوط نظام بشار الأسد سيفوق أضعاف ما حصل في العراق، وذلك لسبب واضح ينكره العرب بمن فيهم الليبراليون، ألا وهو أنه لحسن حظ العراقيين أن النظام البعثي الصدامي سقط على أيدي الأمريكان، الأمر الذي أرغم الأمريكان على حماية العراقيين من قتل بعضهم البعض، ومواجهة الإرهاب الوافد، بينما إذا سقط حكم البعث السوري على أيدي السوريين والإرهاب الوهابي الوافد ليس هناك من يحميهم من قتل بعضهم البعض. أدناه رابط فيديو يبيِّن ما ينتظره الشعب السوري من اقتتال طائفي على الهوية الدينية، ومن تهديد للعراق (الرابط في الهامش).

الدرس الذي يجب على الطغاة السعوديين والقطريين أن يستخلصوه هو أنهم ليسوا أذكى من غيرهم من الطغاة العرب الذين أطيح بهم، فالحرائق التي أشعلوها في العراق، وساهموا في إشعالها في سوريا الآن، لا بد وأن تصلهم وتحرقهم كما أحرقت سوريا وغيرها... وعندها لن يفيدهم الندم ..
ورحم الله نزار قباني حين خاطب هؤلاء الحكام البدو:
متى تفهم؟
أيا جملاً من الصحراء لم يلجم
ويا من يأكل الجدري منك الوجه والمعصم...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عنوان المراسلة مع الكاتب: [email protected]
الموقع الشخصي: http://www.abdulkhaliqhussein.nl/

مقال ذو علاقة بالموضوع
عبدالخالق حسين: بشار الأسد في نقطة اللاعودة
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=499

Sectarianism of the "Free Syrian Army" terrorists against their Syrian neighbors http://www.youtube.com/watch?v=J8ZjLSujXOU



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ما حدث يوم 14 تموز ثورة أَم انقلاب؟
- الديمقراطية المصرية أمام اختبار التحديات
- دلالات فوز المرشح الإسلامي في مصر
- هل الحل في حكومة الأغلبية؟
- عودة للأزمة العراقية الدائمة
- حول دور الأنصار في إسقاط الفاشية البعثية
- مؤتمر أربيل وثقافة المسدس والزيتوني!!
- هل مؤتمر التجمع العربي لنصرة الشعب الكردي أم لنصرة حكامه؟
- اسباب عداء السعودية للعراق
- هل المالكي مشروع إيراني؟
- حوار مع النقاد حول الموقف من الأزمة العراقية
- قاسم والمالكي بين زمنين، التشابه والاختلاف
- الدعوة للتطهير العرقي جريمة ضد الإنسانية
- حول تزييف التواقيع ومداهمة مقر طريق الشعب
- الإيمو، الوجه الآخر للحملة -الوطنية- لتدمير الدولة العراقية( ...
- حول اضطهاد الحزب الشيوعي العراقي من قبل الاستخبارات العراقية ...
- الحملة (الوطنية) لتدمير الدولة العراقية(1-3)
- هل تعيد أمريكا السيناريو الأفغاني في سوريا؟
- لماذا يغيِّر المثقفون قناعتهم؟*
- حول توزيع الموارد النفطية على الشعب؟


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - سوريا تحترق..اللهم لا شماتة