أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - هل المالكي مشروع إيراني؟















المزيد.....

هل المالكي مشروع إيراني؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3728 - 2012 / 5 / 15 - 14:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشر الصحفي السعودي، السيد عبدالرحمن الراشد، مقالاً بعنوان (المالكي مشروع إيراني أم عراقي؟) في صحيفة الشرق الأوسط السعودية بتاريخ 26/4/2012، ليستنتج في النهاية أن المالكي هو مشروع إيراني وليس مشروع عراقي!! ولله في خلق شؤون.

العرب والعقدة الإيرانية
لم تكن العلاقة بين إيران والعراق ودية وسلسة، بل كانت تتراوح بين المد والجزر، فترات سلم وحروب طوال التاريخ المدوَّن. وبعد الفتح العربي- الإسلامي لبلاد فارس (إيران)، اعتنق الفرس الإسلام ديناً لهم وتحمسوا له، ولعبوا دوراً كبيراً في تأسيس العلوم الإسلامية، وكتابة السيرة النبوية، وتبحروا في علوم اللغة العربية، وتفسير القرآن، وجمع وتنقية الأحاديث النبوية في كتب يثق بها أهل السنة خاصة، سميت بكتب (الصحاح)، مثل صحيح البخاري وصحيح مسلم، بل وحتى الإمام أبو حنيفة، مؤسس أحد مذاهب أهل السنة والجماعة، هو إيراني الأصل. وكذلك الشيخ عبدالقادر الكيلاني، إضافة إلى معظم شيوخ المعتزلة، والفلاسفة المسلمين، مثل ابن سينا والفارابي والبيروني والرازي وغيرهم كثيرون. وقد أغنى الفرس التراث العربي- الإسلامي بمؤلفاتهم الغزيرة من كتب التراث وباللغة العربية. كل ذلك كان مقبولاً، ومرحباً به إلى أن تشيّع الشعب الإيراني قبل خمسمائة سنة، وعندها صار هذا الشعب يلقب بـ"الفرس المجوس"، بل وحتى التشيع العربي لأهل البيت، والذي بدأ في العراق صار مجوسياً، ومرادفاً للشعوبية المعادية للعرب!!

وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 اتخذت العلاقة بين العرب بقيادة المملكة العربية السعودية، وبين إيران، منحىً جديداً فتدخلت فيها عوامل طائفية وسياسية ومصالح دولية. فشجعت السعودية والدول الخليجية الأخرى النظام البعثي الصدامي لشن حرب مهلكة على إيران دامت 8 سنوات عجاف أهلكت الحرث والنسل من الطرفين، وبدماء العراقيين وأموال الدول الخليجية، وبدعم من الدول الغربية. وبعد سقوط الفاشية البعثية وقيام النظام الديمقراطي في العراق، اتخذ النظام السعودي وتركيا وإيران من العراق ساحة لهم لتصفية حسابات فيما بينهم، ووأد الديمقراطية الوليدة، وذلك بتوظيف الصراعات الطائفية والأثنية بين مكونات الشعب العراقي، تعمل على تأجيج الصراع بين الكتل السياسية المشاركة في الحكم، كل قئة حسب انتمائها الطائفي باللعب على الورقة الطائفية.

هل المالكي مشروع إيراني؟؟
كان العراق في أواخر حكم البعث الصدامي يسمى بـ"الرجل المريض" في المنطقة. ولذلك رأى معظم دول الجوار (السعودية، سوريا، تركيا وإيران) إبقاء العراق تحت حكم البعث ضعيفاً مهيض الجناح، يضطهد شعبه، ومحاصر اقتصادياً، أفضل لهم من إسقاطه وإقامة نظام ديمقراطي فيه. ولكن للتاريخ منطقه الخاص، إذ شاءت الأقدار أن يسخر التاريخ لنا أمريكا، الدولة العظمى، لتسقط هذا النظام الجائر، وإقامة نظام ديمقراطي تساهم فيه جميع مكونات الشعب وفق ما تفرزه صناديق الاقتراع. لذلك صممت دول الجوار على إفشال العملية السياسية.

وهكذا بدأت حملات هذه الحكومات لتدمير عراق ما بعد صدام ومنعه من التعافي. والمعروف أن المؤامرات الخارجية لا يمكن تنفيذها إلا على أيدي أبناء الوطن أنفسهم. لذلك استغلت هذه الحكومات الصراعات بين مكونات الشعب فراحت تؤججها، وتوظف قيادات هذه المكونات مقابل المال والدعم الإعلامي لتدمير العراق وتحت مختلف الأسباب والواجهات.

للسعودية أسباب عديدة لتدمير العراق، منها طائفية ضد مشاركة الشيعة في الحكم، وسياسة ضد الديمقراطية، وإقتصادية لمنع العراق من استثمار نفطه كما هو مخطط لكي لا ينافس السعودية في هذا المجال. وقد وجد هؤلاء في شخص السيد نوري المالكي العقبة الكأداء بوجوههم ضد تنفيذ مشاريعهم لتخريب العراق، لذلك تصاعدت الحملة من قبل السعودية وتركيا ضد المالكي بتوجيه شتى التهم له، بأنه طائفي ودكتاتور... الخ، للتخلص منه. وراحت السعودية وتركيا تعزفان على الوتر الطائفي والعنصري بإظهار أنفسهم أنهم حماة أهل السنة في العراق. ولم يكتفوا بدعم قيادات كتلة "العراقية"، علاوي وطارق الهاشمي والمطلك وغيرهم، والعزف على الوتر الطائفي فحسب، بل راحوا يغازلون رئيس إقليم كردستان السيد مسعود البارزاني، وتشجيعه على إضعاف الحكومة المركزية وحتى الإطاحة بالمالكي. وليت الأمر توقف عند هذا الحد بل هناك محاولات لتمزيق التحالف الوطني (الشيعي) الذي يقوده المالكي نفسه، وذلك بمغازلة قيادات بعض مكونات هذا التحالف، المنافسين للمالكي، مثل السيد مقتدى الصدر، والسيد عمار الحكيم، فتمت دعواتهم من قبل أردوغان والبرزاني بغية كسب ودهم لعزل المالكي. ومن ثمار هذه اللقاءات والمغازلات وجه الصدر إنذاراً إلى المالكي، إذا لم ينفذ كذا مشاريع خلال 15 يوماً فإنه يعمل على سحب الثقة منه!!. وهكذا نجد الصدر يطرح مثل هذه الشروط التعجيزية ومعها العد التنازلي!! اتنفيذاً لمن يريد إفشال العملية السياسية. وهذا ما يجري على الساحة الآن.

والمؤسف أنه حتى البعض من المحسوبين على التيار اليساري والليبرالي أنضم إلى جوقة السعودي-التركي، من حيث يدري أو لا يدري، إذ هناك تناغم عجيب بين إعلام اليسار والإعلام السعودي في هذا الشأن، وكل له هدفه الخاص. فالاعلام اليساري والليبرالي يحارب حكومة المالكي (أو بالأحرى شخص المالكي) بحجة أنها "حكومة المحاصصة الطائفية والعنصرية والفساد"، دون أن يقدموا أية رؤيا واضحة للخروج من هذا الوضع عدا تقديم مواعظ لا تختلف عن تلك التي يقدمها عادة وعاظ السلاطين في خطبهم الدينية الوعظية، سهلة القول مستحيلة التنفيذ، فنجدهم دائماً يعقدون مقارنات بين حكومات الدول الغربية مع الوضع في العراق، ويريدون أن تكون الحكومة العراقية بنفس المستوى وإلا يجب تبديل رئيسها، ودون يتجرؤوا بذكر اسم البديل.

فالمالكي بالنسبة للسعودية، وكما جاء في مقال الكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد هو مشروع إيراني، وليس مشروع عراقي. ولن يكون المالكي مشروع عراقي إلا أن يعمل وفق نا تريد منه السعودية، أي أن يسير على خطى صدام حسين بمعاداة إيران، وجعل العراق البوابة الشرقية لحماية الأمة العربية من "الفرس المجوس"، السياسة التي دمرت العراق.

ولذلك تعمل الصحافة العربية وعلى رأسها الإعلام السعودي ضجيجاً عالياً حول النفوذ الإيراني في العراق، وقد بولغ في تضخيم هذا النفوذ إلى حد أن اعتبر البعض العراق صار مستعمرة إيرانية!! وفي جيب إيران. ولم يكتفوا بهذه الادعاءات، بل راحوا يخترعون تصريحات كاذبة تخدم أغراضهم وينسبونها إلى هذا المسؤول الإيراني أو ذاك. فعلى سبيل المثال لا الحصر، أشاعوا قبل أشهر قولاً نسبوه إلى الجنرال سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، أنه قال (أن العراق وسوريا وحزب الله في جيب إيران). وهنا قامت قيامة الإعلام العربي، واتخذوا من هذا التصريح "دليلاً" لا يرقى إليه الشك على أن الحكومة العراقية هي صنيعة إيرانية!!. ورغم أن السفير الإيراني نفى ذلك، وكذلك الحكومة الإيرانية، وأخيراً حتى سليماني نفسه ظهر على وسائل الإعلام نافياً أنه قال مثل هذا الكلام، ولكن رغم كل ذلك، أصر الإعلام العربي على "صحة" تلك التصريحات!!.
فحتى لو فرضنا جدلاً أن مسؤولاً إيرانياً قال شيئاً من هذا القبيل، فما ذنب العراقيين؟ وهل هذا يعني أن كل ما قاله المسؤولون الإيرانيين سيستجيب له المسؤولون العراقييون ويحققونه لهم؟

نعم، هناك علاقات طبيعية سلمية بين العراق وإيران، وهي من مصلحة البلدين، وأغلبها تجارية، ولكن كما صرح السيد رئيس الجمهورية، الأستاذ جلال طالباني، أن نفوذ تركيا في العراق أضعاف نفوذ إيران. إذن، لماذا كل هذه الضجة ضد العلاقة مع إيران فقط دون تركيا، رغم تدخل رئيس الحكومة التركية، أردوغان السافر بالشأن العراقي ودعمه ل
لمتهمين بالإرهاب من أمثال طارق الهاشمي؟

وعندما تسألهم عن الدليل حول النفوذ الإيراني في العراق، ليس لديهم أي دليل مادي سوى الافتراءات، والتلاعب باللغة على غرار ما طلع علينا السيد أياد جمال الدين بتصريح يعتبر بحق، إبداعاً لغوياً في الأدب العربي يستحق عليه الجوائز!. إذ نقل لنا السيد صائب خليل مشكوراً في مقال له في هذا الخصوص، جاء فيه: ((في حديث أدلى به لقناة «الآن» اللبنانية قال أياد جمال الدين: [ "التدخل الإيراني في العراق شيء يدرك ولا يوصف مثل الحبّ مثل الكُره، الانسان يشعر بالحبّ ولكن لا يستطيع ان يراه، لا يستطيع ان يشير له ويقول هذا حبّ. ولا يستطيع ان يقول هذا كُره. التدخل الإيراني من هكذا نمط. يُدرَك ولا يوصَف، ايران تُسيطر وتُهَيمن على كل مفاصل الحياة في العراق، السياسية والاقتصادية والدينية والثقافية وغير ذلك، البرلمان والحكومة ومجالس المحافظات القادمة أو الحالية والحكومات المحلية كل ذلك خاضع للنفوذ الإيراني، من يخالف إيران لا مكان له في العراق،" ].

لم يدرك السيد أياد جمال الدين أنه بتصريحاته هذه حول النفوذ الإيراني في العراق بهذا الشكل المبالغ به، أنه قد أهان الشعب العراقي، إذ أظهر هذا الشعب وأعضاء برلمانه وكأنهم العوبة بيد حكان إيران، لا رأي ولا عقل لهم سوى تقديم الطاعة لحكام إيران، والتصويت في الانتخابات للمرشحين الذين توافق عليهم إيران. فكل هذه الانتخابات وتحدي جماهير شعبنا لتهديدات الإرهابيين، وتضحيات الجماهير لا قيمة لها وإنما هي تنفيذاً لأوامر إيران.

لا أفشي سراً إذا قلت، أني كنت من المعجبين بالسيد جمال الدين، ولكن إصراره على خدمة السياسة السعودية، وإطلاقه مثل هذه التصريحات المهينة للشعب العراقي دون أن يدرك ما تعني، خيب أمل الكثيرين من أتباعه والقلة القليلة التي صوتت له في الانتخابات الأخيرة. ولحسن الحظ أن الرجل لم يصدقه أحد في كل ما يقول، لذلك خسر في الانتخابات رغم أنه صرف الملايين على الدعاية لنفسه وتنظيمه السياسي وانتحر سياسياً.
ـــــــــــــــــــــــــــ
[email protected] العنوان الإلكتروني
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/ الموقع الشخصي



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع النقاد حول الموقف من الأزمة العراقية
- قاسم والمالكي بين زمنين، التشابه والاختلاف
- الدعوة للتطهير العرقي جريمة ضد الإنسانية
- حول تزييف التواقيع ومداهمة مقر طريق الشعب
- الإيمو، الوجه الآخر للحملة -الوطنية- لتدمير الدولة العراقية( ...
- حول اضطهاد الحزب الشيوعي العراقي من قبل الاستخبارات العراقية ...
- الحملة (الوطنية) لتدمير الدولة العراقية(1-3)
- هل تعيد أمريكا السيناريو الأفغاني في سوريا؟
- لماذا يغيِّر المثقفون قناعتهم؟*
- حول توزيع الموارد النفطية على الشعب؟
- الشباطيون الجدد.. إلى أين؟
- الهاشمي لعب دور حصان طروادة بامتياز
- الصديق رياض العطار في ذمة الخلود
- دكتاتورية الشيعة وتهميش السنة، وهم أَم حقيقة؟
- حول ماكنة الدعاية البعثية الغوبلزية في التضليل
- من المستفيد من الإيقاع بين التحالفين الوطني والكردستاني؟
- هل يجوز الحياد بين الإرهاب وضحاياه؟
- الشباطيون يعودون لانقلاب دموي جديد
- محاولة لفهم العلمانية
- العراق وأمريكا، نحو علاقات متكافئة وقوية


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - هل المالكي مشروع إيراني؟