أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نعيمة رجب - العيد.. فرحة ومشاركة














المزيد.....

العيد.. فرحة ومشاركة


نعيمة رجب

الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 05:44
المحور: المجتمع المدني
    


العيد.. فرحة ومشاركة
أينما تجد تقاسُم بهجة وتلاقي أيدٍ وتشاطر بسمة، سترى العيد ماثلاً هنا، في اقتسام البشر بعضهم لحظاتهم وأحوالهم وأفراحهم، وفي تآزرهم وتوادّهم وتشاعرهم. ستلقى العيد حيث يعود الإحساس بقيمة التلاقي، وقيمة أن يكون البشر بالقرب من بعضهم، تختلط أنفاسهم وتلتقي أحلامهم. لتظل المشاركة هي العنوان الأبرز لكل عيد وفرحة وأمل وابتسامة، وليبقى العيد أخيرًا هو الإنعكاس الحقيقي والأصيل لمعاني التلاحم والتشاعر والتشارك.
إن ارتباط العيد بقيم المشاركة ينبّهنا لحقيقة عظيمة في أهميتها، وهي أن الفرحة والسرور الحقيقي هو رديف المشاركة والتآزر والتلاحم، إذ لا حبور وسعادة حقيقية وتمحورنا يتركز حول ذاتنا وحاجاتنا فقط، ولا فرحة وبسمة تنبثق من القلب وتبقى دون أن نتشاطر أنسها مع غيرنا، ولا زينة وبهجة تستقر في حياتنا وأيامنا ونحن نبخل أن نقاسمها الآخرين.
إذن نحن نحتاج أن نُبقي تلك القيم تزين أرواحنا كما زينت أعيادنا، لتكون أصيلة مستقرة في كياننا ووجودنا كما فعلت في أعيادنا ومناسباتنا. ولنحرص على أن نمنحها مساحة تطبيق أعظم ونطاق تفعيل أكبر مما هي عليه في الواقع، لتتعدى العلاقة مع الذين من حولنا ومن نراهم إلى من هم بعيدون عنا لا نراهم في زوايا هذه الأرض، هؤلاء الذين يشاركوننا كوكبنا وعالمنا ويؤاخوننا في إنسانيتنا وبشريتنا، لنشاطرهم همومهم وآلامهم وقضاياهم، وتحدياتهم وأحلامهم وأمانيهم، ولتتسع دائرة تشاركنا من مجرد التشاعر والتفاعل، إلى إعانتهم ومساندتهم بشتى ما يمكننا.

إن القضايا اليوم والتحديات، كتلك المتعلقة بالفقر والصحة والأمية والبيئة وقضايا المرأة والطفولة والكثير غيرها، كلها تنادي وتطلب لأن يتشاطر البشر حملها ويتقاسم الإنسان همّها، ويتشارك الجميع في معالجة وإصلاح ما في وسعهم واستطاعتهم، وكلٌ من مكانه وموقعه وظرفه وقدرته.
نعم، تلك هي المعركة الخفية التي نخوضها ضد أنانيتنا، وضد تغافلنا بأننا من أسرة إنسانية يقع على عاتقها واجب والتزام أخلاقي، وهي أن تتماسك وتتّحد في نصرة قضاياها ومواجهة تحدياتها، وتضخّ الحياة من خلال المشاركة والتآزر والتلاحم مع غيرها في عالم تقتله الأَثَرَة وثقافة الاستحواذ. إنها حربنا التي إن انتصرنا فيها فإنّا نستطيع أن نعلن أننا أصبحنا بشرًا بحقّ، نهتم ببعضنا ونشاعر غيرنا ونساند ما استطعنا الآخرين، بوصفنا جسدًا إنسانيا واحدًا إن شكى وتداعى منا عضو لم يهنئ أبدًا سائر الجسد. وسنصبح أخيرًا بهذه الروح ذواتًا عملاقة وعظيمة، لا يهزمها شيئ ولا يوقفها عائق أو تضعفها صعوبة، لأننا استوعبنا داخلنا كل الإنسانية، وجعلنا من كوكبنا الأرض وطننا وأرضنا.
نبارك لكم العيد وكل قيمة عظيمة يمثّلها، وكل إحساس وتشارك وتآزر وتشاعر، ونهنأكم بكل بسمة بالحب والتراحم تلتقي مع غيرها، وكل يد تصافح الأخرى بالود والمساندة، وكل أمل وأمنية تتعدى الذات لتتسع للآخر مهما بعد ونأى.
وكل عام والإنسانية كلها أكثر سعادة وتشارك وأمل وتلاقي.

نعيمة رجب
جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية





#نعيمة_رجب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعال معي يدك بيدي
- أقوى من المستحيل
- حياة واحدة تكفي
- الصحة المعنوية مطلب مغفول
- الأسرة أسوار وأسرار
- عيد العمال
- أمّنا الأرض


المزيد.....




- وزارة الصحة بغزة: الحصار والمجاعة يقتلان 67 طفلًا في قطاع غز ...
- أحداث السويداء.. تركيا تدعو لوقف العنف والأمم المتحدة تطلب ت ...
- مصادر طبية: غزة تشهد مجاعة فعلية.. ومراكز الإغاثة تحولت لمصا ...
- الشرع: الدروز ركن أساسي من النسيج الوطني السوري.. ونلتزم بحم ...
- سيناتور أمريكي: لا ينبغي لواشنطن التواطؤ في التطهير العرقي ب ...
- فيديو يُظهر طفلة فلسطينية تهرب من قصف إسرائيلي على مخيم للاج ...
- -انتهاك غير دستوري- .. القضاء الأمريكي يجمّد قرار ترامب ضد ا ...
- الأمم المتحدة تحذر من أن يصبح الحرمان الجماعي أمرا طبيعيا في ...
- صحة غزة: المجاعة ومجازر الاحتلال قرب مراكز المساعدات تهدد حي ...
- صحة غزة: المجاعة تتفشى في القطاع ونحذر من كارثة صحية وإنساني ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نعيمة رجب - العيد.. فرحة ومشاركة